ما هي حكاية كثير من قصص النجاح التي تبدأ بالرفض دائماً من قبل
الجميع، وتنتهي بنجاحات مدوية لا يسع أحد تجاهلها؟ هل طريق النجاح لا بد
وأن يبدأ من أقصى نقطة في الفشل؟. لا بد وأنكم تستحضرون الكثير من الأمثلة
لناجحين مبرزين في مجالات شتى بدأت قصصهم بالرفض الكامل, والأغرب من ذلك
كله أن هذا الرفض يأتي غالباً من أهل الاختصاص في ذات المجال.
"جوان رولنج" أو المعروفة اختصاراً "جي كي رولنج" أغنى امرأة في
بريطانيا بعد الملكة اليزابيث، متخطية حاجز المليار دولار. هي نموذج للنجاح
الفني الذي ابتدأ بالرفض. في العام 1990، "رولنج" وأثناء انتظارها لرحلة
متأخرة في إحدى محطات القطار في بريطانيا، طرأت على ذهنها شخصية هاري بوتر
الفتى الصغير الذي يتعلم السحر في أكاديمية خاصة لذلك، وتواصلت الأفكار
والشخصيات بالانهمار على مخيلتها. لم تكد تصل إلى منزلها حتى شرعت مباشرة
في كتابة كل الأفكار التي لديها.
استمرت "رولنج" في كتابة أفكارها حول رواية الأطفال تلك، وفي هذه
الأثناء انتقلت من بريطانيا إلى البرتغال لتعمل في تعليم اللغة الانجليزية،
وهناك تزوجت وأنجبت ابنتها الأولى جيسيكا لتعود إلى بريطانيا بابنة رضيعة
بعد انفصالها عن زوجها.
واصلت "رولنج" كتابة الجزء الأول من الرواية خلال عملها في اسكتلندا،
لتنتهي منها تماماً بعد خمس سنوات من الهاجس الأول، أي العام 1995. والآن
سوف تبدأ الفترة الأصعب في حياة "هاري بوتر" وهي مرحلة إقناع الناشرين
بجدوى نشر الرواية وقدرتها على النجاح تجارياً. بدأت الأمور مبشرة حيث تحمس
أحد وكلاء الأعمال للرواية وطلب من "رولنج" أن يقوم بتمثيلها لدى دور النشر
المتخصصة بكتب الأطفال.
وكانت النتيجة بعد سنة كاملة من العرض، ثلاثين رفضاً من ثلاثين داراً
للنشر في بريطانيا. وحينما اقتنعت إحدى دور النشر بناء على إعجاب ابنة أحد
أعضاء إدارتها بالمسودة الأولى للرواية، نصحها مالك الدار بالبحث عن وظيفة
وألا تأمل كثيراً بمردود مادي كبير من وراء الرواية.
تم اعتماد طبع الجزء الأول من الرواية "هاري بوتر وحجر الفلاسفة"،
وتسلمت "رولنج" مقدم أجرها 1500 باوند من دار نشر صغيرة في لندن، ولم تغامر
الدار بطباعة أكثر من 1000 نسخة ضماناً لأدنى حد ممكن من الخسائر. تم توزيع
500 نسخة فقط منها للمكتبات لانتظار ردة الفعل.
وحتى لا نطيل في شرح ما حصل للرواية يكفي القول إن نسخ الطبعة الأولى
تحديداً تباع اليوم بأسعار تتجاوز 16000 باوند أي ما يتجاوز المئة ألف
ريال.
وفي عام 1998 اشترت استديوهات وارنر برذرز حقوق تحويل الروايات إلى
أفلام سينمائية بعد أن حققت نجاحاً هائلاً في بريطانيا والولايات المتحدة
والعالم ككل خصوصاً أن الرواية ترجمت إلى العديد من اللغات العالمية. وبلغت
حقوق تحويل الجزئين الأوّلين من الرواية مبلغاً من سبعة خانات دون الإفصاح
عنه.
تم إطلاق الجزء الأول من سلسلة أفلام "هاري بوتر" بعنوان "هاري بوتر
وحجر الفلاسفة" في نوفمبر 2001 أي بعد قرابة أربعة أعوام من إطلاق الجزء
الأول من الرواية. وبعده بعام تماماً تم إطلاق الجزء الثاني من سلسلة
الأفلام "هاري بوتر وحجرة الأسرار" وكلا الفيلمين تولى إخراجهما "كريس
كولومبوس". وبعد قرابة العامين تولى المكسيكي "الفونسو كورن" إخراج الجزء
الثالث من السلسلة "هاري بوتر وسجين أزكبان". وبعده بعام أي العام 2005
أخرج البريطاني "مايك نويل" الجزء الرابع وحمل عنوان "هاري بوتر وكأس
النار". وفي العام 2007 تم إطلاق الجزء الخامس بعنوان "هاري بوتر وجماعة
العنقاء" والذي تولى إخراجه البريطاني "ديفيد ييتس" القادم من خلفية
تلفزيونية.
وفي شهر يوليو الحالي انطلق الجزء السادس من السلسلة بعنوان (هاري
بوتر والأمير الهجين-Harry Potter and the Half-Blood Prince)
وتولى إخراجه نفس مخرج الجزء السابق "ديفيد ييتس". والذي تم إعلان اسمه
كمخرج للجزء السابع والأخير من السلسلة والذي يحمل عنوان "هاري بوتر
ومقدسات الموت" ومن المتوقع أن يعرض القسم الأول منه العام 2010 والقسم
الثاني منه العام 2011.
وأعلنت المؤلفة "رولنج" بالتزامن مع استديوهات "وارنر براذرز" نيتها
التوقف تماماً عن السلسلة بعد إتمام الجزء السابع مؤكدة أنها تفكر في
التفرغ لسلسلة أخرى تستهدف الأطفال الأصغر سناً.
الجدير بالذكر أن الأجزاء الأخيرة من السلسلة ابتداءً من الجزء
المعروض هذا العام بدأت تنحو باتجاه مرحلة عمرية أكبر من تلك التي
استهدفتها القصة في الأساس باعتبار نمو الشخصيات عمرياً الأمر الذي توازى
مع النمو الحقيقي لأبطال الفيلم وممثليه. وسيشهد الجزء المعروض حالياً
والجزء القادم تعقيدات أكثر من حيث الحبكة المطروحة أو تركيب الشخصيات
وعلاقاتها ببعضها البعض.
الممثل الأشهر في السلسلة "دانيال راديكليف" والذي مثل شخصية "هاري
بوتر" في الأجزاء الستة هو من مواليد مدينة لندن البريطانية ويبلغ من العمر
عشرين عاماً. بدأ تمثيل السلسلة وهو في عمر الحادية عشرة. والداه
يعملان في مجال الأدب والفن، فوالده وكيل أعمال أدبية ، ووالدته منسقة
اختيار ممثلين لصالح برامج ومسلسلات شبكة البي بي سي البريطانية.
بدأ مشواره التمثيلي منذ سن الخامسة، ولكن ظهوره الفعلي كان في سن
العاشرة في إحدى حلقات مسلسل بريطاني صور لصالح شبكة البي بي سي. وفي العام
2000 تقدم "دانيال" لتجربة أداء لاختيار طفل لبطولة سلسلة "هاري بوتر".
وبعد عدة اختبارات أداء لمئات الأطفال تم اختيار "دانيال" بعد موافقة
المنتج وصاحبة العمل "رولنج" التي قالت: لم أستطع أن أجد أفضل منه لأداء
شخصية "هاري". عمل دانيال في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية
إلى جانب التزامه بالطبع بأداء شخصية "هاري بوتر" في الأجزاء المتتالية.
بلغت التكلفة الإنتاجية للأجزاء الخمسة الأولى تسعمائة مليون دولار،
فيما حققت باستثناء الجزء السادس الذي لا يزال يعرض، قرابة خمسة مليارات
دولار كمبيعات شباك تذاكر حول العالم خلافاً لحقوق بيع المواد الترويجية أو
أقراص العرض المنزلية.
الرياض السعودية في
31/07/2009
عادل إمام في «بوبوس».. معالجة فنية ضعيفة لقضية موجعة
عبدالله السمطي
يواصل الفنان عادل إمام طرح أفلامه السينمائية التي تسعى إلى الاختلاف
عن سياق ما يعرض من أفلام سينمائية مصرية، وعلى مستوى الإنتاج السينمائي
المصري، وهو في أحدث أفلامه التي تحمل عنواناً غير مألوف في مسيرته
السينمائية هو "بوبوس" يقدم فضاء سينمائياً جديداً يسعى للاقتراب من عالم
المال والاقتصاد، مغلفاً ببعض الرؤى الاجتماعية والسياسية أحياناً.
هذه هي الأرضية الجوهرية التي يتكىء عليها الفيلم، قراءة الفساد
المالي والاقتصادي الذي يتجلى في السنوات الأخيرة في بعض مظاهر الحياة
الراهنة، من خلال رصد مسيرة رجال الأعمال المتعثرين مادياً، الذين خسروا
أموالهم وصفقاتهم، وقروضهم التي اقترضوها من البنوك، وقاموا بتحويلها إلى
خارج مصر.
ينطلق الفيلم بالتالي من قضايا واقعية، ولعل أبرزها القضية الشهيرة في
مصر، قضية "نواب القروض" المتهم فيها أكثر من 450 متهماً ما بين رجال
أعمال، وسماسرة، ووسطاء، وعملاء، والفساد المالي والإداري أضحى من العناوين
والمانشيتات الصحفية المتكررة في مصر منذ أكثر من عقدين على الأقل. لهذا
فإن تأسيس فيلم على قضية واقعية مكررة من المفترض أنه يتكىء على مادة خام
وفيرة ما يضمن لها آليات التلقي والقبول والتأثير السينمائي، خاصة حين تتم
المقارنات المشهدية بين عالمي: الأثرياء والفقراء، والنسج على ذلك عبر
المواقف المفارقة، والكوميدية الساخرة، وهو المضمار الذي يركض فيه عادل
إمام بمهارة.
بيد أن ذلك لم يتحقق بشكل واع ومركز في هذا الفيلم الذي لم يأخذنا إلا
إلى مجموعة من المشاهد السطحية المكررة في أفلام عادل إمام الأخيرة، خاصة
تلك التي كتبها مؤلف هذا الفيلم يوسف معاطي مثل: السفارة في العمارة،
ومرجان أحمد مرجان، والتجربة الدانماركية، وهي الأفلام التي يصبح فيها عادل
إمام هو المركز وجميع المشاركين في الفيلم من الفنانين والفنانات، هم
الهامش.
مشاهد كربونية
يستهل الفيلم الذي شارك فيه عدد كبير من النجوم مثل: يسرا، حسن حسني،
مي كساب، عزت أبو عوف، يوسف عوف، أشرف عبدالباقي، رجاء الجداوي، ضياء
اليرغني، بمشهد دخول محسن الهنداوي (عادل إمام) لمؤتمر لرجال الأعمال في
لندن، طريقة دخول عادل إمام لقاعة الاجتماعات طريقة مسرحية متكررة في
أفلامه الأخيرة تدل منذ بداية الفيلم على أن الهنداوي هو المحور، والباقون
هم الهامش، وهذا ما حدث في الفيلم، فباستثناء بعض المشاهد المفارقة لأشرف
عبدالباقي ومي كساب لم نشعر بوجود حسن حسني مثلاً، أو عزت أبو عوف أو بقية
الممثلين الآخرين.
سيطرة البطل
محسن الهنداوي هو المسيطر على أغلب مشاهد الفيلم، والمشاهد الأخرى
تقود إليه، والسيناريو لا يكرر سوى محسن الهنداوي، وهذا يفقد الفيلم أدواره
الجماعية الشاملة ويجعله مفصلاً على مقاس البطل وحده. الهنداوي رجل أعمال
مفلس، يقوم البنك بفرض رهن على ممتلكاته حتى يتم سداد قروضه، يظل يبحث عن
طريق محاميه حلمي "حسن حسني" عن دفاتره القديمة، وعن رجال الأعمال الذين
أقرضهم من قبل أو دخل في شراكات معهم، ومن خلال بعض المواقف الطريفة يذهب
محسن الهنداوي إلى البعض منهم، فينتحر هذا ويطلق الرصاص على نفسه، ويموت
ذلك، ويجن الثالث، حتى يصل إلى أرملة رجل أعمال يدعى عطية أبو سريع، واسمها
"مهجة النشار" (يسرا) يتعرف عليها بطريقة كوميدية خلال الذكرى السنوية
لوفاة زوجها، ويطالبها بسبعة ملايين ديوناً كانت على زوجها، فتحدث مشاجرات
فيما بينهما، ثم علاقة عاطفية.
و"بوبوس" في الفيلم لقب طفل في الفيلم اسمه "عباس" ترك والده له ثروة،
وحاول محسن الهنداوي أن يشاركه في بعض الأعمال، ومن هنا جاءت تسمية الفيلم.
لم يغير المخرج وائل إحسان الذي أخرج عدة أفلام شبابية مثل: اللمبي،
وش إجرام، الباشا تلميذ، اللي بالي بالك، من طريقة عادل إمام سواء على
مستوى الحركة أم على مستوى الأداء، وقدم فيلماً باهتاً ركز فيه على بعض
المشاهد "المثيرة" التي تكررت في الفيلم بشكل أفقده دراميته، وطموحه
التصويري. فيلم" بوبوس" خالٍ من جماليات العمل الفني خاصة على مستوى
السيناريو، وعلى مستوى حبكة الفيلم وتأثيره، ومعالجته لهذه القضية المهمة
التي توجع ضمير الناس.
الرياض السعودية في
31/07/2009
النافذة السابعة
سؤال بمليون.. فيلم بمئات الملايين
إعداد: عبدالله آل عياف
المكان: إنجلترا - الهند
الحدث: صعوبات إنتاج فيلم المليونير المتشرد
Slumdog Millionaire
الزمان: 2007 م
لم يكن المخرج البريطاني داني بويل متحمساً عندما عرضت عليه شركة
كيلادور (منتجة برنامج المسابقات العالمي الشهير "من سيربح المليون؟") في
عام 2006 أن يخرج فيلماً يعتمد على رواية (سؤال و جواب
Q
&
A)
للمؤلف والدبلوماسي الهندي فيكاس سواروب والتي تدور أحداثها حول فتى هندي
يخرج من أفقر المناطق ليصل لمراحل متقدمة من برنامج من سيربح المليون
مروراً بقصة حياته العجيبة. لكن بويل غير رأيه عندما علم أن سيمون بيوفي هو
من سيكتب السيناريو وهو الذي كتب فيلم (ذا فول مونتي-The Full
Monty) أحد أجمل الأفلام البريطانية كما يرى بويل.
تقرر أن يتم تصوير الفيلم بميزانية منخفضة وبكاميرا ديجيتال بعيداً عن
الكاميرا السينمائية وتكاليفها العالية، كما استطاعت شركة كيلادور من توفير
خمسة ملايين دولا من شركة وارنر اندبندنت بكتشرز (التكلفة الإجمالية للفيلم
كانت 15 مليون دولار) وتم البدء بصنع الفيلم في مدينة مومباي الهندية في
الخامس من نوفمبر 2007م.
كان أحد أكبر التحديات أمام المخرج هو التعامل مع الكثير من الممثلين
غير المحترفين والذين يقفون أمام الكاميرا للمرة الأولى، بل إن كثيراً منهم
تم جلبه فعلاً من الأحياء الفقيرة والعشوائيات القذرة. الكاميرا المستخدمة
كانت نموذجاً تجريبياً من كاميرا جديدة صنعتها شركة سيليكون إيميجنق وككل
النماذج التجريبية كان هنالك العديد من المشاكل التقنية لكن تواجد إخصائي
من الشركة الأخيرة مع طاقم الفيلم طوال مدة التصوير أسهم في حل كل المشاكل
التي واجهها التصوير.
في مايو 2008 تم إقفال شركة وارنر اندبندنت بكتشرز وتم ضم جميع
مشاريعها القائمة (ومنها فيلم المتشرد المليونير) إلى الشركة الأم وهي
وارنر برذرز. الشركة الأم لم تكن مقتنعة بفرص نجاح الفيلم جماهيرياً في
الصالات الأمريكية فقررت عدم طرحه في قاعات السينما وتكبدت خسائر الطباعة
والتوزيع، والاكتفاء بطرح الفيلم على أقراص الديفيدي فقط، وخلال بحث الشركة
عن مشترين
للمشاريع العالقة لديها توصلت لاتفاق مع شركة فوكس سيرشلايت بكتشرز
تكلف به الأخيرة بتوزيع الفيلم على الصلات الأمريكية مقابل نصف أرباح وحقوق
الفيلم بالإجمال.
الزمان: اليوم
حتى الآن، حصد فيلم المتشرد المليونير أكثر من 360 مليون دولار حول
العالم وفاز بثمانية أوسكارات (ليكون أول فيلم في تاريخ السينما يتم تصوير
معظمه بكاميرا الديجيتال ويحقق أوسكار أفضل فيلم) وسبعة جوائز بافتا وأربعة
جوائز
جولدن جلوب وأكثر من سبعين جائزة أخرى، فكيف استطاع فعل ذلك؟. (السؤال
لكم الآن أعزائي القراء.. وإليكم الخيارات):
* الفيلم محظوظ
* الفيلم رائع
* إنه القدر
* كل ما سبق
الرياض السعودية في
31/07/2009 |