لا تستطيع أن تعثر علي أرقام موثقة في السينما المصرية حتي تلك
التي أعدها مجلس رئيس الوزراء مؤخراً
وتناولت كل أنواع الفنون، وكنت مشاركاً
فيها عندما قرأت المعلومات المدججة بالأرقام خاصة تلك التي تناولت السينما
اكتشفت
العديد من الأخطاء، وعلي هذا فإن ما بني علي رقم باطل فهو باطل..
وعندما نقرأ
إيرادات الأفلام يتكرر هذا الأمر حيث لا يوجد رقم تستطيع أن
تتأكد من صدقه..
بل
إن الجرائد والمجلات تتضارب فيما بينها وهي تشير إلي إيرادات الأفلام.. لم
يكن
هذا الأمر يحدث قبل عشر سنوات لأن كل دار عرض ملزمة أن ترسل أرقامها إلي
غرفة
صناعة السينما وفي نفس الوقت كانت أغلب شركات الإنتاج تصلها الإيرادات
يومياً
لأفلامها والأفلام المنافسة بلا أي حساسية..
أقول ذلك قبل أن أنتقل مباشرة إلي
الرقم الذي أردت أن أحدثكم عنه هذا الأسبوع، وتحديداً
فيلم »بوبوس« الفيلم
الآن بدأ يغادر دور العرض المتاحة له والتي احتلها قبل نحو
٤
أسابيع لم يتبق له
إلا تلك التي تملكها شركة »جود نيوز«
منتجة الفيلم وهي صاحبة مصلحة مباشرة في
استمراره بالإضافة إلي عدد محدود آخر وذلك بعد أن بدأ عرض فيلم »ألف
مبروك«
إخراج أحمد بلال وبطولة أحمد حلمي الذي احتفت به شركات التوزيع التابعة
لنفس
الجبهة التي توزع أفلام
»عادل« بل بدأت دور العرض ولأول مرة هذا الموسم ترفع
شعار »كامل العدد«.. وصارت السينما تفتح أمام الفيلم أكثر من شاشة عرض وعلي
هذا
تأثر فيلم »بوبوس«
الذي كان يحقق إيرادات متواضعة خلال الأسابيع الماضية لكنها
في الأسبوع القادم ستزداد تواضعاً
مع الوضع في الحسبان أن الأرقام ليست دقيقة
تماماً لكن لا أحد ينكر أن الأرقام هزمت »عادل إمام«
هذه المرة.. مؤشر
الأرقام ليس هو الفيصل بالطبع في الحكم علي العمل الفني ولكن عندما تقدم
فيلماً
تجارياً يصبح الرقم هو الأهم في التقييم..
هكذا تستطيع أن تجد أن الكل حتي من
تحمسوا لعادل إمام لم يستطعوا إنكار هبوط أرقامه في دار العرض ربما مثلاً
نستمع
من يؤكد أن النقاد سيدركون أهمية هذا الفيلم بعد سنوات وأنه سوف يدرس في
معاهد
السينما في الأعوام القادمة باعتباره قطعة سينمائية نادرة..
كل هذا وأكثر منه
يقوله أحياناً صنّاع الفيلم.. أحد الكتّاب اعتبر أن المرجعية الوحيدة ودافع
عن
الفيلم وهذا بالطبع من حقه أن يري »بوبوس«
تحفة سينمائية لكنه لم يكتف بهذا
القدر بل اعتبر أن كل من كان له رأياً مغايراً
فهو »شتام« لأن »عادل«
لا ينبغي لأحد أن ينتقده.. »عادل« نفسه عندما تستمع إلي رده علي الآراء
السلبية في أفلامه يعتبرها شتيمة وليست نقداً رغم أن الشتيمة يقع قائلها تحت
طائلة القانون.. هناك نوع ثالث من الكتّاب والنقاد توقف في المنتصف لم
يستطيع أن
ينتقد »عادل إمام«
أن يدلي بدلوه مدافعاً عنه وصمت تماماً وهذا في رأيي هو
أخطر المواقف وأسوأ الاختيارات لأن هذا يعني أن الناقد لا
يعنيه القارئ وهو بهذا
الاختيار يخسر الكثير وتتراجع مصداقيته!
لقد استمعت إلي ناقد كبير وهو يذكر
ذلك في أحد أحاديثه مشيداً بموقفه السلبي تجاه عدد من الأفلام مؤكداً
أنه لا
يخون الحقيقة فهو لا يدافع عن عمل فني سيئ وفي نفس الوقت ليس دوره أن يغضب
صنّاع
العمل الفني؟!
تستطيع أن تقرأ الصورة مع »بوبوس«
كالتالي،
أغلب الآراء
النقدية جاءت ضده مع اعترافي بأن من حق البعض أن يري فيه تحفة بدون أن
نتهمه في
ذوقه الفني ورغم ذلك فإن هذه الآراء حتي الإيجابي منها لا تعني
الكثير لعادل إمام
الأهم هو الإيرادات..
الحقيقة المؤكدة مهما حاولنا تجميلها تؤكد أنه رغم كل
الدعاية الصاخبة التي صاحبت ولاتزال الفيلم لم تصمد الإيرادات ويجب أن
نعترف أن
شركة »جود نيوز«
رصدت ميزانية دعاية غير مسبوقة ومنحت الفيلم مساحات من
الدعاية لا يمكن لأي منصف سوي أن يراها تملأ كل الفضائيات
والشوارع..
الأرقام
تشير إلي أن التراجع كان هو صاحب الصوت الأعلي.
ما الذي سوف يفعله »عادل«؟
أتصور أن »عادل« شاب واقعي، والدليل أنه بعد أن انطلقت ثورة المضحكين الجدد
عام ٧٩٩١ بفيلم »اسماعيلية رايح جاي«
تماسك..
اكتشف أن
»هنيدي« يحقق
٥١
مليون جنيه بينما كان هو لا يتجاوز في ذلك العام
٧ ملايين جنيه فقط ولكنه
استعاد مكانته ولم يستسلم وتعددت الأرقام بجواره التي تحققها الأفلام
الأخري
وأيضاً النجوم الجدد لكنه كان صامداً
في كل عام يأتي ترتيبه الثاني أو الثالث
في دنيا الإيرادات!
هل »عادل« قادر علي أن يواجه الطوفان للمرة الثانية؟!
يجب أن نفرق بين اعتراف »عادل«
بالهزيمة الرقمية وإعلانه الهزيمة..
لن يعلن
»عادل
إمام«
هزيمته بالطبع ولكن أتصوره يدرسها الآن ومن مختلف الجوانب فهو
يعلم
أن شركات الإنتاج لن تسمح له بهزيمة أخري بدون أن يدفع الثمن..
والثمن يعني تضاؤل
الرقم الذي يحصل عليه كأجر وأيضاً لن تسمح له بممارسة صلاحيات مطلقة علي كل
مفردات العمل..
العلاقة واضحة جداً
بين الرقم الذي يحققه نجم الشباك والفيلم
السينمائي.. »عادل« لديه أكثر من مشروع سبق أن أعلن عنه منها »فرقة ناجي
عطالله«
والذي ترددت أسماء
»كريم عبدالعزيز«
و»أحمد السقا«
لكي يشاركانه
البطولة..
لا أتصور أن هذا هو مشروعه القادم..
»عادل« لا يمكن أن يعود إلي
جمهوره علي جناحي نجمين شابين كل منهما لديه جمهوره، كما أنه لا توجد شركة
إنتاج
قادرة علي تمويل فيلم يحصل النجوم فيه فقط علي رقم يتجاوز ٥٣ مليون
جنيه؟!
»عادل«
اختار
»ناجي عطالله« قبل هزيمته في »بوبوس«..
وهو
بالقطع راجع الأرقام بدقة واكتشف أن أفلام بلا نجوم شباك مثل
»الفرح« تفوقت
عليه وأنه لم يصل إلي نصف إيرادات »عمر وسلمي«
وعلي هذا أتصور في فيلمه القادم
سوف يبحث عن تيار فني آخر..
نعم استمر مع »يوسف معاطي«
٠١ سنوات وقدم في
المجمل أفلاماً ناجحة بمقياس »شباك التذاكر« وإن كانت تعاني من ضآلة فنية
كان
أفضلها فنياً فيلمي »عريس من جهة أمنية«
إخراج علي إدريس،
و»السفارة في
العمارة« إخراج عمرو عرفة..
أتصور أن الأقرب للصحة أن
»عادل« سيتجه إلي
مساحة درامية أخري بعيداً عن المفردات التي يقدمها له
»معاطي«.. أما الإخراج
فالمؤكد أنه لن يكررها مع وائل إحسان.. »عادل إمام«
يتغير وفقاً
لمؤشر
الإيرادات والأرقام هزمته مرة وهو سيناضل حتي لا يواجه الثانية!
أخبار النجوم المصرية في
25/07/2009 |