أولى ثمار التعاون المشترك بين «مؤسسة سينما العالم» التي أسسها
المخرج مارتن
سكورسيزي وموقع «تياتروس» للأفلام والسينما الفنية على الإنترنت، كانت عرض
أربعة
أفلام مجاناً على الموقع، وهي الأفلام التي قامت مؤسسة سكورسيزي بترميمها
قبل
سنوات، بعد ان كانت قريبة من الاندثار والنسيان. الأفلام
الأربعة هي: فيلم المخرج
المغربي احمد المعنوني «ناس الغوان»، عن الفرقة الموسيقية المغربية
الشهيرة، كذلك
فيلم المخرج التركي ميتين ايركاسان «الصيف الجاف» وفيلم المخرج السنغالي
ديجبريل
ديوب ماميبتي « توكيا بوكيا»، والفيلم الكوري الجنوبي
«الخادمة» للمخرج كي - يونغ
كيم.
إدارة الموقع الإلكتروني تبدو اكثر سعادة باسم سكورسيزي نفسه، والذي
أعلن عن
مباركته للخطوة التي تأخرت كثيراً في تقديم السينما الفنية والمجهولة على
شبكة
الإنترنت، التقديم الاحترافي، والذي لن ينافس قريباً حضور السينما التجارية
(هوليوود
مثلاً) على الشبكة، لكنه على الأقل يقلل من النقص الكبير لمواقع السينما
الفنية المحترفة على الإنترنت.
وعلى رغم تعدد أقسام الموقع، إلا أن ما يميزه حقاً، هي تلك المربعات
الصغيرة،
والتي تظهر صوراً من أفلام من سينمات العالم المختلفة، مع العديد من
الأفلام
الأميركية والأوروبية الكلاسيكية، والتي يمكن مشاهدتها كاملة مقابل دفع
مبالغ
تتراوح بين الدولارين والخمس دولارات للفيلم، مع وجود بـعض
الأفـلام المجانية
القليلة. مع وعود من الموقع بتوسيع الاختيارات من الأفلام، والتي تغلب
عليها الآن
الأفلام القـادمـة مـن السينما الفرنسية والآسيوية الحديـثـة، مع أفـلام
إيرانية،
مثل أفلام المخرج الإيراني المتميز جعفر بناهي كلها.
وتتطلع إدارة الموقع والذي بدا نشاطه قبل عامين فقط، ان يدفع النقاش
المثار مع
القراء في الموقع نفسه، الكثيرين لمعرفة المزيد عن السينمات العالمية
المجهولة،
وبخاصة بالنسبة إلى المتصفحين الأميركيين، والذين يتوجه اليهم الموقع
أساساً. فمن
الأسئلة المطروحة الآن للحوار: ماذا عن مفهوم السينما «الأجنبية» الآن؟،
بخاصة مع
شيوع التعاون المشترك في العديد من المشاريع السينمائية
وخصوصاً تلك التي تنتج في
الدول الأوروبية. كذلك يعود البعض الى أسئلة اكثر عمقاً عن فائدة السينما
نفسها، و «عن التوقعات التي ننتظرها من الفيلم؟».
ويخصص قسم من الموقع للصحافة الفنية والنقدية، حيث يقدم تغطيات
لمهرجانات
سينمائية عديدة، مثل مهرجان «كان» الأخير، حيث احتفلت إدارة المهرجان
بإنجازات
المخرج مارتن سكورسيزي في الحفاظ على تراث السينما العالمية، وهي المهمة
التي تشغله
منذ اكثر من سبعة عشر عاماً، عندما بدأ بالمطالبة بالحفاظ على
بعض كلاسكيات السينما
الأميركية، ثم ليتوسع بعدها، ويبدأ رحلة ستكون طويلة حتماً، لإنقاذ أفلام
من دول
مختلفة، كان من آخرها فيلم المخرج المصري الراحل شادي عبد السلام
«المومياء»، والذي
عرض في مهرجان «كان» السينمائي الأخير، كأحد كلاسيكات السينما العالمية.
ويأمل الذين يقفون خلف الموقع، بخلق مجتمعهم الخاص الوفي من عشاق
السينما
المختلفة، للتغلب على المشاكل المادية، والتي لن يسعفها المبالغ القليلة
التي
يحصلها الموقع، مقابل عرض الأفلام على الإنترنت، بخاصة ان الكثيرين لا
يرغبون في
دفع المبالغ لمشاهدة فيلم على الإنترنت، في الوقت الذين يمكن
تحميل الفيلم ذاته
بطرق غير قانونية منه.
عنوان الموقع على شبكة الإنترنت
http://www.theauteurs.com
الحياة اللندنية في
10/07/2009 |