بالفيلمين: السوري (أيام الضجر) لعبداللطيف عبدالحميد والجزائري
المعنون (مسخرة) لالياس سالم تختتم في مركز الحسين الثقافي مساء اليوم
فعاليات الدورة الخامسة عشرة لمهرجان الفيلم العربي الفرنسي والذي يتضمن
الإعلان عن جائزتي مسابقة الفيلم الأردني القصير التي نظمها القائمون على
المهرجان.
واشتملت فعاليات المهرجان التي افتتحت برعاية سمو الاميرة ريم علي على
حضور لنجوم ومخرجين عرب وفرنسيين من بينهم نجمة السينما العالمية الممثلة
الفرنسية كاترين دونوف والمخرجة المغربية زكية الطاهري والمخرج السوري
ريمون بطرس والمخرج المصري محمد خان وكاتبة السيناريو وسام سليمان والمخرج
العراقي فاضل عباس .
وتميزت عروض دورة المهرجان الذي تظمته السفارة الفرنسية بعمان
بالتعاون مع الهيئة الملكية للأفلام وأمانة عمان ومؤسسة عبدالحميد شومان
على تنوع فريد بالمواضيع والاساليب والقراءات الذكية لحراك الواقع الانساني
في اكثر من بيئة اجتماعية، وهو ما لخصته كلمة سمو الأميرة في حفل الافتتاح
مبينة دور المهرجان في الحوار والتواصل بين الثقافات وما يحفل به من قدرة
على اثراء الذائقة الفنية لدى المتلقي المحلي مثلما يسهم ايضا في دفع عجلة
صناعة الافلام الاردنية بعد ان جرى تخصيص مسابقة لافلام المخرجين الاردنيين
الشباب .
من جهته اعتبر السفير الفرنسي أن أفلام المهرجان هي ثمرة تعاون مشترك
بين فرنسا والبلدان العربية لافتا إلى التنوع في موضوعات الأفلام المشاركة.
وجرى طوال ايام المهرجان عرض نخبة مختارة من افلام السينما العربية
الجديدة التي انجزت اغلبيتها بفعل التعاون والتمويل الفرنسي المشترك حيث
تضمن حفل الافتتاح على عرض الفيلم التسجيلي (بدي شوف) لمخرجيه اللبنانيين
جوانا حاجي توما وخليل جريج، وفيه تؤدي ضيفة المهرجان دونوف دورا رئيسيا.
كما واشتملت العروض على مجموعة من الافلام التالية : الفيلم المصري
(في شقة مصر الجديدة) و(حسيبة ) و (ايام الضجر) من سوريا ( فجر العالم )
العراق و (خميسة) من تونس و (ملح هذا البحر ) و(عيد ميلاد ليلى) من فلسطين
و (رقم واحد) من المغرب بالإضافة إلى فيلم فرنسي من نوعية الرسوم المتحركة
الموجهة للاطفال والفتيان ودارت احداثه حول التاريخ المصري القديم .
عالجت تلك الأفلام بسلاسة درامية وبصرية متمكنة في العديد من المواقف
الرومانسية والمتباينة والرؤى الجمالية، وهي تبرز صنوفا من الحنين والذاكرة
الخصبة دون أن تغفل عناصر البهجة والدعابة السوداء.
وخصص المهرجان عروضا لمسابقة الأفلام الأردنية القصيرة التي حققها
مجموعة من الشباب الأردني بأسلوبية كاميرا الفيديو الرقمية ناقشوا فيها
مواضيع درامية وتسجيلية وتجريبية مدة كل منها 15 دقيقة وجري اختيار أفضل
فيلمين من قبل لجنة تحكيمية .
واحتفى المهرجان بمسيرة المخرج المصري الراحل يوسف شاهين الطويلة في
الإبداع السينمائي عربيا وعالميا، حيث عرض احد ابرز انجازاته الروائية فيلم
(الأرض) بالإضافة إلى فيلمه التسجيلي المعنون (القاهرة منورة بأهلها.
وشهد مقر الهيئة الملكية الأردنية للأفلام مجموعة من النشاطات
واللقاءات والمحاضرات وورش التدريب، بغية إتاحة الفرصة أمام صناع الأفلام
الأردنيين الشباب والمهتمين في الاطلاع على تجارب السينما العربية الجديدة
وأساليبها، شارك فيها ضيوف المهرجان محمد خان وريمون بطرس وعباس فاضل .
الرأي الأردنية في
09/07/2009
«مسخرة» و«أيام الملل»
يختتمان عروض مهرجان الفيلم الفرنسي العربي.. اليوم
عمان ـ الدستور
يختتم مساء اليوم مهرجان الفيلم الفرنسي العربي الخامس عشر بعرض
فيلمي: "أيام الملل" لمخرجه عبد اللطيف عبد الحميد (سوريا) ، و"مسخرة"
لمخرجه إلياس سالم (الجزائر). العروض جميعاً كانت في مركز الحسين الثقافيّ
ـ رأس العين.
وكان الحاضرون شاهدوا مساء أول أمس فيلمين: الأول بعنوان "سمعان
بالضيعة" لمخرجه اللبناني سيمون الهبر ، والثاني بعنوان "خمسة" لمخرجه
التونسيّ كريم الدريدي.
في "سمعان بالضيعة" استطاع سيمون الهبر أن يخرجنا من الحياة الصاخبة
التي تكتظ بالهموم وبالمشاكل إلى فضاء يتصف بالهدوء الذي تتوق إليه النفس.
الفيلم وثائقيّ ، وتدور أحداثه في إحدى ضيعات جبل لبنان الأخضر في زمن
الحرب. وها هو سيمون الهبر يذكًّرنا بحلاوة الحياة الجبلية ، والاستمتاع
بهوائها النظيف والعليل. أمّا قصته ، فتروي لحياة المزارع سمعان الهبر ،
وهو عم المخرج ، ثم إنه طاعن بالسن ، ويعيش في قرية "عين الحلزون" الواقعة
في ضواحي بيروت. والعم سمعان هو آخر سكان هذه القرية التي هجرها سكانها عام
1982 بعد اندلاع الحرب الأهلية في لبنان. يصرّ سمعان على البقاء في قريته
برغم رحيل جميع السكان هرباً من الحصار الذي فرض عليها خلال الحرب التي
استمرت خمسة عشر عاماً ، حيث يعود إليها سكانها فقط في مواسم جني قطاف
مزارعها. يعرض الفيلم جانباً من حياة المزارع الذي بات يستأنس بحيوانات
مزرعته ، حيث يستيقظ منذ الفجر من أجل إطعام أبقاره ، والاهتمام بشؤونها ،
ثم يواصل من بعد ذلك روتينه اليوميّ الذي يبدأ بفنجان قهوة ، وتدخين سيجارة
أمام منظر خلاب وباهر. مع مرور الزمن ، أصبح اليوم طويلاً بالنسبة إلى
سمعان الذي قام بتسمية كل واحدة من بقراته وأحصنته وكلابه ، حتى يسهل
الحديث معها ، وكأنها تفهم فعلاً ما يقول. لكنّ سمعان لا ينكر الجهد الكبير
والعزلة التي يواجهها في بيته ، والألم الذي يحيط به عند تذكر أمه ، التي
راحت ضحية للحرب ، وتركته في عمر صغير. كما إنّ سمعان نفسه لا يزال يخطط
لبناء مرحاض في بيته المتواضع ، ويحاول العثور على امرأة ، تشبه ، كما يقول
هو ، المغنية شاكيرا ، ليتزوجها. يركز المخرج سيمون في فيلمه على جانب تدخل
السياسة بحياة المواطنين اللبنانيين ، وكيفية تغير أحوال الناس إثر الحرب
الأهلية ، حتى في القرية الصغيرة ، التي غالباً ما تضع اللوم على التدخل
الإسرائيليّ في البلاد. يمكن القول بملء الفم إنّ سيمون الهبر قدّم عملاً
مؤثراً ، صوّر من خلاله ، وبأسلوب مبدع ورائع ، تأثير الصراعات التي عاشها
لبنان على العديد من المزارعين وسكّان القرى ، أمثال سمعان ، الذين تُركوا
وحدهم من أجل مواجهة الدمار والتهجير. يذكر أن فيلم "سمعان بالضيعة" هو من
الأفلام الفائزة بمنحة ملتقى دبي السينمائي في مهرجان العام الحالي ,2008
الفيلم الثاني ، وهو "خمسة" ، يعد الشريط الروائي الطويل الثاني
للمخرج كريم الدريدي الذي انخرط في الميدان السينمائيّ وهو لم يتجاوز سن
الثانية عشرة ، حيث بدأ ضمن إطار الهواة. باكورة أعماله كانت سنة 1982 ،
حين أخرج وأنتج أفلاماً قصيرة عدة. وفي سنة 1990 نال الجائزة الكبرى
لمهرجان غرونوبل السينمائيّ عن فيلم "زوروي الملاكمة".
تدور أحداث فيلم "خمسة" في فرنسا ، ويحكي عن الفئات الغجرية المهمشة
في المجتمع الفرنسيّ ، والتي تعيش في مناطق معزولة بمدينة مرسيليا ، وهي
مناطق تفتقد للعناصر الصحية الضرورية ، وتعاني من فقر شديد ، ويصور لنا
الفيلم الواقعَ المرير الذي يعيشه الطفل "ماركو" الذي لم يتجاوز الحادية
عشرة من عمره. ينحدر ماركو من أب غجري وأم من أصل جزائريّ ، يعيش الحرمان
والضياع ضمن عائلة مشتتة: فالأب غير مبال ، زوجته تطرده وتمنعه من الاقتراب
من أشقائه. يعيش برفقة ابن عمه "القزم" الذي يعاني هو الآخر من الفقد و
الحرمان. يعثر على صديقه القديم ويجد نفسه في مواجهة واقع جديد يفرض عليه
ممارسات خطيرة ضمن مجموعة من الصبية يعانون الخصاصة والإهمال.ثم يتعرف علي
طفل من أصول مغاربية يدعى "رشيد" ، وينخرط في السرقة التي تتطور من سرقة
درجات نارية إلى سرقة منازل ، وفي إحدى العمليات تلقي الشرطة القبض على أحد
عناصر المجموعة التي تتفكك لفترة طويلة. يعيش "ماركو" خلال هذه الفترة قلق
القبض عليه في أية لحظة. لكنه يتمسك ببعض الأمل ، فيحلم بجمع المال من طريق
المراهنة مع ابن عمه على صراع الديوك ليسافر بعيدا إلى إسبانيا إلا انه
يفشل. يحمل دائما حول عنقه قلادة فيها "خمسة" كناية لأصوله العربية ،
ولتجلب له الحظ ، لكنه يتحول في نهاية الفيلم إلى قاتل.
الدستور الأردنية في
09/07/2009 |