"أُفتتحت الدورة الرابعة والأربعين لمهرجان كارلوفيفاري السينمائي
الدولي بفيلم "الأعظم" للمخرجة الأمريكية المتميزة شانا فيست. وقد أُنتج
هذا الفيلم بالتعاون مع أحد أبرز الفنانين الذين لعبوا دوراً رئيساً في
الفيلم وهو بيرس بروسنان. يتمحور هذا الفيلم النفسي حول عائلة ميسورة الحال
تعيش في ضاحية هادئة، غير أن حياتها تنقلب رأساً على عقب بسبب حادثة سيارة
فتأخذ الأمور منحىً آخر، حيث يموت ابنهم "بينيت" البالغ من العمر ثماني
عشرة سنة، ثم يلتقي الأبوان بصديقته "روز" التي تخبرهما بأنها حامل من "بينيت"
فيأخذانها الى البيت لكي ينتظرا قدوم المولود الجديد."
·
نرجو التعريف بنفسك....
- اسمي شانا فيست. ولدتُ وترعرعتُ في لوس انجيليس حيث أعيش الآن.
شاهدتُ مؤخرا على "ايج بي او"
HBO برنامجاً خاصاً عن كريس روك وقد تحدث قائلاً كم هو محظوظ أن تكون له
مهنة بدلاً من الكفاح الذي يقترن بأداء أعمال مختلفة. وأنا مارستُ أعمالا
طوال السنوات الاثنتي عشرة الماضية. اشتغلتُ كل شيء من مربية أطفال في لوس
انجيليس الى بيع السجاد الايراني، والآن أشعر أخيراً إني قريبة من العثور
على مهنتي. أشعر اني محظوظة حقا بذلك. ما زلتُ لا أملك الشجاعة كي أقول
للناس إني مخرجة سينمائية عندما يسألون عن عملي ولكن هذا الموقف قد يتغير
قريبا.
·
ما هي الظروف التي جعلت منك
سينمائية؟
- أردتُ العمل في السينما لأنها كانت جزء بالغ التأثير من طفولتي.
وبعد طلاق أمي وأبي كنتُ أمضي عطلة نهاية الأسبوع مع والدي الذي كان يسمح
لي وشقيقتي أن نختار من الافلام كل ما يمكن ان نحمله معنا من محل تأجير
الافلام. وكان ذلك يعني عادة أن نشاهد نحو عشرين فيلماً خلال عطلة نهاية
الأسبوع اضافة الى ما يختاره والدي من أفلام لم تكن عادة مناسبة للأطفال.
لذا كانت نهاية الأسبوع المعهودة تشمل مشاهدة أفلام مثل "العرّاب" و"بيبي
لونغستوكنغ"
Pippi Longstocking
و"الأرواح الشريرة"
Poltergeist
و"بوركيز"
Porkies.
ما زلتُ أتذكر ذلك الشعور بالاثارة الذي كان ينتابني حين ندخل محل تأجير
الأفلام والتسلية الكبيرة التي كنتُ أحصل عليها مع شقيقتي ووالدي عندما
نشاهد خمسة أفلام متتالية.
كما كنتُ أحتفظ بمفكرة أدوِّن فيها يومياتي منذ سن المراهقة وكنتُ
جدية تماماً في تسجيل كل ما يعنُّ
لي. من الممتع قراءتها الآن لأن كل شيء كان على قدرٍ كبير من الدراماتيكية
وكنتُ أحس بكل شيء احساسا عميقا. لعل هذه كانت البداية. كنتُ دائما أكتب
وأتعلَّق حقا بالشخصيات التي أكتبها ـ حتى أني اشعر انها لن تلقى الحماية
ألا بين يدي ـ هذا الشعور أدى الى رغبة في الاخراج.
·
كيف تعلمتي "صنعة" السينما؟
- درستُ الانتاج في معهد السينما الأميركي كما درستُ في جامعة تكساس
في أوستن لنيل شهادة الماجستير في الكتابة السينمائية. أحببتُ الدراسة حقا
ـ حتى بعد تخرجي كنتُ أجد طرقاً للجلوس في محاضرات وأخذ دروس في السينما.
كنتُ أتقدم للدراسة في كل برنامج ـ خلال الاستراحة في نهاية كل أسبوع. أي
شيء يبقيني في أجواء دراسية، كان موضع ترحيب عندي. أخيراً قال لي صديق
"كفى!" حين أخبرته عن قبولي مؤخرا في برنامج دراسي بموضوع الكتابة. لكني
أعشق العالم الأكاديمي. إنه مكان كان بمقدوري أن اتعلم فيه الإخراج
السينمائي في بيئة آمنة ومنحني الثقة بأني أكثر استعداداً وأحسن اعداداً
بعد تخرجي.
·
كيف أو ما الذي دفعك الى فكرة
فيلم "الأعظم"
The
Greatest وكيف تطورت؟
- كنتُ أعلم أن علي أن أكتب أدواراً كبيرة كي أرتبط كمخرجة بالسيناريو
الذي كتبته. الحزن عاطفة مثيرة ـ إنه يأخذك الى أماكن غريبة، رائعة، تقطع
نياط القلب ـ وكنتُ أعرف أني إذا أردتُ أن أكتب أدوارا تجتذب اليها ممثلين
فان الحزن سيكون موضوعاً جيدا لاستطلاعه. فأجريت قدرا كبيراً من البحث
واستوحيتُ قصصاً سمعتها من آباء وامهات فقدوا طفلا. كانت هناك مادة كافية
لكتابة خمسة سيناريوهات. وتأثرتُ كثيراً بفيلم "ناس عاديون"
Ordinary People وأردتُ أن أروي قصة عن موت طفل بنفس الطريقة
الصادقة والملهِمة.
أردتُ ايضا أن أجمع شمل عائلة بعد تعرضها الى مثل هذا الحادث المفجع.
أُحب أن أختبر نفسي بوصفي كاتبة، وبدت كتابة سيناريو عن زوج وزوجة ينفصلان
بعدما فقدا طفلهما مهمة سهلة للغاية. كنتُ أعرف كيف أكتب عن هذا الموضوع.
وأردتُ أن اتحدى نفسي وأُصور عائلة استنفرتها فجيعة وتصبح في نهاية المطاف
عائلة أكثر تلاحما وتعاضدا.
·
ماهي التحديات الكبرى التي
واجهتك في تطوير المشروع؟
- كان التحدي الأكبر عملية ايجاد الممثلين. ممولونا ما كانوا يمولون
الفيلم إلا إذا حققنا ريعاً من المبيعات الخارجية بأسماء ممثلينا. وكان هذا
يعني أن عليّ أن أجد ممثلين من الدرجة الأولى للقيام بأدوار البطولة في
فيلمي، الأمر الذي لم يكن سهلا بالنسبة لمخرج جديد هذا أول أفلامه. أمضينا
وقتاً طويلا ننتظر وكلاء وممثلين يقرأون السيناريو. ولكن ما إن وقع بيد
سوزان "ساراندون" وبيرس "بروسنان" حتى انطلقت العملية بسرعة.
·
ما هي بعض افلامك المفضلة وما هي
المؤثرات الابداعية الأخرى في عملك؟
- أفلامي المفضلة هي الافلام التي تُضحكك وتبكيك.“Terms
of Endearment”, “Coming
Home”, “Harold and Maude”, “Kramer vs Kramer”
. هال آشبي أحد السينمائيين المفضلين عندي. وتأتي غالبية المؤثرات
الابداعية في عملي من خبرات حياتية عشتها بنفسي ـ كوني قريبة من أشخاص
مضحكين وحزينين. وإذ أتذكر الصراعات المريرة التي خضتها ـ شعوري عندما كنتُ
وحيدة بصفة خاصة أو عندما كنتُ أنا نفسي حزينة ـ أجد أن مراقبة أشخاص في
حياتي الخاصة يكفي لالهامي ابداعيا.
·
كيف تحددين النجاح كسينمائية وما
هي أهدافك الشخصية كمخرجة؟
- النجاح بوصفي سينمائية يعني بالنسبة لي أن أكون قادرة على مشاهدة
فيلمي من البداية الى النهاية وأشعر أني لن أُغيِّر فيه شيئا. هدفي الشخصي
كمخرجة أن يكون هذا شعوري تجاه الفيلم الذي أكتبه وأخرجه.
·
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
- أنجزت لتوي دراما موسيقية تجري أحداثها في عالم الموسيقى الريفية.
أشعر بالاثارة تجاه هذا الفيلم.
* "أندي واير"
IndieWIRE January 14, 2009
إيلاف في
07/07/2009 |