يوحي الفيلم بوجود أمل يحتاجه المرء بعد توالي الخيبات، وينجح هارفي "داستن هوفمن" باستثمار الأمل الوحيد الذي يشهره له مطار هيثرو في لندن حين يلتقي بكيث "ايما ثومبسون" التي تعمل هناك، حيث قدم من أمريكا إلى هناك من أجل حضور زفاف ابنته، ليفاجأ بتعقيدات في عمله كمؤلف موسيقي مغمور تجعله يفقد وظيفته بعد اتصال من مديره في العمل، وتزاد خيبته عندما تختار ابنته زوج طليقته ليكون من يرافقها في حفل الزفاف.

باعثات الخيبة هذه لا تقتصر على الخمسيني هارفي "هوفمن"، ولكن تصاحب اللندنية كيث "ثومبسون" التي تحيا حياة بائسة وتعاني من مشاكل تتعلق بعمرها المتقدم نوعا ما أمام عدم ارتباطها برجل، واقتصار حياتها على مداراة والدتها المرتابة من جارها الإيرلندي أو جاك السفاح الجديد كما تصفه في أحد الحوارات.

أمام هاتين الحياتين البائستين تنبعث تلويحة أمل يحملها هارفي وكيث لبعضهما، وتنطلق عناصر الدراما لتصويب الخلل في حياتيهما، وتتدرج في إعطائهما فرصة أخيرة يسعيان لاستثمارها عبر الارتباط ببعضهما، لتبقى تعقيدات درامية طفيفة تحاول منع ذلك وتضفي على الفيلم عنصر التشويق.

في هذه القصة يتم معالجة أمرين هما أزمة العمر التي يحياها المرء في فترات متلاحقة من حياته وخاصة تلك المتعلقة بأخطائه الأولى في فترة سابقة جعلت حياته تؤول إلى هذا المآل، كما تعالج القصة أهمية استثمار الأمل وعدم الإنكفاء على الأخطاء السابقة التي تتمثل في الفيلم بفشل هارفي بزواجه وعدم ايجاد كيث رجل ترتبط به تحت تأثير انشغالها بالعمل ورعاية والدتها، ووفق هذه الرؤية الحكيمة للفيلم تنُسج دراما متأزّمة تضفي على الفيلم مشاهدة رائعة.

الفيلم الذي كتبه وأخرجه جويل هوبكنز اتخذ من لندن مكانا لأحداثه لتتناسب طبيعتها الهادئة مع أحداث الفيلم الهادئ نسبيا أيضاً.

الفيلم في سطور:

دراما ورومانس.

قصة واخراج: جويل هوبكنز.

بطولة : الحائزان على جائزة الأوسكار داستن هوفمن وايما ثومبسون.

المدة: 92 دقيقة.

تاريخ عرض الفيلم على نطاق العالم: 16-1 – 2009.

الجوائز التي حصل عليها: جائزتا (غولدن غلوب) عن أفضل أداء لهوفمن وتومبسون.

إيلاف في

21/06/2009