الفرح.. هو السعادة والحب وتحقيق الأمل في الحياة
أما فرح المخرج سامح عبدالعزيز والمؤلف أحمد عبدالله فهو الجمعية..
والجمعية هي أن تجامل الآخرين في أفراحهم حتي يحين دورك ليجاملك الناس
.. وبطلنا خالد الصاوي يريد شراء ميكروباص ولهذا يقيم فرحا وهميا ويستأجر
عروسين واثاث يدخل الحارة ثم يخرج إلي المحل الذي استؤجر منه.. ويأتي
الجميع للمجاملة باسم السمرة وأصدقاؤه والعروسان جومانا مراد وياسر جلال
وسوسن بدر الراقصة ومحمود الجندي الذي يدير الجمعية بين كل الأطراف وماجد
الكدواني الذي يجامل المعازيم لجمع النقوط.. وصلاح عبدالله المنولوجست
وحتي الجار حسن حسني وسميرة بيرة دنيا سمير غانم.. وروجينا وكريمة مختار
وبينما طقوس الفرح دائرة والأغاني الشعبية ومجاملات ماجد الكدواني للمعازيم
تموت فجأة الأم بعد ان تقدم كريمة مختار اداء مدهشا ومعبرا عن افكار امرأة
في نهاية العمر.
وعندما تقع المصائب يفكر الناس لو كنا فعلنا العكس لكان العكس حدث.
يتصاعد الموقف عندما يعلم الابن بموت الأم.. ماذا يفعل هل يترك الأم
الميتة ويكمل الفرح لجمع النقوط لشراء الميكروباص.. وهنا يبدو الحوار
عبثيا.. والحيرة تأكل البطل بينما الجميع يختارون إكمال الفرح ثم إعلان
موت الأم. وهكذا نظن جميعا حين تتوالي المشاهد فتقتل سميرة بيرة حسن رغم
أنها تحبه.. ويسرق أحدهم النقوط.. وتقرر الزوجة روجينا ترك المنزل لأن
من يفرط في أمه يبيع زوجته.. ويصبح البطل في موقف تراجيدي فقد فيه كل
شيء.
لكن المخرج والمؤلف يفاجئون الجمهور بنهاية لو كنا فعلنا العكس.. كانت
الأم ستكرم بدفنها وإعلان موتها.. وكانت النقوط ستكون قليلة لكنها ستكون
بداية.. وكان باسم السمرة سيكتفي بنظرات الاعجاب بينه وبين سميرة..
وكانت سوسن بدر ستكف عن الرقص كما نصحتها الأم قبل موتها.. وكان العروسان
ياسر جلال وجومانا مراد سيواجهان المشكلة التي وقعا فيها.
وهكذا يضع الفيلم المتفرج أمام أحد الاختيارات التي طرحها.. وعلي كل
متفرج أن يختار.
الفيلم يقدم مباراة في الأداء بين خالد الصاوي والأم كريمة مختار ومجموعة
الفرح ماجد الكدواني المتميز ودنيا سمير غانم التي ستكون نجمة ساطعة
بقدرتها علي الأداء المتميز في أدوار مختلفة وسوسن بدر وترددها بين كلام
الأم عن العقاب في الآخرة واحتياجها للمال عن طريق الرقص.. وصلاح عبدالله
المنولوجست الذي مر عليه قطار الزمن وباسم السمرة وغرور الاسطوات..
وروجينا الزوجة التي تترك بيتها من أجل حماتها ومعهم بنفس القدر كاميرا
خالد الزكي وموسيقي خالد حماد ومونتاج عمرو عاصم.
وينتهي فيلم الفرح.. وليس هناك فرح انما هو وهم الحياة الزائف الذي
يتصارع عليه الجميع وفي النهاية.. لاشيء!.
الأهرام اليومي في
17/06/2009
آب.. رسالة معنوية للكبار في فيلم كارتون
كتب-د.مصطفي فهمي
كثيرا مانحلم وبمرور الوقت نعتقد أن أحلامنا تحطمت بمرور الزمن, وكثيرا
مايصبح المشاهير قدوتنا لزمان طويل, ومع أول لقاء نصطدم بحقيقتهم.. قيم
طرحها المخرج بيتا دوكتير في فيلمه آبUp من خلال الزوج والزوجة اللذين اقتنعا بالمغامرة وروح الكشافة
بمشاهدتهم لمغامرات تشارلز مونتيز, الدائم الترحال إلي شلالات الجنة
بأمريكا الجنوبية لمطاردة الوحوش وإحضارها إلي أمريكا.. ويعيش الزوجان
خاصة الزوجة حلم الذهاب إلي هذا المكان وبناء منزل علي حافة الشلال منذ
زواجهما. لم يكن كارل الزوج يتوقع أن الحلم سيتحقق بعد تقدمه في السن,
وأصبح يسير علي عكاز.. لكن قرار المحكمة باقامته في دار مسنين جعله يأتي
ببالونات الهيليوم وإخراجها من المدخنة لترفع المنزل ليطير في اتجاه
الشلالات. أراد المخرج إبراز جانب الأنانية وتحطم الجانب الانساني بتحول
تشارلز من شخص مضياف وكريم, الي شرير لايحترم الآخرين بمجرد إحساسه بأن
ضيفيه يحاولان حماية النعامة.. كانت الزوجة رغم وفاتها الدافع لاستبسال
كارل في الدفاع عن هذا الحيوان, عندما فتح الألبوم الذي جعلت أغلب صفحاته
منذ كانا أطفالا لهذه المغامرة, ولكنه وجد أن زواجهما كان أجمل مغامراتها
عند
ما قالت له ابحث عن مغامرة أخري.. ليتحول العجوز الهرم إلي كشاف في
الطبيعة يتحلي بروح الشباب ينقذ النعامة ويقاوم قدوته الزائفة حتي موته,
وأب في تعامله مع الكشاف الصغير الذي يفتقد والده, ويعيشا معا بعد العودة
إلي موطنهم وكانهما أب وإبنه بجلوسهما علي الرصيف وأكل الآيس كريم كما كان
يفعل الصغير مع والده عندما يلتقيان.
استطاع بيتا دوكتير كمخرج أن ينجح في رسم شخصياته, وإبراز حركاتها,
وانفعالاتها بشكل دقيق فظهرت وكأنها حية, وليست كارتونية.. واستغل
استخدامه للجرافيك بشكل جيد في إبراز جماليات المعالم الطبيعية التي رسمت
بدقة وحرفية عالية, من ألوانها وزوايا تحريكها بشكل متقن.
إن الفيلم في مجمله عبارة عن رسالة بأن القدوة في زمننا هذا مزيفة طالما
أنك كشخص لم تتعامل معها, والحلم من الممكن تحقيقه, ولكن في الوقت الذي
يريده القدر.. ولاتعتقد بأنك فقدت قدرتك مما طال الزمان, لأن من يملك
قيمة داخله لايفقدها.
الأهرام اليومي في
17/06/2009 |