أشعر بالأسى العميق لأننى أبدو أحيانا أمام نفسى وأمام القارئ كأننى قادم
من الفضاء الخارجى، أشعر بالغرابة والغربة من أشياء كثيرة تحدث فى بلدنا
وثقافتنا وسياستنا، فكما لا أستطيع أن أفهم ما هى "طبيعة" النظام السياسى
والاقتصادى الذى يحكمنا ويتحكم فينا، وأؤكد أنه لا نظام ولا سياسى ولا
اقتصادى، فإننى أمام أفلامنا المعاصرة أصبح عاجزا عن الفهم، فليس ما أراه
على شاشاتنا له علاقة بفن السينما، والغريب أن هذا يحدث فى فترة أصبحت فيها
رؤية أى فيلم من أى بلد فى العالم متاحة أمام الجميع بما يكفى لكى نعرف
الإمكانات الهائلة لفن السينما، بدءا من الأفلام شديدة البساطة وقليلة
التكاليف وحتى أكثرها تعقيدا فى تقنياتها، لكننا للأسف نزداد تخلفا على نحو
لا يصدّق، كأننا نعيش فى قرية معزولة عن العالم، وبعد ذلك يطلبون من الناقد
ألا يكون "قاسيا" كأنه مريض نفسى يحب ممارسة القسوة (لله فى لله)، بل هى يا
سادة رغبة حقيقية فى أن تكون لدينا سينما بجد مثلما نحلم بوطن بجد، ولا
يكفى صانع الفيلم أن يرفع شعارات سياسية أوافقه عليها ثم أجده يصنع سينما
مختلفة تماما فى تأثيرها السلبى على المتفرج، فما يبدو أنه قسوة ليس فى
حقيقته إلا حبا واحتراما عميقين لشعبنا الذى أومن بأنه يستحق أفضل مما يحصل
عليه فى كل المجالات، لكنه يتعرض دائما لعملية "نصب" كاملة الشروط يعلم
الله وحده متى تنتهي.
تقرأ على تيترات أفلامنا أن هناك سيناريو وإخراجا وتمثيلا، وهناك بالفعل
أشياء تشبه ذلك لكنها ليست كذلك بالفعل، وإن أردت مثالا فلتتأمل ما فعله
"النجم" أحمد السقا فى فيلمه الأخير "إبراهيم الأبيض"، لقد جرى خلال تصوير
الفيلم ما يقرب من المسافة بين القاهرة وبنها، وقفز على أسطح بيوت عديدة
تتجاوز عدد بيوت عزبة الصفيح، وخرّ من الدم بضع لترات، وصرخ بما يكفى لكى
يبحّ صوته عدة أسابيع، ومع ذلك فإن ذلك كله لا علاقة له بفن "التمثيل"،
والسبب شديد البساطة لكنه وياللغرابة فات على من صنعوا الفيلم أو وافقوا
عليه، لقد بات الأمر أشبه بالعامل الذى يشتغل فى "الفاعل"، يحمل على أكتافه
أطنانا من الطوب والزلط والرمل، ويصعد على سقالات وتنزلق قدمه حتى أنه
يتعرض أحيانا لخطر قاتل، لكنه فعل ذلك دون أن يكون هناك مهندس قد صمم رسما
هندسيا للمبنى الذى يقولون إنهم يشيدونه، وإنك تنتظر بعد هذا المجهود
الهائل فلا ترى إلا بعض حوائط وخوازيق ولا وجود لأى مبني!
كان الكاتب العظيم برتولت بريخت يردد فى مسرحية "الإنسان الطيب" عبارة:
"هناك شيء ما فى عالمكم غلط!"، لكن المتفرج يمكنه أن يرى بسهولة فى فيلم
"إبراهيم الأبيض" أشياء كثيرة "غلط"، سوف أحاول هنا التوقف عند بعضها فهى
أكثر من أن تحصى، فلقد شاهدت بعينى وسمعت بأذنى ردود أفعال المتفرجين على
فيلم يعتبره صناعه من أفلام "الأكشن"، وجلبوا خبيرا أجنبيا متخصصا فى تنفيذ
مثل هذه المشاهد، فإذا بالجمهور يشعر بالملل الشديد، يكاد أن يضحك أحيانا
فى مواقف يفترض أنها مأساوية، ويمتعض فى مواقف يفترض أنها كوميدية، وهذا
يعود فى جوهره إلى أن صناع الفيلم قد غاب عنهم قواعد فيلم الأكشن، بل
الكثير من قواعد فن السينما وربما أى فن. لقد أصبح من الأسئلة التقليدية
(جدا جدا) فى السينما السؤال الجوهري: على أيهما تعتمد فى صناعة فيلمك،
الشخصية أم الفعل والحدث؟ وكانت الإجابة القديمة أن الشخصية مهمة فى بعض
الأنماط الفيلمية، بينما يسود الفعل والحدث فى أنماط أخرى من بينها
"الأكشن"، لكن بعد ما يزيد على قرن من ميلاد السينما بات من المتعارف عليه
أن رسم الشخصية يأتى دائما فى المقام الأول، ليس فقط لأن الشخصية هى التى
تصنع الحدث، ولكن الأهم أنها هى التى تخلق "التوحد" مع المتفرج، وإذا كانت
سلسلة أفلام "بورن" التى قام ببطولتها "الممثل" مات ديمون قد لحست عقول بعض
صناع أفلامنا، بما احتوته من تقنيات الكاميرا المتحركة وسرعة التقطيع
المونتاجى، فالغريب أن سينمائيينا لم يدركوا أن هذه السلسلة نجحت أولاً
بسبب الشخصية الدرامية وليس لما تقوم به من ألعاب بهلوانية (يقوم بها
الدوبلير فى العادة دون أن يتجشم الممثل عناء المجهود الجسمانى الخارق بلا
أى ضرورة).
لقد اختفى من ذاكرة الجمهور أبطال "أكشن" احتلوا الشاشة طويلا، مثل ستيفن
سيجال وفان دام، لأن أفلامهما لم تكن تحتوى على شخصية بالمعنى الدرامى، أما
جيسون بورن كما أداه مات ديمون فقد ترك بصمته لأنه يعبر عن بطل وحيد يعصف
به القلق، لقد فقد ذاكرته لكنه يملك قدرات بدنية فائقة لا يعرف مصدرها،
ويكتشف أنه مطارد من قوى مجهولة بالنسبة له، وهكذا تصبح رحلته رحلة
"وجودية" بمعنى ما، حين يحاول أن يعرف هويته وماضيه، وحين يعرفهما يقرر أن
يهرب منهما ليصبح له وجود جديد، فهل تجد "دراما" متكاملة الأركان مثل تلك
فى أفلامنا؟ حتى "داى هارد" كما جسده بروس ويليز سوف تكتشف أن عنفه
"الأكشناوي" ينبع من شعور عميق بالمرارة، لقد قضى عمره شرطيا شريفا يعرض
حياته للخطر فى كل لحظة، وبسبب تفانيه فى العمل هجرته زوجته واتخذت ابنته
لنفسها اسم أب آخر، فهل لا تستطيع إلا أن تتوحد مع هذه الشخصية فى عنفها
البالغ ضد "الأشرار"؟ بل سأضرب لك مثلا أكثر مبالغة، فشخصية "الرجل الأخضر"
الخرافية أصبحت فى نسختها الأخيرة شديدة الإنسانية والعذوبة كما أداها
إدوارد نورتون، إنه ليس وحشا بل ضحية، لذلك تحبه وتتعاطف معه وتريده أن
يقهر كل من يحاول القضاء عليه، والقائمة تمتد إلى سبايدرمان وسوبرمان
و"الرجل الحديدي".
الحال فى "إبراهيم الأبيض" يختلف تماما، فسوف يصدمك الفيلم بأنه ليس إلا
مشهدا واحدا طويلا (جدا جدا) من كل أنواع القتل، خاصة الخنق الطعن والذبح
والسلخ والتقطيع، وإذا سألت نفسك أحيانا: من يحارب من؟ ومن أريده أن ينتصر
فى هذه المعركة التى "مش باين لها آخر"، فلا تجد جوابا، فهناك شخصية
إبراهيم الأبيض (أحمد السقا) وصديقه عشرى (عمرو واكد) البلطجيان اللذان
يعملان فى كافة شيء يغضب الله على رأى عمنا محمود السعدنى، يدخلان معركة
ويقتلان العشرات ويخرجان منها "مشرحين"، لكن سرعان ما يعودان إلى "ميدان"
المعركة من جديد، وأنت لا تستطيع أن تتعاطف معهما لحظة واحدة، ليس لأنهما
مجرمان، فالمجرم فى الدراما القوية "بطل" من نوعية ما، ويظهر فى فترات لها
سماتها الاجتماعية السلبية (أرجو من القارئ أن يعود فى ذلك إلى الدراسات
شديدة الأهمية للدكتور محمد السيد النجار)، أما هنا فإننا أمام "مجرم
وخلاص"، فقل لى بالله عليك ما الذى يدفعنى للتعاطف معه؟ عند صناع الفيلم رد
جاهز: لقد رأى إبراهيم وهو طفل أباه وهو يقتل بعد ضرب مبرح على إثر لعب
عيال وخناقة نسوان، فهل هذه والنبى دوافع قوية لأن تصنع مجرما يشبع الدنيا
تقتيلا وتجعلنى فى الوقت ذاته أتعاطف معه؟
تلك الذكرى المؤلمة من الطفولة حاولتها أفلام مصرية معاصرة مثل "واحد من
الناس" و"الجزيرة"، لكنها بدورها لم تكن كافية لخلق المساحة المشتركة بين
"البطل" والمتفرج، لأن المتفرج لم ير الظلم الواقع عليه فى الحياة متجسدا
فى الظلم الذى وقع على البطل، ولأن أفلامنا ـ تحت تأثير ما يسمونه "النجم"
ـ تتصور أن البطل يجب أن يكون بطلا فى كل شيء، ولتذهب الدراما فى ستين
داهية، فتتحول الدراما عندنا إلى "طاخ طيخ طوخ"، وإلى صراع بدائى فج، بينما
الدراما فى الحقيقة هى التوتر الناتج عن الصراع الداخلى والخارجى معا،
فالشجاع يشعر أحيانا بالخوف، والضعيف قد ينفجر فى لحظات من القوة، لكن ما
تراه فى "إبراهيم الأبيض" هو دورى مباريات بين فرقة إبراهيم الأبيض وعشرى
من ناحية، وفرق عديدة من المجرمين، لكن أى طرف لا يختلف عن الآخر فى إجرامه
غير المبرر، وعنفه غير المنطقى، حتى أنك تقول لنفسك: يا رب الطرفان يموتان
وينتهى الفيلم بقي! وهنا لا يبقى فى ذهن المتفرج عن "العشوائيين" إلا
الصورة القبيحة فيسهل عليه التفكير فى أن يتحرقوا بجاز حتى نرتاح، بينما
هناك فى مصر عشرة ملايين يعيشون فى هذه العشوائيات، ولهم الحق فى الحياة
الكريمة، لكن يبدو أن لجنة السياسات إياها تشارك من تحت لتحت فى إنتاج هذه
الأفلام حتى تنشئ "منشية ناصر هايتس"! لذلك أرجو من سينمائيينا أن يبحثوا
لأنفسهم عن أى موضوعات أخرى ويرفعوا أيديهم عن موضوع العشوائيات ماداموا
يتصورونه ويصورونه على هذا النحو.
لن يقتصر الأمر على معارك "الولد" إبراهيم الأبيض، فسوف يخرج لك عباس
أبوالحسن كاتب السيناريو ومروان حامد المخرج من أكمامهما "البنت والشايب"،
البنت هى حورية (هند صبري) التى تتصرف كأنها كارمن فى حى الباطنية، والشايب
هو المعلم زرزور (محمود عبدالعزيز) الطاغية الذى يتصرف كأنه زوربا اليونانى
بعد أن تحول من عشق الحياة إلى احتراف القتل والاستمتاع به، أما كيف تم
اللعب بهاتين الورقتين فانظر وتأمل وتعلم العِبَر: زرزور العجوز يحب الصبية
حورية على طريقة الشيخ فى فيلم مروان حامد الأول القصير "لى لي"، المأخوذ
على نحو متواضع ومشوش ومشوه عن قصة يوسف إدريس الرائعة "أكان لابد يا لى لى
أن تضيئى النور"، إنه يراها من النافذة تخلع ملابسها فيقع فى عشقها فى صمت،
أما حورية فسوف تقع فى حب إبراهيم من النظرة الأولى وبلا أدنى سبب (يكفى
أنهما بطل وبطلة الفيلم)، لكن..... وأرجو أن تعد نفسك للمفاجأة القادمة:
حورية هى ابنة الرجل الذى حرض على ضرب وقتل والد إبراهيم، وهو الرجل الذى
قتله إبراهيم وهو طفل فى صورة غضب!! هنا لا أدرى يا عزيزى القارئ طريقة لأن
أشرح لك، فبعد الحب والهيام والغرام فى مخازن السكك الحديدية (هل أدركت سبب
تدهورها؟!)، يعرف إبراهيم وحورية هذا الماضى، فهل جاء أحدهما من المريخ
والأخرى من الزهرة مثلا؟ أم أنهما طوال عمرهما أبناء حى عشوائى واحد؟ أم أن
الصدفة العمياء (جدا) جمعتهما بعد أن ظنا أن لا تلاقيا؟؟؟ ولكن ربما تحدث
فى الأحياء العشوائية مفاجآت ميلودرامية من هذا النوع، فمن أين لك أن تعرف؟
هل أنت عشوائى لا سمح الله؟
الحقيقة أن الفيلم هو العشوائية بعينها، ولن أحكى لك بقية الأحداث وكيف
انتهت حتى تستمتع (أقصد تتعذب) عندما ترى الفيلم بنفسك، فهناك ما لا عين
رأت ولا أذن سمعت من ضجة بصرية وسمعية بالغة الضراوة، وأصبحت من سمات
أفلامنا الآن، ولكن الجرعة تزداد مع أفلام شركة "جودنيوز" التى تؤمن دائما
بنظرية ساندويتش الهامبورجر العملاق، لكنها ضجة مقصودة لكى "تِلْكم" عقل
المتفرج حتى لا يفكر إذا ما كان يراه هو فيلم بحق، وإذا ما كانت العناصر
السينمائية البهلوانية قد جعلته يفهم الشخصيات التى تتحرك على الشاشة كأنها
أشباح (فى أحد مشاهد الفيلم يبدو إبراهيم الأبيض كأنه "زومبي" خرج من أفلام
الموتى الأحياء). لقد فهمنا على نحو خاطئ أن الكاميرا المهتزة إلى درجة
الدوار، والقطع المونتاجى شديد اللهاث، هما من ضروريات فيلم "الأكشن"، لكن
ذلك لا يعنى أن تستمر هذه الفوضى من أول الفيلم لآخره، بدون إدراك لضرورة
الحفاظ على ضبط الإيقاعات المتباينة بين مشاهد الفيلم، ولقد كان هذا على
سبيل المثال سببا فى فشل الجزء الثانى من "جيمس بوند" الأخير، كما جسده
دانييل كريج، بينما نجح الجزء الأول لأنه أمسك جيدا بهذا الإيقاع فى
تغيراته المختلفة، بالإضافة بالطبع للتأكيد على جوهر الشخصية الدرامية، فقد
كان هذا الجزء تحليلا متأملا متمهلا للأسباب التى جعلت من جيمس بوند هذه
الشخصية التى تميل إلى العنف.
ولأن "التمثيل" عندنا يأتى فى المقدمة، ربما مع الحديث الدائم عن نجومية
فلان أو علان، فإننى أشعر بالأسف لأننى لم أر تمثيلا فى الفيلم، التمثيل
يعنى أن تدخل تحت جلد الشخصية، ولأنه لا وجود لأية شخصية درامية حقيقية فقد
مال جميع الممثلين إلى المبالغة التى تصل إلى درجة "الجروتيسك" فى غير
موضعها، وعلى سبيل المثال فإن محمود عبدالعزيز استدعى بعضا من ملامح شخصيته
فى فيلم "القبطان" لكنه يستخدمها هنا بلا معنى، وعندما كان يبكى على حورية
على طريقة "اللى حب ولا طالشي" كان الجمهور يضحك فى الصالة، كما طغى الصراخ
و"التطجين" على أداء هند صبرى (عشوائية بقي)، واستعار عمرو واكد شخصيته من
أفلام المخرج البريطانى جاى ريتشى، بل هل تصدق أن مجرما صعلوكا مثله يفكر
فى الانتحار بأن يملأ البانيو بالمياه ثم يضع فى الماء سلكين كهربيين
عاريين، لكن الكهرباء كانت مقطوعة مع أن الحكومة تعهدت بإدخالها إلى
العشوائيات، والأجدر بها بعد هذا الفيلم أن تقطع عنهم المياه أيضا حتى لا
ينتحروا بهذه الطريقة الخواجاتي! أما أحمد السقا فقد ذكرنى باللاعب الشعبى
الذى يصيح فى دائرة الجمهور من حوله: "عايز اتنين جدعان يقيدوني"، ثم يحاول
أن يفك القيد الحديدى حتى تنتفخ عروقه وتكاد الدماء أن تنفجر منها، وبالرغم
من أن هذا "فن" فى حد ذاته فهو ليس "التمثيل"، لكن ويلاه ما حيلته وليست
هناك شخصية يمثلها.
لقد بذل المخرج الخواجة المتخصص فى المعارك والأكشن الجهد كله فى هذا
الفيلم، بينما غاب كاتب السيناريو والمخرج، فليس هناك نص سينمائى وتفسير
لهذا النص، وفى الحقيقة أن أغلب أفلامنا الأخيرة تعانى من عدم فهم لمعنى
السيناريو والسرد، فإن لم تكن الأمثلة التى ضربتها لك تكفى لتوضيح سذاجة
طريقة حكاية الحدوتة، فإليك مثالا على "فذلكة" شديدة الغرابة، فبين الحين
والآخر نسمع على شريط الصوت تعليق عشرى من خارج الكادر، مع أنه ليس
"الراوي" الذى بدأ الحكاية وأنهاها، بل الأدهى أنه مات فى آخر الفيلم، فكيف
لميت أن يحكى، إلا إذا كنت أمام فيلم "ما بعد حداثي"، على طريقة "بالب
فيكشان" أو "مشتبهون عاديون"؟! وإذا كنت كمواطن مصرى أنادى بكل ما أملك من
تضرع ورجاء أن يشكل المتخصصون "جبهة قومية" تشخص أحوالنا السياسية
والاقتصادية والاجتماعية وتقدم الروشتة لها، فإننى أرجو بكل جدية أن يستورد
معهد السينما متخصصين على أعلى مستوى فى الدراما، وكيف يمكن للسينمائى أن
يحكى حدوتة، مجرد أن يحكى حدوتة، بدلا من الكتاتيب التى انتشرت وتزعم تعليم
كتابة السيناريو، حتى أصبح للدراما عندنا معنى مختلفا تماما عما يحدث فى
العالم كله. وإذا لم تكن هناك فائدة من الجيل الحالى من السينمائيين الذين
فسد ذوقهم ويفسدون السينما، فلعل جيلا قادما يعيد إليها الحياة. نسيت أن
أقول لك إن رؤية المخرج تجسدت فى لقطة أراها دالة، فمن أساسيات فن الإخراج
اختيار زاوية التصوير، وفى أحد المشاهد كان المعلم زرزور (محمود عبدالعزيز)
يتبول واقفا، فاختار المخرج أن يجعله يواجه الكاميرا، ويواجهنا نحن
الجمهور، فهل عندكم تفسير لهذا الاختيار؟
العربي المصرية في
09/06/2009 |