صدر مؤخرا لعبد الرحمن نجدي الكاتب والمخرج السينمائي والمسرحي السوداني،
كتاب عنوانه "السينما في 2008"، من إصدارات شركة قطر للسينما، قدم من
خلاله قراءته للأفلام العربية والأجنبية التي شاهدها بقاعات السينما
بالدوحة، بحكم إقامته هناك وعمله بشركة قطر للسينما وتوزيع الأفلام،
معرجاً في ذات الكتاب على العديد من الموضوعات منها: مرور ربع قرن على وفاة
محمود المليجي، ورحيل رائد السينما السودانية جاد الله جبارة، كما سلط
الضوء على المشهد السينمائي في المنطقة العربية على العموم والخليجية على
الخصوص من خلال المهرجانات السينمائية التي شارك فيها وحديثه عن أهم
المشاريع السينمائية الطموحة المرتقبة بقطر منها مهرجان تريبيكا.
يتوزع الكتاب المتكون من 83 صفحة على ست أبواب رئيسة سمّى كل باب منها
بعنوان منها: صحة السينما الأمريكية، تطرق من خلاله لأهم الأفلام الأمريكية
التي شاهدها منها "اندياناجونز"، الجزء الخامس من "هاري بوتر وجماعة
العنقاء" مقدماً قراءة من حول فيلم "تايكن" مستعرضا من خلالها صورة العرب
في السينما الأمريكية، وكذا "شجاعة" فيلم جودي فوستر الجديد، وبقية الأبواب
الخمس جاءت مفتوحة على العديد من الموضوعات المعنونة كالتالي:
التزام..ولكن، سينما لها رأي، السر يكمن في روحها، غانغستر..ووسترن، خطوط
متشابكة.
ومن الموضوعات الهامة التي تطرق لها عبد الرحمن نجدي في كتابه، بالإضافة
لقراءته النقدية للأفلام الورقة السينمائية التي قدم من خلالها للمشاريع
السينمائية الطموحة التي بدأت تزدهر بدولة قطر فبعد مهرجان الدوحة الثقافي
الذي تجري فعالياته في شهر فبراير ومارس من كل سنة، ومهرجان الجزيرة
الوثائقية في أبريل، ومهرجان صيف الدوحة الذي تنظمه هيئة السياحة في يونيو-
يوليو، ومهرجان الدوحة الغنائي في ديسمبر- يناير أعلن مؤخراً كما قال
الاستاذ عبد الرحمن نجدي في كتابه عن إطلاق مهرجان ترايبيكا السينمائي
العالمي في نوفمبر من العام القادم. وتكمن أهمية هذا المهرجان في قوة الفن
السابع كفن تعبيري له جماهير جارفة وقدرة مذهلة على توسيع دائرة المعرفة
وإضاءة المستقبل. أكد نجدي في كتابه ان هذا المهرجان جاء في خضم التوسع
المدهش في الصالات السينما بقطر حيث وصل الى 24 صالة موزعة على خمس مناطق
مختلفة بقطر.
ومن خلال الباب السادس الذي عنونه "خطوط متشابكة" أفرد الكاتب نهاية كتابه
لرحيل رائد السينما السودانية جاد الله جبارة، وهو علم من أعلام السينما
السودانية وأحد أبرز رموزها، وقد ساهم بفاعلية في إبراز السينما في السودان
على الرغم من محدوديتها في كل المحافل والتظاهرات التي تعنى بالشأن
السينمائي، وظل ينادي ببناء سينما سودانية صميمة تهتم بمشاكل الإنسان
السوداني وطموحاته. هو من مواليد 1920 مصور ومنتج ومخرج سينمائي، بدأ حياته
المهنية كجندي، ثم ملازم أول بسلاح الإشارة ومصور بوحدة أفلام السودان،
والسينما المتجولة، ساهم في تدريب الكثير من الكوادر السودانية في مجال
التصوير السينمائي في السودان عام 1974، عضو إتحاد السينمائيين السودانيين،
وإتحاد السينمائيين الأفارقة لإقليم شرق إفريقيا، وأصبح عضواً في لجنة
تحكيم بمهرجان السينما ببوركينافاسو.
قدم للكتاب الأستاذ عبد الرحمن محسن وقال بخصوصه، أن "السينما 2008" يعتبر
من كتب النقد السينمائي المرتبطة عضويا بهموم واهتمامات المشاهد السينمائي
في المنطقة العربية وفي قطر بشكل خاص لأن الكاتب عبد الرحمن نجدي برغم أنه
أحد المخرجين الدارسين لفن وصناعة السينما، إلا أنه اختار ان يبتعد بالقدر
المناسب عن الطرح واللغة الأكاديمية وان يقدم للقارئ قراءة سلسة لمجموعة من
أهم الأفلام التي عرضت على شاشات السينما في قطر وعدد من الموضوعات شديدة
القرب من الاهتمامات الجماهيرية. ويلتقط في نفس الوقت أهم الأفلام التي
تقترب بشكل أو بآخر من قضايا المنطقة في الوقت الذي أصبحت فيه محطا لاهتمام
العالم بسبب سخونة الأحداث التي تجري فيها أو تتعلق بابنائها. كما قال إن
اختيارات الكاتب تشتمل تلك الأفلام التي حازت على أهم جوائز المهرجانات
السينمائية ليقدم للقارئ تحليلا مبسطا لأهم عناصر التميز في هذه الأفلام
والذي جعلها جديرة بهذه الجوائز. ولا بقتصر الكاتب على مجرد هذه القراءات
النقدية السلسة التي تحلل عناصر الأفلام التي يتناولها، بل يصطحب القارئ
معه في رحلاته لبعض المهرجانات السينمائية وأهم عروضها والى عدد من القضايا
السينمائية التي يطرحها الواقع مثل مثل دعم الدور الثقافي للسينما وأهمية
المهرجانات السينمائية التي يتم التخطيط لتنظيمها في دولة قطر.
الكتاب في مجمله وجبة ثقافية سينمائية قيمة وسهلة الهضم في نفس الوقت ليرشد
القارئ الى كيفية قراءة الفيلم الذي يشاهده وتحليل عناصر تميزه أو ضعفه في
القصة والمعالجة والإخراج والتمثيل ليقترب بالذائقة السينمائية للمشاهد
العادي من عناصر التحليل النقدي السينمائي.
عبد الرحمن نجدي كاتب ومخرج ومسرحي يعمل حاليا بشركة قطر للسينما وتوزيع
الأفلام حاصل على دبلوم الدراسات المسرحية بالسودان، ودبلوم الدراسات
السينمائية بلندن، والدراسات العليا في تقنيات التلفزيون والفيديو بلندن.
هو عضو مؤسس للعديد من الاتحادات منها على الخصوص :الفنانين العرب، النقاد
العرب، اتحاد السينمائيين السودانيين، إتحاد المسرحيين السودانيين، ونادي
السينما السوداني.
كما هو عضو في لجان الرقابة السينمائية بالسودان ولجان اختيار الأفلام بقطر
والسودان بالاضافة الى كونه رئيس لجنة تحكيم مسابقة التصوير الضوئي والفديو
ببرنامج لكل ربيع زهرة.
قام خلال إقامته بقطر بانجاز العديد من الأعمال منها الإعداد أول مرجع
متكامل يضم كل الفنانين والمؤسسات الثقافية في قطر وهو دليل بنك المبدعين.
شارك في العديد من مهرجانات السينما العربية والدولية، قدم العديد من
المحاضرات والبحوث والندوات وورش العمل، قام بتحرير صفحات متخصصة في العديد
من المجلات والصحف العربية، وحقق العديد من الأفلام التسجيلية والروائية
القصيرة والإعلانات التلفزيونية، نال الجائزة الذهبية عن فيلمه "بوزنة
يتمنى" بمهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون 2005.
بهذا الكتاب "السينما في 2008" أثر عبد الرحمن نجدي المكتبة العربية، وعزز
الكتابات القليلة المتخصصة بعالم الفن السابع، بالمنطقة العربية على العموم
والخليجية على الخصوص، وقدم من خلال سلاسة قراءاته النقدية للأفلام التي
شاهدها نوعاً جديدا من النقد السينمائي الذي يحاول من خلاله مصاحبة فكر
وعين المشاهد العربي .
إيلاف في
05/06/2009
الجزائر تحتضن اللقاءات السينمائية السابعة
نبيلة رزايق
من الجزائر
ستنطلق خلال الفترة الممتدة من13 إلى 19 يونيو الجاري، فعاليات الدورة
السابعة للقاءات السينمائية لمدينة بجاية وستجري مختلف فعالياتها هذه
التظاهرة بدار الثقافة لهذه المدينة الساحلية التي تبعد عن شرق العاصمة
الجزائرية بـ 280 كلم ومعروفا انها تحمل إرثا حضاريا وكانت عاصمة للحماديين
وساهمت في دفع المعرفة بالجزائر.
ستتمحور اللقاءات السينمائية لهذه السنة، حول نظرة السينمائيين الأوربيين
لمجتمعاتهم الأصلية وجالياتهم في الخارج، في محاولة من القائمين على هذا
الحدث السينمائي تسليط الضوء على الثقافة المزدوجة لهؤلاء، فمن ناحية
الثقافة الأصلية، النابعة من الأسرة وبلاد الأجداد ومن الناحية الأخرى
ثقافة بلد الإقامة و نتاج الاندماج في مجتمع الاستقبال و مؤسساته.
وككل سنة، ستكون هناك فضاءات عديدة ستفتح للمخرجين الجزائريين الشباب،
وبخاصة مخرجي الأفلام القصيرة، يضاف إلى هؤلاء حضور القائمين على المهرجان
الدولي للفيلم القصير لكليرمون فيراند بفرنسا والمهرجان الدولي لأفلام
إفريقيا والجزر، مما سيسمح للمشاركين في المهرجان والجمهور الواسع لاكتشاف
أفلام ستفد من آفاق أخرى. كما ستشهد الدورة السابعة للقاءات السينمائية
لمدينة بجاية جلسات ليلية تحمل مضامين احترافية للمهنة ،بالإضافة لورشة
للفيلم القصير، موجهة لأربع من كتاب السيناريو، يقترح عليهم المساعدة على
إعادة كتابة أعمالهم بتأطير احترافي يقوده ستيفان دوران باراكون، سكريبت
"فرنسا" طاهر شيخاوي، ناقد وأستاذ سينمائي "تونس"، بينما المقهى السينمائي
يبقى يشق طريقه في هذه الأيام السينمائية ببجاية، وهو اللقاء اليومي الذي
الموجه للقاء مخرجين صحفيين، ناقدين والجمهور لمناقشة الأفلام المعروضة أو
قضايا السينما بصفة عامة، وككل عام منذ الطبعة الخامسة، سيتم إعداد جريدة
سينمائية تصدر يوميا من طرف فريق شاب.
من أهم ضيوف اللقاءات السينمائية لبجاية نذكر المخرج الجزائري المقيم
بأوروبا عامر زيمش، وفيلمه آخر مقاوم, أيضا اسماعيل فروخي مع فيلمه الرحلة
الكبيرة، ومحمد لخضر تاتي "العب في الظل" خالد بن عيسى وفيلمه القصير الذي
حصد عدة تتويجات "سكتو" وأوغيست برنارد وفيلمه "واراموتسيهيو" الجائزة
الكبرى لميلانو 2009 وصابرينة دراوي في فيلمها القصير قوليلي "الجائزة
الخاصة في المهرجان الدولي للفيلم القصير بتاغيت وجوائز أخرى دولية" وإلى
هؤلاء ستضاف أسماء أخرى وأفلام أخرى لجعل هذا اللقاء فضاء للتبادل
والاحتكاك والتفكير مثلما هو مسطر لهذه المغامرة الجميلة أن تكون عليه.
يضاف إلى هؤلاء أيضا، حضورنقاد سينمائيين لإثراء النقاش طيلة هذا الحدث من
أمثال إقبال زليلة "جامعي وناقد سينمائي تونسي"، عبد الالاه الجوهري "صحفي
سينمائي مغربي"، سمير أرجوم، ناقد سينمائي فرنسي، نبيل حاجي، صحفي وناقد
سينمائي جزائري.
إيلاف في
03/06/2009 |