عودة المهرجان القومى للسينما المصرية للحياة من جديد صار مهمة خاصة
يتصدى لها الآن المخرج سمير سيف، والذى يرى أن دعم هذا المهرجان على وجه
التحديد، «مهمة وطنية» خالصة، فهو كما يراه مهرجان العائلة السينمائية
المصرية كأوسكار فى أمريكا و«سيزار» فى فرنسا، لذا يعمل الآن بكل طاقته على
إعادته للحياة بشكل يتناسب مع قيمته.
وفى هذا الحوار يكشف سيف عن جوانب التطوير بالمهرجان وأيضا عن سبب
رفضه تقديم أى عمل فنى عن الثورة حتى الآن، ويرى أيضا أن نبوءته قبل
الانتخابات صدقت عندما قال «أخشى من ديمقراطية كالتى أتت بهتلر
!».
فى البداية يتحدث سمير سيف عن أسباب قبوله منصب رئيس المهرجان القومى
للسينما قائلا: أنا من عشاق السينما المصرية لذلك من الطبيعى ألا أتردد عن
قبول منصب رئيس مهرجان يعد مهرجان العائلة السينمائية المصرية، وجميع
السينمائيين عليهم واجب الوقوف الى جانبه ومساندته بكل الطرق والسبل، فهو
بمثابة عيد قومى للسينما فى بلادنا.
·
إلى أى مدى وصلت التحضيرات
للدورة القادمة الآن؟
نعمل على عدة محاور فى وقت واحد، فمثلا بالنسبة للعروض نحاول أن نجعل
العروض فى عدة أماكن فى نفس التوقيت ــ وفضلا عن مسرح الجمهورية ومسارح
الأوبرا المختلفة ــ نحاول أن نطلق بعض العروض فى الإسكندرية أيضا حتى يشعر
الناس بهذا العرس الخاص، كما استحدثنا جائزة للصوت والذى لم يكن مدرجا من
قبل باللائحة، كما نعمل على إنهاء الأفيش الخاص بالدورة التى ستنطلق من 19
إلى 27 يونيو وباقى الملصقات الدعائية الأخرى، وأخيرا نعمل على موقع جديد
خاص بالمهرجان بعيدا عن موقع وزارة الثقافة يكون خاصا بكل تفاصيل الدورة
بشكل مستقل وعصرى.
·
هل واجهتكم أزمات أو عوائق فى
طريق العمل على عودة المهرجان؟
الأزمة الوحيدة فى نظرى جاءت بسبب توقف المهرجان عامين ثم عودته فجأة
ولا يجوز لنا الاعلان عنه سوى بشكل محدود فى الصحف القومية، لذا أشعر أن
الكثيرين لا يشعرون بعودة المهرجان ومن هؤلاء الناس شركات الانتاج مثلا
وبعض أصحاب الافلام، ولكن على باقى المستويات ألمس دعما قويا من وزير
الثقافة وصندوق التنمية الثقافية والمجموعة العاملة على المهرجان.
·
وكيف ستتعامل كرئيس مهرجان مع
هذا التوقف الطويل؟
قررنا كإدارة مهرجان أن نطلق دورتين استثنائيتين، فالدورة القادمة
ستضم أفلام عام 2010 و2011، والعام القادم ستضم أفلام 2012 و2013، ليعود
بعدها المهرجان من جديد بشكله الطبيعى سنويا.
·
نقل البعض عن مسئولين بوزارة
الثقافة قولهم إن إقامة مهرجانات للسينما الآن نوع من الترف.. فكيف ترى
هذا؟
هذا حديث «أبله» ويقودنا على الفور الى القول إن الفنون نفسها ترف
مثلا، وأنا أسأل ذلك النوع من المسئولين هل منعت الظروف اعلانات السمنة
والزيت والصابون!! لابد أن يعى الجميع أن تلك الفعاليات هى التى تؤكد أن
الجسد الحضارى لمصر لايزال متعافيا وينبض بالحياة ولم يمت.
·
وماذا عن نشاطك الفنى كمخرج؟
الوضع الانتاجى بشكل عام يمر بحالة انكماش كبيرة كالتى يشهدها
الاقتصاد بشكل عام، ورئاسة المهرجان القومى جاءت لتستحوذ على معظم وقتى،
وأتمنى بعد انتهاء الدورة القادمة أن يعود النشاط الانتاجى من جديد ونعود
للعمل خلف الكاميرا.
·
قلت لن أقترب من الثورة بعمل فنى
إلا بعد 5 سنوات على الأقل، هل لاتزل عند هذا الموقف؟
لا أزال عند ايمانى هذا فهناك الكثير من الأسرار والخبايا لم تكشف بعد
والى أن تتأكد الوقائع لازلنا فى مجال التكهنات، كما أن وصول الإخوان للحكم
سيحجب كثيرا من الأسرار الخاصة بهم وبدورهم فى الثورة على الأقل ولن تظهر
الا بعد رحيلهم يوما ما.
·
حذرت فى حوار سابق مع «الشروق»
مما وصفته بـ«ديمقراطية كالتى جاءت بهتلر».. فكيف ترى الأمر الآن؟
ضاحكا.. كان الأمر واضحا بالفعل وما خشيته حدث، وللأسف استقراء
التاريخ واستخلاص النتائج مفترض أن تكون وظيفة السياسيين ولم يحدث أى شىء
مخالف لتوقعاتى حتى الآن، ولكن أريد القول إننا لابد طوال الوقت ان نتمسك
بأهداب الأمل لأن الياس هو العدو الأول.
·
ردد البعض حديثا عن نية سمير سيف
للعودة لتقديم بعض الأفلام من إنتاج الكنيسة المصرية؟
غير صحيح على الإطلاق، لم يعرض على الأمر، وإن كنت قمت ببعض هذه
الأعمال فى بداية المشوار فى ظروف معينة وكانت نوعا من تقديم نشاط خاص
انطلقت بعدها قنوات وافلام عديدة وغير صحيح أى حديث عن مشروع جديد.
الشروق المصرية في
11/06/2013
هانى جرجس فوزى:
أفلامى بتتفهم غلط .. و«جرسونيرة» لم يواجه مشاكل مع
الرقابة
كتبت ــ منة عصام
يعتبره تحديا حقيقيا.. ففى ديكور شقة يجمع 3 شخصيات يختلفون كليا عن
بعضهم.. سيدة متعددة العلاقات وبلطجى ورجل وصولى يعانى من الارتباك
والتخبط، أنهى المخرج هانى جرجس فوزى تصوير فيلمه «جرسونيرة»، والذى يجد أن
كل ما قدمه من قبل فى كفة وهذا العمل فى الكفة الأخرى، فكيف يمكن تحقيق
المعادلة الصعبة، وهى الحفاظ على انتباه الجمهور وتضييع الملل رغم أن
الأحداث تدور فى شقة واحدة بـ3 فنانين فقط.
فوزى أكد أن الفيلم ــ الذى لم يحدد بعد ميعاد عرضه ــ لم يواجه أى
مشكلات مع الرقابة، مثلما حدث مع كل أفلامه السابقة «بدون رقابة»
و«أحاسيس»، قائلا: «دائما أتناقش مع الرقابة وأقنعهم بوجهة نظرى، وجرسونيرة
أخذ التصريح الرقابى منذ 3 سنوات، وقبل البدء فى تصويره قمت بتجديد الترخيص
مرة أخرى، وإذا كان هناك كلام حول مواجهة الفيلم مشكلات رقابية بسبب قصته
أو اسمه، فأقول لمن يعتقد هذا أنه مخطأ، فالجرسونيرة معناها الحقيقى هو
المكان الذى تدار فيه الأعمال الخفية التى لا يرغب أفرادها فى أن يعلمها
الناس».
وأضاف: «فى الحقيقة كنت مترددا للغاية فى إخراج الفيلم، لأنه يحمل
تحديا حقيقيا لأى مخرج من حيث كيف يمكنه المحافظة على انتباه المتفرج على
مدى ساعتين دون ملل، ويتوحد مع الثلاث شخصيات وهمومهم ومشاكلهم، ولهذا
السبب واجهت صعوبات كثيرة فى اختيار الفنانين، مع مراعاة أن تلك النوعية من
الأفلام نادرة التقديم فى مصر».
وأضاف: «من أول وهلة قمت باختيار غادة عبدالرازق وهى ممثلة سريعة
البديهة، أما شخصيتا البلطجى والرجل الوصولى فقد أجهدانى جدا، وبعد مشاهدتى
لمنذر رياحنة فى مسلسل خطوط حمراء قررت ترشيحه لدور البلطجى، أما شخصية
نضال شافعى فهى مركبة ومعقدة، وأستطيع وصفه أنه السهل الممتنع، وكان كل همى
منذ البداية هو اختيار ممثل جيد وليس سوبر
ستار، وهذا ما أفعله دائما، فما فائدة السوبر ستار إذا لم يؤدِ الدور كما
ينبغى».
وعن اختياره دائما للقصص المثيرة للجدل والتى تحتوى على مشاهد جريئة،
قال: «مع الأسف دائما ما يتم التعاطى مع أفلامى بشكل «أوفر»، فمثلا فيلم
بدون رقابة لم أقدم فيه أى مشاهد ساخنة أو أشياء من هذا القبيل، ومع ذلك تم
فهمه بشكل خاطئ وتم الحكم عليه بالسلب قبل عرضه»، مضيفا: «وكذلك فيلم
أحاسيس الذى من الأساس تم تقديمه للكبار فقط ونبهنا لذلك لأنه يتعامل مع
نوعية محددة من المشكلات التى تخص المرأة المصرية والعربية، وقدمت مشاهد
القبلات فى أضيق الحدود، ولو كنت قدمت مثل هذا الفيلم فى تونس مثلا لتوافرت
لى الحرية أكثر من ذلك».
الشروق المصرية في
11/06/2013
أكد الحاجة الماسة إلى مدينة إعلامية
عبدالمحسن التمار : فيلمي «موطني» ليس سياسياً بل هو رسالة
ماجد المطيري
حرصنا على الإلتقاء بالفنان عبدالمحسن التمار كممثل شاب له مشاركات
عديدة في مسلسلات كويتية، ولكننا فوجئنا به كمخرج وسينمائي أيضا .بالاضافة
الى انه يشغل منصب أمين صندوق نادي الكويت للسينما . عندما سألناه هل أنت
ممثل أم مخرج ؟ أجاب بأن كليهما «عبدالمحسن التمار» والفن بالنهاية يكمل
بعضه بعضا، وأكد بأنه لا يسعى الى الشهرة ولا المال لأنه بذلك سيتوقف عند
نقطة معينة بينما الفنان الحقيقي يجب أن يحب الفن للفن ليستمر للأبد.
سألناه في البداية عن بداياته الفنية فرد قائلا : انطلاقتي كانت من المسرح
كانت عبارة عن دور في مسرحية من إخراج المخرج «مبارك المزعل» الاستاذ في
المعهد العالي
.
·
ومتى بدأت مشاركاتك كممثل في
المسلسلات الكويتية ؟
أول دور لي كان في مسلسل «العقيد شمة» ويرجع الفضل في إعطائي هذه
الفرصة الى الفنان عادل المسيليم والفنان سمير القلاف وتشرفت بالعمل الى
جانب نجوم كبار كعبدالامام عبدالله وهدى الخطيب إلا أن توقيت عرض المسلسل
كان غير مناسب فلم يأخذ حقه الكافي.
·
ماذا استفدت من دخولك الى الوسط
الفني ؟
احتكاكي مع أناس مختلفين ورؤية عقلياتهم وطريقة تفكيرهم، وبدأت أميز
بين من يستحقون صداقتي ممن لا يستحقها
.
·
لماذا عشقت السينما واتجهت إليها
وابتعدت عن التمثيل ؟
السينما أفضل من المسرح فلا يوجد شللية هناك. متى ما أردت عرض عملك
السينمائي استطعت ذلك فهو غير متعلق بمنتج أو قناة كما أنه يوصل رسالتك
بشكل أفضل من المسلسل أو المسرح وكذلك السينما قادرة على إبراز مواهب
الشباب الهواة من ممثلين ومخرجين ومصورين بشكل أكبر.
·
أنت تشغل منصب أمين صندوق نادي
الكويت للسينما فما هو هدف هذا النادي؟
هدفنا نشر الوعي السينمائي وتقديم الاستشارات السينمائية .. فنادي
الكويت لديه خبرة كبيرة في هذا المجال منذ تأسيسه في 76 يعتبر أقدم ناد في
الخليج .خرج أجيالا من السينمائيين أمثال المخرج وليد العوضي والمخرج
عبدالله بوشهري فكل هؤلاء خرجوا من تحت عباءة النادي.
·
ما الذي قدمه النادي أو سيقدمه
لعشاق الفن السابع ؟
هو يعتبر حاضنة لموهبتك السينمائية تقدمك وتصقل موهبتك وليس شركة
لإنتاج الأفلام.وقد دعمنا كثيرا من المجموعات السينمائية مثل مجموعة «كويت
سينما»، «بصمات» كما قمت بتأسيس فرقة فنية اسميتها «ايكاروس» تعمل ضمن
النادي .
·
ما تطلعات «ايكاروس» وما أهم
انجازاتها؟
نحن نشارك في مهرجانات وملتقيات كثيرة وليس هدفنا الحصول على الجوائز
بل إيصال اسم الكويتي الى أبعد المهرجانات وأنتجنا فيلماً قصيرا بعنوان
«موطني» وهو من اخراجي وشارك في مهرجان «أيام قرطاج».. وكان من تمثيل
سليمان المرزوق وفهد المغربي.
·
ما قصة اللغط الذي أثير حول فلم
«موطني» الذي أخرجته؟ واعتبره البعض سياسيا؟
فيلم «موطني» ليس سياسيا بل هو رسالة موجهة للمجتمع بشكل عام وليس
موجها لدولة معينة.. فالسلطة قد تكون موجودة في بيت أو وظيفة أو دولة ثم
أني تعمدت أن أجعل الحوارات باللغة العربية الفصحى حتى لا يكون موجها ضد
دولة معينة.
·
لماذا اخترت اللغة العربية بدل
اللهجة الكويتية ؟
لان اللغة العربية مفهومة في كل مكان كمصر أو المغرب و العكس صحيح لو
أتيت بأفلام مغربية الى الكويت فلن نفهمها نحن لهذا السبب اخترت اللغة
العربية .
·
ما الذي نحتاجه لتصبح لدينا
صناعة سينمائية حقيقية ؟
أولا يجب أن يكون هناك دعم حكومي وذلك بمشاركة القطاع الخاص في دفع
العجلة السينمائية .وتحريك اقتصاد الدولة فالمهرجانات تستفيد منها الدولة
كدعاية وسياحة وتعتبر السينما مصدر دخل للدولة ففي مصر في السابق كانت
السينما هي ثاني مدخول بعد القطن.
·
هل نحن بحاجة ماسة في الكويت الى
مدينة إعلامية ؟
طبعا، المدينة الإعلامية مهمة جدا، فعندما نريد التصوير في مناطق
أثرية فلا نجد مكانا نضطر للذهاب الى عمان أو الامارات وهي دول شقيقة ولكن
الكويت كانت سباقة في مجال الفن ويجب أن تستمر.
·
أعلن المجلس الوطني للثقافة
والفنون عن نيته عمل مهرجان سينمائي كويتي نهاية هذا العام. فما رأيك؟
هناك فكرة لإنشاء مهرجان سينمائي في الكويت ولكنها لاتزال فكرة ولم نر
شيئاً على أرض الواقع، ونترك هذا الأمر لمجلس الثقافة والآداب مشكورا وهو
مشجع للمواهب السينمائية بشكل دائم وأحب أن أضيف أن فلسطين المحتلة
بإمكاناتها البسيطة أصبحت تملك مهرجانا فما الذي ينقصنا في الكويت ؟!
·
لديك مشروع لعمل مهرجان مشترك مع
الأخوة في الجمهورية المصرية؟
نعم ولقد وقعت اتفاقية لتعاون المشترك ممثلا لنادي الكويت لسينما مع
بيت السينما المصرية لعمل مهرجان مشترك بين الكويت ومصر فنستفيد نحن من
خبرتهم وهم يستفيدون من طاقتنا .
·
ما رأيك بوضع الأفلام السينمائية
في الكويت بشكل عام ؟
السينما شقان السينما النوعية أو أفلام المتخصصين والتي تحصل على
جوائز في المسابقات الدولية، وهناك الأفلام التجارية التي بدأت تحصد ثقة
الجمهور الكويت مثل بعض أفلام الفنان القدير طارق العلي «معتوق في بانكوك»
و«هالو كايرو».
هل تؤيد إنشاء أكاديمية للفنون السينمائية أؤيد ذلك وبشدة ولكن للأسف
لدينا نقص أكاديمي فليس لدينا نقاد متخصصين في السينما عدا الأستاذ عماد
النويري وفاروق عبدالعزيز وهناك مشروع أكاديمية النظائر للإعلام وهو جيد و
يقدم ورش ودورات لكن لدينا عتب في النادي لأنهم لم يستشيرونا أو يطلبوا
مساعدتنا ونحن مستعدين للتعاون معهم .
·
ما رأيك بعزوف الجمهور الكويت عن
الأفلام العربية بشكل عام والكويتية بشكل خاص؟
أغلبية الجمهور يعتقد أن الفيلم الكويتي يجب أن يكون في مستوى أفلام
هوليود وهذا ليس صحيح فالحكمة أن نقدم فلم ذو طابع مميز بهدف واضح ورسالة
وفكرة واضحتان يصل الى الجمهور . وأكبر مثال هو السينما الهندية التي لديها
طابعها الخاص وإنتاجها الخاص.
·
تم انتخابك مؤخرا كعضو في مجلس
إدارة النادي فما رأيك بهذه التجربة؟
تجربة جديدة بالنسبة لي وتم انتخاب رئيس مجلس الإدارة حسين الخوالد
ونائبة الرئيس ليلى السبعان وأمين السر مبارك المزعل وأمين الصندوق
عبدالمحسن التمار واللجنة الإعلامية فهد المغربي ولجنة العلاقات العامة أمل
الليفان وناجي الحاي عضو مجلس الادارة
.
·
ماذا أضاف هذا المنصب لعبدالمحسن
؟
الذي يعتقد أني أتفاخر بعضوية مجلس إدارة النادي فهو واهم لأنني رفضت
كثير من الأعمال والأدوار التي قدمت لي بسبب انشغالي في النادي وذلك لرغبتي
بوضع بصمة من خلال أصدقائي أعضاء النادي لخدمة الكويت.
·
متى نصل الى مستوى بعض الدول
الخليجية التي سبقتنا في مجال السينما كالامارات وقطر؟
حتى أكون صريحاً معك .لم تصل هذه الدول الى ما وصلت إليه إلا بسبب
الدعم الحكومي كما إن استضافتهم للمهرجانات العالمية ساهم في تطورهم .فقطر
استضافت «تروبيكا» ليؤسسوا لسينما قطرية حقيقية وكذلك ابوظبي استضافت «تروبفست»
كما أن التسهيلات التي تقدم لصانعي الأفلام هناك كبيرة فالبنوك هناك مثلا
تعطي قرضا لمن يريد أن ينتج فيلما !
·
ما رأيك بفكرة برنامج تلفزيوني
على طريقة ستار أكاديمي وسوبر ستار يختص بالمواهب السينمائية؟
لم اسمع بها.. لكن إذا توافر الدعم المادي الكافي فسنقوم بعمل ذلك في
الكويت.. آخر أعمالك؟ لدي دعاية انتهيت من تصويرها وضيف الشرف فيها الفنان
المعتزل فضل شاكر وهي فقرة دينية توعوية ستعرض في رمضان على تلفزيون قطر.
·
بصراحة هل سترجع للمسرح أم ستكمل
مشوارك في السينما أم ستبقى في التلفزيون؟
«ضحك» «ماراح ارجع للمسرح نهائيا» لكن السينما سأستمر معها بالتأكيد
والتلفزيون كذلك فهما وجهان لعملة واحدة.
·
ما رسالتك الأخيرة ولمن توجهها
في نهاية اللقاء ؟
رسالتي للفنانين الكبار بان يدعموا الفنانين الشباب والمخرجين الشباب
ولا يحتفظون بالخبرة التي لديهم لأنفسهم، فهناك للأسف من الفنانين الكبار
من يأخذ أجرا ليشارك معك في فيلم معين.. وأحب أن اشكر الفنانين الكبار مع
حفظ الألقاب «محمد الجابر» و «ناصر كرماني» و«عبدالعزيز الحداد» على دعمهم
للشباب بشكل عام ولي بشكل خاص .
النهار الكويتية في
12/06/2013
بعد افتتاحه بالكوميديا من خلال «تتح» و«سمير أبو النيل»
«أفلام العشوائيات» تهيمن على النصف الثاني من موسم الصيف
بعد افتتاح فيلمي «تتح»، و«سمير أبو النيل» لكل من محمد سعد وأحمد مكي
لأفلام موسم الصيف، وتنافسهما على جذب الجمهور من خلال المضمون الكوميدي
الذي يقدمه الاثنان في فيلميهما، واعتمدا على أن الظروف الصعبة الحالية
حلها الوحيد هي الكوميديا، ونجحت إلى حد ما في اجتذاب عدد طيب من جمهور
السينما، بدأت أفلام الجزء الثاني من الموسم أكثر عنفاً وتراجيدية.
بداية يأتي فيلم «الحرامي والعبيط» لخالد صالح وخالد الصاوي على الرغم
من وجود بعض اللقطات الكوميدية للفيلم، إلا أنه يجسد قصة واقعية مؤلمة
تتلخص في شخصيتين «بلطجي ومختل عقلياً» يتعايشان في منطقة شعبية أو
عشوائية، والتي انتقل بها الفيلم في النهاية إلى الإشارة إلى قضية تجارة
الأعضاء البشرية في وجود بعض اللقطات العنيفة والتراجيدية والإنسانية
أيضاً، والتي انتهت في النهاية إلى مقتل خالد الصاوي في نهاية الفيلم.
أما الفيلم الثاني هو «بوسي كات» للممثلة الشابة راندا البحيري، وهو
أيضاً يحكي عن قصة فتاة تقطن بإحدى المناطق العشوائية، وما يميز الفيلم
وجود عدد من الأغاني الشعبية مثل «الصدق منجة»، «الخميس»، و«الجواز قسمة
ونصيب»، ووجود الراقصة صوفيا شاهين لأول مرة في السينما، وابتعد الفيلم
قليلاً عن المضمون الكوميدي الخالص، وارتكز على بعض الجوانب الواقعية
والإنسانية.
ومازالت دور العرض تنتظر عرض فيلم «متعب وشادية» للفنانة علياء
الكيبالي، وهو أيضاً يحكي واقع قصة حب بين اثنين في منطقة شعبية في جو مليء
أيضاً بالوصلات الاستعراضية والمشاجرات والأجواء العنيفة.. والفيلم يُعد
تجربة فريدة، وتحمل جملة من الرسائل المهمة.
وأكد نقاد السينما بمصر على كون أفلام موسم الصيف رغم أن أبطالها من
النجوم المحبوبين، فإنها مازالت دون المستوى من حيث التواجد الجمهوري
المكثف، مقارنة بسنوات سابقة، وخاصة أن الأوضاع بمصر مازالت متأثرة
بالاضطرابات وحالة التوتر والشد والجذب السياسي، فضلاً عن استمرار ظاهرة
«القرصنة» التي حرمت المنتجين من تحقيق العائد المطلوب، إذ يتم تسريب
الفيلم فور عرضه بأيام قليلة، وكلها ظواهر مازالت مستمرة بالسينما المصرية
وتشكل عائقاً كبيراً
وقد برر البعض ما يسمى بـ «أفلام المقاولات» بأن السوق يحتاج تلك
النوعية من الأفلام ويقبل عليها الجمهور، في ظل الأوضاع الحالية، فيما أكد
البعض الآخر كون تلك النوعية من الأفلام تحمل رسائل واضحة بصورة مباشرة..
ومن جانبه قال مخرج فيلم «بوسي كات» علاء الشريف إنه لا يصنع «أفلام
مقاولات» لكن أفلامه ذات هدف ورسالة واضحة وتلقي الضوء على أكثر من قضية،
مؤكداً أن الجمهور هو المعيار الرئيس في هذا الصدد.
النهار الكويتية في
12/06/2013
الناقدة ندى الأزهري، والسينما الإيرانية الراهنة
صلاح سرميني ـ باريس
يبدأ كتاب (السينما الإيرانية الراهنة) ـ منشورات دار المدى ـ بمقدمةٍ
إحتفائية كتبها الناقد السينمائيّ اللبنانيّ "إبراهيم العريس"، وأخرى
للمُؤلفة "ندى الأزهري" نفسها، ومن خلالها تُفسّر، تُوضح، وتلخص المنهج
النقديّ الذي تخيّرته حيث تقول في مقدمتها
:
"أقمتُ في إيران في النصف الثاني من العقد الأول لهذا القرن،
وكنتُ على إتصالٍ يوميّ مع السينما الإيرانية، والسينمائيين.
ويُعتبر "هذا الكتاب صدى لهذه التجربة، وهو لا يدّعي الشمولية حول وضع
السينما الإيرانية، وتاريخها، إنه يقترح فقط، تسليط الضوء عليها في فترةٍ
محددة من تاريخها من خلال مجموعة مقالاتٍ، وحواراتٍ نُشر القسم الأعظم منها
على مدى أربعة أعوام، في جريدة الحياة.
عبر سلسلة لقاءاتٍ مع شخصياتٍ سينمائية من إيران، نتعرف بالتناوب على
مخرج عالميّ ظلّ في وطنه، وآخر غادره، مخرجات، وممثلات من أجيال مختلفة
طبعن سينما بلدهن بطابع خاص، نقاد عارفين، ومدراء، ومسؤولين في بلدٍ تلعب
فيه المؤسّسات الرسمية دوراً مرجعياً في الإنتاج، والتوزيع،..".
***
"ندى الأزهري"، كاتبةٌ، وناقدةٌ سينمائيةٌ سورية مُقيمة في
فرنسا، إختارت، أو شاءت الظروف، والأقدار أن تكتب عن السينما بروح الهواية
بدون أن تحوّلها إلى مهنةٍ تعيش من دخلها، وإبتعدت بقدر الإمكان عن طموحاتٍ
هوسية تدّعي تطوير، ونشر الثقافة السينمائية، هذه الأهداف التي نُبالغ
عادةً في إعلانها بين سطورنا، ونختبئ خلفها كي نمنح هذه المهمّة التي تُوشك
على الإنقراض قدسيةً عُظمى.
في المشهد السينمائيّ النقديّ العربيّ، هناك ـ وهم قلائلٌ على أيّ حال
ـ من يعمد، أو يتعمّد إستخدام لغة طلسمية تحتاج إلى قواميس لفهم معانيها،
بينما النصوص عن السينما ـ إلا ما ندر منها ـ ليست أدباً، أو شعراً، وهي
تتطلب لغةً مفهومة، وهو حال كتابات "ندى الأزهري"، إذّ حالما نبدأ بقراءة
مقالاً، أو حواراً كتبته، تقودنا كلماتها من البداية، وحتى النهاية، واضحة،
بسيطة، وسلسة مثل السينما الإيرانية التي وقعت يوماً في غرامها، وإرتبطت
معها بعلاقة شغف.
اليوم، إذا أردنا الإشارة إلى ناقدٍ سينمائيّ عربيّ إختار سينما معينة
للكتابة عنها، وتقديمها إلى القارئ، فإننا ـ على الفور ـ سوف نتذكر واحداً
مُدعياً يكتب عن السينمات الهندية، وأخرى أقلّ إدعاءً تكتب عن السينما
الإيرانية التي أصبحت بالنسبة لها مشروعاً حياتياً، وهكذا، فإنها، كما
تقول، تُفضل ـ على سبيل المثال ـ متابعة مهرجاناتٍ مثل مهرجان أفلام
القارات الثلاث في نانت (فرنسا)، ومهرجان السينما الآسيوية في فيزول
(فرنسا) عن مهرجان كان الذي يمكن أن تشاهد معظم أفلام مسابقاته في الصالات
الباريسية، وتُفسّر هذا التوجه، بأنها تهتمّ بـ "سينما الأطراف" كي تتوّغل
في تفاصيلها، تكتشفها، وتكشفها للقارئ.
عند التفكير بمحتوى هذه القراءة، تذكرتُ بأنني قرأتُ نصف صفحات كتابها
خلال رحلة قطار من باريس إلى كان، والنصف الثاني في جوف طائرة عملاقة كانت
تنقلنا من باريس إلى دبي، وبالقراءة المُتأنية (ورُبما الكسولة)، لفت
إنتباهي، بأنّ طقوساً خاصة تسبق حواراتها، إنها ليست صحفية مُنبهرة بهذا
السينمائيّ، أو تلك الممثلة، وتكتفي بإرسال أسئلة مكتوبة مسبقاً، وتنتظر أن
يكتبوا أجوبتهم بأنفسهم، حواراتها أقرب إلى قصص قصيرة تقترب من أدب الرحلات.
وبالعودة إلى مقدمتها، يتبيّن لنا، بأنها، ومنذ البداية، واعية لهذا
الأسلوب، حيث تقول:
"...في هذه الرحلة، لن يكتشف القارئ السينما الإيرانية
في وضعها الراهن فحسب، بل سيتلمس أيضاً بعض سمات المجتمع الإيراني، حراكه
الإجتماعي، والثقافي، وما يعتمل فيه من تحولات...
بشكلٍ عام، يمثل هذا الكتاب مقارنةً بعرضٍ منهجيّ، ما تمثله مشاهدات
رحالة بالنسبة لبحث جغرافيّ، أو إحصائيّ، ومثل أيّ سيرة، أو مشاهدات رحلة،
فإنه لا يعطي سوى لمحاتٍ سمحت بها المصادفة، أو هوى الرحالة، ورغباته
العابرة، لذا فهو لا يدّعي الإحاطة بكل شيء.
لكن، قد يحصل، وتكشف مشاهدات رحلة ما، رغم عفويتها، وربما عشوائيتها،
بلداً أفضل مما يفعله عرض أستاذ في الجغرافيا،....
يؤثر الرحالة رؤية ما سبق أن سمع عنه غير أنه يرغب في الوقت ذاته
بالإكتشاف، وإذا ما تحلى بشيءٍ من الإبتكار، فسيحيد مساره عن المحطات
السياحية التي سبق لها أن عُرفت بل، واستهلكت، وسيتجه إلى حيث تقوده معرفته
الناشئة عن ملامسة الواقع،...".
أكانت الحوارات التي أجرتها "ندى الأزهري" في مدينة "نانت" التي عاشت
فيها سنواتٍ طويلة، وتركتها متوجهةً نحو باريس، أو خلال فترة إقامتها
المُؤقتة، والثرية في طهران، نقرأ عن الشخصيات السينمائية التي تختارها،
بعد أن تشاهد ما تيّسر لها من أفلامهم، تُجهز نفسها، وتبدأ في البحث عن
السينمائيّ، وكأنها شخصية في أحد أفلامه، وقبل الوصول إلى بيته، واللقاء
معه، والبدء في طرح أسئلتها، تكون قد قدمته لنا، وأوجزت خصائص أعماله،
وأسلوبه، ويأتي الحوار مُكملاً تنبش من خلاله بعض التفاصيل التي لم يعثر
عليها أحد قبلها، وفقرةٌ واحدةٌ أستعيرها من حواراتها هذه تُوضح أسلوبها في
أبهى صوره
:
"زقاقٌ
مسدود، في نهايته دار من حجر آجر أصفر تتميز به بيوت طهران القديمة، تحيط
بالدار أشجار وارفة، في الجوار، ترتفع بناية في طور البناء، إختفى قرميدها
خلف رخام أبيض بارد، تبدو في الزقاق مثل سدّ يحجب منافذ الضوء، كم مرة دقوا
الباب على هذه الدار ليسألوا صاحبها عن نيته للبيع.
ـ لا، ثم لا، ثم لا
!...
ـ حسناً، ستضطر إلى ذلك يوما !... كانوا يردون واثقين.
ـ لن أغادرها إلاّ إلى القبر.
عباس كيارستمي ينتظرنا في داره، كان مصاباً ببعض الرضوض جراء وقوعه
أمس، عليه المغادرة في اليوم التالي لحضور مهرجان ما في دولة أوروبية، لا
يكف عن الأسفار هنا، وهناك، يدعونه إلى تكريم، مشاركة في لجان تحكيم، أو
لعرض أعماله التصويرية،...
دعانا للدخول، وهو يردّ بالإنكليزية على مكالمة هاتفية، كان يكتفي
ببضعة عبارات شديدة الإيجاز، خشيت أن يفعل المثل في حواره معي...
على الطاولة كانت أطباق من فواكه الصيف، والمكسرات، والحلوى
بانتظارنا، كعادة الإيرانيين المحببة في الاستقبال، سألنا بلطفٍ إن كنا
نرغب بالشاي.
-
سيد كيارستمي, لقد حددت لنا موعد اللقاء من الرابعة بعد الظهر
إلى الخامسة، لا أرغب بأن تضيع دقائق منه في تحضير الشاي"....
حالما ننتهي من قراءة حوار ما مع أحد السينمائيين حتى تمتلكنا الرغبة
بمُشاهدة أفلامه، أو التفكير بمُشاهدتها للمرة الثانية (وهي إحدى أهداف
الكتابة عن السينما).
ينتقل القارئ من فصلٍ إلى آخر، وكأنه في رحلةٍ سينمائية، ونتذكر أيضاً
بأنّ السينما الإيرانية مغرمة بالإنتقال من شخصيةٍ إلى أخرى، وهكذا نتابع
سلسلةً من الشخصيات يجمعها موضوعٌ واحد.
يتضمّن كتاب (السينما الإيرانية الراهنة) سبعة فصولٍ، نُتابع من
خلالها التيمات التالية
:
ـ مخرجون على حدة : عباس كياروستامي، أمير نادري.
ـ نساء في السينما الإيرانية: رخشان بني إعتماد، تهمينة ميلاني، نيكي
كريمي، ليلى حاتمي، فاطمة معتمد داريا، مانيا أكبري.
ـ مخرجون خارج السرب : جعفر بناهي، أبو الفضل جليلي.
ـ مخرجون شباب : أصغر فرهادي، رفيع بيتز.
ـ السينما الإيرانية في عيون نقادها : فريدون جيراني، أميد روحاني.
ـ أفلام علامات.
ـ السينما الإيرانية، والمُتغيرات الاجتماعية، والسياسية، السينما
الإيرانية، ومهرجان "فجر" ، السينما الإيرانية، ومؤسساتها، والمسؤولون
عنها، السينما الإيرانية، والرقابة، حين تصبّ الرقابة في "المصلحة
الأخلاقية" للفنان.
وكما تقول "ندى الأزهري"
:
"تعتمد المُقابلات خياراً يخضع إلى المنطق نفسه، فمن جهة
إرتأيتُ مقابلة بعض أولئك الذين شغلوا طهران ما بين الأعوام 2006 و2010،
ومنهم من يتمتع بسمعةٍ عالمية، ويعتبرهم محبو السينما، ومتابعوها شخصيات
رئيسية في الواقع السينمائي الآني، ومن جهةٍ أخرى، أوليتُ إهتماماً لبعض
آخر لم يحظ بنفس الإهتمام العالمي، وربما كان غير معروفاً إلاّ في بلده،
لكن آراءه، وأعماله تحظى بوزنٍ يضاهي ما للنجوم المعروفين عالمياً.
وهكذا، سيسلط الكتاب الضوء على مخرجين مكرسين، وآخرين صاعدين، صانعي
أفلام متفردين، ومخرجات ملتزمات بقضايا إجتماعية، نجمات في السينما
الإيرانية حيث للنجومية مفهومها الخاص، وفنانين خارج السرب في بلد يتعرف
فيه أهلها إلى أفلامهم عبر كلّ الوسائل إلا شاشاتها الكبيرة،...".
خلال لقاء مع "ندى الأزهري" في أحد مقاهي شارع "فوبورغ سان دوني" في
قلب الحيّ الهندي، حدثتني بحنينٍ عن إقامتها في إيران، وفاجئتني بفرحة
التحضير للإنتقال مع زوجها للإقامة في نيودلهي لبعض السنوات، وعندما تطرقنا
إلى موضوع غيابها عن المهرجانات العربية، أو غياب المهرجات العربية عنها،
قلتُ، بأنّ الأسباب ـ رُبما ـ لأنكِ
....
حاولت العثور معها على كلمةٍ مناسبة تصف طبيعتها، وعلاقتها مع الوسط
المهرجاناتيّ، وتبادلنا حواراً برقياً
:
ـ هل تقصد بأنني متواضعة ؟
ـ لا..
ـ مُتكبرة ؟
ـ لا...
ـ غير مُكترثة ؟
ـ لا...
لم ننجح في العثور على الصيغة المناسبة، ولكن، في نفس اليوم ليلاً،
أنقذنا زوجها الديبلوماسي الفرنسي، وإقترح الكلمة التي أبحث عنها :
مُترّفعة.
نعم، هي بالأحرى مترفعة في تواصلها مع الصحافة، النشر، المهرجانات،
والدعوات، ولأنها لا تُجيد فنون العلاقات العامة، فهي غائبة، أو مُغيّبة عن
المهرجانات السينمائية العربية في الوقت الذي نعرف أشخاصاً آخرين أقلّ منها
موهبة، جديةً، ومتابعةً، يحملون على ظهورهم صفاتٍ مهنية وهمية، مزيفة، أو
مبالغة في حجمها، وطبيعتها، ومع ذلك يقفزون من مهرجان إلى آخر بدون أن
يتحقق أحدٌ من طبيعة عملهم، وخبراتهم الحقيقية.
أخيراً، وخلال حديثنا عن السينما الإيرانية، وإستعدادها للسفر إلى
الهند، قالت "ندى"
:
ـ لقد تحدثتُ مع زوجي عن شغفكَ بالسينما الهندية، سوف تكون فرصة كي
تأتي لزيارتنا في الهند،....
ـ إذاً، سوف تصبحين منافسةً لي، وتكتبين عن السينما الهندية التي لا
تحبينها.
ـ فعلاً، أنا أرتاح كثيراً في إيران، وأحب السينما الإيرانية أكثر.
ـ إذاً، بعد ثلاث سنوات رُبما سوف نقرأ لكِ كتاباً عن السينما الهندية
؟
وإستيحاءً من السينما التي تجمعنا، أختتمُ هذه القراءة بضحكات "ندى
الأزهري" تختلط مع فقرة قصيرة إقتطعتها من خاتمة إحتفائية كتبها الشاعر،
والناقد السينمائي السوري "بندر عبد الحميد" على صفحة الغلاف الأخير من
الكتاب :
"قرأت ندى الأزهري السينما الايرانية من الداخل، وكتبت عنها
بحبّ، ونقد متوازن، وحرية، دون مبالغة، أو خوف، أو مجاملة،
...".
هامش
:
في (الصفحة 28) من الكتاب، ورداً على سؤال من "ندى الأزهري"، يقول
"عباس كياروستامي"
:
- ".....ثمة أمرين لا أحبذ تواجدهما لدى الفنان، الأول هو
الضوضاء، واللغط الذي يثيره هذا من حوله دائماً للفت النظر، والثاني
إعتماده السلبية في مواقفه، أفضل الوقوف بين الطرفين، ....أنا أعتبر أنه من
المُسيء لحكومةٍ أن تعتقل فنان، وتحبسه، وبنفس القدر من السيئ أن يفعل
الفنان ما يستدعي حبسه،......".
الجزيرة الوثائقية في
12/06/2013
من واقع الفرح إلى مأساة الوفاة وارتباك التنظيم
مهرجان مارتيل للسينما المغربية والايبروأمريكية
من مارتيل زبيدة الخواتري
نظمت مؤخرا في مدينة مارتيل شمال المغرب فعاليات النسخة الثالثة عشر من
مهرجان مارتيل للسينما المغربية والايبروأمريكية وعلى الرغم من أجواء الفرح
التي عمت في البداية تنظيم المهرجان إلى أن كل الأمور ارتبكت بعد إعلان
وفاة الصحفي والناقد السينمائي المصري والمستشار الفني للمهرجان ناهد أشرف
أيوبي على أبواب إحدى فنادق المدينة بعد إصابته بأزمة قلبية لفظ معها
أنفاسه الأخيرة في طريقه إلى المستشفى.
ويعد الراحل من أهم النقاد السينمائيين اللذين تركوا بصمة في عدد من
المهرجانات العربية كمهرجان الرباط الدولي للفنون ومهرجان تطوان لسينما دول
البحر الأبيض المتوسط ، ومهرجان روتردام للفيلم العربي والسوق الثقافية
الدولية بتونس، وشغل منصب مدير المركز الصحفي لمهرجان السويس الدولي
للأفلام الكوميدية بالإضافة إلى مشاركته في تأسيس وتحرير العديد من
المجلات وكان مراسل جريدتي الشرق القطرية و الأنباء الكويتية كما عمل
صحفيا في جريدة الأحرار المصرية وكان عضوا من أعضاء الجمعية المصرية لكتاب
ونقاد السينما. وقد وري جثمان الراحل إلى مثواه الأخير في إحدى مقابر مدينة
مارتيل بعد تصريح السفارة المصرية بدفنه في التراب المغربي ، وتحولت بذلك
أجواء المهرجان من الفرح إلى الحزن اثر إلغاء مجموعة من الأنشطة وارتباك
في مواعيد إدراج باقي مواد المهرجان. وقد تخلل فعاليات هذه الدورة تتويج
الفيلم المغربي الوثائقي " الأفضل " للمخرج المغربي الشاب "طارق ليحميدي"،
بالجائزة الكبرى لمدينة مرتيل، بينما فاز فيلم "لم أكن أنا" لمخرجه
الإسباني "أستيبان كريسبو" بالجائزة الكبرى لمدينة مرتيل للفيلم القصير،
ومنحت لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للفيلم القصير جائزتها الخاصة للفيلم
الإسباني "لويسا ليست في المنزل" لمخرجته "سيليا ريكو كلافيانو"، فيما عادت
جائزة أحسن إخراج، لفيلم "جرح لوكريسيا" للمخرجة المكسيكية "صابرينا
مالدونادو". كما منحت لجنة التحكيم جائزتين للتنويه الخاص عن ذات المسابقة
لكل لفيلم ”ولا كلمة حب واحدة” لمخرجه الأرجنتيني "النينيو رودريغيز" فيما
عاد التنويه الثاني للفيلم المغربي "عزيز قداس طنجة" لمخرجه مهدي
السويسي، وتوج فيلم "غادي نكمل" بجائزة لجنة التحكيم الشباب (الخاصة
بالفيلم القصير) التي تشكلت من تلاميذ ثانوية مرتيل. وبرسم المسابقة
الرسمية للفيلم الوثائقي، عادت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم "الخشب"
للمخرج الكوبي "دانييل رديكاردو تفيتكو"، فيما منحت لجنة التحكيم الخاصة
بالمسابقة جائزة أحسن إخراج لفيلم "نساء بدون هوية" للمخرج المغربي ”محمد
العبودي ” .
وآلت جائزة لجن التحكيم (الخاصة بمدارس السينما للفيلم الوثائقي)
لطلبة ماستر السينما و الإجازة المهنية في الدراسات السينمائية بكلية
الأداب والعلوم الإنسانية بمرتيل لفيلم "كلمات سحرية" لمخرجته المكسيكية "مرسيديس
مونكاندا رودريغيز" التي تخلفت عن الحضور.
وعلى هامش المهرجان تكريم الفنان (الممثل) المغربي "محمد الشوبي" الذي
أهدى بدوره درع تكريمه لروح الصحافي والناقد السينمائي المصري "أشرف نهاد
البيومي". بالمقابل نظم عشرات من شباب مرتيل وقفة إحتجاجية أمام الفندق
الذي شهد تنظيم المهرجان وحيث أقيم الإعلان عن نتائج المسابقة الرسمية
للمهرجان لم تتجاوز عشرة دقائق، تلا خلالها المحتجون بيان "المقاطعة"
وطالبوا المجلس الجهوي للحسابات بالتدقيق في مالية المهرجان و محاسبة
الساهرين عليه، و مناشدة المجلس الجماعي لمرتيل وقف الدعم المالي الذي
يقدمه للمهرجان
.
الجزيرة الوثائقية في
12/06/2013 |