تمتلك الفنانة ليلى علوى روح المغامرة التى تدفعها دائما لخوض تجارب مختلفة عن بقية فنانى جيلها، تطرح من خلالها قضايا ومشاكل المجتمع المصرى، لذلك لم تتردد فى خوض تجربة جديدة رغم ضيق الوقت على حلول شهر رمضان، حيث بدأت مؤخرا تصوير مسلسلها الجديد «فرح ليلى»، بعد تأجيل مشروع مسلسل «عصفور الجنة».

وتكشف ليلى علوى، لـ«المصرى اليوم»، تفاصيل تجربتها فى «فرح ليلى» وحقيقة تشابهه مع أحد أفلام جنيفر لوبيز، وتقييمها لحكم الإخوان المسلمين.

■ كيف كان شعورك بعد العودة إلى السباق الرمضانى من جديد؟

- لا أحسب الأمور بمنطق الدخول أو الخروج من المنافسة الرمضانية، ولكن أكثر ما أسعدنى هو إصرار الجهة المنتجة على تقديم عمل آخر بعد تأجيل مسلسل «عصفور الجنة»، وأنا إنسانة قدرية جدا، وأتوكل دائما على الله، وعندما توقف مشروع «عصفور الجنة» قلت «الحمد لله» طالما فعلت ما بوسعى، ولكن عندما ظهر مسلسل «فرح ليلى» سعدت للغاية لأنه مشروعى منذ سنوات، كما أنه عمل خفيف ويتناسب مع الظروف التى نعيشها حاليا.

■ ألم تشعرى بالقلق عندما توقف مشروع مسلسل «عصفور الجنة» بسبب ضيق الوقت؟

- أنا بطبعى لا أفضل الحديث عن أى مشروع أستعد لتقديمه إلا مع بدء تصويره، وللعلم لم أعلن أى شىء بخصوص مسلسل «عصفور الجنة»، ولم أتحدث إلا بعد أن اتخذنا قراراً بتأجيله لأننا طوال الفترة الماضية، كنا فى محاولات قد تأتى ثمارها بالإيجاب أو السلب، لذلك لم أكن أملك الضمانات الكافية لأتحدث عنه، وأحيانا كنت أقرأ الأخبار مثل الآخرين، ولكننى لم أقلق أو أغضب من تأجيل المسلسل فى هذا التوقيت لأن ذلك ليس من صفاتى، فأنا أبحث عن العمل وليس عن عرضه فى رمضان بالتحديد، وكنت أول من نادى بخلق مواسم جديدة لعرض المسلسلات منذ أكثر من عام.

■ لكن ضيق الوقت قد يصيبك بالقلق من عدم انتهاء التصوير فى الوقت المناسب؟

- بالتأكيد أشعر بالقلق من ضيق الوقت، ولكن حبى للشخصية وللعمل وضع بداخلى قدرة كبيرة لتحدى كل الصعاب، من أجل تقديم عمل مختلف ومتميز يجذب الجمهور ويسعد الناس، كما أن لدى ثقة كبيرة فى المخرج خالد الحجر وأعتقد أنه قد مر بالظروف نفسها فى أعماله التليفزيونية السابقة، والنتائج الأولية التى حققناها فى التصوير مبشرة.

■ هل توقعت أن تعود الحياة من جديد إلى مسلسل «فرح ليلى»؟

- بصراحة لم أكن متوقعة لأن قرار بدء تصويره جاء سريعا، ولكنى أثق فى المخرج خالد الحجر والشركة المنتجة التى قامت بتجهيز كل التفاصيل بشكل سريع، ونجحت فى التعاقد مع ممثلين متميزين، سواء المخضرمين عبدالرحمن أبوزهرة وزكى فطين عبدالوهاب أو الوجوه الشابة مثل نادية خيرى وشادى خلف ومريم صالح ونيرمين ماهر، بالإضافة إلى الممثل السورى فراس سعيد.

■ وهل ترين أن الجمهور يحتاج لأعمال مبهجة من نوعية «فرح ليلى»؟

- بالتأكيد، وأشعر أن شهر رمضان سيكون فيه بهجة على كل الناس و ليس فى الدراما فقط، ومتفائلة بما يحدث فى الشارع، والناس تعبر عن رأيها بحرية، وسيحدث شىء قريبا لصالحهم، ولكن ما هو؟ لا أعرف.

■ ما حقيقة وجود تشابه فى موضوع المسلسل مع فيلم «مخططة حفلات الزفاف» لجنيفر لوبيز؟

- ليس هناك أى تشابه سوى فى المهنة فقط، لأن هناك بالتأكيد اختلافاً كبيراً على مستوى القضايا التى يطرحها كل من المسلسل والفيلم، كما أننى تعرضت لهذه المهنة فى قالب درامى مختلف من خلال مسلسل «حكايات وبنعيشها» وتحديدا فى حكاية «فتاة الليل»، وليس معنى أننى قدمت مهنة معينة فى عمل ألا أقدمها فى عمل آخر.

■ وهل هناك تشابه بينك وبين شخصية ليلى بطلة المسلسل؟

- التشابه الذى يجمعنى بشخصية ليلى هو أنها تسعى لإسعاد كل من حولها، وتحب البهجة ولا تظهر مأساتها وقلقها للآخرين.

■ ماذا عن تعاونك مع خالد الحجر بعد ١٠ سنوات منذ أن قدمتما فيلم «حب البنات»؟

- سعيدة جدا بهذا التعاون، وأتمنى أن يكون «فرح ليلى» مثل «حب البنات»، لأن هذا الفيلم قريب جداً إلى قلبى، ومن الأعمال التى تحب الناس أن تراها كل يوم.

■ كيف ترين المنافسة الدرامية هذا العام؟

- المنافسة موجودة ولكنى لا أريد أن أشغل نفسى بها، فالمنافسة بالنسبة لى تعنى التركيز والعمل بكل إخلاص حتى أقدم أفضل ما لدى فى المسلسل الذى سيشاهده الجمهور، وهذه أخلاقى فى الحياة عموما.

■ ما حقيقة استعدادك لخوض تجربة الإنتاج السينمائى؟

- بالفعل تعاقدت على سيناريو للمؤلف محمد أمين راضى ولكنى أبحث حاليا كيفية تقديم هذا العمل فى ظل التحديات التى تمر بها السوق السينمائية، لأنه ليس لدى أى ضمانات لحماية الفيلم من القرصنه التى أصبحت خطرا كبيرا يهدد صناعة السينما، ولم يعد منطقيا أن نقدم فيلماً ونراه فى أول أيام عرضه متاحا للجمهور على الإنترنت، لذلك أبحث عن آلية للحفاظ على العمل من القرصنة.

■ وكيف تتأثرين كممثلة بالواقع الذى تعيشين فيه؟

- أنا شخصيا أتأثر بكل كبيرة وصغيرة من حولى، خاصة أنه من الصعب أن أتجاهل أى شىء ، وأعتقد أن هذا التأثر يجعلنى أكثر إيجابية، كما أن إصرارى على العمل فى ظل هذه الظروف بمثابة تحد وعدم استسلام لما يحدث حولنا.

■ ألا تشعرين بالخوف من الهجمات التى يتعرض لها الوسط الفنى؟

- لا أعرف الخوف ولم أترب عليه، وإذا شعرت أحيانا ببعض المخاوف، فهذا لا يجعلنى أتراجع عن موقفى أو واجبى.

■ لكن تردد مؤخرا أنك تفكرين فى مغادرة البلاد بحثا عن مكان أكثر أمانا؟

- هذا من المستحيلات، وكل المقربين منى يعلمون ذلك ، ولكنى أحيانا أجد مثل هذه الشائعات، خاصة عندما أسافر إلى أى بلد سواء لحضور مناسبة أو مهرجان، ولا أعرف من وراء هذه الشائعات، فمثلا زعم البعض أننى حررت محضرا بعد أن تم الاعتداء على أثناء سيرى بالسيارة وهذا لم يحدث، وقبل ذلك أيضا تم ترويج شائعة طلاقى، ولهذا قررت أن أتجاهل كل ما يحدث، لأن هذا الواقع أصبح مفروضا علينا جميعا.

■ هل تعتقدين أنك هدف للآخرين؟

- الشائعات طوال الوقت تطارد الفنانين، ففى البداية كانوا يطلقون شائعات بأننى تزوجت، والآن يقولون إننى طلقت، يعنى «لا كده عاجب ولا كده عاجب»، لذلك لم أعد أهتم بمثل هذا الكلام وأعتبره دخاناً لا يستحق أن ننظر إليه.

■ ما تقييمك لحكم الإخوان المسلمين خلال الفترة السابقة؟

- ما حققوه من خيبة لم يكن مفاجأة لى، لأننى كنت أرى ذلك حتى قبل مجيئهم، ولكنهم نجحوا فى أن يجعلوا الفنانين والإعلاميين والشعب والجيش إيد واحدة، ومن الأفضل لهم ألا أتحدث عما حققوه.

المصري اليوم في

08/05/2013

كلمات 

السينما المصرية: القرصنة في أوجها.. والإنتاج في الحضيض!!!

بقلم محمد حجازي 

الفيلم المصري يقرصن علناً.

مؤخراً قرأنا عن إجراءات يجري اعتمادها في نقابة المهن السينمائية، وتجمع المنتجين واتحاد النقابات الذي يعاني حالياً تشرذماً غير مسبوق تظهر معالمه في الانتخابات التي تجري لانتخاب رئيس للاتحاد من بين تسعة متنافسين يتقدمهم يوسف شعبان نقيب الممثلين السابق، وأشرف عبد الغفور النقيب الحالي، وهاني مهنا المنافس الدائم على المنصب منذ ربع قرن، وجلال الشرقاوي الذي ظل يتواجه مع وزير الثقافة السابق فاروق حسني حتى أمس القريب على مسرحه (مسرح الفن)، إضافة الى فهمي الخولي، فوزي العوامري، مها عرَّام، راضي غانم، ومراد موافي، وكل شيء مؤجل حتى العاشر من الجاري موعد الامتحانات في مقر نقابة المهن التمثيلية.

منذ أيام كنا نستطلع الجديد من الأفلام العربية الموجودة على الانترنت، وإذا بنا نذهل لحجم الأرقام من الأشرطة المدرجة وهي في غالبيتها من جديد هذا العام، ففي الوقت الذي يجري الحديث عن شريط أحمد مكي ونيكول سابا (سمير أبو النيل) إذا به متوفر في نسخة مقرصنة، بينما تمت برمجته على الشاشات الجماهيرية في القاهرة وضواحيها، وكذلك هي الحال مع محمد سعد وجديده: تتح، الموجود أيضاً، إضافة الى كم وغير محدود من العناوين (واحد صحيح، الشتا اللي فات)، وفيلم عبدو موته (محمد رمضان)، والمسافر (عمر الشريف، وسيرين عبد النور) الى ما هنالك من أشرطة بدا وكأنها مهرّبة الى مواقع القرصنة لأنها لم تعرض في الصالات نظراً للأوضاع المتردية التي تعيشها مصر.

نعم أحدث الأشرطة متوفرة في نسخ للمشاهدة المنزلية، ويظل السؤال يطرح أي مستقبل لهذه السينما، والذين يسرقونها علناً لا يترددون في نشر عناوينهم البريدية وأرقام هواتفهم غير حذرين من أي ملاحقة، معتبرين ان ما يفعلونه عادي جداً، وليست به شبهة أو تهمة.

مليون مسبب يجعل الشريط السينمائي المصري خاسراً في كل الحالات:

- أولاً: الانتاج التجاري بنسبة ٩٣ بالمئة، والذي يعتمد على جمهور صغير، لكنه يذهب الى الصالة من أجل «المناظر» (لقطات عاطفية) والأكشن.

- ثانياً: اضطرار أصحاب الأفلام لبيع أفلامهم بسعر بخس للمحطات الفضائية ضماناً لاسترداد ما أمكن من نسبة ما دفعوه للتصوير.

- ثالثاً: لجوء الممثلين والتقنيين للتنازل عن نسب من أجورهم مراعاة للحال السائدة في البلاد، أو للعمل ما أمكن منعاً لحصول حاجة ماسّة الى المال دون وجوده أو توفره.

- رابعاً: الصالات العربية ما عادت تستقبل أفلاماً من القاهرة الا إذا كانت من بطولة عادل إمام، أحمد حلمي، أحمد مكي، محمد سعد، ومن وقت لآخر أحمد السقا ونادية الجندي، وما عدا ذلك لا شيء يستأهل كل هذا الاهتمام الجوهري.

لذا علينا ألا نسأل بعد.

لماذا التلفزيون هو الملاذ حالياً بعيداً عن الأفلام والمسرحيات، عادل إمام، يقدّم عمله الثاني في عامين، وكذلك يسرا لا تترك موسماً رمضانياً إلا وتنجز فيه مسلسلاً ومعها إلهام شاهين، غادة عبد الرازق، حتى أحمد السقا، اختار الشاشة الصغيرة، والفيلم بات يتيماً لا يجد من بؤازره أو يدعمه أو ينقذه.

السينما والحال هذه في جحيم.

أهلها محرجون، المال العربي الوافد يصب لصالح التلفزيون وحسب، ولولا هذا الباب من الرزق لكنا أمام أزمة يعاني منها الفنانون بصورة مرعبة. لكن أحداً لا يريد الرهان على الافلام التي تسافر من مهرجان الى آخر، تسعد هنا لجائزة أو تقدير أو إشادة، أو لا توفّق هناك، لكن الأشرطة ومعظمها قصير، أو وثائقي تحمل صورة الثورة بألم، وتحاول أن تبتسم فلا تجيد، أو أن تبكي فلا يصدقها أحد.

هو واقع مؤلم، وما على أهل الفن السابع في بلاد الفن والأدب والتاريخ سوى الصبر، وفعل الممكن، حتى يحصل تطوّر يحمل معه تباشير العودة الى عز السينما.

عروض

Iron Man 3 لا يقضي على الأشرار لوحده بل مع أمثاله الحديديين

Evil Dead الرعب المكرر من دون جاذب أو نفس جديد...

الرجل الحديدي في مهمة صعبة

نعم كان الشريط منتظراً جماهيرياً..

الكل يريد أن يعرف ما الذي سيفعله الرجل الحديدي The Iron Man في جزئه الثالث، مع دقائقه الـ ١٣٠، وقد أقيمت له احتفالية صاخبة في ABC ضبية، ودعوات لمشاهدته في عدة صالات ضمن المجمع السينمائي الذي غصّ بالحضور الى حد لافت جداً.

هذا الجزء أخرجه شاين بلايك، اميركي من بنسلفانيا في الثانية والخمسين من عمره، وهو مستوحي من Comic Book لـ ستان لي، دون هيك، لاري ليبر، وجان كيربي، وضع السيناريو عنها: المخرج بلايك مع دراو بيرس، وتأمّن ١٣ مساعداً للمخرج شاين، وأدار المؤثرات الخاصة والمشهدية فريقان قادهما: دانيال سوديك، ومات آيتنكن، حيث واكبنا مزيجاً من التوليفات والمؤثرات التي تبدو عفوية جداً، واقعية جداً.. ومع البعد الثالث والنظارات الخاصة تحصل معظم التصادمات أمام وجهنا هذا إذا لم تصدمنا ونحن في مكاننا داخل الصالة..

الرجل الحديدي ٣، سريع الإيقاع، والوتيرة والأحداث، ويحاول تقديم توني ستارك أو الرجل الحديدي (روبرت داوني جونيور) على انه رجل مسالم، عادي، لا يحب المشاكل والمظاهر، والمواقف الدموية، لكنه مفطور على حب الخير للمظلومين لذا فهو يرفض التفرج على ظالم قاسٍ يقمع أناساً أبرياء، عندها يتحوّل الى ثوبه المعدني القاسي والثقيل، ورغم ذلك فهو ضعيف الوزن يطير بسهولة ويحط أسهل أينما أراد.

هو يعيش حياة طبيعية مع بيبر بوتس (غوينيث بالتراو - سميت الأجمل بين نساء العالم وفق مجلة People) لكن الكوابيس لم تكن تتركه بسلام، فدائماً يحضر حلم تحليقه بسرعة فائقة من الارض باتجاه الغيوم البعيدة لمواجهة خطر داهم وقريب، لذا فإن بيبر بدورها مرعوبة من الذي يحصل لأنها تتصور أنها تخسره أمام عينيها، رغم ثقتها بقوته وقدراته الخارقة على تجاوز كل  العقبات.

خصمه الأهم والأقوى هو ألدريتش كيليان (غي بيرس) الذي يحضر دائماً في الوقت غير المناسب، لكنه يقلب الأمور رأساً على عقب، وكل همّه في السياق اثبات ان الرجل الحديدي لا يساوي شيئاً وأن نهايته قريبة على يديه، حتى يتسنى له أخذ راحته في تمرير العمليات السلبية والسوداء، بعيداً عن رقابة الأجهزة أو ازعاجها.

ستارك، خلفه دائماً جارفيس (بول بيتاني بالصوت) يناديه ويحدد له ما يريده فيلبيه، وكان واحداً من المشاهد الناجحة، عندما جيّش له مجموعة كبيرة من الرجال الحديديين تدخلوا دفعة واحدة لإنقاذه من مأزق المواجهة ضد كيليان الذي يظل حاضراً وقوياً وفاعلاً حتى المواجهة الكبرى، لأن ستارك اضطر للمخاطرة بكل شيء انقاذاً لـ بيبر التي احتجزها كيليان لإدراكه أهميتها عند ستارك.

معارك طاحنة ومواجهات مع حيل عديدة، كلها تعبر أمامنا كأنها مادة عادية في الافلام.

يشارك في التمثيل:: ريبيكا هيل، بن كنغسلي في شخصية الارهابي الكبير: The Mandarin والذي يعلن انه فجّر موقعاً حساساً في دولة الكويت، مع دون شيدل، جون فافرو، ويليام سادلر، ايفون زيما.

الفيلم لا يدع مجالاً للمشاهد كي يستعيد أنفاسه، انه لاهث على مدى وقت عرضه:

Evil Dead

- للمخرج فاد آلفاريز (٤٥ عاماً من الاوروغواي) عن نص للمخرج سام ريمي صوّره عام ١٩٨٦، وقد صاغ النص مجدداً رودو ساياغيس، وجاءت النتيجة شريطاً من الرعب، الصراخ, البكاء، الأصوات المرعوبة، المؤِثرات ولكنها جميعها من النموذج المألوف في الأشرطة ذات المواصفات المماثلة.

رجل في البداية يحرق ابنته التي اتهمت بقتل والدتها، ثم نفاجأ بها وهي ترجوه ألا يفعل، لكن حين تنال منها النيران تروح تنفث من فمها وأنفها نيراناً متأججة لا استقرار لها، وهي تهدد بأنها ستقتل الجميع.

وتتداخل الأمور بعدها، شبان وشابات، ومنزل قديم، يتم العثور في قبوه على جثث مهترئة عفنة، تصدر روائح لا تطاق، ثم مواجهات مع ظهور أشكال نتابعها في كتاب الموتى منذ بداية الفيلم، وكل ما نراه صوراً أمامنا يتحوّل وقائع دموية.

بتر، ذبح، طعن، وممارسات أخرى لا تنتهي على مدى ١٠١ دقيقة. ويجسّد الأدوار: جين ليفي، شيلوه فرنانديز، لو نايلور بوتشي، جيسيكا لوكاس، اليزابيت بلاك مور، فونيكس كونوللي وجيم ماكلارني.

لا جديد في الفيلم رغم الإيرادات المرتفعة جداً في الصالات الأجنبية. 

بدءاً من اليوم وحتى الخامس عشر من الجاري

16 فيلماً في تظاهرة «سينما الواقع» بمتروبوليس

بين الثامن والخامس عشر من أيار/مايو الجاري تُقام الدورة التاسعة من مهرجان «شاشات الواقع»، الذي تستقبله صالة متروبوليس أمبير صوفيل وسيكون شريط الافتتاح:

- (El Gusto) لصافيناز بوسبيا، الذي يُعرض عند الثامنة مساء في 93 دقيقة، وفي اليوم التالي الخميس في التاسع من الجاري وفي الموعد نفسه تعرض المخرجتان سلمى الديري ورولى لادقاني شريطهما المتوسط الطول: (Norway Fenrs .. Night Chants) في 34 دقيقة، ثم تعرض لينا العبد: دمشق قبلتي الأولى في 42 دقيقة، وفي العاشرة ليلاً الشريط الطويل لكريستيان روو في 118 دقيقة (Tous au CARZAC).

- الجمعة في العاشر من أيار/مايو: أطفال نيسان، قصير لدزوفيغ توريكيان (22 دقيقة) ثم الشريط المتوسط الطول: تركت إخوتي في اسطنبول لنيغول بيزجيان (64 دقيقة9، وعند العاشرة ليلاً يُعرض الفيلم الإيراني الذي أثار ضحة عند عرضه في مهرجان «كان»: هذا ليس فيلماً، للمخرجين جعفر بناهي ومجتبى ميرتاهماسب في 75 دقيقة.

- السبت في 11 الجاري، يُعرض عند الثامنة مساء شريط آلان كافالييه (Pater) (105 دقائق) يليه عند العاشرة: شي غيفارا توفي في لبنان، لكريستينا فورش صعب (80 دقيقة).

- في الثاني عشر من الجاري، شريط حنان عبدالله: في ظل رجل (65 دقيقة) يليه عند العاشرة من الليلة نفسها: صانع الأفلام، للفرنسي آلان كافالييه في 97 دقيقة.

- وفي اليوم التالي الاثنين وبدءاً من الثامنة مساء: راوي الصور لنويل دوشامب (90 دقيقة)، وعند العاشرة ليلاً الشريط البرتغالي (Vira Mundo) للمخرج بيار ايف بورغو (95 دقيقة).

- يوم الثلاثاء في الرابع عشر من الجاري: النوم الذهبي للمخرج الكمبودي دافي شو، في مئة دقيق، وعند العاشرة ليلاً : آه يا جسدي، للوران آيت بينيلا (70 دقيقة).

- وفي ليلة الختام (15 الجاري) يعرض: كانت هنا، للمخرج ريجي سوار في 97 دقيقة.

التظاهرة التي نظّمها المركز الثقافي الفرنسي في بيروت تُختتم في يوم افتتاح مهرجان كان السينمائي الدولي، حيث نفوز ببانوراما وثائقية مع شركة تعرض لأول مرّة على شاشة لبنانية، والخيارات تشمل موضوعات الموسيقى والرقص وسير النساء وأجواء الحروب، والتمارين النفسية في السجن لاحتمال مصاعبه في الأوقات الطويلة.

ولا تُخفى صورة الإسقاطات السياسية للعديد من الأشرطة المبرمجة على لائحة العرض خصوصاً ما يقدمه الإيراني بناهي، من إنتاج تمّ تهريبه من إيران لعرضه في مهرجان كان على اعتبار أنّ المخرج ممنوع من الاشتغال بالسينما لسنوات طويلة.

وتحضر الأزمة السورية في شريط أمل عبدالله، ويلفت عنوان غيفارا مع كريستينا صعب، كجزء من حضور العالم هنا، على تنوعه في ثقافته ومعاناته، لتظل بيروت كما صوّرتها دائماً ملتقى دولياً لحضارات الدنيا كلها.

«سينما الواقع»، التظاهرة التي تلف على عدّة عواصم عربية، ترصد فعلياً أهم القضايا التي تشغل الشعوب، ومطلوب منها الرد على التساؤلات التي تطرحها منعاً لتحوّل بعض المظاهر المضيئة إلى فرص ضائعة، من هنا تكمن أهمية الخيارات التي تشارك في هذه البانوراما كونها تعكس ما تردّده نشرات الأخبار، وما تطرحه مطابخ السياسة في العالم، وتضع وجهة نظر واضحة حول أفضل الصيغ للفوز بأحسن النتائج.

وكما نلاحظ جلياً فإنّ تعدّد التظاهرات السينمائية ما بين الإضاءة على معالم الفن السابع في أكثر من قطر عربي وعالمي، ومناقشة أبرز القضايا المفصلية في مجالات السينما إنتاجاً وتوزيعاً وأرشفة على منابر بيروتية وفي أوقات متقاربة يعزّز الصورة التي لطالما كانت لبيروت في مجال الثقافة السينمائية والفعل الفني، وإضفاء الصيغة الجماهيرية على اللقاءات بدل جعلها تقتصر على النخبة التي لا تجيد إلا الكلام اكثر من الفعل.

ما تمت برمجته لهذه الدورة من التظاهرة، خصوصاً من تنويع جنسيات لا يتوافر لروّاد السينما في الأيام العادية، فمعروف أن هوليوود وجانباً من أوروبا يصنع السينما الجماهيرية، ولم نذكر الهند لأنّها غير محسوبة علينا في بيروت، وصالاتنا تصطاد الأهم من استوديوهات الغرب، وتأخذ القليل النادر من الشرق ضماناً لعمل شباك التذاكر بشكل يُعيد ثمن الفيلم... أما الفائدة الثقافية فلها منابر التظاهرات كسينما الواقع.

م. ح 

اللواء اللبنانية في

08/05/2013

الفيلم الإسرائيلي "زيتون":

حلم العودة في نسخته الهوليوودية!

شادي بلان* 

من يشاهد الفيلم الاسرائيلي الروائي الجديد للمخرج عيران ريكليس "زيتون" Zaytoun  يوقن أنفكرته ورسالته بمثابة جزء ثان لخطه الفكري الذي طرحه في فيلمه السابق "نهائي كأس العالم" (1991) الذي  (كان يدعو من خلاله الى ضرورة الحوار والتعايش، ويظهر فيه الفلسطيني والإسرائيلي على نفس القدر من المعاناة، حيث تمحورت قصة الفيلم الأول حول جندي إسرائيلي (موشي ايفجي) يقع في أسر احدى المنظمات الفلسطينية خلال حرب لبنان عام 1982، وينجح الجندي في التواصل مع آسريه بفضل تشجيعهما لفريق ايطاليا في المونديال، ليعود ريكليس بفيلمه الجديد ليروي لنا نفس القصة تقريبا حيث استبدل الجندي بطيار إسرائيلي يقع في أسر الفلسطينيين حيث استبدل الآسرين بالطفل الفلسطيني"فهد"، وتربطبين الطرفين علاقة شبة مستحيلة تنتهي بصداقة يصعب على المشاهد تصديقها.

عودة الرجل الأبيض

في فيلم "زيتون" يستعين عيران ريكليس بالممثل الأمريكي ستيفين دورف ليلعب دور الطيار الاسرائيليي الذي تسقط طائرته في لبنان ليؤسر على يد منظمة التحرير الفلسطينية ويكون من بينهم "فهد" ابن الثانية عشرة (عبد لله العقل) الذي يعيش في احدى مخيمات اللاجئين، يتيم الأم، قتل والده في غاره إسرائيلية ويعيش مع جده.

ويسلط الفيلم في جزئه الأول الضوء على حياة الفلسطينيين الصعبة في المخيمات ويبرز معاناتهم الحياتية، وواقع الحرب الأهلية في لبنانعليهم. تجند إحدى الفصائل الفلسطينية "فهد"  لصفوفها وتدربه مع مجموعه اطفال لتحرير فلسطين. وبعد أن يقع "يوني" في الأسر يقنع فهدبأن يخلي سبيله بشرط أن يأخذه معه إلى فلسطين ليحقق الطفل امنية والده في زرع شجرة الزيتون في بيته المهجور. ويحمل"فهد"معه مفتاح بيت عائلته ليبدأ مشوار العودة مع الإسرائيلي إلى فلسطين/ إسرائيل حسب تسمية كلاهما لوطنه.

العدو يصيح صديقا

قبل أن ينتهي بهما الحال إلى العودة، تكون العلاقة بينهما قد تحولت لعلاقة صداقة أو إلى علاقة شبيهه بعلاقة أب بابنه، فهما يلعبان كرة القدم معا، ويساهم فهد في شفاء يوني ويحميه من الألغام. وهنا يقع الفيلم في مأزق درامي حين يتحول العدو الذي يتهمه فهد بقتل والده منذ شهر الى صديق فكيف انقلب فهدعلى مبادئه وتغلب على كرهه للإسرائيلي بهذه السرعة، كيف وهو المتهم بقتل والده الذي مات نصب عينية منذ شهر فقط؟..كيف اقتنع بمساعدة طيار إسرائيلي أسير في العودة الى فلسطين رغبه منه في زيارة وطنه ولو لدقائق معدود!.

رغم ان الفيلم يعرض واقع الصراع الأليم، الا انه يقدم من خلال هاتين الشخصيتين صورة "الفلسطيني الجيد"و"الإسرائيلي الجيد" حيث يبرز انسانيتهما وسط جو مشحون ومحيط مليء بالشخصيات السيئة كقائد المنظمة الفلسطينية (اشرف فرح)، وسائق التاكسي اللبناني الانتهازي (لؤي نوفي) والجندي الاسرائيلي الذي ينعت فهد بالإرهابي الصغير حين يصر على عبور الحدود ليصل الى بيته فيحظى فهد بحصانة يوني وتتحقق الاحلام البعيدة كل البعد عن الواقع الشائك ليدخل الفيلم في خانة الافلام الامريكية التجارية التي تعتمد على المغامرات وقالب السرد الهوليودي الكلاسيكي، اذ يتغلب الاثنان على كل الصعوبات وتكون مهمة وصولهماسهلة للغاية دون ان يتعرض لهمأحد، فيصل "الرجل الابيض" الى بيته وعائلته آمنا سالما

شجرة الزيتون تعود لوطنها

تعدت ميزانية فيلم "زيتون" العشرة ملايين دولار،ساهم بها المنتج البريطاني جارت انولاين منتج الفيلم البريطاني"خطاب الملك"  واستعان بكاتب سيناريو فلسطيني هو نادر رزق الذي يحسب له انه طرح قضية حق عودة الفلسطينيين لوطنهم. وكانت مشاهد وجودفهدفي بيته المهجور مؤثرة للغاية، حيث يصل الى قريته ويفتح باب بيته ويزرع شجرة الزيتون التي"عادت"لوطنها في اشارة واضحة الى ان الصراع لن ينتهي الا بوجود حل عادل وان هذا الحق يتناقل من جيل الى جيل.

شارك في الفيلم عدد من الممثلين الفلسطينيين في أدوار صغيرة أجادوا تجسيدها ومنهم ميرا عوض في دور الطبيبة الفلسطينية، أشرف برهوم في دور فدائي فلسطيني، علي سليمان في دور جندي سوري، جوني عربيد في دور الأب،وطارق قبطي في دور الجد.

وبرع بطل الفيلم الممثل الشاب عبد الله العقل (لبنان)، في أداء دوره بإتقان وحيوية جذبت المشاهد ليتعاطف معه ويتابع الأحداث بلهفة، بعكس شريكه ببطولة الفيلم الممثل الأمريكي ستيفين دورف الذي قدم دورا باهتا، ليس لديه ما يكفي من المصداقية والسبب الأساسي في ذلك جنسية صاحب الدور.

شريط سينمائي متوسط

ويبقى السؤال إن كان المخرج عيران ريكليس يستغل من جديد القضية الفلسطينية والصراع العربي– الاسرائيلي في فيلم تجاري يغازل به شباك التذاكر في العالم؟ فهو حقق تواجدا مهما في المهرجانات الدولية بأفلامه السابقة التي تناولت الصراع مثل "نهائي كأس العالم" (مع سليم ضو ومحمد بكري)، و"العروس السورية (كلارا خوري) و"شجرة الليمون" (هيام عباس) خاصة وأنأفلامه البعيدة عن الصراع مثل  "بليئوف" و"مهمة مفوض الموارد البشرية" لم تحقق النجاح الذي حلم به فعاد الى حرب لبنان التي تناولتها افلام اسرائيلية جيدة ابرزها "فالس مع بشير" و"لبنان"ولكن جاءت عودته هذه مكررة محايدة جعلت من الفيلم شريطا سينمائيا متوسط القيمة.

*إعلامي من فلسطين

عين على السينما في

08/05/2013

تجاهلته وسائل الإعلام لاعتقادها أنه ممل وغير جذاب

الفيلم العربي الوثائقي يغط في سبات عميق

دبي ـ غسان خروب 

يحتفظ الفيلم الوثائقي بقدرة كبيرة على اختزال المعارف وتقديمها بطريقة جميلة ومبسطة، ولذلك فهو يعد واحداً من أهم الأنماط السينمائية المختلفة، إلا أن الفيلم العربي الوثائقي ورغم وجود قنوات عربية ومهرجانات تهتم به وبعرضه، يعاني كثيراً من الظلم، ولا يزال يغط في سبات عميق، وهو ما تجاوزته السينما الغربية منذ سنوات عديدة، حيث أفردت للفيلم الوثائقي مساحة واسعة ووفرت له دعماً كبيراً، ما شجع المنتجين والجمهورعلى الاقبال عليه .

الملل ووجبة المعلومات الدسمة وعدم اهتمام السينما التجارية به وغيرها، أسباب تقف وراء عدم الاهتمام بالفيلم الوثائقي عربياً، بحسب ما اجتمعت عليه آراء المخرجين الذين استطلعتهم «البيان» آراءهم حول وضع الفيلم الوثائقي عربياً.

الزواج الكبير

يقول فيصل العتيبي مخرج فيلم «الزواج الكبير»: «أعتقد أن الفيلم الوثائقي لم يأخذ حقه عربياً كما الأفلام الروائية الطويلة أو القصيرة، ولذلك فأنا اعتبر أنه مظلوم ليس سينمائياً فقط وإنما تلفزيونيا وفي المهرجانات السينمائية أيضاً، حيث لا نلمس أي اهتمام بإنتاجه رغم قيمته الكبيرة في تقديم المعلومة الحقيقية والموثقة»، وتابع: «الظلم الذي يعانيه الفيلم الوثائقي لا يقتصر فقط على قلة مساحة العرض وانما يشمل ايضاً الدعم، وبتقديري أنه لا يكفي وجود قناة فضائية واحدة أو اثنتين في المنطقة العربية تهتمان بعرض الفيلم الوثائقي، فنحن نحتاج إلى مساحة أكبر ونوافذ أكثر لدعمه».

واتفقت أماني العويس مخرجة فيلم «تذكارات من الحلوى» في رأيها مع العتيبي، وقالت: «رغم وجود شريحة واسعة من الجمهور تحب الأفلام الوثائقية، إلا أنه مظلوم عربياً مقارنة مع العالم الغربي الذي يجتهد كثيراً في انتاج الأفلام الوثائقية، لما تحتفظ به من قيمة معلوماتية مهمة جداً».

وأشارت إلى أن الفيلم الوثائقي ايضاً يعاني من التهميش في الانتاج والدعم، وقالت: «ما تقدمه مهرجانات السينما العربية والخليجية من دعم للوثائقي لا يعد كافياً، فنحن نحتاج إلى مساحة أكبر في العرض والدعم لأن هذه النوعية من الأفلام لا تقدم أحداثاً عابرة فقط وإنما تمثل وثيقة تاريخية مهمة، وعزت سبب عدم الاهتمام به عربياً إلى عدم عرضه في السينما التجارية وحداثة صناعة السينما في منطقة الخليج.

قالب روائي

وأكدت هبه طواجي مخرجة فيلم «الحبلة» أن قلة وسائل الإعلام التي تتولى عرض الفيلم الوثائقي لعبت دوراً مهماً في تهميشه، وقالت: «وسائل الإعلام عموماً تفضل تقديم البرامج والأفلام الترفيهية على الفيلم الوثائقي لاعتقادها أنه ممل وغير جاذب للجمهور، ما ساهم في فقدانه لأهميته، رغم أن طرق تصوير الفيلم الوثائقي أصبحت متطورة وبعضها يحاول تقديم المعلومة في قالب روائي مشوق».

وأشارت إلى أن الميزانيات والمعدات التي ترصد لهذه الأفلام عادة ما تكون قليلة، في حين أنه يحتاج إلى وقت في البحث والتدقيق والتصوير ما يجعله مكلفاً من الناحية المادية. ودعت إلى ضرورة وجود انفتاح أكبر على الأنماط السينمائية في المنطقة العربية، وعدم الاقتصار على أنماط محددة.

معلومات مركزة

واعتبرت عائشة الحمادي وسارة النقبي صاحبتا فيلم «كفى»، أن الممل وجرعة المعلومات المركزة في الفيلم أسباب تقف وراء عدم الاهتمام بالفيلم الوثائقي عربياً، وأضافتا: «لا يوجد هناك اهتمام جماهيري عال بالأفلام الوثائقية، ولعل هذا هو السبب وراء غيابها عن دور السينما، وتركيزها في التلفزيون، والمهرجانات التي ساهمت بدعمه كثيراً» .

البيان الإماراتية في

08/05/2013

الدراجة الهوائية

عالية ممدوح 

1

السعودية هيفاء المنصور قدمت قراءة هادئة وعميقة للمجتمع السعودي عبر أصوات النساء. ابلغت في شريطها الجميل وجدة ان عواطف وحنان هؤلاء النسوة وفيما بينهن تمتلك من الصدق اجمله، ومن العمق أقواه. يعنيني شخصيا التجوال في شوارع العاصمة السعودية الرياض وجدة. إن يفتح لنا الباب ولو مواربة لكي تستضيفنا هيفاء في صالون إحدى النساء الكادحات والامهات الصبورات وابنة ذكية رحمانية في أسئلتها وتوثبها، والوالد الذي يحضر ويغيب، يعمل في شركة ارامكو، وسائق باكستاني نفور يتأفف ويحمًل الأهل المنًة فبيده ذهابا وإيابا نقل الأم إلى عملها البعيد نوعا عن العاصمة. الفيلم يقوم بتفكيك شبكة من العلاقات تبدو محدودة لكنها تشي باختراقها بنية الفكر الأبوي في المجتمع السعودي وتراتبية سلطة الرجال، لكن من جانب آخر به درجة ما من التراحم على الخصوص ما بين النساء، وجدة وأمها الذي ادته ريم عبدالله بقوة وجمال، وصديقتها الوحيدة والمخلصة عهد. الطفلة وعد محمد أدت دور وجدة بتلقائية وذكاء وشيطنة وسخرية جد محببة، على الخصوص وهي تناكد وتستفز زميلها عبد الرحمن الجهني صاحب الدراجة الهوائية القادر على اللعب ولوحده في إثارة غيرتها حتى تعمل وتشتغل وبعزيمة على اقتناء واحدة. نسيج السيناريو الذي كتبته المنصور قدم الجميع كمجموعة من الكائنات والموجودات، بدءا من غبار الجادات والالعاب من على سطوح البيوت في غفلة عن الأهل بلغة شفيفة هادئة بطيئة كبطء ايقاع الحياة في المملكة. بطء تتوارى خلفه ديناميكية حياتية تغلي وتفور ما بين اجيال من اليافعات واليافعين الذين بأيدهم تتشكل مصائر الغد.

2

المخرجة السعودية كتبت احلامنا كلنا حين كنا نحن الفتيات وفي جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي اللاتي لم يفلت منا حلم، ليس اقتناء دراجة هوائية وانما الطيران ولو لبضع دقائق فوقها لكي نلمس الهواء ونتعلق بريح الحرية وهي تعبث بضفائرنا ونحن لا نرى إلا الأفق البعيد الذي سيأخذنا إلى أصل الحكاية. القصص التي ستهب علينا ومن جميع الجهات : طعم الحرية هو طعم فيلم وجدة. وأنا اتابع كل خطوات الجمل المتتابعة ما بين الوالدة والابنة. متعة الحلم بالدراجة هو جوهر هذا الفيلم. اشتغلت على كتابة السيناريو فترة 5 سنوات حتى جاء بلا زوائد أو فذلكات ما بين الهجوم او الهجاء أو الثناء. سيناريو مدروس منضبط، حنون وجرىء. رأى الجمال في حركة الدراجة الهوائية تقودها سيقان طفلة تريد الانطلاق. الطفولة هي التي تقرر أعمال المرء القادمة. موهبة ان تكون عزيمتك تستحق الدفاع عنها فتقضي الحال والأوقات تذًكر آلامك في المنع ثم يحضر الاستحقاق في الأخير حين نرى البهجة تدخل عبر شغف الوالدة بتحقيق حلم الابنة طالما نحن لا نقدر عليها فلندع في يد اولادنا فكرة التحقق. شاهدت المخرجة السعودية في عدة لقاءات تلفزيونية في القنوات الفرنسية وتابعت رواج الفيلم الذي ما زال يعرض منذ بدء العام وإلى اليوم وفي أفضل وأقوى المناطق السياحية والثقافية والشبابية في باريس، ومن شركة مهمة جدا اشترت حقوقه ولها حضور قوي للتوزيع في جميع المناطق الفرنسية. وقفت مع من وقف بانتظار الدخول في حي الأوديون المفضل عندي.

3

كان الحضور في الأغلب من النساء. شاهدت شبانا ورجالا ولكن أقل. تضامن النساء مع النساء محبب وقوي. سألت التي تقف قبلي في الطابور : لماذا حضرت لمشاهدة هذا الشريط. اجابتني وهي تسألني بدورها ان كنت سعودية، واصلت الكلام قائلة: أريد ان أرى النساء السعوديات وبالدرجة الأولى وكيف يعشن ؟ صحيح هذا إلى حد بعيد. الفيلم يكشف مقاصده من الأفيش الموزع توزيعا بارعا في جميع واجهات المترو وصورة وجدة التي تصورتها ابنتي أو ابنة أختي. أظن هذا هو الدرس الخصوصي للفيلم، الأيمان النهائي بالغد سواء عبر البحث والاصرار على شراء الدراجة وعمل ما يلزم للحصول عليها فالطريق للحرية يكشف نوايا ومثابرة طالب الحرية. وجدة دخلت مسابقة مع روحها بالدرجة الأولى، وبالتالي مع زميلاتها لتتعلم تجويد آيات من القرآن الكريم وفلحت. نالت الدرجة الأولى في الحفظ لكن النقود ذهبت لعمل الخير. فكانت هدية الوالدة للابنة دراجة هوائية. شغف الأم بتوجيه تحفز الابنة، والرد على أسئلة ابنتها الوعرة أحيانا، والابنة نراها وهي تتلقى أول نسائم غبار حلو وحر وهو يدفع بها إلى الأمام. هاجس الوالدة الذي يرعبها هو ذهاب زوجها لامرأة ثانية فغيابه طويل جدا في العمل أو الانغمار مع اصحابه في البيوت المقفلة. نحن أمام الأوقات الحرجة للنساء والرجال معا، مابين اللامبالاة والضجر والذي يشتغل عليه الرجل أكثر من المرأة. كنا نبحث نحن أيضا كمشاهدين ونريد ان نرى إلى أين يذهب الرجال في المملكة العربية السعودية ؟ من الجائز سوف تشتغل المنصور على فيلمها القادم حول هذه الثيمة فتكسر حاجزا خطيرا يسجل لها ولصناعة السينما اليافعة في المملكة. تعاونت المنصور مع حشد من الزملاء الرجال، مجموعة روتانا الفنية، مجموعة ريزور فيلمز. مجموعة هاي لوك، وطاقم الفيلم كله من السعوديين. كما عملت مع شركة عمرو القحطاني وهو أحد شركاء في انتاج الشريط، ثم تم اقناع، هذه الكلمة لها مدلولها الغريب فعلا، اقناع كل من رومان بول وجيرهارد ميكسز بالفيلم ولولا هذه القناعة لما شاهدناه.

4

رجال عرب وأجانب كفهد السكيت الرئيس التنفيذي لشركات روتانا. هذه قصة قد لا يكتب لها النجاح لولا هذه السماحة والاريحية وأتساع صدور الجميع في وضوح رؤية القصة والتأثير والمغامرة التي اوصلت الفيلم لنجاحات قطفها في دبي ومهرجانها الأخير فحصل على جائزة أفضل فيلم. كما اشترك في مهرجان فينسيا خارج المسابقة. المخرجة اختيرت كواحدة من أكثر النساء العاملات في مجال السينما تأثيرا على مستوى العالم، وذلك في استطلاع مجلة فراياتي الأمريكية الشهيرة لعام 2012. سبق للمنصور ان اشتغلت وقدمت عددا من الأفلام الوثائقية القصيرة وقد حصل فيلمها الوثائقي نساء بلا ظلال على عدة جوائز دولية. الالمان بشركة ريزر فيلم وماتش فكتوري هما اللذان قاما بانتاجه ويعتبر هذا الفيلم من أسس التعاون الأوربي المشترك في دول الخليج العربي. لقد بدأت التصوير في فبراير 2011 حين وصل كامل الطاقم الالماني وعددهم 30 شخصا وتم التصوير بالكاميرات الرقمية الصغيرة وبموافقة السلطات السعودية فهو أول فيلم يتم تصويره بالكامل في الرياض وجدة وقد كلف أكثر من أربعة ملايين دولار أمريكي

أنا أيضا طرت مع وجدة الجنية وهي تبدأ رحلة الميل الأول من صيرورة الألف ميل القادمة. تدرجت معها، شاهدت حالي وأنا أقوم بالتدريب على دراجة أخي علي واتحسس طريقي بتوجس وخوف وهو يدفع بي إلى أمام. كان أخي أصغر مني بعامين لكنه يمتلك ارادة تامة وكان لا يحب النطق إلا من خلال العمل. لم يتظاهر انه بطل ولا ذكر ذاك يوما من باب التباهي. ذاك حصل وأنا طفلة أيضا في مدينة بغداد في حي الصليخ وفي شارع بيتنا عمر بن عبدالعزيز. في مدينة برايتون البريطانية حين كنت أعيش مع ابني اشترى لي دراجة هوائية وأنا في سن متقدم قائلا : تنزهي على الساحل فحركات الدراجة تساعدك في التخلص من ألم الديسك في ظهرك ومرض الحساسية في جلدك. حسنا، في الطفولة كانت الدراجة طريقي إلى قطع الطريق بأكمله إلى ضفاف الحرية. وفي السن المتقدم جعلني أشك في لحظة ان هذه الدراجة ملكي أصلا أو قد خصصت لي وحدي، فقد كان ابني يستعيرها مني في كثير من الاحيان، واوافق على مضض فشحنتها معي إلى المغرب واستخدمتها هناك، وأنا أمام شاطىء الأطلسي. أظن هو العمر الذي قد نسترد منه ما تصورنا يوما انه يشتغل لحساب غيرنا، والحقيقة ان العزيمة تعيدنا إلى الأرض الصلبة فلا شيء ملكنا، فتلك الدراجة ذات اللون الذهبي العزيزة على قلبي قدمتها لسي سعيد الفلاح المغربي وأنا أودع أنس بيتي وشجن تركي للمغرب.

الرياض السعودية في

08/05/2013