كنت أنتظر أن يكون الفيلم الجديد للمخرج الإسباني الكبير بيدرو
ألمودوفار "أنا مبتهج" I am so excited– إذا كانت هذه الترجمة "المتحفظة" تصلح بالطبع- ضمن الأفلام التي
تشارك في مسابقة الدورة الـ66 لمهرجان كان السينمائي التي تبدأ في الخامس
عشر من الشهر الجاري، ذلك أن أفلام ألمودوفار عادة ما تلقى إهتماما كبيرا
من جانب القائمين على هذا المهرجان، وقد سبق له أن شارك مرات عديدة بأفلامه
في المسابقة الشهيرة وحصل على أكثر من جائزة هناك.
غير أنني فوجئت ببدء العروض التجارية للفيلم في لندن قبيل إفتتاح
المهرجان الكبير بأقل من أسبوعين. ولكن عندما ذهبت لمشاهدة الفيلم في اليوم
الأول لعرضه العام، زال إحساسي بالمفاجأة والدهشة، وقلت لنفسي إنه لابد وأن
يكون المهرجان قد إعتذر عن عدم عرض الفيلم في مسابقته بسبب تواضع مستواه
الفني كثيرا، أو أن يكون ألمودوفار نفسه قد جنب نفسه هذا الحرج ففضل ألا
يرسل بفيلمه إلى "كان" من الأصل، وأن يعرضه جماهيريا لكي يشق طريقه وحده
إذا نجح في هذا. وأظنه لن ينجح كثيرا إعتمادا على إسم مخرجه الشهير وحده بل
سرعان ما سيكتشف الجمهور أنه قد وقع في تبني عمل يقل كثيرا عن كل الأفلام
التي أخرجها ألمودوفار خلال العشرين عاما الماضية على الأقل!
في المشهد الأول في الفيلم، وهو مشهد تمهيدي لا يستغرق دقيقة ونصف
تقريبا، تظهر بنيلوب كروز مع أنطونيو بانديريس، وهما زوج وزوجة، يعملان في
نقل حقائب المسافرين للطائرات داخل مطار مدريد، الزوجة حامل كما سنعلم،
لكنها لم تخبر زوجها إلا الآن فقط أي بعد أن تفقد توازنها وهي تقود سيارة
نقل الأمتعة إلى الطائرة، وكادت أن تتسبب في إصابة عامل من عمال الشحن في
المطار بل أصابته بالفعل إصابة خفيفة. ما معنى هذا الظهور وما علاقته
بالفيلم سوى انه مشهد يدور في المطار؟ لا ندري!
بعد ذلك تدور معظم الأحداث داخل طائرة (ديكور) تطير متجهة من مدريد
إلى المكسيك، لكننا سرعان ما نعرف أنها تعاني من عطل في مقود الهبوط، ولذا
تظل تدور حول نفسها لزمن طويل في سماء مدينة توليدو الإسبانية في حين يتصور
الركاب أنها ربما تكون قد قطعت نصف الطريق إلى المكسيك!
على متن الطائرة ثلاثة من المضيفين المثليين. أحدهم يتمكن أيضا من
إغواء الطيار ومساعده لممارسة الجنس. ومضيفات الدرجة السياحية يقمن بتخدير
جميع الركاب حتى يستغرقن في النوم ولا يطرحون أي سؤال حول ما يجري. أما
ركاب الدرجة الأولى فيعكف المضيفون المثليون على تسليتهم بشتى الوسائل بما
في ذلك تقديم المشروبات الكحولية بعد خلطها بمادة مخدرة مما يقضي على
تحفظهم الظاهري فينطلقون في الإعترافات بما كانوا يقومون به في الواقع، من
إمرأة تتباهى بعدد الرجال "المهمين" الذين ضاجعتهم بمن فيهم الملك نفسه،
ورجل من طبقة رجال البنوك الرأسمالية يعترف بضلوعه في مخالفات مالية جسيمة،
وآخر يقر بأنه من القتلة المأجورين في طريقه لقتل امرأة بتكليف من زوجها،
يتصادف أنها هي نفسها تلك العاهرة القديمة التي تتباهى بمضاجعة الملك لها..
وهكذا.
ومع الاعترافات التي تتخذ صورة فوضوية مبالغ فيها، ينطلق الجميع
يمارسون الجنس معا في شتى صوره وأشكاله، الشاذة والغريبة والتي تعكس قلقا
وإنعداما للشعور بالآمان، والرغبة في التغلب على الخطر القادم والهرب من
مواجهته. والطائرة لاتزال تلف وتدور حول نفسها كما لو كان ألمودوفار يسخر
من حالة الإرتباك التي تعاني منها إسبانيا كلها في الوقت الحالي بسبب
أزمتها الإقتصادية، لكن عنصر النقد الإجتماعي هو مجرد لمسة يمكن أو لا يمكن
للمشاهد أن يشعر بها لكنه ليس أساس الفيلم.
ويستخدم ألمودوفار مبالغاته الميلودرامية المعتادة ولكن ليس على ذلك
النحو الساحر الذي رأيناه من قبل في أفلام مثل "فولفر" مثلا، فهو ينتقل من
رجل يغرر بالفتيات، موجود على متن الطائرة، يتحادث تليفونيا بواسطة هاتف
الطائرة العمومي مما يجعل الجميع يستمعون لمكالمته مع صديقته التي تحاول
الإنتحار، لكنها وهي التي تتأهب للقفز من فوق جسر في المدينة، تتوقف عندما
يطلبها وتتبادل نعه الحديث، لكنها تسقط هاتفها المحمول بعد قليل فيسقط من
أعلى ليقع داخل حقيبة تضعها فتاة حسناء أمامها على الدراجة التي تقودها.
وترد الفتاة على الرجل بعد أن يعاود الإتصال، لكي يتضح أنها أيضا من ضحاياه
السابقين، وهذا هو المشهد الوحيد الذي يهبط خلاله ألمودوفار من الطائرة إلى
الأرض.
ونعود لكي نجد المضيفين الثلاثة يقدمون عرضا إستعراضيا راقصا وغنائيا
على متن الطائرة، وهم يغنون أغنية I am so Excited(عنوان الفيلم) لكن بدون أن يكون هناك أي معنى خاص وراء هذه الأغنية،
ولا أمام ذلك الرقص الخليع المفتعل. والحقيقة أن الأداء التمثيلي في الفيلم
بأكمله يتسم بالمبالغة والسطحية والرغبة المصنوعة في الإضحاك بأي ثمن.
وعندما تهبط الطائرة في النهاية هبوطا إضطراريا لا يبدو أن حياة هؤلاء
الناجين الذين كانوا على متنها ستشهد أي تغيير!
إننا أمام "هزلية" سينمائية "بدائية" مصنوعة بأسلوب وطريقة تمثليات
التليفزيون الهزلية في الستينيات، بل إن ألمودوفار- الذي يرتد إلى محاولة
محاكاة أفلامه الأولى التي كانت تكشف بوضوح عن ميوله "الجنسية" أي عن
مثليته وإهتمامه بالجنس الآخر، يستدخدم ألوانا "فاقعة" أي صريحة وإضاءة
مباشرة تجعل الفيلم يبدو كما لو كان من أفلام الكرتون (الرسوم) بل هو
يستخدم بالفعل الرسوم في بداية فيلمه قبل نزول العناوين الأولى. وهنا تنبت
أي علاقة للفيلم بالواقع، ويعجز السيناريو الذي يعتمد على الحوارات
الطويلة، عن تقديم أي ابعاد حقيقية للشخصيات فهي تبدو كما لو أنها بلاجذور
في الأرض.
هناك الكثير من النكات اللفظية والتعبيرات الساخرة التي تصل إلى حد
الهزل، وكأنما ألمودوفار يقول لنا أيضا إن الإنسان يتحول إلى حيوان عندما
يواجه الخطر: الهوس بالجنس بدون إشباع ولا عاطفة، الإغراق في الهروبية،
مواجهة الموت باللامبالاة والاستعانة بالمخدرات، الإستغراق في الغيبوبة:
النوم، الشراب، المشاحنات، ومرة أخرى، الجنس للتغلب على التوتر، وإن كان
ألمودوفار في تصويره للجنس يبدو أيضا هزليا كما لو كانت شخصياته تقوم بـ"محاكاة"
ساخرة لممارسة الجنس بأشكاله ومن أوضاع مختلفة، لكن هذه المحاكاة السطحية
لا تضحك أحدا.. بل إنه يجعل إمرأة لديها قدرة على قراءة الغيب، تقول عن
نفسها إنها لاتزال "عذراء" تقتحم غرفة القيادة وتمسك بالأعضاء الجنسية
للطيار ومساعده، ثم تقوم بعد ذلك، باغتصاب شاب هندي من ركاب الدرجة
السياحية منتهزة فرصة إستغراقه في النوم بفعل المخدر!
أخيرا، فيلم ألمودوفار هابط الإيقاع بطريقة مثيرة للرثاء، فاقد للرؤية
وللبؤرة وللهدف، بل يبدو مثل "نكتة" طويلة أكثر من اللازم، لا تنتهي إلى
لاشيء.. بل إلى الفراغ!
عين على السينما في
03/05/2013
تـومـض
السينما مقاومة العالم المعطوب
صلاح احمد
عالم ثيو انجيلوبولوس السينمائي ترجمة واعداد امين صالح صدر عام 2009
في (390) صفحة من القطع المتوسط الذي جمع امين مادته وسردها على هيئة حوار
مع المخرج انجيلوبولوس ، كان قد سبقه ترجمة كتاب السينما التدميرية عام
1995 ثم تلاه ترجمة كتاب الوجه والظل.. في التمثيل السينمائي عام 2002، في
عام 2006 صدر لأمين كتاب ترجمة اخر بعنوان اندريه تاركوفسكي النحت في الزمن
وهو كتاب غاية في الاهمية تحدث فيه تاركوفسكي عن تجاربه السينمائية وعن
افكاره وذكرياته وتحدث عن معضلات فن السينما وكذلك في عام 2007 انجز امين
ترجمة كتاب حوار مع فليني، ثم اصدر بعد هذين الكتابين ترجمة لحوارات مع
المخرج الايراني عباس كيارستمي تحت عنوان سينما مطرزة بالبراءة عام 2011
وقد تمكن امين في هذا الكتاب من اتاحة الدرس الكثيف والناجز للمخرج
كيارستمي - الذي عرف بقلة الحديث- للقارئ العربي بأسلوب اعتبره شخصيا
تكريما حقيقيا لتجربة سينمائية غنية وعميقة عصية على التكرار.
لم تكن كل تلك الترجمات والمؤلفات المذهلة اسهامات امين صالح الوحيدة
في السينما لكن من وجهة نظري تلك الترجمات التي خرجت كأسلوب وتصرف عن
السياق التقليدي للترجمة -حيث لم ينقص اسلوب كتابتها الرشاقة او الشعرية
التي تميز روايات امين- تؤكد على ان امين انتبه مبكرا لضرورة توفير رف
متكامل في المكتبة العربية يسعف بها اي تجربة سينمائية وشيكة، وهذا ما
ستتميز به السينما في المنطقة عن باقي الفنون حيث اختزل امين بترجماته اهم
الدروس السينمائية العالمية ووضعها في يد كل السينمائيين بأسلوب حيوي وغزير
كما لو ان هؤلاء المخرجين الكبار يعقدون الدرس بصفة مستمرة، ليس عليك سوى
الذهاب للحصة التي يقترحها امين عليك لتجد اهم المخرجين العالمين يسردون
التجربة بصدق وحكمة تكفيان لانتقال المعرفة.
ربما لم يكتشف - حتى الان - الشباب المتحمسين للسينما والذين يتهافتون
على امين صالح للظفر بسيناريو لفيلم قصير يمنحهم جواز المرور الى
المهرجانات، ان الجهد الذي بذل في الترجمات والدروس المتحققة فيها التي
تنتظرهم على الرف هي ما ينبغي عليهم البداية به، سيعرفون حينها ان النجاح
في هذا الفن وكل الفنون يبدأ طريقه من القراءة وليس من المهرجانات.
السينمائيون الحقيقيون لا يجلسون خارج الصالات ينتظرون لجان التحكيم -
التي غالبا لا تكون منصفة- لتحدد مصير مستقبلهم بل السينمائي كما قال
انجيلوبولوس (لم اختر السينما من اجل الذهاب الى مهرجان كان، بل هو الولع
الذي يكتسبه المرء، السينما هي حياتي، انها الهواء الذي اتنفسه).
سيقول امين على لسان انجيلوبولوس (العالم يحتاج الى السينما الان اكثر
من اي وقت مضى قد يكون الفيلم الشكل الهام الاخير من اشكال مقاومة العالم
المعطوب، المتدهور الذي نعيش فيه).
سيكون ضرب من الخسارة الفادحة لكل سينمائي ان لم يقرأ تلك الترجمات
التي خصصت جميعها للسينما، ثمة عالم فاتن وسينما مطرزة بالبراءة ونحت في
الزمن وبراءة التحديقة الاولى والوجه والظل وكتابة بالضوء وامين صالح ناسك
السينما الوحيد والاخير.. ينتظرونك.. فلا تفوت كل هذا الدرس.
ترشّح لنيل جائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي.. «كون تيكي»:
مغامرة مدهشة مع المستكشف «تور هيردال» من «بيرو» إلى «بولينيزيا»!!
محمد القاسمي:
لا شيء يجذب صانعي السينما أكثر من قصة رجل يصارع عناصر الطبيعة طوال
حياته، وقصة كهذه تسمح لنا باختبار قسوة الطبيعة، وبالتالي تقودنا لرحلة
مغامرات مدهشة هدفها الإستكشاف. فيلم «كون تيكي» يقبل بهذا التحدّي من خلال
قصة كفاح وتعطّش للعلم، لنشهد تحفة سينمائية رائعة تشعرنا برعب حقيقي
بتوغّلها لفِضول العالِم المستكشف «تور هيردال» ورحلته المذهلة من بيرو إلى
جزر بولينيزيا بعام 1947.
إنّه فيلم غنيّ بشخصياته ومشوّق بالخطر القائم من المحيط طوال الرحلة
الإستكشافية، ولا يخلو من اللحظات الظريفة والممتعة، والأهم من ذلك هو فيلم
إنساني لآخر الحدود باستعراضه تجارب الاقتراب من الموت والحلم بالمستحيل
والعزلة التامة في وسط المحيط.
المستكشف النرويجي «تور هيردال» أمضى سنوات شبابه في بولينيزيا مع
زوجته «ليف» وذلك بسبب رغبته العميقة في دراسة المنطقة وكيفية نشأتها. حين
يسافر إلى نيويورك لنشر ما توصّل إليه من معلومات يجد أنّه لم يحقّق غايته
وما تزال هناك الكثير من الأمور المبهمة. انهماك «هيردال» في أبحاثه
واستكشافاته يتطلّب الكثير من وقته، وذلك يؤثر بشكل كبير على علاقته بزوجته
وأبنائه، فقد غاب عن منزله فترة طويلة. يسعى الآن لإثبات نظريته التي تفترض
أنّ بولينيزيا اكتُشِفت لأول مرّة من قِبَل سكان بيرو، ويقرّر أن يقوم
بالتجربة الخطيرة بتطبيق ما فعله «تيكي» قبل زمن طويل.
«تيكي» هو من قاد رحلة من بيرو إلى تلك الجزر حسب نظرية «هيردال»، وهو
يريد إثبات ذلك، فيخطط للإبحار من نفس نقطة الانطلاق عبر المحيط الهادئ على
طوف مصنوع من خشب البالسا، ويثق أن الرياح ستقوده من أمريكا الجنوبية إلى
وجهته. يجمع فريق من الخبراء ليرافقونه في الرحلة التي تستغرق 100 يوم
حافلة بالتحدّيات والأخطار مع وجود أسماك القرش وحالة الطقس المضطربة.
بالرغم من ذلك يتشبّث «هيردال» بحلمه وهو مدرك لكل ما يمكن أن يحدث له
ولأصدقائه في رحلتهم نحو المجهول، ورد أن هذا هو أكثر فيلم كلَّف إنتاجه في
النرويج. المخرجان «خواكيم رونينغ» و»إبسن ساندبيرغ» أبدعا بتقديم قصة صعبة
وغمراها بالتشويق، فكم يصعب تحقيق ذلك من حدث تاريخي اعتمد من الأساس على
طوف خشبي، وأشخاص محدودين في مجال ضيّق، ورحلة ممتدة نحو 3 أشهر. مثل هذا
الحدث برؤية مختلفة سيصبح مملاً، ولكن النص السينمائي تمّت كتابته بطريقة
مميّزة بعيدة عن الإسهاب والتفاصيل الدقيقة، وخصوصاً حبكة الرحلة
الاستكشافية التي كانت هي قلب الفيلم، فقد أبدع كلٌّ من الكاتِبَيْن «ألان
سكوت» و»بيتر سكافلان» في صياغتها بأسلوب مذهل، فنشعر أننا نخوض مغامرة
مدهشة وليس رحلة علمية كما في الأفلام الوثائقية.
الفنان «بال سفيير هاغن» قدم أجمل أداء لشخصية «تور هيردال»، فقد
تقمّصها بعمق ونقل إلينا أحاسيس العالِم، من الحيرة والخوف واليأس والطموح
والفضول القاتل والإغتراب عن الوطن والأسرة، والكثير غير ذلك. بقية طاقم
الممثلين لعبوا أدوارهم بإبداع وإتقان، وكذلك طاقم الفنّيين من المصوّر
والموسيقار ومصمّم المواقع ومصمّم الأزياء ومسؤول المؤثرات الصوتية
والبصرية، فإن جهودهم ساهمت بشكل كبير في جعل الفيلم بهذه الروعة. ترشّح
الفيلم بعام 2012 لنيل جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، ولكن للأسف لم
يحالفه الحظ، مع العلم أنّه أفضل الأفلام المتنافسة على الجائزة في رأيي
الشخصي.
فيلم «كون تيكي» هو مغامرة كلاسيكية تصمد بقوة «هيردال» وأصدقائه وهم
يتحدّون الصعاب حتى آخر لحظاتها. إنّها قصة عظيمة بقدر ما يتذكّرها التاريخ
وخالدة بقدر ما تُحييها السينما.
الأيام البحرينية في
04/05/2013
نقابة الممثّلين المصريّين ضاقت ذرعاً بالأتراك
محمد عبد الرحمن/ القاهرة
في عهد نقيبها السابق أشرف ذكي، فشلت نقابة الممثلين المصريين في منع
انتشار الممثلين العرب داخل بلاتوهات المحروسة. إلا أنّ النقابة اليوم
تحاول تكرار تلك المحاولة في عهد نقيبها الحالي أشرف عبد الغفور، لكن هذه
المرة مع الممثلين الأتراك.
إذ كشف الممثل والأمين العام لنقابة الممثلين محمد أبو داود أنّ هناك
نية جديّة في تقديم مشروع قانون إلى مجلس الشعب يحدّ من عرض الفضائيات
المصرية للمسلسلات التركية. ظاهرة الدراما التركية ليست جديدة في مصر، لكن
الجديد هو اقتناع الممثلين المصريين ومن يمثلونهم نقابياً، بأنها باتت أخطر
من الدراما السورية ونجومها. باختصار، توقّع البعض في بداية طوفان مسلسلي
«نور ومهند» و«سنوات الضياع» اللذين دبلجا إلى اللهجة السورية، أن تحقق
الدراما التركية نجاحاً مؤقتاً، وخصوصاً أنّ الجمهور المصري لا يحبّ
الأصوات المدبلجة. لكن التوقعات سقطت، حتى وصل الأمر إلى مشاركة الممثلة
التركية سونغول أودان في مسلسل «تحت الأرض»، إلى جانب أمير كرارة والمخرج
حاتم علي، الذي يعرض في رمضان المقبل.
إذاً، لم تكن الدراما التركية موضة عابرة، بل باتت كل القنوات
الرئيسية الخاصة ـــ ما عدا التلفزيون الحكومي ـــ مستعدّة لتخصيص ساعات
لها على مدار الأسبوع. تعرض الحلقات أولاً على شبكة «شو تايم» المشفّرة
والقنوات العربية مثل «mbc»
و«دبي». ثم تصل إلى المشاهد المصري على مستويين: عرض أول على القنوات
الخاصة الرئيسية مثل «النهار» و«cbc»
و«الحياة» و«mbc
مصر»، ثم عرض هذه الأعمال على القنوات الأقل قوة مثل شبكات «بانوراما» و«تايم»
بمختلف قنواتها. وفيما حاول صناع الدراما المصرية دخول المنافسة من خلال
المسلسلات المؤجلة من الموسم الرمضاني الفائت، إلا أنّه يبدو أن المهمة لم
تكتمل بنجاح. اقتصر الأمر على مسلسلين هما «على كف عفريت» لخالد الصاوي
و«في غمضة عين» لأنغام وداليا البحيري. ويبدو مشروع القانون الذي تحدث عنه
محمد أبو داود، مجرّد بالون اختبار يهدف إلى تأكيد محاولة النقابة حماية
مصالح أعضائها لأنّ تنفيذه شبه مستحيل، بحسب مصادر عدة من بينها ممثلون
متضررون من اجتياح الأتراك للشاشة المصرية. يرى أولئك الممثلون أنّ الأعمال
المصرية طوّرت أداءها بسبب الممثلين الأتراك، ومعتبرين أنّه يجب أن يستمر
التطور بشكل يجبر القنوات المصرية على عرض دراما المحروسة طوال العام. وهو
أمر مرتبط بخفض كلفة الإنتاج المحلي وهي مهمة مستعصية في مواجهة زميلتها
التركية الرخيصة السعر.
لكن فرض قانون بالنسبة إلى المتشككين قد لا يجدي، لأنه حتى لو صدر
قانون يلزم القنوات المصرية بعرض كمّ محدّد من الحلقات التركية، فيستحيل
التزام القنوات العربية به. كما أنّ فرض شروط تتعلّق بالحضور التركي على
تلك القنوات قد يفتح الباب أمام مطالبة بقوانين مماثلة، لكن في اتجاهات
مختلفة. والأهم أنّ صدور هذا القانون يتطلّب أولاً وجود مجلس شعب، وهو أمر
لا يتوقع المصريون حدوثه قريباً بسبب الأزمة السياسية التي تعيشها
المحروسة. ولو حدث، فبالتأكيد سيكون البرلمان مشغولاً بأولويات جمّة، ليس
من بينها مواجهة طوفان الدراما التركية.
الأخبار اللبنانية في
04/05/2013
الهند احتفلت أمس بمرور 100 عام على ظهور السينما
بوليوود تمثل عاملا رائعا لتوحيد عرى مجتمع متعدد الطبقات
والطوائف والأعراق
نيودلهي: «الشرق الأوسط»
يشاهد موكيش امباني، الرجل الأكثر ثراء في الهند، الأفلام الهندية في
سينما خاصة بمنزله في مومباي. وتستمتع ريكها رانا بالأفلام نفسها على شاشة
تلفزيونها المستعمل، وذلك في حي فقير بمدينة جورجاون قرب العاصمة نيودلهي.
في أنحاء الهند، تمثل أفلام بوليوود عشقا للرجال والنساء الأغنياء
والفقراء بمختلف اللغات واللهجات. يضحكون ويبكون، يربطون شخصيات الأفلام
بشخصيات واقعية، ويكرهون ويطمحون ويغنون. وعلى ذلك استمرت بوليوود مائة
عام.
ويقول سوديشنا جوش، عاشق للسينما يقيم في كلكتا «لو كنت هنديا فإن
أفلام بوليوود تمثل جزءا من نشأتك. إنها لغة مشتركة، عشق مشترك، ربما
ينافسها فقط الكريكيت».
ويرجع الفضل للمنتج داداساهب فالكي في إطلاق أول فيلم صامت في بوليوود
«راجا هاريشاندرا»، حول ملك أسطوري ضحى بإمبراطوريته وأسرته ليفي بوعد منه
لأحد القديسين، ناقلا فكرة بوليوود الجوهرية المتمثلة في انتصار الخير على
الشر. وعرض الفيلم في مومباي مايو (أيار) 1913. ومنذ ذلك الحين لم ترجع
صناعة السينما الهندية، التي يطلق عليها بشكل غير رسمي اسم «بوليوود» إلى
الوراء. ويبلغ إنتاج صناعة السينما الهندية المتمركزة في مومباي - أو
بومباي قديما - 800 إلى ألف فيلم سنويا.
وحسب تقديرات الاتحاد الهندي للغرف التجارية والصناعة، فقد بلغ حجم
صناعة السينما الهندية عام 2012 نحو 122.4 مليار روبية (نحو 2.2 مليار
دولار). وتنمو صناعة السينما الهندية سنويا بنسبة 7 إلى 10 في المائة، حتى
في فترات التراجع الاقتصادي. ولكن بعيدا عن الأرقام، تتناول بوليوود
المشاعر والأحلام. وبالنسبة للمشاهدين الذين يفيضون حماسا في بلد به تنوع
هائل - في اللغات أو الثقافة أو الملبس أو الغذاء أو المعتقدات الدينية أو
الطوائف الاجتماعية - تمثل بوليوود عاملا رائعا لتوحيد عرى المجتمع.
وتعتمد أفلام بوليوود بشكل عام على شخصيات من شمال الهند، وتمثل
تقاليد وثقافة وملبس ونمط حياة المنطقة خلفية روتينية لهذه الأفلام. ولم
تخرج أفلام بوليوود بعد عن هذه الحدود الضيقة لتسعد ملايين الأشخاص
أسبوعيا.
واختار أمريت جانجار، المؤرخ السينمائي، فيلم «الأم الهند» الكلاسيكي
الذي أنتج عام 1957، كمثال رئيس على كيفية مزج مجموعة من المشاعر لإنتاج
فيلم سينمائي ويروي الفيلم قصة امرأة قروية فقيرة تكافح لتربية أبنائها،
متجاوزة العديد من المشاكل من دون التخلي عن قيمها الأخلاقية العليا. وقال
جانجار «يجمع الفيلم بين البطولة والإغراء والغضب والحزن والدهشة والخوف
والضحك والصفاء النفسي وغيرها».
وفي الأعوام الأولى، كانت أفلام بوليوود تعتمد إلى حد كبير على
الأساطير وقصص من ملحمتي رامايانا وماهابهاراتا الهندوسيتين. وبعد ذلك تبنت
نطاقا أوسع من الأفلام التاريخية والعاطفية والكوميدية وأفلام الحركة.
وبالنسبة للهنود، تمثل السينما ملاذا للهروب من ارتفاع الأسعار
والفساد وانقطاع التيار الكهربائي والفوضى العامة. وقال سوبارنا شارما،
الناقد السينمائي المتمركز في نيودلهي، إنه كثيرا ما تأخذ بوليوود الحالة
المزاجية للبلاد وتنعشها بقدر مفعم بالمشاعر.
وفي رحلة سينمائية بدأت منذ مائة عام، فقدت بوليوود أشياء كثيرة
واكتسبت رفاقا جدد. وقال شارما إن «الأخت المغتصبة التي تعاني من وصمة
العار والخزي، والأم المريضة المصابة بالسعال، والأشقاء المنفصلون أو
الأسرة المفككة - كل الشخصيات التي رسمتها صدمة انفصال الهند عام 1947 - قد
اختفت».
أما أنوباما شوبرا، الناقد السينمائي المتمركز في مومباي، فيرى أن دور
المرأة، بشكل خاص، تغير خلال الأعوام العشرين الماضية. وفي رأي شارما، فإن
«السينما الهندية اليوم - رغم بعض الاستثناءات - هي في أغلبها عن عالم
نسجته بوليوود عالم جميل مثالي»، بغض النظر عن جميع العلل والعيوب
الاجتماعية. إنه عالم غير موجود على أرض الواقع يجسد أحلام الطبقة الوسطى».
واستطرد في وصف هذا العالم قائلا إنه عالم من أرقى أنواع الملابس والمنازل
المصممة بعناية، والأماكن الغريبة والأجساد الممشوقة، يخاطب طبقة متوسطة
آخذة في التطور وتميل إلى الاستهلاك.
وهناك عاملان يمثلان أساسا للنجاح المستمر لبوليوود: الأول يتمثل في
النجوم من الرجال الذين يحصلون على 6 إلى 16 مليون دولار في الفيلم الواحد
- متقدمين على النساء اللاتي يحصلن على مليون إلى مليوني دولار فقط -
والثاني هو الأغنيات التي تمثل صناعة منفصلة. ويمثل نجوم بوليوود مثل
أميتاب باتشان وشاه روك خان، أسماء للأسر في أنحاء الهند.. بل ويحظون
بالتوقير والإجلال والقداسة مثل الآلهة تقريبا. عندما أصيب باتشان بجرح
خطير خلال التصوير عام 1982، صلى ملايين المعجبين وصاموا ودعوا له بالشفاء.
وقال شارما «بصرف النظر عن موقعك في البلاد، يمكنك دائما جذب أطراف الحديث
مع أي شخص فقط بكلمتين أو إحداهما: أميتاب باتشان وراجنيكانت».
الشرق الأوسط في
04/05/2013
5
أفلام عن مريم العذراء وموسى
ونوح:
سينما الديانات السماوية تجتاح هوليوود
كتبت: شيماء سليم
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية فى عام 1945 اهتمت استوديوهات
هوليوود بإنتاج الأفلام الدينية، حيث توقع القائمون على الإنتاج وقتها أن
جمهور السينما فى حاجة لمشاهدة هذه الأفلام حتى يشعروا بالسلام من جديد،
فقدمت هوليوود منذ نهاية الأربعينيات وحتى الستينيات مجموعة من أهم الأفلام
المقتبسة من الكتاب المقدس، أهمها فيلما «الوصايا العشر» 1956 و«بن هور»
1959 ،ولقيا نجاحا كبيرا.
ظاهرة الأفلام الدينية فى منتصف الستينيات اختتمت وتحديدا فى عام 1965
بعد الخسارة الكبيرة التى سببها فيلم «أعظم القصص» والذى تكلف إنتاجه 20
مليون دولار وحقق عند عرضه فقط 2,1 مليون دولار بخسارة فادحة.
استوديوهات هوليوود تقريبا توقفت بعد هذه الحقبة عن إنتاج الأفلام
الدينية حتى قدم المخرج «مارتين سكورسيزى» فيلمه «الإغواء الأخير للمسيح»
الذى نال هجوما عنيفا ومنع العرض فى العديد من البلدان.. وفى عام 1998 عادت
الأفلام الدينية لتحقق أرباحا كبيرة من جديد من خلال فيلم التحريك «أمير
مصر» الذى وصلت إيراداته لـ 219 مليون دولار، ثم فى عام 2004 يحقق فيلم
«آلام المسيح» الذى أخرجه النجم ميل جيبسون نجاحا ساحقا وتصل إيراداته إلى
612 مليون دولار.
فى 2013 عادت هوليوود للاقتباس من الكتاب المقدس مرة أخرى، بعد
الإعلان عن مجموعةمن الأفلام الدينية من المنتظر عرضها مع بداية العام
المقبل منها: «نوح»، «مريم أم المسيح»، «موسى»، «آلهة وملوك»، و«توبة
قابيل»، بالإضافة إلى إعادة مونتاج حلقات تليفزيونية بعنوان «الكتاب
المقدس» لتحويلها إلى فيلم تصل مدته لثلاث ساعات يتم فيه حكى الكتاب المقدس
كاملا، وفيلم آخر مستلهم من وصية السيد المسيح «أحبوا أعداءكم»، بعنوان
«يسوع الناصرى» الذى سوف يقوم بإخراجه «بول فيرهوفان».
منتجة فيلم «مريم أم المسيح» قالت بعد مشاهدتها للفيلم المسىء للرسول
محمد - صلى الله عليه وسلم - ومدى الارتباك الذى أحدثه هذا الفيلم قررت أن
تحاول المساعدة ولو بشكل بسيط حتى يتم احتواء وإنهاء هذه الأزمة، وذلك من
خلال تقديم فيلم عن السيدة العذراء يقوم بإخراجه «إليستر جريرسون»، أما
البطولة فلـ بن كينجسلى وبيتر أوتول وجوليا أورموند وأوديا روش -
الإسرائيلية الأصل - والتى سوف تؤدى شخصية السيدة مريم، الفيلم يتناول
مراحل مختلفة من حياة السيدة العذراء وهى فى الثامنة والخامسة عشرة
والتاسعة عشرة والسابعة والعشرين من عمرها.. وتبلغ تكلفة إنتاجه 25 مليون
دولار، ومن المقرر تصويره فى جزيرة مالطة والأراضى المقدسة بفلسطين.
الفيلم الثانى للمخرج «دارن أرنوفسكى» - صاحب رائعة «البجعة السوداء»
- وهو فيلم «نوح»، وقد انتهى من تصويره، لكن المتوقع أن يستمر تجهيزه حتى
أوائل العام المقبل، ولذلك فمن المتوقع أن يتم عرض هذا الفيلم فى نهاية
مارس ,2014 الفيلم يتناول قصة سيدنا نوح - عليه السلام - ونجاته مع من
آمنوا فى الفلك العظيم من الطوفان، الفيلم يؤدى أدوار البطولة به راسل كرو
فى شخصية النبى نوح، وأنتونى هوبكز وإيما واتسون وجينفر كونللى.. وقد وصلت
تكلفة إنتاج هذا الفيلم إلى 130 مليون دولار.
الفيلم الثالث للمخرج ويل سميت الذى أبدى حماسه لسيناريو عن أول جريمة
ارتكبت فى التاريخ، وهى قتل قابيل لأخيه هابيل، وذلك من خلال فيلم «توبة
قابيل» أو «أسطورة قابيل»، لم يستقر على عنوانه حتى الآن.. وسوف يقوم سميث
نفسه بأداء شخصية قابيل، بينما لم يحدد بعد باقى أبطال الفيلم، ومن المنتظر
أن يبدأ تصويره فى يوليو المقبل.
الفيلمان الرابع والخامس عن موسى - عليه السلام - والذى قدمت هوليوود
قصته فى حوالى 60 عملا سينمائيا وتليفزيونيا يتم حاليا التحضير لعملين عنه
الأول هو «آلهة وملوك» والثانى هو «موسى».. فيلم «آلهة وملوك» أعلن فى
البداية أن المخرج ستيفن سبيلبرج هو الذى سيقوم بإخراجه، لكنه ذهب مؤخرا
إلى المخرج أنج لى الذى نال الأوسكار مؤخرا كأفضل مخرج عن فيلم «حياة باى»،
وتحاول شركة «وارنر بروس» المنتجة له أن تعجل بتصويره لأنها تريد أن تعرض
الفيلم قبل فيلم «موسى»، الذى سوف يقوم بإخراجه المخرج الكبير ريدلى سكوت،
الذى سوف يبدأ تصويره عقب انتهائه من فيلمهالجديد «المستشار» والمنتظر عرضه
فى نوفمبر المقبل، لم تستقر الشركات المنتجة للفيلمين على الأبطال حتى
الآن، وإن كانت السيناريوهات قد انتهت بالفعل ودخلت فى حيز التنفيذ.
المنتجون المنفذون لهذه الأفلام كشفوا فى جريدة «وال ستريت» عن سبب
اندفاعهم لتقديم هذه النوعية من الأعمال ذات المرجعية الدينية بقولهم: إن
الأحداث التى تشهدها الشعوب الآن سواء فى أوروبا من أزمات اقتصادية أو فى
الشرق الأوسط من ثورات وتغيرات سياسية تجعل الحاجة للعودة إلى قصص الكتب
المقدسة ضرورة، لأنها من المؤكد سوف تلهم الناس وتجعلهم يستفيدون من
المواعظ التى تتضمنها.
«أحمد
مكى» يحرق نفسه..
والمحطات الفضائية مخطط ماسونى: ثرثرة أبوالنيل
كتب : طارق مرسي
لا وجه للمقارنة بين «ثرثرة فوق النيل» رائعة حسين كمال المأخوذة من
رواية بنفس الاسم لأديب مصر ونوبل الراحل نجيب محفوظ.. و«ثرثرة» أحمد مكى
فى فيلم «سمير أبوالنيل» سوى فى اقتباس واستدعاء العنوان رغم أن الفيلمين
يسردان أوضاع وآلام الوطن مع اختلاف الثرثرة ودرجتها وتأثيرها.
الفيلم الأول معزوفة جميلة فى دفتر أحوال مصر ويرسم صورة المجتمع
المصرى بعد نكسة يونيو 76 وحالة التغييب التى كان يعانيها المصريون فى ذلك
الوقت من خلال توزيع متقن للشخصيات المعبرة عن هذه الحالة وحشدها داخل
عوامة على النيل.
بيزنس الفضائيات غسيل أموال.. ورجل الأمن فاسد قبل الثورة وحبيس
القضبان وفاقد ظله بعدها لكن المؤلف والشاعر أيمن بهجت قمر حمل هموم
المجتمع على «كتف» بطل الفيلم بطريقة العزف المنفرد «صولو» فكان من الطبيعى
أن ينشز «مكى» فى غياب حضور «الكورال» رغم براعة «قمر» فى الشارع الغنائى
كشاعر موهوب ومؤلف متمكن. فأحمد مكى فى «سمير أبوالنيل» هو البطل الأوحد
والمحرك الأول لكل الأحداث ولا مشهد يغيب عنه حتى النهاية وبالتالى تاهت
الشخصيات الأخرىفى الفيلم وبدت بلا ملامح عمق بينما ضلت ملامح «مكى» أو
صورة الكراكتر الذى كان يراهن به ويبدو أنها مشكلة هذا الجيل من نجوم
الكوميديا الذين يصعدون للقمة ولا يحافظون عليها بسبب الاستعجال أو
الاستسهال أو فقدان التركيز باستثناء «أحمد حلمى» ولهذا تحولت كوميديا أحمد
مكى إلى «ثرثرة» كوميدية تفتقر لحضوره فى «طير أنت» و«لا تراجع ولا
استسلام» وحتى براعته فى مسلسل «الكبير أوى».
مكى فى فيلم «سمير أبوالنيل» شاب عاطل يعيش فى أحد الأحياء الشعبية
معتمدا على عائد تأجير شقة ورثها من أسرته ويعانى من هروب الجميع منه بسبب
بخله الشديد وتطفله على كل من حوله، فجأة تهبط عليه ثروة تقدر بـ 550
مليوناً من ابن عمه «حسين الإمام» بدعوى أنه يعانى من مرض خطير يضعه على
مشارف الموت ولا يجد من يأتمنه عليها سواه على أن يعود الثروة لابنته
«القاصر» فى حالة وفاته.. يحاول أبوالنيل استثمار جزء من الثروة فى مشروعات
تدر له ربحاً بموافقة ابن عمه على أن يستعين بخبرة إحدى السيدات المتخصصات
فى الاستثمار فى عالم البيزنس نيكول سابا وبعد فشل أبوالنيل فى مشروع أدوات
التجميل الشعبية يلجأ إليها فتقترح عليه الاستثمار فى المحطات الفضائية
وإطلاق محطة فضائية «صبحة» باعتبارها مشروعا مربحا، وعندما يكتشف «أبوالنيل»
أن نجاح القناة لن يتحقق إلا بالتلفيق والتغييب يتجاهل كل شىء لتحقيق هدفه
حتى لايفقد الثروة ويحقق بالتحايل والأكاذيب شهرة واسعة، لكن سرعان ما يدخل
فى صراع مع ضميره بعد أن كشفت صحفية شابة أكاذيبه ليعود من حيث بدأ فقيرا
وعاطلا بعد وقفة صغيرة مع الذات والاعتراف بألاعيبه. وفى الوقت نفسه يكتشف
استرداد ابن عمه الأموال التى تركها لديه «رهينة» بحجة مرضه ويفاجأ بظهور
شقيقه المتدين «علاء مرسى» في نفس القناة بعد استبدال اسمها إلي «سبحة»
بدلا له فى إشارة واضحة إلى تحويل مسارالأموال مجهولة المصدر فى اتجاه
بيزنس القنوات الدينية.
أحداث الفيلم تبدأ بمشهد تليفزيونى لأحد أحاديث الراحل الشيخ محمد
متولى الشعراوى، يتحدث فيه عن استقامة الأمور والقوم الذين طُغى عليهم ولا
أحد يستمع لحديث الداعية الكبير فى دلالة واضحة على غياب الخطاب الدينى
وانصراف الجميع عنه وينتهى بتصدر الداعية الشيخ شكرى الشاشة الفضائية فى
إشارة إلى ما وصلنا إليه عبر الفضائيات الإسلامية التي يتصورها الشيخ خالد
عبدالله وأبو إسلام.
وبين البداية والنهاية يقدم أيمن بهجت قمر العديد من الشهادات وباقة
من الرسائل لمصر قبل وبعد الثورة لعل أبرزها حالة الفوضى الإعلامية ويقدمها
الفيلم فى مشهد جمع بين البطل «أحمد مكى» وبائع الفول الذى يتحدث عن
الفضائيات «ماتصدقوش اللى بيتقال فى الفضائيات» وإن القنوات مخطط ماسونى
لإحداث فوضى فى الشارع المصرى وتؤكد أحداث الفيلم فى مشهد آخر الصورة
العبثية عبر الشاشات الفضائية وكشف ألاعيب بعض القنوات وصناعة الوهم وزرع
التعصب سواء فى التوك شو السياسى أو التحليل الرياضى ولا يفوت «مكى»
استدعاء التجربة «العكاشية» بذكاء فى برامجه المتنوعة مع الإشارة إلى أن
بيزنس المحطات الفضائية ما هو إلا حصيلة مؤامرة غسيل الأموال ويمثل هذا
المعنى فى الفيلم شخصية «حسين الإمام» صاحب الثروة الغامضة والاستثمارات
المشبوهة.
من الشهادات الصارخة فى الفيلم صورة رجل الأمن من خلال شخصية أمين
الشرطة «محمد لطفى» التى تتدرج من الفساد والرشوة إلى فقد الهيبة والنفوذ
فى مشهد «الكمين» وأيضا المشهد الذى يبدو فيه سجينا تحت رحمة البلطجية
والخارجين عن القانون، والمشهد الأخير من أبرز المشاهد الاستثنائية التى
قدم فيها المخرج «عمرو عرفة» نفسه كمخرج موهوب اعتمد فيه بذكاء على تقديم
بانوراما للشارع المصرى فى مشهد واحد «ون شوت» رغم بدايته غير المبررة
علىأثر صدام وشكوى بائع الفول من عدم حصوله على ثمن «الطعمية» التى التهمها
«مكى» مع طبق الفول ويرفض دفع ثمنها لبخله الشديد ويضطر إلى الذهاب إلى قسم
الشرطة لإثبات الحالة!
المخرج «عمرو عرفة» استعرض فوضى الشارع المصرى فى مشهد نزول «البائع»
و«مكى» من «التوك توك» فى إسقاط واضح على إيقونة التوك توك حتى قسم البوليس
وسيطرة الخارجين عن القانون على الأخضر واليابس وانتهاء المشهد بأمين
الشرطة محبوسا فى القسم مستنجدا بسمير أبوالليل لإطلاق سراحه من الحبس.
هكذا يضغط الفيلم على صورة رجل الأمن الذى أصبح حبيسا، بينما من هم ضد
القانون «ثوار أحرار يكملون المشوار».. مع شكوى رجل الأمن بأنهم يطلقون
المطاطى ثم يفاجئون برد الخرطوش!!
فى مقابل «رجل الأمن» يبدو النموذج الإعلامى المتمثل فى الصحفية
الشابة إيجابيا، حيث يبرزها فى الدور الأساسى فى بلاط صاحبة الجلالة والكشف
عن الحقيقة ويكون مكانها النهائى السحل والتشويه.
فى أحداث الفيلم بذل مكى مجهودا كبيرا فى البحث عن نفسه مستدعيا «الكراكترات»
التى قدمها فى أفلامه السابقة، فتاهت شخصيته فى الفيلم ولم يقدم جديدا
ولهذا خرجت «إفيهاته» «باهتة» وفقيرة من الناحية الكوميدية، فى حين لم تقدم
«منة شلبى» جديدا فى ظهورها فى الفيلم رغم حضورها السينمائى المؤثر، فلم
تضف له أو يضف إليها حتى لو كان ظهورها «كضيفة شرف» فى دور الحبيبة
المهاجرة لسمير أبوالليل والعائدة إلى وطنها لتأكيد أن الطيور المهاجرة لن
تترك طيور الظلام تعبث فى حضارة هذا البلد الكبير.. وذلك ردا على ظهور «شكرى»
بالذقن فى الشاشة الفضائية محتكرا المشهد الإعلامى.
أخيرا لم يضف الفيلم كثيرا للثنائى الغنائى الرائع أيمن بهجت قمر
والموسيقار محمود طلعت اللذين يمثلان إضافة لكل عمل درامى يشاركان فيه
بالكلمة واللحن وأغنية «الضمير» وحدها لا تكفى فى عمل سينمائىيعزف على
الحالة المأساوية لوطن «يمرض» لكنه لن يموت.ـ
الفيلم يقدم رسائل سياسية صارخة افتقدت التأثير بسبب نمطية أداء مكى
ووقوعه فى مصيدة التكرار
مجلة روز اليوسف في
04/05/2013
ساندرا بولوك:
أبطال فيلمى ساهموا فى إنقاذ ضحايا تفجيرات بوسطن
رشا عبدالحميد
عادت الممثلة الأمريكية ساندرا بولوك لتقديم دور المحققة الفيدرالية
بالشكل الكوميدى الذى أحبها فيه الجمهور من خلال فيلم «الحرارة» بعد نجاحها
فى مجموعة أفلام لعبت فيهم دور محققة فيدرالية، وأبرزها «ملكة جمال اللطف»
الجزء الأول الذى قدمته منذ أكثر من عشر سنوات، والثانى «ملكة جمال اللطف:
مسلحة ورائعة» الذى قدمته فى عام 2005.
وتلعب ساندرا فى أحدث أفلامها، المتوقع عرضه نهاية يونيو المقبل، دور
المحققة التى تبحث عن مجرم خطير بمساعدة شريكتها، ويتعرضان سويا أثناء
عمليات البحث والمطاردات للكثير من المواقف الكوميدية، ويخرج الفيلم بول
فيج.
وتحدثت ساندرا بولوك عن دورها فى الفيلم قائلة: ألعب دور عميلة خاصة
فى مكتب التحقيقات الفيدرالى تدعى سارة اشبورن، والتى تضطر إلى العمل مع
ضابطة من شرطة بوسطن تدعى شانون مولينز من أجل القبض على تاجر مخدرات لا
يعرف الرحمة، والمشكلة الحقيقية لم تكن فى الإمساك بهذا المجرم فقط ولكن فى
كيفية تأقلم الاثنين للعمل سويا، لأنهما لم يكن لهما شريك فى العمل من قبل
أو حتى صديق، وهو ما زاد من تعقد الأمور وصعوبة القبض على هذا المجرم
الخطير.
وأضافت ساندرا عن العمل قائلة: «ولكن تمسك كل منهما بأسلوبه وتفكيره
هو ما جعل المواقف التى يمران بها أكثر مرحا وكوميديا».
ورأت ساندرا أن دورها كعميلة فيدرالية يختلف تماما عن دورها فى فيلم
«ملكة جمال اللطف» بجزأيه، مضيفة: «سيرانى المشاهدون بشكل مختلف تماما، ففى
جزأى ملكة جمال اللطف كنت ألعب دور العميلة التى تتخفى من أجل إظهار
الحقيقة مرة كملكة جمال ومرة كراقصة، أما هنا فى فيلم (الحرارة) فالأمر
مختلف تماما من حيث الشكل ففى الفيلم سيرانى المشاهدون بشكل جديد وربما
سيفاجأون بى».
وعن أكثر الأشياء التى أثارت قلقها أثناء التصوير أوضحت: استخدام
الأسلحة كان أمرا غير مريح بالنسبة لى، وأحتاج إلى تدريب لمعرفة كيف تعمل،
وهو ما يجب أن يفعله كل من يرغب فى استخدام الأسلحة والمكان الذى ستستخدم
فيه لأنها فى غاية الخطورة، وأنا من الأشخاص الذين يحترمون ذلك، وكنا نتأكد
من الرصاصات المستخدمة فى الأسلحة كل واحدة بشكل منفصل حتى لا يتعرض أحد
لأى أذى، فنحن فى النهاية نقدم فيلما سينمائيا.
وأشارت ساندرا إلى أنها لم تفكر يوما فى أن تكون ضابطة شرطة، قائلة:
ليست لدى الموهبة للقيام بهذا العمل، فهو من وجهة نظرى يتطلب شخصا غير
عادى، لذا لم يخطر فى بالى أن أقوم به». وفيما يتعلق بتعاونها مع الممثلة
ميليسا ماكارثى وصفت التجربة بأنها منذ اللحظة الأولى التى التقت فيها
ماكارثى شعرت أن هناك ألعابا نارية أطلقت فى الهواء، وكأنه حب من النظرة
الأولى، بحسب قولها. وأضافت: أعتقد أن هذا الانسجام الذى حدث بيننا فى
الواقع ظهر تأثيره بشكل كبير على الشاشة، وهو ما أضفى على الدورين روحا
جديدة ومختلفة جعلت منهما شخصيتين محبوبتين.
وتطرقت إلى الانفجارات التى وقعت مؤخرا فى مدينة بوسطن، قائلة: «لم
نكن نملك سوى الصلاة والدعاة للجميع أن يكونوا بخير».
وأشارت إلى أن بعض مشاهد الفيلم صورت فى بوسطن قائلة: «الفيلم صور فى
بوسطن وفريق العمل يضم أيضا ممثلين من بوسطن، وهم أشخاص رائعون، وشاهدنا
ذلك عندما حدثت تلك الانفجارات واندفعوا أثناء التفجيرات لمساعدة الآخرين
دون تردد أو حتى التفكير فى أنفسهم.
الشروق المصرية في
04/05/2013
السينما الجزائرية:
قاعات العرض تتفرغ لبيع السندويشات
ميدل ايست أونلاين/ البويرة (الجزائر)
غياب الارادة السياسية الواضحة وقلة الفضاءات يتسببان في احالة القطاع
السينمائي الى غرفة الانعاش.
أبدى عدد من الممثلين المدعوين للمشاركة في فعاليات "بانوراما السينما
الثورية" بالبويرة الخميس أسفهم عن "الوضع الحرج" الذي آلت إليه السينما
الجزائرية بسبب "نقص الفضاءات الملائمة وكذا الوسائل المادية والمالية
لترقية هذا الفن".
وأوضح الممثلان حسان بن زراري ومحمد عجايمي في حوارين منفصلين لوكالة
الانباء الجزائرية أن "هذا الوضع يعود لسنوات التسعينيات عقب حل المؤسسة
الوطنية للإنتاج السمعي البصري المكلفة آنذاك بالأعمال السينمائية".
واعتبر المتحدثان أن حل المركز الجزائري للفن والصناعة السينمائية (كاييك)
كان "وراء الفوضى التي عمت قطاع السينما الذي أضحى في وضع غير جيد منذ ذلك
الحين" حسبما أضافاه مع الإشارة إلى مواجهة القطاع لمشكل عويص آخر متمثل في
" إشكالية التكوين على كل الأصعدة بدءا بالمخرج إلى المكلفين بأجهزة
الإضاءة".
من جهة اخرى يرى حسان بن زراري وهو الممثل الرئيسي في فليم "دورية نحو
الشرق" للمخرج عمار لعسكري أن السينما الجزائرية "مهددة بالزوال" في حال
عدم تسجيل "تدخل عاجل من طرف الدولة ووزارة الثقافة". حيث فسر رؤيته
التشاؤمية هذه بكون أن "الدولة كانت المنتج الوحيد في الحقل السينمائي
سابقا" وهو الوضع الذي سمح بـ"إنتاج أعمال سينمائية ذات جودة ومردودية
عاليتين" كما قال معربا عن أسفه "لغياب إرادة سياسية واضحة" في المجال
كفيلة بإعطاء دفع نوعي للسينما الجزائرية.
وشدد السيد بن زراري في هذا الشأن عن "ضرورة تكفل الدولة بترقية
القطاع" مؤكدا عن ضرورة "تولي وزارة الثقافة لتسيير قاعات السينما عبر
البلاد عوض البلديات"، متأسفا عن"غلق العديد من قاعات السينما التي تحولت
إلى قاعات للحفلات أو لبيع المأكولات السريعة".
وأفاد بوجود 17 قاعة سينما فقط ناشطة راهنا مقابل ما لا يقل عن 450
قاعة في الماضي قبل الإعلان عن إعداده حاليا لفيلم ثوري بعنوان" غتاتشا"
موجود قيد التصوير بولاية المسيلة. كما أعرب عن أمله في أن يتم عرضه "عبر
جميع قاعات السينما الجزائرية للسماح للشباب بالمشاهدة والتمتع وحب
السينما".
وأبدت الفنانة بهية راشدي و المخرج حطاب بن يوسف نفس الرؤية تقريبا
حول السينما الجزائرية.
وشدد السيد حطاب خلال ندوة صحفية عن ضرورة "وجود إرادة سياسية قوية
لإعادة قطاع السينما إلى جادة الصواب" قائلا "هذا هو المغزى من إنشاء
الجمعية الثقافية السينمائية 'أضواء' التي ستمسح بإنتاج الأفلام وبالحفاظ
على التجهيزات السينمائية من كاميرات وأجهزة إضاءة وغيرها".
ولم يفوت الفنانان الفرصة لدعوة السلطات المعنية للتكفل بهذا القطاع
الهام الذي يتيح للأجيال الصاعدة "فرصة التعرف على تاريخهم وهويتهم موازاة
مع إعلام العالم بإسره بنبل حربنا التحريرية المجيدة".
واتفق كل المتدخلين على ضرورة "تكثيف إنتاج الأفلام التاريخية
والمتعلقة بحرب أول نوفمبر 1954" لأنها كما أضافوا "حرب تحرير مقدسة لذا
يجب العمل لنقلها على شاشات السينما و التلفزيونات لتثمين كفاح شهدائنا
الأمجاد".
ودعا الفنانان بهية راشدي وحطاب بن يوسف إلى ضرورة إنتاج" الكثير من
الأفلام الثورية لأنها قليلة في الوقت الحالي" على حد قولهما.
للتذكير شكل تدشين فعاليات "بانوراما السينما الثورية" الأربعاء
مناسبة لتكريم أربعة وجوه سينمائية جزائرية إلى جانب الممثل سيد علي كويرات
و المخرج عمار لعسكري. كماعرض فليم" الأفيون والعصا" للمخرج احمد راشدي
وذلك بدار الثقافة "علي زعموم " لمدينة البويرة المحتضنة للتظاهرة إلى غاية
الأحد.
ميدل إيست أنلاين في
04/05/2013 |