يمكن أن نطلق على هذا الحصاد تعبير أحد أصدقائنا العاملين بحقل
"النقد" وهو الهزات الإرتدادية، أي توابع حضور الدورات المهرجانية وتراكم
خبراتها ورصد ظواهرها بشكل هادئ بعيدا عن ايقاع المهرجان اللاهث وجداول
المتابعة والمشاهدة المكثفة والمزدحمة خاصة في مهرجان لا تتجاوز عدد أيام
دورته أربعة أيام ويعرض أكثر من 205 فيلم لا يُمنح أيا منهم سوى فرصة واحدة
فقط للعرض، أي اذا فاتتك مشاهدة أي فيلم خلال اليوم فلن تتمكن من إعادة
مشاهدته ثانية إلا في تظاهرة أخرى.
أقيمت الدورة التاسعة لمهرجان الجزيرة في الفترة من 18 إلى 22 ابريل
وفاز بالجائزة الذهبية للمهرجان الفيلم الألماني "السلحفاة تفقد درعها"-
وهو العنوان المكتوب على الفيلم بالعربية وليس "غضب السلحفاة" وهو العنوان
المهرجاني للفيلم- للمخرجة الألمانية من أصل فلسطيني باري قلقيلي.
وضمت الدورة 24 فيلما طويلا و81 فيلما متوسطا و54 فيلما قصيرا ورغم
أنها اقيمت تحت عنوان واسع الأفق والتأويل إلا وهو "نوافذ" إلا أننا نستطيع
بقليل من المتابعة أن ندرك أن ثمة عنصرا أساسيا في بناء وموضوعات أغلب
الأفلام التي شاهدناها أو التي حصلت على جوائز المهرجان إلا وهو "شهادات"،
فالكثير من افلام المهرجان التي تمكنا من متابعتها اتخذت شكل الشهادات سواء
على مستوى الاسترجاع احداث ماضية لشخصيات الفيلم او على مستوى الشهادات
الحية عن وقائع آنية لا تزال في طور الفرز أو لم يمض عليها سوى القليل من
الوقت والتاريخ.
نستطيع أن نحصي المشاركة المصرية خلال الدورة الأخيرة عبر عدة محاور
لم تتوقف عند حدود الانتاج الصريح وإنما تجاوزته للمشاركة في أحد عناصر
الفيلم الأساسية خارج منظومة الإنتاج المادي ولكن عبر مساهمات معنوية وفنية
ربما تتجاوز في اهميتها التمويل والمادة.
شهادات
في فئة الأفلام الطويلة شاركت المخرجة الأمريكية المصرية الأصل مي
اسكندر بالفيلم الطويل الوحيد الذي حمل اسم مصر في المسابقة وهو "شهادات"
والذي فاز بجائزة قناة الجزيرة الوثائقية كأحسن فيلم طويل والفيلم نفسه
يحمل العنوان الدال الذي اشرنا إليه ويتتبع الفيلم مقطع طولي في حياة
الصحفية المصرية الشابة هبة عفيفي والتي تعمل في النسخة الانجليزية من
جريدة المصري اليوم وذلك عبر ثلاث سياقات أساسية ومتاداخله هي وضعها كأنثى
في مجتمع متحرش على المستوى الاجتماعي والسياسي والانساني والنفسي ووضعها
الأسرى ايضا كأنثى تعمل مهنة المتاعب ومهنتها التي تؤمن بها وترى أنها تحقق
لها ذاتها وتمنحها اعتبارات ايجابية وشعور بدور حقيقي في المجتمع والحياة.
وسوف نعود في سياق حصادنا إلى الحديث- في مقال آخر- باستفاضة عن هذه
التجربة، أما في فئة الأفلام المتوسطة فنجد أن المشاركة المصرية تصل إلى
ستة افلام – والأفلام المتوسطة هي التي أطول من 30 دقيقة و اقل من 60-
أهمها بالطبع "عيون الحرية شارع الموت" للأخوين سوني، والاهمية نابعة من
فوزه بجائزة قناة الجزيرة الوثائقية كأحسن فيلم متوسط الطول وهو ايضا عبارة
عن شهادات من واقع احداث شارع محمد محمود بالقاهرة في نوفمبر 2011 والتي
راح ضحيتها 45 شهيدا وكانت أحد مفاصل التحول السياسي في موقف المجلس
العسكري من حكم مصر. وهو أيضا أحد الافلام التي سوف نعود إليها بالتحليل،
يليه فيلم "أنا سعيد لدرجة أني سألعب الجولف" للمخرج سامح اسطفانوس من
إنتاج المركز القومي للسينما في مصر، ويتناول الفقر المائي الذي يدق أعتاب
مصر في الوقت الذي تستهلك فيه ملايين الأمتار المكعبة في ري ملاعب الجولف
التي انتشرت في طول الجمهورية وعرضها.
ويعيب الفيلم عنصران أساسيان: الأول أنه قائم على عملية خداع واضحة
للمسؤولين والعاملين في حقل رياضة الجولف حيث يبدو أنهم يتحدثون بحماس شديد
عن الرياضة ومدى اتساعها وانتشار رقعة ملاعبها في مصر دون أن يكونوا على
دراية بأن المخرج سوف يستغل تصريحاتهم والمعلومات التي ادلوا بها ضد رياضة
الجولف والقائمين عليها.. ولولا هذا لمن المؤكد انهم كانوا سيدافعون
بمعلومات ربما اوجدت توازنا بين ما ادلوا به عن الرياضة والملاعب وبين
الهجوم الشديد عليهم سواء من قبل خبراء الري والمياه أو المخرج نفسه عبر
مونتاج متوازي يصور الملاعب التي تروى بالماء العذب بينما تعاني مناطق
سكينة كثيرة من الجفاف وندرة المياه.
ونسي المخرج أن عدم وصول مياه الشرب لكثير من المناطق السكنية ليست
ملاعب الجولف هي السبب الرئيسي ورائه ولكنها منظومة العشوائيات من ناحية
والفساد الادراي والكسل البيروقراطي العام من ناحية أخرى، والمناطق التي
استشهد بها الفيلم هي مناطق تعاني منذ عشرين عاما من تلك الازمة اي قبل
ظهور رياضة الجولف في مصر.
وقد ختم المخرج فيلمه بقصيدة ساخرة بصوت محمود حميدة جاءت اشبه بقافية
في غير محلها بل بدت اقرب لنكتة سمجة في نهاية سياق طويل من الأرقام
والاحصائيات الجافة والحديث المآساوي عن أزمة المياة القادمة والانقسام
الطبقي، فبدا الفيلم كله عبارة عن حالة مشوشة سواء على مستوى الأسلوب أو
طريقة التحقيق وسرد المعلومات القائمة على خداع الضيوف أو النهاية الهزلية
التي لم تصل إلى حد تفجير الكوميديا السوداء من أزمة خطيرة.
ثمة ايضا افلام متوسطة مصرية مثل "داير" للمخرج وليد سامي- إنتاج
مستقل- وهو محاولة متواضعة جدا لدمج ما هو خاص بما هو عام وما هو ذاتي بما
هو جمعي عبر اعادة تمثيل بعض المشاهد من قبل المخرج اثناء وبعد الثورة ثم
دمجها بمادة أرشيفية واعادة تقديم نفس الطرح الرومانتيكي السطحي عن ما قبل
وما بعد والذي ذكرنا بفيلم "مولود في الخامس والعشرين من يناير" لأحمد
رشوان.
وهناك مشاركة المخرج الشاب تامر عشري بفيلم "صور من غزة" وهو من إنتاج
احد الشركات الخاصة وفيه حاول المخرج أن يكسر الصورة النمطية التي قدمت
عبر عشرات الأفلام عن غزة والحرب والانفاق والحصار. إنها محاولة أنسنة
مدينة تعيش في ظروف مغايرة وفي ظرف تاريخي وسياسي استثنائي وخطير ولكن
بشرها لا يزالون على قيد الحياة وقادرين على الصمود والمقاومة.
ومن أفلام الإنتاج الخاص أيضا في فئة المتوسط "غناء الحرية..اسكندريلا"
للمخرج احمد الهواري الذي حاول أن يمزج ما بين سيرة احد فرق "الأندر جروند"
المصري أو الموسيقى البديلة "اسكندريلا" وبين التغيرات الاجتماعية
والسياسية التي تفرزها الساحة المصرية في السنوات الأخيرة.
ويبقى فيلم وحيد في فئة المتوسط ليس إنتاجا او إخراجا مصريا ولكنه
يتحدث عن "اموال مصر المنهوبة" وهو نفسه عنوان الفيلم من إخراج دنيال تيتلو
وإنتاج بي بي سي ويبدو اقرب لحلقة تحقيق تليفزيونية منه لفيلم تسجيلي وإن
كان تأثيره الأساسي سياسي وليس فني حيث يقال أن الحكومة البريطانية اخذت
موقفا جديا بعد بث بي بي سي لهذا الشريط بعد ان كانت تتعامل باستهانة مع
ثورات آل مبارك المهربة والموجودة في البنوك البريطانية او الاملاك
العقارية للعائلة.
الأفلام القصيرة
وفي مسابقة الفيلم القصير-أقل من 30 دقيقة- شاركت مصر بفيلم "محمد
محمود.. نداهة الثورة" وهو من إنتاج مؤسسة المصري اليوم وإخراج المخرجة
التونسية الشابة إيناس مرزوق.
ويشترك هذا الفيلم مع الفيلم المتوسط "عيون الحرية" في أن كلاهما
يتحدث عن شارع محمد محمود وكلاهما يتخذ شكل الشهادات ولكن مع اختلاف
الأسلوب وكثافة الزمن والرؤية في الفيلم القصير بالإضافة إلى كونه يشترك مع
الفيلم الطويل "شهادات" في أن مخرجته اعتمدت في مادته الأساسية على الأرشيف
الذي صورته بنفسها خلال الاحداث أثناء عملها كومنتيرة ومخرجه في قسم "المالتي
ميديا" بجريدة "المصري اليوم" مما يجعلها زميلة للصحفية الشابة هبة عفيفي
بطلة "شهادات".
وربما كان الإختلاف الجوهري بين عيون الحرية ونداهة الثوار هو حجم
الشعرية والجرعة الدرامية في الفيلمين فالأول ييميل للتوثيق المباشر متخذا
موقفا مضادا على طول الخط من الجيش والشرطة والوضع السياسي في مصر اثناء
الاحداث مع بعض محاولات رسم بورتريهات للشخصيات التي شاركت في الاحداث من
"الثوار" أو الشهداء الراحلين أما "نداهة الثورة" فهو محاولة الإبقاء على
اللحظة حية عبر الصورة والكلمة اعتمادا على أن احداث محمد محمود هي أحداث
سياسية لا تزال أسبابها سارية رغم اختلاف المسميات والادارة ومن هم في
الحكم، تسع دقائق شجنية وهادئة بصوت المخرجة ووجودها امام الكاميرا في
الشارع بعد عام كامل من الاحداث محاولة أن تستعيد اللحظة لا من أجل أن
تستدر دموعنا على من استشهدوا أو فقدوا عيونهم او جرحوا ولكن لكي تجعلنا
نقارن بين ما حدث وما لا يزال يحدث لكي ندرك أن التغيير لا يزال في طور
التشكل ولم يتحقق بعد.
وعلى عكس ما فعله الأخوان سوني في فيلمهما حين استخدما مادتهما الخاصة
وارشيفهما المصور أثناء الأحداث لإحداث معادل بصري اثناء رواية الشهادات من
قبل من عاشوا الأحداث، قامت إيناس بتوظيف ارشيفها-المصور للجريدة- لا
كمعادل بصري ولكن كمتن رئيسي لعملية تفعيل اللحظة في الواقع والأصرار على
أنها لا تزال سارية تاريخيا وسياسيا ولم تنتهه بانتهاء المواجهات أو رحيل
المجلس العسكري عن الحكم فالمنظومة التي تحكم علاقة الشرطة والجيش بالمواطن
لم تتغير كثيرا عن وقت الاحداث إلى يومنا هذا.
إنتاج خاص
ومن أفلام الإنتاج الخاص المصرية القصيرة فيلم "مسرح جنتي" للمخرجة
اللبنانية رانيا الرافعي التي تقيم في مصر منذ 3 سنوات والتي جاء فيلمها عن
المخرج المسرحي العراقي الكبير جواد الاسدي في شكل بورتريه قصير ومكثف
لفنان عربي نحتاج غلى امثاله ممكن تمكنوا من هضم اتجاهات الفن العالمي في
مجال المسرح دون أن يفقد روحه التراثية والمحلية الأصلية.
وقدم المخرج المصري محسن عبد الغني فيلم "ضد التيار" وهو إنتاج إحدى
الشركات الخاصة ولكنه شارك بأسم الجزيرة الوثائقية لأنه مباع لها وذلك عن
قصة السباح المصري المعاق مصطفى خليل وانجازاته الرياضية والأنسانية على حد
سواء.
وقدم المخرج الأمريكي المصري الأصل جابرئييل ميخائيل فيلم "اساطير
الطيران" والذي ينتمي لنوعية أفلام التوعية البيئية وهي التخصص الأساسي
للمخرج الحاصل على ماجستير في الهندسة البيئية من أمريكا ويصور الفيلم
متابعة شيقة لرحلات اسراب الطيور المهاجرة في البحر الاحمر والصعوبات التي
تواجهها بسبب تدخل الانسان في الاخلال بمنظومة البيئة عاما بعد عام.
قبل أن نفرغ لتحليل الفيلمين الفائزين تجدر الاشارة إلى ان المشاركة
المصرية لم تتوقف عند حدود الأفلام وصناعها ولكنها تجاوزت ذلك إلى وجود عضو
بلجنة التحكيم الدولية فئة الفيلم المتوسط وهي الدكتورة أمل الجمل حيث تحرص
ادارة المهرجان منذ انطلاقة قبل عقد كامل على ان يكون ثمة تواجد مصري في
لجنة التحكيم الدولية على اعتبار أن مصر احدى اهم الدول العربية المنتجة
للفيلم الوثائقي بل إن قناة الجزيرة الوثائقية نفسها تعتمد في كثير من
انتاجاتها بالشرق الاوسط على الشركات الخاصة المصرية. وكانت لجان تحكيم
المهرجان خلال الدورات السابقة قد ضمت أسماء مثل الناقد سمير فريد والمخرج
محمد كامل القليوبي والكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن وكاتب هذه السطور.
وفي مجال الندوات والتكريمات كرمت ادارة المهرجان المخرج المصري
الكبير علي بدرخان بجائزة خاصة منحت له اثناء ندوة كتاب الجزيرة السنوي
والذي جاء هذا العام تحت عنوان" ربيع الوثائقي.. دراسة في وثائقيات الثورة"
والذي شارك فيه عدد كبير من الباحثين المصريين والعرب وقدمه الناقد سمير
فريد واحتلت فيه الثورة المصرية جانبا كبيرا من الأستشهادات والقراءات
والتحليلات فيما يخص الوثائقيات المنتجة عنها بشكل خاص او عن الثورات
العربية بشكل عام منذ اكثر من عامين.
كذلك استضافت الدورة الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن والسيناريست
الشاب عبد الرحيم كمال في ندوة خاصة تحت عنوان "الكتابة والسينما" حيث
تحدثا عن مصطلح الكتابة السينمائية والاقتباس من اعمال ادبية ومدى وصول
السيناريست إلى درجة من الادب السينمائي عندما يستوعب خصائص الشكل الذي
يقدم افكاره من خلاله وعن مستقبل الكتابة للسينما في مصر والوطن العربي
خاصة بعد تراجع حركة الانتاج نتيجة سخونة الاحداث السياسية والتقلبات
المزاجية والوجدانية للمتلقي العربي الحالي.
عناصر المونتاج السينمائى: الزماني والمكاني والإيقاعي
محاضرة: تونى ماك كيبين ــ ترجمة: ممدوح شلبى
منظرو الدراسات السينمائية مثل ديفيد بوردويل وكرستين تومسون فى كتاب
(فن السينما) فرقوا بين اربعة عناصر فى المونتاج السينمائى، هم
العنصرالمكانى والعنصر الزمانى والعنصر الايقاعى والعنصرالبصرى.وسوف
نناقش فى هذه المحاضرة هذه العناصر الاربعة وسأتحدث ايضا عن علاقتها
بالتقنيات المونتاجية التى تُستخدم فى السينما، مثل المونتاج المتوازى
ومونتاج التتابع ولقطة رد الفعل والقطع المونتاجى القافز واللقطة واللقطة
العكسية ( الكونتر)، وكذلك ما عُرف فى المونتاج باسم تأثير كوليشوف.
لكن دعونا اولا نشرح قليلا كل عنصر من هذه العناصر الأربعة على حدة،
فالعنصران الأولان واضحان من إسميهما، فعنصر المونتاج المكانى يتعلق
بالكيفية التى تمنتج فيها الأفلام على اساس المساحة، بينما المونتاج
الزمانى يتعلق بالكيفية التى تمنتج فيها الافلام على أساس الزمن، اما
العنصر الايقاعى فهو الطريقة التى تمنتج بها اللقطات معا لخلق ايقاع سلس او
خشن ، وأخيرا فإن عنصر المونتاج البصرى هو كيف تتوافق الصور أو لا تتوافق
من الناحية المرئية عندما نقطع من لقطة الى أخرى.
واذا استدعينا العنصر المكانى في أى فيلم سترد الى اذهاننا أمثلة
عظيمة للمونتاج المكانى؟ وهنا سنجد ثلاثة افلام هي "بوليت" و"المغنية"
و"الرابطة الفرنسية"، وهذه الأفلام الثلاثة تشترك معا فى لقطات المطاردة،
وعندما نقول أنها افلام تحتوى على لقطات مطاردة، فاننا نتحدث اذن عن
المونتاج المكانى الذى مُنتجت به هذه الأفلام.
فى فيلم "الرابطة الفرنسية"- والكثيرون يعتبرونه أعظم أفلام المطاردة
فى السينما بسبب تجميع المشهد بطريقة منطقية وكذلك بسبب الوضوح فى تنفيذه-
سنجد أنه يستخدم بعبقرية ما يُسمى بالمونتاج المتوازى ( والمعروف ايضا باسم
المونتاج المتقاطع) لكى يجعل المُشاهد واعيا بالتطورات فى المشهد، وسواء
كانت اللقطة للشرطى بوب دويل الذى يقود باندفاع ويتطلع أعلى القطار ليرى
القناص الذى يحاول القبض عليه، أو سواء كانت اللقطة من وجهة نظر القطار
اثناء اندفاعه واصطدامه به، فالفيلم يضعنا دائما فى أفضل حالة مشاهدة لنفهم
بالضبط ما يدور فى المشهد.
ويعتبر المونتاج المكانى هو الأكثر خلوا من التعقيدات السينمائية،
فالقواعد السينمائية الرئيسية تتكون من لقطة تأسيسية ولقطة متوسطة ولقطة
قريبة، وهذه القواعد هى محور الكلاسيكيات الهوليوودية - حتى عندما يحاول
المخرج ان يتلاعب بهذه القواعد- ففى فيلم "كازابلانكا" على سبيل المثال،
نحن نعرف فى أى مكان من باريس يتواجد (ريك والسا) لأن المخرج يُؤسس المكان
من خلال ظل النافذة المنعكس على الأرضية، وعندئذ وفى نفس اللقطة نرى ريك
مستندا على البار، وكانت العادة أن نبدأ بلقطة من خارج البار ثم تتبعها
لقطة داخلية للبار وبعد ذلك اللقطة المقربة.
أهمية كل من المثالين – فيلم الرابطة الفرنسية وكازابلانكا – أنهما
يوضحان بجلاء النظام المكانى للمشهد، وغالبا فالاختلاف بين مخرج جيد ومخرج
عظيم فى السينما التقليدية يتحدد من خلال تأسيسه للمكان دون ان يتوه منه
المتفرج.
الزمن والمونتاج
ولكن ماذا عن الزمن وعلاقته بالمونتاج؟ غالبا هذا يقع تحت عنوان
التتابع السردى حيث يرتب المخرج القصة زمنيا لتقديمها دون لبس، وأحيانا
نسمى هذا (سرد القصة بتتابع منطقى)، لكن الكثير من الأفلام تمزج الأزمنة من
خلال التجميع المونتاجى.
فأفلام مثل "المواطن كين" و" الثور الهائج" و "توقيت سيئ" و "الشقة" و
"المشبوهون المعتادون" وكثير من افلام الابيض والاسود، تقدم الشخصية او
الموقف باللعب على عنصر الزمن، ففيلم "الثور الهائج" على سبيل المثال، يبدأ
بشخصية جاك لاموتا فى سن الشيخوخة وهو يُلقى النكات ويقدم فقرات الإضحاك فى
الكازينو الذى يملكه، وهذا يحدث فى عام 1964، ثم ينتقل الفيلم بعد ذلك الى
لاموتا في الحلبة عام 1941، والمتفرج الذى تقولب على السرد بتتابع منطقى
يمكن أن يتفاجأ، فمن المفترض أن يجد تقدما فى الزمن فى المشهد التالى،
لكنه بدلا من ذلك يرى ما حدث منذ عدة سنوات.
وهنالك العديد من الأساليب التى يستطيع من خلالها المخرجون ان يأخذونا
الى أزمنة اخرى دون ان يتفكك منهم السرد، وفيلم "الثور الهائج" ينفذ ذلك
بطريقة مباشرة، فثمة عنوان يقول لنا اننا فى عام 1964، وعنوان آخر يقول
اننا الآن فى عام 1941.
ومع المخرجين الأكثر تطرفا فثمة العديد من الأساليب لتوضيح هذا
التغيير الزمنى، ففى فيلم "الممتثل" لبرناردو برتولوتشى على سبيل المثال،
يحدث الوعى بالزمن لنا فقط عندما يتغير المشهد فنستطيع ان نقول متى دار
الحدث بدقة سواء كان فلاش باك او تقدما فى الزمن.
وفى واحد من أكثر الافلام تطرفا وهو "العام الماضى فى مارينباد" لا
نستطيع ان نحدد بدقة فى اى زمن نحن، هلى نحن فى السنة الماضية فى مارينباد
أم نحن فى هذه السنة؟ وهذا النوع من تقديم المعلومة الزمنية - والتى توفرها
أفلام امريكية عظيمة مثل الثور الهائج والمواطن كين – كانت تحل المشكلة
للجمهور، اما فى فيلم "العام الماضى فى مارينباد" فيجب على المتفرج أن
يُركز فكره حتى لا ينفصل عن تتابع القصة.
المناطق الزمنية
ويقول مارتن اوتى فى مقالة بعنوان "المناطق الزمنية" منشورة فى "أفلام
الستينيات" ان (هذا التلاعب المركب بالأزمنة المختلفة- والذى لم يقتصر على
التراجع بالزمن او التقدم فبه، بل شملت التحرك فى كل الازمنة - هو ما جعل
فيلم "العام الماضي فى مارينباد" يحظى بمثل هذه الشهرة والتأثير.
ان العنصر المكانى والعنصر الزمانى هما الأكثر أهمية من العناصر
الاربعة التى اشرت اليها، لكن العنصر الإيقاعى فى بعض مشاهد افلام المخرج
والمونتير السوفيتى سيرجى أيزنشتين يبدو أكثر اهمية من الزمان والمكان.
ففى المشهد الشهير لسلالم الاوديسا من فيلم "المدرعة بوتمكين" لاحظ
النقاد كيف اطال الفيلم زمن الحدث مما خلق الايقاع: ومما لا شك فيه ان ثمة
قصة تُحكى فى هذا المشهد حيث يقوم جنود القوزاق بطرح الرجال والنساء
والاطفال أرضا، لكن الاولوية لا تنبع من منطقية التتابع كما فى فيلم
"الرابطة الفرنسية" ولكن الايقاع يلعب دورا فى اقناعنا بوحشية الحكومة
الروسية، وهذا اكثر اهمية من الدرامية المكانية، ومن المعروف ان الانسان
يستطيع نزول سلالم الاويسا فى دقيقتين، اما فى فيلم سيرجى أيزنشتين فنزول
هذه السلالم يستغرق وقتا طويلا جدا.
لم يتبق لنا سوى الحديث عن عنصر المونتاج البصرى وهو الأقل أهمية من
العناصر الثلاثة الاولى، لكننا نحتاج فقط إلى أن نرى فيلما يقطع بين لقطتين
متنافرتين مثل - القطع من لقطة مظلمة الى لقطة مضيئة – لنعرف ما نعنيه بعدم
التوافق، فهذا القطع سيجعلنا نُغمض عيوننا، وهذا يوضح أهمية التوافق البصرى
بين لقطتين، ومن ثم فالمخرجون من الناحية العملية يولون اهمية لهذا العنصر،
ويضعون لقطات تترابط بصريا، لكنها تأتى فى المرتبة الثانية اذا كانت
الضرورة تحتم استخدام لقطات تتوافق مكانيا وزمانيا.
ويقول بوردويل انه فى بعض افلام المخرج اليابانى ياسوجيرو أوز لا
يتحقق التوافق البصرى دائما بين لقطة واللقطة التى تليها، لكن هذا قليل
الحدوث فى مجمل أفلامه.
قلت فى مقدمة هذه المحاضرة اننى سأذكر عدة تقنيات مونتاجية ذات صلة
ولم اتحدث عنها حتى الآن، ان اثنتين من هذه التقنيات شديدة التعقيد لكن
التقنيات الأخرى اكثر بساطة، وبالطبع فلقطة رد الفعل واللقطة العكسي من
اكثر التقنيات التى يحاول بعض المخرجين ان يتجنبوا استخدامهما.
فجان لوك جودار على سبيل المثال يطبق لقطة رد الفعل بصورة مباشرة فى
فيلم "مجموعة منفصلة" ويتجنب استخدام اللقطة الكونتر فى فيلم "الاحتقار"،
ولذلك فمن الشائع فى الافلام اننا نرى لقطة رد الفعل وهى تُوظف لجعل
المشاهد يستجيب الى الحدث: مثل لقطة لنيزك يقترب من الأرض، او فتاه تنظر
الى رجلين يتحاربان للفوز بها.
ويسخر جودار من لقطة رد الفعل فى احد مشاهد فيلم "مجموعة منفصلة" حيث
نرى الممثلة أنا كارينا تبالغ فى عواطفها فى اشارة الى عدم أهمية اللقطة،
وفى فيلم "الاحتقار" واثناء نقاش بين الممثل ميشيل بيكولى والممثلة بريجيت
باردو، وبدلا من القطع من الشخصية التى تتكلم ثم العودة مرة أخرى الى
الشخصية الثانية، يحرك جودار الكاميرا جانبيا ببطء من شخصية الى أخرى، فهو
لا يُشكك فقط فى أسلوب لقطة رد الفعل ولكنه يعبر أيضا عن الاحباط الذى طال
فى العلاقة بين الشخصيتين: ان تحريك الكاميرا جانبيا ببطء من شخص لآخر يؤكد
على احتقار الفيلم للشخصيتين، لكن أكبر تمرد على النظرية المونتاجية نفذه
جودار فى فيلمه المثير للجدل "على آخر نفس" A bout de Souffle-
وبشكل عام فجودار وقبل ان يقطع من لقطة الى أخرى فانه يراعى التوفق بين
اللقطتين.
اذا عرضت شخصية تصعد السلالم، فأنت تحتاج لأن تعرض لقطات انتقالية
لتخلق احساسا سلسا بالزمن والمكان، واذا كان حبيب يتحدث الى حبيبته فى
سيارة، فيجب عليك ان تعود باللقطة الى الحبيب، فأنت لا تستطيع أن تعرض
الحبيبة وهى تتحدث فى نفس اللحظة وعندئذ فى اللقطة التالية تبدو منشغلة
بالاستماع، لانك اذا حذفت لقطة للحبيب – والذى نسميه استبعاد – فالأمر
سيبدو كما لو أنه قفزة فى الفراغ- تلك هى اللقطة القافزة jump cut.
التأثير السوفيتي
تأثر جودار بالمونتاج السوفيتى، وكتب فى مجلة "كراسات السينما" عن هذا
الأمر معارضا أندريه بازان الذى كان يتبنى اللقطة- المشهد التى لا يتم فيها
أى نوع من القطع، فجودار أولى اهمية الى المونتاج، وهو يؤمن بحرية الصياغة
الفنية، وكان ليف كوليشوف هو اكثر من تحدثوا عن حرية الصياغة الممنوحة
للمخرج خلال عملية المونتاج وتجميع اللقطات.
فى العشرينيات أعلا المخرجون السوفييت مثل سيرجى ايزنشتين وبودفكين
وآخرون من أهمية المونتاج، واظهر كوليشوف فى سلسلة من المقالات ان القطع من
لقطة محايدة لوجه ممثل الى صور مختلفة حيث يبدو ان الممثل ينظر اليها بنوع
من رد الفعل يجعل المشاهد يتخيل أن وجه الممثل يتغير كاستجابة منه للصورة،
وهذه الصور المختلفة كانت لاناء حساء ولامرأة ميتة ولطفل .. الى آخره،
وكانت هذه الصور فى نفس المسافة من الممثل، فلا أهمية اذا كانت اللقطة
الكونتر للبيت الأبيض أو لبرج ايفل.
هذه هى حرية الصياغة بالنسبة لبعض المخرجين، وبالنسبة لمخرجين آخرين
فإنهم يرون ذلك نوعا من النضوب الابداعى، وفى اطار نفس الموضوح يقترح
اندريه تاركوفسكى - فى كتاب "النحت فى الزمن" ان (بناء الصورة يصبح عملية
نهائية فى حد ذاتها، وان المؤلف يشرع فى الاعتداء على المشاهدين عندما يقدم
لهم تفسيره لما يحدث) ومن هنا فهو أكثر ميلا الى اللقطة -المشهد من مونتاج
اللقطات، وعلى أي حال، فأهم سؤال نريد أن نسأله اليوم برغم ذلك، هو ماذا
يخدم المونتاج، وهل من الصواب أم من الخطأ ان نستخدمه بديلا عن اللقطة
المشهد.
عين على السينما في
02/05/2013
أحداث الفيلم تعود مجدداً إلى لاس فيغاس
«هانجوفر
3» مزيد من الضحك والمغامرة
عبدالستار ناجي
الملايين التي حصدها الجزء الاول من «هانجوفر» لم تكن تخطر ببال
ستديوهات «وارنر براذرز» وهذا ما دفعهم لانجاز جزء ثان ذهب بعيدا ليدر
المزيد من الملايين ويساهم في فتح اسواق جديدة، وفي الوقت الذي بدأ فيه عرض
الجزء الثاني، كان الجزء الاول يسيطر على محال الفيديو والاسطوانات
المدمجة، وايضا الكيبل والقنوات التلفزيونية.
واليوم حينما يتم الاعلان عن الجزء الثالث، المرشح عرضه في النصف
الثاني من مايو الحالي، فان عوائد الجزءين الاول والثاني تجاوزت حاجز «700»
مليون دولار، وهذا يعني ان الجزء الجديد، سيعمل على تجاوز حاجز المليار
دولار.
في الجزء الجديد، يتحرك المشاهد بين محورين هما الضحك... والمغامرة،
بعد ان كان الجزآين الاول والثاني، يتحركان في محور الضحك... والضحك ولا
شيء غير الضحك... والمفاجأت.
هذه المرة، ليس هناك عرس... ولا حفل تخرج.... كل ما في الامر، ان
المجموعة تقرر ان تخرج احد عناصرها من حزنه بعد وفاة والده، حيث السفر الى
«لاس فيغاس» مجددا، ولكن تبدأ الاحداث وبشكل خاطئ حينما تتعرض المجموعة
للاعتداء... لتبدأ كمية من المفارقات.
شخصيا كمتابع، وبعد الجزءين الاول والثاني، رحت أتساءل، الى اين ستتجه
بوصلة فريق السيناريو بعد شحنة المفارقات... والمصادفات... فاذا بهم يمزجون
الضحك بالمغامرة... وعوالم وأسرار «لاس فيغاس» والمافيات المسيطرة.
وكما أسلفنا، فانه وبعد حضور مراسيم دفن والد «الان» تقرر المجموعة
الحصول الى اجازة، لعلاجه نفسيا، بعد تأثره البالغ... الا ان الامور تبدأ
على غير المتوقع... يتم اختطاف «دوغ»... وهو اختطاف خاطئ... لتبدأ المجموعة
محاولتها للبحث عن الشخص المغلوب، لتقديمه بدلا عن صديقهم.... في كمية من
المفارقات، التي لا تستطيع امامها الا ان تقول «شيء ما يشبه التحشيش»
والخيال الكوميدي الخصب... حيث المشهديات تتداخل وبايقاع متسارع... فمن
الابتسامة... الى الضحك... ثم القهقهة... حتى يتحول الامر في الصالة الى
«فيروس من الضحك» يعدي الجميع... وحينما تخرج من الصالة تستشعر «حتما»
بأعباء شديدة في عضلات الفك من كثرة الضحك....
كل شيء يعتمد على المفارقة، ويبدو ان فريق عمل كتابة السيناريو المكون
من الثنائي تود فيليبس وكيربح مازين، مزج العمل بكتابة رشيقة ومتسارعة.
بل ان هذا الثنائي، راح يتفنن في ابتكار المواقف والمشهديات
الكوميدية، في اطارين ومحورين، الكوميديا بلا حدود... والمغامرة الساخرة.
فريق العمل يعرفه الجميع، بقيادة النجم برادلي كوبر ومعه زاش
جالفانسكي... ومعهم هذه المرة جون جودمان والجميلة هاثير غرهام... بالاضافة
الى الصيني جيمي شونغ، الذي يضيف الكثير الى أجواء الفيلم.
«هانجوفر 3» الكوميديا الذكية، لولا بعض الالفاظ والاشارات والايحاءات
وشيء من العنف والعري، لقلنا بانه عمل يصلح لجميع أفراد العائلة، ولكنه
حتما سيظل لمن هم فوق (13) عاما.
ونشير هنا الى ان دور زعيم العصابة، الذي قام به جون جودمان، كان قد
عرض على كل من «شون بين» و«روبرت دوني. جي. آر» وكلاهما اعتذر، ليس اعتراضا
على الشخصية، بل لارتباطهما وازدحام جدولهما... ورغم ذلك جاء الفريق
متكاملا، حتى ان ملامح وقوام وسمنة جون جودمان، ساهما في اضافة الكثير
للشخصية... وللعمل.
حتى موعد عرض الفيلم... نقول... انها دعوة للاستمتاع بالكوميديا التي
تذهب بعيدا... ولا تفارق المشاهد حتى بعد انتهاء الفيلم.
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
02/05/2013
Oblivion...
نظرة جميلة إلى مستقبل كارثي
كتب الخبر: كولن
كوفرت
فيلم التشويق الكئيب
Oblivion
خليط مثير من الإبداع والتلميحات المستوحاة من
مجموعة ثقافية هائلة من الصور والمواضيع الخيالية.
فيلم
Oblivion
عمل ضخم على جميع المستويات، فهو يركز على تفاصيل
مهمة مثل صفات الشخصيات ومنح الانطباع المناسب في كل مشهد، ولا يخشى التطرق
إلى مواضيع مألوفة مثل الحب والخسارة والهوية الشخصية والتوبة. إذا صدر في
هذه السنة فيلم آخر ضمن فئة الخيال العلمي يكون أفضل من هذا العمل، سنكون
محظوظين فعلاً!
الفيلم من بطولة توم كروز بدور جاك هاربر، مُصَلّح طائرات مسلحة بلا
طيار تحرس الحفارات العملاقة التي تُستعمل للتنقيب عن احتياطيات الطاقة
الأخيرة على كوكب الأرض. تدور الأحداث في عام 2077، بعد 60 سنة على تدمير
الكوكب غداة غزو مجموعات هائلة من الكائنات الفضائية. أعاد البشر المتبقون
الاستقرار في أحد أقمار كوكب زحل. لم يبق على سطح الأرض إلا عصابات من
الكائنات الفضائية العنيفة من أجل تخريب المعدات التي تستخرج آخر موارد
الكوكب. لكن لا يستطيع جاك، بعد خمس سنوات على محو ذاكرته قسراً، التخلص من
الشعور بأن هذا العالم الجديد والغريب والشجاع لا يزال وطنه. من هي تلك
المرأة (أولغا كوريلينكو) التي تعود للظهور بشكل مستمر في أحلامه؟
تبدو رؤية الفيلم ساحرة كونها تجمع بين التصميم الصناعي الأنيق ومعالم
الكآبة المألوفة والمناظر الطبيعية الضخمة التي تبدو قاحلة على نحو مدهش
لدرجة أنها تبث شعوراً واقعياً بالقلق والريبة.
المستحيل حقيقة
ينجح المخرج جوزيف كوزينسكي (من أفلامه Tron: Legacy)
والمصور السينمائي كلاوديو ميراندا (صوّر فيلم
Tron
ثم فاز بعدها مباشرةً بجائزة الأوسكار عن فيلم Life of Pi
في السنة الماضية) في جعل المستحيل حقيقة. يعيش جاك وضابطة الاتصالات
فيكتوريا (أندريا رايزبورو) في منزل بسيط بجدران زجاجية وهو يطوف على علو
آلاف الأقدام فوق تشكيلات سحب مدهشة.
تظهر المُشرفة الدائمة عليهما سوزان (ميليسا ليو) عبر شاشة
فيديو للتحقق من وضعهما وضمان عملهما «كفريق فاعل». يقوم جاك باتصالاته
المهنية في مركبة مبتكرة تشبه طائرة نقل من تصميم شركة «آبل». تحذر
فيكتوريا: «بعد أسبوعين فقط يا جاك، سنتمكن أخيراً من المغادرة والانضمام
إلى الآخرين. أرجوك لا تأخذ أي مجازفة». كانوا بذلك يحاولون التركيز على
حاجاته السطحية لمنعه من التحول إلى شخص مضطرب وفضولي.
بعدما كان فيلم
Tron
يفتقر إلى العمق الدرامي ونظراً إلى قدرة كروز على
تقمص دور شخص بلا روح، يصنع النجم والمخرج في هذا العمل عمقاً عاطفياً
لافتاً. يطغى شعور بالوحدة المؤلمة على مسار القصة. حين يزور جاك مساحة
صحراوية يخترقها برج «مبنى إمباير ستيت» أو يهبط من سقف «مكتبة نيويورك
العامة» المُدمَّر، تترافق المشاهد مع عاطفة صادقة. حتى لقطات الأزهار التي
تناضل بكل عزم للنمو في هذه البيئة الكارثية تعطي انطباعاً مؤثراً.
جاك جندي سابق في سلاح البحرية وهو يتمتع بمهارات وافرة تشبه مزايا
أبطال أفلام الحركة (إنه فيلم لتوم كروز في نهاية المطاف) ولكنه في داخله
مجرد خبير ميكانيكي بالتكنولوجيا المتطورة. يبدو قلقاً وخائفاً ومتفاجئاً
بما يكفي حين يواجه القذائف المدفعية من المتآمرين ضده. يبدو كروز منغمساً
بالكامل في مشاهده مع رايزبورو التي تفقد هدوءها حين تزداد مهمّتهما خطورة.
تضيف إلى مصطلحاتها التقنية تلميحات ضمنية تعكس مشاعر الضعف والحنين. حتى
ليو، التي نشاهدها كوجه مبتسم على الشاشة، تخلط نبرتها المعسولة بلمحة من
القوة وحس القيادة بشكل مفرط ومريب في آن.
لحسن الحظ، ليس فيلم
Oblivion
مجرد نسخة مكررة من عمل آخر أو جزء من سلسلة طويلة
أو فيلم تمهيدي لإنتاج سلسلة من أجزاء عدة. على رغم تعدد مشاهد الحركة
السريعة، يروي قصة غامضة ومستقلة توحي بأنها حلقة ملحمية من مسلسل The Twilight Zone.
يعج الفيلم بلمسات مستوحاة من أفضل الخبراء في مجالاتهم (وكأنّ
كوبريك، ولوكاس، والأخوين واتشوفسكي، و»بيكسار»، أدوا دوراً استشارياً
مبدعاً لإنتاج الفيلم)، ولكنه يحمل في صميمه رسالة حب ونفحات من الخيال
العلمي الكلاسيكي وهو ليس مجرد خليط سينمائي مبتذل.
فيما اختار لوكاس العودة إلى مسلسل Flash Gordon
كمصدر وحي له، يجيد كوزينسكي استعارة أفضل العناصر من غيره. باختصار، لن
يتلاشى فيلم Oblivion
من الذاكرة قبل فترة طويلة!
الجريدة الكويتية في
02/05/2013
غرفة صناعة السينما:
توالي سقوط أوكار قراصنة المصنفات الفنية
أ ش أ : أعلنت غرفة صناعة السينما نجاح الحملة التي تشنها مباحث
المصنفات الفنية في ضبط وكر جديد يعمل فى بيع وتداول المصنفات بدون تفويض
أو تصريح من أصحاب حقوق الملكية.
وقال سيد فتحي، مدير الغرفة أنه بناء على التعاون المثمر بين غرفة
صناعة السينما ومباحث المصنفات الفنية وحماية الملكية الفكرية قامت شرطة
المصنفات بضبط محل لبيع الأسطوانات بالمعرض الدائم بالنادي الأهلي الرياضي
فرع مدينة نصر بدائرة قسم شرطة مدينة نصر أول يعمل في بيع وتداول 930
أسطوانة ليزر"سي دي" محمل عليها أفلام عربية وأجنبية ومسلسلات عربية
ومسلسلات تركية وأغاني لمشاهير عالم الغناء لمختلف شركات الإنتاج بدون
تفويض أو تصريح من أصحاب حقوق الملكية، وحررت المحضر رقم 20193 جنح قسم
شرطة مدينة نصر أول لسنة 2013 ".
وأضاف أن الغرفة أخطرت أصحاب هذه المصنفات لاتخاذ الإجراءات القانونية
وجار التحقيق في الموضوع لوقف قرصنة الأفلام المصرية؛ وليكون هناك عقاب
رادع للقرصنة على المصنفات الفنية.
وبشأن فاعلية الحملة في الحد من عملية القرصنة أكد أنه من الصعب تحديد
نتائج الحملة لقصر فترة عملها، مؤكدا استمرار الحملة في ملاحقة أوكار
الخارجين على القانون ممن يعتدون على حقوق الملكية الفكرية خاصة أن الغرفة
تلقت العديد من محاضر الضبط.
وعن إجراءات الغرفة لملاحقة القنوات الفضائية التي تقوم بالقرصنة،قال
إن "هذه القنوات تبث عبر أقمار غير مصرية مثل شركة "نور سات" وتقوم الغرفة
بالتواصل مع الشركة ومخاطبتها لإتخاذ إجراءات قانونية فعالة ضد قراصنة
الأفلام من القنوات الفضائية.
وتقدم سيد فتحي مدير الغرفة بالشكر للواء أسامة شرابي وأفراد جهاز
شرطة المصنفات الفنية على جهودهم فى ملاحقة الخارجين على القانون من
القراصنة الذين يهددون اقتصاد صناعة السينما ويدمروها دون وعى أو إدراك.
وأعلنت غرفة صناعة السينما الشهر الماضي عن ضبط شركة تعمل فى بيع
وتداول المصنفات الفنية وتعتدي على حقوق الملكية.
وكانت غرفة صناعة السينما قد أعلنت أنها بصدد اتخاذ إجراءات فعالة ضد
القنوات التى تقوم بقرصنة الأفلام السينمائية المصرية، مؤكدة وجود 15 قناة
تقوم بعملية القرصنة غير معروف هويتها حتى الآن.
بوابة الأهرام في
02/05/2013
رامى المتولى يكتب:
"The Big Wedding"
هكذا تُصنع الكوميديا
ما الغريب فى أن تجتمع عائلة للاحتفال بزواج احد ابنائها، لكن عائلة
جريفن تحمل معها كل العلاقات المتشابكة التى يمكن أن تتواجد فى الحياه، راس
العائلة دون (روبرت دى نيرو) مطلق من إيلى (دايان كيتون) وتربطه بـ صديقتها
المقربة السابقة بيبى (سوزان سارندون) علاقة عاطفية طويلة ممتدة من بعد
طلاقه وحتى وقت احداث فيلم "The Big Wedding"
والاخيرة من ساعدته فى تربيه اولاده من إيلى، ليلا (كاثرين هيجيل) وجاريد
(توفر جريس) بالإضافة إلى ابنهم الأكبر المتبنى اليخاندرو (بن بارنز)
العريس الذى يحضرون جميعا لحفل زفافه على ميسى (اماندا سيفريد)، تبدأ
الاحداث بوصول إيلى مبكرا للمنزل الذى تزوجت وعاشت فيه سنوات قبل طلاقها،
ليدخل بعدها طليقها وحبيبته اللذان لم ترهم منذ 10 سنوات، ليتوالى قدوم
الابناء بمشاكلهم، ونتعرف على والدى العروس آل اوكونر العنصريين تجاه كل ما
هو غير قوقازى، وخطيب ابنتهم من اصل لاتينى لكن المشكلة الاكبر فى كون
والداته البيولوجية ستحضر الزفاف وهى كاثوليكيه من كولومبيا لا تؤمن
بالطلاق ولا تعرف أن دون وإيلى مطلقان، لذلك يقررون الكذب على والدة
اليخاندرو ويتظاهرون امامها انهم مازالوا متزوجين ويحبون بعضهم البعض، لكن
ما ظنوه حلا للمشكلة ساعد على تضخمها.
الفيلم كوميدى حتى النخاع ويضم اسماء كبيره فى هوليود حصل أربعة منهم
على جوائز الأوسكار لكن أهم ما يميز الفيلم عما يماثله من افلام فى النوعية
هو الحرفية الشديدة فى رسم الشخصيات، فكل فرد من افراد العائلة يمثل حاله
بمفرده فـ دون فنان تشكيلى اقلع عن إدمان الكحوليات، عابث، يكره الزواج،
واكثر ما كان يميز زواجه هو كثره خيانته لـ إيلى لكن بيبى صديقته هى من
ساعدته على تخطى كل مشاكله والحد منها وساعدته أن يسير فى خط مستقيم يحاول
دائما الهرب منه عن طريق فنه، ملحد تربطه صداقة قديمة بالقس مونيغان (روبين
ويليامز) الذى سيزوج ابنه المتبنى حيث كانا يحضران معا جلسات العلاج
الجماعى من إدمان الكحوليات، على الجانب الاخر أبنته التى تكرهه لخيانته
والداتها والتى تحاول الانجاب دون جدوى مما سبب لها مشاكل مع زوجها دفعها
للانفصال عنه، وباقى الابناء ومشاكلهم واختلاف طريقة تفكيرهم، جاريد الذى
لم يجد الحب فى حياته ويبحث عنه، واليخاندرو الذى يعانى من عنصرية حمواه
ورغبته فى إرضاء امه الحقيقية عن طريق إظهار عائلته سوية حسب مقايسها، خليط
غريب قد نظن أنه قد لا يتواجد فى الحياه الفعلية لكنه موجود بالفعل عند
العائلات الثرية فى الشمال الشرقى من الولايات المتحدة حيث تدور احداث
الفيلم تحديدا فى كونيتيكت مسقط راس مؤلف ومخرج الفيلم جاستن زاكم، حيث
تتشابك علاقات الشخصيات جميعا بسبب ارتباط طفولتهم معا قبل أن تذهب بهم
الحياة إلى طرقها المختلفة، والعائلة الغريبة تعبر بشكل او باخر عن المجتمع
الأمريكي بانفتاحه وعلاقاته الاسرية المعقدة وفى نفس الوقت على انغلاقه على
الوحدة الأصغر فى هذا المجتمع الريفى وهى الأسرة مدققا فى كل تفاصيلها
المتناهية الدقة والصغر معبرا عن طريقة التعامل والتعايش مع المواقف
اليومية فى الشريحة الموسرة فى المجتمع الريفى فى هذه المنطقة الراقية،
مستغلا الكوميديا ليصنع فيلمه.
يعتمد الفيلم على الايفهات والايحاءات الجنسية لخلق الكوميديا، مستغلا
تشابك العلاقات وتعقيدها عن طريق التضاد والاختلاف بين الشخصيات فاصبح كلما
تلاقى اثنان منهم او اكثر يصبح الحوار أو الموقف كوميديا، وجميعهم تربطهم
صداقات وعلاقات قديمة تسمح بوجود هذه المواقف الصادمة مع القدرة على
استيعابها من الطرف المتضرر، كل هذا قدمه زاكم ببساطة شديده للدرجة التى
يمكن القول انه استخدم البساطة فى خلق تعقيدات مركبة فى السيناريو، مثلا
شخصية القس مونيغان الذى تبدأ معه الأحداث وهو يسخر من الزوج بسبب عدم
إيمانه، ويمطره بأسئلة كثيره وتأتى انفعالاته بعد اجابات الزوج تحمل خيبة
الامل، هذا القس مدمن الكحوليات السابق وهو سبب معرفته بـ دون صديق لـ بيبى،
وعلى معرفة قديمة بـ إيلى بحكم النشأة، اضف لهذه المجموعة والده اليخاندرو
وكنيسة وستجد مشهدك الضاحك، بعد أن اجبرت والداه اليخاندرو الجميع على
ممارسة طقس الاعتراف للقس مونيغان على الرغم من ان اكثرهم غير مؤمن، وعلى
الرغم من ذلك لم يتم التعريض سواء بوجهة النظر المؤمنة او وجهة النظر
المضادة، فقط جاءت الكوميديا من اختلافهم وتعامل كل منهم مع مونيغان الذى
يعرفونه جميعا.
اختيارات الممثلين فى الفيلم ساهمت فى نجاحه الى حد كبير، ثلاثة من
أصحاب الادوار الرئيسية فى الفيلم روبرت دى نيرو، ودايان كيتون، وسوازن
سارندون يحملون جوائز اوسكار، والرابع قام بدور صغير فى المساحة لكنه كان
محورى وهو روبين ويليامز، بالنسبة لدايان وسوزان فوجودهم على الشاشة دائما
اضافة، دايان تهوى المشاركة فى هذه النوعية من الافلام، كلاهما تحملان سحر
خاص واداء بسيط غير متكلف يتناسب تماما مع جو الفيلم، روبين ويليامز هو
روبين ويليامز يناطح الكبار ويناطح نفسة فيما يتعلق بالأداء سواء كان الدور
صغيرا او كبيرا، هاما او ثانوى، فقط اعطه سيناريو وضعه امام الكاميرا وستجد
توليفة جديده تماما للشخصية، فعلى الرغم من قيامة بشخصية شبيهة فى فيلم "License to Wed" عام 2007، من خلال شخصية القس الذى يضع شروط قاسية ليقبل أن يزوج
خطيبين فى كنيسته، لكن على الرغم من كون الشخصيتين تحملان طابعا كوميديا
وكلتاهما لقس، لكن "مونيغان" مختلف يحمل روحا مختلفة كما هى عاده ويليامز
ان يجعل من كل شخصية يؤديها شيئا مختلف، كاثرين هيجل مثلها مثل ديان تنتمى
لهذه النوعية من الافلام بالإضافة الى نوعية الرومانسية ايضا، حققت
نجاحاتها من خلال هذت الافلام الخفيفة التى قدمت العديد منها خلال السنوات
الماضية، الفيلم بطولة جماعية يضم شبابا ومخضرمين والادوار جميعها هامة فى
سير الاحداث لكن روبرت دى نيرو وحده طغى على الجميع، هذا الممثل القادر على
أن يصبح اى شخص يريده ويستطيع تقمص اى طباع فى الدنيا للدرجة التى تجعلك
مقتنعا تماما أنه لو وجدت الشخصية فى الحياة الحقيقية لن تختلف عن أداء
روبرت دى نيرو، يبقى سؤال واحد فقط بعد مشاهده اى فيلم لدى نيرو هو "كيف
يفعلها روبرت دى نيرو؟"
البداية المصرية في
02/05/2013
فى عصر الإخوان.. سرقة الأفلام حلال
15
فضائية تهدد دور العرض..
والشركات تتوعد.. والدولة «تتفرج»
تحقيق: علاء عادل
قضية سرقة الأفلام من شاشة دور العرض قديمة ولكنها مستمرة، وزادت شراسة بعد
غياب القانون وتقليص دور الدولة وغياب الرقابة علي دور العرض، مما ينذر
بخطر علي صناعة كانت في عهد طلعت حرب
الصناعة الثانية في مصر.. اليوم أصبحت السينما المصرية مشاعاً بين
الفضائيات العربية، وبالتالى ضاعت الحقوق وغاب الإنتاج الحقيقى. في هذا
التحقيق نستطلع آراء منتج سينمائى وناقدين، يطرحون مخاولهم وسبل الخروج من
الأزمة حتى لا نصل إلي ما وصلت إليه إيران في أعقاب الثورة الإسلامية. بعد
أن أصبحت الأفلام تعرض «عينى عينك» علي الفضائيات وبعد أن كانت السرقة
تقتصر علي طرح الفيلم علي شرائط فيديو أو اسطوانات أو مواقع علي الإنترنت،
ومن أبرز الأفلام التي تم سرقتها فيلم «المصلحة» بطولة أحمد السقا وأحمد عز
وفيلم «علي جثتي» بطولة أحمد حلمي وغادة عادل، وفيلم «تك تك بوم» لمحمد سعد
ودرة.
يقول المنتج هاني جرجس فوزى: هذه القنوات تبث إرسالها من الأردن
بطريقة غير شرعية، والقنوات الفضائية لم تعد تشتري الأفلام إلا أقل القليل
وبشروط قاسية جداً، ومن ضمن كل 10 أفلام يتم بيع فيلمين، وهذه القنوات
الجديدة تسرق الأفلام من علي شاشات قنوات أخرى، أو من كل شبكة الإنترنت،
ونحن كمنتجين لجأنا لغرفة صناعة السينما لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد هذه
القنوات، وبالفعل تم غلق بعضها، ولكن مصر كلها خارج السيطرة، فمن يهتم
بسرقة فيلم؟! فآليات السيطرة غائبة فنتوقع أي شيء.
لأن ما تمر به مصر يعد كارثة لم تتوصل لحل لها وفكرت كثيراً أنا وبعض
المنتجين بالتوقف عن الإنتاج، ولكن هناك من يملك دور عرض ومجبر علي الإنتاج
حتي يشغل قاعاته.
أما الناقد مصطفي درويش فيري أن دور العرض في طريقها للإغلاق، لأنه لم
يعد هناك إقبال عليها بسبب غياب الأمن وانتشار حالة الفوضى، ويتساءل عن من
يرتضي دفع المال مقابل تعريض نفسه للخطر في طريقه إلي السينما؟! في الوقت
الذي يمكنه مشاهدة نفس الفيلم وهو جالس في منزله عن طريق الاسطوانات
المدمجة أو عبر مواقع الإنترنت ومؤخراً علي التليفزيون، والمثير للدهشة
أننا نتجه لإغلاق دور العرض والهرب من مصر في نفس الوقت الذي تتجه فيه دول
الخليج والسعودية إلي إنتاج أفلام سينمائية، بعد أن كانت مصر رائدة هذا
المجال، وأعتقد أن هناك من له يد في ذلك، ثم سيتجه بعد ذلك للقنوات
الفضائية ويغلق القنوات، ويترك قنواته فقط التي يشاع عنها أنها إسلامية،
ووسط كل ذلك يطلقون ميليشياتهم علي السينمائيين، ويفعلون مثل ما حدث في
إيران حيث كانت صرحاً سينمائياً كبيراً، يتمتع بالحرية والإبداع حتي تنبه
المتأسلمون لذلك وأرهبوا السينمائيين مما دفعهم إلي الهرب لباريس أو
إيطاليا.
وحل كل هذه المشاكل يجب أن يبدأ من الدولة التي يجب أن تحافظ علي حق
هؤلاء المنتجين وتمنع سرقة أفلامهم حتي لا تتحول مصر إلي متلقين بعد أن كنا
رواد هذه الصناعة.
بينما أكد الناقد نادر عدلي أن سرقة الأفلام موجودة من قبل الثورة،
والآن في مصر أصبح كل شيء مباحاً طالما لا يوجد قانون حقيقي يحمي الملكية،
والدولة أصبحت لا تحترم الفن سواء كان فيلماً أو مسرحية أو أغنية، فلن تنص
قوانين جديدة أو تحرر دعاوى قضائية لمعاقبة السارقين، وهذه حقوق ملكية لابد
من الدفاع عنها، وأضاف «عدلي» الأفلام تسرق منذ مدة، وبالرغم من ذلك تحصد
إيرادات لأنه يوجد مشاهد يحب الذهاب للسينما ويشاهد الفيلم بدور العرض، أما
هذا العام فالأفلام سيئة ومن يشاهد فيلماً يقول لصديقه الفيلم سيئ فلا
يدخله، وكل هذا الانهيار الموجود الآن في الصناعة السبب فيه ضعف الأفلام
بجانب الظروف الأمنية التي نعيشها حيث كانت حفلة منتصف الليل من أهم
الحفلات التي كانت تشهد جمهوراً والآن تم إلغاؤها.
الوفد المصرية في
02/05/2013 |