المبدأ الثابت في الفن عموما، وفي الفن السينمائي بوجه خاص، أنه كلما كان
السياق السينمائي أو السياق السردي
narrative
مركبا، كلما كان أكثر رونقا وجاذبية. وليس المقصود بالسياق المركب
هنا.. البناء المعقد الذي يجعل العمل السينمائي (الفيلم) يستغلق على الفهم،
أو يصبح مثل الأحاجي والألغاز ويقتضي مذكرة تفسيرية مثلا، أو يصبح عملا
"نخبويا" بعيدا عن إستيعاب الجمهور المتوسط وقدرته على الاستقبال.
إن السياق السردي هو المسار الذي تتخذه رواية الأحداث إذا كانت هناك
أحداث بالمعنى الدرامي، أو طريقة عرض وتقديم ما يتضمنه الفيلم من عناصر
مرئية، أو تجسيد "الحالة" الدرامية أو الشعرية التي يجسدها الفيلم. ومهما
كان الفيلم خارج عن الأنواع
genres
السينمائية المألوما فة التي تخضع لنظام تصنيف محدد، فدائما يكون هناك
شكل للسرد، منهج، طريقة لتقديم الأحداث/ الشخصيات/ الحبكة/ المضمون/ الفكرة.
أما "البناء السينمائي" (الدرامي) فيعتمد على شخصيات محددة قد لا تبدو
أن هناك صلة مباشرة بينها، إلا أنها يمكن أن تؤدي إلى "بؤرة" فيلمية تتجمع
من حولها الأحداث، وقد تعود لكي تنبثق منها مجددا، لتتفرع وتتشابك ثم تلتقي
في النهاية أو تنسحب نحو بداية جديدة يمكن للمشاهد أن يتخيلها بعد أن تنتهي
أحداث الفيلم وينزل الستار عليه، ويغادر الجمهور دار العرض.
يتكون سياق السرد من نقاط محددة وخطوط تصل بين هذه النقاط، لا يكون
لكل منها بالضرورة "ذروة" درامية خاصة، بل هي محاور إرتكاز تقوم عليها
الدراما السينمائية.. تماما مثل الأعمدة التي تقوم عليها العمارة أو البناء
أو الهيكل المعماري. هناك إذن "البناء" وهناك "الشكل السردي".
البناء الفيلمي هو باختصار، هيكل الفيلم، أي محتوى السيناريو
الذي يكون من مشاهد محددة تنبثق منها لقطات متنوعة. أما شكل السرد أو
الحكي فهو الإطار الذي يوضع فيه المحتوى، ويمكن له أن يكون تقليديا صاعدا
نحو ذروة تتعقد عندها الخيوط الدرامية قبل أن تسير نحو الحل أو النهاية أو
ما يسمى في الدراما الأرسطية بـ"التطهير". ومن الممكن أيضا أن يكون شكل
السرد متعرجا، أي يسير في خطوط صاعدة ثم هابطة، وهنا من الممكن أن يتداخل
الماضي مع الحاضر، والمستقبل مع الماضي، والخيال مع الواقع، ويمكن أيضا أن
يتفتت المشهد (عن قصد بالطبع وبطريقة مدروسة تماما) إلى شذرات بصرية أي
لقطات قصيرة جدا تتداعى أمامنا على الشاشة.
هذا الشكل هو ما يمكن أن نطلق عليه "الفوضى الظاهرية" التي تخضع
لتنسيق داخلي دقيق ومحسوب مسبقا، لكنها توحي بالانسابية والتلقائية وتجعل
الفيلم يبدو كما لو كان يتدفق إلى الأمام من تلقاء نفسه، وبدون تدخل قصدي
من الكاتب- المخرج- المونتير. هذه العناصر الثلاثة هي التي يقوم عليها
الفيلم في صورته النهائية. أما باقي عناصر الفيلم مثل: الديكور، التصوير،
الملابس، التمثيل...وغير ذلك، فهي عناصر أساسية لكنها تكمل عمل العناصر
الثلاثة الأولى، أي أنها عناصر تكميلية تساهم في "حشو" الهيكل ودفع الحياة
داخل الشخصيات التي رسمها كاتب السيناريو، ويحركها المخرج داخل ذلك الهيكل،
ويتحكم المونتير في إيقاعها وفي سرعة الانتقال من مشهد إلى آخر، ومن لقطة
إلى لقطة أخرى.
وليس من الممكن بالطبع أن نقطع هنا بأيهما أحسن، فهل الأحسن أن يكون
البناء السينمائي تقليديا أم حداثيا. لكن البناء السينمائي المركب يظل هو
الأكثر رونقا وجاذبية وعمقا، فهو الذي يمنح الفيلم السينمائي قيمته وقوته.
إنه الفرق بين البناء السطحي الذي لا يقف فوق أعمدة، والبناء السينمائي
العميق الراسخ الذي يستند إلى أسس حقيقية.
من هذا المدخل النظري ننتقل إلى الحديث عن الأفلام الفلسطينية
الروائية الحديثة التي تظهر من وقت إلى آخر، باستثناء الأفلام التي يخرجها
ميشيل خليفي.
إن مشكلة هذه الأفلام أنها تخضع لبناء سطحي عادة، وشكل سردي بدائي، أي
يطمح لرواية حكاية بسيطة تبدو كما لو كانت موجهة للأطفال، رغم أنها موجهة
أساسا للكبار. وليس معنى هذا بأي حال التقليل من شأن الأفلام التي تخاطب
الأطفال فهي تتطلب مهارة خاصة وتوفر خيال خاص يمكنه الوصول إلى عقول وقلوب
الأطفال. أما ما نقصده فهو أن معظم هذه الأفلام (الفلسطينية) هي أفلام تتصف
بنوع من السطحية سواء في السرد أم في البناء.
ولعل السبب الرئيسي الذي يجعل الأفلام الفلسطينية التي يخرجها سينمائيون
يعيش معظمهم في المهجر، أو في الشتات الفلسطيني، سطحية وساذجة ومباشرة،
يكمن في غلبة الرسالة السياسية على مادة وفنيات الفيلم نفسه كفيلم، مع ضعف
واضح في الخيال، وميل للجوء إلى المباشرة مهما إتخذ الفيلم أبعادا رمزية أو
حاول صانعه الإستعانة بالرموز والاستعارات والمقاربات، فـ"الرسالة" التي
يقولها الفيلم لجمهوره، هي دائما أهم عند هؤلاء السينمائيين من الإبتكار في
الخيال وفي طرق السرد، فـ"الهم السياسي" يبدو عند هؤلاء السينمائيين أكثر
أهمية من "الهم السينمائي".
ثاني العوامل التي تعيق إنطلاقة الخيال لدى السينمائيين الفلسطينيين الذين
يسعون إلى التعبير عن القضية الفلسطينية، وتصوير المأساة، والبحث عن مخرج
من الوضع القائم، أو الحلم بالعودة، أو توجيه النقد لمعوقات التقدم
الإجتماعي في فلسطين نفسها، أو تناول موضوع المرأة الفلسطينية وتصوير ما
تواجهه من مشاكل وعقبات، أقوى وأكثر تعقيدا ربما، مما يواجهه الرجل في
مجتمع لايزال مجتمعا شبه عشائري- شبه مدني، هو ذلك العامل الذي يتعلق
بمخاطبة جمهور مؤهل من البداية لاستقبال الحدث/ الفيلم/ المضمون دون الرغبة
في بذل جهد خاص في استخدام خياله الشخصي.
كمثال على ما نقول هنا دعونا نتوقف أمام فيلم واحد فقط الآن هو الفيلم
الروائي الطويل الثاني للمخرجة الفلسطينية آن ماري "لما شفتك" (2012).
يدور الفيلم عام 1967 بعد هزيمة الجيوش العربية أمام إسرائيل فيما عرف
عالميا بـ"حرب الأيام الستة" أو حرب يونيو/ حزيران، في أحد مخيمات اللاجئين
الفلسطينيين في الأردن، أي على الضفة الأخرى من نهر الأردن الذي يفصل بين
الأردن وفلسطين.
تدور أحداث الفيلم من وجهة نظر طفل صغير يفتقد والده الغائب منذ
إندلاع الحرب (توفي في الحرب غالبا) وهو يعيش في المخيم مع والدته، هذه
السيدة القوية الشكيمة التي تحاول بشتى السبل، تنشئة الصبي دون أن تقسو
عليه لكنها تحاول في الوقت نفسه، السيطرة عليه وكبح جماح مشاعره المتدفقة.
بطلنا الصغير "طارق" لا يهدأ له بال، فهو دائم الحلم بالعودة إلى
بلدته في فلسطين، لا يستطيع أن يفهم كيف أنه ووالدته أرغما على تركها، وهو
شديد المتمرد في ردود فعله تجاه معلم المدرسة الجديدة التي ألحق بها في
المخيم، يرفض قبول الأمر الواقع ولا يقبل بسهولة التعامل مع الآخرين من
حوله الذين لا يثق بهم، إلى أن يهتدي إلى معسكر لتدريب الفدائيين، يلتحق به
ويعتبر نفسه عضوا أصيلا مع أعضائه، إلى أن إننا نراه في نهاية الفيلم يتمرد
أيضا على فكرة البقاء رهن المعسكر فيتجه للعبور إلى فلسطين دون أن يدري
حقيقة الواقع الجديد الذي خلقته الحرب على الأرض، وكأن الفيلم يريد أن يقول
لنا إن طارق بطفوليته، أكثر ثورية ونقاء ووعيا من أولئك "الكبار"، فهو يرفض
قبول أي شكل من أشكال الأمر الواقع الذي يفرض على الفلسطينيين فرضا. بل إنه
يدفع أمه في النهاية إلى التسليم بجدية رغبته والاندفاع وراءه أيضا قبل أن
تظهر في ثياب عسكرية كمقاتلة محتملة من أجل التحرير!.
غياب الأب، يعوضه البديل الذي يتمثل في صورة تلك المرأة- الأم
الشامخة، لكنها بمشاعرها المباشرة تخشى كثيرا على ولدها وتريد جذبه للوراء
باستمرار ودفعه للنكوص عما يعتزمه من التقدم للأمام نحو الوطن الذي إنتزع
منه. من هذه الفكرة البسيطة الساذجة ينتقل الفيلم إلى نقد سلبية مجتمع
الرجال بشكل كاريكاتوري مباشر يفتقد لروح المرح، ثم إلى تقديم صورة (أممية)
للفدائيين المشاركين في المقاومة الفلسطينية، حيث نشاهد نماذج من شباب
العالم من بلدان مختلفة يتدربون مع الفلسطينيين تضامنا مع القضية، وهي فكرة
أخرى شديدة السذاجة بالطبع.
يسير الفيلم في مسار مسطح، إستعراضي، لا يتوقف أمام حالة إنسانية
واحدة لكي يتعمق في فهم مشاعرها ودوافعها. وتعوض المخرجة الهشاشة الواضحة
في بناء الفيلم من حيث نمطية الشخصيات وهامشيتها وسطحية ما تقوم به،
بالأغاني والموسيقى والرقص وكأنها تريد أن تقول: أنظروا.. إن الفلسطينيين
بشر أيضا، فهم يعرفون كيف يحتفلون ويغنون في قلب المأساة!
حتى شخصية البطل الصغير طارق، تميل أيضا في تضاريسها البسيطة إلى
النمطية، فهو لا يجيد القراءة والكتابة بسبب نزوعه للتفكير بعيدا عن أسوار
المدرسة، لكنه يمتلك ذاكرة حديدية تستطيع إحصاء عدد الطلقات التي تنطلق من
مدفع رشاش، وكأنما تريد المخرجة- المؤلفة أن تقول لنا إنه الجيل الذي يحتفظ
في ذاكرته بتلك الأرض التي ضاعت لكنه لايزال مصرا على إستعادتها!
ولعل المشكلة الكبرى التي يعاني منها هذا الفيلم أنك تشعر – كمشاهد –
وأنت تتابع مساره، أنه من الممكن أن يستمر لساعات مع إضافة العديد من
الشخصيات النمطية والتهكم عليها من حين إلى آخر، وفي الوقت نفسه، تشعر وكأن
من الممكن أن ينتهي الفيلم في أي لحظة. فليس هناك بناء محكم، محسوب،
وشخصيات تضيف إلى الفيلم وتدعمه، والفكرة (الرمزية) بأسرها قد تكون أفضل
حالا في فيلم قصير لا يزيد على 20 دقيقة، بل وربما يمكن في هذه الحالة
التخلص من كثير من الاستطرادات، ويصبح الفيلم أكثر إتزانا.
ولا يخضع سياق السرد في الفيلم من البداية إلى النهاية، لمنعرجات
الفيلم ذي السياق المركب، لكنه يسير بشكل تقليدي لا يصعد نحو ذروة معينة
باستخدام طريقة التراكم الذي يؤدي إلى تلك الذروة، بل هو ببساطة شديدة يقول
التالي:
طفل أرغم على الخروج من بلده يريد العودة إليه مجددا. أمه تحاول كبحه
بسبب معرفتها بالظرف السياسي والعسكري القائم، لكنه لا يفهم بل ويرفض فهم
هذا المنطق (فكرة أيديولوجية سياسية يريد الفيلم توصيلها للمشاهدين وهي
فكرة ساذجة بسبب مباشرتها الشديدة وعدم إتساقها مع المنطق فأنت لست هنا
أمام فيلم واقعي)- ثم مجموعات من الرجال: بعضهم يجلس في المقاهي يحملق في
الفراغ، مهزوم من صدمة الهزيمة، والبعض الآخر (من الشباب) التحق بالمقاومة
المسلحة (التي نعرف جميعا أنها لم تحقق الهدف المنشود أبدا!) لكن الرغبة في
إثارة حماس المشاهدين من العرب تجعل الفيلم يتنبى المقاومة كوسيلة لإستعادة
الوطن، كحلم آخر من الأحلام الفلسطينية، وكأنما الحلم هنا أهم من الواقع،
والأسطورة أبقى من الحقيقة. لكن المشكلة أيضا أن المخاطبة التي تلعب على
المشاعر أكثر أهمية من الوصول إلى عقل وقلب المشاهد، عن طريق السينما وليس
عن طريقة الصراخ السياسي بالشعارات. وهذه هي المشكلة حقا.
"الحدود
الأخرى":
يوميات الهجرة السرية للمجهول
طاهر علوان
لعل عالم الهجرة السرية او مايسمى الهجرة غير الشرعية كان ومايزال موضوعا
اشكاليا في اية عندما يسلط الضوء عليه في اية بقعة من بقاع الأرض ،
والمعضلة دائما هي واحدة ، معضلة الأنسان الباحث عن " ملاذ آمن " عن بديل
انساني يحقق له جانبا من جوانب الحياة الأنسانية السوية ، وحيث انسان هذا
العصر المهدد على الدوام بالعنف والفقر والأستبداد والجريمة ، انسان تطوقه
الأنظمة الساسية الفاسدة التي تدفع الأنسان دفعا الى النزوح والأنقطاع عن
الجذور وعن الوطن الأم .
ولعل هذه خلاصة مشتركة يلتقي بها مئات الوف المهاجرين من حول العالم
لاسيما اذا علمنا ان المعدل العام السنوي للهجرة قبل عشر سنوات من الآن
كان في حدود 150 مليون انسان ليصل اليوم الى قرابة 240 مليون بحسب احصاءات
منظمة الهجرة العالمية التي تقول باختصار شديد ان واحدا من كل 33 شخصا في
العالم هو مهاجر ولنا ان نتخيل العدد الضخم للمهاجرين من حول العالم .لكن
السؤال هو كيف تجري وقائع حياة وماذا عن التحديات التي تواجه هؤلاء
المهاجرين المنخرطين في مجال الهجرة السرية معرضين انفسهم الى انوع لاحصر
لها من المخاطر الجسام .
عينة محددة لهذا الواقع التراجيدي يمكن تلمسه في كثير من البقاع لكن
مدينة ونهرا يقعان بالقرب من الحدود المكسكية المتاخمة لغواتيمالا يمنحاننا
صورة مجمسة لعالم الهجرة بتداعياته ومشكلاته وتفاصيلة السرية والمخبئة ،
هنا على تلك الأرض ثمة حياة اخرى منسية لمئات الوف البشر الذين يستللون
ليلا ونهارا عبر منافذ وممرات سرية خطرة لبلوغ احلامهم وهو مايناقشه الفيلم
الوثائقي ( المكسيك – الحدود الأخرى ) للمخرجة لاورا ولدنبيرج -
فرنجز
.
هذه هي مدينة ( تيكونومان ) وهذا هو نهر ( سوشيات ) وكلاهما يفصلان
بين غواتيملا عن حدود المكسيك ، نهر يقطعه مئات من سكان هذه البلاد للعبور
الى الضفة الأخرى حيث الأراضي المكسيكية وهي الخطوة الأولى للعبور الى
العالم الآخر ، اربعة نقاط عبور رسمية على النهر يمكن لمن يمتلك اوراقا
رسمية ان يتخذها معبرا آمنا في مقابل اكثر من 300 معبر يمر عبر ادغال وسهوب
ومرتفعات هي منافذ الهجرة السرية التي يتخذها اولئك المهاجرون الذين
لايتدفقون من غواتيمالا فحسب بل من سائر بلدان امريكا الوسطى مثل (
السلفادور والهوندوراس ونيكاراغوا ) حتى بلغ عدد من تسللوا عبر هذه المنفذ
الى قرابة نصف مليون شخص بين الأعوام 2005 و 2009 وبما معدله 100 الف شخص
سنويا
.
يتابع الفيلم الحياة الواقعية اليومية لأولئك المشردين والفقراء فضلا
عن الشباب الطموح وهم يغذون الخطى لأجتياز مدينة جياباس ، آخر نقاط الحدود
ومن هناك يبدأ الخوف والترقب.
تلاحق عدسة المصور يوميات هؤلاء العابرين على جناح الخوف ويلتقي رجال
شرطة ومنفذي قانون على طرفي الحدود بين العالمين .
ولعل التراجيديا المريرة التي يكشفها الفيلم هي في وقوع اولئك
الحالمين بالجنة الموعودة في براثن قطاع الطرق والمهربين وسماسرة الأتجار
بالبشر ومحترفي الدعارة المنظمة والأتجار بالمخدرات وهم الذيم يكونون
بانتظار هؤلاء المهاجرين السريين بمجرد وصولهم الأراضي المكسيكية .
في وسط هذا الجو المخيف تطل مايعرف بمدينة التضامن وهي مدينة حدودية
صغيرة داخل الأراضي المكسيكية واول مدينة بعد الحدود ، هناك تتجسم مايشبه
( محمية طبيعية لكل شيء) ، هنالك المطاعم والبارات والنوادي الليلية
والغرف الفندقية البائسة رخيصة الثمن وهناك ايضا تجري فصول ابتزاز اولئك
المهجرين بطريقة مزرية ، اخذ اوراقهم بحجة ايجاد عمل لهم او لأية حجة اخرى
ثم ابتزازهم فأما ان يدفعوا مايطلب منهم وخاصة من النساء او اجبارهن على
ممارسة الدعارة وهو ماتتعرض له اغلب النساء العابرات للحدود واللائي كل
هدفهن اللحاق بعائلاتهن في الولايات المتحدة او البحث عن حياة افضل
لأطفالهن وحيث سواد كبير منهن يكن مصحوبات بهم وهناك يقعن في مصيدة
الأتجار بالبشر والدعارة .
يناقش الفيلم من زوايا متعددة حدود الظاهرة فيلتقي بنساء وجدن انفسهن
وسط هذه المحنة وكذلك برجال تحري وقانون ومع اصحاب مقاهي ومطاعم وعلب ليل
ويعرض كيف تعيش تلك الكائنات التي وجدت نفسها في هذا المأزق .
ولعل الأوجه الأخرى للمأساة تتمثل في تداخل عناصر كثيرة في محنة هؤلاء
المهاجرين السريين ، اجهزة الهجرة المكسكية تطاردهم في السهول والغابات
والمناطق الجبلية وفي نفس الوقت وهم يهربون من رجال الشرطة فأنهم يقعون في
قبضة عصابات الجريمة المنظمة التي تقوم باختطاف الكثيرين لغرض ابتزازهم
واخذ اموالهم او زج النساء الشابات في اعمال الدعارة او اجبارهم للأنخراط
في الأتجار بالمخدرات .
ليل مدينة " هويكستلا" المكسكية مثل نهارها ، هي مدينة تعيش على ايقاع
حياة الغرباء القادمين من امريكا الوسطى رجالا ونساء ورحلتهم الشاقة تتدرج
قدما لتبلغ نهاياتها .. نهايات هم يحلمون بها وتتدفق من خلالها المعالجة
الفيلمية على اكثر من مستوى
:
- الأفادات الفردية للمهاجرين السريين وهم يروون قصة
احلامهم وطموحاتهم وبحثهم عن حياة بديلة خاصة في الولايات المتحدة بعدما
يقطعون الأراضي المسكسة بطولها لبلوغ الأرض الموعودة ، هذا اذا بلغوها .
- يوميات العيش في مدن الهجرة السرية على التتابع :
" " تيكونومان " – " هويكستلا " – " تابجولا " – " ارياجا " حيث المكابدات
هي نفسها تفصح عن نفسها من خلال يوميات الهجرة السرية ومشاعر الأحباط
والرهبة التي تنتاب هؤلاء المهاجرين والمهاجرات خوفا من اعادتهم عنوة الى
بلدانهم
.
- المعايشة الواقعية التي زخر بها الفيلم لدورة الحياة البشرية
التي تدب عبر النهر الفاصبل بين غواتيمالا والمكسيك وصولا الى معايشة
يوميات النساء المهمشات المنسيات ، ضحايا الهجرة غير الشرعية وعصابات
الجريمة المنظمة .
- التفاصيل اليومية التي قدمها رجال تطبيق القانون
والهجرة وهم يكشفون بوضوح كيف يتحول الطموح بأرض بديلة وبلاد اخرى الى
مصيدة للطموح ، مصيدة لهؤلاء المهاجرين
.
على ان ماهو افدح من كل ذلك هو مابعد دخول الأراضي المكسيكية عندما
يكون قطار الشحن والبضائع هو الوسيلة المعتادة لهؤلاء المهاجرين السريين
الذي يتسللون اليه ويتدفقون بالمئات الى سطوحه وزواياه لقطع مئات
الكيلومترات داخل الأراضي المكسيكية في فصل جديد من فصول العناء والشقاء
الذي يتابعه الفيلم بدقة مصاحبا اولئك المهاجرين في رحلتهم المتواصلة .
وخلال وبعد هذه الرحلة سيكون سعيد الحظ من سينجو من فخاخ عصابات
الجريمة المنظمة التي تكون بانتظارهم اما لأختطافهم وابتزازهم او تسخيرهم
لتجارة المخدرات او استغلال النساء جنسيا.... عرض مأساوي حقا ومنسي في
عوالم مجهولة وبعيدة تماما عنا ولكنها تكشف عن واقع مشترك لعذابات ومكابدات
من تركوا ديارهم في اطار الهجرة السرية باحثين عن امل وعن حياة اخرى ولكن
الأماني شيء وعذابات الرحلة ومخاطرها الجسام شيء آخر.
فيلم" ابن الآخر" والتطبيع
عدنان مدانات
يحيلنا الفيلم الفرنسي الحديث" ابن الآخر"( 2012)، للمخرجة الفرنسية(
اليهودية كما يوحي اسمها) لوريان ليفي، إلى رواية غسان كنفاني الشهيرة"
عائد إلى حيفا" وإلى اقتباسها في الفيلم السينمائي الفلسطيني( جرى تصويره
في شمال لبنان وجرى إنتاجه بدعم من الجبهة الشعبية تحرير فلسطين، أولية
التي انطلق منها كل منهما والتي تتعلق بطفل تربى في كنف زوجين ليسا والديه
الأصليين ثم اكتشف عندما أصبح ناضجا واقع وجود والدين حقيقيين له ينتميان
إلى شعب عدو للشعب الذي ينتمي إليه الزوجان اللذان قاما بتربيته، وهذا
الاكتشاف يطرح على الطفل الذي صار ناضجا وأصبح قادرا على أن يتخذ قراراته
الخاصة مسألة الحاجة إلى تحديد هويته، فهل هو ينتمي إلى الشعب الذي تربى في
كنفه أم ينتمي إلى الشعب الذي ينتمي إليه والداه الأصليان؟ في الرواية
والفيلم الفلسطيني ثمة طفل فلسطيني المولد تربى في كنف عائلة يهودية، و في
الفيلم الفرنسي ثمة طفلان، واحد فلسطيني المولد تربى في كنف عائلة يهودية،
والثاني يهودي المولد تربى في كنف عائلة فلسطينية.
تتعلق المشكلة في الفيلمين إذن، باليهود والفلسطينيين،
وبالتالي فإن الفيلمين يدوران بالضرورة في فلك موضوع سياسي له ارتباط بصراع
مصيري بين شعبين مستمر منذ عشرات السنين.
كتب غسان كنفاني روايته" عائد إلى حيفا" في الفترة التي أعقبت حرب
حزيران عام 1967والتي انطلقت فيها الثورة الفلسطينية المسلحة عبر الفصائل
المختلفة التي خلقت واقعا جديدا نتج عنه حماس ثوري لحمل راية قضية شعب نحو
الانتصار. في الرواية، كما في الفيلم الفلسطيني، يقوم زوجان فلسطينيان بعد
حرب حزيران بزيارة مدينة حيفا التي نزحا منها قسرا في العام 1948 وتركا
فيها طفلهما الرضيع وحيدا في المنزل، وفي حيفا يلتقيان بالأسرة اليهودية
التي تبنت طفلهما و احتلت منزلهما، ويلتقيان بابنهما الذي صار جنديا في
الجيش الإسرائيلي، والذي سيرفض فورا أن يكون منتميا لهما مفضلا البقاء على
ما تربى عليه كيهودي على أصل مولده كفلسطيني. المقولة الأساسية التي طرحتها
رواية غسان كنفاني هي أن" الإنسان هو القضية"، والقضية الآن صار عنوانها
الكفاح المسلح، لهذا سيعود الزوجان إلى الأردن حيث يقيمان وسيقرر الزوج
الموافقة على التحاق ابنه الثاني بقوات الثورة الفلسطينية بعد أن كان يمانع
في ذلك.
بعكس" عائد إلى حيفا"، التي ظهرت في زمن ثوري و كتبت بروح ثورية،
يختار الفيلم الفرنسي" ابن الآخر" أن يلغي الروح الثورية الفلسطينية وأن
يستبدل بها الروح التطبيعية التي بدأت تنتشر في زمن غير ثوري من أن أصل
المشكلة لم يتغير والمتمثلة في بقاء الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي
بما يستتبعه ذلك من تعرضهم للقمع والاضطهاد.
تبدأ المشكلة في الفيلم الفرنسي" الابن الآخر" من اكتشاف امرأة
يهودية، وهي زوجة لضابط كبير في الجيش الإسرائيلي، أن ابنهما المدعو جوزيف،
والذي بلغ الثامنة عشر من عمره و يستعد للالتحاق بالجيش، ليس من صلبها، حيث
سيتبين أن الطفل الذي أنجبته في حينه جرى استبداله عن طريق الخطأ ونتيجة
لحالة ذعر خلقها انفجار صاروخ بطفل أنجبته في نفس الوقت والمستشفى امرأة
فلسطينية وصار يدعى ياسين. إذن ثمة طفل فلسطيني المولد ينشأ يهوديا، و طفل
يهودي المولد ينشأ فلسطينيا. سينشأ جوزيف الذي يهوى الموسيقى في ظروف
مستقرة دون أن يعاني من قضية مصيرية تؤرقه، وهذا على العكس من ياسين الذي
ينشأ تحت الاحتلال و يفترض أن ترتبط حياته بقضية الحاجة لتحرير أرضه وشعبه
من الاحتلال الإسرائيلي.
تلتقي الأسرتان، اليهودية والفلسطينية، مع الطبيب الذي كان مديرا
للمستشفى آنذاك حيث يشرح لهما ملابسات ما حدث. تستقبل الوالدتان الأمر
بهدوء و تنسجمان كل مع الأخرى فورا، فيما تكون ردود فعل الوالدين مختلفة
فالحقيقة المكتشفة تثير غضب كل منهما. وماذا بشأن الشابين؟ يذهب جوزيف
لمقابلة الحاخام الذي أشرف على تربيته الدينية والذي سيخبره أنه لم يعد
يهوديا لأن دمه ليس من أم يهودية فيتقبل الجواب ببساطة، أما ياسين العائد
لتوه من دراسته في باريس فلا تبدو عليه ردة فعل ويتقبل هو الآخر الأمر
ببساطة على العكس من شقيقه الأكبر الحاقد على إسرائيل فيستثار غضبا على
أخيه. لكن الغضب لن يدوم طويلا، خاصة غضب الأب الفلسطيني و الأخ الفلسطيني،
و مع تنامي الأحداث ستجعل مخرجة الفيلم الأسرتين تتصادقان، وكذلك الأمر
بالنسبة لجوزيف و ياسين اللذين صارا يعتبران نفسيهما أخين صديقين.
يصور الفيلم بعض معاناة الفلسطينيين، خاصة على الحواجز، لكنه لا يسير
أبعد من ذلك، ويبدو أن المخرجة سعت إلى تحييد الجانب السياسي وتغليب الجانب
العاطفي فكل من الأسرتين يظل يتعلق بالابن الذي ربياه و لا شي يتغير في
حياة كل من الأسرتين باستثناء أنهما صارتا متقاربتين تتبادلان الزيارة
وتتناولان الطعام معا، أي أنهما حققا فيما بينهما حالة من التطبيع، وهذا
مطلب إسرائيلي/ أوروبي رسمي، يحققه فيلم أوروبي، ولا يتقبله الواقع
الفلسطيني الذي عنوانه العيش تحت قمع الاحتلال.
الجزيرة الوثائقية في
01/05/2013
نجوم الربيع في السينما المصرية
محمــد نصــر
يهل الربيع وتتسلل إلينا بنسماته حاملة معها روائح الماضي وذكريات
الصبا وأغنيات وأفلام الزمن الجميل التي ذهب أبطالها من خلال قصص جميلة الي
الحدائق والأماكن المفتوحة لتنثر لمسات البشر في كل أنحاء الطبيعة.
وتظل السينما بأفلامها شاهدة علي جمال هذا الماضي وصوره التي نراها من
خلال الأغنيات الشهيرة في الأفلام.. حيث غنت أم كلثوم للزهور في فيلم فاطمة
وهي تنطلق وسط الطبيعة.. كما غني محمد عبد الوهاب هليت يا ربيع في فيلم
ممنوع الحب, كما غنت شافية أحمد أغنية أقبل الربيع في فيلم عنتر وعبلة
بالإضافة الي أغنيات أخري في أفلام لمحمد أمين ومحمد الكحلاوي ونور الهدي
قبل ان يغني فريد الأطرش للربيع في فيلم عفريتة هانم عام0591 لتظل الأغنية
بمثابة العمل الفني الشعبي الذي تغني به المصريون والعرب دون توقف لأكثر من
ربع قرن.. وفي أثناء الرحلة امتلأت عناوين الأفلام باسم الربيع ومنها
الفيلم الغنائي شم النسيم بطولة سعيد أبو بكر ربيع الحب لشادية وكمال حسني
وفيلم أفلام الربيع بطولة مديحة يسري وكمال الشناوي..
وبدت السينما وكأنها تغازل الطبيعة وكنوزها وذلك قبل ان يبدأ زمن
الحروب الإسرائيلية العربية وينشغل السينمائيون بالإنتصارات والإنهزامات
حتي جاء نصر أكتوبر العظيم فخرجت سعاد حسني وزملاؤها الي الطبيعة لتغني
للدنيا والربيع في أغنية كتبها صلاح جاهين ولحنها كمال الطويل في فيلم
أميرة حبي أنا إنتاج4791 كي تملأ الفنانة الموهوبة كل الأجواء بكلمات
متفائلة تمجد الربيع والجو البديع وتنكل بالهموم في أغنية شارك في خلفيتها
العديد من نجوم الكوميديا. وصارت الدنيا ربيع بهذه الأغنية الرسمية لهذا
الفصل البديع وملأت الشاشات والإذاعات طوال04 عاما ولم تنجح أغنية جديدة في
ان تحل محلها حتي الآن لأنه لا يوجد سيناريو فيلم جديد يتخلل موضوعه فصل
الربيع كما كان يحدث في أفلام الماضي.. ورغم أن علاقات الناس بالربيع لم
تتغير منذ آلاف السنين فإن المصريين لا يزالون يغنون علي طريقة4791 عاجزين
عن العثور علي لحن جديد أيضا يعبر عن فرحتهم التي انكسرت عاما وراء عام حتي
امتلأت حياتهم بالخلافات الحادة وكادوا ينسون ان( الربيع عاد من تاني
والبدر هلت أنواره).
هيصة فيلم أبطاله من الشباب والوجوه الجديدة
أميرة أنور عبدربه
المخرج وائل عبد القادر يكمل حاليا تصوير مشاهد أول أفلامه السينمائية
هيصة والذي يقوم ببطولته راندا البحيري ومحمد رضا وخالد حمزاوي عن قصة
وسيناريو وحوار عبد المنعم طه وهو مؤلف اغاني الفنان عمرو دياب وذلك في اول
تجربة في مجال التأليف السينمائي.
الفيلم توقف تصويره أكثر من مرة بسبب الاحداث التي تعرضت لها
البلاد مؤخرا. وتدور أحداثه في جو شعبي حول مجموعة من الشباب الذي يعانون
الفقر ويتمنون الحصول علي فرصة للعمل.
وعن الفيلم تقول راندا البحيري:
هيصة فيلم اجتماعي شعبي كوميدي وأنا سعيدة بالعمل في تلك التجربة خاصة
انها العمل الأول للمؤلف والمخرج وهي ميزة أراها في صالح الفيلم خاصة ان
كلا منهما يرغب في أن يخرج الفيلم بالشكل الجيد.
وينتمي العمل للأفلام الشعبية الكوميدية وأجسد من خلاله دورا جديدا
علي عن افلامي السابقة حيث ألعب دور فتاة تدعي جلال وهو, اسم جاء لرغبة
والدها في ان ينجب ولدا ولكن حدث العكس وصمم علي تسمية المولود باسم ذكر
وتعمل هذه الفتاة في مجال تجميع النقطة من الافراح الشعبية وتكاد تكون
المسئولة عن تنظيم تلك الافراح.
أما شقيقها فيجسد دوره الممثل الشاب محمد رضا وهو أول بطولة له في
السينما حيث يقوم بدور هيصه ويعمل نبطشي أفراح.
ويلعب الممثل الشاب خالد حمزاوي دور سمسم القهوجي ويرتبط بعلاقة
عاطفية مع جلال.
ولكنه يتحول بعد ذلك من مجرد صبي قهوة الي مطرب.
وعن العمل مع الوجوه الجديدة تؤكد راندا ان له فوائده وعيوبه ولكن اهم
ما يميزه حالة الحماس الشديدة التي تجدينها في عيونهم وهو أمر مررت به في
أولي تجاربي وأشعر كثيرا بهم!.
ولكن النجوم الكبار يكون لديهم الخبرة والقدرة علي فهم ما يحدث من
حولهم بالإضافة إلي ان الجمهور ينتظر افلامهم لذلك تحقق افلامهم جماهيرية
كبيرة.
وبسؤالها عن فيلهما السابق سبوبة وعن تعرضه للظلم لعرضه في توقيت غير
مناسب أكدت راندا أن سبوبة فيلم اعتز به كثيرا وهو لم يقع كبقية الافلام
التي تم عرضها معه فعلي الأقل أنه غطي تكاليفه!
ولكنني اتفق معك في أن توقيت عرضه في أيام الامتحانات جاء غير مناسب
له وأتمني ان يحقق الفيلم نجاحا بعد عرضه علي شاشات التليفزيون.
وعن تكرار العمل مرة اخري مع خالد حمزاوي بعد سبوبه وهل هو دويتو
سينمائي نفت ذلك وقالت راندا ان الموضوع جاء بالصدفة ولم نخطط له ولكني لا
انكر ان هناك حالة من التفاهم والراحة في العمل معا.
وتضيف راندا انها تقوم بغناء أغنية شعبية داخل أحداث الفيلم بالمشاركة
مع محمد رضا وخالد حمزاوي.
أما عن توقيت هيصة فأجابت: أننا لم ننته حتي الان من تصوير احداث
الفيلم ولم يحدد ميعاد لعرضه فتلك أمور خاصة بجهة الانتاج والتوزيع.
صناعة السينما تحتضر
مشير عبد الله
ماذا تفعل حينما تري ثمرة مشروعك الذي تكلف الكثير من المال والجهد قد
اغتصب منك عنوة ويباع امامك علي الأرصفة بل مجانا علي الانترنت.. وأخيرا
يعرض في عدد من القنوات الفضائية مجهولة الهوية..!
ولا أحد يتحرك من الدولة التي أخذت ضرائبها مسبقا عن
هذا المشروع؟ بالطبع سوف تصاب بالقهر وتفكر مرات عديدة قبل الدخول في مشروع
جديد.. وغالبا لن تدخله مرة أخري.. هذا ما يحدث مع الأفلام السينمائية
المصرية.. وهو ما كبد صناعة السينما العديد من الخسائر.. في عام0102
وبالتحديد في مهرجان القاهرة السينمائي اقيمت ندوة حول قرصنة الأفلام وكانت
بعنوان تأثير قرصنة الأفلام علي صناعة السينما بحضور عزت أبو عوف رئيس
المهرجان ومنيب شافعي رئيس غرفة صناعة السينما وادارتها سعاد يونس بصفتها
منتجة التي قالت: نحن نسرق جهرا بسبب تطور التكنولوجيا وحقوقنا تغتصب كل
دقيقة دون وجود رادع أو عقاب للقراصنة.. وكان في الندوة آن دومنيك رئيس
جمعية المنتجين بفرنسا ورئيس منظمة الاتحاد الدولي, التي قالت ان صناعة
السينما من القطاعات المكلفة جدا والفيلم الذي يتكلف الملايين يصبح بعد
القرصنة بلا قيمة وأضاف رئيس رابطة السينما الهندية لاكسي نانا ان القرصنة
اصبحت وباء عصريا وهي سرقة ومحرمة في كل الأديان.. ونحن نضيف أنها خراب
للاقتصاد.. وبعد هذه السنوات لم يتخذ ضدها أي رد فعل يحمي أو يمنع هذه
السرقة..
ولم نجد رادعا لهؤلاء القراصنة معدومي الضمير اللصوص الذين بدأوا
بسرقة الفيلم من دور العرض مستخدمين الكاميرات ثم تطور الآن بسرقته من غرف
صناعة الفيلم نفسه سواء من قسم المونتاج أو الصوت ثم رفعه علي النت ليكسب
هذا اللص المتخلف خمسين دولارا.. نظير الاعلانات علي الصفحة التي عليها
الفيلم.. ايضا تباع هذه الأفلام علي الأرصفة جهارا نهارا وهي مسروقة من
السينما بنسخ رديئة والبوليس لا يتحرك.. كانت صناعة السينما تشارك في
الاقتصاد بجانب زراعة القطن المصري.. انتهي القطن والسينما في الطريق.
ملحوظة:
فيلم سمير أبوالنيل آخر أفلام أحمد مكي الذي بدأ عرضه في السينما
الأسبوع الماضي كان متاحا للعرض علي النت قبل نزوله السينما مفاجأة.. طبعا
بعد كل هذه السنوات لابد من المفاجأة.
الحرامي والعبيط
الحرامي والعبيط فيلم كوميدي فلسفي أو مايسمي بالبلاك كوميدي وتم
الانتهاء من تصويره واختياره للعرض في موسم الصيف ويقوم ببطولته خالد صالح
وخالد الصاوي وروبي... وتأليف أحمد عيد وإخراج محمد مصطفي وتدور أحداثه
حول الصراع بين الخير والشر وأن الانسان مهما تكن طموحاته فمن الممكن أن
يتدخل القدر ويصدر له معوقات وان الطرق الملتوية أحيانا تنجح أكثر من الطرق
المشروعة.
ـ ويقوم خالد صالح بأداء دور شاب يعمل موظفا بسيطا ويمارس حياته بشكل
طبيعي جدا ويتعرض لأحداث وظروف صعبة تغيره ويخرج منها بشخصية غير عادية
وغير سوية وتتوالي أحداث الفيلم بهذه الشخصية المتحولة.
ـ ويقدم خالد الصاوي شخصية المرافق لخالد صالح, وهي شخصية عادية لم
تتغير رغم ماتعرضت له من أحداث وظروف, ومن هنا يري المقارنة بين الشخصية
المتحولة والشخصية الواقعية التي لم تتغير حتي لو مرت تحت تأثير أحداث
وظروف قهرية لنشاهد بعد ذلك ردود أفعال الشخصين في احداث الفيلم. وعن هذا
العمل السينمائي يقول مخرجه محمد مصطفي: واجهتنا مشكلات كثيره في اثناء
التصوير نظرا لضيق الشوارع الصغيرة وتجمع الجمهور حول خالد صالح وخالد
الصاوي في اثناء التصوير فكنت أخطف المشاهد بسرعة قبل أن يعطلنا مرة أخري
تجمع الجماهير وكنت اداعب الناس من حولي حتي يتعاونوا معنا للانتهاء من
تصوير المشاهد وايضا قابلنا مشكلات هطول الامطار وسرعة الرياح في أثناء
التصوير.
أما مدير تصوير الفيلم فله نظره جمالية وذلك باستخدام الاضاءة وكأننا
نرسم لوحة بورتوريه إيطالية للبيوت الشعبية المصرية وكأنه أيضا رسم بالنور,
وتمثل روبي دور فتاة بسيطة من حي شعبي تقع في صراع بين البطلين وعندها
احلام لكن لايوجد امامها اي شيء يدفعها ويساعدها لتحقيق احلامها وطموحاتها
وتحاول من خلال علاقتها بالشخصيات في الفيلم أن تطلع للعالم الخارجي لتحقيق
أحلامها ولكن يقابلها الكثير من العوائق وفي نهاية الفيلم يحدث صراع كبير
بين الشخصية الواقعية الطموحة وبين الشخصية المصدومة في الحياة التي تحولها
الاقدار.
وعن الديكور في الفيلم فهو ديكور خارجي لبيوت صغيرة من الداخل.
وتلعب الموسيقي التصويرية في الفيلم دورا مهما جدا لأنها تعبر عن
الدراما الحاصلة بين الأنماط الشعبية وهذا يشكل عبئا كبيرا علي مؤلف هذه
الموسيقي لانها تراعي القيمة التي تقدم من خلال الأبطال وهي تترجم الشجن
والفرح الشعبي
سحر السينما المصرية في فيلم مصري فرنسي دانماركي
محيي الدين فتحي
انتهي المركز القومي للسينما من وضع ترجمة لفيلم وكأنهم كانوا
سينمائيين بشهادات علي سحر السينما والفيلم أعد له السيناريو وأخرجه الكاتب
والناقد السينمائي صلاح هاشم.
وقام بالتصوير والمونتاج الفنان اللبناني سامي لمع وهو العمل الثاني
لهما كوحدة إبداعية بعد الفيلم الوثائقي الاول البحث عن رفاعة الطهطاوي,
كما أن الفيلم الجديد رابع افلام المخرج وهو انتاج مصري فرنسي دانماركي
مشترك في65 دقيقة وسيتم عرضه غدا بمركز الابداع بالاوبرا, كما سيتم عرضه
خلال شهر سبتمبر القادم بباريس, وقد وافق كمال عبد العزيز مدير المركز
القومي للسينما علي تحمل المركز لنفقات الترجمة بالإنجليزية
ويقول صلاح هاشم( المقيم بباريس) خلال زيارته للقاهرة: إن فيلم وكأنهم
كانوا سينمائيين يتناول سحر السينما المصرية الخفي وتأثيراتها علي حياة
ووجدان المصريين والمبررات التي جعلت السينما المصرية المحرك الاساسي
للطاقات الانسانية المبدعة للشعب, ويقدم الفيلم شهادات عن هذا السحر
لمجموعة كبيرة من السينمائيين والكتاب والمفكرين المصريين ومنهم د. رمسيس
مرزوق مدير التصوير ود. صبحي شفيق شيخ النقاد السينمائيين المصريين
والروائي المصري بكر الشرقاوي الذي عمل خلال الخمسينيات في القطاع العام
السينمائي للدولة, كما يتناول الفيلم إضافات السينما المصرية لثقافة الشعب
المصري كيف يحب وكيف يغني وكيف يرقص, كما اخترقت السينما المصرية العديد من
المحرمات...
ويضيف صلاح هاشم أن عنوان الفيلم يشير إلي علاقة السينما المصرية
بالحضارة الفرعونية التي حرصت علي تسجيل جميع مناحي الحياة اليومية علي
جدران المعابد, فبدا المصريون القدماء وكأنهم سينمائيين يرصدون الواقع
برؤية فنية بكل ماتحمله من ايحاءات ورموز.
الأهرام اليومي في
01/05/2013
بعد سرقة سمير أبوالنيل:
أفــلامـــنــا تحــــت حصــــار القـراصـــــنــة
ناهد خيري
عبر المخرج داوود عبدالسيد عن استيائه من القرصنة التي تحدث للأفلام
المصرية والتي كان أخرها سرقة فيلم سمير أبو النيل لأحمد مكي ومن تأليف
أيمن بهجت قمر وقال هذا من شأنه القضاء علي صناعة السينما كلها
لأن المنتج الذي سيخسر لن يقدم علي التجربة مرة أخري وناشد داوود جميع
أجهزة الدولة ضرورة التدخل لحل هذه الأزمة الشائكة كما رحب داوود بالأعمال
السينمائية المستقلة قليلة التكلفة وقال هذه الأعمال من شأنها حماية
الصناعة من الانقراض ولكن لابد من وضع معايير جيدة وطرق صحيحة للاستمرار في
الإنتاج وعلي المبدعين أيضا كتابة أعمال سينمائية جماهيرية من شأنها جذب
الجمهور لتحتفظ السينما بجمهورها إلي أن تستقر الأمور ونقوم بالإنتاج
المناسب مؤكدا أن هذا لابد وأن يتم حتي تصمد السينما أمام كل المتغيرات
التي تواجهها.
ورفض داوود تخوف البعض من منافسة الفيلم المصري من بعض الدول التي
تحاول فرض أفلامها علي الجمهورالمصري كما حدث في الدراما المصرية وقال
الفيلم المصري سيظل في المقدمة وسيظل له سوقه ولن يستطيع أحد منافسته لأنه
يناقش المشاكل الاجتماعية للناس في مصر وأعتقد له سوقه ايضا في الدول
العربية, هناك أحتياج للسينما في المرحلة المقبلة ولكن لابد من التواجد
بشكل أو بأخر لتجنب فرض سيطرة الآخر علي السينما المصرية.
واتهم داوود الأجهزة المسئولة عن السينما في مصر بالتقصير وقال لقد
ارتكبت الدولة خطأ كبير وهو بيع التراث السينمائي المصري لآخرين استطاعوا
استثماره بشكل كبيرا واستغلاله والتحكم فيه وقد كان أولي علي الدولة
الاستفادة هي بذلك التراث الذي لم ولن يعوض, ووصف هذا بأنه قصر نظر شديد
من المسئولين وسوء تصرف وتقدير وجهل يصل لدرجة المأساة.
الأهرام المسائي في
01/05/2013 |