كانت روح الاحتجاج الثورية التى اجتاحت عواصم العالم فى عام 1968
بمثابة اضرام للنار فى مهرجان كان السينمائى، وقد غيرت والى الأبد طريقة
تنظيم المهرجان.
كان مهرجان كان يستعد لدورة جديدة، والآن نحن نعود الى الاحداث
الدرامية لشهر مايو من عام 1968 من خلال مطبوعتين، الاولى كتبها كيرون
كورلس وكريس دارك بعنوان (مهرجان كان.. من داخل اعظم مهرجان للعروض الاولى
للافلام) وهذه من اصدارات (فابر اند فابر 2007)، والمطبوعة الثانية (
الثورة.. انفجار عالم السينما فى الستينيات) من تاليف بيتر كوى (إصدار فابر
اند فابر 2004).
روح الثورة فى شوارع كان
مع بدء عام 1968 فقدت السينما الفرنسية دورها الريادى فى السينما
الأوروبية، أما مهرجان كان السينمائى – تلك الدرة الفرنسية – فقد ظل يلعب
دوره السيادى، وكان كل الناس يذهبون الى مهرجان كان ومازالوا يذهبون، لكن
اثناء حقبة الستينيات لم يكن هذا المهرجان قد أصبح بعد سوقا سينمائية ضخمة
كما هو الآن.
إننى اتذكر لقاءا صحفيا عقد بالقرب من مانديلى، وكان يضم أورسون ويلز
الذى كان يدير محاكمة من فوق مقعد قبيح بينما يجلس تريفو وآخرون فى صحبته.
كان رئيس المهرجان روبرت فافر لوبريه، من الأشخاص المتفاني، وكان يبدو
كريما تارة، وقاسيا تارة أخرى، وعلى الرغم من أن موريس بيسى رئيس التحرير
السابق لمجلة "سيني موند" كان المفوض العام للمهرجان، بمعنى انه كان رئيس
لجنة اختيار الافلام – كان لفافر لوبريه حضور مؤثر، وكان من الضروري أن
يبقى فافر لوبريه فى رئاسة المهرجان حتى عام 1984.
لقد بدأ عام 1968 بخبر أشاع جوا من الارتياح فى تشيكوسلوفاكيا، فقد
أصبح الكسندر دوبتشك السكرتير العام للحزب الشيوعى فى الخامس من يناير،
خلفا لأنتونين نوفوتنى، وهو التغيير الذي سيؤدي الى ما اصطلح على تسميته
ربيع براغ، فقد تام إطلاق سراح المعتقلين السياسين وإعادة الاعتبار لهم،
كما تم توسيع هامش الحرية فى وسائل الاعلام.
لكن لم تكد تمضى خمسة وعشرين يوما حتى سمعنا أن قوات الفيت كونج
الشيوعية في فيتنام الشمالية بدأت هجومها المضاد الساحق حول سايجون
العاصمة.
وقال الصحفى آى . اف . ستون فى مؤتمر صحفى حاشد فى واشنطن إن
الإمبريالية الأمريكية هى العدو الحقيقى، وكان معظم الأمريكيين يعترفون
بأنهم خسروا الحرب فى فيتنام، بينما كان فل ودانيال بريجان – القسيسان
الجيزويتيان فى ميريلاند - يشعلان النار فى كومة أوامر الاستدعاء لأداء
الخدمة العسكرية، وعندئذ بدأت الاضطرابات تتخذ شكلا جادا داخل الحرم
الجامعى.
وربما تكون الحركة التى قادها دانييل كوهن بندت واحتل بها جامعة نانت
بمساعدة حشد هائل من الطلاب فى 22 مارس، هي الشرارة التى أشعلت أحداث مايو
1968، كما كانت عملية طرد هنرى لانجلوا من عمله كمدير للسينماتيك الفرنسىة
فى 9 فبراير هى التى أثارت حفيظة مثقفي باريس.
كان المسؤول عن هذا القرار وزير الثقافة الفرنسي آنذاك، أندريه مالرو.
وقد اطلق جان كوكتو على لانجلوا (التنين الذى يحرس تراثنا). وكانت صورة
لانجلوا عند السلطات تبدو مثل الخنزير، أما فى نظر المخرجين والنقاد وهواة
السينما، فقد كان هو الرجل الذي يحظى بكل حب وتقدير من جانبهم.
كان من حل محل لانجلوا هو بيير باربان، وقد يكون باربان قد حقق نجاحا
فى عمله كرئيس لمهرجاني تورز وأنيسي، لكن لم تكن أمامه أي فرصة للنجاح فى
عمله الجديد لأنه جاء ضد ارادة المجتمع السينمائى، بالرغم من ان لانجلوا
كان يتعامل بطريقة مدرسية مع المحفوظات السينمائية وطريقة تصنيفها.
اندلعت مظاهرة عارمة تأييدا للانجلوا ضمت نجوما مثل كاترين ديىنيف
وجان بول بلموندو وسيمون سينوريه وآلان رينيه وجان لوك جودار وفرنسوا تريفو.
حدث هذا أمام قصر الشايوه الذي كان يضم إحدى قاعات السينماتيك الفرنسية،
بينما كانت القاعة الأخرى فى شارع رودام، وكان الجو فى تلك الأثناء مصحوبا
برياح ربيعية باردة.
لقد عبر جيلبرت أدير عن روح المظاهرة فى روايته "الأبرياء القديسون"
فوصف الممثل جان بيير ليو بأنه كان يبدو بعينيه الواسعتين كما لو كان شبحا
للمسيح، وكان يقرأ بصوته الأجش ما جاء فى البيان الذى تم توزيعه على
المتظاهرين، وكانت الشرطة قد أحاطت بالمتظاهرين وتعاملت معهم بعنف، وقد
عانى الكثيرمن السينمائيين من الإصابات مثل تريفو وجودار وبرتران تافرنييه.
نجوم الجبهة الموحدة
يقول برناردو برتولوتشى:إن جميع حركات الاحتجاج لعام 68 والتى شملت
جامعة بيركلى، وشيكاغو وجامعة كولومبيا، بدأت جميعها فى فبراير بالتزامن مع
طرد لانجلوا، وللمرة الأولى تهاجم الشرطة الفرنسية مجموعة من المتظاهرين
السلميين كان كل مطلبهم أن يعود لانجلوا الى عمله فى السينماتيك الفرنسية،
وكان هجوم الشرطة والعنف المصاحب له هو المحرك للأحداث، ولذلك أصبحت
فالسينمامن البداية، متورطة في الأحداث.
ومع حلول الحادى والعشرين من أبريل خسرت الحكومة الفرنسية المعركة،
وعاد لانجلوا الى مقعده فى شارع رودام. وفى 2 مايو أعادت السينماتيك فتح
أبوابها، وفى ظهيرة اليوم نفسه المعروف باسم الجمعة الحمراء، وقعت أولى
معارك مايو 1968 فى الحى اللاتينى بين الطلبة والشرطة، تبع ذلك هجوم عسكرى
على مبانى جامعة السوربون، وفى العاشر والحادى عشر من مايو تزايدت حدة
العنف حيث تم احراق السيارات، كما هاجمت الشرطة حصون المتظاهرين، و تم
الإعلان رسميا عن إصابة 367 شخصا واعتقال 460 آخرين فى يوم 10 مايو فقط.
لقد بدا أن ثورة كانت على وشك الاندلاع، وكان مخرجو السينما الفرنسيون
فى طليعة هذه الأحداث، وكان من المقرر أن يقام مهرجان كان السينمائى في نفس
الوقت في مايو، لكنه تعطل أو لم ينعقد بشكل كامل على الأقل. وكانت تلك هى
المرة الثالثة فى تاريخه التي يتعطل فيها، فقد نادى الكثير من الأصوات
بوقفه نظرا لأن مجموعة من السينمائيين أصبحوا جزءا من الحركة السياسية
الدائرة.
كان مقررا أن تقام الدورة الواحدة والعشرون من المهرجان بين 10 الى 24
مايو، وكانت لجنة تحكيم المهرجان تضم رومان بولانسكى ولوى مال ومونيكا فيتى
- ملهمة انطونيونى – وتيرنس يونج – الذى أخرج الأفلام الثلاثة الأولى في
سلسلة جيمس بوند.
وكان من بين الافلام الـ 26 التي أختيرت للاشتراك فى المسابقة
الرسمية، فيلم "أحبك .. أحبك" لآلان رينيه، و"كرة رجل المطافئ" لميلوش
فورمان، و"تقرير عن الحفل والمدعويين" ليان نيمتش، و"بيتوليا" لريتشارد
ليستر، وفيلم "نعناع بارد" لكارلوس ساورا .
ولكن وعلى الرغم من ان المهرجان يبعد 500 ميل عن باريس، وبالرغم من
توقف التليفزيون عن البث مراعاة لدموية الأحداث فى باريس، لم يكن مهرجان
كان بعيدا عما يحدث فى العاصمة.
موقف السينمائيين
ففى 13 مايو أصدرت جمعية نقاد السينما الفرنسيين بيانا تدعو فيه
الحاضرين للانضمام إلى مظاهرة لدعم الطلاب الثائرين (لنتظاهر ضد العنف الذى
تمارسه الشرطة الجائرة والذى يعتبر اعتداءا على ميراث فرنسا فى الثقافي
وعلى التقاليد العلمانية فى جامعاتنا، وعلى مبادئنا الأساسية". لقد طالبوا
بتأجيل المهرجان، لكن فافر لوبريه رفض متعللا بأنه با يجب الزج بالضيوف
الأجانب فىما يمكن اعتباره شأنا فرنسيا، لكنه – على أي حال – أوقف
الاحتفالات وحفلات الكوكتيل والعشاء.
وكان فرنسوا تريفو، على إثر نجاح الحملة فى الدفاع عن السينماتيك، قد
أصبح لديه هدف واحد هو ايقاف المهرجان. لقد جاءت الدعوة الى ايقاف
المهرجان فى شكل اقتراح تم الاجماع عليه من منظمة تم انشاؤها أثناء الأحداث
أطلقت على نفسها "الملكيات العامة للسينما الفرنسية".
وكان هذا نوع من الإشارة إلى "الملكيات العامة" التى تم إعلانها فى
الثورة الفرنسية عام 1789، والتى حملت فى عام 1968 دلالتين، ففى أحد
جوانبها، وضع المشاركون فى أحداث عام 68 أنفسهم فى الفصيل الثورى التقدمى
التاريخى، وعلى الجانب الآخر كانت هذه الحركة بمثابة عدم اعتراف صريح
بالنموذج البورجوازى الذى يمثلوه. لقد تشكلت جماعة "الملكيات العامة
للسينما الفرنسية" من ألف طالب سينمائى وأعداد من اعضاء نقابة المهن
السينمائية وكذلك نقابات المخرجين والنقاد والممثلين، الذين عقدوا
اجتماعاتهم العادية لنحو اسبوعين فى معهد السينما الفرنسى فى شارع فوجيرار.
كان هدفهم إحداث تغيير جذرى في مؤسسات السينما الفرنسية، وظهرت دعوات
تطالب بإضراب عام لكل العاملين فى السينما وفى الوسائل السمعية- البصرية،
واستجاب الجميع للدعوة، والأكثر من ذلك، انهم طالبوا بايقاف مهرجان كان،
وكان المسؤول عن ذلك فرنسوا تريفو ورفاقه الشيوعيون فى الريفييرا الذين لم
يتهاونوا من أجل تحقيق هذه الهدف.
وفى صباح السبت الموافق 18 مايو، ذهب تريفو الى المؤتمر الصحفى
المنعقد فى صالة جان كوكتو. وكان منظمو هذا المؤتمر هم لجنة الدفاع عن
السنيماتيك، وكان جودار موجودا أيضا وكذلك كلود ليلوش الذى حضر فى يخته
الخاص الى المهرجان، وكذلك لوى مال وميلوش فورمان الذى ألقى البيان الذى
تسلمه من "الملكيات العامة للسينما الفرنسية" ودعى النقاد والمخرجين الى
إغلاق مهرجان كان. لقد أعلن ميلوش فورمان وسط تصفيق الحاضرين أنه يسحب
فيلمه "كرة رجل المطافئ" من المسابقة.
وبعد أن ترك فورمان المنصة حل محله رومان بولانسكى الذى تابع المؤتمر
وأشار الى جودار وقال "ان كل ما قلته أعادنى الى ذكرياتى عندما كنت فى
بولندا أثناء الحقبة الستالينية"، وكنوع من الدعابة قيل إن بولانسكى أدلة
بتصريحات صحفية قال فيها إن تريفو وليلوش وجودار "مجرد أطفال صغار يمثلون
دور الثوريين" وأضاف "اننى انسحب كنوع من التضامن مع الطلبة الذين ادعمهم
بكل قلبى، وأنا لا أريد مطلقا أن يتم تفسير قرارى بالانسحاب على أنه رفض
لمهرجان كان".
الفوضى تحيط عرض فيلم "نعناع بارد" Peppermint
Frappe
لكارلوس ساورا
أصبح اليوم التالى ثم نصف اليوم الذى تلاه، حلقة مستمرة من المناقشة
والمواجهات التى تبدأ فى قاعة جان كوكتو وتتواصل فى الصالة الكبرى ثم تتكرر
مرة أخرى، وكان هذا النقاش مصحوبا بهتافات فكاهية وشتائم مهينة.
دور لوي مال
وحتى فى المراحل الأولى، كان واضحا أن هناك فروقا تكتيكية بين هؤلاء
الذين ينادون باغلاق المهرجان، فالبعض كان يفضل الإغلاق التام، أما الآخرون
فكانوا يطالبون بتعديله بحيث تستمر عروض الأفلام، ونتجت عن الفارق بين
الراديكاليين والإصلاحيين مشاحنات شديدة الحدة، وفى تلك الاثناء كان لوى
مال، عضو لجنة التحكيم، مشغولا جدا وراء الكواليس.
قال لوي مال:" إن واجبى أن أقنع لجنة التحكيم بالإنسحاب". اللجنة كانت
تعتقد أنه إذا استقالت لجنة التحكيم فلا يمكن أن يستمر المهرجان، وأثناء
اجتماع للجنة التحكيم أعلن تيرنس يونج أنه تلقى اتصالا تليفونيا من النقابة
الفرنسية وأنه – بصفته عضوا – يتعين جب عليه أن يمتثل لقرار النقابة، (لقد
اقنعت مونيكا فيتى)، أما تريفو فقد ذهب لمقابلة رومان بولانسكى الذى قال
إنه يود أن ينسحب لكنه اعتذر بسرعة عن ذلك.
إذن لم يكن الانسحاب بالإجماع ، ومع ذلك لم تحرك لجنة التحكيم ساكنا،
ونقل لوى مال الأنباء إلى زملائه الذين هرعوا الى الصالة الكبرى، عندئذ
أصبح الموقف معلنا بشكل مبشر أمام كاميرات التصوير وكان الناس يتدفقون فى
الممرات.
وبعد إعلان لوى مال، أعلن فافر لوبريه أن المهرجان لن يمنح جوائز لكنه
أصر على استمرار انعقاده، وأشار ديفيد روبنسون فى "الفيننشال تايمز" إلى أن
مديرى مهرجاني برلين وفينسيا أعلنوا ان جميع أفلام المسابقة سوف تشارك فى
المهرجانين فى يوليو وأغسطس.
كان هذا كسبا لنصف المعركة، وأصبح الموقف أكثر مرارة، وأعلن لوى مال
بعد ذلك أنه يتحمل المسؤولية عن إغلاق المهرجان وقال "لقد أصبحت شخصا غير
مرغوب فيه فى مهرجان كان. كان المنتجون غاضبين، وترددت إشاعات تشير الى
أنها كانت غلطتى... وعنما ذهبت الى المقهى الأزرق (بلو بار) القريب من قصر
المهرجان، رفض العاملون خدمتى".
ومع ذلك فقد شارك لوى مال فى مهرجان كان العام التالى بفيلمه التسجيلى
الذى صوره فى كالكتا بالهند فى نفس العام، لكن فيلمه عُرض خارج المسابقة.
كان المنتج السينمائي الأمريكى الشاب ساندى ليبرسون الذي كان يستعد
لإنتاج الفيلم الأول من إخراج البريطاني نيكولاس روج. موجودا فى مهرجان كان
عام 1968 وهو يتذكر جيدا رد الفعل على الأحداث في منتجي الأفلام ورجال
صناعة السينما.
يقول ساندي: "لقد انتابتهم جميعا الصدمة مما حدث – ليس الفرنسيين –
ولكن الذين جاءوا الى مهرجان كان والذين ترتبط اعمالهم به. كانوا يقولون "ان
هذا عملنا، لقد جئنا لنرى ونبيع ونشترى الأفلام ونعقد الصفقات، ونحن لسنا
جزءا مما يحدث رغم أننا وجدنا أنفسنا فيه.. إننى أحب هذا ، نحن فى الولايات
المتحدة لا يمكن أن نكون يساريين، لقد انتهى هذا العهد.... شيوعية... انت
تمزح؟ إن كلمة اشتراكية من الكلمات القبيحة عند الليبراليين، لذلك فإن ما
حدث فى مهرجان كان 1968 يعتبر من وجهة نظرهم "قلة أدب"، لكن الفرنسيين
عملوها، لقد أثبتوا أن عندهم الشجاعة لكى يقفوا ضد الحكومة".
بعض المنتجين استغرقوا في الأحداث رغم أنهم كانوا مناهضين للثورة، وفى
يوم الأحد 19 مايو اعتصموا على سلالم قصر المهرجان من أجل أن تستمر العروض
السينمائية. وبالنسبة للعروض التجارية فقد وجدت لها مكانا فى الشوارع
الخلفية واستمرت لعدة ايام.
وعلى الرغم من الاضراب وندرة الوقود فقد قدم مهرجان كان العون
للمنتجين والموزعين- الذين يتجمعون كل عام فى المهرجان- بحيث يواصلون عمل
صفقاتهم فى روما، وهى أقرب عاصمة.
ونشرت مجلة فاريتى تقريرا قالت فيه إن اليزابيث نايلور وريتشارد
بيرتون إستقلا طائرة خاصة من لندن لنقل طاقم شركة يونيفرسال الذين تقطعت
بهم السبل فى مدينة كان.
ومن أكثر الاشياء التى تميز اللقطات الإخبارية المصورة عن المهرجان
تلك التى أظهرت التفاعل على المسرح بين قادة المتظاهرين وخاصة تريفو
وجودار. لقد استطاع تريفو أن يؤدى دوره جيدا فى التواصل وتقديم المعلومات
للجمهور عن الأسباب التى تدعو لإغلاق المهرجان بالرغم من أنه بدا كما لو
كان يطمئنهم بامكانية استمرار العروض.
موقف جودار
أما جودار، من الجانب الآخر، فقد ظهر بوجه عابس، وكان متعاليا ومحتجا،
وكان واضحا أنه قد تخلى عن طبيعته التهكمية التى إعتدنا عليها منه. لقد بدا
المنظر كما لو كان الإثنان يمثلان على المسرح بشكل إرتجالي، دورى الشرطى
الطيب والشرطى الشرير، ففى إحدى اللحظات كان جودار يوجه التهمإالى الذين
تجمعوا فى الصالة الكبرى ويتهم صناعة السينما بشكل عام كونها فشلت فى تقديم
الحالة الثورية "لا يوجد فيلم واحد يظهر المشاكل التى تعرض لها العمال
والطلبة، ولا فيلما واحاد، سواء لفورمان أو لى أو لبولانسكى و لفرنسوا..
لقد فقدنا البوصلة".
وأصر جودار وسط همهمة الحاضرين على " أن القضية ليست استمرار أو عدم
استمرار عروض الأفلام، بل القضية هى أن تُظهر السينما تضامنها مع حركة
الطلبة، والشئ الوحيد العملى لكي نؤكد ذلك هو أن تتوقف كل العروض فورا"..
وفى لحظة اخرى فقد جودار أعصابه وانهال بسيل من السباب على هاوى سينمائى
سئ الحظ تجرأ وأبدى ملاحظة مُعارضا جودار.
وقد اهتز جودار من ثورة الغضب وصاح "أنتم تتحدثون عن التضامن مع
الطلبة والعمال بينما أنتم تتحدثون عن اللقطات الترافلينج (المصاحبة)
ولقطات الكلوز أب القريبة، انكم حثالة". لقد كانت لحظة غريبة لمن يُشاهد،
فقد بدأ جودار يتراجع الى الخلف من وقع حدة كلماته، وكان تريفو يقف إلى
جواره وملامحه تدل على الألم.
لقد بدا الأمر كما لو كان هجوم جودار تراجعا عن قناعاته السينمائية
التى آمن بها مع تريفو، موقفه كمحب للسينما، ويمكن أن نفهم ما حدث باعتبار
أن تلك كانت اللحظة التى تبرأ فيها جودار من موقفه القديم كهاو للسينما
مستبدلا إياه بموقف سياسى راديكالى. وقد أظهرت السنوات التالية أنه تخلى عن
إخراج أى فيلم تجارى، كما أدى موقفه هذا إلى قطع علاقته بتريفو الذى وصف
جودار وصفا لا يمكن لهما أن يتصالحا بعده عندما قال واصفا جودار "إنه مناضل
على طريقة أورسولا أندروز"!
لم تخلو محاولات إغلاق المهرجان من الفكاهة، فقد كانت هناك لحظة لا
تقدر بثمن اثناء احتلال القاعة الكبرى، عندما علت صيحات الجمهور مطالبا
بعرض فيلم "نعناع بارد" لكارلوس ساورا، من بطولة جيرالدين شابلن، وكان هذا
بالرغم من أن ساورا سحب الفيلم من المسابقة، وبعد ان أطفئت الأنوار تمهيدا
لعرض الفيلم، صعد الثوارعلى المنصة ليقوموا بعمل الشئ الوحيد المتاح لهم .
وبمساعدة من مخرج الفيلم وممثلته الأولى، فقد أمسك الجميع بالستار
لمنع عرض الفيلم وظلوا محافظين على إغلاقها حتى لا يرى المشاهدون الفيلم
على الشاشة. ووقعت مشاجرة عنيفة، جُرح جودار فى رأسه وفقد نظارته، وهاجم
أحد المشاهين تريفو وطرحه أرضا، ثم اُضيئت الأضواء وأعلن رئيس المهرجان
فافر لوبريه بيانه الثانى بالغاء عروض الظهيرة والمساء.
وعندئذ وصلت الأمور الى مستواها النهائى من الازمة. وأخبرت الشرطة
السرية فافر لوبريه بأنها لا تستطيع عمل شئ لوقف تدفق مزيد من العاملين في
صناعة السينما الفرنسية إلى المهرجان المهرجان، وقرر لوبريه أن يستقيل من
منصبه بسبب الفوضى التى وقعت، وبعدأن طلب من عمدة مدينة كان استحدام سلطته
في إخلاء قصر المهرجان من المتظاهرين، لكن طلبه قوبل بالرفض، وأدرك فافر
لوبريه وفريقه أنه يستحيل عليهم منه تكرار "ليلة المتاريس" في كان، وعند
ظهيرة الأحد 18 مايو أعلن لوبريه إغلاق مهرجان كان السينمائى.
"لقد كانت لحظة عظيمة" هكذا قال لوى مال عن عام 1968.. "لقد توقفت
البلد كلها فورا، وبدأ الناس يفكرون فى حياتهم والمجتمع الذى يعيشون فيه
ويفكرون فى شتى احتمالات حل الأزمة،وكان القليل من هذه الخيارات ممكنا،
وعندما انتهى كل شئ فاننى فكرت أنه يجب أن تصبح أحداث مايو 68 مؤسسة، يجب
تكرار مايو 1968 كل أربع سنوات. إنها ستكون مناسبة للتطهر أكبر من
الأولمبياد الرياضى"!
تنويه: على العمود الواقع على يسار الصفحة في صور اليوم مجموعة من
الصور النادرة لأحداث 68 في باريس.
عين على السينما في
23/03/2013
«عصفوري»
لفؤاد عليوان و«ليال بلا نوم» لإليان الراهب
«أيام
بيروت السينمائية».. انهيار بلد ولقاء جلاد بالضحية
نديم جرجورة
تنتهي الدورة السابعة لـ«أيام بيروت السينمائية»، المُقامة حالياً في
صالتي سينما «متروبوليس» (الأشرفية)، مساء غد الأحد. أفلام ولقاءات وندوات
ومحاضرات. برامج متنوّعة، كتنوّع الأفلام العربية حديثة الإنتاج. الثامنة
مساء غد، قبل عرض فيلم الختام «عالم ليس لنا» للفلسطيني مهدي فليفل، تُمنح
جائزتان ماليتان: الأولى بقيمة خمسة آلاف دولار أميركي تقدمة «الصندوق
العربي للثقافة والفنون (آفاق)» لمشروع سينمائي وثائقي، والثانية بالقيمة
المالية نفسها تقدمة «مؤسّسة الشاشة في بيروت» لـ«توزيع فيلم وثائقي عربي
يُشارك في هذه الدورة، عند عرضه التجاري».
اليومان الأخيران حافلان بعروض وأنشطة: «الحارة» لنيكولا خوري
(الخامسة والنصف بعد ظهر اليوم)، «متسلّلون» لخالد جرّار (الرابعة بعد ظهر
غد)، «فدائي» لدميان أونوري (السادسة مساء غد). هناك أيضاً ليلة الفيلم
القصير، بدءاً من التاسعة والنصف مساء اليوم. بالإضافة إلى ندوة بعنوان:
«صانعو الأفلام العرب ومؤسّساتهم السينمائية في زمن التغيير» (الرابعة
والنصف بعد ظهر اليوم في صالة سينما «متروبوليس»). أما الفيلمان اللبنانيان
المختاران لعرضهما مساء اليوم السبت، فمرتبطان معاً بما يُمكن اعتباره
«سينما الذاكرة اللبنانية المثقوبة»، لاستعادتهما حقبات أساسية في زمن
الحرب الأهلية، ولإضاءتهما جانباً أو أكثر من خفاياها. الأول وثائقي
بعنوان: «ليال بلا نوم» لإليان الراهب (السابعة مساء). الثاني روائي طويل
لفؤاد عليوان بعنوان: «عصفوري» (العاشرة ليلاً، بناءً على دعوات خاصّة).
أفلام لبنانية عديدة شكّلت لحظة اغتسال فردي أو جماعي، إزاء تلك
الذاكرة. سواء كانت الذاكرة مثقوبة أو مفقودة، فإنها لا تزال عصيّة على
البوح الكامل. ومع أن سينمائيين لبنانيين عديدين مستمرّون في نبشها
والتنقيب فيها، إلاّ أن انغلاقها على نفسها ضارٌّ. وعلى الرغم من أن بعض
الوثائقيين اللبنانيين ذهب إلى أفراد أساسيين في تلك الحرب، إلاّ أن حواجز
كثيرة لا تزال مرتفعة بين هؤلاء الأفراد وقول الحقائق. إليان الراهب
اختبرت، في جديدها هذا، تجربة الذهاب مع فردين أساسيين إلى لحظة الاعتراف
العميق. فؤاد عليوان أراد، في أول روائي له يصنعه بعد أفلام قصيرة عديدة،
أن يعيد صوغ الماضي وفقاً لخراب الراهن. لا تأكيد على إمكانية عرض «ليال
بلا نوم» تجارياً، مع أن عرضه التجاري ضروريّ. بينما يُتوقّع أن تبدأ
العروض التجارية المحلية لـ«عصفوري» في النصف الثاني من أيار 2013.
ليست العودة إلى الماضي اللبناني، المشبع بالدم والدمار والفظاعات،
سهلة. اختارت إليان الراهب شخصيتين لبنانيتين مرتبطتين جذرياً بتلك الحرب
القذرة: أسعد شفتري، مسؤول جهاز الأمن في «القوات اللبنانية» لغاية «هجرته»
مع إيلي حبيقة وفريقه إلى زحلة منتصف الثمانينيات الفائتة. مريم سعيدي،
الساعية من دون كلل إلى كشف مصير ابنها الشيوعي، الذي فُقد في العام 1982،
في معركة «كلية العلوم» (الشويفات). البنية الجوهرية للنص الحكائي مهمّة
للغاية: لقاء جلاّد بضحية. النواة الإنسانية مفتوحة على الأخلاقي أولاً،
وعلى السياسي والثقافي والاجتماعي أيضاً. ساعتان وثماني دقائق مشغولة
بتقنية المزج بين الروائي والمتخيّل. ذهبت الراهب إلى حدود بعيدة في مقاربة
المسألة، لكنها لم تذهب إلى ما هو أبعد وأهمّ. تقديم رجل الأمن، في لحظة
مسعاه اليومي إلى التطهّر من أدران الحرب، ناقص. محتاجٌ هو إلى مواجهة أحدّ
مع من اكتفى باعتراف عام عن جرائم ومساوئ وأذية، وبطلب المغفرة من ضحاياه.
هذا سؤال عميق وقاس. الفيلم محتاج إلى قراءة نقدية مستقلّة. إيجابياته
القليلة دعوة إلى مناقشة هادئة لسلبياته. «ليال بلا نوم» بدت كأنها
معــقودة على الأطـراف الثـلاثة: رجل الأمن، وأم الفقيد، والمخرجة التي
اختارت المبطّن كي تكشف بعض خفاياه. هذه خطوة جريئة وملحّة، في بلد اعتاد
الانغلاق على نفسه، وقتل خفاياه، والهرب من قول حقائق ووقائع.
«عصفوري» مختلف. متنقّل هو بين زمنين اثنين: راهن مُسرف بإعادة إعمار
قاتلة، وماض لا ينفكّ يطلّ على الجميع، فيسعى الجميع إلى خنقه. عائلات
مقيمة في مبنى يتداعى. حكايات وأحوال وعلاقات. خيبات وواقعية مفرطة في
التعاطي مع «واقع الحال». حب وانهيار وأحلام محطّمة وانكسار. أفراد يروون
شيئاً من شقائهم. أفراد يعيدون صوغ الأزمنة المتداخلة، والصدامات الواضحة،
والالتباسات الغامضة. مبنى يتداعى كبلد ذاهب إلى حتفه. رأسمالية عقارية
تريد إعادة إعمار بلد منهار، من دون أن تذهب إلى إعادة بناء أسسه. كل واحد
يريد النجاة بنفسه، من دون أن يدري أن نجاة كهذه محتاجة إلى اغتسال ذاتيّ
من ماض وحاضر. فؤاد عليوان التقط شيئاً من نبض مدينة تموت، ومن أحوال أناس
مسحوقين، ومن حكايات بيئة منزوية على نفسها حدّ الاختناق.
السفير اللبنانية في
23/03/2013
أفلام قصيرة تسلّط الضوء على معاناة وأحلام الفنانين..
وثائقيات من "مهرجان دبى السينمائى الدولى" بعروض "بافيليون
داون تاون"
علا الشافعى
أعلن "مهرجان دبى السينمائى الدولى" برنامج العروض السينمائية التى
ينظّمها فى "بافيليون داون تاون"، لشهر مارس، حيث ستعرض مجموعة من الأفلام
التى تسلّط الضوء على عالم الفن والفنانين، وذلك أيام الاثنين 25،
والثلاثاء 26 مارس الجارى، الساعة 7:30 مساءً.
تبدأ عروض "بافيليون داون تاون" يوم الاثنين 25 مارس بفيلم "جان ميشيل
باسكيا: الطفل المشع". للمخرجة تمارا ديفيس التى أخرجت هذا الفيلم الوثائقى
تحيةً لروح صديقها "جان ميشيل"؛ أحد أهم الفنانين فى القرن العشرين.
تمّ تصوير هذا الفيلم قبل عشرين عاماً، ويغطى المقابلة الوحيدة التى
جرى الكشف عنها لهذا الفنان من بين الكثير من المقابلات التى أجراها، وقد
تمّ عرض هذا الوثائقى لأول مرة فى مهرجان صندانس عام 2010، حيث أثار الكثير
من الجدل، بما فيه من وقائع تسجل صعود وسقوط هذا الفنان الشاب.
فى يوم الثلاثاء 26 مارس، يعرض "بافيليون داون تاون" فيلمين قصيرين
للمخرجة الإيرانية المبدعة التى أحرزت العديد من الجوائز "روخسارى غيمغامى"
التى تمثل الجيل الجديد الصاعد للمخرجين الإيرانيين، فتبدأ الأمسية بعرض
فيلمها "صعود القمة: لوحة لفنان إيرانى غير عادى"، وهو عبارة عن لوحة هادئة
ومرحة، وغالباً ما تتخلله المفاجآت حول ذلك الرسام الذى يرفض القيود،
ويحاول إثبات أن الفنان الحقيقى لا يحتاج إلى التعلّم ليستوعب ويشعر
بجماليات الفن التى تؤهله للإبداع.
ومن ثمّ يتمّ عرض فيلمها "الازرقاق" الذى تمّ تكريمه فى العديد من
المهرجانات الدولية حول العالم. يتتبع هذا الفيلم القصير أحد الرسامين الذى
يُجبر على العمل فى شوارع طهران، فيصمّم على السعى وراء الفن الذى يعشقه
رغم كل التحديات. مدة الفيلم 10 دقائق بطريقة الرسوم المتحركة المتسلسلة،
وثائقى يكشف ما فى داخل الفنان من أحلام، ومخاوف، وذكريات.
جدير بالذكر أن جميع العروض مجانية، والدخول على أساس أولوية الحضور،
وتستوعب دار عرض بافيليون 60 مشاهداً فى كل فيلم، لذلك وجب التنويه لمراعاة
المواعيد.
"السينما فى جنوب أفريقيا" تناقش سينما الجنوب والسيطرة
الأمريكية
الأقصر - جمال عبد الناصر
"السينما فى جنوب أفريقيا"، عنوان الندوة التى أقامها مهرجان
الأقصر بحضور الدكتور مارتن بيتروس مؤلف الكتاب الذى يحمل نفس عنوان الندوة
وهو من كبار المحاضرين والباحثين فى السينما الجنوب أفريقية.
بدأت الندوة بالحديث عن بدايات السينما فى جنوب أفريقا وتزامنها مع
بدايات السينما فى مصر وقال مارتن بيتروس أن السينما فى جنوب أفريقيا بدأت
كأداة لدعم التفرقة العنصرية والسود لم يكن لديهم المال لصناعة أفلام تعبير
عن قضاياهم وهمومهم.
ثم تطرق الحديث خلال الندوة لسينما ما بعد التفرقة العنصرية التى ظهرت
مع بداية التسعينات والتعاون الأوربى المشترك من خلال توقيع اتفاقيات وظهور
جيل من المخرجين السود.
قامت الفنانة عزة الحسينى بإدارة الندوة بمشاركة الناقدة والمخرجة
المسرحية نورا أمين التى قامت بالترجمة ومناقشة مارتن بيتروس حول مشاركة
السياسيين والنشطاء فى الفعاليات السينمائية وكيفية فصلهم بين السينما
والسياسة وقال مارتن: أنه لا فرق بين السياسة والسينما فيما يخص الهموم
فالسينما ناقلة لما يحدث على أرض الواقع، وبالتالى فكثير من السينمائيين
تحولوا لنشطاء سياسيين.
وحول عمليات وآليات توزيع الأفلام فى جنوب أفريقيا ردا على سؤال
الفنان والكاتب عطية الدرديرى قال مارتن: للأسف تسيطر شركات الإنتاج
والتوزيع الأمريكية على دور العرض فى جنوب أفريقيا ولا يمثل الفيلم الجنوب
أفريقى فى السينمات سوى بنسبة 1% وهذه يراها كارثة حقيقية تواجه السينما
الجنوب أفريقية.
كما تحدث مارتن عن سينما يوسف وأنه يقوم بتدريسها لطلابه فى جنوب
أفريقيا وكم هى سينما حقيقية تحمل رؤى فنية ومعبرة عن الواقع المصرى بشكل
فعال.
حضر الندوة الفنان والأستاذ بمعهد السينما فاروق الرشيدى الذى تساءل
حول كيفية التعاون المشترك بين السينما فى مصر وجنوب أفريقا وأهمية فتح
قنوات اتصال من خلال المهرجان، لأنه يرى أن السينا فى جنوب أفريقيا أصبحت
سينما متقدمة جدا ولديها إمكانيات وتقنيات عديدة كما قام مارتن بيتروس
بتوقيع عدد من الإمضاءات على كتابه لعدد من الحاضرين فى الندوة.
اليوم السابع المصرية في
23/03/2013
وجوه جديدة تنافس على عرش السينما في هوليوود
يوسف يلدا
منذ بضع سنوات وهذه الوجوه تحتل الشاشة الكبيرة، ويعدّها الجمهور من
بين الأفضل، ويتوقع أن تتربّع على عرش السينما العالمية.
لندن: برزت العديد من الوجوه التي بدأت تشقُّ مسيرتها
الفنية بقوة في إتّجاه عاصمة السينما هوليوود، منافسةً الوجوه التي حققت
أفلامها سابقاً نجاحاً عالمياً على صعيد شباك التذاكر، ومن بين هذه الوجوه
الجديدة نذكر آن هاثاواي، برادلي كوبر، كريس إيفانز، كريس هيمسوورث، جينيفر
لورانس، جيسيكا جاستين.
آن هاثاواي
أفضل مثال على ذلك فيلم "البؤساء" من بطولة آن هاثاواي، التي منذ كانت
في سن المراهقة تمكنت من أن تدخل قلوب الجمهور، وإستطاعت اليوم تعزيز
مشوارها السينمائي وتقريب المسافة بينها وبين جائزة الأوسكار، لتفوز كأفضل
ممثلة مساعدة عن دورها في النسخة السينمائية من رواية فيكتور هوغو
الكلاسيكية، بعدكا شاهد الفيلم أكثر من 60 مليون متفرّج في 42 دولة.
جينيفر لورانس
أما جينيفر لورانس التي وقفت إلى جانب هاثاواي بعد ترشيحها كأفضل
ممثلة، نالت قبل الأوسكار، جائزة الكرة الذهبية وإنطلقت شهرتها كالصاروخ
نحو النجومية هي الأخرى.
وتقاسمت الممثلة الشابة مع برادلي كوبر بطولة فيلم "المعالجة
بالسعادة" أحد أفضل الأفلام التي ترشحت لجوائز الأكاديمية الأميركية
الأخيرة. وحققت أعمال لورانس السابقة "ألعاب الجوع"، و"أليكس كروس" أعلى
الإيرادات خلال عرضها في صالات السينما العالمية.
ويعدُّ فيلم "ألعاب الجوع" من بين أحسن خمسة أفلام حققت إيراداتٍ
عالية في العام الماضي، حيث بلغت 500 مليون دولار، بينما مهّد فيلم جينيفر
لورانس الأسبق "وينترز بون" لأول ترشيح لها.
كريس هيمسوورث
بدأ أيضاً كل من كريس هيمسوورث وكريس إيفانز يسلكان طريق الشهرة
والنجومية كونهما من بين أبرز الوجوه المتمكنة والمؤهلة التي ستتخذ لها
مكانة بارزة في عالم صناعة السينما الهوليوودية، حيث أدرج إسم بطل فيلم
"كابتن
أميركا" ضمن قائمة النجوم الخمس الأعلى أجراً في هوليوود بعدما تقاضى 20
مليون دولار عن دوره في فيلم الحركة "أكشن".
ويعد هيمسوورث الممثل المفضل لدى المراهقات وبلغت نسبة الإناث اللواتي
شاهدن فيلمي "ثور"، و"بياض الثلج والصياد" حوالي 70%، وهن يعتبرن النجم
الإسترالي نموذج الرجل الذي يحلمن به.
كريس إيفانز
أما الممثل الأميركي من أصول إيطالية - ايرلندية كريس إيفانز الذي بدأ
مسيرته الفنية في عام 2000 في مجموعة من الأدوار المتنوعة، إستطاع الحصول
عام 2004 على دور البطولة في فيلم "ذا بيرفكت سكور" مع سكارليت جوهانسون.
إلاّ أن أشهر أفلامه على الإطلاق، هما "كابتن أميركا"، و"المنتقمون".
جيسيكا شاستين
جيسيكا شاستين، ممثلة أخرى إستطاعت أن ترسّخ أقدامها في عالم السينما
الهوليوودية، والتلفزيون الأميركي. والكاليفورنية البالغة 35 عاماً تعد من
الممثلات المتميّزات في السينما العالمية. عرفها الجمهور من خلال أدوارها
الناجحة في المسلسلات التلفزيونية الشهيرة، مثل "القانون والنظام"، و"إي آر"،
لكن دورها في فيلم "مساعدة" عام 2011، كان السبب في إنطلاق شهرتها،
وترشّحها لجائزة أوسكار أفضل ممثلة ثانوية.
واليوم، أزاحت شاستين العديد من نجمات هوليوود عن طريقها لتترشّح
للمرة الثانية لجائزة الأوسكار عن دورها المتميّز في فيلم "30 دقيقة بعد
منتصف الليل".
موقع "إيلاف" في
23/03/2013 |