كتب ألكسندر دوما رواية “الفرسان الثلاثة” ونشرها سنة 1844 (بعد ثلاث
عشرة سنة أو نحوها على امتهان الكتابة والتأليف)، وتوخى فيها متابعة حياة
ومغامرات شاب اسمه دارتنيان ترك الريف الفرنسي وأمَّ باريس للالتحاق
بالفرسان الثلاثة الذين كانوا قد اشتهروا بأنهم “قنّاصة الحرس” . في الواقع
كلمة
Muketeers
لا تعني، حسب المنتشر، فرسان، بل مستخدمو البنادق القديمة (والحكاية تقع في
القرن السابع عشر) .
الحكاية تآلفت وصيغت كمسلسل، ونشرت كمسلسل روائي في صحيفة كان اسمها
“الدائرة” مغامرات لشخصية دارتنيان وليس للشخصيات الأربعة معاً . وكان هذا
المنوال معتمداً من الكاتب (ذي الأصل الإفريقي) فلديه مراحل كتابية منها ما
هو منتم إلى رومانسيات فترة الملكة ماري إنطوانيت، ومنها ما هو أوبرات
وُضعت لتصاحب مؤلّفات موسيقية، وأخرى تدور في رحى الملك لويس الرابع عشر
وهكذا .
حالياً ينبري الفيلم الجديد “الفرسان الثلاثة” لتقديم الحكاية بمزيج
من الخط الأصلي وتطويره إلى ما لم يأتِ الكاتب الكبير على ذكره بغية الوصول
إلى أذواق مختلفة . وهو على نحو كبير، أسوأ اقتباس عمدت إليه السينما في أي
مكان . فيلم مصنوع على أساس تغييب الدراما والشخصيات كما رُسمت، ودفع
الحكاية باتجاه مياه أفلام حديثة تم تدمير شخصياتها الكلاسيكية مثل “شرلوك
هولمز” الذي شوهد في مثل هذه الأيام من العام الماضي . أيضاً، هناك الحس
بأن ما نشاهده على الشاشة بصرياً يبدو جزءاً خرج من الآلة التي صنعت بعض
أسوأ أفلام المغامرات الحديثة ألا وهي سلسلة “قراصنة الكاريبي” . المزج بين
هذه الأفلام ليس في مصلحة الفن ولا في مصلحة الأدب ولا الثقافة، ويكاد
المرء أن يُضيف، ليس في مصلحة هوليوود مطلقاً .
إنه من إخراج بول و .أس . أندرسون، وحفظ اسمه ضروري لتجنّب أعماله في
المستقبل، وبطولته لمجموعة من المتحمّسين بينهم ماثيو مكفايدن، راي ستيفنسن،
ميلا جوفوفيتش، أورلاندو بلوم، كريستوفر وولتز ولوغن لرمان . والأخير كان
في الثامنة من عمره حين لعب دوره الأول على الشاشة كإبن مل غيبسون في
“الوطني” (2000) .
الخلط بين الاقتباس مع حريّة التغيير تبعاً لأي ظرف، وبين هذا المنوال
من الاستبدال الجذري لروح الرواية مليء بالثقوب . إنه أقرب إلى اعتداء منه
إلى استلهام أو اقتباس وفيه ينضم دارتنيان (لرمان) إلى “الفرسان” الثلاثة
كما هو معهود، والتشكيلة تدخل في موقعة لتخرج من موقعة سابقة مع قصّة حب
بين دارتنيان وميلادي (جوفوفيتش) خالية من العاطفة . في الحقيقة، وعلى
الرغم من تكرار العبارة الشهيرة “واحد للكل والكل لواحد”، فإن كل ممثل هنا
يلعب لنفسه . لا كيمياء ولا فيزياء ولا حتى زمالة حقيقية . الكلمات تخرج
بلكناتها المختلفة وعلى نحو مفجع كون الكاتبين (أليكس ليتفاك وأندرو ديفيز
وهذا ليس أندرو ديفيز مخرج أفلام أكشن أفضل)، فكّرا في شخصيات وحارات هارلم
وبروكلين أكثر مما فكّرا في شخصيات فرنسية أو بريطانية . الهم هنا هو إبهار
المشاهدين بالمؤثرات والأبعاد الثلاثة، ويكاد المرء يقول إن كل من التقط
نظارة ثلاثية الأبعاد عند مدخل السينما رضي بأن يترك عقله هناك كبديل .
في نسخة جورج سيدني من هذه الرواية سنة 1948 (بطولة جين كيلي ودجون
أليسون وفان هفلن ولانا تيرنر) كان هناك تسطيح، لكن ذلك الفيلم على خفّته،
على مسافة سنوات ضوئية من هذا الفيلم . كذلك نسخة آلان دوان الكلاسيكية سنة
1939 . أما نسخة المخرج البريطاني رتشارد لستر سنة 1973 فهي بالتأكيد أفضل
ما حققته السينما (غير الفرنسية) عن هذه الرواية الرائعة . هناك ذلك المزيج
الحي من حب الفروسية وحسن تنفيذ مشاهد القتال، وواقعية التاريخ وجودة الرسم
الشخصياتي وقوّة الأداء حتى في الأدوار الصغيرة . من أوليفر ريد إلى مايكل
يورك ومن كريستوفر لي إلى راكيل ويلش كان هناك كل ذلك الزخم من التآلف
والتناسق بين الشخصيات . علاوة على ذلك حس المخرج الساخر الذي لا يثقل على
الفيلم ولا يغيّر في قيمة الرواية الأصلية . وهذه كلها ليست أموراً غائبة
في النسخة الجديدة، بل لا علم للمخرج المذكور بها على الإطلاق .
يتنبأ بمجتمع ينهش بعضه بعضاً حباً
بالبقاء
"لعبة
الجوع" آخر عنقود أفلام نهاية
العالم
انتهى التصوير، في الأسبوع الماضي، من فيلم خيالي علمي جديد بعنوان
“لعبة الجوع” كان انتقل من الورق إلى التصوير في سرعة ملحوظة نسبة لموضوعه:
في المستقبل القريب سيتم لكل عاصمة في ولاية أمريكية اختيار اثني عشر شاباً
وفتاة للتقاتل حتى الموت في مسابقة تُبثّ على الهواء مباشرة . الإخراج
لجديد اسمه غاري روس، والبطولة لجنيفر لورنس وليام همسوورث ووودي هارلسون
وإليزابث بانكس .
إنه واحد من الأفلام التي باتت تنظر إلى المستقبل القريب بحذر متنبئة
بمجتمع ينهش بعضه بعضاً حبّاً بالبقاء .
ليس لأن السينما الأمريكية، على الأخص، لم تنتج أفلاماً من هذا النوع
سابقاً، بل إن تاريخ هوليوود يتحدّث عن الكثير من الأفلام التي تصوّر
نهايات الأرض . لكن الفارق أنه في السنوات الأخيرة بات العنصر الأكثر لفتاً
أن هذه النهاية المتوقّعة لها علاقة بالإنسان نفسه . ضرورة التخلّص من مئات
ملايين البشر لكي يستطيع ملايين محظوظون البقاء أحياء .
بمثل هذا السيناريو تم إنتاج فيلم جديد بعنوان “في الوقت” من إخراج
أندرو نيكول الذي كان أخرج من قبل فيلماً مثيراً بعنوان “سايمون” وكتب قصّة
فيلم “ترمينال” الذي أخرجه ستيفن سبيلبرغ ثم أخرج فيلماً قام ببطولته
نيكولاس كايغ بعنوان “سيد الحرب” .
“في الوقت” هو علمي خيالي نجد فيه المستقبل قاتماً
بسبب الرغبة في التخلّص من كل من تجاوز الخامسة والعشرين من العمر . هذا
سينطبق قريباً على جوستين تمبرلانك في دور البطولة، الذي سوف يحاول البقاء
حياً وقد اقترب عيد ميلاده الفاصل . لكي يفعل ذلك، هو بحاجة لدفع رشوة،
لكنه لا يملكها وسبيله الوحيد بالتالي هو الهرب من بوليس النظام .
هذا لن يكون بديلاً للحكايات الأخرى التي تدور حول الفيروسات القاضية
على البشر أو تحويلهم إلى آكلي لحوم بشر وزومبيز . وكنا شاهدنا قبل أسابيع
الفيلم الجيّد لستيفن سودربيرغ “معدي” الذي رسم فيه صورة رصينة لمثل هذا
الاحتمال، ينضم إلى صورتين رصينتين من المخرجين الدنماركي لارس فون تيرنر
في “ميلانكوليا” وفيلم المخرج الأمريكي آبل فيرارا “آخر يوم على الأرض”
أحد المشاريع الجديدة المنوي الدخول بتصويرها في منتصف العام المقبل
فيلم “زومبي لاند 2”، وسيضم بطلا الجزء الأول وودي هارلسون وجيسي ايزنبيرغ
وسيخرجه روبن فلايشر الذي سبق وأخرح الجزء السابق . ذلك الجزء (خرج قبل
عامين) حمل الفكرة ذاتها معالجة بمزيج من الرعب والأكشن والكوميديا .
والثابت أن استخدام الزومبيز للتبشير بنهاية العالم بات أمراً عادياً
ومنوالاً قصصياً لا خلاف عليه . الأسبقية في هذا المجال للمخرج جورج س .
روميرو وذلك من أواخر الستينات حين صوّر، بتكلفة صغيرة للغاية، “ليل الموتى
الأحياء”، ليتبع ذلك بسلسلة ناجحة ولتتبع سلسلته العديد من الأفلام التي
تتناول موضوع الزومبيز وناهشي لحوم البشر، كالعنصر الذي سينهي الحياة على
الأرض . وتبعاً لمهارة كل مخرج والبعد الفكري الذي يتحدّث فيه، فإن
المستويات اختلفت . أفلام روميرو مازالت تعمل على إدانة الفوارق الطبقية
واشتراك الإعلام الأمريكي في التستّر على الحقيقة، بينما شاهدنا من
بريطانيا في العام 2007 فيلم نقلة في هذا المجال هو “28 أسبوعاً آخر” من
بطولة روبرت كارلايل، وهو فيلم يجعلك تخرج من الصالة ملتفتاً حولك بحذر .
أفلام جديدة
Margin Call
توقيت مناسب لفيلم يتحدّث عن جشع “وول ستريت” وضحاياه مع أداء رائع من
كَن سبايسي وجيريمي آيرونز وستانلي كوتشي
Wrong Turn
يفصح العنوان عن نوع الفيلم الكوميدي: مجموعة من الأصدقاء في رحلة فوق
الثلوج تضل الطريق وتدخل منطقة خطرة .
In Time
في المستقبل سيتم إعدام كل من هم فوق الخامسة والعشرين إلا من يستطيع
دفع غرامة عالية يشتري بها حياته .
Of Gods and men
*** 2011
قبل بضع سنوات، تم اختطاف رهبان ومبشّرين فرنسيين (معظمهم) من كنيستهم
المنعزلة في إحدى القرى الجزائرية وإعدامهم، وذلك من قبل متطرّفين وجدوا في
ذلك جهاداً لا ريب فيه . الحادثة يعالجها المخرج الفرنسي إكزافيير بيوفوا
متحدّثاً عن الواقعة . لكن الفيلم يؤكد أن التقارب بين الأديان موجود بين
الناس العاديين وأن الرهبان كانوا يعيشون في سلام بين أبناء القري
ويشاركونهم المناسبات الاجتماعية قبل تطوّر الوضع إلى ما هو عليه الآن .
إنه فيلم جيّد يقود بطولته ميشيل لونسدال ولامبرت ولسون .
أوراق ومَشاهد
أعمى فوق درّاجة
هناك مشهد للكوميدي بَستر كيتون في أحد أفلامه القصيرة الصامتة إنتاج
1921 عنوانه قد يكون “حظ متعثّر”، نرى فيه باستر كيتون جالساً خلف رجل يقود
دراجة هوائية وظهره إلى ظهر ذلك الرجل . حين يسقط الرجل من على الدراجة
ينتبه كيتون إلى أن الدراجة مازالت منطلقة فيحاول الجلوس في المكان الصحيح
وتعوقه السرعة ويكاد يقع لكنه ما إن يجلس وراء المقود حتى تغطّي رأسه قماشة
لا يحسن رميها عن وجهه، بينما الدرّاجة لاتزال منطلقة مارّة بين السيارات
المسرعة ومعرّضة راكبها والآخرين إلى الخطر .
المشهد الذي يُثير الاهتمام في هذا الفيلم هو أن العجلة (التي لم
تتوقّف لحظة) وصلت بصاحبها إلى منطقة ترابية عليها جسر تحت الإنشاء . الجسر
يبدأ من يمين الصورة ثم هناك فراغ وبعد ذلك تكملة الجسر شمال الصورة . على
كيتون ودرّاجته أن يجتازا الجسر من نهاية قسمه الأول إلى بداية قسمه الثاني
من دون أن يقع في الهوّة فوق الطريق السريع . فجأة، والمشاهد لا يستطيع
توقع ما سيحدث، وفي اللحظة التي تصل فيه الدراجة إلى نهاية القسم الأول من
الجسر تمر حافلة ركاب عالية باتجاه الذهاب وأخرى مماثلة في الاتجاه
المعاكس، بذلك وطئت الدراجة سطح الحافلتين في وقت مرورهما لتصل عبرهما إلى
بداية الجسر المقابل .
هذه الأيام يستطيعون تنفيذ هذا المشهد وأصعب منه عبر الكمبيوتر
غرافيكس، لكن نتحدّث حين كانت السينما مثل طبيخ البيت: صنعة تقوم كلّها على
جهد بشري خال من الخدع التقنية . لإتمام هذا المشهد لم يكن هناك مؤثرات أو
خدع كاميرا . كان على الممثل- المخرج العبقري كيتون أن يتأكد من أن
الحافلتين سوف تمرّان في الثانية المحددة وإلا سقط ودرّاجته فوق تلك الطريق
.
لكن هذا ليس السبب في أنه مشهد لافت يبقى في الذاكرة . هناك فكرته .
الرجل الذي يقود الدرّاجة التي ترفض التوقّف وفوق عينيه عصبة لا ينجح في
فكّها والمخاطر التي يمر ودرّاجته بها أكثر من مرّة . مثل هذه الأفكار لم
تكن غريبة على الكوميدي المشهور والمجهول في آن معاً .
م .ر
merci4404@earthlink.net
الخليج الإماراتية في
23/10/2011
مهرجان دبى السينمائى الدولى الثامن يكرم الفنان جميل راتب
علا الشافعى
يقوم مهرجان دبى السينمائى الدولى، فى دورته الثامنة، التى تُقام تحت
رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة،
رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبى، بتكريم الممثل المصرى المخضرم جميل راتب، عبر
منحه "جائزة تكريم إنجازات الفنانين" لهذا العام.
ويُعتبر الفنان القدير، من أهم النجوم فى السينما والتليفزيون والمسرح
وصاحب إنجازات على مدار مشواره الفنى الطويل، وممثلاً معروفا فى فرنسا
والولايات المتّحدة والعالم العربي. وتضم الأعمال التى ظهر فيها أكثر من 50
فيلماً منها: "ترابيز" 1956، وفيلم "وداعاً بونابرت" 1985 للمخرج يوسف
شاهين، وفيلم "الدرجة الثالثة" 1998 للمخرج شريف عرفة، وفيلم "الرئيس
التركي" 2010 للمخرج باسكال إيلبي، إلى جانب مشاركته فى عدد من المسلسلات
التلفزيونية والمسرحيات المعروفة.
وسيتسلّم راتب هذه الجائزة الخاصة خلال دورة المهرجان لهذا العام،
والتى تقام فى الفترة من 7 إلى 14 ديسمبر.
وتعليقا على اختيار جميل راتب قال عبد الحميد جمعة، رئيس مهرجان دبى
السينمائى الدولي: "نتشرّف بتكريم الفنان جميل راتب، الممثّل المعروف فى
العالم العربي، بمنحه ’جائزة تكريم إنجازات الفنانين‘ لهذا العام. ولطالما
كان راتب مصدر الهام للكثير من الفنانين السينمائيين الموهوبين، فاستقوا من
أسلوبه المميّز القوى فى التمثيل، وشغفّه الزائد فى المسرح والسينما.
ويُعتبر السيد راتب من الجيل الأول من ممثلى العالم العربى الذين انطلقوا
عالمياً وحصدوا نجومية واسعة فى الأسواق الدولية.
ومن جهته قال الممثل القدير جميل راتب: "إنه لشرف كبير بالنسبة لى أن
تختارنى إدارة مهرجان دبى السينمائى الدولى وتخصّنى بهذه الجائزة. ولا يخفى
أن المهرجان قد أصبح تظاهرة هامة على الصعيد العالمى وتزداد شهرته وشعبيته
مع الأيام، ناهيك عن الفضل الكبير للجهود التى تبذلها إدارته والقيّمون
عليه فى تسليط الأضواء على السينما العربية والمواهب الفذة من العالم
العربي. ولقد أصبح هناك تقبّل، وإن كان بطيئاً نوعاً ما، للممثلين العرب
على الصعيد الدولي، وأصبحوا يظهرون فى أفلام أكثر من الأفلام التى كانوا
يظهرون فيها خلال العقود الماضية من الزمن."
وأضاف أيضاً: "ستكون هذه زيارتى الأولى إلى دبي، وأنا فى قمة السعادة
لتزامن زيارتى هذه مع نيل الجائزة."
واشتهر راتب على الساحة العالمية فى دور ماجد، فى الفيلم الكلاسيكى
المشهور "لورانس العرب" 1962 للمخرج ديفيد لين، كما ترك بصمة واضحة فى
السينما التونسية والمسرح الفرنسي، فشارك فى مسرحيات للعديد من المؤلفين
المسرحيين الكلاسيكيين والمعاصرين أيضاً. وقد امتدّ مشواره الحافل
ومساهماته فى المسرح والتلفزيون المصرى لأجيال، حيث يفضّل فى أعماله
الأخيرة التعاون مع المخرجين المستقلين والناشئين الموهوبين، ممن يعالجون
قصصاً مؤثرة وقوية.
يقوم مهرجان دبى السينمائى الدولى سنوياً باختيار عدد من عمالقة
السينما وممثليها المعروفين لمنحهم "جائزة تكريم إنجازات الفنانين"، بمن
فيهم نجوم السينما العربية، وسينما آسيا وأفريقيا، وسينما أوروبا
والأمريكتين وجنوب شرق آسيا وأستراليا.
وخلال الدورات السابقة، منح مهرجان دبى السينمائى الدولى "جائزة تكريم
إنجازات الفنانين" لكوكبة من الفنانين والسينمائيين المميزين، بمن فى ذلك:
عمر الشريف، وفاتن حمامة وعادل إمام، ومورجان فريمان، وشون بن، وأميتاب
باتشان، وشاروخ خان، وداوود عبد السيد، والراحل يوسف شاهين، ورشيد بوشارب،
وسليمان سيسي، ونبيل المالح، وأوليفر ستون، ودانى جلوفر، وتيرى جيليام،
وياش شوبرا، وسوباش جاي.
وسيتمّ الإعلان قريباً عن أسماء الفنانين المبدعين الذين سيتمّ
تكريمهم فى دورة العام 2011 من المهرجان
اليوم السابع المصرية في
24/10/2011
القذافى حياً وميتاً
علا الشافعى
لقطات حية ومشاهد كثيرة للعقيد معمر القذافى لحظة إلقاء القبض عليه
إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة.. لقطات تنافست وسائل الإعلام المرئية والمطبوعة
على الانفراد بها، سواء عن طريق النشر أو البث المباشر.. لقطات يرى البعض
أنها أشفت غليل ضحايا القذافى وشعبه الذى عانى كثيرا من جنونه وشططه..
لقطات حققت أعلى نسب مشاهدة على المواقع الإلكترونية المختلفة والوسائط
التكنولوجية، البعض يشاهد بدافع الفضول، والبعض الآخر بدافع التشفى
والسعادة برؤية أكثر وأقدم زعماء العالم جنونا، وإثارة للجدل وما بين
الاثنين تاه الإعلام وغابت المهنية، وتعامل الجميع على طريقة «القرد
أبوسديرى»، أو المشهد الأثير فى فيلم الناصر صلاح الدين للعبقرى يوسف
شاهين، عندما وضع ريتشارد قلب الأسد آرثر فى قفص بعد اكتشاف خيانته ليصبح
فرجة للعالم، بنفس المنهج تعامل الإعلام العربى مع تلك اللحظة، ولن أتحدث
هنا عن حرمة الموتى، ومبادئ الإسلام، وكيف كان يتصرف الرسول الكريم مع
أعدائه، القذافى ارتكب الكثير من الجرائم، نعم فعلها، وأهدر ثروات بلاده،
إرضاء لنفسه وجنونه، نعم.. لا يستطيع أحد أن ينكر ذلك، ولا يستطيع أحد أن
يلوم الليبيين على فرحتهم، إلا أن أخلاقيات المهنية الإعلامية ضاعت فى
مقابل الحصول على السبق الصحفى فى مقتل القذافى، حيث إن كل القنوات
الفضائيات والصحف حاولت أن تؤكد خبر قتل الزعيم الليبى معمر القذافى، إلا
أن شدة التنافس وراء حدث كبير بهذا الشكل جعل الفضائيات تسلك مسلكا معيبا،
غاب عنه الجانب الأخلاقى والمهنى، بحسب تأكيدات الكثيرين من خبراء الإعلام.
وكان على الإعلام أن يكتفى بصورة واحدة تؤكد خبر الوفاة بدلا من
كليبيات القتل والسحل وصور جثة القذافى داخل المشرحة، وصوره الأخرى وهو
يرتعد فى يد من قبضوا عليه، ولكن يبدو أن القذافى الذى عاش حياته وهو يملأ
الدنيا صراخا ومشاهد نافست كبريات المسرحيات فى عبثها ومواقفها المضحكة،
أبى الإعلام الفوضوى إلا أن ينقل موته بنفس الطريقة.
اليوم السابع المصرية في
24/10/2011
|