ما الذي حدث لوودي ألن في السنوات العشر الأخيرة؟ هل فقد لمسته؟ هل كانت
لديه لمسة أساسا؟
ذات مرة، خلال حديث بيننا تم قبل نحو سبع سنوات، قال إنه حاول أن يقلد
الكوميدي (الراحل) بوب هوب في الإلقاء: «لديه طريقة يحول بها العبارة إلى
نكتة حتى وإن لم تكن مضحكة أساسا. هذه أعرف أنني لم أجدها بعد».
لكن المشكلة كما تتبدى اليوم، مع الاستقبال الفاتر الذي حصده آخر فيلم له
«ستقابلين غريبا طويلا داكنا» هي أنه لم يعد يُضحك وربما لم يعد يكترث لأن
يُضحك.
مشكلة الإلقاء كانت بسيطة: في السنوات التي كان يمثل فيها معظم أفلامه
(الثمانينات) كانت مشكلته هي أنه لا يتوقف عند نهاية العبارة التي من
المفترض أن تكون مضحكة، بل يستمر في كلامه. لكن رغم ذلك، الكثير مما كان
يقوله ومما كان يشخصه على الشاشة، كان لا يزال مضحكا. حينها كان الكوميدي
الساعي دائما إلى إنجاح هذه الصفة. بعد ذلك، وخلال السنوات العشر الأخيرة
أو نحوها، زاد انحرافه الكلي عن هذا الاتجاه فإذا به يميل نحو الدراميات
الخفيفة (أو ما يُسمى أيضا بالكوميديات العاطفية) التي ليس من غاياتها أن
تضحك، فقط أن تجعل المشاهد يبتسم لوضع ويتسلى به.
ما يزيد المشكلة حدة، أن كل حكاياته العاطفية متشابهة. هي دائما عن شخصيات
تعيش معا لكن قلب كل طرف معلق بشخص آخر: أ متزوج من ب، لكن ب تحب س وس يحب
ل ول تحب أ. وهذا نجده في هذا الفيلم الأخير على وجه كامل، كما في كل فيلم
من أعماله الأخيرة.
هل كانت لديه لمسة أساسا؟ بكل تأكيد. كان عبقريا. هل فقد لمسته؟ بكل تأكيد.
أصبح إعلانا مكررا.
في مثل هذه الأيام من عام 1999 وجد المنتج المعروف هارفي وينستين نفسه في
مواجهة صعبة مع ستيفن سبيلبرغ. فهارفي كان لديه فيلم على درجة رفيعة من
التميز الفني عنوانه «شكسبير عاشقا» للإنجليزي جون مادن مع جفري رش وتوم
ولكنسن وجوزف فاينس وجودي دنش وغوينيث بولترو. أما المخرج - المنتج سبيلبرغ
فكان أنجز واحدا من أكثر أعماله طموحا وهو «إنقاذ المجند رايان» مع توم
هانكس، توم سايزمور، إدوارد بيرنز، مات دايمون وجيوفاني ريبيسي من بين فريق
رجالي كبير.
كل من وينستين وسبيلبرغ منى نفسه بأوسكار أفضل فيلم، وكل منهما دفع ملايين
لحملة ترويج أين منها حملات الانتخابات السياسية. هارفي هاجم «الفيلم
الآخر» علنا، لكن سبيلبرغ أصدر تعليماته لرئيس مكتب الإعلام (اسمه تيري برس)
بعدم تبادل إطلاق نار كلامي مع المنتج النيويوركي المعروف وأخيه بوب
بشركتهما آنذاك «ميراماكس».
النتيجة كانت فوز «شكسبير عاشقا» بأوسكار أفضل فيلم وفوز بطلته بالترو
بأوسكار أفضل ممثلة وجودي دنش بأوسكار أفضل ممثلة مساندة. أما «إنقاذ
المجند رايان» فقد خسر أوسكار أفضل فيلم (وهي الأعلى مرتبة كما نعلم) لكنه
ربح حفنة من الأوسكارات في المقابل فحصد أوسكار أفضل مخرج وأفضل تصوير
سينمائي (يانوش كامينسكي) وأفضل صوت وأفضل توليف وأفضل مؤثرات صوتية.
هذا العام، قد يتكرر الموقف ذاته. هارفي وينستين لديه فيلم من نمط «شكسبير
عاشقا» ذاته عنوانه «خطاب الملك» (يفتتح مهرجان دبي المقبل) وسبيلبرغ لديه
فيلمان: واحد يتبع سينما الأنيماشن (توزعه باراماونت) تحت عنوان «مغامرات
تان تان: سر اليونيكورن»، والثاني حربي (كما كان حال «إنقاذ المجند رايان»)
بعنوان «حصان الحرب» (توزعه ديزني).
لكن هارفي يدخل منافسة مزدوجة، أو لنقل إنه سيجد منافسة حامية حتى من دون
سبيلبرغ، فنده هذه المرة هو المنتج سكوت رودين الذي يطمح لتسجيل انتصار
أوسكاري عبر فيلمه الجديد «الشبكة الاجتماعية» الذي أخرجه ديفيد فينشر. ومن
المثير وجود إشاعات هوليوودية تتساءل ما إذا كانت الحرب بين هارفي وسكوت
بدأت إعلاميا بالفعل. في هذا النطاق فإن السؤال المطروح هو عما إذا كان
هارفي هو المسؤول عن إثارة التساؤل حول مصداقية «الشبكة الاجتماعية». من
ناحية مضادة، فإن هناك حديثا حول ما إذا كانت أحداث «خطاب الملك» مفبركة.
فالفيلم يقوم على نص مفاده أن الملك جورج السادس (ملك بريطانيا خلال الحرب
العالمية الثانية) كان يعاني التأتأة. لكن مؤخرا هناك من يقترح أنه لم يكن
يعاني من شيء ما قد يُصيب احتمالات نجاح الفيلم ببعض الخسائر. في كل
الأحوال فإن الممثل الرئيسي لفيلم «خطاب الملك»، وهو كولين فيرث ضمن ترشيحه
بلا عناء إذ قدم أداء يؤهله لهذه الخطوة.
* سوانك/بَنينغ
* هذه الحرب ليست وحدها الدائرة، والمنافسات حامية منذ الآن بين أكثر من
فريق. خذ مثلا المنافسة على أوسكار أفضل ممثلة، حيث هناك إجماع على أن أنيت
بَنينغ لا بد ستكون من بين المرشحات وذلك عن دورها في «الأبناء بخير»:
دراما خفيفة حول امرأتين تعيشان معا وزوج إحداهما السابق يطرق الباب من
جديد. المشكلة التي تواجهها بنينغ مزدوجة: هناك احتمال كبير في أن تجد
نفسها في مواجهة مع شريكتها في البطولة جوليان مور (التي تؤدي دور المرأة
التي جاء زوجها السابق يطرق الباب) وهناك احتمال في أن تجد نفسها في مواجهة
هيلاري سوانك عن دورها في «إدانة» المعروض حاليا. هيلاري هذه السنة من بين
المرشحات المتوقعات وغير المؤكدات لكن مجرد أن لديها حظا يثير تكهنات كثيرة
كونها فازت على أنيت بَنينغ مرتين سابقا: في عام 2000 تنافست بَنينغ وسوانك
على أوسكار أفضل ممثلة. الأولى عن دورها في «جمال أميركي» والثانية (التي
كانت لا تزال في مطلع عهدها) عن «الصبيان لا يبكون»... وفازت سوانك. بعد
أربع سنوات وجدت بَنينغ نفسها في مواجهة ثانية. كانت آمالها كبيرة عن دورها
في فيلم «أن تكوني جوليا» لكن سوانك كانت أشبه بجوكر آخر لحظة فخرجت رابحة
أوسكارها الثاني عن فيلم كلينت ايستوود «مليون دولار بيبي».
* مخرجون متنافسون
* بالنسبة للمخرج ديفيد فينشر، صاحب «الشبكة الاجتماعية» فإن حظه هذا العام
يبدو أفضل من حظه في السنة الماضية حين تم ترشيحه لأوسكار أفضل إخراج عن
«قضية بنجامين باتون المثيرة للفضول» ولو أن هذا لا يضمن له شيئا حتى الآن.
فإلى يساره هناك طامح آخر هو المخرج ديفيد أوراسل وإلى يمينه كريستوفر
نولان. الأول حقق فيلما دراميا بعنوان «المقاتل» يصفه من شاهده إلى الآن
بأنه جدير بسباق الأوسكار والثاني لديه «بداية»، الفيلم الذي عرف نجاحا
كبيرا خلال عروضه التجارية قبل شهرين. هذا النجاح جاء مزدوجا إذ استقبل
جيدا كذلك من قِبل النقاد.
هنا يدخل ليوناردو دي كابريو اللعبة، فهو يقف في بطولة «بداية» كما يقف
مارك وولبرغ في بطولة «المقاتل»، لكن الملاحظ أن دي كابريو جاد في سعيه لأن
يجد نفسه بين المرشحين و - من ثم - بين الفائزين، ولديه حظان عوض الحظ
الواحد. فهو بطل فيلم آخر يمكن أن نجده مطروحا حين إعلان الترشيحات في
الشهر الأول من العام المقبل، هو «شاتر آيلاند» الذي أخرجه مارتن سكورسيزي
وعُرض في مطلع هذه السنة. هنا تجدر ملاحظة أن دي كابريو في مقابلاته
الأخيرة حريص على انتهاز الفرصة المتاحة للمقابلات التي يجريها لحساب فيلم
«بداية» لكي يُشير إلى دوره في «شاتر آيلاند» ويمنحه قدرا موازيا من
الثناء. الغاية هنا تذكير الرأي العام، وبالتالي أعضاء أكاديمية العلوم
والفنون، المؤسسة المانحة للأوسكار، بذلك الفيلم السابق. فمع أن عروضا خاصة
أقيمت لفيلم سكورسيزي لكي يحضرها الأعضاء هذه الأيام، إلا أن التجارب
السابقة دلت على أن الأفلام التي تعرض في النصف الأول من السنة لديها حظ
أقل من تلك التي تعرض في النصف الثاني، وعليه فإن جهدا إضافيا يقع على عاتق
المتصلين بذلك الفيلم لإعادة إحيائه من جديد.
لكن إذ يعني ذلك أن ليوناردو دي كابريو يريد أن يضمن لنفسه وجودا إما عبر
فيلم سكورسيزي وإما عبر فيلم كريستوفر نولان، يعني أيضا أنه إذا ما تم
ترشيحه للفيلمين معا فإنه بذلك سينافس نفسه بنفسه. هذا لا يضمن شيئا وإن
كان يزيد بالتأكيد من الاحتمالات.
الأكثر إثارة في هذا النطاق هو التالي:
دي كابريو يدرك أن الأوسكار عادة ما يذهب إلى الأداء الدرامي وليس إلى
التمثيل في فيلم أكشن. على هذا النطاق، فإن فوزه إذا ما حدث، سيكون بسبب
«شاتر آيلاند» إذا ما استطاع التسلل إلى الترشيحات. أما «بداية» فمشكلته هي
أنه فيلم أكشن بالتأكيد. وهي مشكلة لا تطال دي كابريو فقط، بل الفيلم
والمخرج نولان إذ قد يخرجان بلا أوسكار.
إلى الآن، فإن ما سبق هو مجرد عينة موضوعية لما سيقع تتابعا من الآن وحتى
موعد إقامة الحفلة المقررة في السابع والعشرين من الشهر الثاني من العام
المقبل. فالترشيحات الأولى ستتوالى، تتبعها الترشيحات الرسمية ثم المرحلة
الفاصلة بين إعلان تلك الترشيحات والحفلة ذاتها. وفي كل مرحلة سيتكاثر
الحديث وترتفع الوتيرة وستزداد المنافسة حدة. ولا بد أنه سيكون لنا عودة
إلى هذا السباق، الذي هو أشبه بحرب مواهب مستمرة.
الشرق الأوسط في
19/11/2010
دي نيرو وبولغاري وتينغا يركبون الجمال ويقيمون في غرف
طينية
مصر: سياحة الصحراء تستهوي نجوم السينما
والموسيقى والأزياء العالميين
موط (جنوب غربي مصر): عبد الستار حتيتة
تستهوي صحراء مصر الغربية بشكل متزايد نجوم السينما والموسيقى والأزياء
العالميين القادمين من أميركا وفرنسا وإيطاليا وغيرها. نجوم أرهقتهم
الأضواء ويريدون الابتعاد عن كاميرات التصوير وأعين المتطفلين وأسئلة
الفضوليين. بمجرد وصولهم إلى شمال أفريقيا ينتقلون مباشرة إلى عمق الصحراء
على بعد يصل إلى نحو 900 كيلومتر جنوب غربي العاصمة المصرية، حيث تستقبلهم
غرف طينية تجمع بين الفخامة والبساطة، ومن بين هؤلاء نجوم هوليوود مثل
روبرت دي نيرو، والموسيقار الفرنسي المعروف جان لوك تينغا، ورجل المجوهرات
الإيطالي الشهير نيكولا بولغاري، ومصمم المجوهرات جيامباتيستا فالي،
وغيرهم.
للتخلص من ضجيج العالم يستقل هؤلاء النجوم الطائرة لتحلق بهم لمدة نحو 60
دقيقة قبل أن تحط في آخر بقعة من العمران بجنوب غربي مصر، وهي عبارة عن
واحة الخارجة، ملحق بها مطار صغير.. ومن هناك تبدأ الرحلة بالسيارات، حيث
تتكشف الصحراء الواسعة بألوانها المتعددة بعد اجتياز مدينة الخارجة التي
تعتبر عاصمة محافظة الوادي الجديد. وعلى مدى الأشهر الأخيرة، راقبت «الشرق
الأوسط» زيارات عدد من نجوم العالم، وكانت في صحبة بعضهم أيضا حتى مطلع هذا
الأسبوع.
ويكره نجوم العالم اثنين في عزلتهم بالصحراء هما كاميرات المصورين
والصحافيين.. بل إن الفنان روبرت دي نيرو نفسه ترك ضجيج القاهرة وزحام
المعجبين وتطفل الإعلام، وانتقل على عجل بالطائرة إلى الفضاء الممتد عبر
الواحات المبعثرة في جنوب غربي مصر، وأبدى رغبته، بأدب جم، في عدم التصوير
أو الإدلاء بأي أحاديث، فيما عدا مزح تبادلها مع سكان محليين قرب مدينة
القصر التاريخية الخاوية على عروشها، والتي تعد من أقدم المدن الطينية
هناك.
وفي مصر أصبحت بعض المشروعات القليلة، التي أقيمت في السنوات الأخيرة
بالصحراء، قرب الواحات، تتيح خيارات متعددة لكي يتعامل نجوم العالم مع دروب
المنطقة التي يعتقد أن الإنسان هجرها بسبب تعرضها للجفاف قبل نحو 10 آلاف
سنة.. ومن هذه الخيارات توفير سيارات الدفع الرباعي والخيول والجمال للقيام
برحلات داخل الأماكن الوعرة، حيث تبدو الصحراء التي قد تظن أنها خاوية،
مزدحمة بالتشكيلات الصخرية العجيبة التي تشبه الأجساد والرءوس والأذرع
الضخمة لمخلوقات أسطورية معلقة في الصمت، ومزدحمة أيضا بألوانها التي تتعدد
ما بين الأحمر والأصفر والأسود والبني والأبيض.
ولا يزيد عدد المشروعات لاستقبال الزوار هناك عن أصابع اليدين، وهي ذات
مستويات مختلفة، تبدأ من الفنادق إلى المنتجعات الصغيرة المبنية من الطين
وجذوع النخيل وأخشاب السنط. وفي منتجع من الطين على أطراف مدينة موط، عاصمة
الواحات الداخلة أقام روبرت دي نيرو وعدد من المقربين له، وتجولوا جميعا في
الصحراء وركبوا الخيول والجمال، وسهروا تحت النجوم في سكينة.
«يفضل عدم الاقتراب منه.. يفضل عدم مقاطعته».. هكذا يذكر مرافق للنجم دي
نيرو الذي اشتهر بندرة أحاديثه لوسائل الإعلام، ويضيف حين كان مرافقا له في
زيارته الأخيرة لمصر أن النجم العالمي يحب الخروج للأماكن الهادئة حين يكون
مقبلا على عمل جديد، حيث كان «يستجم هذه المرة ويهيئ نفسه أيضا لدور في جزء
جديد من سلسلة أفلام
Manuale d›amore، مع الممثلة الإيطالية مونيكا بيلوتشي». وكان برفقة دي نيرو، الذي
سيُمنح مطلع العام المقبل جائزة عن مجمل أعماله في حفل توزيع جوائز «غولدن
غلوب»، صديقه النجم الهوليوودي، هارفي كيتل، الذي يعد أحد أهم عبقريات
التمثيل في العالم.
ويمضي زوار الصحراء يومهم بين تلال من الرمال الساحرة ذات التكوينات الأقرب
للخيال ويفضل بعضهم ركوب الخيول والجمال وسيارات الدفع الرباعي.. وبعد
مشاهدة الغروب عبر الهضاب والوديان، يعودون إلى محال إقامة تقع بين غابات
من النخيل. ومر على الصحارى المترامية حول واحة الداخلة في الفترة الأخيرة
أيضا مصمم الأزياء العالمي جيامباتيستا فالي، والجواهرجي الإيطالي العالمي
نيكولا بولغاري، الذي كان في صحبة عدد من أصدقائه، وجرب متعة البقاء بين
الكثبان الرملية الصفراء التي تحدها عبر الأفق تلال من الصخور الجيرية
البيضاء. وأدهشته الألوان المتعددة التي تشكلها التربة الصحراوية كأن كل
رقعة منها تم نسجها على حدة بخامات مختلفة وفي أوقات مغايرة.
ومن المشاهير أيضا كان هناك فنانون فرنسيون من بينهم المايسترو جان لوك
تينغا، عازف البيانو الفرنسي الشهير، الذي كان يتجول مستلهما روح البراري
الجرداء نهارا، بينما كان يعكف ليلا على مزج موسيقى الصحراء بالموسيقى
الغربية.. ويقول تينغا في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إنه جاء إلى واحة الداخلة
هنا لأمرين، الأول الاستجمام، والثاني محاولة استكشاف الموسيقى المصرية
ودمجها مع الموسيقى العالمية.. «واحة الداخلة والصحراء المحيطة بها رائعة..
الناس الذين نلتقي بهم هادئون وطيبون. عادات بسيطة تجعلنا نفكر في العودة
للصحراء المصرية مرة أخرى».
ولم يبخل جان لوك تينغا على زوار الصحراء من علية القوم في عزف نوع مميز من
الألحان على آلة البيانو الضخمة الموجودة في مسرح من الطين وأسقف من جذوع
النخيل في مقر الإقامة بمنطقة الطرفة القريبة من مدينة موط. كان عدد
الجالسين في قاعة المسرح الصحراوي 9 من الشخصيات المميزة في العالم. وكانت
الألحان تنساب فوق الرؤوس فيما لمعان النجوم في السماء يتناغم مع الأضواء
الخافتة المنبعثة من الشموع بالقرب من نوتة تينغا، التي تحمل لحنا جديدا من
ألحانه التي أبدعها هنا.
يقول تينغا: «كنت أستكشف واحة الداخلة، وحين وجدت نفسي في الصحراء أمام
البيانو، تملكتني رغبة في عزف أكبر قدر من الألحان التي تحمل روح الصحراء
من تلك التي ألفها كبار الموسيقيين في العالم على مر التاريخ.. من فرنسا
وأميركا وإيطاليا.. هنا مكان ملهم. عدد الناس الذين يمكن أن تلتقي بهم قليل
جدا، ويمكن أن تتوحد مع نفسك، وتعيد ترتيب الأشياء داخل ذاتك».
وانضمت للسهرات الليلية أيضا المغنية الفرنسية (الأوبرالية) كورين فيرون،
لتشدو بصوتها بعد أن فوجئ رواد الصحراء الجدد بوجودها.. الكل يتحدث في
همس.. ويرحب بالآخرين في همس ويطلب ما يريد في همس، حتى الهواتف الجوالة
كانت معظم الوقت معدة على الوضع الصامت.
وأقيمت خلال السنوات الثلاث الأخيرة الكثير من الفنادق والمنتجعات الطينية
التي تتكون في معظمها من الخامات البيئية من أجل تشجيع زيارات أصحاب الذوق
الرفيع من الفنانين والمبدعين والمصممين للصحراء. ويأمل أصحاب المشروعات
المصرية في نمو الزوار الغربيين للمنطقة بعد أن أصبحت مناطق مشابهة في
المغرب العربي عرضة لتهديدات تنظيم القاعدة. ومن بين المنشآت التي تعمل
الحكومة المصرية على تشجيعها والتوسع فيها «ديزرت لودج» و«سوليمار موط»،
و«الطرفة لودج»، وهذه الأخيرة أقام فيها دي نيرو وكيتل وبولغاري لعدة أيام،
حيث يعلق وائل عابد المسؤول عن «الطرفة لودج» بقوله إن «العزلة في الصحراء
المصرية أصبحت تستهوي نجوم السينما والموسيقى ومصممي الأزياء والمجوهرات
العالميين».
ويضيف عابد الذي يفخر باستقباله للمشاهير الذين ينشدون الابتعاد عن العالم،
موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن «هؤلاء النجوم يريدون التصرف على طبيعتهم كأنهم
في بيوتهم الخاصة.. نحن نعرف هذا، ونحرص على توفيره لهم نحاول أن نجعل من
الصحراء المصرية مقصدا للناس الذين ينشدون السكينة والأمن والهدوء
والاختفاء.. والإبداع أيضا».
الشرق الأوسط في
19/11/2010
أربعة أفلام تحقق إيرادات غير مسبوقة فى تاريخ السينما ثاني
أيام عيد الأضحى
بالأرقام "بلبل حيران" في المركز الأول.. وبالمنطق
والأرقام "ابن القنصل" فى المركز الثانى بين أفلام العيد
دعاء سلطان وعبير عبد الوهاب
وبدأت الحرب الباردة بين جبهتي الانتاج والتوزيع في مصر –الشركة العربية
والمجموعة المتحدة- وازدادت الحرب سخونة مع ثاني أيام عيد الأضحى وبدأ
المزاد العلني فيما بينهما على أولوية كل منهما لتحقيق ايرادات غير مسبوقة
في تاريخ السينما المصرية.
ولعل ما رفع من حدة الصراع بينهما هو أن الأفلام المعروضة موزعة فيما
بينهما بالتساوي تقريبا.. فيلم لنجم الكوميديا أحمد حلمي هنا يقابله فيلم
لنجم الكوميديا عادل امام وفيلم لايت هنا وهو "ابن القنصل" يقابله فيلم
لايت آخر لمحمد رجب مع اختلاف قيمة الفيلمين وحجم الأبطال طبعا.
فيلمان للشركة العربية مقابل فيلمين للمجموعة المتحدة وبدأت المعركة
بتصريحات ساخنة من الطرفين في مشهد أعاد للذاكرة مشهد الحرب بينهما في موسم
الصيف الماضي عندما تم تبادل الكراسي فأنتجت الشركة العربية فيلم "أمير
البحار" وفي المقابل كانت المجموعة تعرض فيلم "ولاد العم" وانطلقت
التصريحات النارية من قبل الجبهتين حتى وصل كليهما لخط النهاية مع نهاية
الموسم في نفس التوقيت تقريبا محققين 40 مليون جنيه مقسمة على الفيلمين
بالتساوي تقريبا بحسب ايرادات الشركة العربية والمجموعة المتحدة.
المزاد نفسه تكرر هذا العام لكنه مزاد مزدوج، فالشركة العربية دخلت الحرب
بفيلمي "زهايمر" لعادل امام و"محترم الا ربع" لمحمد رجب، بينما دخلت
المجموعة الفنية بفيلمي "بلبل حيران" لأحمد حلمي و"ابن القنصل" لاحمد
السقا.. وهو ما يعني ان القوة الشرائية للسوق سيتم توزيعها على أربعة أفلام
فقط، وهو ما يبشر أيضا بايرادات مرضية جدا للمنتجين وهو ما تحقق بالفعل في
اليوم الأول الذي تجاوزت فيه ايرادات الأفلام الأربعة حاجز الأربعة ملايين
جنيه، بينما جاءت ايردات اليوم الثاني مفاجأة بكل المقاييس.
في البداية يجب أن نوضح أن الايردات كلها على مسئولية شركات الانتاج
والتوزيع.. سواء الشركة العربية أو المجموعة المتحدة، أما المفاجأة فهي أن
ايرادات اليوم الثاني للأفلام الأربعة –بحسب تصريحات الشركتين- وصلت إلى
ستة ملايين جنيه منها مليون و920 ألف جنيه ايرادات فيلم "بلبل حيران" وحده،
أما فيلم "زهايمر" فيأتي في المرتبة الثانية محققا مليون و813 ألف جنيه في
حين يحتل فيلم "محترم الا ربع" المرتبة الثالثة بمليون ومائتا وخمس وستين
ألف جنيه، وهو ما يثير الحيرة فعلا.. أولا لطبيعة الفيلم، وثانيا لطبيعة
أبطاله، لكن عذرنا الوحيد هو أن هذه الأرقام على مسئولية أصحاب الفيلم
ومنتجيه وموزعيه، أما "ابن القنصل" فقد تراجع – وفقا أيضا للإيرادات التى
حصلنا عليها من الجهتين للمركز الرابع مكتفيا بمليون وستون ألف جنيه فقط،
لتصبح اجمالي ايرادات الأفلام ستة ملايين جنيه تقريبا!
ومن جهة أخرى فقد تسربت إيرادات أخرى من جهات إنتاجية وتوزيعية جديرة
بالاحترام – هي الأخرى- تؤكد أن فيلم "ابن القنصل" قد حقق مليون ومائة
وسبعة وعشرين ألف جنيه ثانى أيام العيد، في حين لم تتجاوز إيرادات فيلم
"محترم إلا ربع" المليون جنيه، فى حين تقدم "بلبل حيران" الأفلام بإيراد
وصل إلى مليون وخمسمائة ألف جنيه، تلاه "ابن القنصل" ثم "زهايمر" بمليون
جنيه فقط، وهذه أرقام أخرى تكذب سابقتها.
ايرادات الأفلام في هذا اليوم تضع العديد من علامات التعجب والاستفهام وأي
علامة يمكن أن تثير الدهشة، فكيف تتحمل القوة الشرائية للسوق المصري كل هذه
الايرادات؟ ثم كيف يمكن أن يحقق فيلم لمحمد رجب ايرادات أكثر من فيلم يقوم
ببطولته كل من احمد السقا وخالد صالح وغادة عادل، خصوصا في الأسبوع الأول
لعرض الفيلمين وهو الأسبوع الذي يطلق عليه صنّاع السينما اسم "أسبوع النجم"
بمعنى ان ايراد الأسبوع الأول هو ايراد الجمهور الذي حضر العرض من أجل
مشاهده نجمه المفضل اما ايراد باقي الأسابيع فهو ايراد الفيلم نفسه وهو ما
يجعل الأمر يبدو، وكأن جمهور محمد رجب أكبر من جمهور السقا! بل إن الأمر
يوحى بأن محمد رجب له جمهور – أصلا- وهذا الجمهور يسعى لحضور أفلامه فى
زحمة الأعياد!
لكن أيا كانت صدقية هذه الأرقام من عدمها يبقى أن نؤكد أن طرحها أصلا
يجعلنا أمام إيرادات غير مسبوقة في تاريخ السينما المصرية، فلم يسبق وان
حققت أربعة أفلام ستة ملايين جنيه في يوم واحد.. منها ثلاثة ملايين
وثمانيمائة الف جنيه من نصيب فيلمين فقط، ومليوني ومائتا ألف تقريبا من
نصيب الفيلمين الآخرين.
بقى أن نقول إن سينما داندى مول، وهى سينما تابعة لمجموعة جود نيوز، وبها
أربع قاعات عرض، تعد مؤشر جيد لقياس إيرادات أفلام عيد الأضحى الحالى،
بعيدا عن مبالغات الشركات فى إيرادات أفلامها، وعدم الشفافية فى معرفة
أرقام حقيقية، فالسينما لا تتبع أى من كتلتى التوزيع المتصارعتين على
إيرادات الأفلام، كما أن القاعات الأربع متساوية فى المساحة.. يعرض بكل
قاعة من هذه القاعات فيلم من أفلام عيد الأضحى الحالى، لذلك فإن الإيرادات
التى تخرج من هذه السينما تعد مؤشرا يمكن القياس عليه ومعرفة حقيقة الأرقام
التى تروج لها شركات التوزيع.. إنه قياس منطقى وبالأرقام أيضا.
حصل فيلم "بلبل حيران" على المركز الأول فى إيرادات هذه السينما فى ثانى
ايام عيد الأضحى محققا 17100جنيه، بينما جاء فيلم "ابن القنصل" فى المركز
الثانى محققا 14900 جنيه، ثم "زهايمر" فى المركز الثالث محققا ستة 6800،
وقبع فيلم "محترم إلا ربع" فى المركز الأخير محققا 3100 جنيه.
الدستور المصرية في
19/11/2010 |