ثلاثة أعمال جميلة، عميقة المغزى، تنبئ بازدهار الثقافة المصرية، مع
مقدم أجيال جديدة، تعرف كيف تواجه بشجاعة، واقعها ومستقبلها.
«خيروه ما بين أمرين: المعاش المبكر أو الاستمرار فى العمل بأى وضع
يشاءون».. هكذا تبدأ رواية «حدث فى مثل هذا اليوم» للقصاص هشام قاسم،
الطبيب أصلا، الذى يتلمس، بخبرة ودراية، متاعب بطله «ياسين مصباح»، المهندس
الكفء، الذى خدم شركته بإخلاص، خلال سنوات طويلة، ولم يكن يتخيل أن يوما
سيأتى، يوضع فيه أمام هذا الاختيار القاسى، حيث أحلاهما مر، فإما الشارع،
مع بضعة آلاف من الجنيهات، أم البقاء مع المهانة المتوقعة.. أزمة «ياسين
مصباح» ليست فردية، ذلك أنها تتطابق مع مأزق العاملين فى الشركات المعروضة،
كالجوارى، للبيع، فها هو بطل الرواية يقرأ، بمصادفة مقصودة طبعا «الشركات
المعروضة للبيع تتضمن النصر للسيارات وأبوزعبل للأسمدة.. وعمر أفندى
وبنزيون وبيع المصنوعات..
يتابع هشام قاسم، رحلة بطله فى اتجاهين، أحدهما نحو الماضى، فيتذكر
الرجل وقائع وشخصيات عايشها، ويلتقى بعضها وتتوالى أيامه نحو المستقبل،
مواجها الفاسدين المرتشين، الذين يحاولون الزج به فى السجن بتهمة «السب
والقذف».. فى هذه الرواية يمتزج الخاص بالعام، والأهم أنها بشخصياتها،
ووقائعها، وأجوائها، ابنة الحاضر، ترصده بصدق ودقة، لذا تطرح سؤالا قلقا فى
نهايتها، فتقول مع «ياسين مصباح» ماذا يحمل الغد لمصر؟
كنت أظن أن أفلام التحريك عندنا، شديدة التواضع، ولكن أدركت أن بعض
الظن إثم فعلا، عقب مشاهدتى لفيلم قصير لا أعرف مبدعيه، وإن كان ممهورا
باسم «ماجيك بوكسى».
الفيلم من فصيلة الـ«3D»،
يطالعنا فيه مواطن مصرىى نحيل، يسير فيما يشبه متاهة لا تخلو من أناقة،
أقرب لممرات وقاعات ذات نوافذ محلاة بالأرابيسك. يرتدى بذلة قديمة، ينظر
حائرا لورقة انتخابات يضعها علىى طاولة، بعد تردد يضع علامة صح على خانة
«لا أوافق». يقف مضطربا أمام عسكرى ينظر له باستهزاء يضع الورقة فى الصندوق
عسكرى آخر يجلس على دكة، وبجانبه يتدلى أحد الكلبشات. العكسرى يشد مقبض
الكلبش كما لو أنه يشد مقبض «سيفون». صندوق الانتخابات يتحول إلى «تواليت
إفرنجى» يشفط كل أوراق الانتخابات الظلام يخيم على المكان، نسمعه وقع صفعة
على القفا مع ضحكات ساخرة.. فيلم حاد، منطلق الخيال، محكم التنفيذ.
غير صحيح ما يقال عن ضآلة ثقافة نقاد السينما الجدد، ودليلى على هذا
تلك المجلة الشديدة الثراء، التى أصدرها طلبة كلية الإعلام بجامعة القاهرة،
بعنوان «سينيراما»، تقع فى «114» صفحة من القطع الكبير، تتسم بتنوع مادتها،
وعمقها، واتساع أفقها. مقالات وتعليقات وحوارات قام بها شباب ستلمع
أسماؤهم: أريج جمال، إسراء سيد، إيمان على، وآخريات آخرون.. إنها مجلة
مبهجة، جادة وأنيقة، تمنحنا أملا له ما يبرره، فى مصر الغد.
الشروق المصرية في
08/08/2010
عسل
أسود
بقلم: خالد الخميسي
يعبر فيلم
عسل أسود بصورة جيدة عن جوهر أزمة السينما المصرية. وهى أنها سينما بلا
عقل، بلا مايسترو، بلا رؤية، بلا آباء شرعيين. وللأسف الشديد أن من يقوم
بدور الموتور المحرك للأحداث كثيرا ما يكونوا أبطال هذه الأفلام، وهم لا
يستطيعون بالتأكيد القيام بهذا الدور. أما أشباه المنتجين الموجودين على
الساحة فهم أبعد من يمكنه أن يكون العقل المفكر لصناعة فيلم. جوهر الأزمة
أن السينما المصرية بلا منتج سينمائى حقيقى.
العاملون
فى فيلم «عسل أسود» لم يقصروا فى أداء أعمالهم. فالإخراج تقنيا جيد، إدارة
التصوير جيدة، الديكور جيد، التمثيل كذلك. المونتاج أيضا جيد، فالمخرج فى
الأصل مونتير، وينضم إلى قافلة المونتيرين المخرجين. وكذلك الفكرة جيدة.
ولكن للأسف كل هذا لا يصنع فيلما جيدا وإنما يمكن أن يصنع مشاهد متفرقة
لطيفة، مضحكة وأحيانا مؤثرة.
ما
شاهدناه على الشاشة ليس كافيا لكى نطلق على هذا الفيلم فيلما، مثله مثل
معظم «الأفلام»، التى تنتجها السينما المصرية خلال العشرين عاما الماضية:
إنها مجرد سكتشات هزلية موجهة للصبية. يخرج المتفرج من عسل أسود مبتسما،
ومحتمل أن يكون لديه شعور بالرضا، ولكنه لا يشعر أبدا أنه قد شاهد فيلما
يمنحه متعة فنية حقيقية. اخترت هذا الفيلم تحديدا للحديث عن أزمة السينما
المصرية لأنه من أفضل أفلام هذا العام رغم ما به من عيوب فاضحة.
أتذكر ما
قاله لى يوما صلاح أبوسيف أن أنور وجدى هو من أهم صناع السينما المصرية.
سألته ممثلا أم مخرجا فرد: لا هذا ولا ذاك وإنما منتجا. فلولا أمثال آسيا
وأنور وجدى ورمسيس نجيب وحسين القلا واستوديوهات كاستوديو مصر والنحاس
وغيرها ما كنا وجدنا السينما المصرية التى ونحن نشاهد أفلامها اليوم جاءت
متسقة ومنسجمة مع ذاتها.
الفيلم
مثله مثل أى مشروع يجب أن يمر بمراحل إنتاج وفقا لنظام منطقى ومعايير عامة
دقيقة داخل نسق فكرى واضح. يشرف على هذه المراحل ودقة تنفيذها المنتج
السينمائى. من المفترض أن يتخطى أى فيلم معايير الجودة عن كل مرحلة بدءا من
مرحلة المعالجة السينمائية إلى آخر مرحلة فى عملية الإنتاج، وذلك وفقا
لمعايير يضعها هذا المنتج. لو كان لدينا هذا المنتج لكنا صنعنا ولا شك
فيلما جيدا. أو على أقل تقدير فيلما ليس به عيوب فاضحة.
شخصية بطل
فيلم عسل أسود ــ وهى الشخصية المحورية التى تدور حولها ومعها الأحداث ــ
هى شخصية رجل أبله أحيانا، وشديد الذكاء أحيانا أخرى، عديم الشعور فى بعض
المشاهد وشديد الحساسية فى مشاهد أخرى دون أى خط درامى يسمح بهذه
الانتقالات الشعورية فما بالك بانتقاله من شخصية إلى أخرى.
نجده على
سبيل المثال وليس الحصر فى النصف الثانى من الفيلم، وقد اختبر بعد مروره
بتجارب عديدة، يتوجه إلى إحدى الشخصيات التى لا تجد مسكنا نتيجة لظروف
اقتصادية شديدة الوطأة ويضطر وزوجته أن يعيشا فى منزل حماته، ليقترح عليه
أن يسافر وزوجته إلى بلدان أوربية للسياحة ليستطيع الاختلاء بها. هناك
التباس لدى صناع الفيلم بين أن يكون المرء قد عاش خارج مصر، وبالتالى
افتقاده لبعض المعرفة الاجتماعية وبين أن يكون شخصا أبله قضى عمره فى
المريخ.
ونجد نفس
هذا البطل فى مشهد آخر ينصح صديقه نصائح عاطفية صادقة وعميقة وفى محلها
تماما. هل صنع هذا الالتباس كوميديا؟ لا أظن. فلم يضحك أحد فى الصالة
باقتراح البطل على الزوج أن يسافر. والأمثلة فى اختلاف الشخصية باختلاف
السكتش كثيرة. الأزمة الأكبر فى هذا الفيلم هو انتقال السيناريو المتكرر
بين الهزل المطلق والدراما الاجتماعية. فهناك العديد من المشاهد، التى
تندرج فى بنائها إلى المشهد الهزلى الذى يعتمد على المبالغة الشديدة كمشهد
المظاهرة مثلا. مجموعة من ضباط الداخلية داخل مظاهرة تندد بسياسات الولايات
المتحدة ويطلب لواء من بطل الفيلم أن يمسك الميكروفون ليعلن على الملأ أنه
أمريكى الجنسية. فيهجم عليه المتظاهرون.
مشهد لا
يمت لعالم الواقع بصلة. ويتضمن للأسف استمرار فى التعامل مع المتظاهرين
وقضية التظاهر بكثير من الاستخفاف على نمط كتابات العديد من كتاب السينما
المتشدقين منهم وغير المتشدقين. لا مانع بالتأكيد من إنتاج فيلم هزلى
ولكننا نجد أجزاء أخرى من الفيلم تمت كتابتها وتصويرها وإخراجها وتمثيلها
باعتبارها دراما اجتماعية. عدم الانسجام هذا هو نتيجة منطقية لعدم وجود
منتج. لعدم وجود عقل مفكر.
كيف
يمكننا تفريخ منتجين سينمائيين؟ سؤال يجب الإجابة عنه فورا لإنقاذ السينما
المصرية.
الشروق المصرية في
08/08/2010
السر في العيون...فيلم مختلف جداً
قيس
قاسم
ما صنعه خوان خوسيه كامبنيلا في «السر في عيونهم» الحائز على جائزة
أوسكار أفضل فيلم روائي طويل غير ناطق بالانكليزية لهذا العام، يصعب تحقيقه
في السينما كل يوم. لقد صنع فيلما فيه الكثير من عناصر المتعة الهوليوودية
والغموض الساحر لعوالم أميركا اللاتينية. بنى ساحة سماها بوينس أيريس، وترك
الناس يلتقون فيها، يحكون حكايتهم العابرة، أما أسرارهم الحقيقية فقد ظلت
خفية طالما لا أحد منهم كان ينظر عميقا في عيون الآخرين. فالسر يكمن دوما
في العيون! أغوت الحكاية المخرج كامبنيلا كثيرا، فكتب سيناريو فيلمه ليوفر
لنفسه فرصة الكشف عن الغامض والمستور مما شاهدته عيون الناس خلال فترات
صعبة من تاريخ المجتمع الأرجنتيني. وعلى مستوى الانجاز البصري أكثر
كامبنيلا من اللقطات القريبة ليكشف عبرها أدق المشاعر التي تخفيها عيون
أبطاله. أعطى الكاميرا، بهذا الأسلوب، الحرية الكافية للعيون كي تسرد حكاية
مجموعة من الناس، من العاملين في سلك القضاء في بلد كالأرجنتين بلي، مثل
معظم بلداننا العربية، بالدكتاتورية التي تركت آثارها البشعة على حياتهم
وغيرت مجرى الكثير منها.
توزعت أحداث الفيلم على جزأين تفصل بينهما مسافة ربع قرن من الزمن.
مسافة تمتد بين أوائل السبعينيات والتي شهدت صعود الدكتاتورية وبداية
الألفية الجديدة، زمن ضمورها. ومع ان الفترة الزمنية شهدت احداثاً سياسية
كبيرة، فالشريط لم يكن معنيا بها بطريقة مباشرة قدر عنايته بالبحث في مصير
المحقق بنجامين أبسيتو (الممثل ريكاردو دارين) بعد تركه تحقيقا ناقصا في
قضية مقتل فتاة واغتصابها. وبحثه أيضا في مصير علاقته العاطفية بزميلته
ايرينا (الممثلة سوليداد فيلامين) من دون مصارحتها بذلك.
حالت الفوارق الاجتماعية والاقتصادية بينهما، وهذا ما يلامسه الفيلم
بشكل مدهش مثل بقية العناصر التي شكلت صورة عن بناء المجتمع الأرجنتيني
المتناقض. انه الاعجاز السينمائي أي القدرة الاستثنائية على تركيز الحدث في
قضية معينة وإحاطتها بعناصر أخرى تتداخل معها وتؤثر فيها بشكل غير مباشر.
تداخل يشبه «منتجة فلمية» تجمع بين الملحمية والشكل الفني الجميل. وما مشهد
محطة القطار حيث تودع ايرينا أبسيتو والذي يمثل استهلالا لمسيرة الفيلم إلا
مثال على هذه العلاقة الممنتجة. فمن ناحية يعطي المشهد انطباعا بعادية
رومانسية معروفة، ومن ناحية أخرى يمثل انقطاعا تاما عن السياق المنتظر
تواتره، لأنه سيكون المشهد الوحيد الذي يحمل هذه السمات التقليدية، ولن
يعود المخرج اليها ثانية، بل سيذهب بعيدا عنه، فيرجع الى الزمن الحاضر في
مشهد يظهر فيه البطل وهو يحاول كتابة رواية أدبية خلال سنوات تقاعده. ولأن
موضوعها يتمحور حول جريمة القتل التي كلف البحث في تفاصيلها سابقا فانه
يفكر في العودة الى ايرينا في مكتبها، وقد صارت مدعية عامة، ليسألها عن بعض
التفاصيل.
بهذه الطريقة أعادنا كامبنيلا ثانية الى الزمن الحاضر، الى العام 2000
لكنه وبعد دقائق معدودة يعود بنا ثانية الى العام 1974 عام الجريمة
الشنيعة. وسنلاحظ، رغم كل تلك الانتقالات الممنتجة زمنيا، وجود لغة أخرى
كانت عيون المحققين تتخاطبان بها، لغة لا تتحدث عن الجريمة ذاتها قدر ما
تبيح بالمشاعر التي حاول بنجامين اخفاءها وظلت ايرينا أكثر انفتاحا في
التعبير عنها. لقد كانت العلاقة العاطفية حاضرة بين المشاهد الرابطة
للأزمنة المتباعدة. كانت هناك علاقة عاطفية يعاد بناؤها.
جرائم الدكتاتورية
قد يكون الحنين هو الدافع لعودة بنجامين الى ايرينا، لكن لماذا يعود
المحقق الى جريمة حدثت قبل ربع قرن؟ من هذا السؤال، وليس جوابا عنه، يعيد
كامبنيلا التاريخ. فالجريمة حدثت خلال الفترة الانتقالية للسلطة
الدكتاتورية، أي الفترة التي تولت إيزابيل مارتنيز مقاليد الحكم بعد وفاة
زوجها خوان بيرون. ومثل كل سلطة فاسدة اعتمدت على المجرمين والقتلة وشغلتهم
كحماة لها. من بين هؤلاء كان شخص يدعى غوموز، تعرف عليه أول مرة المحقق من
خلال الصور العائلية للضحية والتي كان يقلبها أثناء التحقيق. لقد لمح في
صورة قديمة تجمع القتيلة بمجموعة من الأصدقاء، لمح نظرة مختلفة كان شخصا
منهم يصوبها نحو الشابة. لقد شعر بنجامين بأن ثمة سراً في هذه النظرة وبنى
نظريته التحقيقية عليها. كان شبه متأكد من ان هذا الشاب هو القاتل. وقد صدق
ظنه، فالعيون موطن الأسرار كما يقال. وفي مشهد رائع تجري تفاصيله في ملعب
لكرة القدم، يتم القبض على المجرم وفي التحقيق معه يعترف بجريمته. تصوير
المطاردة في الملعب كان واحدا من أجمل مشاهد الفيلم، وأسلوب التحقيق الذي
أدارته ايرينا لا يقل روعة عنه من حيث قوة التأثير وجودة الأداء. لقد اعترف
القاتل بفعلته الشنيعة ودخل السجن. لكن وبعد مدة سيكتشف المحقق ان المجرم
قد أطلق سراحه وأنه صار من «أزلام» السلطة وصار يهدد حياته.
في عهد الفساد، تحول الجلاد الى بطل فأراد الانتقام من بنجامين وخطط
لقتله، لكنه وعن طريق الخطأ قتل صديقه الحميم، المحقق السكير ساندفول (جوليمو
فرانسيلا) الشخصية التي أضفت عمقا وجوديا وروحا ساخرة على فيلم غامض
ورومانسي حزين. هنا تداخل الشخصي بالعام. فالدولة الفاسدة أوقفت التحقيق
وأطلقت سراح المجرم وطلبت من المحقق التوقف عن بحثه. وتعَرض، ممثل العدالة،
وفوق ذلك للقتل، فما كان منه إلا الانسحاب. في هذه اللحظة سيكتسب مشهد
الوداع الأولي معنا أكبر من المعنى الرومانسي التقليدي، فيما سيترك الفعل
السياسي بصماته على نهاية علاقة بين اثنين. طبعا، ليست السياسة وحدها، بل
المجتمع الارجنتيني كله.
وما تعرض له بنجامين من هوان جاء لكونه فقيرا، ومحققا بسيطا عكس
ايرينا الغنية وخريجة الجامعات الأميركية. وضعها الطبقي تكفل بحمايتها، في
حين دهم الخطر بنجامين مباشرة بعدما أطلق سراح المجرم الحقيقي. لهذا كانت
الكتابة بالنسبة الى المحقق المتقاعد نوعا من العزاء الشخصي، كعلاقته
بالضحية وظروف قتلها. لقد شعر في اللحظة التي نظر فيها في عيني الشابة
القتيلة والمغتصبة وسط الصمت القاتل المحيط بالمكان بأنه هو شخصيا من تعرض
لكل ذلك الانتهاك، ولهذا ظل يطارد الحكاية القديمة. توصل الى أشياء مذهلة
أثناء بحثه، منها ان الدولة زجت بأبرياء في السجن بدلا من عميلهم غوميز،
وان زوج القتيلة قد أخذ العدالة بنفسه فخطف القاتل وسجنه خلف منزله خلال
ربع قرن. لم يقل خلالها كلمة واحدة للقاتل. لكنهما كانا يتبادلان الحديث
بعيونهم. كانت العيون المعبر القوي والوحيد عن حالتهم النفسية الممزقة.
ونفسها كانت الجسر الذي أعاد العلاقة بين بنجامين وايرينا. لقد غير الزمن
أشياء كثيرة: الأنظمة والصداقات والمشاعر وكان على المحقق المتقاعد اعادة
بناء كل ذلك في رواية، تحولت على يد خوان خوسيه كامبنيلا الى فيلم بعنوان
«السر في عيونهم».
وللحقيقة أقول اني وقبل مشاهدة الفيلم كنت ميالا الى فوز منافسه القوي
«نبي» بالجائزة، لأن موضوعه يدور حول مهاجر عربي دخل السجون الفرنسية ونجح
في التخلص من سيطرة عصاباتها المرعبة ليتسيدها في الأخير ويخرج سالما منها.
انه فيلم أكثر من رائع لكن بناءه تقليدي. أما «السر في عيونهم»، وعلي
الاعتراف، انه فيلم مختلف ومختلف تماما.
الأسبوعية العراقة في
08/08/2010 |