في أحد المشاهد يصيح ليام نيس.ن: «أطلقوا الكراكن» او كما قال بالإنكليزية
Release the Kraken وكراكن وحش كاسر، ربما نظر الإغريق إليه كنظرة العالم اليوم الى
الصواريخ النووية، ذلك أنه مخلوق يستطيع تدمير مدينة كما هي بضربات سريعة،
ومن كان يستطيع تدمير مدينة يونانية في الزمن القديم، كان لا بد أهلاً
لتدمير العالم بأسره.
فيلم «صدام العمالقة» يتعامل والأساطير الإغريقية، لكن ليس من باب تخليد
حكاياتها المليئة بالحكمة والفلسفة والكثير من القيم الاجتماعية، بل ليغرف
منها ما يستطيع تحويله الى مؤثرات خاصّة تبرق وتلمع وتضج لنحو ساعتين
مزوّدتين بالأبعاد الثلاثة لمن يجرؤ.
لكن مهما كانت مبررات العودة الى الفيلم القديم بالعنوان نفسه الذي أخرجه
دزموند داييز سنة 1981 بمؤثرات ذلك العصر، فإن إطلاق اسم «كراكن» على وحش
أمر يدعو الى الضحك، فالكلمة ليست أغريقية، ولا هي إنكليزية ولا ذات أصل
لاتيني، ولو أن فيها شبهاً من مفردات أيرلندية إذا ما لُفظت بطريقة معيّنة.
لكن فليكن، فمصير العالم القديم معلّق بإذا كان كراكن سيدمّر اليونان،
بدءاً بمدينة أرغوس التي تجرأت على عصيان أوامر الآلهات.
لكن هناك أكثر من رياح الاستقلال في هذا الفيلم، بيرسوس (سام وورثنغتون
طازجاً من «أاتار») شبّ صغيراً على شاطىء البحر ابناً بالتبنّي لصيّاد طيّب
القلب (بيت بوسلوايت) غير مدرك أنه ابن غير شرعي للآلهة زيوس (ليام نيسن)
الذي كان ذات مرّة تقمّص شخصية آدمي واغتصب امرأة من البشر فحبلت ببيرسوس.
بعد مقتل والديه وقد أصبح شابّاً يقرر بيرسوس الانتقام من القاتل ومن يقف
وراءه حتى من قبل أن يدرك أنه نصف بشر ونصف إله. وهو سيصطف الى جانب حق أهل
مدينة أرغوس الذين تجرأوا على رفض نظام الآلهات ما دفع بالآلهة هاديس (راف
فاينس) بالطلب من زيوس مساعدته بإطلاق الوحش كراكن الذي لا بد أنه كان
بمنزلة سلاح الردع النووي آنذاك.
لكن بيرسوس سيعرف كيف يواجه لا هذا الوحش فقط، بل سلسلة متمادية من
المخلوقات الغريبة بعضها شوهد في الفيلم الأول، وبعضها جديد، ممتشقاً سيفه
بقوّة وعناد. والمسألة تتعقّد حين يطلب هاديس من ملك مدينة أرغوس تسليم
ابنته إليه واسمها أندروميدا (ألكسا داالوس) لقاء تخلّيه عن تدمير مدينته.
تعليب الشخصيات
القصّة لا تختلف كثيراً عن الأصل الوارد في العام 1981 لكن بالمقارنة، يدرك
من شاهد الفيلم السابق وسيشاهد الفيلم الجديد، كم تقدّمت السينما على صعيدي
تعليب الشخصيات وترويجها لأغراض تجارية، والمؤثرات الخاصّة.
بالنسبة للصعيد الأول، فإن «صدام العمالقة» نوميرو أونو ورد في وقت كان دخل
الأفلام شبه الوحيد هو من العروض التجارية. اليوم، العروض التجارية، على
أهميّتها القصوى، هي واحد من أسباب الدخل ومن الأسباب الأخرى بيع الشخصيات
كألعاب يدوية وكألعاب فيديو وكملصقات وكأفكار لشخصيات كارتونية الى كل وسيط
سمعي/ بصري ممكن. لذلك، فإن الكثير مما يرد في هذا الفيلم يبقى في نطاق
المتوقّع وليس في نطاق الجديد الفعلي، لأن البعض يخاف إذا ما تجرّأ وأنجز
شيئاً مختلفاً عن العادة أن لا يبيع.
والتنميط يصبغ أيضاً القصّة لا لكونها وردت في الفيلم السابق، بل لأنها
تمشي على درب عادة ما تسير عليه الأفلام التي ليس لديها شيئاً تقوله سوى
لغة الأكشن: بيرسوس، نصف آدمي ونصف بشر يشبه، في هذا الكيان، شخصية وسلي
سنايبس في «بلايد» الذي كان نصفه آدميا ونصفه الثاني مصّاص دماء، لكن من
دون النزاع بين النصفين، فويسلي سنايبس كان يحارب نفسه ساعياً ليبقى آدمياً
طوال الوقت، اما بيرسوس فكان لا يحب أن يصبح الها لكن ذلك لا يشغله كثيراً.
الوهم بالبعد الثالث
على صعيد المؤثرات فإن موقف المشاهد غير موقف الناقد في أغلب الحالات.
نحن نتحدّث عن غالبية من المشاهدين ولدوا مباشرة بعد الفيلم السابق، اي في
الثمانينات، وبالتالي ليسوا في وارد البحث عن الأصل وتقييمه او رد الاعتبار
إليه. ليس هناك من داعٍ الى ذلك. لكن الناقد، شابّا كان او لا، لا بد أن
يعرف خصائص الفيلم السابق ملاحظاً النقلة الكبيرة للمؤثرات التي تُصنع
اليوم على الدجيتال عوض أن تُصنع باليد طريقة راي هاريهاوزن الذي صنع
وحوشاً كثيرة في حياته، بما فيها وحوش النسخة السابقة من «صدام العمالقة».
هاريهاوزن كان يصنع دمى من الطين على الشكل المطلوب ويلتقط لها مئات
اللقطات، كل لقطة تختلف عن سابقتها على نحو طفيف، حتى إذا عرض ما صوّره بدا
كما لو أن ذلك الشكل يتحرّك بروح من عنده.
طبعاً لم يكن أمام هاوزن وسيلة أخرى، لكن هذا ليس المسألة. المسألة هي أنه
بتلك الإمكانات الخاصّة أنجز وحوشاً إذ تراها اليوم في أفلام مثل «رحلة
السندباد الذهبية»، «20 مليون ميل الى الأرض»، «العوالم الثلاثة لغاليفر»
و«الجزيرة الغامضة»، تدرك أن الرائع في المؤثرات هو أنك تدرك أنها ليست
حقيقية، ومع ذلك تحبّها، وأن بطء حركتها أمر طبيعي لأنها وحوش ثقيلة الحركة
وليس كما الحال في أفلام اليوم تتحرك بسرعات ضوئية لأجل خلق الرهجة
السريعة.
حيلة لبيع التذاكر
مثل «أاتار» هذا الفيلم بالأبعاد الثلاثة. على عكس فيلم جيمس كاميرون فإن
هذه الأبعاد ليست إنجازاً بحد ذاته، بل حيلة لبيع المزيد من التذاكر
وبأسعار أعلى من النسخة ذات البعدين. الفيلم صُوّر، ككثير من الأفلام التي
سنشاهدها بالأبعاد الثلاثة، بكاميرا واحدة كالمعتاد ولاحقاً تم صرف نحو
ثلاثة ملايين دولار على برنامج الكومبيوتر الذي سيخلق الوهم بالبعد الثالث.
طبعاً لو كان هذا الوهم متكاملاً (والسينما كلها وهم جميل) لكان الأمر لا
يستدعي الذكر، لكن النتيجة الماثلة هي مشكلة طالما أنك تشاهد الفيلم
بالنظّارة. فالمشاهد النهارية لامعة والليلية داكنة، وكل من اللمعان
والدكانة يقعان على نحو غير طبيعي. الحل هو أن تخلع النظّارة من عينيك، كما
أفعل عادة، وتستمتع بفيلم كان يمكن مشاهدته بالبعدين والاستمتاع به أكثر،
وهو معروف بالبعدين فعلاً.
إنها خطوة تجارية تماماً بالنسبة لسام وورثنغتون. ليس أن «أاتار» كان
فيلماً فنيّاً، لكن على الأقل كان وورثنغتون فيه يحمل شخصية لديها رسالة
تخصنا اليوم ولو أنها تدور في المستقبل البعيد. هنا هو في إطار الماضي
البعيد من دون رسالة ما، يُلاحق سلسلة من الوحوش التي تقف حائلاً بينه وبين
التغلّب على الآلهة هاديس وشرورها، لكن هذه ليست رسالة بل مهمّة. وهو يبدو
مرتاحاً وواثقاً من دون أن يكون في معطيات الفيلم ضرورة. شخصية مثل شخصية
هذا المحارب من الطبيعي أكثر أن تكون قلقة ومفكّرة، بل مضطربة. يكفي أن
عدوّها هو واحد باسم كراكن، لكن ارتياحه ربما كان لعلمه بأنه سيستطيع رفع
أجره مباشرة بعد هذا الفيلم. من يعلم؟ في كل الأحوال فإن سام له حضور جيّد،
والمخرج الفرنسي لوي لترييه عرف كيف يصنع فيلماً متماسكاً في نهاية الأمر،
وسام وورثنغتون واحد من أسباب هذا التماسك، خصوصاً أن الحكاية تتبع خطّاً
مستقيماً لا خلفيات لها او أبعاد.
بطاقة الفيلم
• الفيلم: صدام العمالقة
Clash of the Titans
• إخراج: لويس لترييه
• بطولة: سام وورثنغتون، ليام نيس.ن، داني هوستون، راف فاينس، ألكسا داالوس
• النوع: فانتازيا تاريخية/ مغامرات الولايات المتحدة – 2010
أوراق ناقد
ضد السينما
الوجهة التي تخوضها التجارب العربية الحالية في المضمار السينمائي هي ضد
السينما أكثر مما هي لها او معها.
وكبداية، الحال ذاتها في هوليوود حيث باتت مصدر قلق كبير لكل من تابع
شلالات السينما الهوليوودية، الجيد منها والرديء، كيف أن شركات غير
سينمائية أخذت تستحوذ على الاستديوهات الكبرى: هذه مباعة لدار صحفية، وتلك
لأجهزة تكنولوجية، وثالثة لدار نشر متخصصة بمجلات وشخصيات الكوميكس. كلّهم
يريدون أن يأكلوا من قطعة الحلوى وقطعة الحلوى باتت أصغر مما تستطيع أن
تستوعب.
المنتجون الجدد في الاستديوهات آتون من خلفيات تحتوي على كل مصادر العمل ما
عدا العمل السينمائي، وعلى شغف بكل ما هو مادّي من دون أن يكون هناك حب
للفن كما كان الوضع حتى السبعينات. المنتج الذي يعرف ما يريد ويسلّم فيلمه
للمخرج الصح، مات. المخرج الذي يعرف كيف يترك بصمته على العمل ويفكر على
صعيد الفيلم، وليس على صعيد الفكرة واللقطة الواحدة وكيف يجعلها تتلألأ
مات. الجمهور الذي كان له ذوق خاص وحب لكل الأنواع هو أيضاً مات.
هذا في هوليوود. ماذا عن عالمنا العربي؟
إنه من المؤسف كيف أن هناك ممارسات سينمائية أكثر مما كان عليه الوضع
سابقاً، لكن معظمها لا ينم عن تقدير ومعرفة وحب للسينما بذاتها، بل عن
مشاغل ومبررات ومصالح لا علاقة لها بذلك الحب.
مهرجانات كبيرة تُقام تتحوّل الى قاعات عرض واستعراض يدير معظمها من لا
علاقة لهم بالفن السينمائي.
أرشيف لألوف الأفلام يختفي من ملكية البلد الذي انتجها ليتحوّل الى سلعة في
مخزن تابع لشركة خاصّة.
كتّاب سينما بالجملة يصفون أنفسهم بالنقاد، وكل ما لديهم يكتبونه في هذا
المجال هو آراء يمكن لأي مشاهد، لا أن يطرحها بل أن يتجاوزها أيضاً.
منتجون حوّلوا السينما من فن وتجارة الى تجارة وتجارة وبمستوى لم يعد
مستنداً الى صنع النجاحات الكبيرة. أفلام العيد وأفلام غير العيد سيان في
الرداءة. النجومية تمت أزاحتها عن جيل كامل، والممثل الجديد يفرح بنجاح
فيلم او فيلمين له ويغضب إذا لم يُعامل كنجم. الممثلات بين قبول الحجاب او
عدمه. المخرجون الجدد يتنافسون على العقود بشروط وحسابات كان المخرجون
السابقون يرفضونها لأنها مهينة. السيناريوهات الجيّدة معدومة. المؤسسات
التي يمكن لها أن تدعم السينمات العربية سحبت يدها وتنكّرت لأدوراها
الثقافية.
ماذا بعد؟
في الوقت الذي لا تزال هناك مواهب أكيدة في العالم العربي، فإن الحياة
السينمائية المفلسة التي يعيشونها إما تجعلهم مجموعة من العاطلين عن العمل،
وإما توجّههم الى العمل في حقول أخرى: هذا ينضم الى محطة تلفزيونية، وذاك
يتسلم منصباً إدارياً، والثالث يهاجر لعلّ العالم الغربي أكثر رحمة ومعرفة
وسيقدّر له خبرته التي لم يعد هناك في العالم العربي من يفكّر في الاستعانة
بها.
وضع صعب؟ قل خطير... لكن خطير أيضاً ما يحدث لكل العالم العربي في هذه
الأيام.. الله يستر!
حكايات وراء الكاميرا
أسرار هاري بوتر بعد الدوام
من الطبيعي أن يُحيط صانعي فيلم «هاري بوتر» مشروعهم المقبل بطيّ من
الكتمان، ليس فقط أن نطاقاً من السرية يُفرض عادة على تفاصيل أحداث كل فيلم
يتم تصويره الى حين يصير مناسباً للإفصاح عنه، بل لأن إشاعة السر قد يُصيب
كنه العمل ويشي بمفاجآته. والذي حدث في الأسبوع الماضي مع الجزء الثامن
والأخير من سلسلة «هاري بوتر» هو - في أقل الأحوال- إفشاء خطير لأسرار
يتمنّى صانعو الفيلم إبقاءها طي الكتمان.
في نهاية الأسبوع قبل الماضي، اكتشف أحد زبائن حانة بريطانية نسخة من
سيناريو الفيلم المقبل متروكة على «البار» وعليها كلمات «خاص وسري». اتصل
بجريدة «ذي صن» التي حصلت على النسخة فقرأتها، ومن المحتمل أن تكون صوّرتها
قبل أن تتصل بشركة الإنتاج لتعلمها ما حدث وتسلّمها النسخة المفقودة.
الشركة قررت فتح تحقيق حول من يمكن أن يكون أخذ السيناريو معه الى الحانة
ونسيها هناك بعد الدوام.
يحمل الفيلم عنوان
Harry Potter and the Deathly
Hallows
نيكول وجنيفر معا
أحد الأفلام المنتظرة بكثير من التوقّعات عنوانه
Just Go With it
وذلك لأنه يجمع بين نجمتين لأول مرّة. إنهما نيكول كيدمان وجنيفر أنيستون.
العمل كوميدي من إنتاج أدام ساندلر الذي يقوم بالبطولة الرجالية.
ما يدعو الى الملاحظة هنا أن كل من أنيستون وكيدمان تمرّان بمرحلة حرجة في
حياتهما الفنية وتبحثان عن نجاح يعيدهما الى الصدارة. آخر ما عُرض لكيدمان
هو «تسعة» وآخر ما عرض لأنيستون هو فيلمها الحالي «صائد الجوائز» وكلاهما
لم يحققا النجاح المنشود.
من ناحيتها نيكول ليست الممثلة التي تتوقّف عن المحاولة، وقد انتهت من
تصوير فيلم عنوانه «حفرة الأرنب»، وتدرس احتمال تمثيل فيلم من إنتاجها يدور
حول حياة المغنية البريطانية دستي سبرينغفيلد، كما اشترت حقوق إعادة صنع
فيلم قديم عنوانه «كيف تتزوّجين مليونيراً» الذي قد يجمعها بدرو باريمور.
القبس الكويتية في
07/04/2010 |