المهرجان الذي تحوّل محجّةً لهواة السينما، يفتتح دورته الـ 16 مع
الفيلم الإسباني «كلمة واحدة منك». موعد عربي مهمّ يحضره الفلسطيني
إيليا سليمان
«ويسكي وفودكا» في استوديو تصوير ألماني، وساحر يعمل في سهوب منغوليا
المجمّدة... وطريق عام سيعبر قرب منزل آمن لعائلة إيزابيل أوبير السويسرية.
عوالم متنوعة ـــــ من وحي التنوع الثقافي، الشعار المفضّل لـ«المفوّضيّة
الأوروبيّة» ـــــ ستتقاطع في «مهرجان السينما الأوروبيّة» في دورته الـ
16. خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في مقرّ «بعثة المفوضيّة الأوروبيّة»، أعلن
مايكل ميللر القائم بأعمال البعثة في لبنان، انطلاق المهرجان بعد غد في
سينما «متروبوليس أمبير صوفيل».
التظاهرة السينمائيّة التي بدأت حدثاً متواضعاً في أوائل التسعينيات، نمت
في السنوات الماضية مع ازدياد عدد الدول المشاركة. وهذه السنة، تشارك 18
دولة من الاتحاد الأوروبي، إضافةً إلى سويسرا، التي تحلّ ضيفةً عبر شريط
أورسولا ماير «منزل». على برنامج الدورة 33 فيلماً روائياً أوروبياً، تراوح
تواريخ إنتاجها بين 2007 و2009. علماً بأنّ «بعثة المفوضية الأوروبيّة» في
بيروت تنظّم الحدث، بالتعاون مع السفارات التابعة لدول الاتحاد الأوروبي.
جمهور نوعي يحاصره بؤس الصالات اللبنانيّة
الافتتاح مساء الخميس إذاً، مع «كلمة واحدة منك» للإسبانيّة أنجليس
غونزاليس ـــــ سيندي، في شريط يروي قصّة شخصين يكتشفان أنَّ السعادة أمر
لا يستحقانه. البرنامج غني بالأفلام الكوميديّة والأعمال الموسيقيةّ، وتلك
المخصصة للأطفال. التشكيلة قد تكون بمجملها ملخّصاً للحياة الأوروبيّة كما
يرويها سينمائيّوها، بين هواجس الفرد والعائلة والعشّاق والمهاجرين. سنتنقل
مع هؤلاء من مستشفى أمراض عقليّة، إلى جبل جليدي وسط منطقة مهجورة في جبال
الألب، ومن مدرسة ابتدائية باريسيّة، إلى مدينة ساحليّة هولنديّة... رؤى
جديدة، تختلف عن أنماط اعتدناها في الصالات التجارية. الحدث مناسبة ليتتبّع
هواة السينما والمتخصصون تطوّر الفن السابع في أوروبا عن قرب، وليكتشفوا
محاكاته المغايرة للحياة والحب واللغة السينمائية...
قد يكون هذا ما جعل المهرجان الأوروبي محجّة للجمهور اللبناني على مرّ
السنوات، وخصوصاً أنّ زوار دورته السابقة بلغوا 17 ألف متفرج، وفق بشرى
شاهين، المسؤولة الإعلامية في «بعثة المفوضيّة الأوروبيّة». على برنامج
الدورة الحاليّة مواعيد لا يمكن تفويتها. يحلّ السينمائي الفلسطيني إيليا
سليمان ضيفاً على بيروت للمشاركة في العرض اللبناني الأول لـ«الزمن الباقي»
(1/ 12) قبل أن تنطلق عروض فيلمه في الصالات اللبنانيّة (10/ 12). كما
يستضيف المهرجان المخرج البولوني كريستوف زانونسي لمناسبة عرض «وقلب دافئ»،
والممثل طاهر رحيم، لمناسبة إطلاق عروض فيلم «نبي» للفرنسي جاك أوديار، وهو
العمل الحائز «الجائزة الكبرى» في «مهرجان كان» هذا العام. من دون أن ننسى
محطّتين بريطانيتين لاذعتين، مع شريطي «حوض الأسماك» لأندريا أرنولد،
و«بحثاً عن إيريك» لكين لوتش. كما سيكون هواة النوع على موعد مع عملين
يحملان نبرة سياسيّة، هما «عاصفة» للألماني هانز كريستيان شميد (تدور حبكته
حول محكمة لاهاي) و«حلم عظيم» للإيطالي ميشال بلاسيدو (يتمحور حول إرهاصات
ثورة 1968 في إيطاليا). إضافةً إلى الأفلام العالميّة، يضمّ المهرجان 20
فيلماً قصيراً لطلّاب السينما في لبنان. وسيمنح المهرجان لهؤلاء جائزة أفضل
فيلم قصير، وجائزة لجنة التحكيم. كما ستواكب التظاهرة ورشة عمل عن كتابة
السيناريو بالتعاون مع «مؤسسة سينما لبنان»، يشرف عليها السينمائي غسان
سلهب وزميله الألماني كايث كونينغهام. ومن الإضافات المهمة هذا العام، نقل
العروض خارج المركز البيروتي، بدءاً من زحلة (5 ــ 7/ 12) مروراً بصيدا (8
ــ 10/ 12) وصولاً إلى طرابلس (10 ــ13/ 12). الجمهور (الشاب في معظمه)
الذي سيحتشد على مدى 11 يوماً في «صوفيل»، هل يأتي يوم ينتبه إليه
الموزّعون، ويدخلونه في حسابهم عند شراء حقوق الأفلام الهوليوديّة
والتجاريّة على اختلافها؟
من 26 تشرين الثاني (نوفمبر) حتى 6 كانون الأول (ديسمبر) المقبل ــــ «متروبوليس
أمبير صوفيل» (الأشرفية ـــــ بيروت). للاستعلام: 01/204080.
www.dellbn.ec.europa.eu
الأخبار اللبنانية في
24/11/2009 |