يعد كرم النجار واحدا من عمالقة المؤلفين في السينما والتلفزيون، كان حلمه
أن يصير كاتبا بارزا، وهذا ما دفعه للتحول من كلية الطب التي كان يدرس بها
إلى دراسة الحقوق ليبدأ حياته الأدبية بالكتابة للمسرح ثم العمل في
التلفزيون، حيث تعلم من المخرج أحمد كامل مرسي فن السيناريو.
وكان أول سهرة كتبها اسمها «فراغ» آخر ما قدمه الفنان حسين رياض، وانطلق
بعدها المؤلف والمخرج المسرحي كرم النجار نحو الشهرة والنجومية ليمتعنا
بالكثير من الكتابات والنصوص التي قلما وجدنا مثلها الآن. حول هذا المشوار
الطويل التقاه (الحواس الخمس) ودار الحوار التالي.
·
لماذا تغيبت هذا العام على غير
العادة عن تقديم عمل في رمضان؟
السبب بعيد عن الدراما وهو وفاة شقيقي، فمنذ أكثر من عام لم أكتب أي عمل
على الإطلاق، نتيجة الحالة النفسية التي أصابتني، ولكني الآن الحمد لله
بدأت أتخطى هذه المحنة وأجهز لأعمال جديدة.
·
ما الأعمال التي بدأت في تنفيذها
حاليا؟
هناك أكثر من فيلم سينمائي، وحاليا أكتب فيلما اسمه «قافزة في الهواء»
والفيلم حول فكرة الإنسان عندما تحيط به الأزمات تبدر منه تصرفات غير مخططة
ونتائج غير معروفة، وهذه النتائج من شدتها تصبح مثل القفزة في الهواء،
والفيلم أوشكت من الانتهاء منه.
·
من البطل المرشح لهذا الفيلم؟
ولماذا؟
حتى الآن لم نستقر على الاسم بشكل نهائي، ولكنى أرى أن منة شلبي هي الأنسب
للدور، وذلك لأنها فنانة شابة رائعة وتعطي أداء مميزا ولها كاريزما يحبها
الجمهور غير أنني عندما أكتب قصة أو أي عمل فنى أتخيل من يقوم ببطولة هذا
العمل؛ لذلك أختار من أتخيله وأنا أكتب القصة لأنه يصبح أفضل من يجسد
الدور.
·
من أين جاءتك الفكرة لكتابة قصة
هذا الفيلم؟
هذه الفكرة جاءتني من خلال ما أخططه لحياتي، خصوصا أنني أفكر في أشياء
وأحلام كثيرة أحب أن أقدمها للسينما المصرية، ولكن في لحظات معينة نتيجة
لظروف الحياة نضطر لعمل شيء مجهول، وغالبًا ما يكون شيئا جيدا لأنه جاء من
دون إرادة وتخطيط وتوقع، وأي كاتب دائما تكون قصصه متعلقة بحياته وحياة من
حوله وأصدقائه، لأنه يستمد نشاطه من عصره ومجتمعه وكل ما يكتب تجده مأخوذا
من الناحية السلبية لكي نراها من هذا المنظور ونبحث لها عن حل.
·
هل بدأت التخطيط لعمل درامي
استعدادا لرمضان 2010؟
بالتأكيد لأن أعمال رمضان ضخمة، ويجب الاستعداد لها مبكرا، وهناك مسلسل
بدأت فى كتابته بالفعل تحت اسم «الحد الإنساني»، ومن المفترض أن يعرض فى
رمضان 2010.
·
ما فكرة «الحد الإنساني»؟
المسلسل يدور حول فكرة الأحزاب في مصر، وهل فعلاً هناك أحزاب، وما دور رئيس
كل حزب؟ وهل تقوم قيادتها انطلاقا من مصالح شخصية؟
·
لماذا اخترت مناقشة فكرة
الأحزاب؟
موضوع الأحزاب في مصر مقلق جدا، ودون أن أدرى أصبحت شغوفا بهذه الفكرة لأن
ما أراه أن الكل يحاول الاستيلاء على الأحزاب، وهذا يذكرني بالمماليك زمان
عندما كانوا يقولون إن من يستيقظ مبكرا هو الذي سوف يأخذ الأرض. الامر نفسه
يحدث في الأحزاب؛ فمن يستطيع السيطرة لا يقبل منافسا، وآخر ما لاحظته هو ما
حدث لأيمن نور في حزب «الغد» ونعمان جمعة فى حزب «الوفد» وكأنه صراع أشخاص
وليس صراع أحزاب لذلك أردت أن أعرف هل الشخص هو صانع الحزب أم الحزب هو
صانع الشخص.
·
بالنسبة لمسلسلك القادم من الذي
رشحته للبطولة الرجالية والإخراج؟
المرشح للبطولة هو حسين فهمي؛ وذلك لتركيبته الشخصية وشكله، خصوصا أن وجهه
يعطي الإحساس لسليل عائلات البشوات. أما الإخراج فهو لإسماعيل عبدالحافظ،
وذلك لحبي الشديد له، علاوة على أنه مخرج لا مثيل له، وأنا أحب العمل معه
دائما.
·
ثار جدل كبير حول مستوى الدراما
فى الآونة الأخيرة؛ فكيف تراها أنت الآن؟
المشكلة ليست في كتابة الدراما، ولكن أسلوب عرض المسلسلات يقضي على القيمة
الأدبية للتأليف؛ فكيف من بين 50 مسلسلا يمكن لأي مشاهد أو ناقد أو مواطن
عادي أو غيره أن يعطي رأيا في كل الأعمال، أو تكون لديه القدرة والاستيعاب
لمشاهدة كل هذه المسلسلات، فبالتأكيد ستحدث حالة من التشتت خصوصاً في ظل
سيطرة الإعلان على المسلسلات، حيث تجد بين كل لقطة ولقطة إعلانا، وتجد
المشاهد يتحول إلى قناة أخرى لمشاهدة مسلسل آخر، وبالتالي لا يستطيع متابعة
كل المسلسلات وإعطاء الرأي فيها، لأنه لم يشاهدها كاملة.
يترتب على ذلك أنه لا يمكن أن يحدث إجماع حول هذه الأعمال الكثيرة، حيث
يتساوى العمل المكتوب بدقة والعمل التافه الذي ليس له قيمة، وهذا يؤكد رأيي
بأن الخلل ليس في النصوص ولكن في ميكانيزم العرض.
·
هل يعني ذلك أن التفوق بات
للدراما السورية؟
أعمالهم التاريخية لها قيمة كبيرة جدا؛ فهي تقدم بشكل جيد وتكتب بإتقان
وتمثل بجودة عالية، ولابد من الاعتراف بسوريا في الإنتاج التاريخي، ومن
خلالها غزا فنانوها مصر كلها، وأيضا كان لها مخرجون جيدون مثل شوقي الماجرى
الذي أخرج «أسمهان» وهو من أهم المخرجين في العالم العربي والعالم بأكمله
وقد صنع عملا له قيمة كبيرة.
·
ظهرت في الفترة الأخيرة ظاهرة
مسلسلات الست كوم، هل تتوقع استمرارها؟
الست كوم موضة وسوف تنتهي حيث سيحدث للجمهور تشبع منها في وقت قصير وهي لسد
فراغات ليس أكثر، ولأنها ليست من الأدب التليفزيوني الكوميدي ولا تهتم
بشريحة معينة وأعمالها لا تستوقف الجمهور.
·
وكيف تنظر إلى حال السينما
المصرية الآن؟
السينما في حالة نهوض وترقب وذلك بخطى ناضجة وواضحة؛ وذلك لوجود مواهب
جديدة في التأليف والإخراج، وأيضا هناك شركات تمارس وتنتج بحب وليس من أجل
المكسب فقط مثل وزارة الثقافة، وجود نيوز للسينما، غير أن السينما بطبيعتها
مختلفة، ولا ننكر أن هناك أفلاما تجارية وتافهة، ولكن لابد أن ننظر لمحصلة
العمل الجيد ليس في مصر فقط، ولكن في العالم كله فنجد الهندية والأمريكية
نسبة الأعمال فيهما 80% تافهة و20% جيدة، ولكن على الرغم من تلك النسبة فإن
بها أملا للنهوض.
وهكذا الأمر في مصر فقد سيطرت لبعض الوقت ظاهرة «الافلام الكوميدية
التافهة» ولكنها اصطحبت معها بعض الأفلام الناجحة من وجهة نظري مثل فيلم
«الفرح» فهو فيلم به طموح فني عال جدا، وأيضًا فيلم «واحد صفر» فهو قيم جدا
وتناول قضية كان مسكوت عنها، إلى جانب فيلم «المسافر» الذى أعتبره معجزة
الأفلام، أيضًا «بدل فاقد»، فضلاً عن المخرجين الذين لهم بصمة حقيقية في
عالم السينما مثل ساندرا نشأت وغيرها.
·
أنت تفضل الكتابة للدراما أم
السينما؟
أنا أفضل وأحب السينما أكثر لأنها تقدم رسالة سريعة موجهة في وقت قليل، أما
المسلسل فهو رسالة طويلة المدى على مدار 25 أو 30 ساعة مثلاً، والإنسان
عندما يريد توصيل معلومة أو مشكلة يفضل أن يقوم بذلك من خلال السينما لكي
يختصر المسافات ولكني اتجهت في فترة إلى الدراما، لأن الفترة الماضية كانت
أفلام الكوميدي والمقاولات هي المسيطرة على الجو العام ولكن عندما اتجه
ميزان السينما إلى العقل فكرت في كتابة فيلم جديد.
·
من عمالقة الفن حاليا من وجهة
نظرك؟
نور الشريف فهو علامة حقيقية وبارزة، أما النجم محمود عبدالعزيز فهو عملاق
السينما في العالم العربي ما لم يكن عالميا على الرغم من كرهي لفيلم
«إبراهيم الأبيض» كاملاً ما عدا دور محمود عبدالعزيز.
·
ما سبب كرهك ل«إبراهيم الأبيض»؟
أنا أكره الأفلام التي تكرس العنف الدموي غير المبرر خصوصاً للأطفال، وكذلك
قصة جريمة شرف أو ثأر أو غيرهما، أيضًا لا يوجد تمثيل جيد إلا لمحمود
عبدالعزيز، علاوة على أنني عاشق لهند صبري، ولكن في وسط الفيلم هي فتاة
بائسة.
·
من يعجبك من كبار الممثلين غير
الذين ذكرتهم؟
محمود حميدة فهو من الممثلين راسخي القدم جيدا، وكان من الممكن ليحيى
الفخراني أن يكون أحد أبطال السينما لكن تركيزه في التليفزيون سحب منه ذلك.
البيان الإماراتية في
06/10/2009 |