درست الاخراج في أوروبا
وعادت الي مصر لتقدم أوراق اعتمادها للوسط الفني بمسلسل »هالة والمستخبي«..
وخلال التجربة عاشت فترة طويلة من الخوف والقلق حتي اطمأنت علي مصير أول أعمالها
التليفزيونية..
لم يكن الاختبار الرمضاني سهلا لكنها حققت
حلمها مع ليلي علوي.
في هذا الحوار تفتح مريم أبو عوف قلبها وتتحدث عن تجربتها الأولي وكيفية
ترشيحها لها وأحلامها التي تسعي لتحقيقها في الفترة القادمة عبر فيلمها
الذي
يتناول ظاهرة العنوسة.
·
درست الاخراج في انجلترا وليس في
امريكا كما يفعل
الكثيرون.. فما وجهة نظرك في ذلك؟
-
ربما تكون امريكا هي التي تقدم أفضل
سينما وتمتلك أكبر ميزانيات واستديوهات في العالم،
ولديها القدرة علي جذب أفضل
السينمائيين من كل البلاد، ولكن في رأيي أن أفضل السينمائيين خرجوا من انجلترا..
فأهم صناع السينما من أصل انجليزي لهذا اخترت أن اتعلم صناعة السينما
الحقيقية
التي اعشقها في انجلترا فالسينما الاوروبية جذابة وقريبة جدا
لنا كمصريين، لانها
تهتم بالانسان واحاسيسه ومشاعره وهو ما اريد تقديمه في مصر.
·
رغم انك درست
السينما..
الا أن بدايتك كانت تليفزيونية؟
-
لم اتوقع ابدا أن تكون بدايتي
في التليفزيون،
وبالفعل قبل المسلسل كنت في فترة تحضير لفيلمي الاول ولكن عندما
عرض علي مسلسل حكايات بنعيشها وجدت ان التجربة جيدة وسوف
تصقلني بخبرة كبيرة
خاصة
انني قدمت المسلسل بطريقة السينما من خلال نص جيد ومع نجمة
كبيرة مثل ليلي
علوي.
·
وكيف تم ترشيحك للمسلسل؟
-
عن طريق المخرج عمرو عرفة حيث عملت معه
كثيرا في مجال الاعلانات،
وهو أحد المشاركين في الانتاج فتحدث معي عن المسلسل
وجلست بعدها مع الكاتب حازم الحديدي وليلي علوي فأعجبت بالفكرة
جدا وتحمست للعمل مع
هذه المجموعة.
·
كنت مسئولة عن اسم نجمة كبيرة
مثل ليلي علوي خاصة انها عائدة
للتليفزيون بعد غياب..
كيف كان شعورك؟
-
كنت قلقة جدا من هذه المسئولية
ولكن مع أول لقاء بيني وبين ليلي علوي وجدتها انسانة متفاهمة
جدا وهادئة ولديها
القدرة علي احتواء الجميع..
ولم يكن خوفي فقط علي مسلسل
»هالة والمستخبي«
ولكني حملت نفسي مسئولية مسلسل »مجنون ليلي«
لاني لو فشلت في »هالة
والمستخبي« كانت الناس سوف تحكم علي »مجنون ليلي«
مسبقا بالفشل..
ولذلك عشت
في قلق شديد طوال فترة التصوير وحتي مع بداية عرض المسلسل.
·
ألم تقلقك فكرة عرض
مسلسلك في النصف الاول من رمضان وفي
٥١
حلقة فقط؟
-
فكرة الـ
٥١
حلقة لم
تقلقني بالرغم من اني اخشي رأي الجمهور واعمل له ألف حساب ولكن
العمل الجيد يظل في
ذاكرة الجمهور ويكون له صدي جيد وبفكرة الـ
٥١
حلقة ابتعدنا بشكل كبير عن المط
والتطويل وحشو الاحداث بأشياء ليس لها أي هدف درامي.. واعتقد ان المشاهدين
استقبلوا المسلسل بشكل جيد وردود الافعال التي وصلتني كانت جميعها
ايجابية.
·
اخرجت بعض حلقات من مسلسل
»لحظات حرجة« وقدمتي »هالة
والمستخبي« فما الفرق
بين التجربتين؟
-
لحظات حرجة لم يكن مسلسلا خاصا بي
يحمل اسمي فقد شارك في اخراجه مجموعة كبيرة من المخرجين،
وكان المشرف علي العمل
هو المخرج شريف عرفة، حيث وضع خطة معينة يسير عليها جميع المخرجين،
ولكن
بالنسبة »لهالة والمستخبي« فالامر كان مختلفا فالمسلسل بكل تفاصيله كان من
اختياري من حيث الديكور وأماكن التصوير والممثلين فالعمل بالكامل علي
مسئوليتي.
·
كان هناك تلقائية شديدة في تمثيل
الخمس أطفال الذين ظهروا مع ليلي
علوي طوال الاحداث كيف وصلت بادائهم الي هذه الدرجة؟
كل ما فعلته انني تركتهم
بحريتهم كنت اتحدث معهم قبل التصوير واتركهم بعد ذلك لتصرفاتهم
الطفولية أثناء
التصوير وبالفعل كانوا يبهروني ويفاجئونا جميعا باداء رائع وحساس رغم سنهم
الصغيرة.
·
صورتي في مناطق صعبة بالاسكندرية
نراها لأول مرة علي الشاشة..
كيف
وقع اختيارك لهذه المناطق؟
-
أثناء عملي كمساعد مخرج في فيلم
»حليم« كنا
نصور هناك عند الفنار في منطقة الماكس وشاهدت هذه المنطقة واعجبتني جدا،
وبالفعل كتبت فيلما تدور احداثه كلها هناك،
وظل الموقع في رأسي حتي بدأت التحضير
لهالة والمستخبي وكان المفترض ان التصوير سيكون في الصعيد وليس في
الاسكندرية ولكني
وجدت ان الوقت ضيق جدا وظروف التصوير في الصعيد صعبة، فاقترحت علي الكاتب حازم
الحديدي استبدال المكان،
وتحمس جدا خاصا عندما رأي هذه المنطقة، ورغم انها كانت
مشاهد صعبة والتصوير بها مرهق جدا،
الا انها كانت جيدة ومؤثرة في الاحداث بشكل
كبير.
·
قدمت العديد من المشاهد التي
احتوت علي كم كبير من أطفال الشوارع..
فكيف قمت بالسيطرة عليهم الي هذا الحد؟
- »ضاحكة«
من أسوأ أيام حياتي التي
قمت فيها بتصوير هذه المشاهد فكان في كل مشهد أكثر من
٠٥١
طفل شوارع حيث جئنا بهم
من أماكن مسئولة عن رعايتهم وبذلنا أنا وفريق الاخراج مجهودا كبيرا للسيطرة
عليهم.
·
والبعض رأي أن جودة الصورة في
المسلسل سببها مدير الاضاءة الاجنبي..
فما رأيك؟
-
ذلك كلام خاطيء جدا،
لان الجودة في الصورة ليست سببها مدير
الاضاءة فقط، بل هناك موهبة ومجهود كبير بذله المصورون المصريون في
المسلسل.
·
لماذا اذن تمت الاستعانة بمدير
الاضاءة أجنبي..
هل بسبب ما حققه من
نجاح في مسلسل أسمهان؟
-
المنتج اقترح علي الاستعانة بمديرتصوير أجنبي،
وهذا
الاقتراح ضايقني جدا، لان هناك العديد من مديري التصوير أحب العمل معهم
لانهم
متميزون جدا، لكنهم اعتذروا عن العمل في
»هالة والمستخبي«
بسبب انشغالهم
بأعمال أخري، مما جعلني وافقت علي اقتراح مدير التصوير الاجنبي وعمل في المسلسل
كمدير اضاءة وليس للتصوير.
·
تصوير تليفزيون بطريقة السينما
جملة رددها الكثير
من المخرجين الفترة الماضية ما المقصود بها؟
-
يعني تصوير جميع مشاهد المسلسل
بكاميرا سينما واحدة أو اثنتين،
وبنفس فكر وتكنيك الفيلم السينمائي ولكن الاختلاف
يكون في الوقت فالمشهد الذي يتم تصويره في السينما في يوم يتم
تصويره في التليفزيون
في ساعة في الفيديو يجب انجاز اكبر كم من المشاهد في اليوم الواحد لان
الاداء يحسب
بعدد الساعات وليس بعدد المشاهد كما نفعل في السينما، في الفيديو يجب أن اقول ما
اريد قوله في المشهد بسرعة من خلال اضاءة وكادرات مضبوطة
والبعد عن التطويل والحوار
المكرر لان الوقت في التليفزيون ضيق أما السينما فالمخرج يعمل براحته وكل
لقطة تأخذ
حقها في التصوير.
·
قدمتي بعض اللقطات
التي كانت أقرب الي الشكل التسجيلي فهل
هذا يرجع لتأثرك بعملك في السينما التسجيلية؟
-
انا عاشقة للسينما التسجيلية
لأني من خلال عملي بها رأيت مصر الحقيقية،
وهذا علمني كيف أري الناس علي حقيقتهم
،
فكنت في المسلسل اقطع دائما علي الشارع والناس والسيارات وكان هدفي ربط
البطلة ومشكلاتها بهذا الواقع الذي تعيش فيه فأردت ان أكد انها
جزء من هذا المجتمع
تحمل داخلها جميع همومه ومشاكله.
·
تناولت في المسلسل قضية
»المتاجرة
بالأطفال« فهل هي بداية لطرحك العديد من القضايا الشائكة في أعمالك
القادمة؟
-
ليس لدي خطة معينة للفترة القادمة ولكني اذا تحمست لفكرة أو
قضية
لن اتردد في الحديث عنها مهما كان درجة جراءة حساسية هذه الفكرة.
·
هل ازعجك عرض
المسلسل وسط هذا الكم الكبير من المسلسلات؟
-
لم يقلقني هذا بشكل كبير لان معي
نص جيد وفنانة بحجم ليلي علوي لها جمهورها الذي ينتظرها دائما، وهذا الكم من
الاعمال اعتقد أنها سبب للمشاهدين تشتيتا وساعد أيضا علي هذا التشتيت الكم
الرهيب
من الاعلانات التي تفسد علي المشاهد الاستمتاع بالعمل.
·
البعض يري ان هالة
والمستخبي واحدا من المسلسلات التي ساهمت في تغيير شكل الدراما الفترة
الحالية؟
-
صعب أن يحكم أحد علي عمله..
فأنا عن نفسي راضية جدا عن العمل،
واترك الحكم للنقاد والجمهور،
ولكن عن فكرة تغيير شكل الدراما اعتقد انه حدث
تطور واضح وملحوظ في الصورة وهذا ملموس بشكل كبير في العديد من الاعمال.
·
هل
تنوين تكرار تجربة الدراما التليفزيونية؟
-
لو عرض علي سيناريو جيد وتوافرت لي
جميع الامكانيات التي توافرت في
»هالة والمستخبي«
فاعتقد ان التليفزيون حدث فيه
تطور كبير ونظرة المخرجين اختلفت بشكل كبير فاما بعد ان حدث
هذا التقارب بين تكنيك
التليفزيون والسينما فسهل هذا علي مخرجي السينما التواجد في التليفزيون.
·
فيلمك
القادم يتحدث عن العنوسة فمن أي زاوية تناقشين هذه القضية؟
-
أنا لا اطرح في
الفيلم تساؤلات حول لماذا تصل الفتيات الي سن العنوسة ولكني اريد ان اقول
بانه ليس
هناك مشكلة اذا تأخر سن الزواج لدي البنت فيجب علي المجتمع ان يتقبل هذا
وألا يعطي
هذا الموضوع كل هذه الدرجة من الاهمية والحساسية..
فتزعجني دائما نظرة الشفقة
التي ينظرها الجميع للبنت بمجرد أن تتم الخامسة والعشرين من عمرها دون زواج
والحرب
النفسية التي تواجهها الفتيات.
·
تعدين من المخرجين القلائل الذين
يحضرون
لأفلامهم في ظل توقف الكثير من المشاريع السينمائية بسبب الازمة
الاقتصادية..
فكيف ترين هذه المشكلة؟
-
لم يتوقف الانتاج السينمائي،
ولكن اعتقد ان الذي
يتوقف هو الانتاج الضخم لبعض الاعمال التي كنا نراها الفترة السابقة لهذا
فسوف
نري أعمال لها ميزانيات معقولة فشركات الانتاج يجب أن تعيد
حساباتها بعد الخسائر
الكبيرة التي حققتها الموسم الماضي، وتستعد للموسم الصيفي القادم لان ظروفه سوف
تكون صعبة جدا.
·
هل تم الاستقرار علي فريق العمل
الخاصة بالفيلم وموعد
التصوير؟
-
الفيلم من انتاج شركة
»نيوسنيشري« ومعي مجموعة كبيرة من
الفنانين الشباب منهم بشري وهيدي كرم وانجي وجداني وهاني عادل وامير كرارة
ونضال
شافعي، ومازالت في مرحلة أختيار باقي فريق العمل.
·
وأخيرا ماردك علي البعض
بأنك تعملين بالواسطة لانك ابنة الفنان عزت أبوعوف؟
-
كنت دائما قلقة من هذه
المسألة ولذلك كان هناك دائما تحدي بداخلي ان اثبت نفسي بعيدا
عن اسم والدي وبعد
عرض المسلسل وبعد ان نال اعجاب الكثير ازعجني جدا ان يكون كل هذا الاطراء
علي
المسلسل من العاملين في الوسط الفني ما هو الا مجاملة لوالدي ولكن ما جعلني
اشعر
اني قدمت شيئا جيدا
فعلا هو رأي الجمهور وحبهم للعمل.
أخبار النجوم المصرية في
01/10/2009 |