في الوقت الذي يقضي فيه
أحمد عز -
حاليا
- فترة راحة واسترخاء بعد رحلة من العناء مع »الأدهم«
تنهال عليه برقيات التهنئة ورسائل التحية والتقدير علي أول
بطولة تليفزيونية بعد
غياب ٦ سنوات دخل من خلالها القلوب والبيوت.
التقينا به وحاورناه فتحدث
بصراحة عن تجربته التليفزيونية وحياته الشخصية وأحلامه
المستقبلية.
·
بعد ستة
أعوام من الغياب عن التليفزيون نجح
»الأدهم« في اعادتك فما الأسباب؟
-
أولا كانت هناك اغراءات وليست مجرد أسباب عادية،
علي رأس هذه المغريات طبيعة
الموضوع الذي أعتقد أن أحدا لم يسبق له التطرق اليه سواء في السينما أو
التليفزيون
وهو الهجرة غير الشرعية الذي يمس ويهم المجتمع كله بسبب الأعداد الهائلة من
الشباب الذين يراودهم أمل الحصول علي فرصة عمل تحقق لهم حياة
كريمة ومثالية يحلم
بها الجميع ولكن التسرع في محاولة تحقيق هذا الحلم يقود الكثيرين الي سوء
اختيار
طريقة تنفيذه وهو ما ترتب عليه -
وما يزال -
عشرات ومئات الحوادث
المأساوية.
·
بخلاف الموضوع الجديد هل كانت هناك اغراءات أخري؟
- ..
كثيرة ومنها علي سبيل المثال طبيعة الشخصية التي أديتها فأدهم
يمثل قطاعا عريضا من
البشر ويحمل بداخله النسب الطبيعية من الخير والشر التي يحملها كل منا بنسب
متفاوتة
فهو في النهاية ليس شيطانا وليس ملاكا فهو يعبر عنا جميعا باعتباره ذلك
الانسان
العادي الذي تتقاذفه أمواج الشر وتجذبه في نفس الوقت شواطيء
الخير.
·
طوال
السنوات الست التي انقطعت فيها عن العمل في التليفزيون ألم
تعرض عليك أعمال
درامية؟
-
آخر أعمالي كما ذكرت كانت قبل ستة أعوام وهي مسلسل »ملك روحي«
وبعدها انهالت علي العروض ولكني رفضتها جميعا لانها لم تكن
تحمل اضافة لي لذلك
فضلت التركيز في السينما حتي أستطيع أن أرسخ أقدامي وأثبت وجودي في هذا
العالم وهو
ما أعتقد أنني نجحت فيه بالفعل وفي نفس الوقت لم يكن عالم التليفزيون غائبا
عن
بالي ولكنني كنت أنتظر عملا غير تقليدي أقتنع به ويشعرني أنني سأستفيد منه فنيا
وهو ما وجدته بالفعل مع الأدهم.
·
ليلي علوي ويحيي الفخراني ويسرا
ونور الشريف
ونبيلة عبيد.. هذه بعض الأسماء العملاقة التي تألقت بها سماء الدراما
الرمضانية
هذا العام..
ألم تخش الدخول في منافسة معهم؟
-
في قناعتي أنه لا توجد منافسة
من الأصل فأنا لا أرقي بنفسي الي مستوي هذه الأسماء العلامات في تاريخ
وعالم الفن
حتي أقارن نفسي بهم وأنا أجدها فرصة مناسبة لأعترف بأنني شخص محظوظ لتواجد
مسلسلي
بجوار أعمال كبار النجوم سواء الذين ذكرتهم أو الذين لم تذكرهم
فأنا وجيلي كله
مدينون لهم بالفضل خاصة وقد تربينا علي فنهم الجميل وتعلمنا منهم ومن
أدائهم الممتع
سواء في السينما أو التليفزيون وكل ما أحرص عليه هو أن أذاكر دوري وأؤديه
جيدا
فربما أصل الي مستواهم ومكانتهم يوما ما وأحظي بنجاحهم الفني
والجماهيري.
·
حرصك
علي المثالية في تأدية أدوارك هل قادك الي استعدادت خاصة تخوض
بها معركة
الأدهم؟
-
الاستعداد الخاص الذي تتحدث عنه قمت به مع الأدهم مثلما قمت به من
قبل مع غيره من الشخصيات وشخصية الأدهم بشكل خاص كانت
لها مقومات ساعدتني علي
الاندماج فيها ومعايشتها وبالتالي تأديتها بشكل جيد من هذه المقومات طريقة
الكتابة
وعمقها في تناول وتحليل الشخصية وفي نفس الوقت كانت الكتابة شديدة البساطة
والوضوح أيضا ساعدني في الأداء الجيد مجموعة الجلسات التي
عقدناها أنا والمخرج محمد
النجار وكانت ثمرتها الاتفاق علي فهم واحد لشخصية الأدهم في كافة مراحلها
وكيفية
اخراجه من قالب الكتابة الي أرض الواقع والأداء التمثيلي أمام الكاميرات
وأخيرا توج
هذه الاستعدادات التي قادتني الي النجاح في الدور جلوسي مع بعض الشباب
الذين خاضوا
تجربة الهجرة غير الشرعية من محافظات وبيئات اجتماعية وجغرافية
مختلفة فبعضهم كان
من الشرقية وآخرون من البحيرة أو الاسكندرية وقد استمعت لحكايتهم عن
تجاربهم سواء
قبل السفر أو عند
الاعداد له أو أثناء الاعداد له ثم خلال التجربة المؤلمة
نفسها وما أعقبها ومن هنا كان عرض المسلسل وتناوله لأحداث
السفر وطريقته شديد
الواقعية وهي نفس الواقعية التي أزعم أنني أديت بها دوري بناء علي الأحاسيس
والمشاعر التي انتقلت الي وتشبعت بها من تجارب المهاجرين وطريقة حكيهم لهذه
التجارب.
·
ولكن ألا تعتبر تأديتك لدور شاب
نجح في الهروب من هذا الفخ مثلما نجا من
الغرق، نوعا من التشجيع علي الهجرة
غير الشرعية؟
-
من وجهة نظري لا يوجد
تشجيع علي هذا العمل غير المشروع والمحفوف بالمخاطر فإذا كان فرد واحد من
بين
مجموعة كبيرة قد نجح في تلافي مصيرهم المؤلم فهو استثناء يؤكد
القاعدة ومن ناحية
أخري فالمسلسل تعرض وعرض للكثيرين الذين لقوا حتفهم أو فشلوا بشكل أو آخر
في
تحقيق ولو جانب صغير من أحلامهم وطموحاتهم وبذلك فقد حمل المسلسل رسالة تحذير
تفيد الوطن وأبناءه.
·
ولكن البعض يؤكد علي أن أحداث المسلسل ركزت علي
الجانب
الايجابي للهجرة غير الشرعية؟
-
الجانب الايجابي الذي تقصده هو النجاح
الظاهري للأدهم وكما قلت توا فهذا استثناء يؤكد أن القاعدة هي أن هذه
التجارب فاشلة
ومحكوم عليها اجمالا بالفشل ومن ناحية أخري فإن البناء الدرامي يفرض نجاح
الأدهم
وافلاته من هذا المصير المأساوي الذي يحكم القاعدة لانه لو
افترضنا أن الأدهم لاقي
نفس المصير وغرق مثلا اذن لا يوجد مسلسل من الأصل!..
المحصلة النهائية اننا عرضنا
وأظهرنا صعوبة الهجرة غير الشرعية وانها محفوفة بالمخاطر التي لا تزيد نسبة
النجاة منها عن رقم متواضع للغاية
·
هل ركز المسلسل علي الواقع الاجتماعي
المتردي الذي يعتبر أهم الدوافع لهروب الشباب حتي لو كان من خلال الهجرة
غير
الشرعية؟
-
من المؤكد أن الظروف السيئة بكافة أنواعها وأبعادها هي الدافع
الأساسي لهجرة الشباب ومن المؤكد أيضا أن من يقدم علي الهجرة
بهذه الطريقة يكون قد
وصل الي مرحلة من الفشل في بلده والشعور بالتهميش والاحباط ليس من الحكمة
انكارها
أو حتي تجاهلها وعينا أن نعترف أن هذه النوعية من الشباب »خلاص..
الدنيا قفلت
في وشها« فليس من المنطقي أن نجد شبابا في ظروف مالية جيدة ولديهم فرص عمل
تهيء
لها حياة مقبولة ثم يضحون بواقعهم
الجميل القابل للمزيد من التحسن
بل يضحون
أيضا بحياتهم ولكن العكس هو الصحيح فمن ليس لديه شيئا يخسره هو الذي يقبل
القيام
بأي تجربة مهما كانت سيئة واحتمالات فشلها كبيرة.
·
الأدهم ابن بلد بسيط وهو
شخصية لم يعتد جمهورك أن يراك فيها فهل كان قبولك لها نوعا من المغامرة؟
-
أنا
أو أي فنان حقيقي يرفض حبس نفسه في ذات القالب الذي يركز علي شكل أو هيئة
بعينها
والتحدي أن تثبت لجمهورك
- ومن قبله لنفسك -
أنك قادر علي تقمص وأداء أي دور أو
لشخصية وأنا أرحب بالأدوار التي تستفزني وتسنفر طاقاتي
وامكاناتي ومن هنا لم أشعر
بأي قلق عندما قبلت دور الأدهم لانني كما قلت أسعي للأدوار البعيدة عن
الحبس داخل
اطار لشخصيه تقليدية ترتبط بشكل ومظهر حفظهما واعتادهما الجمهور.
·
إذن فأحمد
عز الحقيقي لا علاقة له بالأدهم؟
-
هذا صحيح تماما فلا يوجد أي تشابه في
الواقع بيني وبين الشخصية سواء في الشكل الخارجي أو طريقة التفكير وشخصيا
أنا أحب
ذلك وأرحب به لان وجهة نظري أن الفنان الذي يؤدي شخصية تشبهه لا يبدع فيها
تماما أو
فلنقل انه لا توجد مساحة في هذه الحالة كي يثبت موهبته ومقدرته
علي تقمص أدوار
وشخصيات أخري بعيدة عنه.
·
لماذا توقف مسلسل الأدهم عند حدود معينة ولم يتعرض
لمشكلة هجرة بعض المصريين الي اسرائيل وهي أكثر خطورة؟
-
نحن ناقشنا مشكلة
الهجرة غير الشرعية للباحثين عن عمل في دول تتوافر فيها فرص متعددة تناسب
كافة
المهن ومستويات التعليم وهو أمر لا أظن أنه متوافر في اسرائيل
بنفس درجة تواجده في
دول حوض البحر المتوسط التي أشرنا اليها مثل ايطاليا واليونان ولكن هذا لا
ينفي
اتفاقي معك في الرأي أن الهجرة اسرائيل في
غاية الخطورة وهي خطورة لا تتوقف عند
مبدأ الهجرة بل تتعدي ذلك الي ما يترتب عليها من زواج هؤلاء المهاجرين
وكلهم تقريبا
من الشباب بإسرائيليات بهدف الحصول علي الجنسية واقتناص فرص عمل ومرتبات
أفضل وهو
أمر يرحب به ويشجع عليه الاسرائيليون لتبدأ بعد ذلك مشاكل
الأطفال الناتجين عن هذا
الزواج وتحديد جنسياتهم وديانتهم وانتماءاتهم الوطنية.
·
لا خلاف علي النجاح
الذي حظي به مسلسل الأدهم فهل سيشجعك ذلك علي المزيد من
التواجد التليفزيوني في
الفترة المقبلة؟
لا أستطيع الجزم بشكل نهائي في هذا الأمر لان العودة التي
تقصدها يجب أن تكون بناء علي حسابات دقيقة فالتليفزيون جهاز خطير يدخل كل
بيت علي
عكس السينما التي تخاطب شريحة أقل بكثير وبالتالي فتأثير
التليفزيون أكثر من
السينما وبالتالي فالعمل فيه يستدعي دقة وحرصا شديدين سوف أحرص عليهما
عندما أقرر
العودة التي يدفعني اليها ويغريني بها ذلك النجاح المذهل الذي حققه الأدهم.
·
هل لمست هذا النجاح من خلال ردود أفعال جماهيرية
معينة وصلت اليك؟
-
نعم
والحمد لله فأنا سعيد جدا برد فعل الجمهور الذي أخذ أكثر من صورة ويكفي أن
أشير الي
الاحصاءات التي تتحدث عن نسبة المشاهدة للمسلسل وحجم الاعلانات المصاحبة له
وهذا
يذكرني أيضا بالنجاح الذي حققه
»ملك روحي« قبل ٦ سنوات.
·
وما تعليقك
علي مقولة أن التليفزيون يحرق الممثل؟
-
لا خلاف علي أن التليفزيون سلاح ذو
حدين فمن الممكن أن يتسبب في مضاعفة نجومية الفنان ومن الممكن أيضا أن ينزل
بها اذا
أساء الفنان اختيار أعماله فيه وان كانت القاعدة الآن وبعد انتشار
الفضائيات
والقنوات الدرامية المتخصصة في السنوات الأخيرة أن التليفزيون
من العوامل المهمة
لزيادة نجومية الفنان الذي يتقن اختيار أدواره
·
تحدث الكثيرون عن أجرك المرتفع
في الأدهم بدرجة تقترب من الانتقاد فهل أصبحت أجور النجوم تمثل صداعا
للمنتجين؟!
-
موضوع الأجر بصفة عامة مسألة خاصة جدا بين المنتج والممثل ولا
خلاف علي أنه لا يوجد منتج
»يرمي فلوسه في الأرض«
فهو عندما يتعاقد مع فنان
ويدفع له أجرا مرتفعا فهو يدرك قيمة هذا الفنان ويعرف أنه
سيجني من ورائه أرباحا
مهما دفع وبصراحة فأنا لا أحب الحديث عن أجري فمسألة الفلوس لا تشغلني وأنا
»ما
عنديش مشاكل مادية« وكل ما يعنيني هو التواجد الفني المشرف.
·
»الأدهم« هو
تعاونك الرابع مع السيناريست محمود البزاوي بعد ثلاثة مسلسلات اذاعية فهل
هناك
كيمياء خاصة تربط بينكما؟!
-
علي المستوي الشخصي أنا أحب محمود البزاوي
واعتبره من أقرب أصدقائي وان كان هذا ليس هو سبب ارتباطي به في العمل الذي
لا أحب
أن تحكمه العواطف بإختياري لمحمود فالعمل مبني علي قناعة بكفاءته وتميزه في
مجال
عمله لذلك فأنا سعيد بالتعاون والعمل معه.
·
وماذا عن الفنان صلاح
عبدالله؟
-
تقصد »عم صلاح«؟!.. انه فنان رائع وشرف لأي ممثل أن يعمل معه
ويقف أمامه وأنا أستفيد منه مهنيا فهو اضافة لأي عمل يشترك فيه وعلي
المستوي الشخصي
أنا أراه انسانا رائعا علي الرغم من بساطته وتواضعة.
·
وكيف تري التعاون الأول
مع سيرين عبدالنور والمخرج محمد النجار؟
-
أشعر بالسعادة لهذا التعاون ففيما
يتعلق بسيرين أري أنها ممثلة مجتهدة وشخصية ظريفة وأعتقد أن المسلسل سيكون
فاتحة
خير لها أما النجار فأنا أيضا سعيد بالتعاون معه لمهارته المهنية ويكفي
نجاحه في
الأدهم وهو من المسلسلات الصعبة وغير التقليدية.
·
ما حقيقة الشائعات التي
تتحدث عن ارتباطك بإبنة أحد كبار رجال الأعمال؟
-
ضاحكا.. »يسمع من بقك
ربنا«!
·
ولماذا تطاردك الاشاعات دائما؟
-
هذا حقيقي فالشائعات تطاردني »من
ساعة ما ظهرت« وهي تأخذ أشكالا مختلفة ومتغيرة كل فترة وعموما فالشائعات
ليست مقصورة علي بل هي تلاحق كل المشاهير وهذه هي الضريبة التي
يدفعها من يعيشون في
الأضواء.
·
لكنك تحظي بالنسبة الأكبر من هذه
الشائعات؟
-
ربما كان السبب هو
عدم زواجي حتي الآن فعدم الارتباط يعد حقلا خصبا للشائعات وعموما فعندما
»يحصل
النصيب« فأنا أؤكد للجمهور أنني سأعلن هذا النبأ فورا لانه مسألة تسعدني
وأعتقد
أنها أيضا ستسعد الجمهور.
·
إذن فلا يوجد مشروع زواج بالفعل
في الوقت الراهن كما
يشيع البعض؟
-
والله العظيم لسه ما فيش حاجة!
·
أخيرا..
ماذا عنأعمالك
القادمة؟
-
كل ما يشغلني حاليا هو قضاء اجازة طويلة بعد المجهود الشاق الذي
بذلته طوال عام ونصف أثناء التصوير والاعداد لمسلسل الأدهم
والفيلم الأخير..
وبعد
هذه الاجازة سوف أعود لاستكمال مشاريعي السينمائية.
أخبار النجوم المصرية في
01/10/2009 |