بعد فترة أثبتت فيها نفسها في السينما، في تجارب حققت نجاحا جماهيريا
مثل «سيد العاطفي» و«كابتن هيما» و«بوشكاش»، أو فنيا وجماهيريا كـ«الجزيرة»
و«واحد ـ صفر»، تخوض الفنانة المصرية زينة هذه الأيام تحديا من نوع آخر،
فهي للمرة الأولى تحمل على عاتقها مسؤولية نجاح مسلسل درامي كبطلة مطلقة،
نزلت الساحة الرمضانية القاسية لتراهن على النجاح بكثير من الثقة.
«الشرق الأوسط» التقت زينة في القاهرة، وهي تنتظر
رأي الجمهور في تجربتها الجديدة، التي اعتبرتها مختلفة عن كل الأعمال
المعروضة، وسألتها عن درجة التشابه بين دورها وبين قصة سوزان تميم، وفرص
تكرار التجربة، وما أثير من شائعات حول علاقتها بزملائها، وارتباطها
بالمطرب تامر حسني.
·
بعد عرض أولى حلقات مسلسل
«ليالي» تأكد لكثيرين أن هناك تشابها بينها وبين قصة سوزان تميم؟
ـ أين التشابه؟! فالأحداث الأولى من المسلسل تقول إن «ليالي» طالبة
بكلية الصيدلة تعيش مع والدتها بعد زواج والدها من أخرى، ومرتبطة بزميل لها
يتعرض لهجوم من بلطجية يودي بحياته.. فعلى حد علمي أن سوزان تميم لم تكن
طالبة بكلية صيدلة، بل هي ممثلة، ولا أعرف ماذا كانت قبل دخولها عالم الفن،
ولا أعتقد أن أحدا يعرف عن حياتها السابقة شيئا، لكن بعد وفاتها ظهر أربعة
أزواج ارتبطوا بها، بينما يتحدث المسلسل عن شخصيات كثيرة في حياة ليالي.
·
لكن رجل الأعمال في ليالي يتشابه
مع هشام طلعت مصطفى في بعض التفاصيل؟
ـ ليالي ليس أول مسلسل يحاكي الواقع، ورجال الأعمال جزء من الواقع،
ولا علاقة لحسام الذي يجسد شخصيته عزت أبو عوف بهشام طلعت مصطفى، فالحبكة
الدرامية تطلبت وجود شخص له سلطة ونفوذ، وهو ما يتوافر في رجل الأعمال الذي
يحصل على جزء من كعكة السلطة، وهم قلائل، منهم طلعت مصطفى.. وقيل من قبل إن
شخصية النجم نور الشريف في مسلسل الدالي تشبه رجل أعمال مصريا معروفا،
وليالي لا يناقش أي سيرة ذاتية سواء لسوزان أو طلعت أو غيرهما، فهو مسلسل
درامي.
·
وما وجه التشابه بين الممثلة
زينة والممثلة ليالي؟
ـ لا يوجد أي نوع من التشابه بيننا، فأنا زينة، أقوى بكثير من شخصية
ليالي، ومهما كانت الظروف في حياتي لن أفعل مثلما فعلت، وعلى الرغم من ذلك
أنا أتعاطف معها ومع ظروفها، وأبرر لها تنازلاتها لأنها تتوافق مع شخصيتها
الضعيفة وما تعرضت له من ضغوط شديدة في بداية حياتها، كما أن ليالي مشروع
ممثلة، أما أنا فممثلة بالفعل.. وهناك اختلافات كثيرة بيننا سيراها الجمهور
مع توالي الأحداث في المسلسل.
·
اتهمتك المذيعة الممثلة نجلاء
بدر بأنك طلبت من المخرج أحمد شفيق حذف الكثير من المشاهد لها؟
ـ كيف أفعل ذلك؟.. هذا لم يحدث على الإطلاق.. هذا ذنبي، لأنني ساعدتها
ووقفت بجانبها ورشحتها للدور، وأنا بطلة المسلسل، ومن الطبيعي أن يكون دوري
أكبر من دورها، ومشاهدها في المسلسل لا تؤثر علي إطلاقا، وأنا معروفة في
الوسط الفني، ولا توجد منافسة بيننا، ولكن هذا الموقف من المفترض أن يجعلني
حذرة في المرات القادمة، عندما أمد يد العون لأحد، كما أنني لم أحضر مونتاج
المسلسل، فدوري انتهى بعد انتهاء آخر مشهد لي، وما يهمني الآن هو انتظار رد
فعل الجمهور على أول بطولة لي.
·
لكن هناك انتقادات وجهت لك لعدم
انتظامك في التصوير ووصولك متأخرة عن مواعيده بشكل دائم؟
ـ لم أتأخر عن أي ميعاد، والكل يعرف عني التزامي في مواعيد التصوير،
ومن عملت معهم من قبل يشهدون بذلك، وفريق عمل ليالي أيضا، ومن الممكن سؤال
المخرج والمنتج عن ذلك، وسأعطي مثالا على ذلك، فبعد رجوعي من لبنان ذهبت من
الطائرة إلى التصوير مباشرة، وانتظرت في الشارع حتى اكتمل استعدادهم، ولم
أذهب للبيت لأستريح ولو لساعة، وفضلت الذهاب قبل ميعاد التصوير.
·
لك تصريحات كثيرة تقولين فيها إن
مسلسل «ليالي» مختلف عن المسلسلات الأخرى، فما وجه الاختلاف؟
ـ العمل مختلف عن كل الأعمال السابقة، سواء من حيث كم التصوير الخارجي
أو القصة، فصورنا كل المشاهد لايف، وكانت أغلبها في شوارع لندن وبيروت
والإسكندرية والقاهرة.. وهذا تطلب مجهودا مضاعفا، وهو ما استدعي مجهودا
أكبر بكثير من التصوير الداخلي.
·
هل سنراك في رمضان المقبل بمسلسل
من بطولتك أيضا؟
ـ لا أعتقد.. فأنا تعبت كثيرا في المسلسل، وأعتقد أن أمامي ست سنوات
قبل أن أخوض مثل هذه التجربة مرة أخرى.
·
قيل قبل عرض مسلسل «ليالي» إن
شيرين عبد الوهاب هي التي ستغني التتر.. ولكن لم يحدث ذلك؟
ـ بالفعل.. ولكننا تأخرنا عليها، فاتفقت على غناء تتر مسلسل آخر،
فاتفقنا على أن يكون تتر المسلسل موسيقى فقط.
·
تدخلين في منافسة مع نجوم
الدراما خلال شهر رمضان.. فكيف ترين المنافسة؟
ـ لا أجرؤ أن أدخل في منافسة مع نجوم الصف الأول في الدراما، وأساتذة
تتلمذت على أيديهم.. وأنا من جيل مختلف ولا مقارنة بيننا، ومع ذلك قصة
مسلسل ليالي بعيدة عن مسلسلاتهم، فهي قصة لا تصلح إلا لبنت صغيرة.
·
ألم تخشي المنافسة مع نجمة جيلك
منة شلبي؟
ـ مسلسل منة يتحدث عن المخابرات والجاسوسية، وتدور أحداثه في فترة
الستينات والسبعينات، ولكن مسلسل ليالي معاصر، وأحداثه مختلفة، وهذا يؤكد
أن المنافسة غير واردة.
·
ماذا عن خلافك مع الأردنية صبا
مبارك التي تشاركك بطولة فيلم «بنتين من مصر»؟
ـ أي خلاف؟.. فمعرفتي بصبا جاءت عن طريق عملي معها في فيلم «بنتين من
مصر»، وهي فنانة موهوبة جدا وملتزمة، وأنا تعبت فعلا من كم الشائعات التي
تلاحقني وتستطرد في سرد خلافاتي مع كل من تعاملت معهم، فهذا ليس له أساس من
الصحة.
·
قمت بالغناء من قبل في فيلم
«واحد ـ صفر».. هل تفكرين في تكرار التجربة مرة أخرى؟
ـ أديت أغنية ضمن أحداث العمل، فلست مطربة فأنا ممثلة، وصوتي ليس
جميلا، ولم أفكر في احتراف الغناء إطلاقا، رغم نجاح أغنية الفيلم وحصولي
على عرض من شركة إنتاج كبرى لإنتاج ألبوم، لكنني رفضته.
·
وإلى أين وصلت الخلافات بينك
وبين كاملة أبو ذكري مخرجة فيلم «واحد ـ صفر»؟
ـ انتهت بمجرد انتهاء الفيلم.. والخلاف أصله اعتراضي على بعض المشاهد،
فعندما رفضت تأديتها قالت لي إنها ستستعين بدوبلير، ولكن رفضي كان للمشاهد
على العموم وليس تمثيلها، وبالمناسبة أنا أفضل التعامل مع المخرجين عن
المخرجات.
·
لماذا دائما تربطك الشائعات
بالمطرب تامر حسني؟
قد يكون لأن تامر حسني غير مرتبط وأنا أيضا، لكني أعتقد أن الشائعات
ستنتهي بعد أن يرتبط تامر أو أرتبط أنا ـ وضحكت ثم قالت ـ أو أننا نرتبط،
والغريب أن آخر شائعة سمعتها كانت أثناء تواجدي أنا وتامر في دبي وكان تامر
يغني في حفلة وأنا كان يتم تكريمي من إحدى المجلات، فتواجدي معه في أي مكان
أصبح تربة خصبة للشائعات.
الشرق الأوسط في
25/09/2009
والد سوزان تميم يقاضي منتج ومخرج مسلسل تلفزيوني اتهمه بانتهاك سيرتها
مخرج المسلسل: تشابه الدراما مع الواقع لا يعني الاقتباس
القاهرة: محمد عبد الرؤوف
على الرغم من الحكم الصادر بالإعدام شنقا ضد ضابط الشرطة المصري محسن
السكري ورجل الأعمال البارز النائب هشام طلعت مصطفى المدانين بقتلها، فإن
الجدل لم يخفت بعد حول مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، فقد أقام محمد
حسن محامي عبد الستار تميم والد سوزان تميم دعوى قضائية أمام محكمة الأمور
المستعجلة في مصر اختصم فيها منتج ومخرج وكاتب المسلسل التلفزيوني «ليالي»
الذي عرض في شهر رمضان الماضي، متهما المسلسل بتصوير قصة حياتها من دون إذن
من أسرتها.
وتناول مسلسل «ليالي» علاقة المال بالسلطة بالفن من خلال قصة صعود
الفنانة «ليالي» وارتباطها بمجتمع المال والسلطة. واستند المحامي محمد حسن
في دعواه إلى أن القانون يمنع تقديم أي عمل فني حول قضية ما زال القضاء
ينظر فيها، بالإضافة إلى أن المؤلف اختار أسماء وأحداثا متشابهة إلى حد
كبير مع قصة سوزان.
وأشار حسن إلى أن التشابه بين المسلسل وقضية سوزان تميم في الأحداث
يبدو مقصودا، حيث إن «ليالي» بطلة المسلسل هي مطربة مغمورة تتزوج رجل أعمال
لبناني الجنسية ثم تطلق منه، وتتعرف على رجل أعمال مصري بارز وله نفوذ
يحميها من التهديدات التي تتعرض لها ويدخل معها في علاقة تنتهي بمقتلها
ذبحا في شقتها، وينتهي المسلسل من دون معرفة القاتل.
وامتد التشابه إلى أسماء الشخصيات فهشام طلعت مصطفى أصبح حسام مرتضى،
ومحسن السكري أصبح مسعد العنتري، وسحر شقيقة هشام أصبحت سمر، إلا أن أحمد
شفيق مخرج المسلسل نفى الاقتباس من قصة سوزان تميم، قائلا لـ«الشرق
الأوسط»: «من يعرف قصة حياة سوزان تميم سوى والدها؟ ولو كان المسلسل يجسد
قصتها فوالدها هو الذي سر بها لنا».
وأضاف: «المسلسل عبارة عن دراما، والطبيعي في الدراما أنها تأخذ
خيوطها من الحياة الطبيعية، وتشابه الدراما مع أجزاء من الواقع لا يعنى
الاقتباس المباشر، نحن قدمنا مسلسلا تناول تحالف المال والسلطة وارتباط
رجال الأعمال بالفنانات، وقد يتشابه ذلك مع أحداث في الواقع».
وعن تشابه الأسماء قال شفيق: «هل ذكرنا في المسلسل اسما واقعيا واحدا؟
الذي أعرفه أنه طالما لم يستغل أحد اسم أحمد شفيق صراحة في عمل فني فلا
أستطيع أن أقول إنه يقصدني، وبالتالي لا أملك حق مقاضاته».
يذكر أن قضية مقتل سوزان تميم قد شغلت الرأي العام المصري والعربي،
وشكلت واحدة من القضايا الساخنة التي نظرتها محكمة جنايات القاهرة العام
الحالي، وقد أصدرت المحكمة حكمها بإعدام كل من محسن السكري بعد أن أدانته
بقتل سوزان تميم، وهشام طلعت مصطفى بعد أن أدانته بتهمة التحريض على قتل
المطربة اللبنانية، وقدم دفاع «السكري» و«مصطفى» طلبات لنقض الحكم لمحكمة
النقض المصرية، أعلى سلطة قضائية في البلاد، إلا أنه لم يتم البت في النقض
حتى الآن.
الشرق الأوسط في
25/09/2009 |