يحيى الفخراني واحد من الفنانين القلائل الذين احتلوا مساحة كبيرة في
قلوب ملايين المصريين والعرب بأعماله الفنية المتميزة، وآخرها مسلسل «ابن
الأرندلي» الذي عرض رمضان الماضي واستعاد من خلاله الفخراني شخصيته
الكوميدية بعد أن غابت عنه العام الفائت في مسلسل «شرف فتح الباب».
وعلى الرغم من أنها المرة الثالثة التى يقدم خلالها شخصية المحامي،
بعدما سبق وقدمها في مسلسلي «أوبرا عايدة» و«نصف الربيع الآخر»، إلا أن
الفخراني يرى في ابن الأرندلى شيئاً مختلفاً. هذا الاختلاف رصده (الحواس
الخمس) معه في سطور هذا الحوار.
·
بداية إلى أي مدى أنت سعيد ب«ابن
الأرندلي»؟
نعم سعيد جداً بالعمل وبأدائي لهذه الشخصية؛ فابن الارندلي موجود في
المجتمع، وليس غريباً عنا؛ تجده في كل مهنة وفي كل عائلة موجود، فهو الشاطر
الذي يلعب بالبيضة والحجر، أما بخصوص الشخصية في المسلسل؛ فكما تابعه
المشاهدون هو محامٍ شاطر يستغل ثغرات القانون ليحقق مصالحه الشخصية، وهذا
يتم بشكل كوميدي؛ علاوة على كونه صاحب مصلحته؛ فيتزوج 4 سيدات في وقت واحد
من أجل الحصول على المال.
هجوم شرس
·
عودتك للكوميديا في رمضان أرجعها
البعض للانتقادات الشديدة التي نالها مسلسلك السابق «شرف فتح الباب» بعد
نجاح «يتربى في عزو» العام الذي سبقه؟
«ابن الأرندلي» عمل أدخل الفرحة والابتسامة على
وجوه المشاهدين؛ فالجمهور يضحك على «ابن الأرندلي» وألاعيبه، كما أنني حرصت
على قراءته كاملاً فيما عدا مشهدين فقط؛ كنت معترضاً عليهما، لكن الموضوع
أعجبني.
وبدأت التصوير إنجازاً للوقت، وكتب وليد يوسف النهاية بعد شهرين من
التصوير، وذلك عكس «شرف فتح الباب» الذي تعرض لهجوم شرس أقل بكثير من الذي
كنت أتوقعه، لأن شخصية شرف كانت صدمة للمشاهد فهو الرجل المتدين في ظاهره،
لكنه من داخله يحلل لنفسه كل ما هو حرام، وهي نماذج موجودة بكثرة في
المجتمع، ولا أعرف لماذا لم يتقبلها الجمهور على الرغم من وجودها؟
·
لعبت دور المحامي الفهلوي أكثر
من مرة؛ فلماذا تصر على تكراره مرة أخرى بالمواقف نفسها في «ابن الأرندلي»؟
التشابه هنا ليس في المهنة فقط بينما الدراما مختلفة تماما؛ ففي مسلسل
«نصف ربيع الآخر» كان بإمكاننا إظهار البطل يعمل في أي مهنة أخرى غير
المحاماة؛ لكننا اخترنا له مهنة المحاماة مصادفة، أما في «أوبرا عايدة» فقد
كان المحامي يسمى «سيد أوبرا» الذي يحب الخير، ويبحث عن الحقيقة، ويسعى
وراء الحق، ويدافع عن البسطاء مهما كان الثمن، وكل هذه التفاصيل لا توجد في
«ابن الأرندلي»؛ لكونه محامٍ فاسد يتلاعب بالقانون، ويستغل ثغراته على حساب
الحق والخير.
لا يحق لأحد مقاضاتي
·
ألم تخش أن يفتح ابن الارندلى
باب الهجوم عليك من قبل المحامين؟
إذا تعاملنا بهذا المنطق لن نكشف أي فساد في المجتمعات العربية؛ ثم
إنني سبق وأن قدمت المحامي الشريف، وهذا أكبر دليل على حسن نيتي، كما أنني
في «ابن الأرندلي» أقدم دراما من وحي خيال المؤلف تحاكي نماذج واقعية دون
تعمد الإسقاط على محامين فاسدين بعينهم، وبالتالي لا يحق لأحد مقاضاتي.
وقد استعنت بأكثر من محامٍ قبل التصوير بترشيحات من المؤلف وليد يوسف
بعد أن استعان بهم أثناء مراحل كتابة المسلسل، وكنت أحرص على مقابلتهم
أثناء فترة التصوير، خصوصا قبل تصوير المشاهد التي تتضمن مرافعات أو تنظير
مواد في القانون.
·
هل تدخلت الرقابة لحذف أحد مشاهد
«ابن الأرندلي»؟
نعم، قامت بحذف بعض الأجزاء التي أعتبرها من وجهة نظري تافهة للغاية
تحت مبدأ «مقص الرقيب لازم يعمل»، ولعل ما يدعو إلى الضحك قيام الرقابة
بوضع تشويش على صوتي في أحد المشاهد لعدم ذكر اسم منشط جنسي بحجة أنها
دعاية.
على الرغم من أنه غير موجود بالسوق في الأساس؛ كما تم وضع علامات
سمراء على ماركات السيارات، وهذا استخفاف بعقلية المشاهد الذي يعرف نوع
السيارة من شكلها، ومن السهل عليه تحديد ماركتها.
·
هل تعتبر نانسي عجرم سبباً في
نجاح المسلسل؟
المسلسل هو الذي يكون سبباً في نجاح التتر وليس العكس كما يتصور
البعض، وقد وقع الاختيار على نانسي عجرم بالمصادفة وبعد إلحاح كاتب الأغاني
أيمن بهجت قمر وملحنها محمود طلعت اللذين أكدا أن نانسي من أنسب المطربات
لأداء تلك الأغاني، حيث سافر الاثنان إليها في بيروت، وعرضا على مدير
أعمالها صبحي لامارا الأمر، وأبدت سعادتها بالاشتراك في تتر المسلسل.
شربتجي موهوبة
·
«الفخراني يغالي في أجره على حساب عناصر الإنتاج الأخرى»، ألا يقلقك مثل
هذه الأقاويل التي تتردد بصفة مستمرة؟
أجري في المسلسل يخصني وحدي؛ لكن أحب أن أؤكد أن الأرقام التي ترددها
بعض الصحف الصفراء مبالغ فيها؛ وعلى الرغم من أنني الأعلى أجراً في
التلفزيون؛ لكنني لم أصل إلى 7 ملايين جنيه، وأنا لا أحب الحديث عن أجري في
اللقاءات كافة، لكن يعلم الله أنني لم أطلب أجرا ماديا أبدا، لكن المنتج هو
الذي يعرض علي الأجر، وكثيرا ما أطالب الشركة المنتجة بالاهتمام بعناصر
الإنتاج الأخرى، وأطالب بالخصم من أجري إذا كان سيؤثر ذلك في باقي العناصر.
·
ألم يكن يقلقك الدعاية الضعيفة
لابن الارندلي مقارنة بمسلسلات أخرى؟
أنا مؤمن بأن العمل الجيد أفضل دعاية لنفسه، ومهما كان حجم الدعاية
والعمل يتسم بالضعف فإنه لن ينجح مع الناس أو في عيون النقاد.
الاندماج في العمل
·
بعيدا عن «ابن الأرندلي» هناك
اتهام بأنك تسرق الكاميرا ممن يشاركوك العمل فما ردك؟
أنا لا أسرقها، ولكن أؤدي ما علي أن أؤديه، وأجتهد بقدر ما أستطيع،
وأتوحد مع الشخصية التي أمثلها لدرجة أنني أنسى نفسي وشخصيتي الحقيقية؛
والملاحظ لأعمالي يجدني لا أقبل أن أعمل في عملين منفصلين في الوقت واحد؛
مهما بلغت إغراءاتهما؛ بينما هناك من يقبل 10 أعمال في وقت واحد.
·
بعد انقطاعك الطويل عن السينما
هل تتوقع أن يحقق فيلم محمد علي التاريخي نجاحا جماهيريا في ظل ما هو سائد
الآن من أفلام العري والإباحية؟
مبدئيا ليس لدي أي توقعات مسبقة؛ لكنني متفاءل؛ فأنا أراهن دائما على
عكس ما هو سائد، ولا أهتم أن يعجب الفيلم 99% من الجمهور، ولكن أريد فقط من
يفهم ويقدر الفن الصحيح، وما شجعني على تقديم ذلك الفيلم مسرحية «الملك
لير»؛ فقد تخيلت أن عرضها سيستمر أسبوعين فقط؛ ففوجئت أن العرض استمر 7
سنوات، أما شخصية «محمد علي» فهي شخصية مغرية وأمتلك أدوات توصيل تجعلها
ناجحة.
البيان الإماراتية في
25/09/2009 |