بوفاة الممثل ( باتريك سويزي ) البالغ من العمر 57 سنة ، تكون هوليود
قد أسدلت الستار عن آخر نجم كانت تعده إمتدادا للأسطورة ( رودولف فالنتينو
) ألذي رحل عن دنيانا عام 1936 متأثرا هو الآخر بمرض عضال ، لكنه ومع
الإختلاف ألكبير في ألقيمة ألفنية لكل منهما إلا أنه كان يتوسم طريقه في
الإيماءات ألتعبيرية ألتي إشتهر بها مازجا بين فن ألبانتومايم والحركة
ألناطقة مع شيئ من باليه راقص إشتهر به الإثنان .
باتريك سويزي حارب مرض سرطان ألبنكرياس لمدة عشرين شهرا لكنه في
ألنهاية لم يستطع قهره ومات وبجانبه زوجته ألوفية ليزا نيمي وشقيقه دوني
سويزي في مزرعته بضواحي لوس أنجليس .
كانت نيمي ألوحيدة ألقادرة على فهم ما يدور في عيني سويزي فهو حبها
ألأول ألذي عززه بالإقتران بها فتذكرت تلك ألأيام حينما رقصا سوية على
ألجليد ، كان يدور بها برشاقة وحملها مرات عدة على كتفيه حتى أحست كأنها
تطوف ألأرض وهي تحتضن ذراعيه ، ومنذ تلك أللحظة ذاعت شهرته كراقص تشبه
حركاته جون ترافولتا مما أهلته موهبته للإضطلاع ببطولة ألعديد من ألأفلام
أشهرها ( ألرقص ألقذر ) أمام ألنجمةجنيفرغراي ألتي قالت فيه : ( كان سويزي
مزيجا نادرا للرجولة وخامة جميلة ونعمة عظيمة ) .
كان سويزي يتمتع بروح رعاة ألبقر ألحقيقيون لايعرف ألخوف ويصر دائما
على تأدية ألحركات ألخطيرة بنفسه وبدون دوبلير ، لذلك تقول نيمي إن ألحرب
ألتي شنها على مرضه حينما علم بإصابته بالسرطان كانت أشبه بالمعجزة وكان
يقول لي دائما : ( أنا أنفق ألكثير من ألوقت للبقاء على قيد ألحياة ودون
هذه ألمطاردة فإنني لن أعيش ) .
ليزا نيمي إنتهت مؤخرا من إصدار مذكراته وهي سيرة سردية بصوته حملت
عنوان ( ألوقت من حياتي ) تكريما للأغنية ألتي جعلته شهيرا في فيلم ألرقص
ألقذر ومن ألمقرر أن يصدر يوم 29 من هذا ألشهر .
ولد باتريك سويزي في مدينة هيوستن ألأمريكية عام 1952 وكان وهو طفل
صغير يرقب والده مدرب ألرقص كيف يعطي دروسا في ألرقص ، ولما إشتد عوده حاول
أن يقلد والده في حركاته وعندما إنتقل إلى نيويورك كانت أول فرصة كبيرة
تواتيه في برودواي عام 1978 حينما ظهر في فيلم ( ألولايات ألمتحدة ) فأعجب
به ألجمهور وذاع صيته خاصة لدى ألمراهقين والمراهقات ألذين توسموا فيه
إقترابا من فن فالنتينو وترافولتا ، لكنه خيب آمالهم إذ عكف على أداء
أدوارا جادة فاشترك في تمثيله للفيلم ألسينمائي ( جهات خارجية ) ومسلسل
تلفزيوني عرف بإسم ( ألشمال والجنوب ) ، قال سويزي أنه حصل أخيرا على مكان
في تأريخ ألسينما ألرومانسية عندما إنتهى من تمثيل فيلم ألرقص ألقذر عام
1987و1990 في فيلمه ألمتميز ألشبح ، وتوالت أفلامه حتى بلغت أكثر من 47
فيلما جسد فيها أدوار ألرجل ألقوي والشجاع والعاشق وأدوار مختلفة أخرى .
في خريف عام 2008 قال لصحيفة نيويورك تايمز : ( أنه على ألرغم من
ألعلاج ألكيمياوي ألذي يتلقاه والجلوس على كرسي متحرك إلا أنه يرفض إنهاء
ألقتال ضد هذا ألمرض ، هناك على ألأرجح طيور تطير بأجنحة مكسورة ، وأنا
متأكد أنني سأترك أثرا في ألحياة ، وقدمت علامة جميلة لائقة لحد الآن ،
وهناك ألشيئ ألكثير ألذي أريد ألقيام به ) ، إلا أنه وبعد أقل من عشرين
شهرا أدرك أنه لايستطيع أن يقهر ذلك ألمرض وأحس بدنو أجله فأمر بفتح
ألنافذة ألتي تطل على سفوح جبال سان غابرييل في لوس أنجليس ليلقي ألنظرة
ألأخيرة متذكرا كيف كان يعدو بجواده مع ليزا في تلك ألمزرعة ألواسعة ، وكيف
كان يرفعها عاليا وهما يرقصان على ألجليد .
سقط سويزي في ألساعة ألثامنة وخمسة دقائق بتوقيت شرق ألولايات من مساء
يوم الأثنين وهو يلفظ أنفاسه ألأخيرة مودعا من زوجته نيمي ألتي شهدت
مراهقته وشبابه وسطوع نجمه ورحيله ، إلا أن أعماله ألفنية ألتي تركها لنا
ستبقى تحمل بصمات ذلك ألفتى ألرياضي ألذي حاول أن يرقص رقصته ألأخيرة لكنها
ألنهاية حيث أسدل ألستار ودون أن يتمكن من تحقيق ذلك .
ألهوامش
(1)
أي. بي. سي. نيوز / ألأمريكية
(2)
ميشيل تاوير / مجلة بيبول /
ألأمريكية
أدب وفن في
22/09/2009 |