الفنانة يسرا هي الفنانة الوحيدة التي لا خلاف عليها؛ دخلت قلوب
المصريين منذ بداية صعودها إلى سماء النجومية. فنانة صريحة، عصبية، حنونة.
كما أنها إنسانة لها مساهماتها الإنسانية التي لا حدود لها، معروفة بين
زميلاتها وزملائها بالحكمة والتروي في اتخاذ القرار، وحرصها على الحفاظ على
علاقاتها الاجتماعية في الوسط الفني، واجهت في بداياتها حربا شرسة، وبعد
سطوع نجمها واجهت حربا أشرس، ولكنها في الحالتين كانت صبورة وعاقلة
بشخصيتها المتماسكة.
اختار (الحواس الخمس) أن يكون الحوار هذه المرة مع هذه الفنانة بعيدا
عن بلاتوهات السينما ومشكلات الوسط الفني؛ فهي قد تحدثت كثيرا عن نشاطها
وأعمالها الفنية وقضايا السينما والدراما، ولكنها مقلة جدا في الحديث عن
حياتها الخاصة ومشوارها الإنساني والاجتماعي.يسرا نجمة كبيرة أعطت على مدى
سنوات طويلة، ما مساحات اليأس في حياتها؟لم يتسلل اليأس إلى نفسي في أسوأ
المواقف؛ فأنا أعرف قدر نفسي، وأعمل حسابي لكل خطوة أخطوها؛ فهذا علمني
كيفية التعامل مع الآخرين، وأعرف جيدا من يحبني بصدق، ومن يحبني مجاملة،
وأعرف من يريد أن يخدعني؛ ولذلك كل الوسط يعرف جيدا أن هناك مساحة احترام
بيني والآخرين تجعل كلا منهم وتجعلني أنا أيضا أنظر إليهم كما ينظرون لي
باحترام؛ فلذلك ليس هناك ما يدعو لليأس، خصوصاً أنني أقدم أعمالاً ناجحة،
ولا أعاني مشكلات تضعني في وضع أعاني منه حتى أيأس.
أيام لا تنسى
·
هذا يعني أنك متصالحة مع نفسك؟
نعم، أنا متصالحة مع نفسي؛ فطالما أنا أؤمن بقيم محددة، وأحترم نفسي
والآخرين؛ فليس هناك ما يجعلني متخاصمة مع نفسي، فأنا راضية عن نفسي، وبذلك
أكون متصالحة معها.
·
هذا يقودنا للسؤال عن طفولتك وما
تتذكرينه منها؟
أيام الطفولة لا تنسى، خصوصاً زمن الدراسة؛ فأيام المدرسة مرتبطة
بالشقاوة البريئة، والصداقات الجميلة؛ فأنا أشتاق للمدرسة مع أنني كنت لا
أحبها، ولكني أتمنى أن تعود أيام المدرسة، وهناك إحساس غريب ينتابني كلما
أتذكر هذه الأيام عندما أقوم ليلاً أحوم حول المدرسة التي درست فيها،
والشيء نفسه كنت أذهب إلى بيتنا القديم الذي تربيت فيه، وأتذكر أيام
الطفولة، وأنا أركب العجل، وأحيانا الموتوسيكل «جاوا» اعتقادا مني بأنه
سيفرد شعري المجعد.
·
هل كنت متفوقة في الدراسة؟
نعم، كنت متفوقة في المدرسة، ولكن بعد الانتقال إلى مراحل متقدمة في
الدراسة، وكبرت بدأت أشعر بأنوثتي، وكانت هناك رغبات وطموحات كثيرة بداخلي،
وبدأت اهتمامات أخرى من بينها التمثيل، واتجهت له مباشرة.
طباخة ماهرة
·
هل علمتك والدتك الطبخ؟
لا؛ لأن والدتي لم تكن تعرف تطبخ أبدا، وأنا تعلمت بنفسي، خصوصاً
الأكلات التي أحبها، وكنت جريئة إذا أردت أن أطبخ شيئا أحبه ليس بالضروري
أن استشير، ولكن أجازف، وفي أغلب الأحيان تطلع حلوة، والآن أنا طباخة
ماهرة.
·
أهم الطبخات التي تطبخينها؟
أعمل أشياءً كثيرة، المحاشي بكل أنواعها والكبد والكلاوي وصينية
البطاطس، والحلويات، ولو عندي مزاج أتحدى من ينافسني على الطبخ.
·
يعني كنت بنوتة حلوة؟
بنوتة أيه أنا كنت ألعب الكرة مع الأولاد، وكأنني واحد منهم، وأفضل
ألعب حارس مرمى في أغلب الأحيان، وهم كانوا يطلبون مني ذلك، ليتخلصوا من
شقاوتي داخل الميدان، والغريب كانت الكرة التي تدخل مرماي كثيرة جدا،
وأحيانا ألعب معهم، وإذا شاهدت شيئا أو لعبة أخرى اعجبتنى أترك المرمى فاضي
وأجري، وكثيرون كانوا يعتقدون أنني ولد لولا الشعر الذي ينفك أحيانا، ويكشف
أنني فتاة.
·
أنت من الإسكندرية يعني
(الجدعنة) والمصيف وغيرها؟
نعم (الجدعنة) كلها. وأنا كنت أسكن بالقرب من منطقة جليم على البحر،
ولذلك إذا كان هناك مصيف أو في غير وقت المصيف كنا ننزل البحر.
·
ما أهم ذكرياتك في المصايف وأنت
شابة قبل النجومية ومحاذيرها؟
الذكريات كثيرة، ولكن ما أتذكره ولا أنساه كنا في المصيف ننزل بالقرب
من بيت علي بدرخان، وأثناء جلوسي في إحدى المرات شاهدت سعاد حسني، ووقتها
كانت تصور مشاهدها في فيلم «أين عقلي»، وكنت أنظر للكاميرا باهتمام
وانبهار، ومنذ ذلك الوقت تمنيت أن أكون ممثلة.
·
أصدرت ألبوما غنائيا هل هذا يعني
أنك تفكرين في احتراف الغناء؟
أنا عندما أصدرت ألبومي كانت تجربة، وبعد أن تأكدت بأنها ستنجح
نفذتها، ولكن لم أفكر أبدا يوما ما أن أتجه للغناء؛ فأنا ممثلة، وأحب
التمثيل، فليس معنى أنني أصدرت ألبوما غنائيا يعني أنني مطربة.
·
غضب البعض لأنك قلت «لن أرتدي
الحجاب»؟
أنا أحترم الحجاب، وأنا مسلمة، وأحترم ديني، وأواصل عبادتي، ولا أقصر
في واجباتي.. فالحجاب أيضا له احترام، ولكن ليس من حق أحد أن يفرضه علي،
يكفي أنني محتشمة والحمد لله.
·
أنت كما قلت كنت شقية جدا.. هل
كنت تتعرضين للعقاب؟
طبعا، وهو عقاب صارم، خصوصاً بعد أن تعبت والدتي من مشكلاتي الكثيرة،
وأحيانا كانت تضربني ضربا مبرحا، وكنت أحاول أن أضغط عليها بالخصام والزعل،
ولكنها كانت لا تهتم، ومرة أغلقت علي باب غرفتي مضربة عن الطعام حتى تأتي
لي ليلاً وترضيني، ولكنها لم تفعل، ولم تسأل، فكنت أقوم ليلاً بعد أن تنام،
وأتناول الطعام من شدة الجوع، وأنام، وأظنها كانت تعلم ذلك، لأنها لولا ذلك
لن تتركني، وأنا مضربة عن الطعام.
البيان الإماراتية في
15/09/2009 |