في رمضان زمان، كانت خريطة المسلسلات والبرامج أكثر تنظيمًا
ووضوحًا بكل المعايير، في السبعينيات مثلاً
كانت هناك عقب مدفع الإفطار حلقات
للأطفال من وليد ورندة في الفضاء إلي
بكار
مرورًا بحلقات بوجي وطمطم،
ثم برنامج استعراضي هو بالطبع فوازير رمضان من
جورج وسمير إلي نيللي
وشيريهان وفطوطة، ونماذج أخري لفوازير قدمها يحيي الفخراني وصابرين
والراحلة هالة فؤاد
وسمير صبري وسماح أنور ولوسي وآخرون، ويقدم بعد
ذلك مسلسل اجتماعي كوميدي أو جاد من
أيام المرح
وأبنائي الاعزاء شكرًا وحتي
فرحة العمر وبرج الحظ وسنبل بعد المليون ولن أعيش في جلباب أبي..
إلخ.
وكانت هناك مساحة لمسلسل تاريخي أو ديني من
علي باب زويلة
للراحل نور
الدمرداش وهي حلقات كنا نحتشد لمتابعتها لروعة أحداثها ولبراعة ممثليها،
حتي
مسلسلات معروفة ضعيفة الإمكانات مثل علي هامش السيرة ولا إله إلا الله
بأجزائه، هذه التوليفة المتنوعة كانت تمنح المشاهد فرصة
للتعامل مع الدراما دون
ملل، وكانت الإعلانات توضع في أوقات محددة قبل العرض وبعده مما يتيح الفرصة
للاستيعاب والتذوق.
الصورة اختلفت الآن، فقد اكتشف المعلنون أن
الزبون المنتظر
يجلس في بيته غير قادر علي الخروج بعد الإفطار الدسم، وهنا
اخرجوا كل أسلحتهم،
ولم يعد مهمًا طبيعة ونوع كل مسلسل،
ولذلك اتذكر أن كل
المسلسلات في سنة من السنوات كانت عن فترة ما قبل الثورة لذلك
اطلق عليها دراما
الطرابيش، وفي سنة أخري تكرر الممثلون في كل الأعمال لدرجة أنه أجريت
مسابقة
طريفة عن العمل الذي لم
يظهر فيه محمود الجندي، وبعد أن كانت الجرعة
الإعلانية الأكبر مقصورة علي
فوازير نيللي
وشيريهان، وكانت جوائزها ضخمة
انطلق المدّ الإعلاني لكل الأعمال والبرامج،
وبعد أن كان من التجاوز أن
يقطع
الإعلان عرض البرنامج أو المسلسل أصبح هذا القطع هو القاعدة،
وما عدا ذلك هو
الاستثناء.
بسبب هذا التحول سابق الذكر،
وبسبب تكدس الأعمال بصرف النظر
عن تصنيف محتواها، ونتيجة لهذا التشبع الدرامي أصبح أقصي ما نطمح إليه أن نضع
ملاحظات سريعة علي صفحات أجندة صغيرة، وهذا ما سجلته علي ما تيسر لي مشاهدته من
طوفان هذا العام.
أمراض درامية
أسوأ أمراض الدراما
المصرية هي المبالغة في أداء الممثلين، وإحساس الكتاب أن المتفرج لا
يمكن أن
يستوعب إلا إذا كان المشهد صريحًا ومباشرًا، بالإضافة إلي عيب خطير هو عدم
العناية بالتفاصيل التي تخلق في النهاية الصورة الكاملة، المبالغة مثلاً
تجدها
في الطريقة التي ينطق بها الممثلون اللهجة الصعيدية في حلقات أفراح إبليس
بطولة جمال سليمان وعبلة كامل وأحمد سعيد عبدالغني.
لماذا يضغطون علي مخارج
الألفاظ وكأنهم لا يصدقون أنهم صعايدة؟ وإذا كانوا هم لا
يصدقون فكيف نصدقهم
نحن؟ أما السذاجة في السرد فيمكن أن تجدها في بعض حلقات أبو ضحكة جنان، فصناع
العمل يُلحون علي أن إسماعيل
ورث خفة الظل عن والده تاجر المصوغات،
ويترجم
لطفي لبيب ذلك في شكل قفشات شديدة السماجة،
بل إنه
يصر علي أن يلقي نكته
في أذن ابنة المولود في حفل السبوع حتي يصبح خفيف الظل، وستجد السذاجة في مسلسل
مثل ماتخافوش
بطولة نور الشريف ومني عبدالغني حيث دارت مناقشة طويلة بين
نور الشريف وضيفه المناضل الفلسطيني
هناء عبدالفتاح حولت المسلسل إلي
برنامج، والأطرف أن المناضل كان يتحدث اللهجة المصرية بطلاقة،
ويبدو أنه
تعلمها من المسلسلات، أما عدم العناية بالتفاصيل فتجدها مثلاً في حلقات
حرب
الجواسيس حيث من المستحيل أن تصدق ـ بمجرد مشاهدة الصورة ـ أن الأحداث تبدأ
في
عصر عبدالناصر، وإلاّ ما هو تفسير وجود تلك السيارات آخر موديل التي تعبر
الشاشة في الخلفية جيئة وذهابًا؟ وحتي تسريحة الشعر التي ظهرت
بها منة شلبي
عادت لتصبح موضة في سنوات الألفية الثالثة!
برامج النحوم
رمضان كريم ولذلك تتفتح فيه أبواب للرزق فيقدم فيه المشاهير
بعض
البرامج، الفكرة في حد ذاتها لا بأس بها خاصة عندما يكون النجم مشهورًا أصلاً
بالمقالب كما يفعل نجم الأهلي
محمد بركات في برنامجه بركات ملك
الحركات، أو كما يفعل رامز جلال في حلقات رامز حول العالم، وان كان
البرنامج الأخير يمكن أن
يصبح أكثر عمقًا بتقديم معلومات وحقائق عن الدول
التي
يتم فيها التصوير، ولكن المشكلة تبدو واضحة عندما
يكون النجم أو النجمة بعيدًا
عن الدور المطلوب القيام به كما حدث مع ساندرا نشأت إنها مخرجه موهوبة ولكن
علاقتها بالكاميرا ليست علي ما
يرام وخاصة أنها تقوم بدور المحاورة في برنامج
المخرج الذي أخرجه محمد ثروت البرنامج
يفتقد إلي الخيال، واقصي ما فيه أن
تصعد الكاميرا وتهبط،
في الوقت الذي
يتحشرج فيه صوت ساندرا
كثيرًا وتخونها
ملامح وجهها في التعبير عن الاهتمام بكلام الضيوف.
أما ايناس الدغيدي فقد
كانت أكثر توفيقًا كمقدمة في برنامجها، الجريئة
إنها تتحدث بدون تكلف وعلي
راحتها كما شاهدت مثلاً في حلقتها مع خالد
يوسف اعتقد أنه سيكون مناسبا لها
ولنا أن تترك ايناس الإخراج السينمائي وتتفرغ
لتقديم البرامج،
وأن تعود
ساندرا بالمقابل للإخراج، وتترك تقديم البرامج للمحترفات والمؤهلات
فقط!
قوة وضعف
هناك نقاط تميز تبدو واضحة جدًا من الحلقات
الأولي للأعمال الدرامية،
مثلاً لدينا موسيقي حرب الجواسيس التي وضعها وقام
بتوزيعها رعد خلف، واضاءة سامح سليم في حلقات خاص جدًا التي اخرجتها
غادة سليم ومن بطولة يسرا، والتجربة الإخراجية لـمريم أبوعوف في حلقات
هالة والمستخبي
وأداء حسن الردّاد وداليا مصطفي في مسلسلي ابن الأرندلي
وتاجر السعادة وفي المقابل تظهر بوضوح وفي الحلقات الأولي أيضًا ـ مشاكل
الأداء وعدم العثور علي المفتاح المناسب للتعامل مع الشخصية
كما نلاحظ في الصوت
المستعار الذي أدي به أحمد رزق شخصية
فؤش، والنموذج الأكثر وضوحًا هو
مبالغات خالد صالح الكاريكاتورية في الحركة والنطق والمشي لكي يقنعنا أنه
كفيف، لقد ركز علي الصفات الشكلية وبالغ
فيها وكان المفتاح الأفضل أن
يكون
أكثر بساطة وتلقائية خاصة أن الجانب الكاريكاتوري وحده
يمكن أن يحول الشخصية
إلي مسخ، بعكس ذكاء محمود عبدالعزيز في
الكيت كات
حيث اختار أداءً
متوازنًا يمزج المأساة بالملهاة.
علي الطريقة
اللبنانية
برنامج
لماذا؟
الذي يقدمه اللبناني طوني خليفة علي
قناة القاهرة والناس
هو مزيج من برامجه السابقة خاصة
ساعة بقرب الحبيب
ولمن يجرؤ فقط
وبرنامجه اللبناني نيشان
علي الفضائية اللبنانية والذي
يحمل اسم مايسترو ويعتمد علي الإبهار أكثر من اعتماده علي تقديم معلومات
غير
معروفة عن نجومه، الميزة الواضحة للديكورات الضخمة التي يصور فيها البرنامج في
أن يكون الضيف علي راحته تمامًا كما حدث في حلقات
وردة وصابرين، ولكن
الإبهار وحده لا يكفي لتقديم برنامج ناجح خاصة أن زمن مايسترو
طويل
جدًا.
غرائب وطرائف
من طرائف هذا العام التنازع علي شخصية
كرومبو وتقديم مغامراته في حلقات متنافسة،
في كل الأحوال الشخصية دخلت قلوب
الجمهور، ومن الأفضل جدًا حل الخلاف بين المتعاركين، والاشتراك في تقديمها
سينمائيًا أو تليفزيونيًا في عمل درامي كبير.
لقد شاهدت فيلم في الأعالي
سعيدًا ومبهورًا واتمني أن
يكون في السينما المصرية من
يشعرون بالغيرة فيقدمون
فيلم كارتون ثلاثي الابعاد ولو مرة في العمر، خاصة أن لدينا المواهب القادرة علي
ذلك، ومن طرائف أعمال رمضان هذا العام أيضًا منح دور البطولة لشخصية
المحامي سواء
في ابن الأرندلي أو في قانون المراغي لدرجة أن أحد الأصدقاء لم
يستغرب
أن يكون هناك مسلسل قادم عنوانه
محكمة زنانيري!
روز اليوسف اليومية في
15/09/2009
موسم عيد الفطر السينمائي بدون نجوم
كتب
غادة طلعت
يبدو أن موسم عيد الفطر السينمائي هذا العام سيواجه العديد من
الصعوبات التي ستكون سببا في عزوف الجمهور عن أفلامه خاصة بعد أن خلت قائمة
الأعمال التي سيتم عرضها من أسماء نجوم الصف الأول واقتصارها علي فناني
الصف الثاني
بجانب الوجوه الجديدة التي تفتقد الخبرة،
تبدأ هذه القائمة باسم المطرب سعد
الصغير الذي يقوم ببطولة فيلم
ابقي قابلني
بعد أن تغير اسمه الأصلي بيئة
بارتي ويشارك سعد البطولة مها أحمد وحسن حسني وأميرة فتحي وعلاء مرسي ومحمد
شرف
والراقصة شمس التي خصص لها المنتج أحمد السبكي مساحة كبيرة في الأحداث بعد
أن شاركت
كضيفة شرف في فيلم
كباريه، والفيلم يدور في إطار كوميدي اجتماعي حول عصابة
للسرقة مكونة من ثلاثة أعضاء، هم سعد الصغير وعلاء مرسي ومحمد شرف وتتزعم هذه
العصابة الراقصة شمس وخلال الأحداث يلتقي سعد بأميرة فتحي التي تقوم بدور
باحثة في
علم الجريمة تحاول اثبات أن المجرم لم يولد بهذه الصفات ولكن الظروف
الاقتصادية
والاجتماعية هي التي تحوله لمجرم محترف،
الفيلم قصة سيد السبكي وسيناريو وحوار
هيثم وحيد وتوزيع الشركة العربية التي قامت بطباعة
٥٤
نسخة تعرض في دور العرض،
وبالفعل بدأت في عرض البرومو الخاص به منذ بداية شهر رمضان.
والفيلم الثاني بعنوان
الحكاية فيها منة بطولة المطربة بشري وإيساف الذي يقدم
أولي تجاربه في التمثيل وتدور الأحداث في إطار لايت كوميدي حول قصة فتاة
تعمل في
محل كوافير حريمي تنقلب حياتها بعد أن تفقد والدها وتصبح يتيمة
الأب والأم
فتقرر أن تهرب للقاهرة وتترك حياتها في الإسكندرية وهناك تبدأ حياة جديدة
عندما
تقرر العمل بمهنة الحلاقة الرجالي ثم تلتقي بإيساف الشاب
المتفوق علميا والذي ينجح
في الوصول لدرجة الماجستير ولكنه يفشل في العثور علي فرصة عمل ويبدأ معها
رحلة
البحث عن فرصة، الفيلم انتهت المخرجة ألفت عثمان من تصويره منذ عام ولكن تم
تأجيل
عرضه لانشغال بشري بالسفر الدائم بالإضافة لمشاركتها في بطولة
فيلم المشتبه
قبل أن تنتهي من تصوير وتسجيل الأغنية الدويتو التي تجمعها بإيساف، ويضم
الفيلم
أغنيتين لبشري وأغنيتين لإيساف بالإضافة للدويتو الذي يتم وضعه في نهاية
الفيلم
الحكاية فيها منة
الذي يعتبر التجربة الأولي للمخرجة ألفت عثمان في الأفلام
الروائية الطويلة أما الفيلم الثالث في القائمة هو
مجنون أميرة بطولة المطربة
نورا رحال التي تقدم أولي تجاربها السينمائية علي يد المخرجة إيناس الدغيدي
ويشاركها البطولة مصطفي هريدي وشمس وهياتم وهشام عبدالله
وتأليف أشرف شتيوي
وسيناريو وحوار مصطفي محرم وتدور أحداثه حول مغامرات أميرة مع شاب من عامة
الشعب
وكيف يقابل المجتمع هذه العلاقة بالرفض،
الفيلم من إنتاج إيناس الدغيدي وتوزيع
الشركة العربية.
كما يعرض أيضا فيلم عزبة آدم
الذي يقوم ببطولته
فتحي عبدالوهاب والفنان محمود ياسين ودنيا سمير غانم وماجد الكدواني وتدور
أحداثه
حول حياة أهل عزبة آدم الذين يعملون في الصيد ومع انتشار العشوائية في هذه
العزبة
تكثر البلطجة وأعمال الاجرام التي يمتهنها الفنان فتحي عبدالوهاب وتضطر
الفنانة
دنيا سمير غانم للعمل كفتاة ليل بينما يقوم الفنان ماجد
الكدواني بدور ضابط
الشرطة المكلف بتنفيذ القانون في عزبة لا يحكمها سوي قوانين أهلها، الفيلم
إنتاج
أحمد السبكي وتوزيع الشركة العربية وتبلغ
عدد نسخه خمسين ليصبح هو المسيطر علي
دور العرض في موسم العيد، الفيلم إخراج محمود كامل.
وعلي الجانب
الآخر يغيب عن هذا الموسم أفلام الكبار من بينها فيلم الديلر للنجم أحمد
السقا
وخالد النبوي ومي سليم خاصة أن المخرج أحمد صالح يقوم حاليا باستئناف
تصويره في
أوكرانيا بعد أن تعطل عدة مرات لانشغال السقا بتصوير فيلمه
إبراهيم الأبيض أيضا
فيلم أولاد العم بطولة كريم عبدالعزيز وشريف منير ومني زكي الذي تأجل تصويره
بسبب إصابة كريم عبدالعزيز واضطراره إلي ملازمة الفراش
بالإضافة لخوف النجوم من
موسم عيد الفطر لأنه قصير جدا ولا يتيح الفرصة لأفلامهم للاستمرار لمدة
أطول في دور
العرض السينمائي.
أما أفلام الموسم الصيفي المستمرة حتي عيد الفطر هي
فيلم أحمد حلمي ألف مبروك وفيلم طير انت بطولة أحمد مكي ودنيا سمير غانم
وأحكي يا شهر زاد للمخرج يسري نصر الله وبطولة مني زكي ـ وحسن الرداد ومحمود
حميدة.
روز اليوسف اليومية في
15/09/2009 |