منذ أن قدمت قصة الأمس العام الماضي والذي عرض في نفس التوقيت في شهر
رمضان عودتنا نجمته إلهام شاهين علي أن تقدم لعشاقها كل جديد وألا تظهر في
رمضان لمجرد التواجد.. ورغم كثرة السيناريوهات التي جاءت بعد قصة الأمس إلا
أنها رأت أن كل ماقدم إليها لا يطرح جديداً وهي تريد أن تطوي صفحة الأمس
لتبدأ قصة اليوم برائعة جديدة.. وهاهي تطل علينا بمسلسل "علشان ماليش
غيرك"..
·
ما الذي اغراك لتقديم شخصية
منيرة في مسلسل "علشان ماليش غيرك"؟
منيرة شخصية جديدة علي تماماً كما أنها مركبة وتحتاج لمجهود كبير في
الأداء واعتقد أن ذلك يمتعني فنياً وشخصياً وهي امرأة تضطرها الظروف إلي أن
تتولي حكم منطقة كاملة خلفاً لزوجها الذي قتل علي يد احد أبناء هذه المنطقة
"نزلة الرشيدي" وبالتالي تتحكم في اقدار الناس مثلما كان يفعل زوجها
قبلپوفاته.
·
لكننا نلاحظ أن منيرة شخصية
متسلطة؟
اطلاقاً فهي ليست متسلطة أبداً. بالعكس هي تريد مساعدة كل الناس
وتغيير حياتهم للأفضل وإذا قسنا مايحدث في المسلسل علي الواقع سنتكتشف دور
المرأة في المجتمع. فالمرأة تستطيع فعل كل شيء وعندنا نساء في المجتمع
متميزات في كل المجالات فمنهن الوزيرة والقاضية والعمدة ونحن نؤكد أن
المرأة الآن تسهم بشكل كبير في اصلاح المجتمع.
·
هل تعتقدين أن المسلسل به بعض
الإسقاطات السياسية؟
نحن لا نقدم المرأة في المسلسل لتعبر عن مصر.. لأن زوج منيرة اسمه حسن
الرشيدي والبلدة اسمها نزلة الرشيدي التي تتوارثها عائلة زوجها أباً عن جد
وعندما يتوفي زوجها تحاول أن تورث ابنها تقاليد الحكم "أي حكم البلدة مكان
أبيه" ولكنها تفاجأ بأن الابن لا يملك الاستعدادات والمقومات التي تجعله
يحكم فتضطر أن تتولي هذا المنصب بنفسها وتصبح كبيرة النزلة.. ولا انكر أن
المسلسل به اسقاط علي أي بلد به بشر بسطاء وفقراء وقد استطاع المؤلف عاطف
البكري أن يضع توليفة جميلة وأشياء منطقية تحدث بالفعل في مجتمعنا لأناس لا
يجدون ثمن الدواء لأمراضهم.. ومنيرة تحاول الدخول في حياة هؤلاء الناس
لتغيرها وتصلحها وتعلمهم كيف يغيرون أنفسهم بأنفسهم وألا ينتظروا التغيير
من الغير..
·
هل المسلسل قصة واقعية؟
النص قائم علي الافتراضات بمعني أنك لا تدري إن كانتت هذه القصة
الشعبية التي يرويها المسلسل حدثت بالفعلپأم لا.. فهي تصور أحداثاً في نزلة
ما.. اطلقنا عليها في العمل نزلة الرشيدي.. نسبة إلي اسم الزوج الذي قامت
علي اكتافه قصة العمل أو هي الخيط الأول لتولي زوجته إمارة النزلة.. لكنك
لا تستطيع أن تقول إنها واقعية بل يمكن أن تكون متخيلة لتحدث في أي مكان..
ولا أخفيك سراً أن ماجذبني لهذه الرواية أنها جديدة في زاوية الطرح وتتبني
رسالة جيدة ينبغي توصيلها للجمهور.. عندما تقول أن المطالبة بالحقوق هي
الوسيلة المثلي للحياة الكريمة وعلي الناس ألا تعيش أسري الخوف والقهر.
·
تتعاونين مع مخرج سوري لأول مرة
رغم وجود مخرجين مصريين متميزين.. فلماذا؟
بصراحة شديدة عندنا أزمة مخرجين في مصر فلم يوجد مخرج مصري متفرغ
للعمل في مسلسلات رمضان وبالتالي أصبح أمام المنتج اختيارات إما تأجيل
العمل أو إلغاؤه أو البحث عن مخرج لإنجازه وبصراحة العمل مع المخرج السوري
أصبح مريحاً جداً للفنان لأنه أولا يريح الممثل وثانياً يتفرغ لإنجاز العمل
بشكل جيد ومتقن!
·
ألا تخشين أن يتعرض عملك للظلم
مع كثرة مسلسلات النجوم؟
أنا مقتنعة بأن المسلسل الجيد يجذب الناس لمشاهدته في أي وقتپوتحت أي
ظروف وعلي أي قناة. فالمسلسل ممكن أن يعرض منفرداً في الموسم ولاپيشاهده
أحد بسبب عدم اعجاب الناس به.. والدليل أن مسلسل قصة الأمس لا يزال حتي
الآن يعرض من خلال القنوات الفضائية المختلفة لذلك اشعر بصدي نجاحه طوال
العام وبعد رمضان شعرت بنجاحه أكثر والحمد لله ردود الأفعال لمسلسل "علشان
ماليش غيرك" التي اشعر بها سواء من النقاد والجمهور تجعلني اشعر بأنني علي
صواب في اختياري للعمل.
·
يلاحظ أنك أكثر فنانات جيلك
تواجداً في السينما أو التليفزيون فما السر؟
العمل نصيب واختيار واجتهاد.. وأنا اعطي وقتي كله للفن ولا يشغلني عنه
أي شيء ولم اتخذ الفن وسيلة للتهريج أو لمجرد أن أكون امرأة حلوة أو
جميلة.. وقد تعبت ودرست التمثيل واحرص دائماً علي أن اجسد جميع الأدوار
بنفس القوة واجتهد في عملي واحاول أن اكون متنوعة حتي لا يمل الجمهور مني
ولا اعتبر وجودي في الأعمال التليفزيونية بصفة مستمرة يجعلني وجهاً محروقاً
عن الجمهور بل يزيدني تألقاً.
·
ولكن تواجدك في أكثر من مسلسل
أيضاً يجعلك وجهاً محروقاً؟
لا اعتبر تواجدي بكثرة في المسلسلات التليفزيونية يجعلني وجهاً
محروقاً عند الجمهور بل يزيدني تألقاً لأنني دائماً أبحث عن الجديد والتميز
في كل شخصية أقدمها.
·
غياب ثلاث سنوات عن السينما ثم
عودتك بقوة إليها ماهو السر؟
أنا لم ابتعد نهائياً عن السينما لأنها عشقي الأول ويكفي أن تعرف أنني
الوحيدة من بنات جيلي التي تخرجت في معهد الفنون المسرحية قسم تمثيل
وبالتالي أنا عاشقة له وأي فنان حقيقي يجد نفسه دائماً في السينما لأنها
التاريخ والمرجع ولكن ابتعدت علي فترات لأني لم أجد العمل ولا الشخصية التي
تتناسب مع امكاناتي الفنية وعندما وجدتها قررت العودة فوراً "بخلطة فوزية"
وهو من انتاجي ومعني أنني عدت للسينما ومن انتاجي فهذا يؤكد اقتناعي بالعمل
وبالدور وأعتقد أن ذلك ظهر واضحاً في اقبال الجمهور وآراء النقاد
والسينمائيين... ثم قدمت "واحد صفر" الذي اثار جدلاً كبيراً ورغم هذا الجدل
إلا أنه نال اعجاب الجمهور.
الجمهورية المصرية في
10/09/2009 |