المخرج السوري يرى أن تناول الدراما للعشوائيات هو دليل على
زيادة وعي العاملين فيها بمشاكل المواطن العربي.
يؤكد المخرج
السوري فراس دهني أهمية الإنتاج الفني المشترك بين الدول العربية على صعيد
تبادل
الخبرات الفنية والتقنية، مشيرا إلى أن وجود مخرجين وفنانين سوريين في
الدراما
الخليجية ساهم في تطويرها.
لكن دهني ينفي مقولة أن المخرجين السوريين هم السبب الأساسي في نجاح
الدراما
الخليجية، مشيرا إلى أن الأخيرة حققت نجاحات كثيرة في السنوات الأخيرة مع
المخرجين
الخليجيين والسوريين.
وحول عمله الجديد "شتاء ساخن" الذي يعرض الآن على فضائية أبوظبي وبعض
الفضائيات
العربية الأخرى يقول دهني "العمل يروي قصة الصائغ أبو سليم الذي يفاجأ في
ليلة رأس
السنة بخمسة مسلحين ينهبون محل الصياغة الذي يملكه، بعد ادعائهم أنهم رجال
أمن، ومن
ثم يقومون بقتله مع ابنه، لتبدأ رحلة البحث عن القتلة، ترافقها جملة من
الأحداث
المتشابكة التي تلقي الضوء على بعض التناقضات الاجتماعية
والأخلاقية في المجتمع."
ويؤكد دهني أن تسمية العمل تعود إلى أن أحداثه الساخنة تجري في فصل
الشتاء "ونحن
نعتمد الظروف الجوية كعامل أساسي له دوره الدرامي، كما أن العمل ساخن
بأحداثه
وصراعاته، والكثير من قصصه تطرح تابوهات نخجل من التطرق إليها في حياتنا
اليومية،
رغم أنها موجودة في مجتمعنا".
وعن وجود عدد كبير من الأعمال السورية في هذا العام تتحدث عن المناطق
العشوائية
يقول دهني "أعتقد أن التوجه لمشاكل المواطن عامة (المناطق العشوائية
وغيرها) في عمق
حياته اليومية يشكل وعيا متناميا لدى الكتاب والعاملين في الدراما لما يحدث
في
بلداننا العربية وبلدان العالم الثالث".
ويضيف "من الجميل أن تتناول أعمالنا الأحياء الشعبية والعشوائية التي
كنا
نتجاهلها ونعتبر أنها على الهامش، ولكنها حقيقة تضم مئات ألوف من الناس
الذين لهم
همومهم وأحوالهم ونكباتهم وأحلامهم وطموحاتهم، بالإضافة إلى ظروفهم
الاجتماعية
والاقتصادية والمعيشية السيئة."
وكان دهني خاض قبل عامين تجربة ناجحة على صعيد الإخراج والإنتاج
المشترك عبر
مسلسل "عندما تتمرد الأخلاق".
ويتحدث دهني عن هذه التجربة بقوله "تقوم فكرة العمل الذي كتبته
الجزائرية سميحة
خليفة على الدعوة إلى عدم التخلي عن مبادئنا وأخلاقنا والنقاط الإيجابية
التي شكلت
وعينا المشترك، بل التخلي بالمقابل عن النقاط السلبية لدينا. والعمل من
إنتاج
التلفزيون الجزائري."
ويضيف "هو تجربة جديدة على مستوى الوطن العربي، حيث كان هناك فنيون
وفنانون
جزائريون جنباً إلى جنب مع الفنيين والفنانين السوريين، وهم صرحوا أنهم
يريدون
الاستفادة من نجاح الدراما السورية على صعيد الخبرة والتمثيل والإخراج،
وقلنا لهم
نحن مستعدون ولم نبخل عليهم بذلك لكن التجربة لم تكن سهلة أبداً".
ويؤكد أنه حاول عبر التجربة السابقة تقديم صورة صادقة عن الدراما
والفنانين
والفنيين السوريين، "بمعنى أن نقول أن الدراما السورية لم تنجح إلا بتضافر
جميع
الجهود والتفاني في تقديم العمل الدرامي بصدق وحرفية عالية، وهذا الشيء كان
يستدعي
من الطرف الجزائري أن يجاري هذا الموضوع، وبعد هذه التجربة هناك العديد من
النداءات
من المغرب العربي، المغرب وتونس، وبعض بلدان الخليج العربي".
وفي ذات السياق، يرى دهني أن وجود مخرجين سوريين في الدراما الخليجية
هو أمر
إيجابي، ولكنه يضيف "حقيقة لدي الآن أكثر من عرض من بعض الدول الخليجية،
ولكن أنا
أفكر عشر مرات قبل أن أخوض هذه التجربة، والسبب أنه عُرض علي قبل فترة عمل
كوميدي
يُفترض أنه صُنع لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة".
ويتابع "لكن بعد قراءة أول حلقة أدركت كم سأسيء إلى ذوي الاحتياجات
الخاصة حين
أقوم بإخراج هذا العمل الذي يؤدي دور البطولة فيه شخص أعمى والآخر أصم،
فتخيل حجم
المهزلة التي كنت سأقدمها عن ذوي الاحتياجات الخاصة، بدل أن أقدم عملا
منصفاً لهم،
أضف إلى ذلك أني لست ميالا لأضع اسمي على محتوىً سيء، بغض النظر عن
الإغراءات
المادية".
ويقول دهني إن الدراما الخليجية نجحت "جزئيا" بفضل عدد من المخرجين
السوريين،
مشيرا إلى أنها حققت نجاحات كثيرة في السنوات الأخيرة وتطورا ملحوظا، مع
المخرجين
السوريين أو بدونهم.
ويضيف "هناك في الخليج بعض الأسماء اللامعة على صعيد الإخراج مثل
المقلة والشمري
وغيرهم من نجوم المخرجين الخليجيين، أضف إلى ذلك أن المخرجين السوريين كان
إغراؤهم
الأول سابقاً هو مادي، كما أن اسم مخرج سوري غير كافٍ لإنجاح عمل خليجي،
دون وجود
بعض النجوم السوريين الذي يسوّقون باسمهم للعمل".
ويشير دهني إلى أنه قام مؤخرا بزيارة إلى البحرين "بصحبة مدير قناة
الدراما
الجديدة الأستاذ مروان ناصح ومدير الإنتاج المعروف عبد الرزاق حوراني
كممثلين عن
التلفزيون السوري"، مشيرا إلى وجود رغبة لدى البحرين لإنتاج "دراما عربية
راقية بين
البحرين وسوريا بمشاركة ممثلين وفنيين من البلدين، وأعتقد أن ذلك سيكون
أمرا جيدا،
لأن فكرة التعاون المشترك، على صعوبتها، هي فكرة جميلة ويجب أن
يُحتذى بها".
وحول الجدل الذي رافق منع بعض الأعمال الدرامية التاريخية يقول دهني
"أعتقد أن
الأعمال التاريخية التي مُنعت تأخّر منعها، كان من الأفضل لو منع الكاتب
نفسه عن
كتابتها حتى وقبل أن تُقدم للتنفيذ".
ويضيف "لا أقصد هنا مصادرة الفكر أبداً لكن لا يحتاج لكثير من الذكاء
أو بعد
النظر لنرى أنها أعمال تستفزّ المتفرج بالشكل السلبي وتؤجج النّعرات
الطائفية عند
الناس، ونحن في منطقة مهددة ومدفوعة دائما للتوجه باتجاه الصراعات الطائفية
وإثارتها بأشكال مختلفة".
ويؤكد أننا حين ندرس ماهية الجهة التي تنفذ هذه الأعمال أو التي ترغب
في تنفيذها
سندرك أن ثمة شيئا غير نظيف، حسب تعبيره، مضيفا "أعتقد أنه يجب أن يسبق
العمل
الدرامي نقاش مطوّل وواعٍ تحتضنه مؤسسات كبيرة ذات سمعة طيبة، لا أن يأتي
مغامر
ليقدم عملا ما، حتى لو كتب بصيغة درامية جيدة، ولكن تداعياته
لن تكون جيدة".
ويورد بعض الأمثلة على ذلك من خلال مسلسل "موكب السبايا" الذي أُنتج
قبل سنوات،
"لسنا بحاجة لكثير من التفكير لندرك أنه عمل مسيء لكل المسلمين، وكفانا
سفك دم حالي
لكي نبحث في سفك الدم الماضي، وصراعات الأخوة والأقرباء والسلطة وهناك
'الأسباط'
الذي يصور حالياً وأعمال أخرى".
ولدى سؤاله عن سبب تقديمه عملا تاريخيا في السابق يقول دهني "أنا قدمت
في أوج
فترة الأعمال التاريخية عملا تاريخيا اسمه 'سيد العشاق'، وكان هذا العمل هو
الوحيد
الذي يتناول قصة حب في التاريخ العربي في ذلك الوقت وهي قصة الشاعر قيس
لبنى".
ويضيف "العمل من إنتاج سعودي وبمشاركة فنانين من عدة دول عربية،
والمميز في هذا
العمل أن الدين يلعب فيه دورا إيجابيا في دعم الحب وتقريب وجهات النظر،
لأننا بحاجة
إلى مواضيع بعيدة قليلا عن الدماء، لنرى شيئا إيجابيا في تاريخنا العربي".
ويقول دهني إنه أسس مع الفنان جلال شموط تجمعاً فنياً "وستكون الأعمال
التي
ننتجها منتقاة بعناية"، مبررا توجه الفنانين لإنشاء شركات إنتاج بقوله
"الفنان هو
وجه ثقافي وإعلامي كبير، فهو معروف أينما حل وقد يصادف الأمر أنه يجلس في
مكان عام،
فيأتيه رجل ويقول أنا صاحب رأس مال كبير فلنقم معا بتأسيس شركة
إنتاج فني، فيقول
الممثل: لما لا"؟
ويضيف "ولكن أعتقد إن حصل ذلك يجب ألا يسعى الممثل لانتقاء الأعمال
التي يمكنه
لعب بطولتها فقط. أعتقد أن شركة الإنتاج ضمن تقاليد عمل معينة هي أمر
إيجابي، وأنا
أدعو الممثلين والمخرجين الراغبين بتأسيس شركات أن يكونوا جزءا من عملية
إنتاجية
أكبر وأهم وأشمل".
وحول مصطلح "توريث الفن" الذي يثار الآن في أروقة الدراما السورية
يقول دهني "بداية،
لا أعتقد أن هناك أحدا يمكن أن يرث إبداعا، لكن يمكن أن يرث اجتهادا ويمكن
أن يرث قيما وأخلاقا، أنا أتيت من عائلة فنية، والدي هو أول مخرج سينمائي
أكاديمي
سوري وهو من أسس المؤسسة العامة للسينما، ورثت عنه حب الفن
السينمائي، ولكن الإبداع
هو شيء شخصي بحت".
ويضيف "في عام 1975 مثّلت في فيلم 'الأبطال يولدون مرتين' من إخراج
والدي، لكن
هذا لم يدفعني إلى دراسة التمثيل أو الاستمرار في التمثيل، بل شكل لدي
حافزا لأدرس
الإخراج، لأني شاهدت وأنا طفل كم يحتاج هذا المخرج، أو كم لديه من إبداع
واجتهاد
دائم، كي يستطيع أن يسيطر على كل هذه المجموعة من الممثلين
والفنيين مختلفي الأمزجة
والمواهب ويوجههم في خدمة عمل واحد".
وحول أهمية الدراسة الأكاديمية والموهبة بالنسبة للفنان يقول دهني
"هناك بعض
الناس يدخلون التمثيل بلا دراسة وبالتالي تجد لديهم أخطاء درامية رهيبة
وقاتلة،
فتتساءل، كمتفرج، عن تلك الأخطاء ويحصل لديك تشويش".
ويضيف "ما نتعلمه من خلال الدراسة هو كيف نقود المشاهد باتجاه ما، كيف
ندعم
الحدث أو نكثّفه، الثقافة والدراسة هي شيء هام جدا، لأننا نتعامل مع الصورة
والصورة
هي أخطر سلاح، ولكن هناك الكثيرين ممن لا يدركون مع أي تقنية يتعاملون، رغم
أن هذه
التقنية لها تأثير نفسي وجمالي".
ولكن دهني يؤكد أن الدراسة الأكاديمية لا تصنع موهبة ولكنها تصقلها،
"والدراسة
الأكاديمية هي اختزال لألف سنة إبداع، وبالتالي هي تختزل سنوات التجارب
التي يجب أن
تمر بها كطالب أو خريج. إنها تختزل تجارب الآخرين، تكثّفها وبالتالي تتجاوز
أخطائها".
ميدل إيست أنلاين في
06/09/2009
منيرة، هل تبقى
حديدية؟
نساء مقهورات على مائدة رمضان الدرامية
مسلسلات أم البنات، علشان ما ليش غيرك ومنيرة- الهدامة تعرض
احوال المرأة العربية بين الظلم ومقاومته.
أبوظبي - على مائدة رمضان تتعدد المسلسلات الدرامية على
قناة أبوظبي الأولى وتتوالى معها القصص الاجتماعية التي تشكل قضايا المرأة
الجزء
الأكبر منها، اذ تزخر بأدوار تظهر النساء مقهورات مظلومات في
أحيان، وصاحبات قرار
يملكن شخصيات قوية أحياناً أخرى.
من الدراما الخليجية "أم البنات" نبدأ حيث القصة نسائية بامتياز تدور
حول أم
وبناتها الست اللواتي يواجهن تسلط الرجل بصفته أباً وزوجاً، فالفتيات يملكن
طموحا
كبيرا في الحياة وينشدن النجاح، والأم تحاول الحفاظ على ما تبقى من كرامتها
المسحوقة والحفاظ على بناتها من غدر الزمن.
قصة "أم البنات" كتبتها المؤلفة الشابة هبة مشاري حمادة وأخرجها
السوري عارف
الطويل ولعب أدوار البطولة النجمان سعاد عبد الله وغانم الصالح.
وكما في "أم البنات" يتمحور المسلسل المصري "علشان ما ليش غيرك" حول
قصة المرأة
الحديدية "منيرة" التي تواجه الأعاصير في زمن لا يعترف إلا بالقوة ولا
ينتصر إلا
لجنس الرجال.
"منيرة" امرأة قوية في المسلسل تتلقى الصدمات تباعا وأصعبها
تأتي بوفاة الزوج
الذي كان السند والمعين، لكن ما خفي وراء موت الزوج كان أشد وأعظم، حمل
ثقيل وإرث
لا يحتمل.
كتب نص "علشان ما ليش غيرك" عاطف البكري وأخرجه رضوان شاهين والبطولة
لإلهام
شاهين ورياض الخولي وريهام عبد الغفور.
ورغم رواية مسلسل "منيرة- الهدامة" لأحداث معروفة من تاريخ الكويت إلا
أن جزءا
كبيرا من أحداثه يتحدث عن منيرة تلك الفتاة اليتيمة المكافحة الرومانسية
التي تتعرض
لصدمات عدة لكنها تواظب على صبرها وتحتفظ برباطة جأشها حتى تصل إلى النهاية
السعيدة.
المسلسل كتبه هيثم البودي وأخرجه محمد دحام الشمري ويلعب أدوار
البطولة كل من
هيفاء حسين، غازي حسين، صلاح الملا ومحمود بوشهري.
وفي مسلسل "رجال الحسم" ستكون المرأة محركاً للأحداث كذلك عبر شخصية
"ميراج"
الإسرائيلية التي تؤديها الفنانة مايا نصري، فميراج تلعب دوراً فاعلاً في
الاستخبارات الإسرائيلية وهي من ستمهد الطريق لـ"فارس" الشاب
الجولاني، مهمة الدخول
إلى قلب الكيان الصهيوني بعد أن يرتبط معها بعلاقة حب جارف.
وفي الحديث عن أدوار المرأة تعرض الكوميديا الرمضانية الاعتيادية
"راجل وست
ستات" الذي تقدم أبوظبي الأولى الموسم الخامس منه.
ومحور العمل النساء الست وصراعهن الدائم مع الرجل الوحيد الذي يعيش
بينهن،
المسلسل بطولة أشرف عبد الباقي ولقاء الخميسي وإخراج أسد فولادكار.
ميدل إيست أنلاين في
06/09/2009
قنبلة سينمائية
في البندقية
الرأسمالية: قصة حب شريرة
المخرج مايكل مور يدعو الى اجتثاث الرأسمالية واستبدالها
بالديمقراطية في فيلم يستقطب الاضواء بمهرجان
البندقية السينمائي.
البندقية (ايطاليا) - يقول مايكل مور في فيلمه النقدي الاخير حول
الازمة
الاقتصادية في الولايات المتحدة ان "الرأسمالية هي الشر ولا يمكن اصلاح
الشر يجب
اجتثاثه ليحل مكانه الخير للجميع: الديموقراطية".
ويعرض "الرأسمالية: قصة حب" في الدورة السادسة والستين لمهرجان
البندقية
السينمائي الاحد.
وهو آخر اعمال مخرج "بولينغ فور كولومبان" الحائز جائزة اوسكار افضل
فيلم وثائقي
في العام 2003 وفيلم "فرنهايت 9/11" الحائز جائزة السعفة الذهبية في مهرجان
كان
العام 2004.
وبعد عشرين عاما على تصويره الاضرار الجسيمة التي الحقتها عمليات طرد
جماعية
قامت بها شركة "جنرال موتورز" في مدينته فلينت في ميشيغن يؤكد مور ان
"الكثير من
المدن الاميركية راهنا تعاني من الوضع السيء نفسه".
وقال المخرج الاميركي مساء السبت في البندقية عشية عرض فيلمه الذي
يشارك في
المسابقة الرسمية لنيل جائزة الاسد الذهبي "تطرد عائلة من منزلها كل سبع
ثوان ونصف
الثانية. هذا رقم مخيف".
ويزخر فيلمه الجديد "الرأسمالية: قصة حب" بمشاهد اطفال يبكون في
الشارع او
يضطرون الى النوم في شاحنة مع اهلهم فضلا عن عائلات او متقاعدين فقدوا كل
شيء بسبب
الازمة.
فالازمة الحالية تضرب خصوصا الاميركيين البسطاء الذي نصب مور نفسه
ناطقا باسمهم.
ويقول الفيلم ان الازمة ناجمة عن تواطؤ بين مصارف الاعمال الكبرى
وادارة الرئيس
الاميركي السابق جورج بوش فضلا عن عمل تدميري داخلي عائد الى "لاصلاحات
ونزع القيود
والانظمة" الذي جعل ول ستريت تتحول الى "كازينو فعلي يمكن المراهنة فيه على
اي
شيء".
وقال مور في البندقية "سمحنا لوول ستريت بالقضاء على البنية التحتية
الصناعية في
بلادنا لتحقيق المزيد من الارباح".
وجاء في التعليق المرافق للفيلم بصوت المخرج ان الولايات المتحدة لم
تعد
ديموقراطية بل اصبحت "حكم الاغنياء" حيث تتملك اقلية صغيرة جدا معظم
الثروات.
واعتبر مور ان خطة انقاذ المصارف البالغة قيمتها 700 مليار دولار
والتي اقرت
الخريف الماضي على حساب المكلف الاميركي تشكل "انقلابا ماليا".
في مشهد رائع يضع مور على مدخل مصرف كبير شريطا اصفر يحمل عبارة "يرجى
عدم
اجتياز هذا الخط: مسرح جريمة".
لكن لماذا لا تنتفض غالبية الشعب؟
يرد مايكل مور على هذا السؤال بقوله انها تظن ان بامكانها تحقيق
الثروات يوما ما
في حين يعرض الفيلم مشاهد مضحكة لكلب يقفز في الهواء محاولا عبثا الوصول
الى قطعة
حلوى صغيرة موضوعة على طاولة.
وكما على عادته يجمع مور بمهارة بين مقابلات عشوائية ومشاهد تثير
الصدمة وسخرية
مطلقة وتعليقات جريئة ليوفر بعض الامثلة عن تجاوزات الرأسمالية على النمط
الاميركي.
ومن الامثلة على ذلك شركات طيران لا تدفع اجورا كافية لطياريها
فيضطرون الى
القيام بوظيفة ثانية او مقاولون يشترون باسعار زهيدة منازل صادرتها المصارف
ليعيدوا
بيعها باسعار عالية جدا.
اما شركات كبرى مثل مصرف "بنك او اميركا" و"سيتي بنك" ومجموعة "ايه تي
اند تي"
فتقدم عقود تأمين لموظفيها تسمح لها عندما يتوفى هؤلاء ان تحصل على مبلغ
مالي لا
يستهان به.
وقال مور انه يأمل ان يدفع الفيلم الذي رحب به النقاد كثيرا، الناس
الى تعبئة
لمواجهة هذا النظام اذ يقول كاهن اجرى معه مقابلة في الفيلم ان الرأسمالية
"غير
اخلاقية ومشينة انها الشر المطلق".
ويعرض الاثنين فيلمان لمخرجين اميركيين اخرين هما "سواث اوف ذي بوردر
(جنوب
الحدود) لاوليفر ستون و"ذي اينفورمانت" (المخبر) لستيفن سوديربرغ.
ميدل إيست أنلاين في
06/09/2009 |