قبل أن تطرق أبواب شقة
غادة عبدالرازق، تلتقي عيناك بمجموعة من
نجوم السينما المصرية، هند رستم وفريد شوقي وصباح وشكري سرحان ومحمود المليجي،
ينظرون اليك مبتسمين يدعونك للدخول الي عالمها الخاص ..
وبمجرد أن تخطو أولي
خطواتك داخل شقتها الهادئة،
التي تحولت الي خيمة رمضانية مصغرة، تجد
غادة
جالسة علي كنبة وثيرة وأمامها شاشة تليفزيون عريضة ممسكة بالريموت كنترول
تتابع
الدراما علي الشاشة الصغيرة،
وعلي اضاءة فوانيس رمضان التي ملأت أركان الشقة،
كان الحوار مع غادة عبدالرازق...
·
سألتها في البداية كيف استطاعت
أن تجمع ما
بين السينما والتليفزيون حيث حقق فيلمها الأخير قبل أشهر قليلة -
دكان شحاتة -
نجاحا كبيرا وجدلا نقديا، وتعود في رمضان لتشارك بمسلسلين دفعة واحدة هما
»الباطنية«
و»قانون المراغي«؟
أنا مع الاختيار الصحيح ومع الدور الذي يضيف
لغادة عبدالرازق وأحاول قدر الامكان الاجتهاد في أداء أدواري
والتحكم في الشخصيات
التي أجسدها، وفي النهاية التوفيق من عند الله،
فأنا لا أعتبر التمثيل مهنة بل
هو حياتي بأكملها - كالماء والهواء -
وليس من المعقول بعد كل المجهود الذي
أبذله لا أحصد حب الجمهور ورد فعلهم الايجابي علي أعمالي
الفنية سواء في السينما أو
التليفزيون.
·
هل فكرت في المقارنة مع نادية
الجندي في
»الباطنية« واحتمالات
تعرضك لاتهام بتقليدها؟!
بالطبع كنت في حالة من الخوف،
لكن مع بداية التصوير
وفي أول يوم قررت أن أترك كل حساباتي جانبا، وأقنعت نفسي بأن شخصية وردة لم
تقدم من قبل، وبعد ذلك أكثر المهنئين أكدوا لي أن نجاحي كان في المقام
الأول
لأنهم لم يربطوا بين المسلسل والفيلم،
وهذا حدث مع كل أبطال المسلسل،
مثل
الرائع صلاح السعدني،
فمثلا لا تستطيع أن تقول أن أحمد فلوكس في المسلسل هو فاروق
الفيشاوي وصلاح السعدني لا يمكن أن تراه محمود ياسين.
أعتقد اننا اكتسبنا احترام
الجمهور وثقتهم، وفي النهاية التوفيق من عند الله.
·
فيلم
»الباطنية«
امتدت أحداثه قرابة الساعتين والمسلسل قد يصل الي
03
ساعة،
هل فكرتي في المط
والتطويل والذي يعتبر آفة أغلب المسلسلات؟
أنا أثق تماما في الكاتب مصطفي محرم،
حيث اشتركت معه من قبل في مسلسل
»عائلة الحاج متولي«، فهو كاتب يعرف كيف
يحكم الدراما وقادر علي خلق العديد من الخيوط للشخصية وبناء تاريخ كامل لكل
شخصية علي حدة.
وفي الفيلم كانت كل الأحداث مضغوطة،
فلم نعرف من هي وردة ومن
أين أتت وأين عائلتها، علي عكس المسلسل.
ومع مرور الوقت سنجد الكثير من
الأحداث التي لم تكن موجودة في الفيلم،
وخيوط اضافية لأنه -
بطبيعة الحال -
جمهور السينما مختلف تماما عن جمهور التليفزيون. جمهور المنزل يبحث دائما
عن
الاثارة والتشويق ويحب أن يعرف ما الذي سيحدث في اليوم التالي. وأعتقد أن
الفيلم
السينمائي متعته قصيرة مثل المسرح، لكن التليفزيون شيء مختلف..
التليفزيون
يساعد علي تثبيت النجومية.
·
في مسلسل الباطنية يظهر خيط
درامي خاص بالتدين
الزائف...
قاطعتني قبل أن أكمل سؤالي قائلة:
أختلف معك، فالرجل تاجر
المخدرات يدرك تماما أن المخدرات، والحشيش تحديدا ليس محرما.
والناس في مصر
والعالم بأسره لديها معتقدات دينية مختلفة.
فنجد من يقول لك اني أتعاطي الحشيش
لكني أصلي، وعندما تتحدث معه تجده مقتنع تماما بمعتقداته، فاقتناع تاجر
المخدرات بأن الحشيش نبتة تزرع في الأرض وكل ما تنبته الأرض
حلال ومن خير ربنا -
كما يقول في المسلسل -
ده اقتناع شخص يري أن الحشيش حلال لكن الخمر حرام،
والي
جانب ذلك يصلي ويصوم ويبني جوامع.
ولذلك السبب تحديدا تحمست للمسلسل،
لأن هذا
الاعتقاد كارثة، لأن هذا الشخص عليه أن يعرف أن كل ما يذهب بالعقل حرام.
·
في
المسلسل شاهدنا طوابير المخدرات وكأنها طوابير العيش في الوقت
الراهن..
هل
تعتقدين أن هذا منطقي؟
من المفترض أن أحداث المسلسل تدور قبل عشرين عاما من
الآن، وفي تلك الفترة كانت طوابير العيش منتشرة بهذا الشكل، أما الآن
فالموضوع
قد تغير بالطبع وعلمت أنها انتقلت الي منطقة كوم السمن، بالطبع ليس بهذه
الهيئة.
لكن الكل كان يعلم أن الباطنية هي معقل المخدرات في مصر، وهذه المنطقة كانت
مغلقة ولا يستطيع أحد أن يدخل منها أو يخرج.
وحتي الآن قد تكون تجارة
المخدرات موجودة ولكن ليس بالشكل السابق،
وأثناء تصوير المسلسل ظللنا ثلاثة أيام
لا نستطيع اختراق الباطنية للتصوير، وكنا نصور علي الجبهات الخارجية وكأنها منطقة
حربية.
وأثناء التصوير اعتقدت احدي السيدات أننا نصور عملا يسيء لسمعة
الباطنية، فاستمعنا منها الي درس في الأخلاق وقالت ان ابنتها الكبري في
الجامعة
الأمريكية، وأن الحال لم يعد مثل السابق.
ولو تجاوز أي فرد من أفراد المسلسل في
الحديث لما كنا خرجنا من الباطنية أحياء لولا تدخل صلاح السعدني بحكمته
واستطاع أن
يسيطر علي الموقف.
·
لماذا اخترتي عملاً
يتحدث عن الباطنية قبل عشرين عاما من
الآن؟
قضية المخدرات تناقش في الكثير من الأعمال لكن بشكل سطحي،
وتمر مرور
الكرام، وأعتقد أننا عندما نركز في مسلسل لمدة
03
حلقة علي قضية المخدرات فقط
أفضل من الحديث عن 05 موضوعا في المسلسل، وفي السنوات السابقة علي سبيل
المثال مسلسل »قضية رأي عام«
لقي نجاحا كبيرا لتركيزه علي قضية الاغتصاب.
مسلسل الباطنية يحاول أن يركز علي المخدرات وتأثيرها وأثرها وأسبابها
ونتائجها
والأشخاص الذين يجلبونها ويقومون بالتوزيع.
وأنا أعتقد أن المخدرات هي أهم مشكلة
تواجه العالم العربي، وكان يجب مناقشة هذه الظاهرة الآن خاصة مع ارتفاع
نسبة
التدين بشكل واضح في المجتمع فأنا أعرف كثيرا من الناس لم
يكونوا يصوموا
وأصبحوامواظبون علي الصلاة والصوم،
والكثير من الشباب الصغير في الجوامع أثناء
صلاة الفجر والتراويح غير عابئين بانفلونزا الخنازير أو غيرها،
نسبة الحجاب
ارتفعت في الشارع المصري وهذا شيء مفرح ومبشر للغاية.
والآن لا توجد أماكن للسهر
مثل السابق.
ودور الفن في هذه الحالة هو اكمال الاطار ودفع العجلة الي
الأمام، فبعض الشباب لا يعرفون ان كان الحشيش حلالا أو حراما علينا ارشادهم
الي
الطريق الصحيح واظهار السلبيات وابرازها قدر المستطاع.
·
في مسلسل
»قانون
المراغي« يظهر مجتمع المحامين وكأن لكل منهم قانونه الخاص؟
كل المحامين في مصر
من خريجي كلية الحقوق،
لكن كل محام بعد التخرج وفي مكتبه يضع قانونه
الخاص،
وعندما يصلوا الي مكانه معينة يكون كل تفكيرهم في الأمور المادية وكيف
يحصلون علي
البراءة لموكلهم سواء كان علي حق أو علي باطل، ولا يهمهم علي الاطلاق الحق
والعدالة الحقيقية.
وهذا ظهر في أولي الحلقات،
حيث كان المراغي في جبهة وهي
في جبهة أخري، ولكن بعد قليل تنضم اليه في المكتب وفجأة اجتمعا علي قانون
واحد..
قانون المراغي.
·
ذكرتي أن ديكور فيلم
»كلمني شكرا« أصابته عين الحسود..
هل تشعرين بأن أعين الحسود تطاردك؟
الحسد مذكور في القرآن وهناك بعض الأشخاص
يرون أن النجاح الذي أحصده الآن لا أستحقه،
ورأيتهم والشماتة في أعينهم وهم أشخاص
من داخل الوسط الفني،
وبالطبع لن أذكر لك الأسماء،
والله أعلم ان كان ما حدث
كان بفعل فاعل أم مجرد حادث عارض.
·
كنت الوحيدة التي قالت أن الحريق
كان بفعل
فاعل؟
يمكن أن تقول اني الوحيدة الصريحة،
وكل شخص لديه حساباته ومن يريد أن
يقول يمكنه أن يقول ما يريد،
والأمر في النهاية استنتاج واحساس ولو كنت أملك أي
دليل لما انتظرت دقيقة واحدة.
·
تقدمين الكوميديا في فيلمك
الجديد وعلي عكس
أدوارك في الفترة السابقة؟
بالفعل الدور كوميدي للغاية،
لكن خالد يوسف -
كعادته - يحب أن يلقي الضوء علي بعض القضايا ولكن في هذا الفيلم معروضة
بشكل
كوميدي خفيف، والتركيبة بأكملها جيدة من خلال شخصية أشجان حيث
تربطها علاقة
بتوشكي »عمرو عبدالجليل«
وتحاول طوال الوقت أن
»تعكنن« حياة توشكي. وتسعي
طوال الفيلم الي اثبات أن ابنها الصغير هو ابنه، مما يعرضهما للكثير من المواقف
الكوميدية.
·
تقفين في
»كلمني شكرا« الي جوار العملاقة شويكار..
ما
شعورك؟
شويكار من أجمل الشخصيات التي قد يقابلها الانسان في حياته،
وتبدو
كأنها خرجت - كما هي - من الأفلام القديمة وتتحدث معك،
شخصية محترمة جدا
ومثقفة لأقصي درجة.
وفي أول يوم لعرض »الباطنية« قابلتني وقالت انها شاهدت
اعلان المسلسل وأنه رائع للغاية وجميع الممثلين رائعين، وأنا أقف أمامها لا
أصدق
ما تقوله. وأكدت أنها شاهدت فيلمي »عن العشق والهوي«
و»٥٤ يوم« وأنني
أستحق جوائز عن هذه الأفلام وأخبرتها اني بالفعل حصدت جوائز عن هذه
الأعمال.
ومتابعة فنانة بقيمة وقامة شويكار في حد ذاته احساس لا يوصف
وصعب
التصديق.
·
كيف تحبين أن تري نفسك عندما
تكونين في سن شويكار؟
أتمني أن أملك
في ذلك الوقت تاريخا طويلا، لكني في نفس الوقت أعتقد أني سأتوقف عند سن معين،
أعتقد أن أمامي
أخبار النجوم المصرية في
03/09/2009 |