فنان من طراز خاص صنع نجوميته بالعرق والجهد والكفاح.. هو الطبيب الذي
امتهن الفن ليعالج قضايا مريضة تحتاج إلي علاج روحاني أو نفساني.. هو
كوكتيل من الموهبة.. بسيط جداً لا تخطفه النجومية ببريقها ولا يعيش في برج
عال.. ولذلك دائما ما تشغله هموم المواطن البسيط.. انه الفنان القدير يحيي
الفخراني الذي يفاجئنا هذا العام بشخصية جديدة تماما كما عودنا كل عام.. في
هذا الحوار يكشف ابن الأرندلي.. الشهير بيحيي الفخراني عن وجهه الحقيقي..
·
هل تشعر بالقلق تجاه "ابن
الأرندلي" خاصة وان شرف فتح الباب لم يحقق النجاح الذي تحقق من قبل لحمادة
عزو؟.
أعلم تماما أن الخروج من عباءة حمادة عزو ليس أمراً سهلاً علي الاطلاق
وزيادة كثافة اقبال الناس علي مشاهدته حتي الآن.. ومن ثم فإن أحاسيس القلق
والخوف تنتابني بشكل كبير منذ بدأت في تصويره لكني أعتبر ان كل عمل درامي
هو ضرب من المغامرة إما أن يشهد نجاحاً ساحقا أو يواجه سقوطا مروعاً وفي كل
الأحوال لا بديل أمامي سوي خوض هذا التحدي.. فأنا بطبعي أكره التردد وأعشق
المغامرة مهما كانت خطورتها.
·
لكن قد تكون المغامرة في غير
صالحك..؟
ثق تماما ان لكل مجتهد نصيب.. وان الله لا يضيع أجر من أحسن عملا..
وأنا أجتهد وأبذل كل ما في وسعي وأعطي كل ذي حق حقه "طبعاً أقصد العمل.. ثم
بعد ذلك اتركها لله".. لا أخطط لشيء ولا أحسب لها أي حساب..
·
هل صحيح انك اعترضت علي مشاركة
المطربة اللبنانية مروة في المسلسل وطلبت استبعادها؟
لم يتم ترشيح مروة من الأساس حتي أتدخل وأطالب باستبعادها. وهذا
الكلام لا يمت للحقيقة بصلة.. ولو كان هناك دور يناسب مروة ولا يوجد أفضل
منها للقيام به لطلبت ترشيحها بنفسي.. ولكنه لا يوجد أي دور يناسبها كما ان
مسئولية ترشيح الممثلين في البداية مهمة المخرج.. ولكنني أقول رأيي وأصر
عليه أيضا من أجل ان يكون العمل جيداً.. فإذا كان هناك عنصر ضعيف يؤثر علي
مستوي العمل كله.. والفن يحتاج للتعاون ولابد أن يحدث نقاش بين الممثلين
والإخراج والانتاج حتي نصل في النهاية إلي بر الأمان ونقدم عملاً ينال
احترام الجمهور واستحسان النقاد.
·
ولماذا الاصرار علي "رشا
شربتجي"؟
رشا تعاونت معها في مسلسل شرف فتح الباب وأراها الأنسب في اخراج هذا
العمل فهي مخرجة متميزة وأجمل شيء فيها انها دائما فاهمة وواعية ومذاكرة
ومرتبة شغلها وهذا ما أحبه في المرأة المخرجة.. وهذا الترتيب والاتقان
والنظام واللمسات الرائعة عرفته مع رباب حسين عندما قدمت معها "الليل
وآخره".
رسائل
·
وما الرسالة التي تود أن تصل
للجمهور من ابن الأرندلي؟
أنا لا أحب أن يحمل العمل الفني رسالة واحدة.. وأتمني أن يحمل مجموعة
من الرسائل.. فالمشاهدون يختلفون في أفكارهم وانتماءاتهم ومشاكلهم. وكل
واحد يأخذ من المسلسل ما يتفق مع ظروفه ويتوحد مع همومه. والأهم أن يتوفر
في العمل الفني المصداقية حتي يؤثر في الناس ويتفاعل معهم.
·
هل تقديم العمل في رمضان يعطيه
حظاً أكبر..؟
قد يحدث العكس ويظلم عمل جيد بسبب عرضه في رمضان فالنوعية والجودة هي
الأهم والعمل الجيد يخلق رمضاناً خاصاً به في أي وقت يتم عرضه فيه!.
·
هناك زحام شديد في عدد المسلسلات
الخاصة بالنجوم.. ألم تخش من هذه المنافسة؟
أنا أقوم بعملي فقط ولا أفكر في المنافسة أو أخاف منها لأنني ببساطة
أرفض مبدأ العمل تحت ضغط المنافسة بيني وبين الآخرين. لأنه ليس هناك مجال
للمنافسة. إننا لا نعمل في عمل واحد. فكل عمل قائم بذاته وله نجومه ولذلك
فهي لم تسبب لي أدني مشكلة!
·
دائماً ما تكون هناك مشاكل بينك
وبين الرقابة فهل تدخلت الرقابة في مسلسل ابن الأرندلي وتم حذف أحد
المشاهد؟
نعم للأسف الشديد لقد تم وضع صافرة علي صوتي في أحد المشاهد لعدم ذكر
اسم منشط جنسي. حيث يتم اعتبار ذلك دعاية وأنا استغرب مع هذه الأشياء
الصغيرة.. وأراها أموراً تافهة فمثلاً كان يتم وضع علامة علي ماركة
السيارات في المسلسلات. وهذا شيء يدعو إلي الضحك. لأن المشاهد يعرف شكل
السيارة وبالتالي من السهل عليه أن يحدد ماركتها.
·
في رأيك من المسئول عن ذلك؟
المسئولون بالتليفزيون بداية من الوزير حتي رئيس القناة.. فهم الذين
يعطون الأوامر. والموظف الموجود في الرقابة يلتزم بالأوامر حرفياً ويخاف أن
يخالف الشروط ولذا أطالب الوزير بالتدخل فوراً.
·
البعض يؤكد ان يحيي الفخراني
يغالي في الأجر المادي؟
يعلم الله ان عمري ما طالبت أجراً مادياً ودائما يعرض عليّ المنتج
الأجر. وكثيرا أطالب الشركة المنتجة بالاهتمام بباقي عناصر الانتاج وأطالب
بالخصم من أجري إذا كان ذلك سيؤثر علي باقي عناصر الانتاج!.
·
في الفنرة الأخيرة عاد الكبار
أمثال: محمود عبدالعزيز ومحمود ياسين ونور الشريف إلي السينما.. أين أنت؟.
شيء مهم وحيوي جدا وعودتهم فيها اثراء للسينما لأنهم قيمة فنية كبيرة
وتاريخ وخبرة.
·
هل تأجيل تصوير فيلم "محمد علي"
مفاجأة بالنسبة لك..؟
طبعاً كان مفاجأة لي وللجميع.. أقصد اننا جميعا بدأنا الاستعداد وقبل
ساعات من بداية التصوير نفاجأ بأن الشركة المنتجة أعلنت انها سوف تؤجل
ميعاد التصوير لمدة ثمانية أشهر علي الأقل.
·
وما سبب هذا التأجيل من وجهة
نظرك..؟
هذا السؤال يتم توجيهه للجهة المنتجة.. فهي لم تستطع خلال الفترة
السابقة توفير استوديو للتصوير كما لم يتم الانتهاء من بناء الديكورات
الخاصة بالعمل.
·
وهل كنت تتوقع هذا التأجيل
المتكرر لأكثر من مرة..؟
لم أكن أتوقع ذلك لأنني في هذه المرة بالذات طلبت من الشركة موعداً
محددا يتم الاستقرار عليه وتحديده في العقد وانني وقعت العقد مع الشركة أنا
ولميس جابر في عام 2005 وقد تم التعاقد مع معظم الممثلين جمال سليمان وغادة
عبدالرازق وميرفت أمين ولبلبة ويسرا اللوزي وكان في الطريق أحمد السقا وتيم
حسن. بالإضافة إلي المخرج حاتم علي.
·
محمد علي عاش حتي الثمانين.. هل
تري أن فيلماً عنه مدته ساعتين سوف يستوعب حياته كاملة..؟
لا طبعاً من الصعب اختزال حياته وعمره المديد في فيلم واحد ومع هذا
فنحن نناقش بأقصي قدر من الأمانة العلمية والتاريخية فترة حكمه وان كنا سوف
نركز علي مرحلة محددة يمكن من خلالها الوصول إلي جوهر الشخصية إنسانياً
وتاريخيا وهدفنا في النهاية أن يعرف المصريون حقيقة محمد علي.
·
هل تري انه من الممكن أن يجذب
الناس لمشاهدته في الوقت الراهن.. خاصة الشباب..؟
بالتأكيد فالجمهور في حاجة دائمة للمعلومة والترفيه في آن واحد.
وتقديم فيلم عن صاحب نهضة مصر الحديثة سيضيف كثيراً للجمهور خاصة الشباب
والذي للأسف يعتقد البعض انهم لا يمتلكون الوعي الكافي للحكم علي العمل
السينمائي وانهم ينصرفون عن مشاهدة الأعمال الجادة في مقابل الأعمال
التافهة وهذا غير صحيح وأنا أراهن علي هذا الفيلم علي الجمهور ومتفائل جدا
بالشباب.
·
نلاحظ اهتمامك بشكل أساسي في
السينما علي زوجتك د. لميس جابر؟
قدمت مع لميس "مبروك وبلبل" وبالنسبة ل محمد علي فهو حلم مشترك لنا
ولاشك انني أثق تماماً في كتابات لميس وهي أثبتت قدرات كبيرة خاصة في
الكتابات التاريخية بعد نجاح الملك فاروق.
·
وما الذي سيحدث إذا تعثرت الشركة
المنتجة؟
سوف نسحب السيناريو ونبحث عن شركة أخري!!
·
لماذا لا تقدم محمد علي في مسلسل
تليفزيوني..؟
أنا بالفعل أفكر في استغلال هذه الحياة العريضة ل محمد علي في عمل
تليفزيوني لأن القماشة الدرامية ثرية ومتشابكة الخيوط بما يتيح تقديمها
كمسلسل ولكن لا يقل غني عن الفيلم.. ولهذا يعتبر الفيلم خطوة مبدئية في هذا
السبيل ويبقي أن نقدم هذه الشخصية في مسلسل تليفزيوني قد يمثل حلاً بالنسبة
لي ومادمنا نحلم فالأحلام ممكنة والتحقيق لها أيضا ممكن.. ولكن المشكلة قد
تأتي في الميزانية الضخمة فمن سيتحملها؟!.
الجمهورية المصرية في
03/09/2009 |