يعتبر وفيق الزعيم أحد أهم وجوه المسلسل السوري “باب الحارة” بل الوجه
الأبرز حتى الآن في الجزء الرابع من العمل الذي يعرض حالياً والذي دار حوله
جدل كبير منذ انطلاقه قبل 3 مواسم.
مجموعة من الأسئلة طرحناها على الزعيم أو “أبوحاتم” صاحب القهوة في
المسلسل، تخص الحلقات الأولى من الجزء المعروف حالياً.
·
ما التطورات التي طرأت على “باب
الحارة” في جزئه الرابع؟
سيرى التطور في باب الحارة على أكثر من صعيد بل على كل الصعد دون
استثناء، ولا يزال الوقت مبكرا للحديث عما يتضمنه الجزء الرابع من المسلسل
إلا أن المؤشرات التي صدرت عن الحلقات الأولى تؤكد ذلك، فالمقاومة في هذا
الجزء ستأخذ شكلا آخر وهو شكل المواجهة المباشرة مع الفرنسيين وهو ما انتهى
عليه الجزء الثالث في العام الماضي، كما أن لفتة الحارات الأخرى نحو حارة
الضبع في مصابها جراء الحصار سيحضر بقوة ليؤكد ما كانت عليه الأخلاق
العربية في تلك الفترة وهناك أمور أخرى ومشاهد كثيرة في محاور عديدة يمكن
أن تظهر لكن الحديث كما قلنا ما زال مبكراً، فالحلقات ما زالت في البداية.
·
حضر دور النساء بقوة في الحلقات
الثلاث الأولى وهو ما لم يكن موجودا في الأجزاء السابقة.. ماذا تقول في
ذلك؟
لم يكن دور النساء خافيا في الجزء الماضي ولا في الأجزاء السابقة التي
عرضت لكنه لم يكن ظاهرا بالشكل الذي يطلبه المشاهد، وحتى في هذا الجزء لم
يظهر حتى الآن الدور الحقيقي للمرأة العربية والدمشقية تحديدا.
ففي الجزء السابق رأى الجمهور كيف ذهبت ابنة “أبوحاتم” لدراسة التمريض
وهذا لم يكن موجودا في الجزأين الأول والثاني، والأمر هنا يتعلق بتطور
منطقي للأحداث وفق تطور المرحلة في تلك الأثناء، فوجود المستعمر سيؤدي إلى
وجود ضحايا من الشهداء والمصابين والمصابات، ومعالجة النساء المصابات
يستوجب وجود الحكيم والحكيمة والممرض والممرضة، وهذا ما أوجب تجسيد دور
المرأة العاملة في الطب أو التمريض في هذا الدور عبر ابنة “أبو حاتم”.
·
ما الذي دفع إلى إرسال أبو حاتم
لابنته إلى عيادة الطبيب لتعمل معه.. طبيعة المرحلة وظروف الحارة في القصة
؟ أم الرغبة في تطوير العمل من المخرج؟
طبيعة المرحلة التي أوجبت ذلك، ففي الحارة لا يوجد إلا طبيب واحد،
والحارة محاصرة وبابها مغلق ولا يمكن أن نستعين بطبيب من الخارج، ولا وجود
لشخص يفهم في التمريض سوى ابنة أبو حاتم، لذا كان لا بد من التضحية ببعض
العادات (ولكل قاعدة شواذ) في سبيل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الجرحى وعلى
ذلك رأيتم أبو حاتم يسمح لابنته بالذهاب إلى عيادة الطبيب لمساعدته في عمله
النبيل بل وسمح لها برفع الملاية عن وجهها أثناء معاينة المرضى، وفي ذلك
تضحية من أجل قضية، بشر يقتلون أو يعانون ، وهذا الأمر أيضا يأتي في سياق
تطور الحالة الراهنة في الحارة.
·
شوهد الحصار الشامل على الحارة
فتذكر الناس حصار غزة، وكنتم تصورون العمل أثناء الحرب الأخيرة، هل حدث مزج
بين الماضي والحاضر لدعم المسلسل؟
لا ضير فيما إذا كان المخرج أو الكاتب قد استعان بما حدث في غزة قبل
أشهر من حرب وحصار وقبلها من تجويع وحرمان لأبسط متطلبات الحياة في تجسيده
لحالة الحارة، ولا أرى اختلافا ولو بسيطا بين الحالتين وبين الزمنين فقد
تعودنا أن يكون المحتل محتلا وبصورة واحدة.
وفي الحقيقة لا معلومات لدي عما إذا كان المخرج مزج بين الماضي
والحاضر، مع تأكيدي على أن ما جرى في غزة سبق أن جرى في دمشق أيام
الفرنسيين وفي العراق أيام البريطانيين سابقا وأمام الأمريكيين حاليا وجرى
ويجري في أي مكان في العالم فيه احتلال، فالاحتلال له مفردات خاصة ومميزة
(تجويع، قتل، تشريد، منع حريات.. إلخ).
·
كثير من النقاد يعتبرون أن نص
المسلسل مكتوب بقلم وفيق الزعيم لذا فإن دوره رئيسي ومحوري.. ما ردك؟
لا يمكن لا لوفيق الزعيم ولا لأحد غيره أن يكتب نصا على هواه ويتم
تصويره وإخراجه لملايين الناس وينجح العمل، فنجاح “باب الحارة” في الماضي
والنجاح المنتظر له قريبا مع نهاية عرضه والجوائز التي أتوقع أن ينالها
ستثبت أن العمل مكتوب للجميع، جميع الممثلين فيه، لكن من تابع تتابع
الأحداث وتعاقبها منذ الجزء الأول سيرى أنه من البديهي جدا أن تؤول الأمور
في الوقت الحالي بدرجة أقرب إلى أبو حاتم، فالزعيم مات في الجزء الأول وأبو
عصام توفي في الثاني، وحاليا يلاحظ غياب العكيد أبو شهاب، وفي خضم أزمة
كهذه لا بد لأبو حاتم حسب تسلسل أهمية شخوص العمل من أن يلعب دورا مهما
ومحوريا لما له من ثقل إيجابي على أهل الحارة.
·
صرح المخرج بسام الملا أن الجزء
الحالي هو الأخير في باب الحارة.. هل يعني هذا إغلاق الباب نهائيا امام
انتاج اجزاء جديدة من العمل؟
بالنسبة للأجزاء، الأمر يعود إلى الشركة المنتجة مالكة الحق في إنهاء
العمل أو إنتاج أجزاء أخرى منه، وقد تنتج أجزاء أخرى بمخرج آخر غير بسام
الملا، لكن ما قصده الملا في كلامه هو أنه شخصيا لن يخرج العمل بعد اليوم ،
وإن كنت أرى أن العمل سينتهي بابتعاد الملا عنه لأن عملا كهذا لن يرى
النجاح الكبير دون أن يخرجه صاحبه الرئيسي.
·
بعيدا عن “باب الحارة”.. ما رأيك
بانخفاض عدد مسلسلات العام الحالي إلى نصف ما كان ينتج في السنوات الأخيرة؟
هكذا أفضل لكن كنا نتمنى لو أن هذا الانخفاض في عدد المسلسلات كان
نتيجة إرادية وليست مفروضة، فقبل سنوات كنا نقول لماذا وجود خمسين عملا في
العام الواحد؟.. يجب خفض العدد إلى 25.. الآن هبط العدد إلى ما كنا نطالب
به لكن للأسف بسبب الأزمة المالية التي عصفت بالعالم، والتي نخشى أن تتطور
إلى الأعظم في العام المقبل فنشهد عشرة أعمال على الأكثر.
في الحقيقة سمعت من كثيرين وقرأت عبر مواقع إلكترونية أن الجمهور
مرتاح لقلة عدد الأعمال الدرامية لهذا العام وقال كثيرون إنهم لم يتشتتوا
ذهنيا هذا العام كما كان يحصل في سنوات سابقة.. وهنا أهنئ الجمهور على
تركيزه الذي حققه في مشاهدة الأعمال لكن أدعو المنتجين لأن يخطوا في هذا
الاتجاه قريبا حتى لو انتهت الأزمة المالية العام الحالي أو القادم أو بعد
عشرة أعوام.
الخليح الإماراتية في
01/09/2009 |