مع ظهور أشكال جديدة من الدراما مثل “الست كوم” والبرامج التي تعيد تقديم
المسلسلات القديمة بأسلوب جديد، والمنافسة القوية أيضا من المسلسلات
التركية، هل تصبح مسلسلات النجوم التقليدية في خطر؟ وهل تصبح أشكال الدراما
الجديدة بمثابة تهديد للدراما التقليدية؟ وهل يمكن أن تنافس أشكال الدراما
الجديدة الدراما التقليدية في التسويق وأسعاره؟ علامات استفهام كثيرة تفرض
نفسها واجهنا بها صناع الدراما من مؤلفين ومخرجين ومنتجين، في هذا التحقيق:
في البداية يقول الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة: الاعتماد على النجوم أفسد
الدراما وجعل أشكالا أخرى تنافسها رغم أن هذه الأشكال يتم تقديم بعضها بدون
نجوم صف أول، وحتى الأعمال التركية لم يكن نجومها معروفين لكنها حققت نجاحا
وأصبح لنجومها الآن أجر، والسبب أن الدراما لدينا تعاني من مرض اسمه
“النجومية”، والنتيجة تراجع المستوى وتراجع أسعار الدراما في الفضائيات
العربية، لكن الدراما الحقيقية لا يمكن أن يهزها شيء عن مكانتها لأنها هي
التي يتعلق بها الناس ويرون فيها تعبيراً صادقاً عن مشاكلهم وأحلامهم، وأنا
أتكلم عن الدراما التي تحمل فكراً ومضموناً وليست تلك التي تعتمد على
النجوم بلا مضمون جيد، ولذلك عندما ظهرت أشكال جديدة وعندما تواجدت الدراما
التركية والسورية بمضمون جيد بدأت تجذب الناس رغم أن الجمهور لم يكن يعرف
نجومها من قبل لكنه انجذب لمضمونها حتى وإن كان بسيطاً.
وتابع عكاشة: الخطر الحقيقي سيكون على النجوم الذين يعتمدون على أسمائهم
دون مضمون جيد أما الدراما التي تعتمد على المضمون فستظل موجودة وناجحة.
أما الفنانة إلهام شاهين فترفض تعبير الدراما التقليدية لأنه في رأيها مهما
ظهرت أشكال جديدة فإن هذا لا يعني أن ما يقدمه النجوم هو “دراما تقليدية”
وإنما حتى وإن كان شكل السرد واحدا فإن التنويع في المضمون والشخصيات
والأحداث يجعلها دائما متجددة.. وتضيف الهام: أنا أحرص جدا على تقديم
مسلسلات جديدة وأتعاون مع مخرجين لهم أفكارهم المختلفة حتى أظهر من خلالهم
بشكل جديد مثلما حدث في مسلسلي الذي سيعرض في رمضان “علشان ماليش غيرك”
الذي تعاونت فيه مع المخرج السوري رضوان شاهين، والخطر يكون فقط على الفنان
الذي يكرر نفسه.. وتكمل إلهام: مهما ظهرت أشكال جديدة فالدراما سيظل لها
جمهورها حتى الفوازير رغم أنها فن رائع تراجعت بينما الدراما لم تتراجع.
المنتج جمال العدل يرفض اعتبار “الست كوم” أو إعادة تقديم المسلسلات
القديمة بأي شكل نوعا من التهديد لدراما النجوم التقليدية ويضيف: الست كوم
رغم انتشاره لم ينجح منه سوى عدد قليل جدا من الأعمال، أما فكرة إعادة
الأعمال القديمة فهي لا تزال تحت الاختبار وإن كنت بخبرتي كمنتج لا أظن أن
الجمهور سيترك أعمال النجوم الجديدة ليشاهد مسلسلات قديمة، أما وجود
الدراما التركية وإن حظيت بنسبة مشاهدة ضخمة لكنها لا تشكل خطرا على
مسلسلاتنا لأنني اعتبرها موضة وستنتهي مثلها مثل المسلسلات الأمريكية التي
غزت الشاشات لفترة.
ويكمل جمال العدل: لست ضد وجود أشكال جديدة من الدراما لكنني أرفض النغمة
التي تتردد بأنها ستقضي على الدراما التقليدية لأن الجمهور ينتظر الدراما
ونجومها في رمضان كل عام بدليل أنها لا تزال الأكثر تسويقا والأعلى سعراً.
ويقول أشرف عبد الباقي بطل “راجل وست ستات” أكثر مسلسلات الست كوم نجاحا:
تنوع أشكال الدراما أمر في صالح الجمهور في النهاية ولا يعني أن شكلا سيقضي
على الآخر، فنجاح مسلسل “راجل وست ستات” فتح شهية الآخرين على إنتاج مزيد
من أعمال الست كوم بل وعلى تقديم أشكال درامية جديدة بوجه عام، كما أن تنوع
الأشكال يجعل أمامنا فرصة كفنانين لتجربة دراما جديدة وهذا كان أحد الأسباب
التي دفعتني لتقديم “راجل ست ستات” بل ومسلسل إسماعيل يس أيضا لأنها المرة
الأولى التي ألعب فيها بطولة أحد مسلسلات السيرة الذاتية وهو شكل درامي
جديد بالنسبة لي على الأقل.
يكمل أشرف: الأشكال الجديدة وإن كانت مطلوبة لكنها لا تشكل تهديدا للدراما
التقليدية لأن فكرة السرد التي تعتمد عليها الدراما قائمة منذ سنوات طويلة
والجمهور العربي تحديدا يحب هذا النوع من الدراما، لكن بالتأكيد لابد أن
يكون هناك تجديد في المضمون وأماكن التصوير ووجوه الممثلين أيضا.
ومن جانبه يرى المخرج مجدي أبو عميرة أن هناك عناصر لابد أن تجتمع لنجاح أي
دراما تبدأ بالورق الجيد من المؤلف وتنتهي بالإخراج الذكي مرورا بالتمثيل
والإنتاج وغيرها من عناصر العمل الفني، وأي شكل درامي جديد لا يمكن أن يحقق
نجاحا من دون توافر هذه العناصر، وحتى الشكل الدرامي التقليدي لا يمكن أن
ينجح ما لم تتوافر فيه كل هذه العناصر بدليل أن بعض النجوم تنجح لهم أعمال
وتفشل أخرى، فالدراما عمل متكامل لكن المؤكد أن الجمهور مثلما يحب نجومه
ويحب مشاهدة أعمالهم فإنه في نفس الوقت لديه فضول لمشاهدة الجديد، لكن
المهم كما قلت أن تجتمع عناصر النجاح في أي شكل درامي جديد لأن الست كوم لم
تنجح كلها وحتى المسلسلات التركية تفاوت نجاحها فالدراما ليست مجرد شكل
وإنما عمل فني متكامل.
الخليج الإماراتية في
28/08/2009 |