خمسة مسلسلات مصرية تتناول الصراع العربي الاسرائيلي وشخصية
اليهودي بين الهجرة والاندماج.
تتطرق خمسة
مسلسلات رمضانية مصرية هذا العام في خطوطها الدرامية للصراع العربي
الاسرائيلي من
بينها مسلسلان يصوران الشخصية اليهودية في صراعها الداخلي بين الاندماج في
مجتمعاتها العربية او الانسلاخ عنها والالتحاق بالحركة الصهيونية.
والمسلسلات المصرية التي تطرقت الى الصراع العربي الاسرائيلي في تطوره
التاريخي
هي "انا قلبي دليلي" عن قصة حياة المطربة الراحلة ليلى مراد لمحمد زهير
و"حرب
الجواسيس" عن قصة مستوحاة من ملفات اجهزة المخابرات المصرية بعد حرب
حزيران/يونيو 1967
لنادر جلال و"لو كنت ناسي" لعادل قطب ويتطرق للتحولات في المجتمع المصري
بعد
حربي 1967 وتشرين الاول/اكتوبر 1973.
كما يعرض "ما تخافوش" ليوسف شرف الدين ويقدم شخصية اليهودي والصراع القائم
في
المرحلة الحالية بعد 2000 وهو ما يتناوله ايضا مسلسل "البوابة الثانية"
لعلي عبد
الخالق الذي يدور في نفس الفترة الزمنية ويصور حياة ام مصرية بعد اختطاف
ابنها
وسجنه في اسرائيل.
ولا شك في ان تخصيص خمسة مسلسلات من بين ستين مسلسلا للمرة الاولى في تاريخ
الدراما المصرية لتصوير الصراع العربي الاسرائيلي ياتي كما يؤكد الناقد
طارق
الشناوي "بحثا عن نمطية جديدة في الدراما بعيدا عن النمطية القديمة التي
ملها
الجمهور".
واوضح ان "اقتحام الحياة السياسية بمثل هذه الكثافة وخصوصا الصراع العربي
الاسرائيلي ياتي بعد ان فرضت الفضائيات المتخصصة في السياسة مثل الجزيرة
والعربية
نفسها واخترقت كل المنازل بحيث لم تعد السياسة حكرا على اهل السياسة كما
كان الحال
حتى قرب نهايات القرن الماضي".
ويرى الناقد اشرف بيومي ان "العودة لطرح قضايا الصراع وتسلسلها التاريخي في
المسلسلات المختلفة يكشف جوانب مختلفة لشخصية اليهودي وطريقة تعامل المواطن
العربي
معها خصوصا في مسلسل 'انا قلبي دليلي' الذي يتطرق الى مرحلة تاريخية هامة
في تاريخ
المنطقة وهي صعود الحركة الوطنية العربية وفي مواجهتها تحالف قوى استعمارية
مع
الحركة الصهيونية".
فالمسلسل يصور صراعا دراميا ساد بين ابناء الطائفة اليهودية في عشرينات
وثلاثينات واربعينات القرن الماضي بين الذين يعتبرون مصر وطنا لهم لا
يريدون
مغادرته وبين دعاة الحركة الصهيونية الذين كانوا يدعون ابناء الجالية
الفقراء الى
الهجرة الى فلسطين.
يمثل الجانب الاول في المسلسل يوسف باشا زعيم الطائفة اليهودية ونائب مدير
مجلس
ادارة بنك مصر الذي اسسه رجل الاقتصاد الوطني المصري طلعت باشا حرب وعلى
الصعيد
الشعبي زكي مراد والد الفنانة ليلى مراد ووالدتها جميلة والموسيقار داود
حسني الذين
يعبرون عن موقف اليهود البسطاء في رفض الهجرة الى فلسطين.
الجانب الثاني يمثله الفنان عبد العزيز مخيون العضو في المؤسسة اليهودية
الرسمية
للطائفة اليهودية المصرية المدافع عن الحركة الصهيونية.
يأتي في المستوى التاريخي الثاني من الصراع الفترة التي تبعت حربي 1967
و1973
مسلسلا "حرب الجواسيس" الذي يصور الصراع بين المخابرات المصرية
والاسرائيلية
استنادا على قصة الصحافية سامية فهمي التي تقوم بدورها في المسلسل الفنانة
منة شلبي
امام هشام سليم رجل المخابرات المصرية الذي يدير الصراع في مواجهة رجل
المخابرات
الاسرائيلية الفنان السوري باسم ياخور.
وسبق ان قدمت السينما المصرية هذه الرواية للكاتب الراحل صالح مرسي الذي
اشار في
مقدمة روايته الى انه استند فيها الى ملفات المخابرات المصرية في فيلم
"مهمة في تل
ابيب" للفنانة نادية الجندي.
اما مسلسل "لو كنت ناسي" مع الفنانة الاماراتية هدى الخطيب والمصري رياض
الخولي،
فيصور حالة التفكك والانحدار التي صاحبت المجتمع المصري والتحولات التي جرت
فيه
خلال هذين الحربين وما تبعهما من حرب الاستنزاف والظلال التي تركتها الحروب
العربية
الاسرائيلية على نشوء هذه الحالة في المجتمع المصري.
هناك ايضا مسلسل "ما تخافوش" عن العلاقة بين اليهود الاندماجيين والصهاينة
ورؤية
العربي لهذين النوعين من اليهود وخصوصا المذيع "مكرم" (الفنان نور الشريف)
الذي
يدير قناة خاصة ويجري حوارات مع شخصيات يهودية او محلية.
ويثير مكرم في برنامجه فكرة اليهودي الاندماجي الذي يسعى الى العيش في
مجتمعه
ويرفض الهجرة الى اسرائيل من خلال نموذج صوفيا اليهودية زوجة رونالدو
المسيحي
الايطالي التي تذهب ضحية دعوتها الى اندماج اليهود في المجتمعات التي
يعيشون فيها
اذ يتم اغتيالها، وكذلك من خلال شخصية ام داود اليهودية المصرية التي رفضت
الهجرة
الى فلسطين مع زوجها وابنها عام 1948.
واكد نور الشريف انه شدد في المسلسل الذي كتبه احمد عبد الرحمن على الاصرار
على "حق
اللاجئين في العودة الى ديارهم خصوصا اللاجئين الفلسطينين".
واضاف ان هذا الامر جعله "يفقد زوجته (منى عبد الغني) وابنته نتيجة مواقفه
هذه
حيث يتم اغتيالهما في باريس لكنه يواصل الدفاع عن قناعاته من خلال مقابلات
مع
اليهود الاندماجيين في الولايات المتحدة من خلال واحد من اهم المثقفين
اليهود
فيها".
الا ان هذا لم يقنع الناقد الشناوي الذي رأى ان ما "يتم تقديمه على الشاشة
محكوم
بسقف الرقابة التابعة للحكومة التي اقامت علاقات دبلوماسية مع اسرائيل".
واضاف "بالتالي ستبقى هذه الدراما ضمن سقف لا تتجاوزه ولا تدفعها للذهاب
بعيدا
في تصوراتها لهذا الصراع".
ميدل إيست أنلاين في
27/08/2009 |