من دنيا الست كوم وبالتحديد مسلسل «تامر وشوقية» انطلق أحمد مكي ككوميديان
وترك عمله الأساسي كمخرج، وهجر الكاميرات، وكون قاعدة جماهيرية كبيرة، ضمها
لجمهوريته الفنية المستقلة التي لا تتشابه تضاريسها مع الآخرين، «الشرق
الأوسط» التقت مكي في القاهرة، بعد نجاح فيلمه الأخير «طير انت»، ونجاحه
الشخصي في رهانه على موهبته التمثيلية، بعيدا عن باروكته الإفريقية، وشخصية
«دبور» التي ذاب فيها خلال ثلاثة أعوام مضت.
·
يقال إنك تعمدت طرح فيلم «طير
انت» في توقيت طرح فيلم «1000 مبروك» للنجم أحمد حلمي؟
- طرح الفيلم في دور العرض ليس من اختصاصي ولكن اختصاص الشركة العربية
للإنتاج والتوزيع، والأمر لم يكن متعمدا واعتقد أنه مصادفة، وأنا لا أنافس
أحمد حلمي لأن لكل منا طريقته في تناول الموضوعات، وجمهوره الخاص، كما أن
الفيلمين مختلفان تماما.
·
اقتبست فكرة فيلم طير انت من
الفيلم الأميركي
Bedazzled،
هل يعني الاقتباس إفلاسا برأيك؟
- «الاقتباس مش عيب»، ونحن نفهم الاقتباس خطأ، ويظن البعض أن كل من يقتبس
فكرة «حرامي» وهذا غير صحيح على الإطلاق لأن «التيمات» الدرامية في العالم
ككل 35 تيمة فقط، واستخدام تيمة مشابهة وارد جدا لكن بشرط الإضافة والإبداع
الخاص، وفكرة فيلم طير انت أصلها إنجليزي، تم تقديمها في الستينات ثم
اقتبسها الأميركان بعد ذلك وقدموها بطريقتهم، ولم يتهمهم أحد بالسرقة.
وأنا أخذت الفكرة وطورتها ووضعت عليها بصمتي بفكر جديد يتناسب مع عصرنا
الحالي وثقافتنا العربية.
·
وما رسالة الفيلم من وجهة نظرك؟
- أن يبحث كل إنسان في داخله، عما يميزه ولا داعي للتقليد الأعمى، فبداخل
كل إنسان ميزة لا توجد عند الآخر، وهذه قدرة الله تعالى، وكان ذلك واضحا في
أغنية الفيلم التي أديتها مع دنيا «دور بنفسك جوا نفسك»، وسأعطي لك مثالا
على ما أقوله: فأنا أستخدم الإنترنت لمدة أربع ساعات يوميا، وذات مرة وجدت
شخصا يضع صورة يمسك فيها بميكروفون، ويغني فدخلت وسمعت صوته فوجدت أن صوته
سيئ جدا وكتب عن نفسه أنه مهندس، وله سيرة ذاتية مليئة بالإنجازات ولكنه
يريد أن يغني فتكلمت معه، وحاولت إقناعه بأن يستمر في مجاله الذي نجح فيه
ويستثمر نجاحه، ولا داعي للتجريب في مجال لا يناسبه ولا يمتلك مؤهلاته.
·
قدمت عدة شخصيات تتعلق بقضايا
مختلفة في الفيلم، فلماذا لم تركز على قضية واحدة؟
- بالفعل أنا ركزت على شخصية واحدة في الفيلم وهي الدكتور بهيج المحرك لكل
أحداث العمل، وكانت القضايا تطرح نفسها مع الشخصيات الأخرى فلكل شخصية
قضيتها أظهرناها لدقائق كالأفلام القصيرة، فأنا لم أتطرق للقضايا بشكل
منفصل ولكنها كانت داخل الإطار الدرامي للعمل، فالفيلم بدأ ببهيج البطل
الأساسي وانتهى أيضا ببهيج، و«طير انت» ليس العمل الأول في السينما الذي
يظهر فيه البطل بأكثر من شخصية.. واختياري لرقم 7 لأنه الرقم السحري فأيام
الأسبوع سبعة وعجائب الدنيا سبعة فهو رقم مميز ونراه كثيرا في حياتنا.
·
ما الشخصية التي أخذت منك وقتا
ومجهودا في تحضيرها؟
- كل الشخصيات أخذت مجهودا كبيرا مني وأرهقتني للغاية درست كلا منها على
حدة، من لحظة ميلادها إلى صورتها النهائية، لكن الشخصية الخليجية أرهقتني
جدا، حتى تمكنت من إتقان لهجتها، كما أن الشخصية دفعتني إلى تعلم القليل من
الكلمات والتعبيرات من فريق العمل الهندي المشارك في المشاهد.. بالإضافة
إلى أنني شاركت أحمد الجندي في كتابة السيناريو فكل شخصية كانت لها رؤية
خاصة وضعتها من وجهة نظري.
·
شاركت في كتابة الفيلم بالإضافة
إلى التمثيل، فلماذا لم تشارك في الإخراج رغم أنك في الأصل مخرج؟
- دائما أرى أن العمل لابد أن يتسم بالجماعية، فكل شخص لابد أن يساهم بأقصى
ما يستطيع كي ينجح الجميع، ويخرج العمل بشكل لائق في إطار العمل الجماعي،
فلابد من مساهمة أي شخص في إنجاح العمل وعليه أن يفعل ما يستطيع كي يظهر
العمل بشكل لائق.. ولم أكن الوحيد المشارك في كتابة السيناريو فشاركتني
دنيا بتصورها لشخصيتها التي قدمتها وأيضا المخرج أحمد الجندي الذي تركت له
رؤية الإخراج كاملة، وكنت في الفيلم ممثلا فقط حتى يظهر العمل بشكل يرضينا
كفريق، ويرضى الجمهور عنه.
·
هذا العمل الثاني مع المخرج أحمد
الجندي فهل هناك عمل ثالث معه؟
- هو مخرج يملك التنوع والتغيير والإحساس العالي بالكوميديا، ويهتم بأدق
التفاصيل ولدينا كيمياء عالية وهو الذي شجعني للتعاون معه مرة أخرى وخاصة
بعد نجاح فيلم «إتش دبور».. ونفهم بعضنا جيدا من خلال نظرة العين ولا مانع
لدي من تكرار التجربة مرات أخرى.
·
قمت بتقليد المدير الفني للمنتخب
المصري حسن شحاتة في الفيلم وعلمنا أنه يفكر في رفع دعوى قضائية ضدك؟
- لا أعلم عن هذا الأمر شيئا.. لكن ما أعلمه أن كريم ابنه شاهد العمل وتحدث
إلى أصدقاء لي وقال لهم إن الفيلم جيد جدا وأنه سيقوم هو وأبوه بمشاهدة
الفيلم مرة أخرى، والفيلم لا يحمل أي إساءة إطلاقا للرائع حسن شحاتة، فهو
يحكي ما حدث بينه وبين ميدو في بطولة 2006 وما أعرفه أن الكابتن حسن شحاتة
لم ير الفيلم وعندما يرى الفيلم سيعلم جيدا صحة ما أقول.
·
ظهرت في إحدى المشاهد بالباروكة
مرة أخرى رغم إعلانك عن عدم ارتدائها مرة ثانية؟
- بالفعل أنا ظهرت في فيلم طير انت بشخصية دبور في مساحة قليلة جدا لكي
يتذكرني الجمهور، الذي عرفني من خلال هذه الشخصية، وبالأخص الأطفال، لكن
الشخصية الرئيسية ليست دبور ولكن بهيج.
·
فلماذا إذن تخليت عن الباروكة
وهي سبب نجاحك وشهرتك؟
- نجحت شخصية دبور من خلال الست كوم «تامر وشوقية»، ثم استثمرتها في فيلم
«مرجان أحمد مرجان» مع العملاق عادل إمام مما شجعني كثيرا على تقديمها في
فيلم مستقل، ولكن يبقي في النهاية النجاح منسوبا لدبور، وليس لأحمد مكي
وهذا ما دفعني للتخلي عن الباروكة كي أثبت نجاح أحمد مكي كممثل في أدوار
أخرى، وهذا أيضا ما فعله الراحل نجيب الريحاني عندما قدم شخصية كشكش بيه
فتعلق بها الجمهور في البداية، ثم حاول تقديم شخصية مشابهة لها بنفس التيمة
ولم ينجح فيها فقرر التخلي عن الشخصية وعمل شخصية أخرى بعيدة عنها فنجح ثم
عاد مرة أخرى إلى شخصية كشكش بيه وقدمها فنجح وفي النهاية خلع الطربوش
والذقن وتعرف عليه الجمهور كنجيب الريحاني.
·
البعض قال إنك أسأت إلى النجم
التركي كيفانج تاتليتوغ (مهند) حينما قمت بتمزيق صورته ضمن أحداث الفيلم؟
- هذا مشهد ضمن سياق الدراما، كنت فقط أدلل على هوس الفتيات المصريات به
لدرجة أن العديد من الفتيات تعلق صوره في غرف نومهن، وظهر ذلك من خلال
تقديمي لدور الصعيدي، فأنا متابع للأعمال التركية إلى حد ما وهو شخص يصنع
حالة من الرومانسية داخل أعماله، وأنا من معجبيه، لكن أنا انتقدت هذا لظهور
حالات طلاق كثيرة وخلافات زوجية قرأتها في وسائل الإعلام بسبب تلك
المسلسلات.
·
لماذا سخرت من فيلم «إبراهيم
الأبيض» في نهاية فيلمك؟
- أعوذ بالله، أنا لم أقصد ذلك فعندما قمت بتقديم الشخصية الهندية وكان
هناك العديد من المعارك في المشهد في محاولة لإنقاذ حبيبتي منهم فقلت «أنا
لم أمت فأنا مثل إبراهيم الأبيض»، وهذا ليس له علاقة بفيلم السقا، بل
بشخصية إبراهيم الأبيض الحقيقية، والتي سمعت عنها أنها شخصية مقاتلة ودخلت
معارك كثيرة، وعموما أنا أحترم كل زملائي.
·
البعض اعتبر ظهور العفريت في
العمل، وتأدية الفنان ماجد الكدواني لدوره، يمثل نوعا من الاستهانة بعقل
المشاهد المصري؟
- الفيلم من نوع الفانتازيا، المباح فيها تقديم بعض الأمور غير المنطقية،
وكان الهدف أن يظهر العفريت بشكل لم نعتده في السينما المصرية وأعتقد أننا
نجحنا، كما أن المشاهد المصري واع ويستطيع إدراك أنه يشاهد فانتازيا.
·
لماذا حذفت الرقابة العديد من
مشاهد العمل؟
- الرقابة حذفت مشهدا واحدا فقط، وما تناولته الصحف ومواقع الانترنت غير
صحيح، والمشهد المحذوف، تناول موت العائلة وأفرادها عائدين من السفر، وبقي
الطفل بهيج جالسا وقال «ادخلوها آمنين»، ورأت الرقابة أنه غير جائز، ولا
توجد أي مشاهد جنسية أصلا في العمل كي تحذف كما قيل، فأنا دائما أراعي
البيت المصري والطفل المصري.
·
غنيت في أكثر من عمل وقدمت أغنية
Single هل فكرت في تقديم ألبوم غنائي؟
- بالفعل أفكر في تقديم ألبوم، بعد أن تلقيت العديد من العروض وسأقدم
ألبوما على طريقة الراي، بالشكل الذي يناسب مجتمعنا، وبعيدا عما قدمه
الآخرون، لأن الراي في الأساس عربي الأصل من أيام الجاهلية.
·
أين أنت من الدراما التلفزيونية؟
وهل لك أي أعمال في شهر رمضان؟
- لا أفكر حاليا في الدراما، ولكن أركز في السينما فهذا وقتها، كما لم تعرض
على أي أعمال تلفزيونية.
·
هل فكرت في عملك القادم في
السينما؟
- بالفعل أفكر حاليا في عمل قادم وسأبدأ التجهيز له قريبا بعد اطمئناني على
«طير انت» جماهيريا ونقديا.
الشرق الأوسط في
21/08/2009 |