الأمر المحير جدا في مسلسلات السير الذاتية في
مصر والعالم العربي أنها أكثر القوالب الدرامية التي تحظي بالإقبال والجدل
سواء كان
من نصيبها الاستهجان أم الاستحسان..
راجع التاريخ الإقبال الجماهيري الضخم بدأ
مع »أم كلثوم« لمحفوظ عبدالرحمن وانعام محمد علي قبل نحو عشرة أعوام إلا أن
تاريخ مسلسلات السيرة الذاتية عرفناه قبل ذلك مثلا مع
»الأيام« لطه حسين
و»العملاق« عن حياة »عباس محمود العقاد«
المسلسلان إخراج الرائع
»يحيي
العلمي« الأول بطولة »أحمد زكي« والثاني »محمود مرسي«.. نعم حقق
المسلسلان نجاحا ملفتا ولكن النجاح والذي أعتبره أيضا استثنائيا جاء مع
مسلسل »أم
كلثوم« والذي حمل مغامرة غير مسبوقة نجحت في تحقيقها
»انعام« عندما راهنت
علي »صابرين« بطلة وكان الصراع قائما وقتها بين أكثر من نجمة سينمائية
شهيرة
لأداء دور »أم كلثوم«
ولكن »انعام« أصرت علي »صابرين« وتعددت بعد ذلك
الأعمال الفنية من نجاح إلي تعثر حتي وصلنا قبل عامين إلي مواجهة بين
مسلسلي
»السندريللا«
سعاد حسني إخراج »سمير سيف«
و»العندليب«
عبدالحليم حافظ
اخراج »جمال عبدالحميد«..
كان كل من المسلسلين يطرح من الآخر بل ويهزم أيضا
الآخر.. يكفي أك تتناول نفس الشخصيات فأنت تري »محمد عبدالوهاب«
و»كامل
الشناوي« و»مصطفي أمين« و »إحسان عبدالقدوس«
و»صلاح جاهين«
بل و»سعاد«
و»كامل الشناوي«
و»مصطفي أمين« و»إحسان عبدالقدوس«
و»صلاح جاهين«
بل
و»سعاد«
و»عبدالحليم«
مرتين.. مثلا كان »عبدالحليم« يؤدي دوره في »السندريللا«
استعانوا بوجه جديد لأداء دور »سعاد«
في »العندليب« وحدث
زحام تاريخي غير مبرر أدي إلي تشتت المشاهدين!!
العام الماضي نجحت التجربة
مرة أخري مع »أسمهان« مع الكاتب »نبيل الصالح« والمخرج »شوقي الماجري«
و»سلاف فواخرجي« البطلة مع عابد الفهد »فؤاد الأطرش«
وأحمد شاكر
»فريد
الأطرش« وكان النجاح من نصيب كل من شارك في المسلسل وتصادف أن عرض متواكبا
مع
»أسمهان«
مسلسل »ناصر« ولكن بالطبع لم يتقاطع المسلسلان لأن »أسمهان«
رحلت عام
٤٤
وكان
»عبدالناصر« لايزال في مرحلة الشباب..
هذا العام نحن علي
موعد مع »سمعة«
وليلي مراد«.. أطلق علي الأول اسم مؤقت »أبوضحكة جنان«
ولكنه سوف يتغير إلي »إسماعيل يس«
أو
»سمعة« والثاني »أنا قلبي دليلي«
علي اعتبار أنها واحدة من أشهر ما غنت »ليلي
مراد«.. »سمعة« و»ليلي«
أتصور مبدئيا أنهما سوف يحظيان بمشاهدة عالية لأن لديهما أيضا ترقبا
جماهيريا
مسبقا وكالعادة فإن حياتهم تتوافق زمنيا..
»إسماعيل يس« مواليد عام ٢١٩١ وهو
يكبر »ليلي مراد« بخمس سنوات فقط لاغير وهذا يعني أن الشخصيات التاريخية في
المسلسل واحدة..
بل ان
»ليلي مراد« لها دور في حياة »اسماعيل يس«
والعكس
صحيح حيث اشترك »اسماعيل
يس« في تمثيل العديد من أفلامها قبل أن يحظي بالنجومية
التي جاءت له في منتصف الخمسينيات وهو تاريخ أفول نجومية
»ليلي مراد«.. سنجد
مثلا في كلا المسلسلين »أنور وجدي« كان زوجا لليلي مراد وصديقا لاسماعيل يس..
»محمد
عبدالوهاب«
يشترك بكثافة في المسلسلين حضوره مؤثر ولاشك فقد كان المثل
الأعلي لاسماعيل يس وعندما جاء من السويس إلي القاهرة كان أمامه هدف واحد
هو أن
يصبح مطربا عاطفيا في قامة
»عبدالوهاب« ثم أصبح مونولوجست وغني من تلحين
»عبدالوهاب«
أغنية »اللي يقدر علي قلبي«
مع »ليلي مراد«..
أما حكاية »عبدالوهاب«
مع »ليلي مراد« فإنه يعتبر هو
الركن الأساسي في حياتهما الفنية
فلقد قدم لها أعظم أغانيها وقدمها في ثالث أفلامه الروائية وأول افلامها
»يحيا
الحب« كان »عبدالوهاب« هو أيضا المنتج للفيلم.. »عبدالحليم«
شكل أيضا
شخصية مشتركة بينهما فهو سر أزمة
»ليلي مراد« في بدايتها الفنية وأيضا كان
صديقا مقربا إلي »إسماعيل يس«
والمفارقة هي أن
»فطين عبدالوهاب«
أقرب
الأصدقاء وأشهر من قدم أهم افلام »اسماعيل يس«
مثل »إسماعيل يس في الجيش«
و »الأسطول« و»حميدو« و»الآنسة حنفي«
وغيرها..
وكان
»فطين« هو الزوج
الأخير لـ »ليلي مراد« وأنجبت منه ابنها »زكي فطين عبدالوهاب«.. »زينات
صدقي« قاسم مشترك بينهما..
سوف تتقاطع حياتهما بالتأكيد سوف نري شخصية الرئيس »جمال عبدالناصر«
فلقد تدخل لإنقاذ »ليلي مراد«
من اتهامها بالخيانة العظمي
وكان »جمال عبدالناصر«
من المعجبين والمقدرين لفن
»إسماعيل يس« وكان ابن »اسماعيل«
الوحيد »يس« صديقا مقربا لخالد جمال عبدالناصر..
المسلسلان سوف
يعرضان في نفس التوقيت ولايستطيع أحد أن يقول لمنتج اترك
الفرصة لغيرك واعرض أنت في
العام التالي لكن هذا التقابل بين الشخصيتين سوف يؤدي لامحالة إجبار كل
منهما علي
أن يدخل في معركة ضد الآخر مثلما حدث في مسلسل »حليم«
و»السندريللا« قبل نحو
ثلاث سنوات!!
رمضان هذا العام حافل ولاشك بالمسلسلات الاجتماعية والبوليسية
والتي يقدمها نجوم كبار تعود الجمهور علي أن ينتظر مسلسلاتهم
مثل »يحيي
الفخراني«، »نورالشريف«، »ليلي علوي«، »يسرا«، »الهام شاهين«، »خالد صالح«،
»هاني رمزي«، »حسين فهمي«، »محمود يس« وانضمت
للقائمة أيضا بعد غياب دام خمس سنوات »نبيلة عبيد«؟!
المائدة الرمضانية
دسمة جدا ولكن بحكم الخبرة فإن مسلسلات السيرة الذاتية يظل لها هذا السحر
الخاص..
ربما لن تجد علي الشاشة معركة سياسية مثل التي فجرها مسلسل »ناصر«
الذي أثار
جدلا بين »الساداتيين« و»الناصريين«.. كما أن أي من المسلسلين لن يصل إلي
مرحلة التهديد مثل تلك التي واجهها مسلس »أسمهان«
حيث تعرض نجومه إلي تهديد
بالقتل من قبل »الدروز«
ولكني أعتقد أن
»صفاء« سلفان« التي تؤدي دور »ليلي
مراد« وأشرف عبدالباقي »اسماعيل يس«
سوف يشكلان معركة خاصة لتصبح بصدد
حزبين حزب »سمعة« ملك الكوميديا وحزب »ليلي«
أسطورة الرومانسية في عالمنا
العربي.. كان »سمعة« و»ليلي« صديقين ولكنهما في الدراما هذا العام سوف
يتحولان إلي عدوين لدودين؟!
أخبار النجوم المصرية في
13/08/2009
دراما مرئية
جو ... الجميلة
د.حسن
عطية
لا أعرف العبقري الذي اختار، أوطلب منه أن يحدد، دونا عن كل
شوارع
الاسكندرية، شارع المناضلة الجزائرية »جميلة بوحيرد«،
لكي يزيل
أسمها ويضع مكانه أسم المخرج الكبير»يوسف شاهين«
بمناسبة ذكري رحيله الاولي،
ولا أعرف بالتالي هدفه الكامن بأعماقه،
وهو يختار اسم هذا الشارع بالذات ليستبدل
باسمه الحالي اسما آخر: هل هو تمجيد للفن علي حساب النضال السياسي والعمل
المسلح
ضد المحتل الاجنبي؟ أم هو تدعيم للوحدة الوطنية علي حساب
الوحدة العربية؟،
أم أنه
نتاج غباء سياسي تصور صاحبه أن مصر نفضت يديها عن
دورها العربي، فقررت إزالة كل
ماهو عربي من أمام أعين شعبها؟ أم أنه مجرد
غفلة مشكوك فيها، فاختيار الإنسان
لأمر ماهو الإنسان ذاته بعقله ووجدانه ووظيفته أيضا.
نحن بالفعل مع تكريم
مخرجنا الكبير،
بكافة صور التكريم، ومنها وضع أسمه علي أحد شوارع وطنه الذي
عشقه، لكننا ضد إزالة اسم له قيمة تاريخية ونضالية في ذاكرتنا، اسم كان
مثالا
للمرأة المنتمية لوطنها،
المشاركة لزملائها الرجال في ثورة الجزائر الكبري
ضد
المحتل الفرنسي في خمسينيات القرن الماضي، والمنتهية بتحرير البلاد بعد
٠٣١ سنة
احتلال، واستمرار »جميلة« في نضالها كرئيسة لاتحاد المرأة الجزائرية، والتي
صنع لها »جو«
نفسه فيلما يحمل اسمها عام
٨٥٩١، ومازال يعرض حتي الآن بجميع
القنوات المصرية والعربية،
بطولة »ماجدة« و»أحمد مظهر«، وشارك في كتابته »نجيب
محفوظ«و »عبدالرحمن الشرقاوي«
و»يوسف السباعي«،
وانفرد »الشرقاوي«
بكتابة نص مسرحي عنها، قدم عام
٤٦٩١
بعنوان
(مأساة
جميلة)، وكتب عنها »بد رشاكرالسياب«
و»نزار قباني«
و»جواد البدري«
أصفي
القصائد عن نضالها، كما أحتفي مهرجان أنقرة الدولي لسينما المرأة بفيلم
(جميلة)،
وعرضها في احتفالية بنضال الشعب الجزائري في مايو الماضي، بالإضافة
إلي قيام فرقة الرقص الحديث المصرية مع دار الأوبرا الجزائرية حاليا بتجهيز
عرض
مسرحي راقص عن المناضلة الجزائرية.
الحديث عن »جميلة بوحيرد«
أو»بوحريد« كما اعتدنا نطق لقبها هنا، تحريفا للتهجية الفرنسية،
يطول
ويوقعنا في مقارنة لم نكن نحب أن توقعنا فيها محافظة الاسكندرية بقرارها
الخاطيء،
فكلاهما لعب دوره في حدود إمكانياته وظروفه واختياراته،
غير أن المفجع هوالذاكرة
الخصبة التي تري محافظة الثغر ضرورة محو كل مابها من نضال مجتمعي عامة،
ونضال
المرأة خاصة، وتصورها المغلوط عن توقف عقولنا عن الامساك بتاريخنا النضالي،
فتأتي ببساطة لتنزع لافتة تثير دوما لدي قارئها الشاب التساؤل
عن صاحبة الاسم،
فيبدأ في البحث عنه، والتعرف علي دوره في التاريخ الذي وصل لساعاته الراهنة،
دون إدراك لمقدماته التي حدثت في الماضي القريب.
إلغاء التاريخ، ومحو كل
ما يتعلق بالماضي، والتصور أن الكون قد بدأ هنا والآن، هو تصور
غبي، وفهم
قاصر، يدمر أمة يتصل حاضرها بماضيها،
وتتجذرسيقانها في حضارات متراكبة،
وتعلو
فيها الرءوس ثمارا لجهد الآباء والاجداد،
ولولا فيلم النابغة
»شاهين« عن »جميلة«
ماتذكرت عقول اليوم مناضلات الأمس،
فلماذا يا إسكندرية تريديننا أن
نصفق لك وأنت تخلطين الأوراق، وتضعين اسم »شاهين«
علي اسم »جميلة«،
وكأن ميراث المحو لكل ماسبقنا هو ديدينك في الخطو في المكان،
والسير »محلك
سر«؟
أخبار النجوم المصرية في
13/08/2009 |