يبدو أن صراعاً واضحاً يدور بين
المسلسلات التلفزيونية السورية تحديداً هذا العام. والصراع
الأهم يتعلق بـ'باب
الحارة' في جزئه الرابع الذي غادره نجمه
أبو شهاب إلى مسلسل 'الشام العدية' في دور 'أبو
حجاز' المستجد والذي لم يكن في الجزء الأول الذي حمل عنوان 'بيت جدي'. هجرة
سامر المصري 'أبو شهاب' لم تكن أحادية الجانب، بل هي أيضاً ترافقت مع هجرة
كاتب 'باب
الحارة' في أجزائه الثلاثة الأولى مروان قاووق. فهو وقع تنازلاً للمخرج
بسام
الملا عن السيناريو والحوار اللذين سيكتبان للجزأين الرابع والخامس.
في بيروت
حيث نظمت شاشة روتانا خليجية مؤتمراً صحافياً للترويج لمسلسل 'الشام
العدية' رغم
كونه سيعرض على الكثير من الشاشات غيرها، بدا كذلك أن ثمة صراعاً بين
القنوات
التلفزيونية ومنها تحديداً
MBC
التي تراهن على 'باب الحارة' وروتانا خليجية والكاتب
مروان القاووق الذين يتوقعون أن يفوق مسلسل 'الشام العدية' ما كان لـ'باب
الحارة'
من نسبة مشاهدة مرتفعة.
يذكر هنا أن الفنان عاصي الحلاني هو من سيؤدي أغنية
الجنيريك في 'الشام العدية' في جزئه
الثاني. ويشارك في تمثيله وفاء موصللي، بسام
كوسا، صباح الجزائري وآخرون.
في التفاصيل تحدث سامر المصري متوجهاً للصحافة التي
تؤشر دوماً إلى النجاحات والإخفاقات
وبالتالي تصحح المسيرة 'لتدفعنا لتقديم أفضل ما
لدينا. حضوري هذا العام سيكون فقط في دور أبو حجاز في الشام العدية. إخترته
لأني
وجدت فيه مادة درامية راقية. ومقومات دور حقيقي قادر للوصول إلى الناس.
يقدم لهم
رسالة راقية، في ربط للأحداث ممتع ومشوق'.
بدوره قال الكاتب مروان قاووق'الشام
العدية إستمرار لبيت جدي. فيه الكثير من التفاصيل والأحداث
الجديدة. وهو ليس
مرتبطاً ببيت جدي إلا بخيط رفيع فيه الكثير
من الدمع والتشويق والأكشن'.
وفي
سياق الحوار مع الصحافة سئل سامر المصري إن كان هذا اللقاء محاولة لإفراغ
باب
الحارة من مضمونه؟ فكان رده بأن مخرج باب الحارة هو من يحاول إفراغه من
مضمونه.
أما الكاتب مروان قاووق فقال بكل صراحة'بيت جدي أو الشام العدية سيكون أقوى
من
باب الحارة هذا العام'. وأضاف: في باب الحارة 4 و5 تدخل المخرج برأي الكاتب
وفكره
وهذا ما يقيد حريته. للكاتب أسلوبه وشخصياته ومنها أبو عصام وأبو شهاب. كان
باب
الحارة بطولة جماعية بما فيها بطولة عامل المقهى، وعندما نستبعد أية شخصية
فالعمل
سيهبط. ولهذا السبب انسحبت من الجزأين الرابع والخامس وأعطيت المخرج الإذن
بكتابة
السيناريو والحوار من قبل كاتب آخر، إنما تبقى لي حقوقي في فكرة العمل
وعنوانه.
يذكر هنا أن مخرج مسلسل الشام العدية أياد نحاس وبعد إنجازه القسم
الأكبر من التصوير دخل السجن بسبب قضية نفقة رفعتها عليه زوجته فيما تابع
العمل
المخرج سامر برقاوي. وفي ذلك قال سامر المصري هي قضية تحصل مع كل إنسان في
هذه
الحياة.
رج آخر تصوير مسلسل. ففي باب الحارة صور علاء الدين كوكش جزءاً منه،
ومن ثم حصل خلاف معه فتابع التصوير لأسبوعين الزميل عباس النوري إلى أن حضر
المخرج
الأصلي بسام الملا، حيث تبين أنه كان في مهمة تصوير في السعودية.
ورفض سامر
المصري أن يكون حضوره وحيداً دون غيره من الممثلين في الشام العدية في هذا
اللقاء
الصحافي تسويقاً شخصياً له ومحاولة لرفع طغيان شخصية أبو شهاب عنه. وقال:
هو تسويق
فني وليس شخصيا.
بدوره رفض الكاتب مروان قاووق أن يكون المشاهد العربي قد ملّ من
المسلسلات الشامية القديمة وبات يطلب المعاصر من الدراما. وقال: في هذا
الموسم
سنكون مع مسلسلين من البيئة الشامية هما الشام العدية وباب الحارة. والشام
العدية
قصة لا تشبه غيرها من القصص. وتدخل سامر المصري ليقول: دمشق والشام بيئة
مليئة
بالحكايا. الشام ليست بجغرافيا دمشق. الشام هي فلسطين، لبنان، الأردن، حيث
التشابه
بالعادات والتقاليد واللباس، ولهذا تتقاطع هذه الدراما بمحبة الشعوب
العربية
لها.
وتحدث سامر المصري قليلاً عن شخصية أبو حجاز التي يؤديها وقال بأنها تبدأ
منذ إستشهاد أعز أصدقائه 'رسلان' ومنذ تلك اللحظة أصبح إسم 'أبو حجاز'
مرعباً
للإحتلال الفرنسي. وأبا حجاز يعيش في الغوطة مع الثوار. وفي المسلسل ككل
تتكامل هذه
الشخصية من خلال ثلاثة خطوط درامية منها الرومانسي، المقاومة والدفاع عن
المظلومين
في الحارة ومنع سياسة القهر. وأجمل ما في القـصة أن أبو حجاز يتزوج زوجة
صديقه
رسلان إنما كل منهما ينام في غرفة إسكاتاً لكلام الناس وتحقيقاً لرغبته بأن
يرعى
طفل صديقه. هو موقف فيه الكثير من النبل، كما وصفه المصري.
ووصف الكاتب قاووق
شخصية أبو حجاز بالشخصية الإيجابية والأخلاقية. كما في المسلسل تعاضد
إجتماعي كبير،
وإشارة إلى قيم وعادات نفتقدها في مجتمعنا الحالي منها مد يد العون
للمحتاجين في
الظروف الصعبة.
حول دوره في رسم شخصية أبو حجاز قال سامر المصري: على الدوام لي
رأي في الشخصيات التي أمثلها ولست ممثلاً ميكانيكياً. دائماً تكون لي مع
الكاتب
والمخرج جلسات عمل طويلة.
وفي باب الحارة الجزء الثالث حذفت من مشاهد أبو شهاب
ما نسبته 60 بالمئة ولم أضف.
في بحث بشخصية القبضاي الذي يمثله أبو حجاز في
الشام العدية قال المصري: أبو حجاز شخصية
تختلف عن شخصية القبضاي المعروفة. ففي ظل
غياب الدولة كان القبضاي في الشام القديمة يُحصل حقوق الناس، وأبو حجاز
يأخذ حق
الناس بيده. وأبو حجاز يستخدم آلة قديمة إسمها 'شنتيالي' وهو سلاح يجرح 'بيشطب
ما
بيقطب'. وخلص للقول بأن الشام العدية هي وفاء لروح الممثل الراحل ناجي جبر
الذي كان
في جزء كبير من الجزء الأول بيت جدي.
وعندما قيل لمروان القاووق بأن المرأة
مهمشة في الأعمال الدمشقية القديمة قال:
هذا ما كان حال المرأة قبل 100 سنة تجالس
بيتها وكانت راضية أكثر مما هو حال المرأة اليوم. المرأة اليوم تضع أطفالها
لدى
مربية وتذهب إلى العمل وفي الغالب تكون المربية أجنبية. ومظاهر عصرنا أن
الطلاق
أكبر مما كانه في السابق بألف مرة.
القدس العربي في
11/08/2009 |