مجموعة أفلام طرحت في
الموسم الصيفي الحالي جعلت الجمهور والنقاد يؤكدون على عودة أفلام
المقاولات من
جديد، وهو ما يهدد تطور صناعة السينما التي ظهرت منذ منتصف
التسعينيات من القرن
الماضي وحتى الآن.
الأفلام التي نالت هذا الاتهام منها 'دكتور سليكون' بطولة حسن
حسني ونيرمين الفقي والمطربة اللبنانية مروى، و'علقة موت'
بطولة الشحات مبروك
وممدوح فرج وغسان مطر، و'بنات وموتوسيكلات' بطولة مجموعة من الوجوه
الجديدة.
تناول النقاد وأصحاب الأفلام المتهمة هذه القضية لشرحها وتحليلها
والخروج منها بنقاط ايجابية.
ترى الناقدة خيرية البشلاوي ان مثل هذه الافلام
دائما ما تحجز لنفسها نسبة في الانتاج المصري بشكل عام، إلا أن طرحها في
موسم واحد
بهذا التوقت السيئ الذي تعرض خلاله هو ما أثار ضجة حولها وجعل ابطالها
يتحدثون هناك
وهناك، واعتبرها البعض عودة أفلام المقاولات رغم أن هذا غير
صحيح.
يقول الناقد
نادر عدلي: ظهور سبع قنوات فضائية متخصصة في الأفلام أدى دورا رئيسيا في
الترويج
لهذا النوع من الأفلام، نظرا الى ان تصويرها لا يستغرق وقتا
كبيرا، ومن ثم فهي تنتج
بكثرة لتغطي ساعات لإرسال طويلة لهذه القنوات. وأضاف: هذه الأفلام الجديدة
قد تكون
فرصة حقيقية لتخريج جيل جديد من الممثلين والمخرجين ومن العناصر المختلفة
كالتصوير
والمونتاج نظرا الى كثرة الانتاج.
ورفضت المنتجة مي مسحال منتجة فيلم 'بنات
وموتوسكيلات' الذي ينتمي لهذه الظاهرة اتهام العمل بأنه ينتمي لسينما
المقاولات
لمجرد أنها أفلام ضعيفة الانتاج.
وقالت مي مسحال: ان لجوء بعض المنتجين الجدد
لانتاج أفلام رخيصة قد يهدد صناعة السينما لأنهم ليسوا على دراية جيدة
بآليات
الانتاج ويسيطر عليهم الخوف من فشل التجربة فتكون الخسارة هي النتيجة،
وفعلا ظهور
المزيد من الفضائيات أدى الى زيادة حاجتها لأفلام متعددة.
ويعلق الناقد محمد
صلاح: أن بعض الأفلام المعروضة لا ترق أصلا لأفلام المقاولات، ويقول: هذه
ليست
مواسم أفلام مقاولات لأن أفلام المقاولات تحقق أرباحا وهذه
الأفلام لا تأتي
بتكاليفها في الاساس.
وترى الناقدة ايريس نظمي أن أفلام هذا الموسم تكون هابطة
من عام لآخر، مثلا فيلم 'دكتور سليكون' صنّاعه لا يعرفون ان كانوا يقدمون
فيلما من
نوعية الكوميدي أم الاكشن أم التراجيدي فجمعوا كل ذلك بالفيلم في شكل
مبتذل، وغيره
من الأفلام مما يتيح إطلاق موسم الأفلام الهابطة على هذا الموسم لأن الفترة
التي
تسبق الموسم الصيفي مباشرة من كل عام يطرحون فيها كل الأفلام
الهابطة.
وعبر
الناقد والمؤلف د. رفيق الصبان عن احباطه الشديد من الأفلام المعروضة،
موضحا ان
السينما كانت تنتظر مفاجآت كثيرة هذا العام إلا ان الفترة
السابقة لموسم الصيف لم
يعرض بها أي فيلم ذي قيمة خلاف 'واحد صفر' بطولة إلهام شاهين.
ودافع المخرج احمد
البدري عن فيلمه 'دكتور سليكون'، مؤكدا ان العمل يحمل رسالة مهمة لكل سيدة
تحاول ان
تغير من شكلها وأن التجميل يكون في الحالات الضرورية فقط، حيث
يناقش الفيلم التأثير
السلبي على السيدات والمصائب التي تحدث من وراء تلك العمليات، كما يظهر
الفيلم
كيفية استغلال البعض لهذه العمليات في تغيير الشكل للهروب من العدالة.
المنتج
نافع عبدالهادي منتج فيلم 'علقة موت' 'رفض الهجوم الحاد على فيلمه واتهامه
بأنه
فيلم مقاولات.
وقال: الفيلم يعد انطلاقة حقيقية في عالم السينما وحتى لو كان
ضعيفا بعض الشيء فكان على النقاد الإشادة بالتجربة لأن هناك
جهودا مبذولة فيها، كما
يمكن تصنيف الفيلم ضمن الأفلام العالمية المهمة حيث يكفي وجود سبعة مصارعين
أجانب
بالإضافة الى المطاردات التي لم تقدم في السينما المصرية من قبل.
وأشار نافع
عبدالهادي الى أن الفيلم غير تقليدي على الإطلاق فهو مكتوب بدقة تامة ولو
كان
الفيلم تقليديا فلا يمكنه تحقيق الايرادات التي وصل اليها حيث
جاء في الترتيب بعد
فيلم 'واحد صفر' وتم بيعه الى مائة محطة فضائية.
وأوضحت الناقدة ماجدة موريس
الفارق الكبير بين افلام المقاولات والأفلام قليلة الانتاج، وقالت: ليس
عيبا ان
نصنع فيلما بتكلفة منخفضة لأن التاريخ يعطينا امثالا كثيرة على أفلام لها
قيمة فنية
عالية رغم قلة تكلفتها مثل 'الأبواب المغلقة' اخراج عاطف حتاتة و'فيلم
ثقافي' اخراج
محمد أمين، فرغم الامكانيات المادية المحدودة للفيلمين فانهما
حصلا على إشادة من
النقاد والجمهور، ونفس الشيء ينطبق على فيلم 'أوقات فراغ' الذي قدم مجموعة
من
الوجوه الجديدة بتكلفة بسيطة لكن القيم الفنية للفيلم كانت عالية'. واضافت:
احد
اهداف السينما ان لها جانبا ترفيهيا، لكن لا بد أن يكون مصنوعا
بشكل جيد، وأعتبر
مثل هذه الأفلام فرصة للشباب الباحث عن تجربة يقدم فيها نفسه.
وأشارت الى ان ما
يحدث في أفلام اخرى يعطينا شبهة أفلام المقاولات التي لا تحمل بداخلها أي
قيمة
وتسير بشكل عشوائي وأهم ملامحها أنها قليلة التكلفة وتفتقر الى
متطلبات السينما
الحقيقية ومصيره الى شاشات الفضائيات التي لا تشترك ان يكون الفيلم جيدا
فنيا.
القدس العربي في
07/08/2009 |