يبدو أن »توابع« الافلام الناجحة في هوليوود..
أصبح تقليدا لا
مفر منه ولا مهرب لانه يضمن في حساب المنتجين هدفين كبار..
التعلق الجماهيري..
والربح المادي المضمون لذلك..
تتابعت أمام أنظارنا..
أفلام التوابع هذه..
ناجحة كانت أم فاشلة..
ولكنها أصبحت بالنسبة لنا كالقدر المحتوم لا مفر منه..
بل ان العدوي وصلت حتي الي أفلام الرسوم المتحركة التي بدأت تسير علي هذا
المنوال
وتنتهج هذه السياسة.
والحقيقة أن هناك »توابعا«
حققت نجاحا حقيقيا..
رغم
أن أغلب التوابع الأخري لم تضف شيئا بارزا..
الي الفيلم الاصلي..
هناك مثلا
ثلاثية الأب الروحي لفرنسيس فورد كوبولا..
وهناك سلسلة أفلام جيمس بوند..
التي
تركز أصلا علي الصراع بين الكتلتين الشرقية والغربية..
ولكنها تقدمها في كل
شيء..
بأسلوب جديد..
وتشويق بصري خلاب..
حتي لو اضطرها الأمر..
الي اعطاء
شخصية بوند التي ترتكز عليها الأفلام كلها الي عدد مختلف من الممثلين..
سلسلة حرب
النجوم.. لفظت أنفاسها بعد أجزاء ثلاثة أو أربعة..
وتتابع الأفلام التجارية
الناجحة الأخري محاولاتها في استغلال النجاح حتي أقصي صورة.. محققة أحيانا
أهدافها.. أو مبتعدة عنها تماما..
في مرات أخري.
سلسلة أفلام هاري بوتر..
بدأت منذ جزءها الاول باستقطاب جمهور من الصغار والكبار معا.. معتمدة علي
سحر
الصورة.. وعلي خيال المتفرج..
وطزاجة وبراءة الممثلين الصغار الذين يلعبون
أدوارها الرئيسية.
وتعاقب المخرجون علي اخراج »توابع«
هاري بوتر..
محققين النجاح نفسه الذي لاقاه الفيلم الاول مقتدين بدرس »بوند«
بتغيير طاقم
المخرجين والاعتماد أكثر وأكثر علي الابصار البصري والخدع السينمائية
والتشويق
المدروس..
دون ان يفكروا
كما هي الحال في سلسلة بوند بتغيير طاقم الممثلين..
الذي ثبتت صلاحية وتأثيره الكبير علي الجمهور..
خصوصا فيما يتعلق بالاطفال أو
المراهقين الذين يلعبون الادوار الرئيسية كهاري بوتر نفسه وصديقه رون
وزميلتاه جني
وهرميون بالاضافة الي الخصم الاشقر ذي الوجه الاري الارستقراطي والذي يمثل
قوي الشر
والتعصب.
وبالطبع فان الصراع بين السحرة الكبار..
يلجأ الي هؤلاء الفتية
كأدوات حادة وقاطعة تحقق لهم أهدافهم..
وهكذا رأينا السلسلة تتابع احداث هذه
المغامرات مركزة علي الصراع بين السحرة الاشرار والسحرة الأخيار في هذه
الكلية
الخيالية التي تدور فيها الاحداث..
والتي يدور فيها هؤلاء الفتية كما تدور
الفراشات حول النور.
لم تتغير الحبكة كثيرا.. في أغلب أفلام هذه السلسلة..
ومع ذلك ظلت هذه الافلام تحقق نجاحها الجماهيري الكبير.. وتستقطب نحوها..
الكبار والصغار معا مركزة كما هو شأنها منذ البداية علي الابهار والخدع..
ومواجهة البراءة الممثلة في الفتية الصغار لعالم الكبار المشوه
والمحزن!!
ولكن المشكلة كما بدأت تظهر بصورة واضحة خصوصا في هذا الجزء الأخير
من الفيلم الذي يدعي
»هاري بوتر والأمير الهجين«..
هي أن هؤلاء الفتية الذين لم
تغيرهم السلسلة واحتفظت بهم في كل أجزائها..
قد غيرهم الزمن.. فانتقلوا من
مرحلة الطفولة إلي مرحلة المراهقة..
وها نحن الآن في هذا الفيلم نراهم علي أعتاب
الشباب.. قادرين علي الحب والغيرة وانكسار القلب..
ووهج العاطفة..
مما يتعارض
أساسا مع الخط الرئيسي لأفلام السلسلة التي كانت تعتمد علي قيم أخري
وصراعات
مختلفة.
ولعلنا لازلنا نذكر قبل سنتين..
الفضيحة التي ثارت في بريطانيا
عندما ظهر الممثل الشاب الذي يلعب دور هاري بوتر..
عاريا تماما في احد العروض أو
في احدي المجلات لا اذكر وتوضحت معالم رجولته للجميع.. مما ابعده عن أن
يكون هذا
الفتي البريء الذي يواجه قوي الشر والذي لازال يحتفظ
بعذريته الاصلية.
في هذا
الجزء الأخير من السلسلة.. نري هاري بوتر يكتشف طعم القبلة الأولي مع
صديقته
ورفيقة دربه..
كما يعيش صديقه الوفي
»رون« عذابات وحيرة الحب الاول وغيرته
النارية هذا في هامش الصراع الأصلي الذي يدور به قوة الشر الممثلة في
الامير الاسود
الهجيني وبن الساحر الطيب الذي يعود الي المدينة التي هزتها صدق السحرة..
وموافقة
الطبيعة ليصطحب هاري بوتر معه.
لكي يواجه به قوة الشر المتزايدة والتي تعتمد
بشأن الحلقات السابقة علي الفارس الاشقر ذي الوجه القاسي.. الذي هجر طفولته
نهائيا وأصبح شابا كاملا..
يخوض صراعا..
للكبار أكثر منه
للصغار(!؟)
هناك خيط شاحب.. اذن يفصلنا في هذا الجزء عن الاجزاء السابقة
خيط يمكنه أن يحبط »السحر«
الذي ملأ قلوبنا في المغامرات القديمة..
فالفيلم
يضعنا في هذه المنطقة الغامضة التي تفصل المراهقة عن الشباب..
والتي تدفعنا الي
تحكيم العقل أحيانا لمتابعة المغامرات التي تعرض علينا..
عوضا عن أن نستسلم لها
بقلب طفل.. ونظرة براءة لا خدش فيها.
وقد يكون المخرج الجديد »دافيد يتس«
قد أحس برهافة هذا الخيط وخطورته، فركز تماما في هذا الجزء الاخير الذي اخرجه..
علي الديكورات المدهشة التي وصل بها إلي حد الابهار المطلق..
كهذه المغارة
العجائبية التي تصل فيها المعركة النهائية انين معسكري الخير والشر الي
أقصي
درجاتها..
أو استغلال أروقة الكلية وحجراتها وقاعاتها..
أو كوخ المعالم
المحترقة.. وسواها من المشاهد الخلابة التي لعب بها الديكور دورا رئيسيا في
خلق
الابهار السينمائي..
والاستحواذ علي خيال المتفرج هذه الحلقة من سلسلة هاري
بوتر.. تنتهي بموت الساحر الطيب..
وباحتراق الفارس الاشقر الشرير واكتشاف هوية
الامير الهجين الذي يقف وراء هذه الكوارث كلها..
ولكنه في الوقت نفسه يفتح صفحة
جديدة لمواقف بشرية. واهواء جسدية تربط بين الرباعي الفني وقصة حب بدأت في
النمو
واحساس جنسي ابتدأ يفرض نفسه وقد يشكل نموه وتطوره خطرا علي
مسار الحكايات الأصلية
التي لا يوجد للجنس أو الحب دور فيها.
هل سيتجه الجزء الجديد من هاري بوتر..
والدعايات المسبقة تقول إنه قد يكون الجزء الأخير من السلسلة الي ميادين
أخري..
وعواطف أخري.. وصراعات أخري.
تدور هذه المرة ليس به أطفال أو فتية ينظرون
الي عالم السحر نظرة مليئة بالفضول والبراءة والدهشة.. ويلعبون أدوارهم دون
أن
يدركوا انهم رمل تحركهم خيوط قاسية..
لا يدركونها ويعجزون عن رؤيتها..
بل أننا
أصبحنا أمام شباب وفتيات قادرين علي ادراك مصيرهم والتحكم فيه..
وقادرين في الوقت
نفسه علي أن يعيشوا عواطفهم المعتادة من حب وغيرة وقلق وأمل
غير عائبين بجو هذه
الكلية السحري التي تريد أن تجعل منهم »سحرة«
بينما..
رفق الحياة في الحقيقة
قد بدأ يجري في عروقهم.
وهل تكفي القبلة الخاصة التي طبعتها زميلة هاري بوتر
علي شفاهه..
في تحويل مسار هاري بوتر ومسار السلسلة السحرية كلها«.
وهل
سيكون هذا التحول نقطة بداية لسلسلة أخري من أفلام هاري بوتر ..
سلسلة تعتمد
علي الحقائق التي هي أشد اثارة من السحر«.
أخبار النجوم المصرية في
06/08/2009 |