أفلام الموسم الصيفي هذا العام حرقت نفسها.. وذبحت قبل أن تبدأ.. وتكبد صناع هذه الأفلام الكثير من الخسائر.. ولم يستطيعوا أن يجمعوا حتي مبالغ سداد ديونهم.

٢١ فيلما قدمت هذا الموسم.. ولم يستمرعرض بعضها سوي أيام قليلة.. ولم تستوعبها دور العرض. وذلك يرجع الي الوقت غير المناسب أيام الامتحانات وانفلونزا الخنازير بالاضافة الي الناحية الاقتصادية التي يعاني منها العالم.. وأيضا الفترة المحدودة التي عرضت فيها قبل الامتحانات وقرب شهر رمضان. وكان يمكن أن يؤجل بعضها لتعرض في عيد الفطر أو عيد الأضحي.. مما اضطر أصحاب دور العرض الي الغاء بعض الحفلات لعدم اقبال الجمهور عليها واكتفوا بحفلة واحدة قد تكون في منتصف الليل. وقد لا تصدق انني كنت الوحيدة في احدي صالات العرض.. وكان يمكن أن تلغي الحفل مثلما تفعل كل دور العرض.. لكن لأنها دار سينما محترمة فقد احترمت المشاهد الوحيد.

> > >

هل هي صدفة أن يتباري المخرجين والمنتجين من صناع السينما بتقديم أفلام الجريمة وسفك الدماء متأثرين بالأفلام الهوليوودية لدرجة أغرقت الشاشة البيضاء في بحور الدماء التي لم نرها من قبل منذ أن بدأنا نعي السينما بالاضافة الي استخدام الأحياء الشعبية والعشوائيات التي أصبحت مرتعا للمجرمين وتجار المخدرات بعد فيلم »حين ميسرة«.. بالاضافة الي تقديم سلبيات السلطة وسلوك الشارع المصري.

بدأ الموسم بفيلم »عمر وسلمي« اخراج أحمد البدري.. فلقي الفيلم نجاحا جماهيريا كبيرا فهو ينتمي لأفلام الكوميديا رغم انه مكرر وضعيف علي المستوي الفني.. والنقاد. وذلك لأن الجمهور يريد أن يضحك بعد أن أصبح عاجزا عن الضحك. انه عبارة عن مجموعة من افيهات تربطها بعض الأغاني الهابطة مثل أغنية الجاموسة.

تبعته بعد ذلك أفلام النكد وبحور الدماء كما شاهدنا في فيلم »ابراهيم الأبيض« اخراج مروان حامد وبطولة أحمد السقا.. وابراهيم الأبيض لم يكن أبيضا لكنه سفاح سافك للدماء. ويبدو أنه بعد نجاح فيلم »الجزيرة« قرر أحمد السقا أن يقوم بهذه النوعية من الأدوار. لكن هناك فارق كبير بين الفيلمين فقد عولج الفيلم الأول دراميا بشكل متقن أما الأبيض فكان هدفه القتل للقتل.. فقد نشأ منذ طفولته مليء بالحقد والأسي حينما شاهد والده يقتل أمامه.. الجديد في الفيلم هو الفنان الكبير محمود عبدالعزيز الذي قدم دورا متميزا.. فهو المهيمن علي المنطقة التي تدور فيها الأحداث.. وتاجر مخدرات يقتل دون أن يلوث يديه.. لكنه يمسك بالسبحة ويتلو بعض الآيات القرآنية.

> > >

واذا تناولنا أفلام الجرائم نري فيلم »السفاح« المستوحي من قضية حقيقية هي القضية التي أطلق عليها »سفاح المهندسين« والفيلم من اخراج سعد هنداوي.. مبني علي شخصية غير سوية يقتل بطريقة عشوائية سواء المجرمين أو الأبرياء. والفيلم ينتمي الي الأفلام السيكولوجية مثل سابقه.. لكنه لم يعالج علي هذا الأساس.. طفل شاهد أمه في أوضاع خليعة مع زوجها الثاني الشاب لتجدد شبابها وتؤنبه وأب كان يضرب بالحزام انه حاقد علي العالم إلا عمته التي تعيش في لندن.. لكننا لم نرها ولم يكن لها أي دور في حياته.. سافر اليها ليتعلم وانضم الي مافيا السلاح وعاد ليعمل في تجارة الأسلحة يقتل بشكل عشوائي حتي يحكم عليه بالاعدام.. وأري انها حالة فردية لا تنطبق بشكل عام فالخلفية في الفيلمين ترجع لعقدة نفسية.. والا تقتل نصف العالم العالم الآخر. فما الذي جعل الممثل الوسيم هاني سلامة أن يمثل هذه الأدوار بعد أدواره الرومانسية »آدم وحنان« و»انت عمري« وغيرهما.. يبدو أنه يريد أن يثبت انه ممثلا لكل الأدوار.. لكنه لم يحقق النجاح المطلوب.

وهو ما يحاول أن يفعله أيضا الممثل الوسيم أحمد عز في فيلم »بدل فاقد« أول فيلم من اخراج أحمد علاء - حيث يمثل شخصيتين في الفيلم لتوأم يتبناه من الملجأ ضابط شرطة والآخر راقصة.. فيتخرج الأول ضابط شرطة.. والآخر مدمن مخدرات تستغله عصابة للاتجار في المخدرات.. وهو صراع بين أخوين لا يعرفان بعضهما.. وتحاول العصابة أن تستغل الشبه بينهما وتبادل الشخصيتين لتمرير المخدرات.

> > >

أما الفيلم الذي يصيبك بالاكتئاب فعلا فهو فيلم الفرح اخراج سامح عبدالعزيز.. انه ليس فرحا بمعني الفرح والفرحة.. لكنه وسيلة لجمع »النقوط« التي يريد أن يستردها البطل بإقامة فرح مزيف رغم أنه متزوج.. ويقيم سرادق كبير يدعو فيه كل الناس ويؤجر عروسين.. وذلك رغم عدم موافقة الأم.. ومن خلال الفرح يستعرض سامح عبدالعزيز شخصيات موجودة في مجتمعنا.. الأم التي تستعد لمواجهة ربها.. الراقصة العجوز التي بلغت العمر الافتراضي للرقص.. الفتاة الصغيرة بائعة البيرة.. الرجل المتواجد ببدلته البيضاء ويحاول اغتصاب الفتاة الزوجة المصدومة في زوجها العجوز المتزوج حديثا من شابة.. لكنه يفشل.. وتموت الأم أثناء الفرح.. فهل يستمر الفرح لجمع باقي النقوط؟ ويستمر الفرح لكنه يخسر في النهاية كل شيء! أن أهم شيء في هذا الفيلم هو ديكور الفرح.

> > >

أما فيلم »دكان شحاتة« اخراج خالد يوسف.. فهو مستوحي من قصة سيدنا يوسف الذي انتقم منه اخوته لأن أباه اختصه بالحب.. وهو ما حدث في دكان شحاتة حيث ورث الأب ابنه الدكان لأنه يعرف انه الوحيد الذي يمكن أن يوزع الميراث بالعدل.. لكنه اخوته يحقدون عليه ويلفقون له قضية يدخل السجن علي اثرها.. ويتزوج أحد أشقائه بخطيبة أخيه »هيفاء وهبي«. ويخرج الأخ الطيب من السجن لكي يعطي ميراثه لأخويه لكنه يتلقي رصاصة من أخيه فيلقي مصرعه بين أحضان حبيبته.. ويتحول الفيلم الي صراخ وعويل و عديد..

لقد خذلنا الزعيم عادل امام في فيلمه »بوبوس« الذي كنا ننتظره ليزيل من أنفسنا بعض الكآبة.. لكن فوجئنا بفيلم تافه لا يليق به كزعيم ولا كممثل عادي.. وهو الذي سبق أن قدم لنا الأفلام الاجتماعية السياسية في قالب كوميدي بديع آخرها »حسن ومرقص« ومن قبله »عمارة يعقوبيان«.. ومن قبلهما »اللعب مع الكبار« و»طيور الظلام« وهو أول من قدم شخصية الارهابي في فيلم »الارهابي«.. و»الارهاب والكباب« أما يسرا فقد فقدت الكثير من احترام الناس لفنها فقد قامت بدور مهرجة.. الوحيد الذي أقنعني هو أشرف عبدالباقي في دور الخادم.

> > >

أخبار النجوم المصرية في

06/08/2009