تألقت الفنانة الإماراتية هدى الغانم في كثير من الأدوار التي قدمتها
خلال مسيرتها الفنية، وها هي تطل في رمضان بمجموعة شخصيات في أربعة أعمال
أو أكثر، وتقول إن المشاهد سوف يكتشف كم هي قادرة على أن تتلوّن مع تنوع
أدوارها وعلى الإقناع بما تقدمه، مشيرة إلى أنها استحضرت شخصية الفنانة
المصرية “فردوس محمد” في دور الأم، لكنها لم تقلدها، عن أدوارها وأحلامها
تحدثت هدى غانم في هذا الحوار . . .
·
ما الجديد الذي تقدمينه خلال
رمضان؟
أشارك في مسلسل “طماشة” مع النجم جابر نغموش، وأحمد الجسمي، ومروان
عبدالله صالح، وسعيد سالم، ودوري فيه مختلف عن كل الأدوار التي قدمتها من
قبل، خصوصاً أنني أقدم في كل ليلة شخصية جديدة من خلال الحلقات المنفصلة،
المتصلة، وفي إحدى الحلقات أؤدي دور “الطقاقة” وهي فنانة ترأس فرقة
الأعراس، في إطار كوميدي اكتشفت نفسي من خلاله، وسوف يعرف الجمهور كم أنني
كوميدية، وأعتقد أنه سوف ينتظرني كل ليلة .
·
هل نفهم أنك ستبرزين في
الكوميديا رغم وقوفك أمام جابر نغموش وأحمد الجسمي وغيرهما؟
هؤلاء النجوم أساتذة نتعلم منهم، ولكن من حقي أن أفرح بعملي وأن أتفوق
فيه، إنه حق مشروع لكل فنان يحلم بالنجومية .
·
الفنانون يؤكدون دوماً أن العمل
الكوميدي صعب جداً، فكيف وجدتيه مع أول دور كوميدي تقدمينه؟
العمل الكوميدي أقرب إلى شخصيتي لأنني مرحة جداً ولدي القدرة على خلق
“الإفيه” من ثنايا الحوار، وعندي القدرة أيضاً على تجسيد أي دور يطلب مني
لأنني موهوبة، وكل ذلك سوف يراه الجمهور والنقاد في أعمالي الرمضانية .
·
إذاً هناك أعمال أخرى غير “طماشة”؟
نعم، هناك أكثر من عمل، وللمرة الأولى سوف أظهر في أربع مسلسلات،
فهناك “نوح الحمام” و”وديمة” و”ما نتفق” الذي صور في جزأين .
·
أليس هناك تشابه بين أدوارك؟
هذا الكلام غير صحيح، لأنني أقدم في مسلسل “نوح الحمام” شخصية الأم
التي تخاف على أولادها في غياب الأب، وتقمصتها بروح الأم الحقيقية التي
قدمتها الفنانة المصرية “فردوس محمد” لكنني لم أقلدها حتى لا أتهم
بالتقليد، وهو عمل من بطولة خالد البريكي ومحمد العامري، وهيفاء حسين،
وفاطمة الحوسني، في حين أقدم شخصية جديدة عليّ تماماً في المسلسل التراثي
و”وديمة” من خلال دور “القابلة” التي تساعد النساء في الفريج على الولادة،
وتقبل بأن تكون أماً لفتاة مات أهلها، لكنها تسرق منها تحويشة عمرها، وتهرب
مع الرجل الذي تحبه، أما في مسلسل “ما نتفق” فأنا فتاة عانس مليئة بالأحلام
لكنها تتنازل عنها وترضى بالزواج من زوج شقيقتها التي توفيت فجأة من أجل
تربية بناتها، فتنجب ولداً وبنتاً، ويموت الزوج ويقرر ابنها السيطرة على كل
شيء داخل الأسرة، لكنها تقف ضده وتطرده من أجل الحفاظ على قوة أسرتها .
·
وكيف استطعت التوفيق بين هذه
الأدوار وتصويرها في وقت واحد تقريباً؟
حبي للفن وأهله هو زادي في عملية التوفيق في التصوير ولم تقابلني أية
مشكلة لأنني كنت أترك الأم في مسلسل وأحاول أن أتخلص منها لأعيش مع
“القابلة” في عمل آخر، بعده استعد لدور العانس وهكذا . .
·
هل تعتقدين أن بعدك عن العمل مع
أختك الفنانة الكبيرة سميرة أحمد يحقق نجوميتك؟
أنا أواصل نجاحي بكل قوة، وأحاول أن أثبت للجميع أنني فنانة موهوبة
لديها القدرة على تجسيد كل الأدوار بطريقة طبيعية، بهدف صنع نجوميتي بنفسي
وأحسن اختياري لأدواري، ولا يمكن لأحد أن يسهم في نجومية فنان آخر لأن الفن
موهبة، لكنني لا أنكر فضل الفنانة الكبيرة سميرة أحمد عليّ وعلى غيري من
الفنانين الشباب، لأنها تمتلك القدرة على اختيار الممثل المناسب للدور
المناسب لكي يعمل إلى جانبها .
·
معظم الفنانين أتجهوا إلى
الإنتاج، هل تعتقدين أن ذلك يؤدي إلى نجاح الدراما الإماراتية؟
الأمر يختلف من شخص لآخر، ولا يمكن تعميم ذلك على الجميع، فالفنان
أحمد الجسمي الذي يمتلك شركة للإنتاج الفني لا يمثل أحياناً في الأعمال
التي ينتجها لأن الأدوار فيها لا تناسبه، أو لا يناسبها هو حسب كلامه الذي
يردده دائماً، في حين هناك أشخاص ينتجون ويمثلون ويؤلفون ويخرجون، وكأنهم
خُلقوا بكل المواهب التي وزعها الخالق على البشر .
·
هل تعتقدين أن دورك في “وديمة”
سيدعم مسيرتك الفنية لأنك تقدمين في كل ليلة شخصية مختلفة؟
نعم، ولكن كل ما أقدمه خلال رمضان من أدوار يؤكد أنني أسير في الطريق
الصحيح، وسوف يشاهدني الجمهور ويحكم، وفي الاستطلاع الذي ستجرونه كعادة
صحيفة “الخليج” في نهاية رمضان سوف نرى من ستكون نجمة الدراما المحلية .
·
يعني أن المنافسة بينك وبين
النجمة هيفاء حسين ستكون قوية لأنها هي أيضاً تطل تطل بمجموعة أعمال؟
أنا فنانة أمتلك موهبة كبيرة، ولا يمكن أن أقارن نفسي بأحد، وكل فنانة
ترى نفسها الفضلى، وأحب أن أؤكد أن حبيبتي هيفاء حسين هي نجمتي المفضلة
التي أحب مشاهدتها لكن هذا لا يمنع أن أحلم بأن أكون الفضلى، خصوصاً أن
أدواري تختلف عن أدوارها .
·
البعض يقول إنك تقبلين بأي دور،
ما ردك؟
كلام لا يمثل الحقيقة، لأن المنتج والمخرج والمؤلف من وجهة نظري هم
أهم أعمدة العمل الدرامي، وقادرون على توجيه الدور إلى الفنان الذي يستحقه
ويمتلك القدرة على تجسيده، وأنا أحترم هذا الأمر، لكن ذلك لا يجعلني أتنازل
عن رؤيتي الخاصة للأدوار التي تعرض علي، وهناك أدوار أرفضها أحياناً، أو
أبدي فيها رأياً .
·
صرحت سابقاً أنك تلقيت عروضاً
للعمل في القاهرة فأين أصبحت؟
هناك عروض سينمائية عطلتها الثورة، لكنني اشتركت في المسلسل المصري
“لحظات حرجة” مع الفنان د . حبيب غلوم وعزت أبوعوف ونخبة كبيرة من الفنانين
المصريين،، لكن ذلك لا يرضي غروري الفني .
·
وهل هناك شخصية تحلمين بتجسيدها؟
أحلم بتجسيد “الوزيرة” درامياً
الخليج الإماراتية في
02/08/2011
يعول على دوره في مسلسل
رمضاني
جميل براهمة: انتشال الدراما الأردنية في
يد الحكومة
عمّان ماهر عريف:
وجد الممثل الأردني جميل براهمة أن انتشال الدراما الأردنية من حالة
التراجع كمّاً ونوعاً في الفترة الأخيرة يتطلب قراراً حاسماً من الحكومة
يدعم الفن وفق استراتيجيات واضحة المدى، فيما توقع في المقابل حضورا أفضل
لحجم الإنتاج هذا العام مقارنة بالعام الماضي .
وقال براهمة ل”الخليج”: يجب تثقيف المسؤول المباشر حول أهمية الفنون
ودورها الريادي وضرورة انتشارها عربيا نحو خدمة الوطن سياحيا واقتصاديا
واجتماعيا وتبني القطاع العام تكريس حالة درامية كاملة ترسخ وجودنا المستمر
وفق مؤهلات عالية تقنياً وفنياً وموضوعياً على الفضائيات .
وأضاف: القطاع الخاص دوره تكميلي وهذا لا يقلل من حضوره لكنه يخضع
غالباً إلى معايير الربح والخسارة بغض النظر عن أمور أخرى بما لا يكفل
تقديم قضايا نابعة من المجتمع بقدر الالتزام بطلبات جهات العرض الأمر الذي
جعلنا نظهر في إطار بدوي فقط عدة سنوات مع غياب واضح للميدان الاجتماعي
المعاصر قبل محاولات عودته وعدم بروز تجربة تاريخية منذ عامين .
وعن جديده أوضح براهمة إنجازه تصوير شخصية “الشيخ حميد” في مسلسل
“بيارق العربا” وأردف: تتميز ملامحها بالفروسية والشجاعة والقوة لكن صاحبها
متسرع وانفعالي وعاطفي في الوقت ذاته ويصطدم أحياناً مع ابن عمه “الشيخ
خالد” الذي يجسّده ياسر المصري من دون وجود صراع على السلطة حتى يجمعهما
عمهما “الشيخ هلال” حسب أداء محمد العبّادي وذلك من أجل مواجهة محاولات
اقتناص الأرض .
وعن إمكانية تأثير إخفاقات أعمال بدوية مؤخرا بصورة سلبية في إقبال
المشاهدين علق قائلاً: لكل مسلسل ظروفه ومقوماته ويجب عدم المقارنة أو
إطلاق أحكام مسبقة وأجد هذه التجربة مؤهلة خصوصا أن موضوع الصراع على
المكان يطرح بصورة رئيسية ووفقا لمعطيات التنفيذ المواكبة أتوقع نجاحا
محفزا .
واستدرك: لا مقاييس ثابتة تضمن تماما نجاح الأعمال جماهيريا، ومع ذلك
يجب بذل أفضل ما يمكن في كل مرة لكن “نصف القمر” مثلا الذي أعترف بتواضعه
فنيا ووجود ملاحظات عديدة عليه لا تقلل من عطاء المشاركين حصد ردود فعل
واسعة ووصلت إليّ إشادات كثيرة لأن المتابعين كانوا يتوقون إلى مسلسل أردني
معاصر ينقل تفاصيل يومية من الحياة الاجتماعية بعد إغراقنا بتجارب بدوية
وتاريخية على مدى سنوات فائتة في مقابل مرور أعمال أخرى ضخمة بصورة عابرة .
وأكد براهمة تعويله على عرض “وين ما طقها عوجة” في شهر رمضان حيث يؤدي
دور ميكانيكي يتجه إلى البورصة وكتابة الأغنيات ويتزوج من مطلقة ويتأخر في
الإنجاب، وعقب: هذه عودة جديدة للدراما الاجتماعية المعاصرة ذات اللمسة
الكوميدية بمشاركة نخبة كبيرة من الفنانين ونحن ننتظر الأصداء لأنها ستقرر
الاستمرار بشكل مضاعف من عدمه .
وتوقع براهمة حضوراً أفضل للدراما الأردنية في موسم العرض من خلال 4
مسلسلات بعدما اقتصرت على تجربة وحيدة لم تترك أثرا كبيرا السنة الماضية،
لافتاً إلى تحضيره أداء دور رئيسي ضمن “طعنات الخناجر” بمشاركة حابس
العبّادي وقمر خلف وحابس حسين وناريمان عبد الكريم ونجلاء عبد الله وعبد
الكريم الجراح وغيرهم وإخراج فضل يانس .
الخليج الإماراتية في
02/08/2011
“مراهق
في السبعين” أخذه إلى
الإذاعة الكويتية
إبراهيم الصلال : أخرج الشخصيات من حدود
الورق
الكويت - “الخليج”:
يشارك الفنان القدير إبراهيم الصلال في الأعمال الرمضانية ليس
بالمسللات التلفزيونية فحسب، وإنما من خلال الصوت أيضاً، حيث يقدم مسلسلاً
اجتماعياً إذاعياً مع الفنانة القديرة حياة الفهد وهو بعنوان “مراهق في
السبعين” .
التقينا إبراهم الصلال فتحدث عن عمله في الإذاعة قائلاً: “اذاعة
الكويت كانت دائماً أحد الصروح الاعلامية التي تميز الاعلام الكويتي،
والدراما الإذاعية على وجه الخصوص، وعبر أجيالها شهدت إنجازات وبصمات خالدة
في ذاكرة الفن الاذاعي” . وتابع الصلال: اليوم اذاعة الكويت، أمام مرحلة
جديدة من تاريخ الإعلام والاذاعة مقرونة بمنهجية عمل طموحة تقرن الاجيال
وتراهن على الحرفية العالية المستوى، وذلك من خلال قيادتها الجديدة .
وعن جديده التلفزيوني قال: أطل من خلال المسلسل الجديد “لهفة الخاطر”،
الذي يجمعني بالمخرج محمد دحام الشمري ونقدم تجربة جديدة مع جيل الشباب، في
الوسط الفني الذي تأكدت من خلال العمل معه من تحمله المسؤولية، حيث التحضير
والاستعداد والالتزام المسلسل من تأليف الكاتب جاسم الجطيلي . ويشارك فيه
هيا عبدالسلام ومحمود بوشهري وعبدالله التركماني وعبدالمحسن القفاص ومحمد
صفر وفاطمة الحوسني وهبة الدري وأيضاً الفنان القطري صلاح الملا .
وعن مضمون المسلسل قال الصلال: إنه يحاول الاجابة عن سؤال: ماذا حينما
تفقد الاسرة معيلها، ما دور أفراد الاسرة والأشخاص المقربين منهم، لإعلان
مواقفهم ودعمهم ومؤازرتهم في رحلة انسانية مكتوبة بعناية، مع تحليل عميق
للشخصيات والمتغيرات .
واستطرد: ما يعنيني في هذه التجربة ذلك الحوار بين أجيال الحرفة ولهذا
أعلن عن سعادتي في هذا التعاون الذي يؤكد اننا نمتلك زاداً فنياً شبابياً
نراهن عليه من أجل مستقبل الحرفة الفنية على المستويين الكويتي والخليجي .
علماً أن كل شخصية أؤديها أجعلها تتجاوز حدود الأوراق إلى ترسيخ معان
وأبعاد وعناوين محورية، لا أتعامل مع ما هو ثابت ومكرر وتقليدي، الشخصية
آخذها من الورق إلى داخلي، أحللها وأعيد تقديمها بصيغ متجددة بشخصية الرجل
الكبير في السن ،وهنا التحدي الحقيقي لقدراتي وتجربتي .
وعن توقعاته بأن تشهد الدراما في العالم العربي كثيراً من المتغيرات
قال: هذا أمر حتمي بالذات في مصر وغيرها من الدول العربية التي شهدت الكثير
من المتغيرات السياسية لأننا أمام مرحلة جديدة تتطلب التصدي لموضوعات أعمق
وأشمل وأكثر شفافية، وأعتقد أن المناخ الديمقراطي الذي أحاط بالدراما
الكويتية والخليجية، جعلها تذهب إلى موضوعات انسانية واجتماعية أكثر عمقاً
وشمولية وهي مطالبة باكمال النهج والمسيرة لتبقى معبرة عن قضاياها وقضايا
شعوبها ومواطنيها .
واختتم الصلال حديثه قائلاً: ما أحوجنا اليوم إلى الكثير من الأعمال
ذات البعد الوطني التي ترسخ معاني الولاء والانتماء والوحدة الوطنية، وهي
مسؤولية الكتاب والمخرجين والفنانين ومن قبلهم الجهات المنتجة الرسمية
والخاصة، فالوحدة الوطنية هي رهاننا ومستقبلنا .
الخليج الإماراتية في
02/08/2011
اعتبره البعض كابوساً عانت منه
دمشق
الشاشة تغلق "باب الحارة"
وتستريح
دمشق - مظفر إسماعيل:
اعتاد الجمهور في العالم العربي منذ خمسة أعوام وحتى الآن على عيش
حالة من الترقب والانتظار للمسلسل الذي نال نصيباً من الخارج ترك بصمة
كبيرة في الدراما السورية جعلت من الأخيرة برأي الكثير من النقاد الأولى في
الوطن العربي من حيث المتابعة، على الأقل .
“باب الحارة” عمل ضخم امتد على مدى خمسة أجزاء
تركت انطباعاً إيجابياً لدى البعض وسلبياً لدى الآخر، فتذرع المعجبون به
بالقوة الدرامية والإنتاجية وبالجماهيرية الواسعة التي تعتبر المؤشر الأقوى
للنجاح على حد قولهم، وأضافوا إلى ما سبق مسألة تعريف الناس بحياة جميلة
ورائعة كانت تسود دمشق في فترة تاريخية ليست بالبعيدة، وعادات وتقاليد يتوق
إليها الناس في شتى أنحاء العالم العربي مضيفين مسألة إظهار الطابع القومي
والوطني الذي عاشت في سبيله دمشق آنذاك، فيما أخذ معارضو العمل عليه الكثير
من الأمور أبرزها مسألة التكرار والنمطية والابتعاد كثيراً عن الإبداع
والتجديد الذي من المفترض أن يكون العنصر الأبرز في الدراما، إضافة إلى
مسألة الإساءة إلى دمشق وإلى تاريخها وخاصة الجانب الثقافي بتصوير الحارة
الدمشقية جاهلة ومتخلفة في فترة ازدهرت فيها دمشق في الجوانب العلمية
والثقافية . . بين النجاح والفشل بقي متأرجحاً باب الحارة، وغادر شاشة
رمضان للمرة الأولى منذ خمسة أعوام، فكيف الموسم الدرامي من دون مسلسل “باب
الحارة”؟ هذا ما يجيب عنه مجموعة من أهل الدراما السورية .
سليم صبري: إغلاق “باب الحارة” سيفتح أبوباً لحارات أخرى .
اعتبر الفنان سليم صبري والمعروف بانتقاده المتكرر للعمل بأن “باب
الحارة” من أسوأ الأعمال التي أنتجتها الدراما السورية على مر تاريخها، كما
اعتبر أنه يشكل مصدر إساءة بالنسبة لدمشق بعراقتها وأصالتها، وأضاف: “مما
لا شك فيه أن مسلسل “باب الحارة” عمل ضخم للغاية من الناحية الإنتاجية وقد
حقق درجة كبيرة من النجاح على صعيد المتابعة لا أكثر، لكن على المستوى
الفني فإنه لا يستحق الذكر أصلاً كونه ساهم بشكل كبير في توتير العلاقات في
المجتمع وانتشار عادات غريبة نسبت ظلماً إلى دمشق القديمة كحمل الخناجر
ووجود عكيد في كل حارة ممن لا يتصفون بالرجولة وغيرها الكثير، وبرأيي إن
غياب باب الحارة في هذا الموسم أمر جيد ويحمل في طياته الكثير من الفوائد
المتنوعة، فمن جهة سترتفع عن دمشق آلة تصوير كاذبة وعديمة المصداقية وسيتاح
المجال من جهة أخرى للجمهور كي يتابع الأعمال الأخرى، إضافة إلى أن الإعلام
عند غياب “باب الحارة” سيعمل على إنصاف باقي الأعمال من خلال التغطية
والإعلان وغيرها، وفي جهة أخرى سيكون هنالك فرصة جيدة أمام الأعمال
الدمشقية الأخرى كي تشاهد بشكل يتيح لها إمكانية أن تقيّم بشكل عادل،
باختصار غياب “باب الحارة” جيد للدراما السورية وأعتقد بل أجزم أن الموسم
الدرامي لن يتأثر سلباً بغيابه ومخطئ كل من يعتقد عكس ذلك” .
على الرغم من وجوده في جزءين منه إلا أن الفنان القدير حسام تحسين بك
لا يرى في “باب الحارة” مسلسلاً من الطراز الرفيع، بل على العكس يجده عملاً
أساء لبيئة الشام على مدى خمسة أجزاء ويرى في غيابه خيراً للجميع: “لا
يتناسب برأيي مسلسل “باب الحارة” مع المكانة المرموقة للدراما السورية، ومن
الطبيعي أن يرحل عن الشاشة ولو بقي لخمسة أعوام متتالية، فمسلسل يعتمد على
المفاضلة بين الممثلين من ناحية الأجر لا يليق بالتلفزيون السوري أو
بالدراما السورية، بمعنى آخر إذا لم يقبل أبو عصام بالأجر يموت في نهاية
الجزء وإذا رضي يعود في الجزء التالي، وفي هذا استخفاف بالمشاهد إلى حد
كبير، ومن جانب آخر أعتقد أن “باب الحارة” أشبه بكابوس عانت منه دمشق لمدة
خمسة أعوام، وهنالك الكثير من الفوائد التي ستظهر بعد غياب “باب الحارة”
وأبرزها إتاحة المجال لمسلسلات بيئية دمشقية رائعة وموضوعية لتتصدر الشاشة
مثل “طالع الفضة” وغيره، الأمر الذي سيعيد لدمشق الكثير من الألق الذي
أفقدها إياه هذا العمل” .
من جهتها أعربت الفنانة هدى شعراوي عن إعجابها بمسلسل “باب الحارة”
بأجزائه الخمسة، واعتبرت أن غيابه سيترك فراغاً إذا لم تستطع باقي الأعمال
الدمشقية تغطيته ومما قالته: “استحق المسلسل النجاح الكبير الذي حققه طيلة
خمسة مواسم، ولا أنكر أنني أشعر بالحزن نوعاً ما لغيابه ولكن هنالك الكثير
من المسلسلات الدمشقية التي بإمكانها أن تعوضه . “باب الحارة” صور دمشق
بشكل رائع وأظهرها بشكل راق وحضاري، ومن المؤكد أن المسلسلات الأخرى ستأخذ
فرصة لتحقيق مرتبة متقدمة من حيث المتابعة بعد غياب المنافس الأقوى، لكن
بالمجمل أرى أن الدراما السورية فقدت بغياب “باب الحارة” عملاً يعتبر من
أفضل المسلسلات في الوطن العربي” .
بائع البليلة المعروف في حارة الضبع الفنان نزار أبو حجر اعتبر أن
“باب الحارة” يفتقد إلى عنصر مهم جداً وهو التجديد على حد قوله، ورأى أن
“غيابه سينعكس إيجاباً على باقي الأعمال علماً أنه كان جيداً في بدايته
وتحديداً في الجزءين الأولين، ولكن الإصرار على المتابعة في إنتاج الأجزاء
باستمرار أثر سلباً فيه، مستهلكاً وتصدر الشاشة بشكل كبير، ما أثر في
متابعة الناس لباقي الأعمال، والآن سنرى موسماً رمضانياً من دون “باب
الحارة” وبذلك ستتنفس المسلسلات الأخرى وستنال نفس النصيب من المتابعة”.
الخليج الإماراتية في
02/08/2011
على الوتر
دراما التفتيت
محمود حسونة
وكأن الأمة ينقصها المزيد من الخلافات، وتحتاج إلى من يزيد نار الفتنة
بين أبنائها اشتعالاً، بالبحث عن جراح فشل التاريخ في أن يضمدها ليحييها
حتى يتألم منها كل فريق ويؤلم بها الفريق الآخر .
إن من يصرون على نبش التاريخ، والبحث في صفحاته عن تلك التي هي محل
خلاف ليسلط عليها الضوء اليوم، إنما هو يعمل - بدراية أو من دون دراية -
لخدمة أهداف من يسعون لتفتيت هذه الأمة وتقطيع أوصالها، حتى تظل في سباتها
ولا تستفيق من غيبوبتها ولا تنتبه لأعدائها الذين يريدونها دائماً واهنة
ولا تملك من أمرها شيئاً .
مسلسل “الحسن والحسين ومعاوية” يضربون به عدة عصافير بحجر واحد، لعل
أولها أن هذا العمل سيعمق الخلاف بين أبناء الأمة الواحدة، بتناوله ما يسمى
في التاريخ الإسلامي ب”الفتنة الكبرى” من خلال أحداث فرقت الأمة، وأثارت
الكثير من الجدل، وهي وقائع لا اتفاق بشأنها بين هذا الفريق وذاك، والرؤى
حولها عديدة، ولا يمكن لصناع هذا المسلسل أن تكون لديهم من البراعة ما لم
يتوافر في أحد عبر 1400 سنة، ليقدموا للمشاهدين ما ينهي الخلاف ويوحد بين
المسلمين .
أحداث المسلسل وحواره سيراها أبناء هذا الفريق بعيون تناقض رؤية أبناء
ذاك الفريق، وستفسر كل كلمة في الحوار بأنها لمصلحة هؤلاء وضد أولئك أو
العكس، وبالتالي فإلغاؤه وعدم الاستماع لمن يتشدقون بحرية التعبير هما
القرار الصائب لمصلحة الجميع .
إن صناع المسلسل لا شك لديهم طموح النجاح، ولذلك فقد سعوا إلى منطقة
تثير الجدل بصرف النظر عن المستوى الفني لما سيقدمون، وإذا كان النجاح
طموحاً مشروعاً لكل فنان ومبدع، فلا ينبغي أن يكون ذلك على حساب أمة يصرخ
عقلاؤها ليل نهار سعياً للم شملها وتوحيد كلمتها من دون أي جدوى.
الكارثة في مسلسل “الحسن والحسين ومعاوية” أنه لم يتجرأ فقط على فتح
ملف ليس من مصلحة الأمة فتحه في هذا التوقيت بالذات، وإنما تجاوز كل
المحظور ونشر بذور الفتنة بين علماء الإسلام وهيئاته قبل أن يبدأ شهر
رمضان، ففي حين رفض الأزهر المسلسل لتجسيده سيدي أهل الجنة (الحسن والحسين)
على الشاشة، وكذلك رفضه آية الله علي السيستاني، خرج علينا صناعه مروجين له
بحصولهم على فتاوى من بعض رجال الدين وبعض الهيئات تسمح بعرضه وتجيز تجسيد
الأئمة المعصومين وأصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام على الشاشة، وهو الأمر
الذي أضاف إلى الانقسامات الإسلامية انقساماً جديداً، وزاد المشاهد
والمتابع العادي حيرة وتشتتاً .
لا شك أن هناك الكثيرين الذين يدافعون عن المسلسل وحقه في العرض
الجماهيري، مستشهدين في ذلك بما أنتجته السينما الغربية عن السيد المسيح،
وهو استشهاد ليس في مكانه لأننا جميعاً ندرك أننا شيء والغرب شيء آخر، وليس
كل مسموح لديهم مسموحاً لدينا، على كل المستويات، فما بالكم إن كان الأمر
يتعلق بأهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته؟
إن عرض “الحسن والحسين ومعاوية” قد يزيد بعض أبطاله وصناعه شهرة،
ولكنه في الوقت ذاته سيزيد الأمة خلافاً وتشرذماً، وسيمهد للكثير من
المشكلات التي نحن في غنى عنها، كما أنه سيمنح المتربصين فرصة لم يكونوا
يحلمون بها أبداً .
وإذا كان بعض أصحاب ومسؤولي الفضائيات ليس لديهم من الإحساس
بالمسؤولية ما يمنعهم من عرض هذا المسلسل، فينبغي أن تكون لأصحاب القرار
كلمة نافذة في هذا الأمر .
mhassoona15@yohoo.com
الخليج الإماراتية في
02/08/2011 |