حصة الأسد للدراما الخليجية وعودة للدراما التركية من خلال مسلسل “إيزيل”،
هاتان سمتا الخارطة البرامجية لقناتي “أبوظبي الأولى” و”أبوظبي الإمارات”
في رمضان، بينما للأعمال المصرية حصتان فقط تتمثلان باختيار مسلسل “آدم”
بطولة الفنان تامر حسني الذي عدته القناة نجم الدراما المصرية الأبرز على
قناة أبوظبي الأولى لهذا العام، في حين تواصل القناة عرض مسلسل “السيت كوم”
“راجل و6 ستات” في موسمه الثامن وهو من بطولة أشرف عبدالباقي . واختارت
القناة مسلسل “الولادة من الخاصرة” لمنح فرصة، ولو متواضعة، للدراما
السورية . عن هذه الخيارات ومعطياتها وسياسة القناة خلال رمضان، يتحدث في
هذا الحوار كريم سركيس، المدير التنفيذي للإذاعة والتلفزيون في شركة أبوظبي
للإعلام .
·
بماذا تتميز الخطة البرامجية
لقناتي “أبوظبي الأولى” و”أبوظبي الإمارات” لرمضان؟
- تتميز خارطة قنوات أبوظبي الرمضانية بالتنوع، لدينا مسلسلات خليجية
وسورية ومصرية وتركية، ولدينا أعمال من إنتاجنا تعرض على قناة أبوظبي
الأولى، وهناك برامج محلية الإنتاج ومسلسلات متنوعة كذلك على قناة أبوظبي
الإمارات . وتحمل مسلسلات رمضان في مجملها قصصاً فريدة ومتنوعة تعتمد على
الحكايات الاجتماعية المشوقة مثل مسلسلات “وجع الانتصار”، و”شوية أمل”،
و”الولادة من الخاصرة”، والكوميديا المسلية كمسلسل “سعيد الحظ”، والدراما
البدوية كمسلسل “بيارق العربا”، فضلاً عن مسلسل “كريمة” المأخوذ عن عمل
روائي شهير للكاتب المعروف مانع سعيد العتيبة، ومسلسل “ليلى” في جزئه
الثالث وهو العمل الرومانسي الذي لفت إليه الأنظار وحصد شعبية كبيرة في
العامين الماضيين .
·
حصة الأسد للدراما الخليجية على
القناتين هذا العام، لماذا؟
- لا شك أن قنوات أبوظبي خليجية بالدرجة الأولى وتعطي الأولوية للعمل
الخليجي بحسب ما يفضل مشاهدونا، وهذه استراتيجية نتبعها منذ سنوات، هذا
يبرهن على مكانة الدراما الخليجية وما وصلت إليه، فهي مطلوبة من المشاهد
وزاد الطلب عليها في السنوات الأخيرة بفضل ازدهارها وانتشارها وبراعة
مبدعيها من كتاب ومؤلفين وممثلين .
·
هل أدى الاستقرار الأمني الذي
يسود دول الخليج مقارنة بمركزي الدراما في مصر وسوريا إلى استقرار الإنتاج
الدرامي في المنطقة، وبالتالي تبنيكم له؟
- لا دخل لهذا الموضوع في اختياراتنا، وتركيزنا منصب على العمل الخليجي منذ
سنوات ولم تتدخل أي عوامل أخرى في هذا الاختيار بالنسبة للدورة الحالية .
·
أليس وجود مسلسل سوري واحد
واثنين مصريين على قناة أبوظبي الأولى، نتيجة طبيعية لعدم الاستقرار وضعف
الإنتاج هناك، أم أنها سياسة خاصة بالقناة؟
- أعود وأؤكد أننا لم نغير من استراتيجية قنواتنا لهذا العام، اختياراتنا
تكون مدروسة حتى فيما يتعلق بالعمل السوري أو المصري، فمسلسل “الولادة من
الخاصرة” هو اختزال لأبرز الأعمال هذا العام وحشد لصفوة نجوم الدراما
السورية من غير المألوف أن يجتمعوا في مسلسل واحد . وإذا نظرنا إلى المسلسل
المصري، نجد أن اختيارنا وقع على نجم بحجم تامر حسني يعمل للمرة الأولى في
مجال الدراما التلفزيونية وأعتقد أننا نبحث عن الأفضل والأهم دائماً .
·
ألا تجدون ان مشاهدي قناة أبوظبي
الأولى سيقلون بهذه السيادة للدراما الخليجية؟
- نحن نتبع النهج ذاته منذ سنوات، ولا مجال هنا للحديث عن تقلص في
المشاهدين، بل نتوقع أن يزداد مشاهدونا بفضل الخيارات العديدة ومنها
الدراما التركية التي سنراها من خلال مسلسل “إيزل” حصرياً على قناة أبوظبي
الأولى .
·
ما سبب عودة الدراما التركية الى
شاشة التلفزيون في رمضان من خلال “إيزيل”، بعد انقطاع في رمضان الفائت؟
- مسلسل “إيزل” يمكن أن نعتبره مكافأة لقطاع عريض من جمهوره الذين ينتظرون
حلقاته من أسبوع لآخر . يستند سيناريو المسلسل على سلسلة من الأحداث
المتلاحقة ولا يمكننا قطع هذه السلسلة في منتصف الطريق، لذلك رأينا أن
نتابع عرض حلقات المسلسل في موسمه الثاني يومياً خلال رمضان ونوفر على
المشاهدين عناء الانتظار إلى ما بعده لنكمل سلسلة الحلقات .
·
هل تجدون أن المسلسل سيحظى
بمتابعة برغم تنوع الخارطة الدرامية؟
- لا شك في ذلك، فالمسلسل يحظى أصلاً بجمهور ينتظر أحداثه بفارغ الصبر،
ووجود المسلسل في رمضان جاء بناء على رغبة مشاهديه .
·
تبني القناة لمسلسل “آدم” وهو من
بطولة الفنان المصري تامر حسني، ألا يجعلكم تخشون ضعف المشاهدة، خاصة بعد
وضعه على القائمة السوداء خلال الثورة المصرية؟
- دعينا نفرق بين الجمهور الخليجي وغيره، فما يصح في مصر مثلاً لا يمكن أن
نسقطه على الواقع الخليجي، لدينا نص جميل بامتياز ونجم كبير بمكانة تامر
حسني وهو محبوب جداً لدى مشاهدينا وهذا ما دفعنا لانتقاء هذا العمل وليس
لدينا أي اعتبارات أخرى .
·
كيف تقيّم نصيب الكوميديا من
الخارطة البرامجية الرمضانية، خاصة وأنها المحببة لدى الجمهور؟
- للكوميديا نصيبها الدائم في برامجنا ومن أبرز الأعمال هذا العام المسلسل
الخليجي “سعيد الحظ” إذ يجتمع النجمان محمد العيسى وعبد الناصر درويش للمرة
الأولى من خلال عمل ممتع، ولدينا مسلسل “راجل وست ستات” في موسمه الثامن
واعتاد الجمهور متابعته على شاشاتنا سنوياً .
·
ماذا عن البرامج الرمضانية
المقدمة في قناتي أبوظبي الأولى وأبوظبي الإمارات؟
- قناة أبوظبي الإمارات، وكالعادة، ستكون مخصصة للبرامج المنتجة محلياً
ومنها “الشارة” الذي لقي نجاحاً كبيراً العام المنصرم، ولدينا عدد من
البرامج الدينية المشتركة بين القناتين مثل “لمسات نفسية” و”آفاق إيمانية”
و”صحابة من بيت النبوة” .
·
لماذا لا نجد برامج ترفيه
ومسابقات على قناة أبوظبي الأولى؟
- البرامج الترفيهية والمسابقات مكانها قناة أبوظبي الإمارات، ونقدم
لمشاهدينا حصة لا بأس بها في كل عام، أما قناة أبوظبي الأولى فمخصصة لعرض
المسلسلات بالدرجة الأولى خلال رمضان .
·
على ماذا تراهنون هذا الموسم؟
- نراهن على جميع برامجنا ومسلسلاتنا، ونجومنا، والتنوع الذي تحظى به
الدورة الرمضانية في مجملها.
·
أين العروض الحصرية من خطة
برامجكم؟
- قناعتنا أن سياسة العروض الحصرية لم تعد موجودة لدى جميع القنوات .
·
هناك مسلسلات مشتركة بين
القناتين، ألا تجدون هذا تكراراً لا فائدة منه؟
- لا، فالجمهور يختلف في كلا القناتين، فقناة أبوظبي الإمارات موجهة إلى
الجمهور الإماراتي، أما أبوظبي الأولى فهي قناة عربية شاملة تتوجه للجمهور
العربي، وعلاوة على ذلك، نوفر لمشاهدينا فرصاً متعددة لمشاهدة مسلسلاتنا،
فمن فاته مسلسل ما على قناة أبوظبي الأولى يمكنه متابعته على أبوظبي +،1
وفي بعض الأحيان يمكن أن يتابع المسلسل ذاته على قناة أبوظبي الإمارات .
·
ما هدفكم هذا العام من الخطة
البرامجية؟
- التميز، وتقديم جرعة كبيرة من البرامج المتنوعة، ورفع مستوى
المشاهدة، والأهم الفوز برضا الجمهور.
رومانسية وكوميديا ودراما تركية للمرة الأولى
6 مسلسلات خليجية بلا عمل إماراتي
رغم التنوع الذي تتميز به الخارطة البرامجية لقناتي أبوظبي الأولى
وأبوظبي الإمارات خلال رمضان، إلا أن النصيب الأكبر للدراما الخليجية
استمراراً للاستراتيجية الثابتة والمميزة لقناتين، بينما تشغل الدراما
السورية والمصرية مساحة قليلة، في حين تحتل البرامج الدينية مكانتها
الثابتة في الخارطة الرمضانية، من دون أن تفقد الكوميديا دورها في استقطاب
المشاهد من خلال عملين خليجي ومصري .
ستة أعمال خليجية متنوعة تجمع أبرز النجوم في الإمارات والخليج العربي
هي رصيد القناتين بزيادة مسلسل عن الموسم الرمضاني الماضي . وقد يشير هذا
إلى افتقار الخارطة البرامجية لمسلسل إماراتي خالص كالذي ظهر في العام
الماضي مسلسل “الغافة”، وسيحظى المشاهد بحصة كبيرة من الإنتاج الخليجي على
تنوعه، فمنه الرومانسي الذي يتجسد بالجزء الثالث من مسلسل “ليلى” بطولة
الفنانين هيفاء حسين وإبراهيم الزدجالي، والذي يتجدد عرضه في رمضان الحالي،
وتتجدد من خلاله أيضاً قصة الحب بين (بدر وليلى) التي استطاعت ان تحقق نسبة
مشاهدة كبيرة، ربما لأن الرومانسية في المسلسلات الخليجية هي العنصر النادر
الذي توفر في “ليلى” . ويشاركه الرومانسية والدراما رائعة الأديب والشاعر
الدكتور مانع سعيد العتيبة “كريمة” وهي الفتاة التي تسعى للانتقام في
مسلسل بالاسم نفسه من قاتل أبيها بينما تقع في حب غريمها .، والذي تلعب
دوره الفنانة ميساء مغربي إلى جانب إبراهيم الحربي، ويبدو ان الرومانسية
لها مكانة متقدمة هذا العام في الخارطة البرامجية، إذ يأتي مزيج الحب
والتضحية و العشرة وفارق السنوات بين الزوجين لينسج مسلسل “جفنات العنب” .
والمسلسل من بطولة الفنان القدير جاسم النبهان والفنان الإماراتي حبيب
غلوم والسعودية مروة محمد، وفي جانب مغاير تماماً، يأتي مسلسل “شوية أمل”
الذي يرصد قصة الخيانة الزوجية، وعدته إدارة القناتين استثناء في المسلسلات
الخليجية لهذا العام من حيث القصة أو طريقة التصوير وصياغة السيناريو بشكل
غير مسبوق في الإنتاج الخليجي . والمسلسل من بطولة محمد المنصور وزهرة
عرفات . وبما أن لكل شيء وجهين، يأتي “وجع الانتصار” ليولد من خلال حكاية
تقدم الزمن الماضي من خلال أجواء القرية في مسلسل، بطولته أيضا للفنانة
هيفاء حسين التي تحكي عن ظلم ذوي القربى الأشد على المرء من ظلم أي شخص آخر
.
وفي انتقالة للدراما المصرية التي لطالما احتلت مكانتها المتميزة
وجمهورها الواسع، يطل الفنان المصري تامر حسني، الذي عدته قناة أبوظبي
الاولى نجم الدراما المصرية الأبرز على قناتها لهذا العام من خلال مسلسله
الأول “آدم” عن قصة للكاتب أحمد محمود أبو زيد وإخراج محمد سامي . حتى الذي
عمل في السينما بجانب الغناء، يظهر هذا العام في إطلالة تلفزيونية رمضانية،
بمشاركة الفنانة مي عز الدين . وتطل الدراما السورية، في عمل وحيد هذا
العام على قناة أبوظبي الأولى، وهو مسلسل “الولادة من الخاصرة” من إخراج
رشا شربتحي وتأليف سامر رضوان .
ويشبه العمل سابقه المصري، من خلال التطرق إلى الواقع المعاش من خلال
شخصياته التي تتحدث عن الفقر والفساد و تقلبات الظروف الحياتية والجوانب
النفسية التي تتحكم بعلاقات البشر، ويدخل المسلسل إلى الحي الشعبي ويرتكز
على ثلاثة خطوط، هي جابر الفقير وحلمه في أن يفتح مشروعاً صغيراً لكنه
يصطدم بمصائب البنوك وقروضها التي لا ترحم، ورؤوف ضابط الأمن الذي يبطش
بالناس ثم يفاجأ بزوجته الخائنة، أما الخط الثالث فيتعلق بواصل صاحب معمل
الألبسة وابنه الذي يقع في أخطاء كثيرة وخطيرة .
والعمل من بطولة سلاف فواخرجي، وسلوم حداد، وعابد فهد، وقصي خولي،
ومكسيم خليل وغيرهم .
وللدراما البدوية عشاقها الذين تطل عليهم من خلال مسلسل “بيارق العربا”
الذي سيشاهده الجمهور على قناتي أبوظبي الاولى وأبوظبي الامارات، ويجتمع
فيه الحب والظلم والصراع على السلطة، وما يتخللها من معارك سماتها الأشعار
والألغاز والغموض .
والقصة تدور حول النزاع بين قبيلتي الجهاذم والبيارق، وزعيميهما طالوم
وخالد، الذي يخوض المعارك دفاعاً عن أرضه وأرض عشيرته التي احتلها من
قبيلته عنوةً زعيم عشيرة الجهاذم . العمل من إخراج إياد الخزوز وكتبه رعد
الشلال، وتمثيل ياسر المصري، ومنذر رياحنة، وعبير عيسى، وريم بشناق، شايش
النعيمي وغيرهم .
وللكوميديا حصتها، إذ تقدم القناتان لمشاهديها المسلسل الخليجي
الكوميدي “سعيد الحظ”، بينما تعرض قناة أبوظبي الأولى الجزء الثامن من
مسلسل” السيت كوم” المصري “راجل وست ستات”، والكوميديا الإماراتية التي
تمثلت بالمسلسل الكرتوني “خراريف” العام الماضي، غابت هذا العام لتستبدل
بالكوميديا الخليجية من خلال مسلسل “سعيد الحظ” الذي كتب قصته عبد العزيز
الطوالة وأخرجه محمد الطوالة، وللمرة الأولى يجتمع في العمل نجما الكوميديا
السعودي محمد العيسى والكويتي عبد الناصر درويش، والممثلة منى شداد، ويروي
المسلسل حكاية الشقيقين “سعيد وصلاح” اللذين يديران ورشة للسيارات، ويوظفان
عمالة آسيوية تسبب لهما العديد من المشكلات . ويناقش المسلسل العديد من
القضايا الاجتماعية في قالب كوميدي .
أما “راجل وست ستات” في موسمه الثامن بطولة أشرف عبد الباقي ولقاء
الخميسي، وإنعام الجريتلي، ومها أبو عوف، وانتصار، والطفلة منة عرفة .
وإخراج اللبناني أسد فولادكار، فيحتفظ بالأسلوب ذاته في معالجة المشكلات
الاجتماعية بأسلوب كوميدي يظهر في صراع دائم بين (عادل سعيد) الشاب
الثلاثيني وعائلته المؤلفة من ست نساء .
ويتواصل عرض المسلسل التركي المدبلج “إيزل” على قناة أبوظبي الاولى من
دون انقطاع .
وفيما يخص البرامج تشترك قناتا أبوظبي الأولى وأبوظبي الإمارات بثلاثة
برامج دينية وهي “لمسات نفسية” و”آفاق إيمانية” و”صحابة في بيت النبوة”،
بينما تنفرد “قناة أبوظبي الامارات” ببرنامج “الشار” بموسمه الرمضاني
الثاني وبرنامج “مجالس” الذي يقدمه عيسى الميل مدير قناة أبوظبي الامارات،
إضافة إلى البرنامج الترفيهي “خفايف” .
ويقول عيسى الميل، مدير قناة أبوظبي الإمارات، عن أهم ما يميز
برامجها: “اعتمدنا استراتيجية جديدة هذا العام في برامجنا، تعتمد بالدرجة
الاولى على تقديم برامج ومسلسلات نوعية لا كمية، إذ نود كقناة بطابعها
المحلي والخليجي، ان نحافظ على جودة ما نقدم، وأن لا نستهلك كل ما لدينا أو
كما يقال نحرق كل أوراقنا في شهر رمضان، إذ تعتمد أغلب القنوات على تكثيف
برامجها ومسلسلاتها مما يشكل زخماً أمام المشاهد، بينما اكتفينا بعدد معقول
ومقبول ويتناسب وانشغال المشاهدين في الشهر الفضيل والاستمرارية في جودة
أعمالنا لما بعد رمضان، هي ما نحرص عليه، ونعمل من ذلك على التحضير لبرامج
ذات جودة عالية للدورات القادمة” .
الخليج الإماراتية في
27/07/2011
باستثناء تجربة عبدالله بالخير
الجديدة
الشاشة “بلا فوازير”
الكويت - “الخليج”
الشاشات العربية عموماً والخليجية خصوصاً بلا فوازير في رمضان، بعد أن
أثبتت تجارب السنوات الماضية عدم نجاح تلك التجربة بشكل كبير بسبب القيود
المجتمعية الكثيرة التي تتعارض مع طريقة تقديمها التي تتطلب رقصاً
واستعراضاً وغناء، فضلاً عن ارتفاع كلفتها الإنتاجية وعدم وجود العدد
الكافي من الكوادر الفنية المؤهلة للاضطلاع بتلك المهمة .
ورغم تطور نوعية البرامج في السنوات الأخيرة عادت إلى الواجهة بعض
البرامج والأعمال القديمة في صورة جديدة، وفي شكل يستفيد من التطور الهائل
في تكنولوجيا الاتصالات، ومن أهم تلك البرامج “الفوازير”، وقد كان للمحطات
الفضائية الخليجية دور في صياغة جديدة لها في شهر رمضان المبارك، وظهرت
ممثلات ومذيعات وإعلاميات في أدوار البطولة، وأصبح العمل في الفوازير حلماً
للكثيرات في أكثر من بلد عربي، وكانت ميريام فارس الفنانة اللبنانية آخر من
قدمت الفوازير العام الماضي .
الإذاعة المصرية هي أول من قدم برامج مسابقات عربية عام 1958 مع
الإعلامية سامية صادق، ثم قدمتها الإعلامية آمال فهمي عام 1959 .
أما التلفزيون المصري فقدمها لأول مرة عام 1967من خلال فرقة “ثلاثي
أضواء المسرح” المكونة من سمير غانم وجورج سيدهم والضيف أحمد، وقام
بإخراجها آنذاك محمد سالم، فقدمها سمير غانم عام 1982 في “فوازير فطوطة”
واستمر في تقديمها لثلاثة مواسم متتالية .
تعتبر الفنانة نيللي هي الملكة المتوجة للفوازير، إذ قدمتها منذ عام
1975 حتى عام 1981 وارتقت بأدائها للفوازير، إذ قدمت من خلالها كل أنواع
الفنون من رقص وتمثيل واستعراض وغناء، وأكدت نجوميتها في هذا المجال، ووضعت
من يأتي بعدها في موقف صعب للغاية، وهذا ما جعل أكثر من فنانة تتهيب من خوض
تجربة الفوازير . لكن الفنانة شيريهان تعد الأفضل من بين اللواتي أتين بعد
نيللي مثل صابرين وشيرين رضا وهالة فؤاد وجيهان نصر ودينا ونيللي كريم
وغيرهن .
نيللي قدمت الفوازير بأسماء مختلفة مثل “عالم ورق” و”أم العريف”
و”عجايب صندوق الدنيا” و”الدنيا لعبة” واختتمتها بفوازير “زي النهارده” عام
،1996 وما زالت فوازير نيللي في ذاكرة كل من شاهدها .
على صعيد التلفزيونات الخليجية يمكن الإشارة إلى التجربة الكويتية
سواء من خلال تلفزيون الكويت قبل عام 1990 أو من خلال المحطات الكويتية
الفضائية بعد هذا التاريخ، وتجربة الكويت الفنية معروفة بأنها أكثر التجارب
الفنية الخليجية نضوجاً لأسباب عدة، أولها: إن الكويت سبقت كل دول الخليج
في تجربتها الفنية خاصة على صعيد المسرح والدراما التلفزيونية التي بدأت في
أوائل الستينات من القرن الماضي، وثانيها: العدد الكبير من نجوم التمثيل
الذين بدأوا في ممارسة الفن في وقت مبكر جداً مقارنة بالفنانين من دول
خليجية أخرى، وثالثها: هامش الحرية الكبير في التعامل مع الفن في الكويت
قياساً بدول الخليج، ورابعها: الاحتكاك الكويتي مع الفن المصري، ووجود عدد
من الفنانين المصريين في الكويت، وخامسها: وجود معهد عال للفنون المسرحية
في الكويت يخرج سنوياً عدداً من الفنانين .
كل هذه العوامل جعلت التجربة الكويتية أكثر نضجاً، لكن تظل التجارب
الكويتية والخليجية عموماً مرتبطة بالظروف الاجتماعية والخصوصية التي يتميز
بها المجتمع الخليجي المحافظ، والنظرة إلى الفتاة، والتقاليد التي تقف
حائلاً دون تقديم جرأة في الاستعراض أو الرقص وحتى في التمثيل .
اهتم التلفزيون الكويتي منذ البدايات بتصوير الأعمال الدرامية
والبرامج المنوعة لشهر رمضان الكريم، خاصة أن الإنتاج الكويتي كان وما يزال
مطلوباً على الصعيد الخليجي لنجومية الأسماء العاملة فيه التي تعتبر جواز
مرور لكل عمل يقدمونه .
ولأن الفوازير تحتاج إلى المزيد من الجرأة والاستعراض والرقص، وهي
أمور يضعها المجتمع الكويتي المحافظ في دائرة المحظور، فإن القائمين على
التلفزيون استبدلوا بكلمة “الفوازير” كلمة “المسابقات”، ولم يقف الأمر عند
هذا الحد، بل حاولوا أن تكون المسابقات ذات خصوصية كويتية خليجية تراثية
بالأزياء، ولم يقدم فيها رقص أو استعراض مثير، وكانت تجربة الثنائي
عبدالحسين عبدالرضا وسعاد عبدالله الأهم والأكثر نضجاً لمكانة هذين النجمين
الفنية، ودقة اختيارهما لأعمالهما . وقدم المسابقات بعد ذلك أكثر من اسم
مثل المذيعة سلوى حسين،لكن كل التجارب التي قدمت عبر تلفزيون الكويت بعد
ذلك لم ترق إلى تجربة عبدالحسين وسعاد .
في منتصف التسعينات برز اسم حليمة بولند كمذيعة كويتية شابة تمتلك
وجهاً جميلاً، واستغلت هذه المذيعة موهبتها وذكاءها وجمالها من أجل تحقيق
النجومية، وخطفت الأضواء خلال فترة قياسية، وفي أقل من عامين أصبحت حليمة
بولند أشهر اسم خليجي في مجال التلفزيون، وتهافتت عليها المحطات الفضائية،
وكانت مفاجأة حليمة هي خوضها تجربة الفوازير تحت مسمى “فوازير حليمة” في
مغامرة تحدث عنها الكثيرون .
قدمت حليمة في تلك التجربة التي كتبتها إلهام عبدالسلام ابنة “ملك
الفوازير” الشاعر الراحل عبدالسلام أمين، وإخراج محمد عبدالنبي “المخرج
المساعد لملك اخراج الفوازير فهمي عبدالحميد”، قدمت استعراضاً بعيداً عن
الرقص والإثارة والجرأة،ولم تمثل، ونجحت في تجربتها جماهيرياً .
وكررت حليمة الفوازير ثانية تحت مسمى “مسلسلات حليمة” في محطة “إم .بي
.سي” .
ويمكن الإشارة إلى تجربتين خليجيتين في مجال الفوازير، الأولى تجربة
تلفزيون “سكوب” الذي قدم المسابقات قبل ثلاثة أعوام بطولة شيماء علي ومشاري
البلام لكن لم تخدم التجربة لا فنياً ولا إعلامياً، وربما يكون الاستعجال
السبب في عدم ظهورها بالصورة المطلوبة رغم أن شيماء علي ممثلة قادرة على
تقديم هذه النوعية من الأعمال .
أما التجربة الثانية فهي للممثلة المغربية ميساء مغربي التي تمارس
نشاطها الفني في الخليج منذ سنوات، وقدمت الفوازير في قناة “الراي” بعد فشل
الاتفاق بين القناة والإعلامية حليمة بولند . ميساء رقصت وغنت ومثلت، لكن
إمكاناتها الفنية لم تساعدها على إقناع المشاهد بما تقدم، ولم تكرر شيماء
علي أو ميساء مغربي تجربة الفوازير خوفاً من الفشل، ولم تتقدم أي محطة
خليجية باستقطابهما من جديد . كما أن الممثلة المعتزلة زينب العسكري قدمت
مسابقات رمضان دون تمثيل أو استعراض، واكتفت بدور المذيعة التي تقرأ
السؤال، وهي تجربة لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبارها فوازير، ومثل هذه
النوعية قدمت كثيراً في تلفزيون الكويت والتلفزيونات الخليجية خلال السنوات
الماضية .
ويقال إن الممثلة هدى حسين تدرس تقديم تجربة الفوازير، كونها مؤهلة
أكثر من غيرها لتحقيق النجاح إذا قررت بشكل نهائي الإقدام على التجربة،
لأنها تمتلك موهبة التمثيل التي هي أساس نجاح الفوازير، كما أن هدى حسين
سبق لها أن قدمت الاستعراض من خلال مسرح الطفل .
الخليج الإماراتية في
27/07/2011 |