لإيمانه بضرورة المشاركة الإيجابية في العمل العام بعد ثورة 25 يناير،
خاض الفنان سامح الصريطي للمرة الأولى انتخابات نقابة الممثلين المصريين
على مقعد العضوية، التي جرت الشهر الماضي، ليحصل على عدد أصوات جعلته وكيلا
أول للنقابة.
في حواره مع «الشرق الأوسط» أوضح الصريطي أن المجلس الجديد للنقابة
لديه رؤية للنهوض بحال الفن المصري، الذي كان يسير ارتجاليا، ودون خطة
واضحة طيلة عهد نظام الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، مبينا أن النقابة
عانت سابقا عددا من السلبيات أبرزها العشوائية في اتخاذ بعض القرارات، وعدم
استقلاليتها نتيجة تدخل أجهزة الأمن في عملها.
كما تحدث الصريطي عن مسلسل «مطلوب رجال» وكيف أنه توقع جماهيريته لما
يحمله من مقومات النجاح، مؤكدا أنه ليس بطل المسلسل؛ فكل المشاركين فيه
كانوا أبطالا، لكن اختلفت مساحة أدوارهم ومساحة دوره فقط كانت أكبر.. وهذا
نص الحوار.
·
على مدار 30 سنة.. كيف تصف
الحالة الفنية في مصر وأهم سماتها؟
- في فترة الستينات من القرن الماضي كانت الحركة الفنية تمشي بخطة
واضحة، وكان الفن يخدم مشاريع مصر القومية، لكن في عهد الرئيس السابق
مبارك، أصبح الفن يسير ارتجاليا، لأنه لم يكن هناك خط واضح لدى النظام
الحاكم ومع الشعب، وبالتالي غياب الهدف، وعدم إيمان الدولة بدور الفن في
وحدة الوجدان وبناء الشخصية الإنسانية، لذا كان الارتجال، نعم، كانت توجد
أعمال جادة، ولكنها جاءت نتيجة اجتهاد فردي دون خطة موضوعة وهدف ونظام
يحكمها، والفنانون الشرفاء في هذه الفترة حافظوا على القيم الفنية الراقية
واستمرار ريادة مصر فنيا.
·
من خلال المجلس الجديد لنقابة
المهن التمثيلية ما رؤيتكم للنهوض بحال الفن المصري؟
- هناك شقان متلازمان؛ الأول يخص الفنان والثاني الفن، فالاهتمام
والنهوض بالفنان يأتي في المقام الأول، فكل فنان يجب أن يشعر أن هناك كيانا
قويا يحميه ويدافع عنه، وأنه قادر على حمايته صحيا وفكريا وثقافيا
واجتماعيا وسياسيا، كي يبدع ويقدم فنه وهو يشعر بالحرية والانطلاق دون قيد،
أي يشعر الفنان أن النقابة بيته، وأنها السند القوي له. أما الشق الثاني
النهوض بالفن فيمكن للنقابة أن تقوم بإنتاج بعض الأعمال أو المشاركة فيها
لضمان تشغيل أعضائها وإتاحة فرص عمل أمامهم، مما يخلق حياة كريمة لهم، كما
ستعمل النقابة على تنظيم العلاقة بين الفنان والجهات الإنتاجية، حتى تضمن
حقوق الطرفين، بالإضافة إلى حماية الفن من الدخلاء لتحسين صورته.
·
وما أبرز السلبيات التي وجدت في
النقابة وتحاولون تغييرها حاليا؟
- أبرز السلبيات هي العشوائية في اتخاذ بعض القرارات، بمعنى أنها
قرارات غير مدروسة، إلى جانب وجود تمييز وعدم عدالة في توزيع الخدمة، وعدم
وجود علاقة منظمة بين الفنان والجهات التي يتعامل معها، فكان نتيجة ذلك
تعرض الفنانين من غير النجوم للقهر. كذلك فقبل الثورة كنا نعاني من عدم
استقلالية النقابة؛ فلم تكن تدار من داخلها، فأجهزة الأمن كانت تتحكم في
قراراتها، أما الآن فظهرت استقلالية النقابة بعد الثورة، كما أن الثورة ما
زالت مستمرة، ولم تسقط سوى رأس النظام، ولم تحقق بعد باقي أهدافها، ومن
المؤكد أنه عندما يتحقق الاستقرار فسوف ينعكس على الحركة الفنية.
·
رؤيتك هذه تعني أنكم في حاجة إلى
موارد لتنفيذ ما تطمحون إليه.. فكيف يمكن تنمية موارد النقابة؟
- هذا يمكن أن يتم بعدة طرق، مثل الاهتمام بتحصيل حقوق النقابة من
الجهات المنتجة، وتنظيم الحفلات التي تدر على النقابة إيرادات تعالج بها
مشكلاتها، كما أن المشاركة في إنتاج أعمال فنية تزيد موارد النقابة، إلى
جانب ما ذكرته من ضمان حياة كريمة لأعضائها، بخلاف التبرعات من الداعمين من
أنباء الوطن.
·
كيف يمكن لنقابة المهن التمثيلية
أن تقدم خدمات تجاه المجتمع؟
- النقابة حاليا تشارك في حملة لتنشيط السياحة المصرية، فقد كنت في
الكويت مؤخرا بصحبة وفد من الفنانين المصريين لهذا الغرض، وانجذبت لفكرة
الاتصال بالنجوم العرب وحضورهم في الأماكن السياحية للترويج للحركة
السياحية، وهي مبادرة من جمعية أهلية بالكويت، بالمشاركة مع هيئة تنشيط
السياحة المصرية، وبرعاية وزير السياحة، منير فخري عبد النور، الذي سيجمعنا
به لقاء قريب لترتيب ماذا يمكن أن تفعله النقابة من أجل مصر. كذلك فالنقابة
تقوم بتنظيم ندوات للفنانين في نادي النقابة تتعلق بمستقبل مصر، لتشكيل
رؤية وتوعية لديهم من خلال متخصصين، منها ندوات تتعلق بمستقبل الدستور
المصري وكيف يمكن للفنانين المصريين تقديم رؤيتهم بشأنه وبلورة أفكار
وتوصيات يمكن التقدم بها إلى اللجنة التأسيسية لوضع الدستور.
·
شاركت في ثورة 25 يناير كما
شاركت في جمعة الغضب الثانية 8 يوليو (تموز)؛ كيف ترى الوضع الراهن في مصر؟
- الثورة مستمرة، ولا بد من الاستجابة لمطالب الثوار، وما ألاحظه أن
الأمور تدار بمنطق الدولة، وليس بمنطق الثورة؛ فالثورة تحتاج إلى تغيير
سريع بينما إيقاع التغيير حاليا يسير ببطء، وهو ما يجعل ثقة الثوار تهتز،
لذا أنا مع من يريدون أن تدار الأمور بطريقة ثورية، وبشكل أسرع، خاصة مع
وجود أعداء الثورة ومن يعيقها.
·
في رأيك.. هل ستتأثر دراما رمضان
بالثورة من ناحية التأثير على حجم المشاهدة؟
- لن نستطيع التوقع، لأن الأحداث في مصر تمر بسرعة غير متوقعة، لكن
الشيء الواضح هو تأثر الحركة الفنية، بعد أن قل كمّ الإنتاج الدرامي هذا
العام بشكل كبير جدا جدا، ويمكن أن تعتمد الفضائيات أمام ذلك لعرض الإنتاج
القدم.
·
هل كنت تتوقع نجاح مسلسل «مطلوب
رجال»؟
- سعدت للغاية عند ترشيحي لدور «خالد»، بسبب وجود كل الجنسيات العربية
في عمل واحد، فهو بالتالي يعني إبداعا عربيا من كافة الأقطار، يدعمه أن كل
فنان سوف يقدم لهجته، فشعرت بأنه عمل متكامل، فكنت سعيدا لذلك، كما أن طول
عدد الحلقات كان تجربة جديدة لمست خلالها مقومات النجاح.
·
هل ترى أن عرض المسلسل في توقيت
قيام الثورات العربية كان من عوامل نجاحه؟
- «مطلوب رجال» فرض نجاحه، ولو عرض في أي فترة أخرى كان سيلاقي نفس
النجاح، والثورات العربية ليست سببا، بل على العكس فأحداثها كفيلة بأن تشغل
المواطنين العرب، وعلى الرغم من هذا نجح المسلسل.
·
دور البطولة في «مطلوب رجال»
يعني أنك في الفترة المقبلة لن تتنازل عن البطولة المطلقة؟
- طوال مشواري الفني لم أبحث عن البطولة، على الرغم من أني بدأت
بأدوار بطولة، ما يتحكم فيّ هو الدور المتميز المؤثر الذي يخدم الناس
وينفعهم، وهذا هو المعيار الذي يتحكم في اختياري، البطولة عندي ليست في
مساحة الدور، لكنها تعني الإجادة والإتقان وترك بصمة في أي عمل مهما كانت
مساحته، فما دمت أتقنت دورا ما فإني بطل له، كما أنني لا أعتبر نفسي بطل
«مطلوب رجال»، فكل المشاركين فيه كانوا أبطالا، لكن اختلفت مساحة أدوارهم،
ومساحة دوري كانت أكبر.
·
هل وجودك في مجلس نقابة المهن
التمثيلية سيؤثر على أدوارك؟
- أعتز بنفسي كممثل، وأظل حريصا على ذلك، وكوني حاليا وكيلا أول
للنقابة فهو ليس منصبا، وإنما خدمة ودور تطوعي أقوم بتأديته لخدمة زملائي
وأبناء المهنة، أنا ممثل ولن يأتي دوري النقابي على حساب الجمهور، فخدمتي
في النقابة حتى يؤدي المبدع دوره للجمهور.
·
هل ستطل على جمهورك بعمل في شهر
رمضان المقبل؟
- كنت متعاقدا على أكثر من عمل، توقفوا جميعا بعد قيام ثورة 25 يناير،
لكن يذاع لي الجزء الثالث من مسلسل «الدالي» مع الفنان نور الشريف، الذي
انتهيت من تصويره منذ عدة أشهر، ومن المنتظر عرضه في عدد من الفضائيات
المصرية والعربية.
·
بمَ تصف اختيارك مؤخرا سفيرا
للثقافة الرياضية من جانب إحدى الجمعيات الخيرية المصرية؟
- اختارتني الجمعية المصرية للثقافة الرياضية لحمل ذلك اللقب، وهو
تتويج لدور أقوم به بالفعل، حيث كنا من خلال الجمعية نجوب محافظات مصر لنشر
الوعي الرياضي وتوجيه الطاقات من خلال حملات وندوات ثقافية للمساهمة في
خدمة قضايا المجتمع، وإطلاق الجمعية علي هذا اللقب هو استمرار لهذا الدور.
الشرق الأوسط في
22/07/2011
عادل وغادة وتامر وهنيدي وجمال ودريد.. يواجهون سلاح
المقاطعة!!
ثورات الربيع العربي انتقل هديرها إلى دراما رمضان
القاهرة: طارق الشناوي
نجحت حملات المقاطعة التي أعلنها شباب «فيس بوك» وأسفرت عن هزيمة
ساحقة ماحقة نالها عدد من نجوم ونجمات قوائم العار، بعد أن تراجع عدد كبير
منهم عن استكمال مشروعاتهم الفنية ومن أكمل مسلسله بات خائفا من نجاح حملات
المقاطعة.
بدأت النتائج الموثقة بالأرقام تعلن عن نفسها بوضوح من خلال تلك
الهزيمة التي مني بها «طلعت زكريا» بعد أن صار له اسم حركي في الوسط الفني
وبين الشباب وهو «طباخ الرئيس» عنوان فيلمه الذي أدى إلى أن يصبح هو الأقرب
في آخر عامين للرئيس المصري المخلوع!! لم يصمد فيلم طلعت زكريا «الفيل في
المنديل» في دور العرض سوى بضعة أيام ثم تم رفعه على الرغم من أن «طلعت»
قال قبل عرض «الفيل» إنه إذا كان هناك مليون مشاهد لن يتابعوا فيلمه فإنه
يثق أن هناك مليونين على الأقل لن يستجيبوا لقرار المقاطعة وسوف يؤازرونه
في دور العرض، ولكن التجربة أثبتت أنه لم يعثر لهم على أثر يذكر.. وكان
«طلعت» كثيرا ما يسخر من فناني القوائم البيضاء، مؤكدا أن الذين يصورون في
الاستوديوهات حاليا هم فقط فنانو القوائم السوداء مثل «عادل إمام» و«غادة
عبد الرازق» و«تامر حسني» و«محمد هنيدي»، ولكن فرحة «طلعت» لم تدم طويلا
بعد أن أيقن أن المقاطعة ليست مجرد تهديد، لكنها صارت موثقة بالأرقام في
شباك التذاكر وبات النجوم الذين احتلوا مكانة في تلك القائمة غير مطلوبين.
كان مثلا شهر رمضان هو شهر الفنانة «روجينا» زوجة نقيب الممثلين
المصريين السابق «أشرف زكي» إلى درجة أنها كانت تشارك عادة في بطولة أربع
مسلسلات تعرض في رمضان، وذلك لأن أصحاب شركات الإنتاج الفني كانوا يريدون
دائما الحصول على رضاء النقيب (أشرف).. الآن صار الخوف من المقاطعة هو
المسيطر على اختيارات شركات الإنتاج للنجوم ولهذا لن تجد لروجينا أو أشرف
وجودا في مسلسلات رمضان هذا العام، وامتد قرار المقاطعة إلى شقيقته الفنانة
«ماجدة زكي» التي كان لها دورها في الهتاف لمبارك في ميدان مصطفى محمود قبل
خلعه فاحتلت مكانة في قائمة المقاطعة!! كان «عادل إمام» يرقب عن كثب ما
يجري بعد أن كان يكذب كل الشائعات التي تحوم حول مسلسله «فرقة ناجي عطا
الله» مؤكدة تأجيله.. كان «عادل» حريصا على أن يتم التصوير بمعدلات تضمن أن
يعرض في رمضان لأنه دخل في معركة شعارها «أكون أو لا يكون».. أراد «عادل»
في البداية أن يشاهد الملايين مسلسله في رمضان هذا العام لينفي تأثر شعبيته
بقوائم العار التي احتل فيها موقعا رئيسيا.. كان «عادل» قد فوجئ بأن عددا
من المناطق الشعبية في مصر مثل بولاق والسيدة زينب وغيرهما قد وضعت على
الجدران يافطات تهاجمه وتطالب بمقاطعة أعماله الفنية على اعتبار أنه من
أكثر الأصوات التي دافعت عن النظام السابق في مصر.. راهن «عادل» على أن
الزمن من الممكن أن يخفف من حدة الغضب العارم وكان واثقا أنه أيضا لديه
اسمه في التسويق في العالم العربي، لكن بعد النجاح في مقاطعة فيلم طلعت
زكريا، قرر عادل بعدها أن عليه أن يراجع أوراقه وألا يصر على التحدي.. لم
يقل «عادل» مباشرة إنه تراجع عن العرض الرمضاني، حرص على أن يؤكد أنه لم
ينته من استكمال الحلقات وأنه لا يمكن بعد أن غاب أكثر من ربع قرن عن
الشاشة الصغيرة أن يعود بعمل فني غير مكتمل، ولهذا حرص على أن يرجئ
المسلسل.. بالطبع لا يمكن لعادل أن يعترف بحالة الخوف التي سيطرت عليه بعد
ثورة يناير والتي بدأت بعد أن اضطرت شركة الاتصالات التي كان يقدم إعلانها
إلى وقف عرض هذا الإعلان بعد أن كلفها كأجر لعادل فقط أربعة ملايين دولار..
راهن «عادل» في البداية على الزمن إلا أن مشاعر الغضب لم تهدأ بل لا تزال
تتخذ أشكالا متعددة خاصة في برامج الفضائيات التي ستضع أمامها اسم عادل
والمقاطعة الشعبية عنوانا رئيسيا للكثير من لقاءاتها.
ربما كانت تجربة «غادة عبد الرازق» مختلفة.. «عادل» أكد أنه لم يخفض
أجره مثلما فعل باقي النجوم، بينما «غادة» صرحت بأنها خفضت أجرها وتنازلت
عن 50 في المائة منه، حيث كانت تتقاضى أكثر من مليوني دولار وهو أعلى أجر
بين نجمات التلفزيون، خاصة أن آخر مسلسل لها «زهرة وأزواجها الخمسة» وقبله
«الباطنية» قد حققا نجاحا تجاريا على الرغم مما نالهما من هجوم نقدي، اكتفت
غادة في «سمارة» بمليون دولار فقط.. كانت «غادة» بلغة شركات الإنتاج
التلفزيوني ورقة رابحة وكان لها مساحتها عربيا وأيضا في كل قنوات التلفزيون
المصري الذي كان يتيح لها مساحة على الشاشة الأرضية والتي كانت قاصرة قبل
سنوات قلائل على عدد محدود جدا من النجوم أمثال «يحيى الفخراني» و«نور
الشريف» و«يسرا».. «غادة» منذ عامين وهى تحتل مساحة موازية لكبار نجوم
رمضان.
هذا العام قرر التلفزيون المصري الرسمي ألا يعرض مسلسلها، الحجة
المعلنة رسميا أن هناك مشاهد ساخنة لا تليق بشهر رمضان رغم أنه في العامين
الماضيين كانت هناك مشاهد ساخنة أيضا في «الباطنية» و«زهرة» وتم عرضهما،
ولا أتصور أن تلك هي الحقيقة لأن التلفزيون يخشى سياسيا أن يعلن أنه ملتزم
بـ«قوائم العار»، التي تحتل فيها غادة مساحة كبيرة، ولا يريد المسؤولون في
التلفزيون أن يعلنوا التزامهم المطلق بتلك القوائم، إلا أنه وفي الوقت نفسه
لا يستطيع التلفزيون أن يتحداها، فتقرر ألا يعرض «سمارة» على قنواته
الأرضية بتلك الحجة وهي المشاهد الساخنة.
كان لغادة أيضا فيلم «كف القمر» شاركت في بطولته، وقد أرجأ المخرج
«خالد يوسف» بالاشتراك مع شركتي الإنتاج والتوزيع العرض انتظارا لما يسفر
عنه العرض الرمضاني لمسلسل «سمارة». المعروف أن الصداقة المعلنة بين «خالد»
و«غادة» أدت إلى أن ترشحه في العام الماضي لأداء دور زوجها الخامس في
الحلقة الأخيرة من مسلسلها «زهرة»، إلا أن الثورة فرقت بينهما، فبينما ذهب
«خالد» إلى ميدان التحرير مؤيدا للثورة.. كانت «غادة» في ميدان مصطفى محمود
تطالب ببقاء مبارك، كل منهما صرح بأنه لن يعمل مع الآخر، لا شك أن «غادة»
وقبل أن يبدأ رمضان لاقت هزيمة لا يمكن إنكارها ولا أتصور أن مسلسلها قادر
على أن يتحدى تلك المشاعر الغاضبة!! من المهزومين أيضا «تامر حسني» وهو
كعادته استهان بقرار المقاطعة وأصدر شريطا عنوانه «اللي جاي أحسن» لاقى
فشلا ذريعا في التوزيع، وعلى «فيس بوك» انتشرت مجموعات تدعو لمقاطعة شرائه
عقابا لتامر حسني، وهو ما يعانيه للمرة الثانية في مسلسل «آدم» الذي تشاركه
البطولة «مي عز الدين». وكانت «مي» قد وقفت على الحياد أثناء ثورة يناير،
إلا أن ارتباطها بتامر لا شك أدى لتراجعها جماهيريا.. أيضا منتج فيلمه «عمر
وسلمى - الجزء الثالث» تراجع مؤخرا عن استكمال المشروع على الرغم من أن
الجزأين الأول والثاني حققا نجاحا ضخما وذلك لأنه ينتظر ما الذي ستسفر عنه
المقاطعة لمسلسل «آدم» في رمضان، هل تنجح المقاطعة أم يتمكن تامر من عبور
هذه الأزمة!! «محمد هنيدي» صاحب براءة اختراع «لا فن في السياسة ولا سياسة
في الفن» ولهذا رفض إقامة مؤتمر صحافي عن مسلسله الرمضاني «مسيو رمضان
مبروك أبو العلمين» والذي عرض قبل عامين كفيلم سينمائي إلا أنه كان يخشى في
المؤتمر الصحافي أن يتطرق للحوار في السياسة وموقفه من ثورة يناير. وعلى
الرغم من أن «هنيدي» لم يتورط في تصريحات مثل «عادل إمام» أو «طلعت زكريا»
إلا أنه أيضا لم يقل رأيا إيجابيا في الثورة. والسكوت في مثل هذه الأمور
يراه الناس ليس في صالح النجم، ولكن هذا هو ما اختاره «هنيدي»، ولا أتصور
أنه يكفي، لكن علينا أن ننتظر رمضان لنرى مدى تأثر «مسيو رمضان» بقرار
المقاطعة.
أما يسرا فلقد اتخذت طريقا آخر، فبالاتفاق مع شركة الإنتاج أرجأت
تصوير مسلسلها «شربات لوز» إلى رمضان 2012، وكان قد سبق أن شاركت في فيلم
قصير عنوانه «داخلي خارجي» إخراج يسري نصر الله، كان الفيلم مؤيدا للثورة
ضمن عشرة أفلام قصيرة عرضت في مهرجان كان تحت اسم «18 يوم» وهى لا تزال
تنتظر أن تخف حدة الغضب والدعوة للمقاطعة التي تواجهها لقربها الشديد من
رموز النظام السابق في مصر!! طرحت الفضائيات من أجل تفعيل نداء المقاطعة
حالة عربية عامة وحطمت الحواجز، في سوريا مثلا بدأ الشباب هناك يتواصلون مع
الشباب العربي ويتوجهون إلى مقاطعة الفنانين الذين خذلوا الثورتين المصرية
والتونسية، وفى الوقت نفسه يطالبون الشباب العربي بمقاطعة المسلسلات
الرمضانية للنجوم السوريين الذين خذلوا الثورة السورية، مثل جمال سليمان
الذي يشارك ليلى علوي بطولة «الشوارع الخلفية» و«تيم حسن» بطل «عابد
كرمان»، وكل المسلسلات التي يشارك فيها النجوم السوريون أمثال «سولاف
فواخرجي» و«دريد لحام» و«سوزان نجم الدين» و«باسم ياخور»، وغيرهم من
الفنانين الذين خذلوا ثورة الشعب السوري!! رمضان هذا العام بطعم السياسة..
الثورات التي حملت اسم «ثورات الربيع» انتقل هديرها إلى الفضائيات!!
الشرق الأوسط في
22/07/2011
20
مسلسلا تتنافس على «كعكة» الدراما الرمضانية
النقاد يتوقعون انكماشها جماهيريا بحكم الظرف السياسي وتغير
مزاج المشاهد
القاهرة: مروة عبد الفضيل
عشرون مسلسلا تتنافس بقوة على «كعكة» الدراما الرمضانية هذا العالم،
وسط توقعات من قبل النقاد بانكماشها جماهيريا من قبل المشاهدين الذين انصرف
معظمهم إلى متابعة الأحداث السياسية والتطورات المتلاحقة في المجتمع، عقب
ثورة 25 يناير. ويراهن النقاد على إمكانية أن تفلت بعض المسلسلات من النفق
السياسي المضطرب، وتلعب دورا في إعادة التوازن لمزاج المشاهد، والذي أتخم
بجرعة سياسية مكثفة، ويحتاج لنوع من الترفيه الفني، والتقاط الأنفاس، تحت
مظلة من الهدوء والسكينة.
«الشرق الأوسط» رصدت هذه المسلسلات، واستطلعت آراء
النقاد والمنتجين، حول شكل المنافسة الرمضانية، وتوقعاتهم للعمل الذي سيحظى
بمساحة مشاهدة أوسع، والإفلات من قبضة المناخ السياسي الساخن.
فبعد غياب 15 عاما عن الشاشة الصغيرة يعود الفنان الكوميدي محمد هنيدي
بمسلسله «مسيو رمضان مبروك أبو العلمين حمودة»، مع المخرج سامح عبد العزيز
ومشاركة كل من نسرين الإمام وليلى طاهر وكريمة مختار.
وفي الإطار الكوميدي كذلك يقدم الفنان سامح حسني وجبة كوميدية من خلال
مسلسله «الزناتي مجاهد» مع الفنانة هالة فاخر والمخرج أسد فولادكار، لينافس
بذلك الفنان أحمد مكي في مسلسله «الكبير قوي» في جزئه الثاني، فيما يدخل في
هذا الصراع الكوميدي الفنان هاني رمزي حيث يقدم مسلسل «عريس دليفيري» مع
إيمي سمير غانم وسهير الباروني ويوسف داود، وتظهر الفنانة حنان ترك في
رمضان من خلال مسلسل «نونه المأذونة» المعدل من «يوميات مأذونة» وهو عمل
كوميدي اجتماعي.
وبعيدا عن الإطار الكوميدي تلتقي الفنانة ليلى علوي مع السوري جمال
سليمان ليقدما معا المسلسل الاجتماعي السياسي «الشوارع الخلفية» عن قصة
الكاتب الراحل عبد الرحمن الشرقاوي، ورؤية وسيناريو وحوار الدكتور مدحت
العدل، وإخراج جمال عبد الحميد ومحمد العدل وإنتاج جمال العدل.
وفي إطار اجتماعي أيضا تدور أحداث مسلسل «مسألة كرامة» للمؤلف أحمد
هيكل، والمخرج رائد لبيب وبطولة كل من: حسن يوسف، عفاف شعيب، عمر حسن يوسف،
ريم البارودي التي توجد تلفزيونيا أيضا هذا العام من خلال مسلسل «شارع عبد
العزيز» مع الفنان عمرو سعد. ويشارك الفنان خالد الصاوي في دراما رمضان
بشخصية الطبيب وذلك لأول مرة على الشاشة من خلال مسلسله «خاتم سليمان».
وفي أحدث تجاربها التمثيلية بعد مسلسل «عدى النهار» تقدم اللبنانية
نيكول سابا مسلسل «نور مريم» للكاتبة الصحافية نوال مصطفى والمخرج إبراهيم
الشوادي.
وبعملين دفعة واحدة نلتقي والفنانة صابرين من خلال مسلسلي «لحظة
ميلاد» و«وادي الملوك»، وأيضا على غرارها تشارك سمية الخشاب في المأدبة
الرمضانية، حيث سيعرض لها في شهر رمضان مسلسلي «كيد النسا» مع فيفي عبده
ومسلسل «وادي الملوك» مع المخرج حسني صالح.
وفي أولى تجاربها التلفزيونية تشارك مي سليم بمسلسل «مكتوب على
الجبين» مع الفنان حسين فهمي الذي يشارك أيضا بعمل آخر هو «تلك الليلة» مع
الفنان عزت أبو عوف.
ولأول مرة يقف المخرج خالد الحجر أمام كاميرا التلفزيون وذلك من خلال
مسلسله «دوران شبرا» الذي يواجه الفتنة الطائفية من خلال العلاقة الجيدة
التي تربط الأقباط بالمسلمين.
وفي نفس إطار مواجهة الفتنة الطائفية يشارك الفنان تامر حسني لأول مرة
تلفزيونيا من خلال مسلسله «آدم»، وذلك مع الفنانة مي عز الدين وإخراج محمد
سامي.
أما الفنانة غادة عبد الرازق فتواصل مسيرة أعمالها الرمضانية بمسلسل
«سماره» مع المخرج محمد النقلي في ثالث تجربة لها معه بعد مسلسلي «عائلة
الحاج متولي» و«الباطنية».
ويقدم الفنان خالد صالح مسلسل «الريان» ويتناول سيرة إمبراطور توظيف
الأموال في مصر أحمد الريان، وفي نفس إطار السير الذاتية يطل علينا الفنان
أحمد شاكر عبد اللطيف بمسلسل «رجل لهذا الزمان» الذي يرصد قصة حياة العالم
المصري مصطفى مشرفة.
وفي نوع من التحدي مع الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية سيتم عرض مسلسل
«الحسن والحسين» الذي يشارك في بطولته كل من: رشيد عساف، علاء القاسم، رامي
وهبة، تاج حيدر، طلعت حمدى محمد آل رشي، عبد الله بهمش، خالد مغويري، ومحمد
المجالي، والعمل من إخراج عبد الباري أبو الخير.
على الجانب الآخر هناك بعض الأعمال التي كان من المفترض أن تعرض العام
الماضي إلا إنها تأجلت وهذه الأعمال هي: «فرح العمدة» للفنانة غادة عادل
والجزء الثالث من مسلسل «الدالي» للنجم نور الشريف ومسلسل «عابد كرمان»
للمخرج نادر جلال والفنان تيم الحسن وأخيرا مسلسل «العنيدة» الذي تقوم
ببطولته الفنانة الأردنية ميس حمدان.
وحول شكل المنافسة بين هذه المسلسلات تتوقع الناقدة ماجدة موريس ونظرا
لتغير الحالة المزاجية للجمهور بحكم الظروف السياسية، أن لا تكون مشاهدة
الأعمال الرمضانية بنفس الاهتمام السابق. لكنها مع ذلك لا تنكر أن هناك
قطاعا كبيرا من الناس هم بالأحرى من كبار السن لا ينزلون إلى ميدان التحرير
وقد يكونون هم فقط المشاهدين للمسلسلات.
أضافت ماجدة قائلة إنه في الوقت نفسه واستنادا إلى قلة الأعمال فهي
تتوقع أن تطفو الأعمال الجيدة على السطح ولن يوجد تنافس بشكل كبير.
وعن الأعمال التي تتوقع لها أن تحقق نجاحا قالت إن لديها تشوقا لرؤية
أولى التجارب الإخراجية للمخرج خالد الحجر تلفزيونيا من خلال مسلسله «دوران
شبرا» وكذلك تتوقع النجاح لمسلسل «رجل لهذا الزمان» إيمانا بموهبة مخرجته
إنعام محمد على، ومسلسل «الحسن والحسين» الذي ستعرضه القنوات التلفزيونية
رغم رفض الأزهر.
تعارضها في الرأي الناقدة ماجدة خير الله حيث أوضحت أن شكل المنافسة
سيكون كبيرا، وإذا كان عدد المسلسلات مقارنة بإنتاج كل عام قليلا إلا أنها
لا تعتبر قليلة أيضا حيث تزيد على العشرين، والجمهور سيقبل على مشاهدتها
بشكل كبير لكون الجمهور ينقسم إلى كتلتين، الأولى وهى الكتلة الأكبر وتتمثل
في الجمهور الذي لا علاقة له بالسياسة ولا يهمه سوى لقمة العيش فقط، هؤلاء
سيجدون أن الأعمال الرمضانية متنوعة بها الكوميدي والسياسي والاجتماعي وبها
أيضا التافهة مما يعني إنها ترضي كافة الأذواق، والكتلة الأخرى من الجمهور
تتمثل في من لديهم إحساس بنبض الشارع ويتحركون من أجل مطالب سياسية هؤلاء
بالفعل لن يهمهم الأعمال المعروضة. وأنهت خير الله كلامها مؤكدة أن المشاهد
الخليجي هو من أكثر الفئات التي ستشاهد الأعمال الدرامية سواء المصرية أو
غيرها.
من جانبه فقد وجد الناقد نادر عدلي أن نسبة المشاهدة لن تقل وإن كانت
ستزداد على الأعمال الكوميدية، مثل مسلسلي هنيدي وأحمد مكي حتى تخرج الناس
من حالة الكبت السياسي الذي تم وضعهم فيه نظرا للحالة التي تمر بها البلاد.
أما المنتج ممدوح شاهين فقد أكد أن الإقبال الجماهيري سيقل بشكل ملحوظ
على الأعمال المعروضة لكون الشعب أصبح لديه اهتمامات أخرى. وتوقع شاهين
لمسلسلات «شارع عبد العزيز» و«سماره» و«آدم» و«كيد النسا» و«مسيو رمضان
مبروك أبو العلمين حمودة» أن تحظى بنسبة المشاهدة الأعلى بين كافة الأعمال
المعروضة.
من جهته أعرب المنتج محمد فوزي الذي يدخل الماراثون الرمضاني بثلاثة
أعمال هي الجزء الثالث من مسلسل «الدالي» و«مكتوب على الجبين» و«فرح
العمدة» عن أمنيته وتفاؤله في أن الأعمال المعروضة تنجح في تغيير الحالة
المزاجية للجمهور خاصة في ظل الزخم السياسي الذي أرهق عقول الناس.
وأوضح فوزي أنه لا يستطيع إبداء تكهنات عن الأعمال التي من الممكن أن
تحقق نجاحا، لكون المشاهد في أول يوم من أيام شهر رمضان يلقي بنظرة خاطفة
على كافة المعروض حتى يستقر على الأعمال التي سيتابعها طيلة الثلاثين يوما.
الشرق الأوسط في
22/07/2011 |