علاقته بالسياسة بدأت فى الخامسة عشرة من عمره، من خلال مشاركته فى
العديد من المسرحيات السياسية التى خلقت لديه ثقافة ووعياً ساهما فى تشكيل
عقله ووجدانه، حواراته الإعلامية واختياره أعماله، وآراؤه الصريحة والصادمة
أحياناً تجعل منه خصماً لجميع الأطراف، فهو الآن فى نظر بعض القيادات
السياسية فى النظام السورى «خائن» بعد أن أيد حق الشعب السوری فى التظاهر
كما أن بعض المعارضين يعتبرونه خصماً يعمل لصالح النظام، وهذه هى ضريبة
الصراحة من وجهة نظره.
وعلى مستوى الأعمال الفنية يقدم جمال سليمان هذا العام مسلسل «الشوارع
الخلفية» قصة عبدالرحمن الشرقاوى، وهو العمل الذى يحكى قصة ضابط رفض تنفيذ
أوامر عسكرية بقتل المتظاهرين فى ١٩٣٥ فتم وقفه عن العمل، ورغم أن العمل
تدور أحداثه فى أوائل القرن الماضى فإنه يستحضر روح ثورة ٢٥ يناير.. عن
السياسة وموقفه مما يحدث فى بلده الآن يدور الجزء الأول من الحوار مع جمال
سليمان:
■
هل اخترت مسلسل «الشوارع الخلفية» ليكون انعكاساً لثورة ٢٥ يناير؟
- ما حدث فى «الشوارع الخلفية» واجهته من قبل فى مسلسل «الناصر صلاح
الدين» ففى الوقت الذى كنا نصور فيه المسلسل وقعت أحداث ١١ سبتمبر ووقتها
انهالت علينا القنوات الأجنبية وسألونا لماذا الناصر صلاح الدين، وهل جاء
رداً على ما قاله جورج بوش بعودة الحروب الصليبية من جديد، والآن نواجه نفس
السؤال لكننى أؤكد أن اختيارنا وقع على هذا العمل قبل الثورة بعدة أشهر،
ومع بداية الثورة كان السيناريست مدحت العدل قد انتهى من كتابة ١٠ حلقات
كاملة، ولم تكن الثورة فى بالنا إطلاقاً، وفى كل مرة تتكرر مقولة مواكبة
العمل الفنى مع ما يجرى على الساحة الآن، وهذا فخر للفنانين الذين اختاروا
هذا المشروع، ودليل على أنهم يسيرون على الخط الصحيح.
■
ما سبب اهتمامك بتقديم أعمال تاريخية؟
- هناك خصوصية لدى الأمة العربية هى أن التاريخ لم يصبح ماضياً بعد بل
هو حاضر وملفاته مفتوحة، ولا يزال ملف صراع يزيد والحسين لم يغلق، ومفهوم
التوريث الذى أقامه معاوية لصالح ابنه لم ينته أيضاً، وكل الصراعات
المذهبية فى العالم العربى والإسلامى لها جذور تاريخية بدأت بشرعية الحكم،
وهى أشياء مازالت تعيش فى يوميات المواطن العربى وموجودة على صفحات
الجرائد، وكأن الحدث الذى جرى قبل أربعة آلاف سنة حدث اليوم، لذلك فالمسلسل
التاريخى من هذا المنطلق عندما يكون أميناً وله رؤية نقدية تجاه التاريخ
ومكتوباً بشكل عميق أعتبره ليس مسلسلاً تاريخياً، بل عمل شديد المعاصرة،
لذا أعتبر «ملوك الطوائف» أو «صقر قريش» عملين معاصرين للغاية، وقد عملت
بهما من هذا المنطلق بشرط ألا نلوى عنق التاريخ لكى نسقطه على الواقع، لأن
التاريخ يسقط نفسه على الواقع بشكل تلقائى.
■
كيف ترى تكرار الأحداث بين ثورة ٢٥ يناير وحركة ١٩٣٥ التى يقدمها مسلسل
«الشوارع الخلفية»؟
- توق المجتمعات العربية للحرية والعدالة لم يتوقف تقريباً منذ منتصف
القرن التاسع عشر، وحتى الآن وبدأت محاولات الاستقلال عن الإمبراطورية
العثمانية، وانطلقت الشعوب العربية تطمح فى الحرية والاستقلال، وهذا الطموح
دائماً يدفع ثمنه، ثم يحدث تراجع كبير جداً، لكن لم تتخل الشعوب العربية عن
هذا الحلم، ولم تكن ثورة ١٩٣٥ منفصلة عن الثورات التى تندلع الآن، فكلها
تضحيات من أجل رفع الظلم والبحث عن مجتمع عادل ودولة تحت سلطة القانون
تحترم المواطن والإنسان العربى، وأعتقد أن ذلك طريق طويل يقطعه المجتمع
العربى، ولا يزال أمامنا وقت لنحققه، ولا أتفق مع الرأى الذى يقول بأن
الحرية ستتحقق فى غضون الأشهر القادمة بل لا يزال أمامها مشروع طويل.
■
هل توقعت حدوث هذه السلسلة من الثورات؟
- قبل ذلك بوقت طويل بدأت مجموعة حوارات واسعة مع بعض المثقفين
والفنانين ورجال السلطة فى سوريا، وقلنا آنذاك بأن هذه الحوارات لها فضيلة
واحدة، وهى أن تقدم نوعاً من الإصلاح والتغيير فى اتجاه الديمقراطية وصياغة
قوانين العدالة والمواطنة فى صالح المواطن السورى والعربى بشكل عام، ومن
خلال عملى كسفير لصندوق الأمم المتحدة للسكان لعشر سنوات أتيحت لى الفرصة
أو أجبرت على دراسة تفاصيل فى الحياة الاجتماعية والاقتصادية العربية،
فوجدت أننا أمام مجموعة معطيات، أولاً أن الأنظمة التى وعدت بالاشتراكية
فشلت فى تحقيقها ودخلت فى نوبات من الكذب المتواصل كى تغطى فشلها ومشروع
التحرير لم يتحقق، فلاتزال فلسطين محتلة والجولان كذلك، ومشروع الدولة نفسه
بات موضوعاً شكلياً وفاشلاً، لأن الدولة أصبحت تحت رحمة القبيلة أو العائلة
أو الحزب الواحد، رافق ذلك انهيار الاتحاد السوفيتى الذى كان يشكل لقطاعات
كبيرة من الدول العربية مثلاً ونموذجاً يحتذى به، لكن هذا المشروع انهار
وفشلت معه مصداقية الأنظمة العربية.
■
تقصد أن الدول العربية كانت تسير وفق استراتيجيات خارجية؟
- بالتأكيد لأن العقل العربى اكتفى فى المائة عام الأخيرة بالتقليد
ولم يبتكر النموذج السياسى الخاص به، واكتفى بتقليد النموذج السوفيتى أو
النموذج الغربى بشكل عام، وعند انهيار الاتحاد السوفيتى انهارت معه النظرية
الاشتراكية اليسارية التى تخلق السعادة للمجتمعات، فالغرب أصبح بالنسبة
للشعوب العربية ليس راعى المبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان فقط، ولكنه
أيضاً داعم الاستغلال والاستعمار والاضطهاد ومساندة المشروع الصهيونى فى
المنطقة الذى يكيل بمكيالين، وهذا يعنى أن المجتمعات العربية اليوم تؤمن
بالقيم الغربية كحقوق الإنسان والليبرالية والتحرر لكنها لا تؤمن بالقوى
الغربية كمساعد لها على الوصول،
لذلك أصبحت الشعوب العربية تعى أن المصالح تتفوق على المبادئ فى كثير
من الأحيان حتى بالنسبة لمجتمعات عريقة فى الديمقراطية مثل بريطانيا أو
فرنسا، ورافق ذلك ارتفاع سكانى كبير فى الدول العربية مثل سوريا، فكان عدد
سكانها فى ١٩٦٠ حوالى ٣ ملايين نسمة، وفى ٢٠٠٠ وصل إلى ١٨ مليون نسمة،
وعليك أن تتخيل أنه فى ٤٠ عاماً زاد عدد سكان سوريا ستة أضعاف، وبالتالى
فأنت أمام ٦٠٪ من المجتمعات العربية من الشباب معظمهم بلا عمل أو أمل أو
دور أو نصيب فى صنع القرار فى بلده، وبالتالى هناك تهميش لقطاعات واسعة من
المجتمع، وأمام انهيار هذه الأحلام وعدم وجود أحلام بديلة أصبحت هناك أزمة
فى الشارع العربى، والقيادة السياسية لم تع ذلك بسبب الغرور المفرط،
واستهانتها بحركة التاريخ لأنه يسير بغض النظر عن الدموع والضحكات، ويتخطى
كل رغباتنا وأمنياتنا، وهذا ما حدث مؤخراً فى الوطن العربى.
■
منذ متى بدأت الفجوة بين السلطة والشعب؟
- بمجرد أن حصلت السلطات العربية على صك الشرعية من المواطن نسيته
وانفصلت عنه، ففى مرحلة التحرر من الاستعمار كان هناك التحام بين الجماهير
والطليعة الثورية التى كانت تقود هذه الجماهير نحو التحرر. لكن للأسف عندما
جلست على الكراسى وتمكنت من مجريات الأمور نسيت الجماهير، وبدأت هذه الفجوة
تتسع يوماً بعد آخر، ويتم ترقيعها ببعض التغييرات والإصلاحات التجميلية
أحياناً، وببعض المنح فى أحيان أخرى. لكنها فى النهاية تظل مسكنات لم تعالج
المشكلة الأساسية، وهى إحساس المواطن العربى بأنه ليس شريكاً فى الحكم، مما
أوقعه فى دائرة اليأس، فكان التفكير إما فى الهجرة سواء الشرعية أو غير
الشرعية أو انتظار الفرصة، وأعتقد أن «بوعزيزى» كان مثالاً عظيماً لهذه
الدلالات الرمزية، لأن هذا الشاب الذى يمثل ملايين الشباب العربى وصل
لمرحلة جعلته لم يعد يطيق الحياة بهذه الطريقة، وحدث الانفجار، وكانت
المجتمعات المصرى والسورى والتونسى وغيرها من المجتمعات العربية تنتظر هذه
الشرارة التى ستشعل هذا البرميل من الوقود.
■
منذ متى تتوقع حدوث هذه الثورات؟
- منذ أن بدأت العمل فى مصر أرى أنها على وشك الانفجار لأنه لا يمكن
أن تستمر على ما هى عليه، وكان البعض يضحك على ويقول لى إن الشعب المصرى
صبور، لكننى كنت أرى أن صبره قد نفد، لكن ما جرى لم أتخيل أن يحدث بهذا
الشكل إطلاقاً، وحتى فى سوريا كنت أتوقع أن الناس لن تحتمل ذلك لزمن طويل،
لكننى فوجئت بأن هذا الزمن ليس طويلاً على الإطلاق، وهنا توجد نقطة مهمة هى
أن هذا الجيل الذى أشعل الثورات هو جيل كان يتحرك بعيداً عن أنظارنا عبر
الشبكة العنكبوتية، وهذا الشكل من التواصل كان بديلاً عن خواء مفهوم
الأحزاب فى العالم العربى، لأن الأحزاب فى الوطن العربى أصبحت قشرة ليس لها
مضمون بما فيها الأحزاب المعارضة التى أصبحت مثل التراث أو الهياكل أو لها
صفات توضع على مبان ليست لها فاعلية أو وجود على أرض الواقع، ولا تستطيع أن
تحرك شارعاً وليس بلداً بأكمله، وبعيداً عن كل ذلك بدأ الشباب فى التواصل
اللاأيديولوجى واللاحزبى، إننا نريد أن نكون شركاء فى هذا البلد ونريد
حقنا، والحقيقة أن نتائج ذلك كانت كبيرة جداً، ولم يستطع أى مثقف أو عالم
عربى أن يتوقع ما حدث بهذا الشكل وبهذه السرعة.
■
لكن لم تظهر بوادر الثورة طوال الفترة الماضية فى سوريا؟
- هناك سبب أساسى لذلك، وهو أن الشعب السورى كان لديه أمل كبير فى
بشار الأسد ومشروعه الإصلاحى، والحقيقة أنه ليس من الحقيقة أن بشار الأسد
نظر الشعب إليه على أنه وريث لحافظ الأسد، بل نظر إليه باعتباره شاباً لديه
مشروع إصلاح قادر على أن يحول سوريا إلى بلد مزدهر، تقوده قوانين العدالة
وتحوله إلى دولة مؤسسات حقيقية وسط سيادة القانون والحرية والعدالة،
والحقيقة أن أمل الشعب السورى كان كبيراً جداً، وكانوا يعطون لهذا المشروع
فرصته كى يتحقق. لكن للأسف الشديد تأخر وتردد هذا المشروع فى الخروج إلى
أرض الواقع بخلاف بعض التفاصيل الصغيرة التى لم تترك انطباعاً قوياً لدى
الشارع، ولم ترض حلم الشعب السورى، وهذا ما جعله يعبر عن رأيه فى هذه
الثورة، وأنا شخصياً كنت أتمنى نجاح المشروع السورى بلا دماء أو انفجارات
أو حرائق، لكن التأخير لم يكن فى صالح أحد سواء سوريا والنظام السورى، أو
المجتمع ككل، لذلك نحن نعيش فترة عصيبة جداً.
■
ترى لماذا لم تنته الثورة السورية إلى الآن؟
- وهل انتهت الثورة المصرية؟ وهل خرج المجتمع المصرى من المأزق؟
فالطريق لايزال طويلاً والمشكلة أن وسائل الإعلام كررت ما حدث حتى مع
الأنظمة التحررية، فمجرد أن تنتقد النظام على أى تصرف أو ممارسة فأنت تقف
أمام المشروع التحررى، وبمجرد أن تقول رأياً موضوعياً فى أى تحرك ثورى
جماهيرى عربى تتهم بأنك ضد الثورة، وهذا الشكل من أشكال التقسيم بين الناس
الغاية منه تكميم الأفواه وإغلاق العيون عن رؤية الحقيقة لنعود إلى نفس
النقطة التى كنا فيها من قبل، حيث لا حرية فى التعبير اليوم، فالثورة
المصرية لم تصل إلى شط الأمان كما هو واضح فى كل جمعة فى ميدان التحرير.
حيث نتعلم كل يوم شيئاً جديداً، ونرى ملمحاً جديداً من ملامح الثورة سواء
كان هذا الملمح طيباً أو مقلقاً،
وفيما يتعلق بسوريا أرى أن هناك خيارين لا ثالث لهما، إما أن نستمر
كما نحن، وبالتالى ستتحول سوريا إلى بلد ينبعث منه الدخان فى كل شارع به أو
ندخل فى حوار شجاع ووطنى تحدث فيه تنازلات لصالح مستقبل سوريا، وكى لا يكون
حديثى عاماً فإن مطالب الشعب السورى واضحة جداً، وهى إقرار دولة القانون
والتداول السلمى للسلطة والشراكة فى الوطن، ومن غير ذلك أعتقد أن أى إصلاح
لن يكون مرضياً للشارع، وإذا كان النظام يقول إن هناك مؤامرة فرأيى أن
المؤامرة ستتغذى على هذا التردد والبطء فى تنفيذ المشروع، لأنه فى حالة
الصدام ستظهر نزعة التطرف لدى الجميع، لأن الدم يخلق نزعة تطرف ليس
بالضرورة تطرفاً دينياً، لذلك لابد من الدخول فى مشروع حوار سريع وأن تكون
هناك تنازلات ومصالح وطنية،
فهناك بوادر خصام بين بعض الفئات لأننى عندما يتم سبى حتى فى عرضى من
قبل مناصرى النظام لمجرد أننى قلت إن من حق الشعب السورى أن يتمتع بالحرية،
وأن يذهب إلى صناديق اقتراع نظيفة، ومن حق الشعب أن يكون شريكاً فى الحكم
خلقت خصومة مع بعض المؤيدين للنظام، لا أتمنى أن تكون هناك خصومة بينى وبين
النظام، وإذا حدث سيكون النظام هو المسؤول، وأرغب فى أن أدخل فى حوار مفتوح
سواء مع النظام أو المعارضة للوصول إلى صياغة نهائية فى صالح البلد وأنا
غير مؤيد لرفض الحوار مع النظام، لكنى لا أؤيد أيضاً نظاماً يتكلم عن حوار
ولا يزال يستخدم القبضة الأمنية وبشدة فى الشارع وعليه إذا كان مخلصاً فى
محاولته فتح حوار مع الشعب السورى أن يخفف من قبضته الأمنية وألا يترك
البلاد للفوضى أو لأى جماعة تسعى لإحباط الحوار عن طريق إحراق الشارع
وأعتقد أن ذلك سيتم عندما يعلن النظام عن رغبة حقيقية فى التغيير ويعقد
اجتماعات مع جميع أطياف المعارضة.
■
وهل تقتنع بأن هناك جماعة تقود الفتنة فى الشارع السورى؟
- أنا من المؤمنين بنظرية المؤامرة ومعرفتى البسيطة بالتاريخ أعطتنى
«ألف دليل ودليل» على وجودها، ولكنى أكره تعليق كل شىء عليها لأن ذلك مدمر
ويمنعك أحياناً من رؤية الحقائق. هناك حرب إعلامية بين النظام والقوى
المعارضة، فالنظام يقول إن هناك فتنة طائفية ومؤامرة خارجية وهذا غير صحيح
والمعارضة تقول إنه ليس هناك أى فتنة أو مؤامرة خارجية أو أى عنف من قبل
الثورة وهذا غير صحيح أيضاً، ولابد أن نعترف بأن سوريا لها وضع خاص جداً فى
المنطقة، فهى محاطة تقريباً بخمس دول، وسوريا لها حلفاؤها بين هذه الدول
وأعداء أيضاً وهناك الكثير من العلاقات الثأرية، بالإضافة إلى أن المجتمع
السورى يضم بعض الاتجاهات ومنها اتجاه دينى مؤيد للنظام وآخر معارض لكنه
وسطى وحداثى واتجاه ثالث متشدد يريد بطموحه حتى لو كان أقلية أن يقيم دولة
إسلامية على الطريقة الطلبانية وهذه حقائق وإنكارها نوع من طمس الحقائق،
وبالتالى فإن مقولة النظام بأن ما يحدث فى الشارع نتيجة مؤامرة خارجية غير
صحيح لأنك بذلك تسقط من الحساب أخطاءك كنظام وتؤخر مشروعك الإصلاحى وحاجة
الناس إلى الحرية وإلى العدالة، لذلك أقول إن الحوار الحقيقى والمخلص
والبناء الذى لا يحمل أى نيات غير طيبة هو الشىء الوحيد الذى يستطيع أن
يفرز المشروع الوطنى السورى، لأنه دون أدنى شك عندما يسيل الدم فى الشارع
تسقط كل الحدود وكل الاعتبارات وسيجد كل شخص مبرره لكى يرد على هذا الدم
بدم آخر.
■
هل تجد أنه لايزال هناك مستقبل للسلطة الحالية فى سوريا؟
- بالتأكيد لا، لكنى أعتقد أن المشروع الإصلاحى إذا حدث اليوم فسوف
يضمن على الأقل أن يظل حزب البعث موجوداً بين باقى الأحزاب وأن يمارس عمله
ودوره السياسى، وعلينا أن نختار بين أن نتحول إلى نفس النموذج الليبى
والعراقى أو نموذج يشبه ما حدث فى تشيكوسلوفاكيا بعد انهيار الاتحاد
السوفيتى.
■
وهل ترى أن نموذج العراق قد يتكرر فى بعض البلدان العربية؟
-أكبر قلق يساورنى الآن، لأنى أرى أن المشهد الليبى بعد كل هذه الشهور
أصبح مقلقاً للغاية، وهذا ليس دفاعاً عن معمر القذافى لأننا لا نختلف على
أنه زعيم ديكتاتور، وأن من حق الشعب الليبى أن يعيش فى دولة ديمقراطية ولكن
هل هذا سيحدث؟ وهل لن تقسم ليبيا؟ خاصة بعد أن قسمت السودان إلى شمال
وجنوب، وهل هذا آخر تقسيم فى السودان؟ وما هو مصير دارفور؟ وهل ذلك لا يحث
على التفكير والتأمل واحتمالات التجييش الطائفى فى سوريا؟ هل هى ليست
احتمالات واردة؟ صحيح أن المجتمع السورى لم ينقسم طائفياً وأن المظاهرات
ترفع شعارات تندد بالطائفية ولكن استخدام الورقة الطائفية وارد، لذلك أنا
من الداعين إلى الحوار وإلى التغيير السلمى، وأى استمرار فى الحالة التى
نحن عليها سيضعف البلد، وعدم طرح ذلك من وجهة نظرى هو الخيانة بعينها، فنحن
نريد الديمقراطية ولا نريد مزيداً من القمع ولا نريد أن نذهب لمناطق نفقد
فيها السيطرة، ولكن فى الوقت نفسه لا نريد أن نخطو باتجاه تحقيق ما تبقى من
أمنيات للمشروع الصهيونى.
■
لماذا لم يسقط النظام السورى حتى الآن؟
- هناك مساندون للنظام السورى ليس بالمفهوم السلبى أو مفهوم العصابة
بل هناك مؤيدون للنظام كما هو عليه لأنهم لم يفقدوا الأمل فى مشروع بشار
الإصلاحى بالإضافة إلى خوفهم من المستقبل، وكشخص سورى أرى أننا أمام
انتفاضة للشعب السورى ترفع مطالب أؤيدها جداً لكن لدى سؤال هو ماذا بعد؟
لأننا تعلمنا من ميدان التحرير درساً مهماً جداً وهو أن الذين لم يكونوا
موجودين فى أول أيام الثورة هم الذين نزلوا الآن واحتلوا ميدان التحرير
بصرف النظر عن صفات من نزل فى الأول أو فى الآخر، ولكن عندما يفتح الطريق
هناك أطياف واسعة من العابرين منهم أخيار ومنهم أشرار، وسيعبر الجميع
ومشكلة الانتفاضة فى سوريا أنها ليس لها قيادة نعرفها ونستمع إليها ونتفق
معها إلا فى الفترة الأخيرة عندما تبلورت فى مجموعة من الشخصيات تقول
كلاماً طيباً ولكنه عام والسؤال هو: هل هناك ضمانات بأن الشباب الذين قدموا
التضحيات لن يسرقوا من قبل جهات أخرى تجهز نفسها الآن وتنتظر الدخول فى
لحظة معينة وحاسمة؟
أما بخصوص المعارضات الخارجية التى شاهدتها فى بعض المؤتمرات
فباستثناء بعض الأشخاص مثل الدكتور برهام غنوم ليس لدى ثمة احترام لباقى
الأسماء وأنا كسورى ومثلى ملايين نرى أن باقى الاسماء ليس لها قيمة أو
مصداقية فى الشارع السورى ولا يمكن أن نعطيها مستقبلنا وهناك علامات
استفهام كثيرة عليها لأنه من الصعب أن أنظر باحترام إلى شخص يحضر مؤتمراً
عن مستقبل سوريا ينظمه شخص صهيونى ولا يمكن لشخص صهيونى أن يفكر بمستقبل
عظيم لسوريا، ولا يمكن أن أستند لشخص قد جمع ثروة من خلال عمله كمهرب فى
سوريا وتحول الآن إلى شخصية معارضة حتى لو استقبله أوباما أو جورج بوش فى
البيت الأبيض، فقد يعنى لهما شيئاً لكنه لا يعنى لنا أى شىء وأنا كشخص سورى
لا يمكن أن استبدل النظام السورى بهذه الأسماء لكن مطلب التغيير موجود ويجب
أن نكون حريصين على اختيار مساره وإلا سنذهب إلى المجهول ومن هذا المنطلق
هناك شرائح واسعة من الشعب السورى تساند النظام وتعتقد أن سوريا الآن أفضل
من سوريا الغد التى قد تعيش على الفوضى والصراع على السلطة والمشاريع
الغربية.
■
وهل جاءت التغييرات التى أجراها الرئيس السورى مؤخراً فى حجم طموحاتك؟
- لم ترض طموحى الشخصى والذى يجب أن تستوعبه القيادة السياسية أن
الإصلاح يجب أن يكون كلياً لا جزئياً ليتأكد الشعب من نية النظام فى
التغيير وحتى يكون لهذه التغييرات فاعلية ودور وحتى لو كان هناك دستور قوى
يجب أن يكون هناك من يحمى هذا الدستور وهو القضاء السورى، كذلك ما معنى أن
أؤسس أحزاباً ولا يكون لها حق الترشح لرئاسة الجمهورية، لذلك ما يتمناه أى
سورى الآن أن يقوم النظام السورى بتقديم مشروع إصلاحى كامل ومتكامل وأن
يكون شجاعاً فى ذلك وأنا أعرف أن ذلك سيكون فيه جانباً من التضحيات لكن يجب
أن تقدم الآن وتتم التضحية بالجزء لكى يحيا الكل.
المصري اليوم في
17/08/2011
جمال سليمان:
تجربة «الشوارع الخلفية» منحتنى الحرية أكثر من
تجاربى السابقة
(٢-٢)
حوار
أحمد الجزار
بثقة واضحة، نجح جمال سليمان فى تجسيد شخصية «شكرى عبدالعال»، الضابط
المصرى الذى رفض إطلاق النار على المتظاهرين فى مسلسل «الشوارع الخلفية»،
الذى اعتبره النقاد أحد أفضل المسلسلات هذا العام، وفى هذا الحوار أكد جمال
سليمان انه نجح فى هذه التجربة بأن يتحرر من بعض القيود وأنه أصبح لديه ثقة
فى نفسه، كما يرى أن غيابه عن السينما لا يفقده الكثير وأن هناك أعمالا
تليفزيونية توازى نصف ما أنتجته السينما سواء المصرية أو السورية عن الفن
وكان لنا هذا الحوار مع جمال سليمان:
■
كيف تعايشت مع شخصية شكرى عبدالعال؟
- «شكرى» ليس شخصية وطنية وحسب بل مجموعة من الشخصيات المترابطة
وأحيانا المتناقضة. وهذا حال كل شخص فينا. فشكرى عبدالعال له أكثر من وجه
فهو بطل فى نظر الشارع الذى يسكن فيه وحاول أن يخدم هذه الصورة ولكنه مع
بناته الأب المكسور العاطل عن العمل الذى لن يستطيع تزويجهن كما يتمنى بسبب
وضعه. أما مع حبيبته فهو العاشق الخمسينى الذى يريد أن تطغى مشاعره النبيلة
على غرائزه كرجل وحدانى يعيش بلا امرأة منذ زمن. مع شباب الشارع هو البطل
والقدوة والمثل والأب الروحى كل هذه الصور يريد أن يحافظ عليها بأى ثمن
ولكنه أحيانا يخفق. كانت الصعوبة أنه كيف تقدم كل هذه الوجوه مع الحفاظ على
وحدة الشخصية ورغم ذلك فإن الشخصية تعد جذابة بالنسبة لى لأنه من غير
الجذاب أن تقدم شخصية نمطية.
■
ولكن تبدو فى هذه التجربة أكثر تحررا من الأعمال السابقة؟
- قد يكون ذلك حقيقياً لأننى سعيت لأن أحصل على حيز كبير من التلقائية
وتعلمت مع الزمن أن أثق فى نفسى وأتركها على سجيتها. وأعترف بأننى لم أكن
كذلك فى البدايات. كنت أحسبها جدا وكان يسيطر الطابع العقلانى على أدائى،
ورغم أن ذلك ليس سيئا فإنه كان ينقصه جزء من الروح، ولكنى اكتسبت هذه الثقة
بعد أن نجحت فى تقديم أعمال كبيرة وبلهجات مختلفة عن اللهجة التى اعتدت
عليها.
■
ولكنها المرة الأولى فى مصر التى تقدم فيها عملاً مأخوذاً عن رواية أدبية؟
- أرى أن الرواية العربية أفضل مصدر للعمل التليفزيونى حتى إن المخرج
هيثم حقى قد أطلق عليها «الرواية البصرية» وأعتقد أن ذلك وصف دقيق للمشروع
التنويرى والثقافى الذى يجب أن يقوم به التليفزيون، وأعتقد أن الدراما قد
نجحت لسنوات طويلة فى تحقيق قفزات بفضل الرواية.
■
وهل توقعت ردود الفعل التى حققها المسلسل أثناء عرضه؟
- بصراحة توقعت من البداية أن يحقق العمل مشاهدة جيدة ولكن لا أنكر
أننى أقلق من المشاهد الرمضانى لأنه أحيانا يتعامل مع الأعمال مثل الأطعمة
ولكن رغم ذلك فهو نفسه المشاهد الذى قد يهتم اهتمام عظيماً بالعمل بعد
رمضان مثلما حدث فى مسلسل «قصة حب»، الذى اعتبره مغامرة أكثر من «الشوارع
الخلفية» ولكننى أقتنع بأن هناك نقطة التقاء تحدث بين العمل الفنى والمشاهد
سواء اليوم أو غدا.
■
وما هى حقيقة تقديمك لعمل بعنوان «أنا وصدام»؟
- بالفعل كنت سأقدم العمل لولا أنه لم ينجز فى الوقت المناسب. كما
لاحظت أيضا أن معظم الفضائيات العربية تتجنب هذا الموضوع دون أن أعرف السبب
الحقيقى ولكن رؤية المحطات أن الموضوع حساس وأنهم يخشون أن يخوضوا فى مثل
هذه القضايا الإشكالية والتى قد لا تتفق مع فكرهم السياسى. والمسلسل تدور
أحداثه حول شخص يتعرف على صدام حسين فى إحدى مراحل حياته وبعد وفاة صدام
حسين يذهب ليبحث عن ابنه فى العراق الذى انضم للمقاومة وقد انعكس لقاؤه مع
صدام فى عملية البحث عن ابنه. ومن خلال رحلته نرى كيف تحولت الحياة فى
العراق، وأؤكد أن العمل لا يدافع إطلاقا عن صدام ولكن المشكلة أن أى تفكير
حول العراق أصبح يقتصر على إدانة صدام أو الدفاع عنه. هذا لم يكن موضوعنا
ولكن المسلسل يتعرض للعراق اليوم الذى تحول فيه إلى دولة طائفية وأصبح شبح
التقسيم قائماً مادام هناك نزاع عرقى وطائفى وأى شخص يتأمل المشهد يرى ذلك.
■
وما رأيك فى اعتقال مجموعة من الفنانين والمثقفين بعد مشاركتهم فى
المظاهرات؟
- هذا ما أزعجنى للغاية وأرى أنه خطوة فى الاتجاه الخاطئ بالنسبة
للنظام ومن وجهة نظرى فهو مدان.
■
هل ترى أن الإعلام السورى يقع فى الخطأ نفسه الذى وقع فيه الإعلام المصرى
أثناء الثورة؟
- هذا حقيقى، وأحد أسباب انفجار الأزمة هو الإعلام الضعيف الذى يخضع
لوصايا ليس لها أفق.
■
هل فكرت فى النزول إلى هذه التظاهرات؟
- الحكاية ليست فى أن أنزل المظاهرات وأعتقد أن ما أقوم به من نشاط
عبر وسائل الإعلام وإن كان محدودا بسبب حساسيتى المفرطة من أى شخص الآن
يحاول أن يصنع نجومية على حساب تضحيات الناس وحساسيتى المفرطة من أى شخص
حاول أن يركب الموجة ويصنع من نفسه بطلا. أنا لا أريد أن أصور نفسى على
أننى بطل وفى الوقت نفسه لا أريد أن يصور رأيى الحر على أنه خيانة للناس.
أريد أن أقول قناعاتى ولكن فى حدود أراها مناسبة وقد يكون ذلك مفيداً فى
هذه المرحلة أكثر من النزول إلى المظاهرة.
■
أنت متهم من قبل السلطات السورية بأنك أيدت التظاهر وفى الوقت نفسه يضعك
الثوار ضمن القوائم السوداء لعلاقتك بالنظام كيف ترى موقفك الآن؟
- أنا موجود فى قوائم الشرف والعار. لا أعرف إن كان الثوار الحقيقيون
هم من يضعون هذه القوائم أم مجرد أشخاص يمارسون الفعل الثورى فى أوقات
الفراغ على الفيس بوك. فى البداية قلقت جدا من ذلك لأنى لا أحب أن يخيب أمل
الناس ولأنى أحمل قناعات قلتها فى السر والعلن دون أن أغير بها شيئا وكان
حولى من يخاف على ويطلب منى أن أتجنب ذلك خوفا على وضعى كفنان لأنك تعرف
ويعرف الناس أنه أصبح من السهل أن تنظم حملات تشويه سمعة لأى شخص عبر وسائل
الاتصال الحديثة. الموضوع لا يكلفك أكثر من شخصين بلا ضمير وبلا أسماء
حقيقية يجلسون على النت ساعتين كل يوم لمدة خمسة أيام وتتم تصفية الشخص
المطلوب.
لكنى وبصراحة تجاوزت هذا الأمر ولم أعد أتابع مواقع القوائم، لأن
الأمر بالنسبة لى أكبر بكثير من ذلك. أضف إلى ذلك أن هذه القوائم تحمل
بالنسبة لى رائحة الإرهاب الفكرى وتذكرنى بعقلية العصور الوسطى. هذه حرب
إعلامية كبيرة يخوضها هواة ومحترفون، شرفاء وأنذال. لكنى كشخص أريد أن
أتحرر من ذلك وأقول ما أقتنع ولو كنت غير ذلك لما كان هذا الحوار. وقد أكون
مخطئا فى بعض القناعات ولكنها فى النهاية قناعاتى ولن أضطر إلى أن أجامل أى
طرف على حساب الحقيقة، كما أراها بحثا عن مكان فى قائمته.
■
هل تضطر أحيانا إلى تقديم أعمال سورية حتى لا تتهم بالانحياز للأعمال
المصرية؟
- بالتأكيد لا لأننى أحب الدراما السورية وأعتبر نفسى واحدا من الذين
ساهموا فى بنائها وهى بيتى الأول ولها فضل على لأنها جعلت منى نجماً على
مستوى العالم العربى، كما أننى أحب طريقة العمل بها ولكن الناس تعلم بأننى
مقل بطبعى فى الأعمال وأقدم عملاً واحداً فقط فى العام أو عملين على
الأكثر، أحدهما تاريخى والآخر معاصر ولكن عندما حضرت إلى مصر كان من الصعب
أن أقدم عملين لأن العمل المصرى يتطلب منى وقتاً ومجهوداً كبيرين جدا وفى
العام الذى لا أعثر فيه على عمل مصرى مناسب كما حدث فى عام ٢٠٠٨ قدمت
مسلسلين «أهل الراية» و«فنجان الدم» وكان من المقرر هذا العام أن أقدم
مسلسل «أنا وصدام» لولا ظروف كتابته، لذا فأنا لا أتأخر عن الدراما السورية
ولكن إذا توافرت لى الفرصة.
■
ولماذا رفضت عرضا مغريا من إحدى شركات الإنتاج مقابل عرض أقل لشركة العدل
فى مسلسل «الشوارع الخلفية»؟
- أعتقد أن قرارى احترافى من الدرجة الأولى لأن العمل أهم من المادة
من وجهة نظرى، وعندما قررت العمل مع شركة العدل كنت أضمن على الأقل جودة
العمل وأنه سيخرج على مستوى فنى مرض، ولكن اختيارى للأجر الأكبر كان
سيحرمنى من أى ضمانات تخص العمل نفسه لذا عندما طلب منى جمال العدل تخفيض
أجرى بسبب الثورة لم أتردد لأنه من مصلحتى أن تظل هذه الشركات تعمل لأنها
لو توقفت عن الإنتاج سأتوقف وأجلس فى بيتى ومن الواجب أن نساند بعضنا البعض
فى هذه الظروف لأننا نعمل فى منظومة واحدة، كما أننى أرى أن مسلسل «الشوارع
الخلفية» هو مغامرة كبيرة فى ظل الأوضاع العادية فكيف عندما أرى منتجا
متحمسا له فى هذه الظروف هل أتخلى عنه وأتركه؟.
■
ولكن ترى لماذا ينظر لمثل هذه الأعمال التليفزيونية بأنها بلا ذاكرة أو
تاريخ مقارنة بالأعمال السينمائية؟
- أرى أنها مقاييس غير صحيحة بالمرة فهناك أعمال تليفزيونية لها أثر
أهم بكثير من أعمال سينمائية عديدة وأرى من وجهة نظرى أن مسلسلاً مثل
«الجماعة» أفضل من نصف السينما المصرية كما أرى مسلسل «التغريبة
الفلسطينية» أفضل من ثلاثة أرباع ما أنتجته السينما السورية، وأرى أن صناعة
الدراما التليفزيونية لها عدة طرق فى صناعتها مثل الفيلم السينمائى أيضا له
عدة طرق، وهناك أفلام تصنع فى ١٥ يوما فقط لتعرض فى العيد وأعتقد أنها ليست
سينما كما أن المسلسلات الآن أصبح بها لغة سينمائية متطورة وأعتقد أن
الأيام المقبلة ستشهد تطورا كبيرا على مستوى الدراما التليفزيونية بينما
ستظل السينما المصرية فى مكانها، وأرجو أن أكون مخطئاً إلا لو حدث تغير كلى
فى نمط التفكير فى عملية إنتاج الفيلم السينمائى وسيكون المخرج الوحيد لها
هو الموضوع وليس النجم.
المصري اليوم في
07/09/2011 |