حينما نقترب من الفنان القدير إبراهيم الصلال، فإننا نقرأ كماً من
العناوين الكبيرة التي سطرت مسيرة هذا الفنان الكبير، الذي استطاع عبر
مشوار فني يمتد لأكثر من خمسة عقود من الزمان، أن يكون الشريك الأساسي
والفاعل في مسيرتنا الفنية، فهو المبدع المسرحي الذي ستظل بصماته خالدة في
ذاكرة ووجدان الجماهير، وهو أيضاً المقدرة على التنوع والتفرد التلفزيوني
وكماً آخر من المحطات، التي نرصدها ويبوح بها نجمنا الكبير في حديث
الذكريات. واعترف شخصياً وأنا اسجل ذلك المشوار، انني تعرفت على مسيرة
مبدع.. وفي الحين ذاته مسيرة فرقة مسرحية شامخة هي فرقة المسرح الشعبي التي
يترأس مجلس إدارتها.. وهي دعوة إلى القراءة والتأمل والاستمتاع. يطوف بنا
الفنان القدير إبراهيم الصلال، عبر كم من المحطات، على عدد من اللحظات
الهامة في مسيرته ومشواره الفني والانساني، وفي المحطات السابقة توقفنا عند
ولادته في قرية «الفنطاس» وانتقاله الى المرقاب لاحقاً والتحاقه بالمسرح
الشعبي وكم اخر من الذكريات التي تناولت جوانب من مشواره.. وفي الحلقة
الماضية تناول عدد من القضايا.. واليوم يستهل حديثه مع العناصر التي
يفتقدها من رفاق مسيرته قائلاً:
افتقد وبشدة الراحل عبدالعزيز المسعود وايضاً عبدالعزيز النمش
وعبدالرحمن الضويحي وعبدالله خريبط.. افتقدتهم كثيراً.. شكلوا مرحلة هامة
من حياتي ومسيرتي ورحلتي الفنية، وكانوا نعم الاهل والاصدقاء، كما افتقد
الراحل جوهر سالم وصقر الرشود، الذي لطالما عملت وتألقت.. هؤلاء من افتقدهم
كثيراً من رفاق المشوار الفني.. وهم يشكلون خسارة كبيرة للكويت ولي شخصياً.
ويستطرد: مثلاً، الراحل صقر الرشود، قام بدفن ابنه صباحاً وسافر في
العصر ليعرض في المساء مهرجان دمشق المسرحي، وهذا يمثل التضحية الحقيقية
لحرفته.. وللكويت قبل أي شيء اخر.. كيف يمكن تسمية هذه التضحية وهذا
الانتماء الحقيقي للحرفة.. ومعه حصدت الكويت الكثير من الانجازات والسمعة
الفنية والمسرحية العالية.
لهذا افتقده.. وافتقد تلك الصفوة التي طرزت حياتنا.. ومشوارنا الفني،
قبل ان اكون صديقاً ورفيقاً لها.. رحمهم جميعاً..
·
قدمت مجموعة من الاعمال السياسية
خلال مشوارك الفني، ماذا عنها؟
اتشرف بانني قدمت الكثير من الاعمال السياسية، ومنها «حامي الديار»،
وهي كانت تتنبأ بما سيحصل اليوم، فما تعيشه اليوم من احداث، كنا قد سلطنا
عليه الضوء، لقد كانت مسرحية، «حامي الديار» تستقرئ المستقبل.. وتناقش
الواقع بكثير من الشفافية، العمق والاشتغال الفني الرفيع الذي شارك فيه
صفوة من نجوم الوسط الفني في دولة الكويت.
ويستطرد: عمل مسرحي يتبنى كل شيء، احزاب وخلاف واخوان وتيارات دينية
وحيث جسد الثنائي الفنانين جاسم النبهان وعبدالناصر الزاير، تلك الاتجاهات
الدينية السياسية، وعبروا عنها بعمق واحتراف.. وانا قدمت مقدمه العمل،
كممثل لسيدي صاحب السمو الأمير، انصح من خلالها الجميع، بان ينتبهوا إلى
الكويت.. وكنت اتنقل في «البلكونات» التي بنيت خصيصاً لي، من اجل ان اوصل
الرسالة الى الجميع.. محذراً.. ومنها..
ويقول: واستطيع ان اقول، ان كل ما قلناه في عام 1986 - 1987 - خلال
تقدم ذلك العرض او غيره، هو يحصل اليوم بالتحديد، ولهذا اقول ان مسرحية
«حامي الديار» كانت بعيدة النظر، احترافية في طروحاتهم والقيم التي تؤكد
عليها..
·
الامر لا يتوقف عند هذه
المسرحية.. ففي رصيدك الفني انت بالذات، الكثير من الاعمال المسرحية ذات
المنظور والبعد السياسي.؟
اشكرك على الذهاب الى هذا الجانب، لانني اعتقد بانني توقفت خلال
مسيرتي كثيراً، في اطار الاعمال ذات الطرح السياسي، وبعد «حامي الديار»
قدمت العديد من الاعمال المسرحية السياسية الصريحة، ومنها مسرحية «حرم
سعادة الوزير» والتي ذهبت بعيداً في طروحاتها في الظروف التي تحيط برجل
تتغير حياته وحياة اسرته بعد ان يصبح وزيراً.
وهنالك ايضاً مسرحية «بتي نفط» والكثير الكثير من الاعمال السياسية،
التي رسخت حضور المسرح السياسي في الكويت، وهذا يأتي انعكاساً للمناخ
الديموقراطي الذي جبلنا ولمسنا به والحمد الله، وهذا ما يميز المسرح في
الكويت عن بقية دول مجلس التعاون الخليجي وايضاً الكثير من البلاد العربية،
وكنت قد اشرت في حلقات سابقة الى اننا كنا قد قدمنا اعمالاً مسرحية عربية
ومنها مسرحية «المهرج» لمحمد الماغوط، وحينما شاهدها الماغوط هنا في الكويت
«بكى» فرحاً، لانه شاهد النص يقدم بشكله الحقيقي، وشدد على ان المناخ
السياسي ومناخ الديموقراطية تظل تميز الكويت وبالتالي المسرح والحركة
المسرحية بالكويت بشكل عام.
ويؤكد الفنان القدير إبراهيم الصلال: اعتقد بان افضل كاتب في المسرح
السياسي هو الكاتب المسرحي القدير عبدالامير التركي، وللاسف توقف اليوم،
وأنا أتسأل لماذا يقف فنان كبير بهذه المكانة وهذه القيمة الفكرية
العالية.. واعتقد بانه صدم اثر ايقاف احد اعماله التلفزيونية.. ونحن أهل
المسرح ليست لنا علاقة بأهل التلفزيون، واذا كان أهل التلفزيون، واقصد
المسؤولين في التلفزيون، قاموا ببعض الممارسات ضد فنان مبدع كبير، فليس
لاهل المسرح ودخل في الامر، وقد حصدنا ذلك التصرف السلبي، بأننا خسرنا
كاتباً كبيراً، يعرف مفاتيح الكاتبة للمسرح السياسي، وفرز الشخصيات وتقديم
الموضوع الفكري والاجتماعي، المقرون بالجدل الفكري والسياسي والاجتماعي،
عبر شخصيات مستمدة من الواقع المعاش.. ومن هنا تأتي أهمية الكاتب الفنان
عبدالأمير تركي.
ويستطرد: واليوم من خلال هذا الحوار المطول مع «النهار» ادعو الكاتب
الكبير عبدالأمير التركي من أجل العودة الى المسرح السياسي والى الكتابة
للمسرح السياسي، الذي توقف مع توقفه وبذلك نكون خسرنا نهجاً، ظل يميز
المسرح في الكويت. وانا اناشد هذا الكاتب المتميز، وهو افضل من يكتب
«الكتابة السياسية»، ونضاهي أهم كتاب المسرح السياسي في العالم العربي، ان
يعود إلى فضاء المسرح، والجميع بانتظاره.. وانا شخصياً جاهز لتكرار التجربة
معه مجدداً. ويؤكد: نحن مستعدون لتسخير جميع الظروف المادية والمعنوية له
شخصياً، من اجل العودة الى الكتابة، بالذات، في اطار المسرح السياسي، ماذا
يريد فناننا وكاتبنا الكبير عبدالامير التركي، نحن على انتم الاستعداد من
اجل تأمينه وتوفيره.. حتى يعود الى بيته المسرحي.. المهم ان يعود.. والمهم
ان الى الكتابة، لتعود تلك المجموعة الضارية من نجوم الكويت، لتقديم
الطروحات السياسية، المليئة بالادب المستقبلية.
ويشدد الصلال: في جميع الاعمال السياسية التي قدمناها، في مرحلة منتصف
الثمانينيات بالذات، كان الهاجس الاساسي هو المستقبل، ولهذا كانت تلك
الاعمال السياسي تذهب الى المستقبل، وتعمل على استحضاره، عبر شخصيات حية..
كان حضور المسرح يعرفونها، ويعلمون بأننا نقدم الواقع.. بل ذهب إلى ما هو
ابعد من ذلك الى حيث المستقبل بكل تفاصيله وظروفه المعاشة حالياً. واليوم
حينما تستعيد تلك الاعمال الكبيرة، ومنها «حامي الديار» على سبيل المثال،
فاننا نرى انها تقدم المرحلة.. ولربما تعطي اشارات لما هو ابعد من ذلك
بكثير.. وما اتمناه ان يعاد تقديم بعض تلك الاعمال، لنشاهد عمق وبعد الرؤيا
التي انطلقت من خلالها تلك النصوص، وايضاً تلك العروض نجومها التيار امثال
الفنانين سعد الفرح وخالد النفيسي «رحمه الله» وغيرهما...
ويقول: هنالك اليوم عشرات الاعمال الدرامية والتلفزيونية، ولكن نسبة
قليلة «جداً» هي التي ترسخ.. بينما يمثل البقية الزبد.. الذي سرعان ما
ينتهي.. ويذهب.. عكس المسرح ايام زمان كان جله يمثل القمة الابداعية، حيث
تنافس الفرق المسرحية الاهلية الاربعة، وايضاً مسرح القطاع الخاص، الذي راح
يقدم نتاجات متنوعة ومتعددة، ومن بينها المسرح السياسي، الذي ظل تابعنا
بقضايا، وموضوعاته.. وايضاً بقدروته على استقراء المستقبل، بجميع تفاصيله..
ويشير: كما ان اهمية الفنان القدير عبدالأمير التركي لا تنتهي عند
حدود الأعمال السياسية، بل علينا ان نتذكر بانه مبدع مسلسل «درب الزلق».
يتبع....
النهار الكويتية في
14/08/2011
جديده «لهفة الخاطر» و«ساهر الليل2»
محمد دحام الشمري.. جيل وبصمة واحتراف
عبدالستار ناجي
الذهاب إلى تلك المنطقة التي يحتلها المخرج المميز محمد دحام الشمري
لم يكن وليد الصدفة، أو حصاد مغامرة بل هو نهج راح يتأكد وجدية تعمقت وحضور
اقترن بالاصدار لبلوغ تلك البصمة.
اعرف الفنان المخرج محمد دحام الشمري منذ مرحلة مبكرة من مشواره
الفني، تعود الى المعهد العالي للفنون المسرحية، ومن هناك وربما قبل ذلك
بكثير كان النبض وكان التوهج وكانت الاختيارات الصعبة التي راحت تكشف عن
موهبة فنان حقيقي لم يرتض بانصاف الحلول، فكانت تلك المسيرة التراكمية،
والتي رسخت نهجه وأسلوبه عبر احتراف عالي المستوى يدخل اليه الفريق لينصهر
ويذوب ويتكامل.
المخرج الفنان محمد دحام الشمري حينما يذهب الى التجربة يعطيها
مضامينها ويقرأها بشكل متجدد منحها الاسلوب والشخصية والهوية، ومن النادر
ان يتكرر بل من النادر ان تكون هناك مشهديات تشبه اخرى في اعماله او حتى
العمل الواحد.
لكل عمل شخصيته، التي تنطلق اصلا من شخصية هذا المخرج (النزق) الذي
يفاجئنا في كل مرة بكل ما هو جديد حيث يقرأ بأسلوبه ويشتغل باسلوبه ويحرك
الفريق بكامله باسلوبه ومنهجيته، فيذوب الكل في الواحد وبالتالي العمل.
حتى حينما يعمل مع الكبار، وله في هذا المجال تجارب مع النجم القدير
عبدالحسين عبدالرضا حيث سلم يومها «ابوعدنان» الدفة لانه شاهد فنانا محترفا
يعي التجربة ويفهم احتياجاتها، ويتحمل مسؤولية العمل مع نجم وقامة كبيرة
كما هو الأمر معه حينما يعمل مع المواهب الواعدة، التي يرعاها ويفجر
طاقاتها.
المخرج محمد دحام الشمري يمثل جيلا جديدا من المخرجين لا يشبه احدا،
وان كانت هناك مساحة من التأثيرات في المرحلة الاولى بالراحل عبدالعزيز
المنصور، الا انه بات يذهب الى مساحات جديدة لانه يشاهد ويرصد ويتأمل، كل
ما هو جديد في السينما والدراما التلفزيونية.
النص عند المخرج محمد دحام الشمري في احيان كثيرة يأتي كذريعة لتمرير
الشكل الذي يريده والثاني هذا المجال تجارب عدة لعل آخرها «انين» حيث الشكل
يمتلك الشخصية المنفردة والجريئة.
حتى حينما يذهب الى ما هو تقليدي او كلاسيكي فانه يؤمن كل المعطيات،
لتقديم صورة في بهائها المتكامل حيث الديكور والازياء والاكسسوارات،
بالاضافة الى الاختيارات الدقيقة لفريقه.
بصمة المخرج محمد دحام الشمري لم تكن وليدة الصدفة بل هي حصاد كم من
التجارب، والاشتغال الطويل، والتحضير الشامل لجميع عناصر التجربة من اجل
الدخول الى عالمه اولا ثم عالم التجربة.
نشاهد له هذا العام او بمعنى ادق خلال الدورة الرمضانية الحالية عملين
اولهما «لهفة الخاطر» حيث الرومانسية تذهب بعيدا معتمدا على نص كتبه جاسم
الجطيلي وفريق يكاد نسبة كبيرة منه يفهم منهجية عمل هذا المخرج، الذي يعلم
قدرات هذا الفنان او تلك، بالاضافة الى الفنان الكبير ابراهيم الصلال هناك
بقية الاسماء التي تكاد تكون قد شاركته في النسبة الاكبر من اعماله ومنهم
الرائعة هيا عبدالسلام والمتجدد عبدالله التركماني والقدير صلاح الملا
وفاطمة الحوسني وعبدالمحسن القفاص الذي يحقق حضورا كبيرا تحت مظلة هذا
المخرج المحترف.
في «لهفة الخاطر» نرصد ذلك الصراع الاجتماعي الطاحن الذي يدمر كل شيء
بالذات الشباب ولكن الصبية «ابرار» تمثلها هيا عبدالسلام المكسورة الجناح
والتي تعيش في كنف جدها والتي عليها ان تواجه تلك القدرية نتيجة صراع
الاسر.
وحينما يعيد محمد دحام الشمري قراءة العمل فانه يعطيه دلالات ابعد
ومضامين اشمل وعمقا يجعلنا نحس بألم الشخصيات ووجعها حتى وهي تذهب الى
الرومانسية كحلم وأمل للخلاص.
في العمل ايضاً كم من الاكتشافات الجديدة بالذات على صعيد الوجوه
الجديدة التي يرصدها الشمري من خلال علاقته الدائمة مع المعهد العالي
للفنون المسرحية ومخرجاته وايضا مسرح الشباب وكوادره وجملة المهرجانات
المسرحية التي تأتي حبلى بالاسماء والوجوه الجديدة وتشكل له مواسم الحصاد
من اجل العمل على اعادة تقديمها وفق صيغ فنية احترافية.
وقبل ان نذهب الى العمل الثاني حيث «ساهر الليل 2» نتوقف عند جانب
اساسي في مسيرة هذا المخرج المحترف، حيث شركة هارموني ذلك المناخ الانتاجي
الذي امن للتجربة الابداعية للفنان محمد دحام الشمري ان تنضج على نار هادئة
وان تتطور وتتبلور فكانت تلك المسيرة الاخراجية والانتاجية المزدوجة، ونشير
هنا الى ان «هارموني» تعود ملكيتها للمخرج محمد دحام الشمري والموسيقار
الدكتور عامر جعفر، ذلك الثنائي الذي استطاع ان يشتغل وبكثير من الهدوء
بعيدا عن لغة التصريح مكتفين بان ابداعهما هو من يشخص الى دائرة الضوء وهو
امر يتطلب كثيرا من الاشتغال حيث يتم السيطرة على «الانا» ليكمل بعضهما
بعضا.
ونذهب الى تجربة «ساهر الليل 2» والتي تأتي كحصاد للنجاحات المذهلة
التي حققها الجزء الأول من هذا العمل الذي اسس للدراما العاطفية الرومانسية
جنبا الى جنب مع تجربة المسلسل الخليجي «ليلى» مع اختلاف كبير في الشكل
والمضمون والحرفة.
مسلسل «ساهر الليل 2» من تأليف فهد العليوه ومشاركة جاسم النبهان
وحسين المنصور ومحمود بوشهري وهيا عبدالسلاام وعبدالله بوشهري وفاطمة
الحوسني وعبدالله التركماني وحمود وعبدالمحسن القفاص.
وفي هذا الجزء ننتقل من الستينيات والسبعينيات الى مرحلة الثمانينيات
وذلك الانفتاح الاجتماعي والاقتصادي الذي شهدته دول المنطقة وانعكس على
طبيعة العلاقات الاجتماعية على وجه الخصوص.
القراءة المتأملة لكل من «لهفة الخاطر» و«ساهر الليل 2» ومن قبلها «تو
النهار» وكم آخر من الاعمال الدرامية الأخيرة في تجربة المخرج محمد دحام
الشمري تصل الى نتيجة ان الشمري وفريقه بات يشتغل وبلياقة اعلى وهذا يعني
ثلاثة او اربعة اعمال خلال العام وهو امر لا يمكن له ان يتحقق دون ان يكون
هناك فريق محترف ذا لياقة فنية واحترافية عالية المستوى تستطيع الخروج من
عمل الى آخر بذات اللياقة بل نستطيع التأكيد باننا امام اكثر من فريق داخل
رحم ذلك الفريق، يعمل بشكل تكاملي بحيث تأتي تلك الامكانية لتحقيق اكثر من
عمل في وقت واحد.
لهذا نصل الى محصلة اساسية ان المخرج محمد دحام الشمري ليس بالحالة
الاحادية بل هو مؤسسة متكاملة وفريق عمل متكامل، فريق من الكتاب يعمل طيلة
العام وفريق من الحرفيين في مختلف فضاءات الحرفة الفنية اكثر من مونتير
متمكن واكثر من مصور يعرف الحالة المشهدية التي يريدها هذا المخرج (النزق)
الذي لا يهدأ ولا يركن الى الاسترخاء او التكرار او الاجترار كما يفعل نسبة
كبيرة، لهذا يظل متميزا ويظل متجدداً ويظل متفردا يضيف الى بصمته الكثير من
العمق والخصوصية.
وضمن تلك المؤسسة الاحترافية هناك فريق عمل من النجوم الشباب على وجه
الخصوص والذين يؤمنون بان المخرج محمد دحام الشمري قادر على ان يعيد
تقديمهم في كل مرة، بشكل جديد ومتجدد، لهذا يشعرون بالامان والبهجة حينما
يكونون الى جواره، واخص هيا عبدالسلام وعبدالله بوشهري وعبدالله التركماني
وعبدالمحسن القفاص وايضا محمد بوصفر وعيسى ذياب وغيرهم.
ونعود الى بيت القصيد، مخرج يمثل جيلا وقام بتربية جيل، بات يعرفه
ويرصده ويتابع اعماله، له اسلوبه وايضا جمهوره وايضا عنده نجومه الذين
يمثلون جيلهم والذين باتوا يمثلون قوة ضاربة حيث يمتلك البوصلة الحقيقية
التي يعرف من خلالها احتياجات النسبة الاكبر من جمهورها، ولنقل ما يتجاوز
السبعين في المئة تقريبا ان لم يكن اكثر.
وهو يؤمن لذلك خلطته التي تأتي لترسيخ بصمته ومنهجه واسلوبه.
ويبقى ان نقول المخرج محمد دحام الشمري الابداع المتجدد.
وجهة نظر
توك
عبدالستار ناجي
في جميع أنحاء العالم، من الولايات المتحدة الأميركية مروراً بأوروبا
حتى العديد من الدول العربية، لا يصل الإعلامي الى مرحلة تقديم برامج «التوك
شو» حتى يبلغ مرحلة متقدمة من التجربة.. والعمق.. والمقدرة.. وقبل كل هذا
وذاك قاعدة العلاقات العريضة.
هكذا كان الأمر مع «أوبرا وينفري» في برنامجها الشهير «اوبرا» وهكذا
الأمر مع الاعلامي العربي حمدي قنديل في «قلم رصاص»، وهكذا هو الأمر مع
اسماء أخرى نجلها ونحترمها ونقدرها، ومن بينها الاعلامي القدير محمد
السنعوسي من خلال برنامجه «رسالة».
ولكن اسمحوا لنا، وبشيء من الاحترام لهذا القطاع، ونقصد قطاع الاعلام،
فمن يتابع النسبة الأكبر من الفضائيات المحلية الخاصة، يجد ان هنالك «لوثة»
اسمها برامج «التوك شو».
ماذا نقول، أكبر كمية من المراهقين.. واشباه النجوم.. وانصافهم..
وارباعهم.. واخماسهم يقولون أي شيء ولا شيء.. سوى اللغو.
في العام الماضي، كانت هناك «لوثة» برامج المنوعات والمسابقات، ومن
قبلها الكاميرا الخفية.. واليوم «التوك شو».
المشكلة أيضاً ليس في الانصاف أو الارباع.. بل فيما يقولونه وما
يطرحونه من موضوعات مسطحة.. وساذجة.. لا تمت الى الواقع الا من منظور تلك
البلاهة.
ان تلك النوعية من البرامج، أخطر بمئات المرات من مسلسلات «المخدرات
والجريمة والادمان والخيانة»... ولا ندري حتى اللحظة كيف تسمح تلك القنوات
بتقديم هكذا نوعية من البرامج، الا اذا كانت تريد تعبئة الوقت...
بالهذرلوجيا.
وكل ما نقوله..
بأن مؤشرات الدمار الذي تعيشه نسبة كبيرة من قنواتنا الخاصة، هو بذلك
الخلل.. وتلك الفوضى.. التي جعلت الجميع يصبح نجماً في عالم «التوك شو».
ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه.
وعلى المحبة نلتقي
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
14/08/2011 |