عن نصّ كتبه حسن سامي يوسف مستوحى من روايته «رسالة إلى فاطمة»، يعود
المخرج حاتم علي إلى الدراما الاجتماعية من خلال «الغفران». يطرح المسلسل
سلسلة من العلاقات الاجتماعية الرومانسية في بيئة الطبقة الوسطى. هكذا،
نشاهد قصة أمجد (باسل خياط) الذي تخرّج من قسم اللغة العربية ليعمل في إحدى
الدوائر الحكومية حيث يلتقي عزة (سلافة معمار) التي جمعته بها قصة حبّ أيام
المراهقة انتهت بشجار مع شقيقها. تتجدد قصة الحب ويقرّر الاثنان الزواج
ودخول معترك الحياة معاً، وسط الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها
الطبقة الوسطى والبحث عن معنى السعادة والحبّ الذي لا ينتهي.
يحسب لكاتب المسلسل ومخرجه عودتهما إلى طرح واقع هذه الشريحة بعدما
سيطرت دراما العشوائيات والتطرف والجريمة على الدراما السورية، إضافة إلى
طرح حالة من الرومانسية التي افتقدتها الدراما العربية عموماً في السنوات
الأخيرة. ويبدو النص متماسكاً يسير بتوازن، إذ تتصاعد التفاصيل والأحداث
شيئاً فشيئاً وفق قالب مرسوم بدقة. لقد بدا واضحاً أنّ العمل مأخوذ من واقع
الحياة ويبحث في عمق المشاعر الإنسانية.
في المقابل، بدا لافتاً باسل خياط في تجسيده لشخصية الشاب المتناقض
بين الرومانسية والشرقية. بدا عفوياً وطبيعياً، وهو ما ينسحب على شريكته
سلافة معمار التي تقدم أداءً متميزاً، رغم كون «الغفران» ليس أقوى أدوارها
لهذا الموسم، إذ حققت في مسلسل «السراب»، الذي يعرض حالياً أيضاً، دوراً
غير مسبوق. كذلك سجل أبطال الشخصيات الثانوية حضوراً مقنعاً أمثال تاج
حيدر، ونجلاء خمري، وقيس الشيخ نجيب، ورامي حنا ومعن عبد الحق. ولعل هذا
ليس غريباً بوجود مخرج اشتهر بالعمل باحترافية عالية وضبط دقيق لأداء
الممثلين. أما عناصر الصورة والديكور والملابس، فقد بدت واقعية تعبّر عن
حال أهل الطبقات الوسطى، فيما جاءت الموسيقى التصويرية للمسلسل، التي وضعها
إياد الريماوي، هادئة تزيد من مناخ الرومانسية في المسلسل، علماً بأنّ
الريماوي برز أخيراً في موسيقى مسلسل «مطلوب رجال»، رغم عمله الطويل في هذا
المجال. إذاً ها نحن نشاهد قصص العشق والعلاقات الإنسانية في زمن رُجّحت
فيه كفة الهموم اليومية. لكنّها تعود في نص أدبي جميل تتراكم فيه التفاصيل
حلقةً تلو الأخرى... فهل تبلغ النهاية السعيدة؟
على الفضائية السورية، «الدنيا»، «دبي»، «أو. تي. في»
أفضل أداء رمضاني؟
إلى جانب قوة السيناريو والإخراج، لا شكّ في أن نجاح مسلسل «الغفران»
مرتبط مباشرة بنجوميّة بطلَيه، أي سلافة معمار وباسل خياط، إذ أثبتت معمار
أنها نجمة رمضانية بامتياز، منذ أدائها الذي أدهش كثيرين في مسلسل «زمن
العار»، ثم في «ما ملكت أيمانكم» و«تخت شرقي»، وها هي تعود مجدداً في
«الغفران» ثم «السراب». كذلك الأمر بالنسبة إلى باسل خياط. النجم الشاب عاد
هذا العام بقوة من خلال شراكته مع معمار، كما في تجسيده دور حسن ابن الزعيم
في مسلسل «الزعيم»... حتى إنّ بعض المواقع الإلكترونية رشّحتهما منذ الآن
لجائزة أفضل أداء في رمضان.
الأخبار اللبنانية في
13/08/2011
التلفزيون المغربي صائم عن الابتكار
محمد الخضيري / الدار البيضاء
موسم رمضاني جديد يمرّ من دون أن تتمكّن القنوات الرسمية المغربية من
تقديم أي جديد في برمجتها. منذ أكثر من عشر سنوات، وهذه المحطات تعتمد في
شهر الصوم على برمجة تقليدية، تتكرّر فيها نوعية البرامج والأسماء في
المسلسلات. لجأت القنوات المغربية في جزء كبير من برمجتها هذه السنة إلى
الإنتاجات الأجنبية، والمشرقية، والتركية على نحو خاص. أما البرامج
المحلية، فتعرض في وقت الذروة. وكان المسلسل المغربي «ياك حنا جيران»
(الموسم الثاني) قد حقّق أكبر نسبة مشاهدة في الأيام الأولى من رمضان.
وتدور أحداث العمل حول سكان مبنى واحد، فنتعرّف في كل حلقة إلى قصصهم
والمواقف الساخرة التي تواجههم. ورغم نجاح المسلسل، تبقى معظم المواقف
والمشاهد التي يعرضها مجردّ تكرار لأخرى سبق أن شاهدناها من دون أي ابتكار
درامي.
القناتان «الأولى» و«الثانية» لجأتا كما في السنوات السابقة إلى
الإنتاجات الكوميدية. هكذا نتابع على «القناة الثانية» سلسلة «الفهايمية»
من بطولة محمد الخياري وفاهيد. أما على «الأولى»، فتعرض سلسلة «الزين في
الثلاثين» بطولة الخياري. ورغم نجوميّة الكوميديَّين، جاء أداؤهما باهتاً،
ونمطياً من دون تقديم جديد. وقد أدى ذلك إلى انتقادهما بشدة في الصحف
المغربية، حتّى إن أحد المواقع كتب «فاهيد والخياري يقرران تعذيب
المغاربة».
على جبهة الكوميديا أيضاً، تعرض «القناة الأولى» برنامجاً بعنوان
«شاشة شو». وهذا الأخير عبارة عن برنامج تلفزيوني وهمي تجري أحداثه داخل
استوديو. هناك، يقدّم ثلاثة مقدّمين أخباراً وتقارير مضحكة. وقد روّجت
إدارة القناة لبرنامجها على اعتباره «العرض الكوميدي الأكثر إبداعاً في
البرامج الرمضانية».
كذلك خصّص التلفزيون الرسمي قسماً خاصاً من البرمجة للنساء. وتعرض
«القناة الثانية» مسلسلاً بعنوان «صالون شهرزاد». وتدور أحداث العمل حول
نساء يخبرن قصصهن في صالون حلاقة. هنا أيضاً يمكن ملاحظة مشاكل عدة في
المسلسل، أبرزها الأداء الضعيف لمعظم الممثلات. أما المسلسل الثاني، فهو
«صوت النسا»، الذي تدور أحداثه في قاعة تحرير مجلة نسائية.
ولعل بقعة الضوء شبه الوحيدة في البرمجة الرمضانية هي مسلسل «ماشي
لخاطري»، الذي أخرجه محمد أشاور. العمل من بطولة فهد بنشمسي، وممثلين شباب
آخرين أثبتوا مكانتهم كعمر لطفي. أما تقنياً، فبدا واضحاً أن مخرجي معظم
المسلسلات نجحوا في اختياراتهم لجهة اختيار الفضاءات، والإضاءة
والمونتاج... في المقابل، راوحت جودة أداء الممثلين بين المقنع و«المتصنع».
وبعيداً عن الجدل بشأن جودة البرامج، فإن «القناة الثانية» حققت أعلى
نسبة مشاهدة خلال الأيام الأولى من رمضان. وأصدرت مؤسسة «ماروك ميتري»
إحصاءً عن نسبة متابعة كل قناة. وجاءت النتيجة على النحو الآتي: 52 في
المئة من المشاهدين يتابعون «الثانية»، مقابل 11 في المئة يشاهدون
«الأولى». أما باقي قنوات التلفزيون الرسمي، فلم تحظ إلا بـ3 في المئة من
المشاهدة. الثلث الآخر من المغاربة أعلن متابعته لفضائيات عربية أخرى...
اللهم باستثناء برنامج الكاميرا الخفية «تكبر وتنسى» (القناة الثانية) الذي
تابع حلقاته أكثر من سبعة ملايين مشاهد.
الأخبار اللبنانية في
13/08/2011
نجوم سوريا: موسم الهجرة الى الخليج
وسام كنعان / دمشق
إذا كان بعض الممثلين السوريين يؤكّدون بقاءهم في بلدهم رغم الأوضاع
المتوتّرة، فإنّ بعضهم الآخر اختار المغادرة إلى دول قريبة أو بعيدة. قد لا
يكون سبب سفر هؤلاء هو الاحتجاجات الشعبية، لكن هذا الأمر أسهم حتماً في
دفعهم إلى اختيار «منفى» موقّت واختياري في انتظار اتّضاح الصورة النهائية
للأوضاع، خصوصاً أنّ بعضهم تعرّض لعدد من المضايقات.
يقول بعض النجوم إنّهم غادروا سوريا بسبب ارتباطهم بمشاريع فنية في
الخليج، والبعض الآخر يتحدّث عن التحاقه بدورات تدريبية... فيما اختار قسم
من الممثلين قضاء رمضان في الخارج، رغم أن هذا الشهر كان في السنوات
السابقة مناسباً للتواصل مع الجمهور من خلال اللقاءات التلفزيونية أو
المشاركة في برامج المسابقات.
البداية كانت مع النجم سلوم حداد. بعد ظهوره على تلفزيون «الدنيا»
وإطلاقه بعض التصريحات السياسية المناهضة للنظام، تعرّض «القعقاع» لتهديد
من مجهولين في أحد مقاهي دمشق، فما كان منه إلا أن حزم أمتعته وهاجر مع
عائلته إلى فرنسا، حيث يقيم شقيقه منذ فترة طويلة. وحتى الساعة، لم يخرج أي
خبر يؤكد نيته البقاء هناك أو عودته قريباً إلى دمشق. أما النجم باسل خياط،
فقد تسبب ظهوره في برنامج «لو» مع المغنية اليمنية أروى منذ أشهر في استياء
بعض الجمهور الذي اتهم الممثل «بعدم الاهتمام بما يجري في سوريا»، حتى
وصلته بعض رسائل التهديد على هاتفه الخلوي. وهو الأمر الذي دفع خياط إلى
الامتناع عن أي ظهور إعلامي، إلى أن سافر أخيراً مع عائلته ليقيم عاماً
كاملاً في أبو ظبي بحجة خضوعه لدورات تدريبية.
من جهة أخرى، سبق أن تأجل مسلسل «حياة مالحة» للكاتب فؤاد حميرة
والمخرجة رشا شربتجي بسبب انتقال الممثل تيم حسن ليقيم فترة من الزمن في
دبي. كذلك، اختار ثاني أبطال المسلسل نفسه، أي قصي خولي مواصلة دورات اللغة
الانكليزية التي كان قد بدأها في الولايات المتحدة الأميركية. واختارت
كاريس بشار بلاد العم سام مكاناً لإجازتها الطويلة. ويرجح بعضهم أن يكون
سفر الممثلة يارا صبري مع زوجها المخرج ماهر صليبي وعائلتها إلى دبي هرباً
من موجة التهديدات التي واجهتها، وحملة التخوين التي تعرضت لها إثر توقيعها
«بيان درعا» الشهير. أما الممثل سامر المصري، فقد اختار بيروت مكاناً
للإقامة ربما كي يكون قريباً من الحدث.
إذاً لم ينجح نجوم الدراما في إبقاء أنفسهم خارج التجاذبات السياسية،
فانقسموا بين مؤيّد للنظام، ومعارضين له... حتى خرجت بيانات خوّنت كل من
وقف إلى جانب الاحتجاجات الشعبية. واليوم ها هم يغيبون عن الشاشة (وعن
سوريا) ريثما تنجلي الأمور ويعودوا إلى قواعدهم... سالمين!
الأخبار اللبنانية في
13/08/2011
انقسام فلسطيني حول «في حضرة الغياب»
يوسف شيخو
رغم المبادرة
الإيجابية لفنانين عرب أرادوا تسليط الضوء على تجربة إنسانية وإبداعية
كتجربة محمود
درويش، ويفترض أن يتم التعاطى معها بتقدير، نجد أقلاما، جارية خلف حلقات
«في حضرة
الغياب» نقداً وشتماً. وهو عمل صور بعدسة مخرج مخضرم كنجدة
أنزور، ولحن بأوتار
مارسيل خليفة صديق الشاعر، لينتجه ويجسد البطولة فيه فراس إبراهيم، الذي لا
يقل
رصيده الفني عن سبعين عملاً.
تعد تجربة فراس إبراهيم خلال خوضه «معركة « مسلسل
«أسمهان»،
من العلامات التي ربما أفادته في التنبؤ بما ستكون عليه الحال بعد عامين
من حديث صحافي (العام 2009)، حاز «حضرة الغياب» الجزء الأكبر منه، حيث قال
آنذاك
«يقومون
بمحاسبتي قبل انجاز العمل». منذ اليوم الثاني من إطلاق المشروع تشكلت
مجموعة مؤلفة من الف شخص على الانترنت لمعاداة المسلسل. وادعاء ابراهيم
آنذاك ان
«هناك
مقالات جاهزة سلفا عن سقوط مشروعه، تماما كما حدث في «أسمهان» دفعه إلى
التمسك بالنجاح الكبير الذي حققه «أسمهان»، كخيار يراهن عليه في الدفاع عن
عمله
الجديد. واذا كان نصيبه الفشل، فستجده يقول معترفا: «حاولت
جاهدا أن أقدم شيئا جيدا
لكنني لم استطع».
وفي مقابل الحرب الاستباقية التي بدأت بعد عرض الحلقات
الأولى، من قبل من بعض الجهات، وأبرزها، «مؤسسة محمود درويش»، رد الأمين
العام
لاتحاد الكتاب الفلسطينيين مراد السوداني، معتبرا أن المسلسل
أخذ أكثر مما يستحق من
الضجيج الإعلامي، منتقدا المؤسسة بعدم فعل شيء «سوى أن تهاجم المسلسل»،
مشددا على
أن درويش «ليس صنما حتى يُحظر الاقتراب منه». وأوضح أن سيناريو المسلسل قدم
إلى
العديد من الذين عرفوا درويش عن قرب لوضع الملاحظات، ولم يأت
إلى معديه أي ملاحظة
من أي جهة بما فيها المؤسسة.
وأضاف: «هذه رؤية من قدموا هذا العمل، ويجب أن
نحترم هذا الرأي، أما أن يتم المحو والإلغاء والمنع كسياق ونحن
تحت الاحتلال، فهذا
لا يليق بالثقافة والمثقفين الفلسطينيين الذين يجب أن يدافعوا عن حريتهم
وحرية
الآخرين حتى النهاية».
وطالب السوادني بترك المجال للمسلسل حتى ينهي حلقاته،
مستغربا انتقاد أمين السر لمنظمة التحرير ورئيس «مؤسسة محمود درويش» ياسر
عبد ربه
للمسلسل في الوقت الذي يسمح بعرضه على تلفاز فلسطين الذي يشرف
عليه. ووصف المؤسسة
بأنها «استلبت محمود درويش حيا وميتا هي وجمهرة من الذين أحاطوا بمحمود
درويش، ولا
يريدون الاقتراب منه حيا وميتا».
وفي المحصلة، لن نجد الرمز بالضرورة ملاكاً،
معصوما عن الخطأ، بمعنى أن المخرج لم يعمل على إعطاء درويش صك
براءة. هنا يمكن
القول بان العمل سيواجه صعوبة في تبرير طرح هذه التفاصيل، فإذا ما كان
البعض، ومنهم
مؤسسة درويش، علق غاضباً على طريقة «تسريحة شعره» مثلا في المسلسل، فانه
ليس سهلا
أن يصور درويش، كشاعر له هالة من التقديس، شخصا له سلوكيات
سلبية في مواقف معينة.
باختصار ليس أمرا «مقبولا» لدى المشاهد أن يرى بيكاسو متعجرفاً، روسو
متعالياً،
توفيق الحكيم بخيلا، أو أوليفر ستون وصولياً!
السفير اللبنانية في
13/08/2011
رفع دعاوى قانونية بحق مسلسل «وطن ع وتر» الانتقادي
الساخر
ترجمة جنان جمعاوي
فيما تثور الشعوب
العربية، الواحد تلو الآخر، وقد حان موعد قطاف رؤوس زعمائها، يبدو
المسؤولون
الفلسطينيون قلقين.. فالانتقاد المفرط لأدائهم قد يودي بهم إلى المصير ذاته
الذي
يواجهه أشقاؤهم العرب، على الأقل ذلك ما يؤمن به صاحب «وطن عَ
وتر».
وكان الممثل
والكاتب عماد فراجين قد أطلق العام الماضي مسلسلا تلفزيونيا اجتماعيا
سياسيا ساخرا
بعنوان «وطن عَ وتر»، رعاه وعرضه التلفزيون الفلسطيني الرسمي يوميا خلال
شهر رمضان.
وقد حققت حلقات المسلسل القصيرة نجاحا باهرا، بسبب انتقاده الشديد والفكاهي
للقادة
السياسيين وشخصيات المجتمع المدني والجمعيات غير الحكومية.
معوّلاً على هذا
النجاح، قرر فراجين، وهو كاتب المسلسل وبطله، تكرار التجربة مجددا خلال شهر
رمضان
هذا العام. اتبع الأسلوب ذاته. انتقد بشدة بطريقة تهكمية، الشخصيات
والمجموعات
ذاتها تقريبا التي وقعت ضحيته العام الماضي. لكن هذه المرة، لم
يضحك الجميع
لسخريته.
حتى الآن، هناك مجموعتان رفعتا دعاوى ضد «وطن عَ وتر»، وعلى التلفزيون
الفلسطيني. اشتكتا بأن المسلسل أساء لسمعتيهما. وتقدمت الشرطة والأطباء
بدعاوى أمام
المحاكم الفلسطينية، وطالبوا بوقف البرنامج.. وبالحصول على تعويض.
«وطن عَ وتر»
صوّر عناصر الشرطة وهم يثملون جراء شم أنفاس الثملين، فيما صوّر الأطباء
على أنهم
لا يكترثون لحيوات مرضاهم.
وقال فراجين «المسؤولون أكثر توترا هذا العام عن ذي
قبل. أعتقد أن السبب يكمن في الربيع العربي. هم يخشون أن يودي بهم الانتقاد
الشديد
الى المصير ذاته الذي واجهه مسؤولون عرب آخرون». وأعرب عن قلقه من أن يتسبب
رد
الفعل السلبي الذي بدر عن المسؤولين بوقف البرنامج.
وقال «لم أتلق أي تهديدات
شخصية، لكن حتما هناك ضغوط ضخمة أتعرض لها. وهذا دليل قاطع على
أن البرنامج ترك
تأثيرا، ولهذا يبدو المسؤولون قلقين من الرسالة التي يوجهها».
وأضاف: ان برنامج
«وطن
عَ وتر» يعكس مشاعر الناس ويعبّر عن آرائهم بشأن أمراض مختلفة سياسية
واجتماعية. ولن أوقف إنتاج البرنامج، مهما حصل، لإيماني بحرية
التعبير.
ولفت إلى
أنه في حال اضطر الى المثول أمام المحكمة، فإنه سيذهب لوحده متسلحا بكاميرا
لتسجيل
الجلسة. فالجدل الدائر حاليا حول البرنامج يمنحه حتما مادة دسمة لبرامج
مستقبلية،
كما قال.
(عن
«لوس انجلس تايمز»)
السفير اللبنانية في
13/08/2011
لماذا اقتصرت المسلسلات الدينية على واحد هذا العام؟
التحضير لمئة حلقة حول سيرة النبي
محمد
محمد خضر
لولا مسلسل «الحسن
والحسين ومعاوية» للمخرج عبد الباري أبو الخير، الذي أثار جدلاً حول مضمونه
أولاً،
وتجسيده شخصيات الأئمة ثانيا، لخلت البرمجة الرمضانية لهذا العام من أي عمل
ديني.
الأمر الذي دفع بالموسيقار محمد سلطان إلى إعلان استغرابه من هذا الواقع
الذي «لا
يسر»، إذ كيف يعقل أن تغيب الأعمال الدينية عن شهر العبادة والتقوى؟ وهل
يجب أن
تكون المبادرة دائما من جهات الإنتاج الرسمية كونها الأقدر على
تحمل عدم جني
الأرباح؟ (على اعتبار أن المعلنين لا يهتمون بهذا النوع من البرامج معتبرين
إياها
غير جماهيرية).
والمفارقة هذا العام تكمن في أن ما يعرض للمشاهدة لم يكن موضع
إجماع نقدي أو جماهيري، بل إن التركيز جرى على ما لم يتفق عليه المسلمون
وسط مواقف
وفتاوى متباينة من تشخيص الأئمة بألسنة علماء ومشايخ وباحثين
من سنة وشيعة. لكن
الأهم هو أن مؤسسة الأزهر وبعض علماء الدين، يعتبرون أن «الحسن والحسين
ومعاوية» هو
توطئة للوصول إلى مرحلة جاهزة الأدوات لتقديم سيرة النبي محمد(ص) عبر
تشخيصه للمرة
الأولى بالصورة درامياً.
فقد كشفت أوساط الأزهر الشريف أن دوائره المعنية تلقت
ملخصا لعمل تلفزيوني ضخم يقع في مئة حلقة (مئة ساعة). وحين السؤال عن موعد
إنجاز
الحلقات جاء الجواب: إنها مكتوبة وتتسلمونها في أقرب وقت،
وفيها سيرة النبي الكريم
ورسالة الإسلام وكل مراحل الدعوة التي سترصد بأعلى قدر من الوضوح والعمق.
ولأن
المطلوب هو توصيل أبهى وأصدق صورة عن الدين ونبيّه الكريم ليس إلى أمة
الإسلام
وحسب، بل إلى الدنيا بأكملها، فقد تم الإعتماد على الصورة التي
أشاعها الغرب من
خلال الكتاب الإنكليزي الذي سبق للكاتب أنيس منصور أن ترجمه إلى العربية
بعنوان: «العظماء مئة أولهم محمد «، وهو كتاب يختار
أكثر الشخصيات تأثيرا في تاريخ البشرية،
وإستقر على النبي محمد وصدّره أولا، وهو ما سيتم التركيز عليه
في المسلسل لتوصيل
هذه القيمة الرمز إلى أرجاء الأرض. علماً بأن المسلسل ستواكبه ترجمة إلى
الإنكليزية
والفرنسية.
ولكن لن يكون مسموحا إطلاقا تشخيصه أيا كانت الفتاوى والآراء، بحسب
الأزهر، وهو ما يعتبر ردا على كل محاولات التدجين للفوز بمادة مشهدية، على
قاعدة
إطلاق مفاجأة مدوية تتمثل في تجسيد خاتم الأنبياء، وعندها لن
يقتصر الأمر على مجرد
إطلاق بيانات استنكارية.
السفير اللبنانية في
13/08/2011 |