الذين يعرفون الفنانة البحرينية هيفاء حسين يعلمون جديتها والتزامها
الحقيقي، سواء في اختياراتها الفنية او تعاملها مع زملاء الحرفة او حتى
الصحافيين والنقاد والاعلاميين، وهو امر لم تخلقه الصدفة، بل هو حصاد عمل
دؤوب، وموضوعية في التعامل، راحت تتجسد عطاءات وبصمات، وايضا حضور مقرون
بالالتزام.
شخصيا، لطالما التقيها، وفي كل مرة، هي المتجددة، وتحمل كل ما هو جديد، حتى
وان القت مرساتها طويلا، في شواطئ الاعمال الدرامية الرومانسية.
وهي تبرر كثرة هذه الاعمال في حديثها لـ «النهار» بقولها:
على ان اقول، انني حتى في اعمالي، الرومانسية، فانني احرص كل الحرص على
التنوع، فمن النادر، ان اقدم شخصيتين متشابهتين، حتى في تجربتي مع مسلسل
«ليلى» الذي يمثل النقلة الحقيقية في التوجه للاعمال «الرومانسية» على
الطريقة الخليجية فانني في الجزء الثاني، حرصت على ان اعطي للشخصية بعدا
اضافيا، على باعادة الشكل والمضمون، وهكذا الامر مع الجزء الثالث، ورغم
انني اشعر ان عدداً من المنتجين يريدونني دائما في اطار الشخصية
الرومانسية، الا انني امام فرص اكبر وأشمل واخصب وهنا اقول، ان كثرة اعمالي
الرومانسية تمثل مرحلة، وانا لا احصر نفسي في ذلك الاطار فقط، بل ان اعمالي
تحمل ذلك التنوع والتعدد. وفي هذا العام، قدمت عدة أعمال درامية ذات مضامين
وقضايا جديدة، وفي اطار شخصيات متنوعة، بينها ما هو رومانسي «وتراثي
واجتماعي وغيرها.
·
ولكن جملة هذه الاعمال تزدحم في
شهر «رمضان المبارك»؟
لست مسؤولة عن ازدحام اعمالي في رمضان، هذا امر تسأل عنه شركات الانتاج
والتوزيع وايضا المحطات الفضائية التلفزيونية، انا اعمل مع الجميع، ضمن
التأكيد على المضامين والقيم الحقيقية للعمل والنص والشخصية وحتى المفردة،
ومن هذا المنطق، فإنني اصور اعمالي هنا وهناك في انحاء دول مجلس التعاون
الخليجي.
·
ماذا يعني هذا الأمر بالنسبة لك؟
حينما اصور في اي بلد خليجي اشعر بانني في بيتي وبين اهلي واصدقائي، ولا
اشعر بالغربة، وهو امر لا يمتاز به الا الفنان الخليجي بين اهله في دول
المجلس، حيث ذات المضامين والعادات والتقاليد، وايضا ذات الاسرة الفنية،
التي تنتقل للعمل هنا او هناك، انا اقيم حالياً مع زوجي الفنان الدكتور
حبيب حسين، واصدر اعمالي بين دبي والمنامة والكويت والرياض والدوحة ومسقط،
وهو امر يجعلني اشعر بانني لا افارق هذا المكان او ذاك.
·
هذا على صعيد العلاقات الانسانية
ولكن ماذا عن المضامين الفنية والفكرية للدراما الخليجية؟
اعتقد بان الدراما الخليجية في هذه المرحلة من تاريخها امام منعطف، وعليها
ان تطور المضامين التي تقدمها، في ظل المتغيرات التي يمثلها الانسان العربي
بشكل عام.
وتستطرد:
وحديثي هنا بعيداً عن المضامين والابعاد السياسية، بل الى البعد الاجتماعي
الاعمق والاشمل، حيث على كتابنا الذهاب الى موضوعات اكثر عمقاً واكثر تماشا
مع الواقع، بالذات فيما يتعلق ببناء الانسان الخليجي والتفكير بصوت مسموع
من اجل مستقبل حقيقي، يتجسد به التعاون وقبول الاخر والشفافية، وتؤكد: مثل
هذه المهمة، لا يتحملها الفنان وحده، بل هي نتاج تفكير وتعاون مشترك، تتصدى
له الجهات المنتجة مع الكتاب والمخرجين حتى نصل الى الممثلين الذين يمثلون
نهاية المطاف في ايصال الافكار التي تؤكد اللحمة الخليجية والتعاون
المشترك.
·
ماذا عن الجديد؟
انجزت قبل فترة مسلسل «وجع الانتصار» مع المخرج الفنان عامر الحمود ومشاركة
الفنان القدير قحطان القحطاني وعدد اخر من الفنانين.
وتم التصوير بين البحرين والكويت والرياض، والعمل يعتمد على نص متميز
لكاتبه الدكتورة ليلى عبدالعزيز الهلالي.
وتتابع: وقبله انتهيت من مسلسل «نوح الحمام» الذي صورته في دولة الامارات
العربية المتحدة، ومسلسل «الحب زمن اخر» وصورته في الكويت، بالاضافة الى
الجزء الثالث من مسلسل «ليلى» .
·
ماذا عن السينما؟
اتابع جميع المهرجانات السينمائية سواء في دبي او ابوظبي او الدوحة وغيرها
من المهرجانات السينمائية وارصد اكبر عدد من الاعمال السينمائية الخليجية
واعلم ان ثمة حراكاً سينمائياً خليجياً شبابياً طموحاً يسعى لتحقيق حضوره
وبصمته، ويسعدني التعاون اذا ما توفر السيناريو الذي اجد نفسي فيه، والذي
يضيف بعداً مهماً لتجربتي بشكل عام، واشير ايضا الى ان هنالك حواراً
مفتوحاً مع اكثر من مخرج وسيناريست بانتظار ان تأتي اللحظة المناسبة لتحويل
ذلك الحوار الى عمل فني مشترك.
وجهة نظر
وطن
عبدالستار ناجي
على مدى أكثر من عقد كامل من الزمان لم تقدم الدراما المحلية (الكويتية)
والخليجية بشكل عام الا النادر من الاعمال التي يمكن ان تحمل لقب الاعمال
الدرامية الوطنية.
وحالة الاستثناء تكاد تعد على أصابع اليد الواحدة ونيشر هنا الى مسلسل «اخوان
مريم» وان ظل يتحرك في محورين أساسيين هما التراثي والوطني وقد شغل ما هو
تراثي مساحة أكبر من تعميق المعاني والدلالات ذات البعد الوطني.
ان الحاجة الى الاعمال ذات البعد الوطني تدعونا لان نتساءل: لماذا غابت تلك
الاعمال عن خارطة الانتاج، خصوصا ونحن نعرف ان أكثر من 99% مما أنتج محليا
هو في اطار المنتج المنفذ فلماذا يتم تغييب تلك الاعمال؟ ولماذا يحظر
الاقتراب منها أو التعامل معها؟
ان حكاية أي شهيد من شهداء الكويت الابرار - رحمهم الله - تستحق ان تتحول
الى فعل درامي يخلد تلك الاسماء ويحتفي ببطولات الشعب الكويتي ومواجهته
للاحتلال العراقي الصدامي الغاشم.
كما ان بطولات ووطنيات الشعب الكويتي لا تتوقف عند حدود معارك التحرير
والمقاومة، بل تذهب الى أبعد من ذلك بكثير، فهناك بحار ضحى بحياته من أجل
أسرته وهناك نوخذة واجه الريح والعواصف وأنقذ بحارته وهناك تاجر حمل الكويت
بين ضلوعه وطاف المحطات والموانئ والعواصم حاملا معه لآلئ بحر الكويت
ليقدمها الى العالم.
ولا تنتهي الحكايات بالذات في الجوانب الوطنية، ففي ملامح كل كويتي تجربة..
وحكاية ولحظة تستحق ان تخلد وان تكون درساً للاجيال، فلماذا تمنع تلك
اللحظات والتضحيات والشواهد الحقيقية على الدور الوطني الذي يقوم به ابناء
الكويت من أجل معشوقه هي الكويت.
انها دعوة لان نحاسب من قصر في هذا الجانب ونفتح الباب على مصراعيه أمام
مرحلة جديدة من تاريخ الدراما المحلية.
وعلى المحبة نلتقي
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
05/06/2011
«الجزء الثالث» يدخل رمضان محملا بشخصيات جديدة وأحداث أكثر
إثارة وتشويقا
رومانسية «ليلى» تتحول إلى صراع مع «بدر» على شاشة الوطن
كتبت فاطمة اليتيم ودعاء عادل
اعد «تلفزيون الوطن» هذا العام لمشاهديه مائدة فنية عامرة بأفضل البرامج
والاعمال الدرامية المميزة والمختلفة، منها اعمال محلية وخليجية وعربية
تتنوع ما بين التراجيديا والكوميديا، ومن تلك الاعمال المسلسل الرومانسي
«ليلى» الجزء الثالث خاصة بعدما سجل الجزآن الاول والثاني نجاحا جماهيريا
بارزا وجعلا المشاهدين يعشقون الرومانسية الساحرة التي جسدها هيفاء حسين
وابراهيم الزدجالي.
صراع الرومانسية
ويستمر الجزء الثالث في مسلسل «ليلى» في اطاره الرومانسي الذي يدور حول قصة
حب ليلى وبدر وكيف تقف امامهما العثرات لتحول دون حبهما وكيف يتغلبان
عليها.
وفي هذا الجزء تعجز ليلى - على الرغم من حبها لبدر – في تحقيق حلمه بانجاب
اخ لابنته الوحيدة وهو السبب الذي دفعه الى الزواج من ليلى منذ البداية، ما
يثير صراعا بين الاثنين يظهر جليا في الجزء الثالث، بالاضافة الى شخصيات
جديدة تضيف لاحداث العمل المشوقة.
كوكبة لامعة
ويضم مسلسل «ليلى 3» مجموعة مميزة من ألمع نجوم الفن في الكويت والخليج
يقومون ببطولته وهم: هيفاء حسين وابراهيم الزدجالي ولطيفة المجرن ومحمد
ياسين وابتسام العطاوي وبدرية أحمد وابراهيم الحساوي ونجوى، والقصة
والسيناريو والحوار للدكتورة ليلى عبدالعزيز الهلالي واخراج عامر الحمود
وتم تصويره ما بين الرياض والبحرين.
شخصيات
وتلعب الفنانة لطيفة المجرن في الاحداث دور والدة ليلى التي تكتشف في سياق
العمل ان زوجها متزوج من امرأة اخرى غيرها على الرغم من الكم الكبير من
الحب والتفاهم بينهما الذي لاحظه المشاهد في الجزأين السابقين.
بينما يؤدي الفنان محمد ياسين دور والد ليلى التي دفعت حياتها ثمنا لانقاذه
وهو أب مغلوب على أمره يعاني من مشاكل مادية لكننا سنكتشف في هذا الجزء
تغيرا واضحا ونوعا من الزخم والاثارة في خطه الدرامي بالاحداث.
أما الفنانة بدرية أحمد فتقوم بدور «هيا» وهي عمة بدر «ابراهيم الزدجالي»
القريبة من عمره وهي سيدة ارستقراطية تتمتع بجمال وثراء، تبدأ حكايتها مع
بدر وليلى برفضها هذا الزواج الذي تم دون موافقتهما، اذ كانت تخطط لزواج
بدر ابن اخيها من ابنة صديقتها فتتعمد ان تسبب لليلى مشاكل من خلال احراجها
مرة واهانتها مرات اخرى.
رسالة ومتعة
وخلال القول ان العمل يقدم من خلال شخصياته المتنوعة واحداثه الشيقة رسالة
للمجتمع والشباب خاصة بالحفاظ على الحب وفي الوقت نفسه يقدم المتعة
والتسلية التي تشبع رغبات المشاهدين في رمضان.
الوطن الكويتية في
02/06/2011
عشوائيات دمشق ما زالت تحتضن «السراب»
وسام كنعان
دمشق | عام 1997 بدأ مشوار نجيب نصير وحسن سامي يوسف في كتابة المسلسلات.
من «نساء صغيرات» إلى «زمن العار»، قدّم الرجلان أعمالاً درامية جذبت
الجمهور، وحجزت مكانها على الخريطة الرمضانية. هذا العام يعود نصير ويوسف
إلى التعاون الفني من خلال نص مسلسل «السراب» للمخرج مروان بركات، والذي
انتهى تصويره أخيراً.
إذاً موعدنا في رمضان 2011 مع عمل جديد يركّز على طبيعة الحياة في دمشق، من
خلال الإضاءة على ثلاث طبقات اجتماعية تعيش في العاصمة السورية: الأغنياء،
سكان الشام الأصليون، وسكان العشوائيات. هكذا نتابع قصة عائلة تاجر أدوية،
يتأثر أبناؤه بنمط الحياة الغربية بما أن زوجته أوروبية. ثم ننتقل لنشاهد
حياة طالبين وصلا إلى دمشق للدراسة، يستأجران غرفة صغيرة في العشوائيات.
وفي خطّ موازٍ نتعرّف إلى نمط حياة عائلات دمشقية تقليدية. ومع احتكاك هذه
الشخصيات بعضها ببعض، يتصاعد الخط الدرامي.
ينفي الكاتب نجيب نصير أن يكون السيناريو يخفي رسائل مبطّنة، «بل إن القصة
نفسها تشرح كل الدلالات المطلوبة... باختصار، إن النماذج الاجتماعية التي
يعرضها العمل، تكشف عن الإرث الثقافي لمختلف سكان الشام». أما حسن سامي
يوسف فيقول إنّ «الفساد وطرق التأقلم معه تشغل حيّزاً من الأحداث، فنكشف
طرقاً عدة للتعامل مع هذه الآفة، خصوصاً عند المستفيدين منها. وهذه النقطة
تحديداً هي الخط المشترك بين أغلب شخصيات العمل».
يبدو واضحاً من خلال السيناريو أن الثنائي السوري اختار العودة مجدداً إلى
العشوائيات، وهي نوع درامي أسّس له نصير ـــــ يوسف، ليتحوّل إلى موضة
رائجة في المسلسلات السورية. ولكن يوسف يدافع عن خياراته مع شريكه قائلاً
«لم نتعرض للعشوائيات إلا في «الانتظار»، و«أيامنا الحلوة». ومع ذلك يبقى
التركيز على سكان هذه المناطق مهماً، لأنهم يعكسون نمط تفكير سائداً في
الوسط الدمشقي، ولا يمكن استبعادهم عن الأحداث، إذ إنهم يمثلون أكثر من
سبعين في المئة من سكان العاصمة السورية». في الإطار نفسه، يعلن نصير أن
للعشوائيات بعداً سياسياً، واجتماعياً مهماً، فهي تعكس جزءاً من التاريخ
المعاصر والمرير عند العرب، «ولا بد من العودة إليها دائماً لأنها أولاً
جزء من الفوضى الاجتماعية، ثم لأنها تحتضن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين
التي تذكّر بهزيمة العرب الكبرى».
من جهة أخرى، يتفق الكاتبان على أنهما لم يتعمّدا يوماًَ مفاجأة المُشاهد
بقسوة ما يكتبانه، «بل إن الصدمة عند الجمهور هي نتيجة التعاطي مع المجتمع
ومشاكله وآفاته بصدق كبير». ورغم النجاح الكبير الذي حققته مختلف أعمال
نصير ـــــ يوسف في السنوات الأخيرة، يرى بعض النقاد أن مسلسلاتهما تغرق في
السوداوية، في وقت يبحث فيه المشاهد عن مادة فنية تبعده عن همومه اليومية،
وتمثّّل له متنفساً يسليه ويمتعه. يرفض يوسف هذه الاتهامات، مدافعاً عن
«السراب»: «المسلسل ليس متشائماً، بل إنه يحتوي على عنصر الكوميديا
السوداء، ويعرّج على مواضيع اجتماعية مهمة، مثل مفهوم العذرية وطريقة تعاطي
المجتمع معها». ولكنه يعود وينتقد مسلسله، وباقي الأعمال التي ستعرض هذا
العام، لأنها ستكون متأخرة عن اللحاق بالتطورات السياسية التي تشهدها
المنطقة العربية، «باستثناء الأعمال التاريخية التي تتّكئ على أحداث
ماضية».
ولعل السيناريو ليس وحده عنصر النجاح المتوقع لهذا العمل، بل إن مجموعة
النجوم التي تشارك فيه تمثّل عاملاً مهماً لجذب الجمهور، إذ يطلّ في
«السراب» كلّ من بسام كوسا، وسلافة معمار، ونسرين طافش، وقيس الشيخ نجيب،
وعلي كريم، ونجلاء خمري... وغيرهم من أبرز وجوه الدراما السورية.
تتحدّث نسرين طافش عن دورها في هذ المسلسل، قائلة إنها تجسّد دور فتاة
غنية، هي ابنه عائلة تملك معملاً للأدوية، تقع في حب شاب فقير وترفض التخلي
عنه أو إنهاء علاقتهما، رغم كل الضغوط الاجتماعية: «ولعلّ أكثر ما يميّز
هذه الشخصية هو أنها متحررة وصادقة مع نفسها ومع الآخرين، فترفض ارتداء
الوجوه والأقنعة الكاذبة والمزيّفة. كذلك فإنها تعيش إشكالية عاطفية حقيقية
تؤسس لمسار الأحداث، وتخلق جزءاً من التشويق في العمل، ما يجعلني أتحفّظ
على الكثير من التفاصيل حتى موعد العرض».
باختصار، يبدو أن كل مقوّمات النجاح موجودة في مسلسل «السراب»، ولكن يبقى
الرهان على القدرات الإخراجية لمروان بركات الذي يتعامل للمرة الأولى مع
الثنائي السوري المميز نجيب نصير وحسن سامي يوسف. فهل يتمكّن من تقديم النص
بالجودة والإبداع المنتظرَين؟
نجمة كل المواسم
بعدما نجحت في أكثر من عمل لنجيب نصير وحسن سامي يوسف، وخصوصاً «زمن
العار»، تعود سلافة معمار إلى التعاون مع الكاتبَين في مسلسل «السراب».
وتؤدي النجمة السورية دور امرأة أربعينية قبيحة وطريفة تدعى صبحة. وتعيش
هذه الأخيرة سلسلة أزمات مرتبطة بشكلها الخارجي، وتجربة زواجها الفاشلة.
«رغم المساحة الصغيرة لدوري، إلا أن هذه التجربة كانت مغامرة كبيرة لاختبار
قدرتي على تجسيد شخصية لا تشبهني أبداً، وعلى إقناع الجمهور بما أقدّمه».
إلى جانب «السراب»، أنهت النجمة السورية دورها في مسلسل «الغفران» مع حاتم
علي، وتجسّد حالياً دور البطولة في مسلسل «توق» لشوقي الماجري.
الأخبار اللبنانية في
03/06/2011
بيـع
مسلسـل جديـد مـع آخـر قديـم مجانـاً
الدراما
السورية على «حافة» الكساد بانتظار انفراج
سياسي
ماهر منصور
يبدو أن البحث عمن
يشتري من الفضائيات العربية حقوق عرض مسلسلاتهم، سيكون، خلال
الشهرين المقبلين،
الشغل الشاغل لعدد كبير من منتجي الدراما السورية في الموسم الرمضاني 2011.
فقد
علمت «السفير» أن صعوبات تواجه هؤلاء في تسويق مسلسلاتهم، بعد أن تريث عدد
من
الفضائيات العربية المهمة (الخليجية) في شراء الأعمال الدرامية
السورية، وأدارت
فضائيات أخرى ظهرها لكل ما عرض عليها من تلك المسلسلات.
وسرعان ما القى ركود سوق
الدراما السورية بظلاله على الخطط الإنتاجية لعدد من شركات الإنتاج الخاصة،
بالإضافة إلى «المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني»،
التي تمثل القطاع
الإنتاجي العام، والتي أعلنت صراحة عن تأجيل تصوير عدد من أعمالها إلى
العام المقبل
لأسباب تسويقية.
وفي وقت تواصل مسلسلات سورية أخرى تصوير مشاهدها، دون أن يعرف
منتجوها، حتى الساعة، قنوات عرضها، لا يخفي منتجون عرفوا ببيع
مسلسلاتهم قبل
المباشرة بتصويرها، بأن مصير عرض مسلسلاتهم لم يزل حتى الساعة مجهولاً.
بينما نُقل
عن أحد المنتجين قوله بأنه عرض بيع مسلسله لفضائية عربية، على أن يقدم لها
معه أحد
مسلسلاته القديمة لعرضه مجاناً!
نظرياً، فإن عزوف الفضائيات الخليجية، كلياً، عن
شراء الأعمال السورية لعرضها في الموسم الدرامي 2011، أمر لا يمكن الجزم به
بشكل
نهائي، ولا سيما أن الدراما المصرية هي الأخرى تشهد انخفاضاً كبيراً في
إنتاجها هذا
العام. وبالتالي، ستجد تلك الفضائيات نفسها أمام تحد ملأ ساعات بثها
الطويلة، وهي
وإن ردمته بأعمال درامية تركية وأردنية، إلا أن هذه النوعية من
الأعمال لا تشكل حتى
الساعة عامل جذب إعلاني وجماهيري.
يفصلنا اليوم نحو شهرين ونصف الشهر عن بدء
الموسم الدرامي الرمضاني المقبل. وهي مسافة زمنية طويلة نسبياً من شأنها أن
تحدث
انقلاباً في حركة السوق الدرامية، وإن كان البعض لا ينفي تأثر الفضائيات
الخليجية
بمواقف حكوماتها السياسية من الأحداث الأخيرة في سوريا، فإن
انفراجاً سياسياً من
شأنه أن يرافقه انفراج في السوق الدرامية السورية. فضلاً عن احتمال التوصل
إلى
اتفاقيات بيع بـ«تراب الفلوس» بين شركات الإنتاج والقنوات العارضة، فيما
يمكن
تسميته باتفاقيات «الرمد الأفضل من العمى».
لكن ما مصير الإنتاج الدرامي السوري
في ظل استمرار ركود سوقه هذا العام؟
الفضائيات الخليجية ستقوم غالباًَ بعرض
المسلسلات التي تشارك في إنتاجها جزئيا أو كليا، مثل مسلسل «الفاروق»
للمخرج حاتم
علي عبر قناة «أم بي سي» أو «قطر»، ومسلسل «الزعيم» للأخوين بسام ومؤمن
الملا على
«أم
بي سي»، و«دليلة والزيبق» للمخرج سمير حسين على «دبي». ومن المنتظر أن تعرض
عدد
من الفضائيات اللبنانية عددا من الأعمال السورية الجديدة، إلا أن قوتها
الشرائية
تبقى الأضعف إذا ما قيست بمثيلاتها الخليجية.
ولا يستبعد أن تتقدم عدد من
الفضائيات المصرية مثل «الحياة» و«دريم» و«المحور»، لشراء جزء من الإنتاج
الدرامي
السوري لتعويض نقص الإنتاج الدرامي لبلادها، وإن بدا هذا
الاحتمال ضعيفاً. وفي
الغالب سيقوم تلفزيون «الدنيا» بعرض عدد من المسلسلات أقلها تلك التي
تنتجها شركة «سورية الدولية» وعددها خمسة هذا العام. ولا
نعرف مقدار حصة تلفزيون «المشرق» من
الأعمال السورية، مع العلم بأنه عمد خلال السنوات الأخيرة الى
شراء عدد منها. فيما
ستكون الحصة الكبرى وربما الكاملة (تصل هذا العام نحو ثلاثين عملا سوريا)
للتلفزيون
السوري بقنواته الأربع .
وكانت الدراما السورية قد تعرضت لأزمة تسويقية مشابهة
منذ سنوات، متأثرة بأجواء سياسية أيضاً، قام خلالها التلفزيون السوري بتبني
شراء
الأعمال الدرامية السورية، وبأسعار تشجيعية، الأمر الذي ينتظر أن يقوم
التلفزيون
السوري ايضا هذا العام دعماً للإنتاج الدرامي السوري.
وكانت السنوات السابقة، مع
تكرار «الخضات» التسويقية للإنتاج الدرامي، قد شهدت دعوات لتشجيع ودعم
افتتاح قنوات
تلفزيونية خاصة، كأحد الحلول لكسر الطوق الذي تفرضه احياناً الفضائيات
العربية
الكبرى على الدراما السورية، ووقوع هذه الأخيرة رهينة رغبات
سياسية.. وربما شخصية
لأصحاب تلك الفضائيات.
السفير اللبنانية في
02/06/2011 |