السراب
بعد تعاون ولقاءات متقطعة، على مدى ثلاث سنوات، اقترب فايز حلاوة من
تحية كاريوكا الفنانة وعرف كيف تفكر، وشاهد عن قرب الإنسانة وعرف مفاتيحها،
فاقتنع بالاثنين معاً، غير أنه كان يمكن أن يعمق العلاقة مع الفنانة ويزيد
التعاون معها، ما يثمر على المدى الطويل، النجاح الذي يسعى إليه المخرج
والفنان فايز حلاوة.
أراد فايز حلاوة أن يختصر المشوار، ويقفز فوق الحواجز، بالارتباط
فنياً وإنسانياً بتحية كاريوكا، فقرر طلب الزواج منها:
* أنت تتجوزني يا فايز؟
= دا شرف ليا… تصدقيني لو قلتلك إن دي كانت أمنيتي من أول يوم قعدت
معاك فيه.
* وإيه اللي خلاك تستنى الوقت دا كله؟
= كنت بحاول أكون في مكانة تسمح لي أطلب طلب زي دا.
* ودلوقت أنت حاسس أنك بقيت في المكانة اللي تسمح لك تعمل دا؟
= إلى حد ما… لكن من ناحية تانية أنا مش قادر استنى أكتر من كدا.
بعد إلحاح أكثر من مرة، استسلمت تحية كاريوكا وتزوجته غير أنها سرعان
ما اصطدمت ببعض أفكاره، بخاصة عندما طلبت منه، كعادتها مع أزواجها
السابقين، الانتقال للعيش معها في شقتها:
= شوفي يا تحية… أنا راجل فلاح… صحيح أنا بحبك وبقدرك بس لازم تيجي
تعيشي معايا في بيتي.
* وإيه الفرق… ما الشقة أهه ما شاء الله كبيرة… وفي الزمالك على
النيل.
= اللي أنت بتقوليه دا هو الفرق… الشقة كبيرة وفي الزمالك على النيل…
لكنها في النهاية هي شقة تحية كاريوكا… واللي جوزها مايقدرش يجيب زيها…
وبالتالي هو عايش معاها ويمكن تكون هي اللي بتصرف عليه كمان.
* أنت مكبر الموضوع أوي ليه يا فايز؟
= لازم يكون كبير… لأني ماقبلش أنو يتقال عليا «جوز الست».
* يا سيدى بسيطة إذا كانت دي المشكلة… نغير العقد وأكتب الشقة باسمك
علشان ماتبقاش «جوز الست»… وكمان أصرف أنت على البيت زي ما أنت عايز.
= وأنا مايرضنيش أخد حاجة مادفعتش فلوسها.
* يا فايز مفيش فرق بين الراجل ومراته.
غيرت تحية عقد الشقة ليصبح باسم فايز حلاوة، وأطلق هو اسم تحية
كاريوكا ـ باعتبارها التاريخ والأشهر والأكثر خبرة ـ على الفرقة المسرحية
الجديدة التي قررا إنشاءها، ليصبح لتحية أول فرقة مسرحية باسمها، يكتب فايز
حلاوة أعمالها تأليفاً وإعداداً، ويخرجها ويؤدي دور البطولة أمامها، وكانت
البداية مسرحية «بلاغ كاذب» التي لم يكن لها نصيب كبير من النجاح، غير أن
ذلك لم يثنِ تحية وفرقتها عن متابعة المشوار، فاتجت إلى النقد الاجتماعي،
بل والأهم نقد الذات، وقدمت وفايز مسرحية «روبابيكيا» وجهت فيها انتقادات
لاذعة للمثقفين والفنانين.. إيماناً منها بدور الفن في قيادة المجتمع نحو
الإصلاح الذي ينشده.. وانتقدت الأسرة الفنية والثقافية ـ وهي عضو فيها ـ
قبل أن تنتقد بقية الأسر في مجتمعها.
انتقاد الذات
في مسرحية «روبابيكيا» وتعني «الأشياء البالية القديمة» أدت كاريوكا
دور بائعة «الروبابيكيا»، وهاجمت بعنف مؤلفي السينما والمسرح والتلفزيون
وفضحت ما يقومون به من سرقات وسطو على مؤلفات الآخرين، بعد أن ينضب معينهم
من تقديم الجديد.
نجحت المسرحية، وثبتت أقدام «فرقة تحية كاريوكا» كفرقة وليدة في
مواجهة الفرق الكبيرة الموجودة، كفرقتي الريحاني وإسماعيل ياسين، فضلا عن
فرقة التلفزيون التي انطلقت بعد افتتاح التلفزيون، لتنافس الفرق الخاصة.
اقترحت تحية على فايز عملاً يطالب الحكومة والنظام بالديمقراطية، بأن
يكون القانون في خدمة الشعب، وليس الشعب في خدمة القانون، أو خدمة من
وضعوه، فقدّمت الفرقة مسرحية «الثعلب فات» في استعادة لشخصيتي «رئيفة وعبد
الودود»، الزوجين الريفيين وهما شخصيتان قدماهما من قبل في عمل إذاعي،
واستعرضا من خلالهما مشاكل سياسية، وكيف أن القانون يطبق بنوده الصارمة،
على فقراء الشعب فقط!
بعد الإقبال الجماهيري على أعمال الفرقة المسرحية، تفرغت تحية للمسرح،
بخاصة أنها قدمت فيه ما لم يتح لها تقديمه في السينما، فرفضت الأفلام
السينمائية التي عرضت عليها، غير أن المخرج عاطف سالم ألحّ عليها في تقديم
فيلم سينمائي جديد معه:
= أنا مش طالب منك غير أنك تقري السيناريو بس.
* المسألة مش حكاية حلو ولا وحش يا عاطف… أنا مكتفية بالمسرح اليومين
دول… ومأجلة السينما شوية.
= أنا معاكي… بس أقري السيناريو… لو ماعجبكيش مش هافتح معاك الموضوع
تاني.
* هو الفيلم اسمه إيه؟
= أم
العروسة.
* طبعا مش أنا العروسة… يعني دور أم.
= أنا مش هاتكلم تاني إلا لما تشوفي السيناريو.
المسرح والسياسة
قبل أن يسأل عاطف سالم تحية عن رأيها في السيناريو، بادرت هي بالاتصال
به، وأبلغته موافقتها على تقديم الفيلم والتمسك به، رغم أنه يقدمها كأم
لفنانتين كبيرتين، هما سميرة أحمد ومديحة سالم، ولم تكن تحية تخطت الثامنة
والأربعين من عمرها، وما أن عرض الفيلم( ديسمبر 1963) حتى نجح نجاحاً
جماهيرياً وكان حديث الصحافة الفنية والنقاد الذين أشادوا بدورها، وتوجت
هذه الإشادة بحصولها جائزة الدولة، كأفضل ممثلة للمرة الثانية.
لم يغرِ هذا النجاح الكبير تحية بالابتعاد عن المسرح والتركيز في
السينما، بخاصة أنها قررت مساندة زوجها فايز حلاوة بقوة في ملعبيه
الرئيسيين: المسرح والإذاعة، لإثبات ذاته، واستكمال رسالتها الاجتماعية
والوطنية من خلال مسرح «الكباريه السياسي»، فلم تقرر عيش بقية حياتها
الفنية في المسرح… بل فجأة وجدت أن المسرح أصبح هو الذي يعيش فيها.
أصرّت تحية كاريوكا على تقديم مسرحية «البغل في الأبريق» رغم تردد
فايز، فاختار الفنان صلاح منصور ليشاركهما البطولة، وما أن عرضت حتى لاقت
نجاحاً غير متوقع، وأصبحت حديث الشارع، وليس الوسطين الفني والصحافي فحسب،
بسبب جرأة موضوعها، إذ تناولت مشكلة عدم استقامة القطاع العام، وإسناد بعض
المهام لغير أهلها، من خلال المعلمة «قدارة» (تحية كاريوكا) والمعلم
«بسطاوي» ( صلاح منصور)، وهاجمت المسرحية القيمين على إدارة المال العام،
واتهمتهم بالأمية والجهل، وتغليب مصالحهم الخاصة على المصلحة العامة، فما
كان من وزير الإرشاد القومي حامد هويدي إلا أن أرسل خطاباً إلى فرقة تحية
كاريوكا، قرر فيه إيقاف العرض ومصادرته، فجن جنون تحية، ورفضت التنفيذ أو
الاستسلام، رغم أن فايز حلاوة أبدى استعداده لتنفيذه:
* يعني إيه.. نقفل المسرح ونروح نقعد في بيوتنا؟
= أيوه يا تحية.. إحنا لازم ننفذ القرار وبعدين نبقى نروح نناقش
الموضوع معاهم.
* أنا لا هانفذ القرار ولا هاروح أناقش حاجة معاهم.
= هانفتح بكره برضه.
* لا… أنا عارفه إيه اللي ممكن يجيب نتيجة معاهم.
طلبت تحية كاريوكا من أعضاء الفرقة الحضور في العاشرة من صباح اليوم
التالي، وما إن اجتمع كل أفراد الفرقة حتى خرجت بهم في تظاهرة، بدأت من
أمام مسرح ميامي بشارع طلعت حرب ـ سليمان باشا سابقا ـ وسارت في الشارع حتى
ميدان التحرير، ووقف أعضاء الفرقة أمام باب المسرح وهم يحملون لافتات تندد
بالمصادرة، ومن وراء المصادرة:
تسقط المصادرة.
يسقط وزير المصادرة.
قبل أن يتحرك هؤلاء من أمام باب المسرح للاتجاه إلى ميدان التحرير،
جاءهم مندوب وزير الثقافة يخبرهم بأن الوزير يطلب لقاء تحية كاريوكا وفايز
حلاوة.
في اللقاء اعتذر الوزير عما حدث، مشيرا إلى أن ثمة تعليمات من الزعيم
جمال عبد الناصر، بعدم التعرض لـ «فرقة تحية كاريوكا»، والسماح لها بتقديم
أعمال تقوم على النقد البناء.
أم زوجها
قبل أن تفكر تحية في استئناف نشاط الفرقة، عرض عليها المخرج حسام
الدين مصطفى المشاركة في فيلم جديد، وقبل أن تبدي رفضها أو قبولها، أخبرها
بأن البطل هو الفنان رشدي أباظة، فوافقت على الفور حتى قبل قراءة سيناريو
فيلم «الطريق»، لكن عندما قرأته فوجئت بأنها ستؤدي دور بسيمة عمران والدة
رشدي أباظة في الفيلم، وبمساحة زمنية هي دقائق معدودة على الشاشة، ما أثار
غضب زوجها فايز حلاوة:
= دا اسمه جنان… مش حب للفن.
* أنا فعلا مجنونة بالفن… سينما ومسرح وإذاعة.
= أيوا بس الجنان ما يوصلش لحد كدا… أنت فاهمة هاتعملي إيه… دا دور
مافهوش حاجة تغري أي فنانة حتى لو مبتدئة تقدمه… أولا دور واحدة قوادة…
ثانيا ها تطلع أم لممثل قريب منها في السن… وكمان كنت متجوزاه في يوم من
الأيام، ثالثا الدور ما يجبش عشر دقايق على الشاشة… تبقى إيه الميزة اللي
فيه؟
* طب تصدقني يا فايز لو قلت لك إن كل اللي أنت شايفه عيوب في الدور…
هي المميزات اللي هاتخليني أوافق عليه… صحيح ما فيش واحدة موجودة دلوقت على
الساحة ممكن تقبله… لكن تحية كاريوكا هي اللي لازم تعمله… وبعدين فيه دين
في رقبتي لشادية من فيلم «شباب امرأة» لازم أرده لها.
صدق حدس تحية كاريوكا، فما إن عرض فيلم «الطريق» حتى وجد المشاهد نفسه
يخرج منه متذكراً بسيمة عمران مثلما تذكر أدوار شادية ورشدي أباظة وسعاد
حسني، وربما أكثر.
ارتأت تحية أن تكتفي بتقديم فيلم أو اثنين في العام يكون لهما قيمة،
بدلا من أربعة أو خمسة أفلام بلا قيمة، على أن يظل عملها في المسرح هو
الأساس، ولا مانع من زيارة سريعة إلى الإذاعة تقدم خلالها عملا متميزاً
أيضاً، فهي الملاذ الأول الذي يلجأ إليه الجمهور، رغم ظهور التلفزيون
وانتشاره في أغلب البيوت المصرية.
قدمت التمثيلية الإذاعية «عفريت الست شوقية» اقتباس وإخراج فايز
حلاوة، وشارك في التمثيل فيها الفنان محمد أحمد المصري والفنانة نبيلة
السيد، من ثم قدما مسرحية «روبابيكيا» للإذاعة، ثم قدمت بعدها التمثيلية
الإذاعية «روايح».
مع حرص تحية كاريوكا على اختيار أعمالها السينمائية، أرادت أن يكون
ذلك مقروناً بأفلام مأخوذة من أعمال أدبية، فوافقت على دور صغير مع عاطف
سالم في فيلم «خان الخليلي» المأخوذ من إحدى روايات الأديب الكبير نجيب
محفوظ، قبل أن ينتهي التصوير (1966)، ومع بداية العام 1967 اختارها المخرج
حسن الإمام في دور جديد عليها في فيلم «إضراب الشحاتين»، من إنتاج المؤسسة
المصرية العامة للسينما، المأخوذ من قصة لإحسان عبد القدوس، وهو دور «زعيمة
المجاذيب» الذين يجلسون بجوار ضريح الإمام الحسين، وأدى فنانون من بينهم:
لبنى عبد العزيز ومحمود المليجي ومحمد رضا وسمير صبري، أدوار «شحاذين»
للمرة الأولى في مغامرة جديدة حسبت لمخرجه، فإلى جانب جرأة موضوعه وخلفيته
الوطنية، تميز بأنه فيلم غنائي استعراضي.
عودة إلى النضال
بعد فيلم «إضراب الشحاتين» عادت تحية إلى المسرح، وراحت تستعد لمسرحية
جديدة مع زوجها فايز حلاوة مع «فرقة تحية كاريوكا»، وبدأت الفرقة بالفعل
عرض مسرحية «شفيقة القبطية» التي تمنت تحية طويلا أن تقدم سيرتها في فيلم
سينمائي، إلا أن الظروف لم تسمح لها بذلك، فقررت تقديمها على المسرح.
فيما كانت المسرحية تعرض على خشبة المسرح، نقلت الإذاعة المصرية ظهر
الخامس من يونيو، خبر اقتحام إسرائيل الحدود المصرية ودخول قواتها المسلحة
إلى سيناء.
توقف كل شيء، وخلت مصر من مظاهر الحياة إلا من مواجهة هذا العدوان
الغاشم، وكعادتها منذ حرب فلسطين ( 1948)، تقدمت تحية كاريوكا الصفوف،
وسافرت إلى الجبهة في مدن المواجهة (السويس، الإسماعيلية، بور سعيد)
للمشاركة في المجهود الحربي، وراحت تداوي جراح مصابي الحرب ، باعتبار أن كل
مصاب هو أب أو أخ، إلى أن عثرت فعلا على أخيها علي وابن أخيها عثمان، بين
الجرحى المصابين من جراء العدوان، ورغم انقطاع الصلة بينها وبين أخيها إلا
أنها داوت جراحه وساندته، وهو الذي كان ينظر إليها على أنها «وصمة عار»،
فلم يصدق ما رآه لدى شقيقته، من وطنية وحماسة ومحاولة للدفاع عن الأرض
والعرض، فنظرت إلى أخيها ونظر إليها، وبكى كل منهما وتعانقا.
انتهت الحرب بهزيمة غير متوقعة للجيش المصري في سيناء، وبشرخ وانكسار
في قلوب المصريين، بخاصة المثقفين والفنانين، واعترف الرئيس جمال عبد
الناصر بالمسؤولية كاملة، وأعلن تنحيه عن أي منصب سياسي، واستعداده للعودة
إلى صفوف الجماهير، فخرج الشعب المصري، بكل طوائفه وفئاته، في مقدمهم تحية
كاريوكا وطالبه بالبقاء وإعادة البناء.
النضال بالفن
إذا كان دورها على جبهة القتال قد انتهى بخسارة جولة في الحرب، فإن
دورها لا بد من أن يبدأ على جبهة الفن، لشحذ الهمم وكشف العيوب، ونقد
الذات، لبدء مرحلة الإصلاح والبناء، من هذا المنطلق اتفقت تحية مع المخرج
والفنان كرم مطاوع، الذي شاركها بطولة فيلم «إضراب الشحاتين» على إعداد
مسرحية «ياسين ولدي» التي تعبر عن انكسار الوطن، وتدعو إلى إعادة لم الشمل
وجمع الشتات، هكذا اقتحم مسرحها المشكلات المطروحة على الساحة الاجتماعية
والسياسية وقال كلمته، وتصدّرت فرقتها الحركة المسرحية والفنية بل
والوطنية، بوضع يدها على نبض الجماهير.
بقيت الفرقة تعمل على تسييس المسرح أو مسرحة السياسة، مستجيبة لرغبة
كاريوكا وطموحها في مسرح يحتلّ ركناً مهما في عملية البناء الاجتماعي
والانتقال بالمجتمع من حالة هو عليها إلى حالة يجب أن يكون عليها، فالمسرح
الحقيقي، في نظرها، ليست مهمته تفسير الواقع فقطبل تغييره أيضاً.
تسابق الجميع لإعادة البناء، وكلف الزعيم جمال عبد الناصر الفريق محمد
فوزي بإعادة بناء القوات المسلحة فأثبتت أنها عند حسن ظن الشعب الذي تكاتف
خلفها، ووجهت إلى العدو الصهيوني ضربات موجعة عبر حرب استنزاف أذهلته، وبدأ
عبد الناصر التخطيط لخوض معركة استرداد الكرامة، غير أن القدر لم يمهله،
فصعدت روحه إلى بارئها مساء 28 سبتمبر 1970، وبكاه الشعب العربي كله، وبكت
تحية كاريوكا كما لم تبك من قبل، إذ علمت بالخبر بينما كانت في رحلة إلى
السودان لعرض مسرحية «روبابيكيا» واصطحبت معها لأول مرة ابنة شقيقتها رجاء
الجداوي، بعدما تم الصلح بينهما، واقتنعت بها تحية كممثلة وقبلت أن تلحقها
بفرقتها.
صودف وجود المنتخب المصري في مباراة مع المنتخب السوداني في بطولة
إفريقيا، فشاهد الفريق المصري مسرحية تحية كاريوكا، كان من بينه أعضائه
حارس مرمى النادي الإسماعيلي والمنتخب الكابتن حسن مختار، فما إن شاهد رجاء
الجداوي حتى تعلق قلبه بها، وقبل أن يعود الفريق والفرقة إلى القاهرة،
تقدّم حسن إلى تحية طالباً يد رجاء، فوافقت، على أن يتم الزواج في القاهرة.
لدى عودة الفرقة إلى القاهرة، لاحظت تحية أن الحزن يخيم عليها،
فامتنعت عن تقديم أعمال فنية، لدرجة أن وزنها زاد بشكل ملحوظ عما كانت عليه
حتى وقت قريب، غير أنها وإن كانت لم ترض بهذه الزيادة إلا أنها لم تخجل
منها، ولم ترفض الدور الذي عرضه عليها المخرج حسن الإمام، وهو أقرب إلى
شخصيتها الحقيقية، أي راقصة تقدمت بها السن، وزاد وزنها بشكل ملحوظ، فتدفع
بابنتها الجامعية لترث مهنتها، غير أن الفتاة ترفض، لأنها تعيش قصة حب مع
مخرج مسرحي شاب، وعندما تعلم عائلته بأمر الفتاة وبأن والدتها راقصة تدبّر
لها ابنة خالته مكيدة ، وتدعو أمها لحضور فرح لدى العائلة لفضحها أمام
حبيبها، فتجد الفتاة أمها في موقف لا تحسد عليه إذ تندر عليها أصحاب الفرح
وهي ترقص، وسخروا من وزنها!
(البقية في الحلقة المقبلة)
الجريدة الكويتية في
17/08/2012 |