سر الغائب
حصلت تحية على أجرها من فيلمي «حنان» و{نادوجا» وأصبح لديها ما يمكنها
من الدخول في تجربة إنتاج جديدة عبر شركتها، قبل أن تنفق ما لديها من
أموال، خصوصاً أنها أصبحت تتكفل بالإنفاق على أمها وجدتها وأختيها، مريم
وفاطمة، وأبناء كل منهما، فالتقت على الفور مع شريكيها حسين فوزي وحسين
صدقي لبحث إنتاج فيلم جديد يضمهم معاً.
لم يكن حسين صدقي متفرغاً للعمل مع تحية كاريوكا وحسين فوزي بسبب
ارتباطه بأكثر من فيلم:
= أيوه بس أنا ماضي عقدين لفيلمين بدأت في واحد فيهم ولسه التاني.
* ربنا يزيدك يا حسين أنت ابن حلال وطيب وتستاهل كل خير. خلاص نستنى
لحد ما أنت تخلص. بس ما ليش دعوة لو الفلوس اتصرفت. أنتو عارفين أيدي سايبه.
= طب وليه يا جماعة تستنوني… ما تشتغلوا أنتو.
ـ ايوه بس يا حسين أنت كدا مش…
= لا بس ولا حاجة. أنت هاتشتغلوا وأنا كدا كدا هاقبض فلوس.
* ايوا يا حسين.. حسين فوزي يقصد انك كدا مش هتشتغل معأنا. وإحنا
عاملين الشركة دي أصلا علشان نشتغل ونقدم السينما اللي إحنا عايزنها.
= يا جماعة أنتو زعلانين ليه. ما أنا والحمد لله معايا تلات أفلام،
أول الشهر والجيل الجديد والحظ السعيد ودول كفاية علي أوي الموسم دا.
والحمد لله.
* مش بقولك أنت طيب أوي يا حسين… وإن شاء الله يبقى الحظ السعيد بجد.
= يارب… أنت اللي إنسانة جميلة يا «بدوية».
* تعرف انك أنت الوحيد اللي بتندهني باسمي الحقيقي في مصر كلها… حتى
أمي وأخواتي نسيوا «بدوية».
= أنت ناسية ان دا اسمك في الفيلم اللي عملناه سوا… وبصراحة كنت وش
السعد عليا وحابب أني أقولك يا بدوية.
* قول يا عم اللي أنت عايزه ما حدش واخد باله.
ـ خلاص يبقى اتفقنا… أنا القصة عندي جاهزة… ونشوف مين يكتب لها
السيناريو والحوار.
= على فكرة يا حسين أبو السعود الابياري عامل شغل حلو أوي.
* أبو السعود أعرفه كويس من أيام ما كان بيكتب عند بديعة دا هايل.
ـ خلاص يبقى على بركة الله من بكره هاديله القصة يشتغل عليها.
* طيب أسيبكم تخلصوا شغلكم وامشي أنا…
= استني نص ساعة بس نخلص وأوصلك.
* خايف عليَّ؟
= طبعاً… أنت أختي.
* كتر خيرك… متخافش عليا. أنا أخوف بلد.
مطاردة في الظلام
ما كادت تحية تصل إلى الشارع الذي تسكن فيه في حي الزمالك حتى لاحظت
أن ثمة من يتتبع خطاها، تمشي فتسمع صوت خطى تتبعها، تقف تتوقف الخطى، حتى
اقتربت من بيتها، فتوقفت والتفتت لتجد رجلاً أسمر اللون متوسط الطول في
ملابس رثة.
لم تنتظر تحية أن يواصل خطاه أو يقترب منها، بل اتجهت إليه فوراً،
وأمسكت به من ملابسه:
* أنت ماشي ورايا ليه يا جدع أنت وعايز مني إيه؟ أنت بوليس ولا حرامي؟
ولا تطلع إيه بالظبط؟
= بس بس يا ست تحية؟
* وكمان عارف اسمي… لا دا أنا لازم أسلمك للبوليس ولا تكونش أنت منهم؟
= يا ستي أنا لا من دول ولا دول… اهدي بس.
* أمال تطلع إيه؟ أنطق؟
= أنا أنور السادات.
* مين أنور السادات؟
= اليوزباشي محمد أنور السادات… اللي كنت قابلتك مع حكمت فهمي في
كازينو «كيت كات» من سنتين.
* أيوا… أيوا افتكرت. بس أنا عرفت انك محبوس واتحكم عليك في القضية
بتاعة حكمت… ما هي لسه في السجن… أنت خرجت أمتى؟
= أنا ما خرجتش… أنا هربت.
* هربت؟!
= أيوا… إيه خفتي؟
* أنا ما بخفش… أنا بس مش عارفة الحكاية إيه بالظبط… وإيه اللي بهدلك
كدا وبتعمل إيه دلوقت؟
= ما هو دا اللي أنا جايلك علشانه… أنا هربت من حوالي شهر ونص. قلبوا
الدنيا عليا… بس أنا ما بقعدش في حته واحده أكتر من يوم.
* طب ليه ما رحتش عند أهلك؟
= سافرت ميت أبو الكوم عند أهلى في المنوفية لكن قبل ما اوصل كان
الإنكليز قالبين البلد بيدوروا عليّ… رجعت تاني… شهر ونص بلف في الشوارع.
* وبتنام فين؟
= بنام في السيما؟
* مش فاهمة. أنت بشتغل في السيما؟
= بلف طول الليل في الشوارع والقهاوي. أشيل بضايع أحملها على عربيات
نقل. أنقلها على كتفي من مكان لمكان واخد اللي فيه القسمة. وبعد الضهر أدخل
السيما علشان أنام.
* لا فكرة حلوة… ولو إنها دعاية وحشة لينا. يعني إحنا بنعمل أفلام
تنيم الجمهور!
= أبدا والله… انت يشهدلك الكل. لكن أنا بنام من التعب… لحد كام يوم
فاتوا لما سينما كورسال عرضت لك فيلم «نادوجا» فيلم هايل يا ست تحية… أنت
موهوبة بجد.
* دا بس من ذوقك. بس شفت الفيلم إزاي وأنت بتدخل السيما تنام؟
= هاهاها. معقول يبقى فيه فيلم في السيما لتحية كاريوكا وحد يجيله
نوم. شفت الفيلم وفكرت فيك… قلت أجيلك يمكن تقدري تساعديني.
* تعال يا أنور… تعال اطلع.
= قبل ما أطلع بيتك… عندي حاجة لازم أقولهالك علشان أريح ضميري.
* قول… خير؟
= بصراحة بعد ما شفتك مع حكمت فهمي كنت شاكك فيك انك بتشتغلي لحساب
الإنكليز… لكن بعد كدا عرفت أنك بميت راجل. وانك وطنية أكتر من أي حد ويمكن
دا اللي جابني النهارده عندك.
لم يكن وجود محمد أنور السادات مرحباً به من والدة تحية كاريوكا، ليس
لشيء سوى أنه رجل غريب، وما زاد الأمر تعقيداً أنها عرفت أنه هارب من السجن
ومحكوم عليه في قضية تجسس:
= إزاي يا بنتي نقعد راجل غريب معأنا في البيت؟
* دا يا أمي أنا أعرفه كويس… مش غريب.
= والله لو ابن عمك… مالوش قعاد هنا.
* هو هيبات الليلة بس… ومن الفجر هيمشي. أنا هكلم أختي مريم تاخده
عندهم في الإسماعيلية أهو يشتغل في المزرعة هناك ويستخبى وسطهم لحد ما ربنا
يفرجها.
= برضه دي مسؤولية على أخواتك يا بنتي. دا مهما كان هربان من السجن.
* دا مش مجرم ولا حرامي يا أمي. دا شاب وطني بيحب مصر ولازم نحميه من
«الكلاب المسعورة» اللي عايزين ينهشوه.
مغامرة في الإسماعيلية
تخفى أنور السادات في ملابس بلدية «جلباب وطاقية وشال» ومع أول ضوء
للصباح اصطحبته تحية كاريوكا في سيارتها الخاصة وذهبت به إلى الإسماعيلية،
وعند نقطة مرور الإسماعيلية استوقفها الضابط:
* أنا الفنانة تحية كاريوكا.
= أهلاً وسهلاً يا فندم نورت بلدك… ومين اللي مع سيادتك دا.
* دا الحاج محمد العتال… صاحب عربيات نقل واخداه المزرعة بتاعتنا في
الإسماعيلية هايتفق على نقل الفاكهة علشان يحملها ويجبها مصر.
= اتفضلوا.
أودعت تحية أنور السادات لدى شقيقتها مريم، وطلبت منها أن يختبئ عندها
في المزرعة، ويعمل تحت اسم «الحاج محمد العتال» على ألا يغادر المزرعة إلا
إذا طلب هو ذلك.
راح أنور السادات يودع تحية كاريوكا بنظرات بين الإعجاب والشجاعة،
محدثاً نفسه بأنها إنسانة غير عادية، ولا توجد فنانة لها اسمها وسمعتها، قد
تفعل ما فعلته تحية، فكان يمكن أن تضحي بكل شيء في لحظة واحدة إذا قُبض
عليه بصحبتها، غير أنها لم تعبأ بذلك كله، ولم تفكر في نفسها وما قد يحدث
لها، بل فكرت في إنقاذ شاب وطني مصري، ضحى بحياته ومستقبله لأجل مصر، ولن
تكون أقل وطنية منه.
ولاد البلد
عادت تحية إلى حياتها وفنها، حيث لم يكن أبو السعود الأبياري قد بدأ
في كتابة سيناريو الفيلم الجديد والحوار، فأنتهزت الفرصة وراحت تؤكد عليه
على معان فنية جديدة تريد أن تقدمها للسينما المصرية، بعيداً عن أفلام
القصور والفيلات وصالات الرقص:
= أيوا يا تحية ما أنا بعمل دا فعلا في أفلامي.
* أنا فاهمة لكن مهم جدا نأكد على شهامة وجدعنة ولاد البلد ودورهم
المهم في المرحلة اللي إحنا فيها دي… لازم يكون لهم دور.
= مش فاهم تقصدي إيه؟ عايزة فيلم سياسي؟
* خالص… مش عايزه الفيلم يكون له علاقة بالسياسة… لكن يبين بطريقة غير
مباشرة إيه الدور اللي لازم نعمله كولاد بلد… حتى مع بعضنا. إزاي نقف جنب
بعض في الظروف دي.
= مضمون جميل طبعاً… وإن كان صعب يمشي مع القصة اللي جايبها لي حسين
فوزي… بس أنا هاحاول أعمل دا. أنت دماغك كبيرة أوي يا تحية.
قبل أن يبدأ أبو السعود الإبياري في كتابة الفيلم، كان المنتج جبرائيل
تلحمي قد سبق بالتعاقد مع تحية على بطولة فيلم جديد من تأليف كمال سليم
وإخراجه بعنوان «ليلة الجمعة»، كتب له الحوار بديع خيري وشاركها بطولته
أنور وجدي والمطرب إبراهيم حمودة، ومعهم أميرة أمير وبشارة واكيم وإسماعيل
ياسين وماري منيب وعبد الفتاح القصري. أُنجز تصوير الفيلم في زمن قياسي،
حيث كان المخرج كمال سليم مرتبطاً بفيلم آخر مع أستوديو مصر كتب قصته
أيضاً، وسيؤدي فيه أنور وجدي دور البطولة أمام المطربة ليلى مراد.
لم يمر أسبوعان إلا وكان أبو السعود الإبياري قد أنتهى من كتابة فيلم
«أحب البلدي» وبدأ حسين فوزي تصويره، ليشارك تحية كاريوكا في بطولته أنور
وجدي ومحمود المليجي وعبد االفتاح القصري وزوز شكيب، والمنولوجست الشاب
محمود شكوكو الذي قدمه نيازي مصطفى للسينما قبل عامين، وأثبت نجاحاً
كبيراً.
وبينما هم يصورون الفيلم دخل أنور وجدي وعلى وجهه علامات الحزن، على
غير عادته المرحة التي تعودها الجميع منه داخل وخارج الأستوديو، وهو ما لفت
انتباه تحية:
* إيه يا أنور مالك مش زي عوايدك؟ فيه حاجة حصلت؟
= مصيبة يا تحية مصيبة!
* يا ساتر يارب… مصيبة إيه؟
= كمال سليم.
* المخرج… ماله؟
= كمال سليم مات يا تحية… مات.
* يا مصيبتي! كمال سليم مات… مش ممكن إزاي وأمتى وفين؟ دا مات في
حادثة؟
= لا أبداً كان قلبه تعبان بس ما كنش بيرضى يقول لحد… وزي ما يكون كان
حاسس أن عمره قصير. كان بيشتغل زي المجنون… نفسه يخرج اللي جواه قبل ما
عمره يخلص.
* لا إله إلا الله. دنيا غريبة. دا لسه مخلصين فيلم «ليلة الجمعة»
وكان فرحان بيه أوي.
= وكان بيحضر معايا أنا وليلى مراد فيلم جديد اسمه «ليلى بنت
الفقراء».
لم يُخرج تحية من حزنها على رحيل كمال سليم سوى فرحتها بنجاح فيلمها
الأخير معه «ليلة الجمعة» الذي عرض مباشرة قبل فيلم «أحب البلدي» الذي نجح
أيضاً، ليس فحسب بسبب الطابع الكوميدي المسيطر عليه، لكن للمعنى الذي قصدته
تحية كاريوكا من خلال الفيلم، وكتبه أبو السعود الإبياري، وهو قيمة تكاتف
أولاد البلد.
لقاء الوطنية
علمت تحية كاريوكا صدفة أن حكمت فهمي خرجت من السجن بعدما قضت فترة
العقوبة بما يزيد على العامين، غير أنها لم تكن موجودة في أي من الأماكن
التي كانت تتردد عليها قبل دخولها السجن، سواء للعمل أو الجلوس فيها، وكأن
الجميع خافوا الاقتراب منها كي لا تسبب لهم مشاكل، على اعتبار أنها سجنت في
قضية سياسية، بل وقضية «تجسس» حتى لو كان الغرض منها وطنياً، لكن يكفي أنها
ضد الإنكليز.
زارت تحية كاريوكا فوراً حكمت فهمي في منزلها، وأخذت معها باقة زهور
كبيرة لتهنئتها بالخروج والعودة إلى حياتها:
= اللي شفته في السجن كان فظيع فظيع يا تحية.
* باين عليك اتعذبتي كتير.
= اللي عمالين يغنوا بالديمقراطية ليل ونهار وإنهم بلد الحرية… هم أول
ناس بيمارسوا القهر والذل على غيرهم. يخلو الإنسان يكفر بأن فيه حاجة اسمها
حرية أو ديمقراطية في العالم.
* بس اللي عرفته إن ما فيش أي تهمة ثبتت عليك. إزاي تفضلي في السجن
الفترة دي كلها؟
= دا لا تحقيق ولا حاجة لحد ما تعبت ورحت مستشفى السجن… المهم انك
تعترفي على نفسك وبس. تخيلي مين اللي جه حقق معايا بنفسه؟
* مين؟
= بعتولي تشرشل علشان ياخد مني اعتراف بأني كنت بتجسس لحساب الألمان.
بس لا عرف ياخد معايا حق ولا باطل فرجعوني تاني المستشفى.
* سيبك من كل دا. أنت لازم ترجعي تشتغلي وبسرعة.
= تفتكري أقدر يا تحية.
* لازم تقدري… ما تخليش اللي حصل يكسرك. أنت أقوى منهم. لازم ترجعي
تاني… وأنا معاك مش هاسيبك.
= مش عارفة أقولك إيه يا تحية. بجد أنت إنسانة عظيمة يا تحية وشجاعة…
تعرفي أنت الوحيدة من كل اللي أعرفهم اللي زارني لحد دلوقت.
* فيه ناس كتير ما تعرفش أنك خرجت… أنا عرفت بالصدفة. بس صدقيني أول
ما يعرفوا هايتلموا كلهم حواليك لأننا كلنا عايزين حكمت فهمي بتاعة زمان
ترجع تاني.
= فاكره أنور السادات اللي كان معايا في القضية واتسجن؟
* أيوه فاكراه.
= سمعت أنه هرب من السجن قبل ما أخرج. ما تعرفيش حاجة عنه؟
* لا أبداً… أنا يا دوب فاكره اسمه.
لم تشأ تحية أن تخبر حكمت فهمي بأنها تعرف أنور السادات والمكان الذي
يختبئ فيه، ليس شكاً في وطنيتها بل كي لا تجلب المزيد من المشاكل عليه.
ولكن لم يمر وقت طويل حتى ألغيت الأحكام العرفية من مصر… فقد انتهت الحرب.
انتهت الحرب في أوروبا بسيطرة قوات الاتحاد السوفياتي على برلين،
والاستسلام غير المشروط من الألمان في الثامن من مايو 1945، كذلك هزمت
الولايات المتحدة الأميركية البحرية اليابانية.
بدأت الهزائم تلحق بدول المحور منذ عام 1942، بعد هزيمة اليابان في
معارك بحرية عدة، وهزيمة قوات المحور في شمال أفريقيا و{ستالنغراد» وفي عام
1943، وبعد هزائم لحقت بالألمان في أوروبا الشرقية وغزو قوات التحالف
إيطاليا الفاشية، وانتصارات الأميركيين في المحيط الهادئ، بدأ المحور في
الانسحاب على جميع الجبهات. في عام 1944، وصل الحلفاء إلى فرنسا، واستطاع
الاتحاد السوفياتي استعادة الأراضي كافة التي استولى عليها الألمان.
مع نهاية الحرب بدأن تلمع أسماء عدد كبير من المخرجين أمثال أحمد
بدرخان، هنري بركات، إبراهيم عمارة، أحمد كامل مرسي، حلمي رفلة، كمال
الشيخ، حسن الإمام، كامل التلمساني، وأنور وجدي الذي بدأ حياته كمخرج
بمغامرة إخراج فيلم «ليلى بنت الفقراء» الذي كان من المفترض أن يخرجه كمال
سليم قبيل رحيله، وهو ما شجعته عليه بطلة الفيلم ليلى مراد، خصوصاً أنه
أيضاً منتجه.
جاء النجاح الذي حققته تحية كاريوكا في فيلميها السابقين «ليلة
الجمعة» و{أحب البلدي» دافعاً قوياً لتهافت المخرجين والمنتجين عليها،
فتعاقدت في العام نفسه على فيلمين جديدين تؤدي فيهما دور البطولة، غير أن
حالة الاستسهال فرضت على المخرجين استغلال نجاح «توليفة» بعينها في الأعمال
التي قدمتها تحية، وربما بالأبطال أنفسهم، فقدمها المخرج عبد الفتاح حسن في
«ليلة الحظ» الذي كتب له الحوار بديع خيري، وشاركها بطولته أنور وجدي
وبشارة واكيم وإسماعيل ياسين وماري منيب، ورجاء عبده، كذلك أعاد المخرج
حسين فوزي تقديمها في فيلم مأخوذ عن قصة كتبها الفنان زكي إبراهيم «الصبر
طيب» وعلى رغم أن اختيار الفنانين حق أصيل للمخرج، ومعه إذا لزم الأمر
المنتج، إلا أن هذه كانت المرة الأولى التي تطلب فيها تحية ممثلاً بعينه
ليشارك معها في بطولة الفيلم، ليس في دور الفتى الأول أو البطولة، بل في
دور ثان من بين الأدوار الثانية الكثيرة، وهو الأمر الذي أثار انتباه
المخرج حسين فوزي:
= ومين يبقى سعيد الحظ دا اللي أنت طالباه بالاسم؟
* الأستاذ زكي رستم. الراجل دا من ساعة ما شفت له فيلم الشريد من تلات
سنين وأنا نفسي اشتغل معاه… فنان بجد.
= برافو عليك.. تعرفي إني بحب الفنان دا أوي.. والله أنت بنت حلال.
* قديمة!
= لا بجد… أصل الأستاذ زكي رستم بيصور في البلاتوه اللي جنبنا… استني
دقيقة واحدة.
خرج حسين فوزي ليحضر زكي رستم، غير أنه عاد بدونه وعلى وجهه علامات
الضيق:
* إيه مش موجود؟
= لا موجود بس رفض يجي قاللي إنه مابيسبش البلاتوه إلا لما بيخلص
شغله.
* هو بيصور إيه.
= بيعمل فيلم «هذا جناه أبي» مع بركات بطولة بنت جديدة جابتها آسيا
داغر من لبنان اسمها «صباح».. بس خلاص اعتبريه معأنا في الفيلم.
بالفعل شارك زكي رستم في بطولة الفيلم الرابع الذي أنهت به تحية
كاريوكا عام 1945.
البقية في الحلقة المقبلة
الجريدة الكويتية في
30/07/2012 |